تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دليل جديد على أن الإسراء والمعراج تم بالروح والجسد



أبو وئام
2012-03-19, 05:14 AM
السلام عليكم
مو المقرر ان جل العلماء يرون أن الإسراء والمعراج تم بالروح والجسد لأدلة كثيرة وقوية و أن هناك من حكم أن الإسراء والمعراج تم بالروح دون الجسد مستندا إلى أدلة أخر وقال قسم ثالث حاول التوفيق بإن الإسراء كان بالجسد وأن المعراج كان بالروح
وكل ذلك مُقرر ومُوضح في مظانه فليُرجع إليه

الدليل القوي إن شاء الله, انقدح في ذهني أثناء مطالعتي وبحثي في مسألة رؤية الله في المنام والتي أشبعها العلماء بحثا وتأصيلا فلتُراجع أيضا,

الدليل هي الأحاديث المشهورة في رؤية الله في المنام الذي روي عن جمع من الصحابة كابن عباس ومعاذ بن جبل وأبي أمامة وأبي هريرة وثوبان و ابن عمر وآخرين ونقله عنهم جمع من الحفاظ وعلق عليه علماء الإسلام كحديث اختصام الملأ الأعلى الذي رواه الترمذي وحديث " رأيت ربي في المنام في أحسن صورة "

ومن المقرر أن العلماء قرروا أن الروح تنفصل عن الجسد حال النوم ــ الموتة الصغرى ــ وليراجع ما قاله ابن القيم في المسألة

الخلاصة لما كانت رؤية النبي لله عز وجل في المنام ممكنة وأنه ليلة الإسراء والمعراج لم يتمكن النبي محمد عليه ازكي الصلوات, من رؤية الله ـ حينما فرض عليه وعلى الناس الصلوات المفروضة ـ نستج وجود اختلاف بين الحالتين ففي الأولى كان الروح هي التي ابصرت وهي قد انفصلت عن الجسد بسبب النوم وفي الحالة الثانية لم يُمكن من الرؤية لوجود الجسد والروح معا

والله أعلم

ملاحظة : حاولت الإيجاز ما استطعت، ولا يعدم الملتقى من إخوة فضلاء يُنَكِتون على رأيي بالتوضيح والرد والتعقيب
جزى الله خيرا الجميع

أبو الفداء
2012-03-19, 07:06 AM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله أخي الفاضل. من أحسن ما يكون من طالب العلم أن يجتهد في استخراج الأدلة الجديدة لنصرة قول قديم في مسألة من المسائل (ما كان في ذلك متجردا من الهوى ومن الاعتقاد قبل الاستدلال)، ففي هذا تقوية للحجة ورياضة لملكة الاستدلال عند الباحث، فجزاك الله خيرا.
لكن الذي يظهر لي أن هذا استدلال غير صحيح، لأنه يستلزم ما ليس بلازم، ويخلط بين الوقوع والإمكان. فنحن نتفق على أن الروح يمكن أن ترى الله تعالى في المنام على ما هو مقرر عند أهل العلم، ولكن لا يلزم من ذلك وقوع تلك الرؤية في كل مرة يُعرج بتلك الروح إلى السماء السابعة. فقولك بدلالة عدم الوقوع على كون المعراج بالجسد والروح معا، استدلال بلزوم ما لا يلزم.
ولبيان محل الخلل في هذا الاستدلال بالتعبير المنطقي، فلو قلنا إن الصفة الذاتية (أ) يمكن معها وقوع الفعل على الوصف (س) أو الوصف ( ص)، بينما لا يمكن مع الصفة الذاتية (ب) إلا أن يقع الفعل نفسه على الوصف ( ص) دون غيره، لم يكن في وقوعه على الوصف ( ص) طريق للاستدلال على أن الذات التي وقع منها الفعل كانت على الصفة (ب) وليس (أ).
أ -----> (س أو ص)
ب ----> ( ص)
إذن ، "ص" لا تستلزم "ب".
فسواء كان الذي عرج به (كوصف ذات) هو الجسد والروح (الصفة "ب") أو الروح وحدها (الصفة "أ")، ففي كلتا الحالتين يمكن أن يقع العروج لتلك الذات على وصف مفاده "عدم وقوع الرؤية لله تعالى تحققا" ( ص)، والقاعدة أنه إذا تطرق الاحتمال بطل الاستدلال (أي إذا تساوت الكفتان في الاحتمال كما هو الشأن هنا)، لذا فلا يصح أن يكون مجرد عدم الوقوع دليلا في المسألة، والله أعلم.
--------
ملحوظة: مادة البحث في هذا الموضوع مقصورة على الدليل المبحوث بعينه وما إذا كان يؤدي المطلوب أم لا، أما بحث المسألة نفسها (والصواب فيها أن الإسراء كان بالروح والجسد جميعا) فليس ههنا محله، فليتنبه الإخوة إلى ذلك.