المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماهو وجه التقديم و التأخير في هاتين الآيتين



أبو سعد المراكشي
2012-03-05, 06:32 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني و أحبابي اسأل الله أن يجمعني بكم في الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم آمين.
قد استشكل علي أمر في كتاب الله تعالى، ورجعت إلى كتب التفسير فلم أظفر بشيء، ولعل الأمر مرتبط بلمسة بيانية، فلعلكم تفيدوا أخاكم جزاكم الله خيرا.
سؤالي هو: لماذا قدم الحق تبارك و تعالى قوله: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون، على قوله: وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء.
أفيدوني جزاكم الله خيرا فقد أعياني البحث ولا أدري أين أبحث، ولعلكم تدلوني على مرجع أنهل منه بارك الله فيكم و أحسن عاقبتكم في الدارين

أبو سعد المراكشي
2012-03-05, 07:11 PM
بعبارة أخرى لماذا قدم الباري سبحانه النهي عن الفساد على الأمر بالإيمان؟ هو سؤال مهم في بابه لمن عقله، و لعل أثر إرسال النبي صلى الله عليه و سلم لسيدنا معاذ بن جبل إلى اليمن مرتبط بفتح مغاليق هذه الآية، هذا ما قاله لي شيخي الجليل إسماعيل الشرقاوي حفظه الله و رعاه و أمتع به، في إشارة لطيفة منه لممساعدتي على البحث عن الإجابة، لكني لم أستوعب المعنى، فلعل إخواني يكرموننا بما تيسر لديهم و ما زال البحث جاريا و لعلي أنقل لكم ماتوصلت إليه، ساعدوني جزاكم الله خيرا

أبو سعد المراكشي
2012-03-06, 05:43 PM
أرجو التفاعل و إجابتي عن سؤالي بارك الله فيكم

ربا
2012-03-07, 08:03 AM
,, ]الاية 11 من البقرة ( واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون)ولو نظرنا الى الاية 13 (واذا قيل لهم ءامنوا كما ءامن الناس قالوا انؤمن كما ءامن السفهاء)هنا الايتين متتاليتين وبدايتهما واحدة(واذا قيل لهم)مما يحدث لبس والعلامة هنا اننا نتذكر دوما ان تقديم الدعوة لعدم الافساد في الارض قبل الدعوة الى الايمان لان الايات السابقة لهذه الايات تتحدث عن المنافقين الذين كانوا يظهرون الايمان ويبطنوا الكفر ويوقعوا الدسائس والفتن ليردوا المسلمين عن دينهم فكان هذا من الافساد في الارض اذن فدعوتهم الى عدم الافساد في الارض مقدم على دعوتهم للايمان ـ هذا ليس تفسير وانما هي علاماتـ وحتى اربط باخر الايات فمع كونهم يفسدون فهم لا يشعرون ومع كونهم سفهاء فهم لا يعلمون .
منقول من تفريغ لشرح إحدى الداعيات للسورة (أم أيمن-شبكة المسك الإسلامية)

أبو سعد المراكشي
2012-03-07, 10:18 PM
جزاكم الله خيرا أختي ربا، أحسن الله إليك.
ألا يمكن أن يكون لها توجيه من باب التخلية قبل التحلية؟
أريد الاستزادة من علم أهل مجلسنا العلمي الموقر، بارك الله فيكم

سحاب محمد
2012-03-07, 11:14 PM
" لأن النفاق وما فيه من البغي المؤدي إلى الفتنة والفساد في الأرض أمر دنيوي مبني على العادات، معلوم عند الناس، خصوصا عند العرب في جاهليتهم، وما كان قائما بينهم من التغاور والتناحر والتحارب والتحازب، فهو كالمحسوس المشاهد.
أما أمر الديانة والوقوف على أن المؤمنين على الحق وهم على الباطل يحتاج إلى نظر واستدلال حتى يكتسب الناظر المعرفة.
انظر أخي الكلام السابق في تفسير الكشاف للزمخشري ص 183 ط مكتبة العبيكان

وانظر أخي في اللباب في علوم الكتاب لابن عادل الدمشقي ص 359
انظر هذه الصورة
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.gulfup.com/show/X191bc175q0u)

ربا
2012-03-08, 08:13 PM
يقول أثير الدين الأندلسي في تفسيره المسمى بالبحر المحيط (ولما نهاهم تعالى عن الإفساد أمرهم بالإيمان لأن الكمال يحصل بترك ما لا ينبغي وبفعل ما ينبغي ، وبدئ بالمنهي عنه لأنه الأهم ، ولأن المنهيات عنها هي من باب التروك ، والتروك أسهل في الامتثال من امتثال المأمورات بها .)

أبو سعد المراكشي
2012-03-09, 03:53 AM
نوجيه جميل جداأخي سحاب و أختي ربا، شكر الله لكما و أحسن إليكما.
مازلت بانتظار الإخوة، فلعل الله ييسر فتخرج نفيسة لإخواننا ننتفع بها في الدارين
جزاكم الله خيرا

ربا
2012-03-09, 05:33 PM
في تقديم النهي عن الفساد على الأمر بالإيمان، قيل: لأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، فالتخلية مقدمة على التحلية.
منقول من موقع (إمام المسجد)

أبو سعد المراكشي
2012-03-09, 09:03 PM
هو ذاك أختي الفاضلة، ولعل هذا ما غمزت به آنفا
لكن نفسي لم تقنع، بل أنا متأكد من إتحاف إخواننا بشيء جديد، فلعلهم يدلوا بدلوهم
جزاكم الله خيرا

ربا
2012-03-09, 11:41 PM
هي دعوة للتأمل

أبو سعد المراكشي
2012-03-10, 01:09 AM
لعله فقه الدعوة

شارب الذهب
2012-03-10, 12:21 PM
الاخ الفاضل : حقيقة هذا السؤال ملغز و يستحق البحث و الاجتهاد و قد بحثت في عدة كتب من كتب التفاسير عن الجواب على سبب التقديم الذي ذكرت ولكن لم اجد تعليل مباشر ولكن من الممكن ان انقل لك بعض ما توصلت اليه :
جاء في تفسير البيضاوي ما يلي :
(و اذا قيل لهم امنوا ). من تمام النصح و الإرشاد فان كمال الايمان بمجموع الأمرين : الأعراض عما لا ينبغي و هو المقصود بقوله ( لاتفسدوا ) و الإتيان بما ينبغي و هو المقصود بقوله ( امنوا ) .
و جاء في تفسير روح البيان :
( و اذا قيل لهم ) من طرف المؤمنين بطريق الامر بالمعروف اثر نهيهم عن المنكر إتماما للنصح وإ كمالا للإرشاد فان كمال الايمان بمجموع الأمرين الاعراض عما لا ينبغي و هو المقصود بقوله تعالى ( لاتفسدوا في الارض ) و الإتيان بما ينبغي
و هو المطلوب بقوله تعالى ( امنوا ) .
و جاء في تفسير النسفي :
( و اذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا أنؤ من كما امن السفهاء )
نصحوهم من وجهين : احدهما تقبيح ما كانوا عليه لبعده عن الصواب و جره الى الفساد و ثانيهما تبصيرهم الطريق الاسد من اتباع ذوي الأحلام فكان من جوابهم ان سفهوهم لتمادي جهلهم و فيه تسلية للعالم مما يلقي من الجهلة.
اخي الفاضل هذا مجرد سرد لبعض ما جاء في بعض التفاسير ولكن اعتقد ان المعنى المطلوب اعمق من ذلك خاصة اذا استخدمنا حديث بعث معاذ رضي الله عنه الى اليمن هناك اشارت ومفاتيح خفية يجب ان نبحث عنها للوصول الى المطلوب ولا زلت ابحث عن جواب هذا السؤال الملغز وان شاء الله أحاول الاجتهاد للربط بينه وبين الآيات حتى ولو كانت الاجابة ليست هي المطلوبة ولكن المهم ان نجتهد ونبحث حتى نصل الى ما يقرب من الجواب ان لم نصل الى الجواب نفسه .
و ان شاء الله نحاول قدر الإمكان والله المستعان
ارجو المعذرة في كتابة الآيات الكريمة فانا استخدم جهاز الايبباد و لا استطيع ان اكتب الآيات الكريمة من برنامج المصحف اسأل الله المغفرة . و السلام .*

أبو سعد المراكشي
2012-03-10, 01:38 PM
أحسنت أخي شارب الذهب و أسأل الله أن يبارك فيك، جزاك الله خيرا على اهتمتمك و مرورك العطر
أسأل الله أن ييسر أمورك، ماذكرت فيه تلميحات وإفادات مهمة، جزى الله بالخيرات علماءنا وجزاهم عن المسلمين خيرا

ربا
2012-03-10, 03:17 PM
ألا يمكن أن يقال أن الفساد شر عام والإيمان خير خاص فقدم النهي عن الشر العام على الأمر بالخير الخاص من باب تقديم المصلحة العامة على الخاصة؟
هو جواب انقدح في ذهني ولا أجزم بصحته بل أحتاج لتوجيهكم لكن قلت لعله أحد الأجوبة عن هذا السؤال الذي يحتاج لبحث ونظر ،وبإذن الله سأحاول قدر المستطاع في البحث عن إجابة له فأنا أفكر فيه وأبحث عن إجابته منذ تقريبا مارأيتك قد طرحته ياأخي الفاضل.

شارب الذهب
2012-03-10, 06:00 PM
جزاك الله خيرا يا اخت ربا .
كلنا نحاول الوصول للإجابة ولكن لا نستطيع ان نجزم بشيء .
أيضاً أنا انقدح في ذهني جواب بعد مراجعة الآيات ولا ادري ان كان صحيحا ام لا*
بمراجعةالايات الكريمة نجد ان سورة البقرة بدات بذكر المؤمنين المتقين و صفاتهم في اربع آيات ، ثم ذكرت السورة الكريمة الكافرين في ايتين ثم ذكرت المنافقين في ثلاث عشرة أية و هذا دليل على خطرهم فبدأت آيات المنافقين بقوله تعالى*
( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين )
( يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون )
( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون )
هذه الآيات الثلاث تبين ادعاء هؤلاء المنافقين للإيمان فهم يقولون آمنا بالله وباليوم الاخر . فليس من المنطقي ان يأتي بعد هذه الآيات قوله تعالى*
( واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس ) لانهم يدعون الايمان اصلا فكيف يقال لهم بعد هذه الآيات امنوا . بل يجب ان تقام عليهم الحجة اولا والتي تفضح نفاقهم ثم بعد ذلك يتم دعوتهم الى الايمان الحقيقي الصادق .
لذلك جاء قوله تعالى ( واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون)*
ففي هذه الآية تنبيه لهم بان ادعائهم للإيمان يناقضه فعلهم الذي هو الافساد في الارض والذي هو كما قال المفسرون مولاة اليهود و مناصرتهم وهذا من الإفساد في الارض لانهم يكيدون للمسلمين في الخفاء وبذلك يكون ضررهم على المسلمين اعظم من ضرر اليهود والمشركين لان هؤلاء عداواتهم معلنة اما المنافقون فعداوتهم خفية لذلك بعد ان بين سبحانه ان عملهم هذا والذي هو إفساد في الارض نقيض للإيمان الصحيح الذي هو اعتقاد صادق و قول وعمل دعاهم الى هذا الايمان الصحيح بعد ان اقام عليهم الحجة ببطلان إيمانهم الزائف.
و الإيمان الصحيح الذي دعاهم اليه هو ماتضمنه قوله تعالى*
( واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا أنؤمن كما امن السفهاء )
والناس هنا كما قال المفسرون هم المؤمنون الذين امنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ونبوته وما جاء به من عند الله وهم الصحابة رضوان الله عليهم .
لذلك كانت أية( واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض 11 ) أية تفصل بين(الاية رقم 8 ) و هي اية ادعائهم للإيمان الزائف *و بين (الاية رقم 13) والتي تدعوهم للإيمان الحقيقي الصادق*
هذا و الله اعلم.ملاحظة : ليس هذا تفسيرا استغفر الله لانه كما جاء في بعض كتب التفسير ان *من قال في القران برايه فليتبوأ مقعده من النار و لكن هو مجرد اجتهاد للوصول الى أجابه لسؤال طرحه احد المشايخ على احد طلاب العلم ونحن نجتهد في البحث عن الاجابة لحين وصول الاجابة الصحيحة من صاحب السؤال فارجو من كل من يطالع هذه الردود ان ينتبه الى هذه الملاحظة والله المستعان0*
والموضوع *له بقية ان شاء الله للربط باحاديث *بعث معاذ بن جبل الى اليمن و هي ثلاثة احاديث. و الله المستعان .*

أبو سعد المراكشي
2012-03-10, 06:37 PM
أحسن الله إليكم، وسددكم
لا حرمكم الله الأجر، أثريتم الموضوع و أفرحتم قلبي، لعلني أستزيد إشارات من الشيخ إسماعيل الشرقاوي غدا بعد صلاة الفجر إن شاء الله فنتمم الفوائد و نخرج بأمور عظيمة و فوائد نفيسة، جزاكم الله الفردوس الأعلى من الجنة.
بانتظار مشاركات مشايخنا في المجلس ولو بكلمة طيبة أو توجيه أو دعاء، أحسن ربي للجميع الخاتمة، اللهم آمين

ربا
2012-03-10, 06:39 PM
ماذكرته أخي هو شبيه بما نقلته لكم في أولى مشاركاتي في هذا الموضوع
لازال البحث جاريا
بوركت ووفقت.

أبو سعد المراكشي
2012-03-10, 07:38 PM
أحسن الله إليك أختي الكريمة و أجزل للجميع المثوبة، اللهم آمين

شارب الذهب
2012-03-10, 08:40 PM
الله المستعان .
سوف أورد احاديث بعث معاذ بن جبل رضي الله عنه الى اليمن حتى نرى اذا كنا نستطيع ان نربطها بالايات السابقة مجرد اجتهاد ومحاولة :
حين بعث معاذ بن جبل إلـى الـيـمن فخرج يـمشي فـي ظلراحلة معاذ وهو راكب لأمره صلى الله عليه وسلّم له بذلك فمشى معه ميلاً كما عندأحمد وأبـي يعلـى وابن عساكر (ثم قال له: إنك ستـجد قوماً زعموا أنهم حبسوا)وقـفوا (أنفسهم لله) وهم الرهبـان (فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له) لكونهملا يقاتلون ولا يخالطون الناس لا تعظيـماً لفعلهم بل هم أبعد عن الله لأنهم يحسبونأنهم علـى شيء وما هم.

اسم الكتاب: شرح الزرقاني على موطأ مالك
رقم الجزء: 3
رقم الصفحة: 10
نرى في هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم وجه معاذ بن جبل الى ان يترك هؤلاء الرهبان لانهم يعتقدون انهم على الحق بحبسهم انفسهم في الصوامع وهم ليسوا على شيء وقد وضح الزرقاني في شرحه نقطة مهمة قد تساعدنا في الربط باية سورة البقرة و ذلك بقوله في معنى قوله صلى الله
عليه وسلم( فذرهم وما زعموا انهم حبسوا انفسهم له )
وقد فسر الزرقاني سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله ( لكونهم لا يقاتلون ولا يخالطون الناس )
بمعنى ان ضلالهم وكفرهم يقتصر ضرره عليهم ولا يتعداه الى احد من الناس فهم في عزلة من الناس لذلك فجانب الفساد مأمون من ناحيتهم سواء فكريا وعقديا واجتماعيا يعني كان ليس لهم وجود في المجتمع فجانبهم مامون وهم في الغالب يتخذون صوامعهم في اماكن نائية عن الناس فلذلك لم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من معاذ بن جبل محاججتهم او مناظرتهم بل امره بان يدعهم وما يعتقدون وهم كما قال الزرقاني ليسوا على شيء مع انهم يعتقدون انهم على الهدى والصلاح ومع ذلك لم يامرهم بشيء و لم ينهاهم عن شيء .
اما المنافقون الذين جاء ذكرهم في سورة البقرة هم ايضا يظنون انهم مصلحون وانهم على شيء ولكن القران الكريم دعاهم الى التخلي عن اعتقادهم الباطل والاعتراف بانهم مفسدون لانه لا يمكن ان يتحقق الايمان الصحيح الا بالتخلي اولا عن الاعتقاد الخاطئ ثم بعد ذلك اعتناق الاعتقاد الصحيح وهو الايمان الخالص بالله والايمان بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم ودعاهم للتخلي عن اعتقادهم الفاسد لانهم يخالطون الناس وبالتالي فان فسادهم يتعدى الى غيرهم بعكس اؤلئك الرهبان الذين جاء ذكرهم في الحديث الشريف فشتان في التعامل مع من يقتصر فساده وضلاله على نفسه ومن يتعدى فساده بحيث يضر بغيره من المسلمين خاصة اذا كان هذا الضرر بطرق غير ظاهرة لانها اساليب يغطيها النفاق الذي ظاهره الايمان وباطنه الكفر ,
هذا والله اعلم . هناك ايضا حديثان في بعث معاذ رضي الله عنه ولهما دلالات مختلفه عسى الله ان ييسر لمعرفة دلالاتهم ، والله اعلم .

شارب الذهب
2012-03-10, 09:17 PM
الحديث الثاني من فتح الباري شرح صحيح البخاري :

1496-
حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا زكرياء بنإسحاق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد مولى ابن عباس عن ابنعباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثهإلى اليمن إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلاالله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمسصلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقةتؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهمواتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب
قال ابن حجر في شرح هذا الحديث
ووقعت البداءة بهما اي بالشهادتين لأنهما أصل الدين الذيلا يصح شيء غيرهما إلا بهما فمن كان منهم غير موحد فالمطالبة متوجهة إليه بكلواحدة من الشهادتين على التعيين، ومن كان موحدا فالمطالبة له بالجمع بين الإقراربالوحدان ية والإقرار بالرسالة، وإن كانوا يعتقدون ما يقتضي الإشراك أو يستلزمهكمن يقول ببنوة عزير أو يعتقد التشبيه فتكون مطالبتهم بالتوحيد لنفي ما يلزم منعقائدهم.
واستدل به من قال من العلماء إنه لا يشترط التبري من كلدين يخالف دين الإسلام خلافا لمن قال إن من كان كافرابشيء وهو مؤمن بغيره لم يدخل في الإسلام إلا بترك اعتقاد ما كفر به، والجواب أناعتقاد الشهادتين يستلزم ترك اعتقاد التشبيه ودعوى بنوة عزير وغيره فيكتفى بذلك،واستدل به على أنه لا يكفي في الإسلام الاقتصار على شهادة أن لا إله إلا الله حتىيضيف إليها الشهادة لمحمد بالرسالة وهو قول الجمهور.انتهى كلام ابن حجر ,,,,,, قلت انا :
بمعنى انهم مع كونهم اهل كتاب الا انه لا يلزم منهم التبري من اعتقاداتهم الباطلة والتخلي عنها والاقرار بذلك قبل الاقرار بالشهادتين بل يكفي ان يقروا بالشهادتين لانه كما قال ابن حجر بان اقرارهم بالشهادتين يستلزم ترك اعتقاد التشبيه ودعوى بنوة عزير و غيره هذا بالنسبة لاهل الكتاب و ايضا الكفار والمشركين .
اما اهل النفاق الذين ذكروا في سورة البقرة فانه ينبغي اولا ان يتخلوا عن اعتقادهم الفاسد بانهم مؤمنون لان ايمانهم غير حقيقي ثم بعد ذلك عليهم الادانه بالايمان الصحيح اي يجب التدرج معهم على مرحلتين لانهم يدعون الايمان بداءة و هو ايمان فاسد لذلك لا يطلب منهم الايمان بداءة بل التخلي اولا ( واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض) ثم الايمان ثانيا ( واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس )
هذا والله اعلم

شارب الذهب
2012-03-10, 09:38 PM
اتماما للفائدة ارى ان اورد الحديث الثالث في بعث معاذ بن جبل رضي الله عنه الى اليمن :
عائشة قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالكقال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم معاذ بن جبل الى اليمن فقال: «يا معاذ اتقالله، وخالق الناس بخلق حسن، وإذا عملت سيئة، فأتبعها حسنة»، قال: قلت: يا رسولالله، لا إله إلاَّ الله من الحسنات؟ قال: «هي أكبر الحسنات».
اسم الكتاب: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد
رقم الجزء: 6
رقم الصفحة: 37

قال أبو عمر: يريد بهذا اللفظ، لأنه قد ثبت عنه من حديثأنس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلّم معاذ بن جبل إلى اليمن فقال: يا معاذ اتقالله وخالق الناس بخلق حسن، وإذا عملت سيئة فأتبعها حسنة. قال: قلت يا رسول الله،لا إله إلا الله من الحسنات؟ قال: هي من أكبر الحسنات
اسم الكتاب: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد
رقم الجزء: 24
رقم الصفحة: 300

قال الباجي: وتحسين خلقه أن يظهر منه لمن يجالسه أو وردعليه البشر والحلم والإشفاق والصبر على التعليم والتودد إلى الصغير والكبير. قال:وقوله للناس وإن كان لفظه عاماً إلا أنه أراد بذلك من يستحق تحسين الخلق له فأماأهل الكفر والإصرار على الكبائر والتمادي على ظلم الناس، فلا يؤمر بتحسين الخلقلهم بل يؤمر بأن يغلظ عليهم
اسم الكتاب: تنوير الحوالك على موطأ مالك
رقم الجزء: 3 رقم الصفحة: 95 و لا ارى في هذا الحديث امكانية للربط بالايتين السابقتين والله اعلم .

صالح الطريف
2012-03-12, 07:41 AM
سأدلي بدلوي عل الله ينفعني بما قلت يوم ألقاه جل جلاله ..
ببساطة متناهية الإصلاح لايأتي إلا بعد ثروة إيمانية ..وهذا لعمري مايفعله أهل الإيمان ..
وبالمناسبة فإن المقصود بالآية "وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس .." المقصود بالناس هنا هم الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين ...
والمقصد أن نجتهد على إيماننا حتى يكون كإيمان الصحابة ...
وهذا الفهم للصحابة الكرام حيث جهد الإيمان لأن الحق تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه :" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "
فالهداية بالمجاهدة ..والمجاهدة هي مخالفة النفس تحت أمر الله ...
فالصحابة خالفوا أنفسهم ومشتهياتهم وآثروا ماعند الله فتحصلوا على الإيمان واستقاموا على أوامر الله ..
بعدها مباشرة بدأوا بعملية الاصلاح الشاملة في حياة البشرية بدءا من الإيمانيات ثم العبادات فالمعاملات ثم المعاشرات وأخيرا الأخلاق ...
والمنافقون ياأخي لم يجتهدوا على إيمانهم فلذلك هم مفسدون وإن ادعوا عكس ذلك ...
ولنعرض لهذا مثال ..فمن يريد إصلاح ارض ما فأولا يبدأ بالحراثة وتجهيزها بمايلزم ثم بعد ذلك يصلحها بالبذر الصالح فتخرج ثمارا طيبة ..
ولعل ماهو أقرب من هذا المثال الذي ضربه الرب تبارك وتعالى من الكلمة الطيبة وأنها كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ..
فالجهد أولا على الكلمة الطيبة كلمة التوحيد ثم بعد ذلك يخرج الساق والأغصان والأوراق والثمار ...فالإصلاح لايأتي إلا بعد جهد الإيمان ..وهذا عكس مايفعله اهل النفاق ...فلذلك بدئت الآيات بالافساد قبل الايمان ..!!!!
لعل الصورة اتضحت ...هذا ماعنّ لي في هذا الصباح واسأل اللهأن يرزقنا الإيمان وجهد الإيمان ..!!وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ..،،،،

ناصر صلاح
2012-04-04, 07:46 PM
لا ننسى أن أعظم فساد في الأرض هو الكفر و أن أعظم إصلاح في الأرض هو التوحيد و ولا يأتي الإصلاح إلا بعد الإنتهاء من الفساد. و لعل الآية الأولى أمر بالإنتهاء من الفساد والآيه الثانية أمر على الإقدام بالتوحيد, أي التخلية ثم التحلية. و فيه أن النفاق من الإفساد في الأرض والله أعلم.

أبو سعد المراكشي
2012-04-05, 03:17 AM
أحسنت أخي ناصر جزاكم الله خيرا
مازلنا ننتظر ما تجود به قريحة إخواننا و أساتذتنا و مشايخنا
بارك الله فيكم و أحسن إليكم

خالد الدرملى
2012-05-04, 04:22 PM
السلام عليكم



اخي الكريم : لقد قرأت الإجابات السالفة كلها وسعدت بها فكلها تتلمس من الفيض الإلهي وسوف أدور
حوله لعلي أتلمس مثلهم .
يقول المولى عز وجل [ الأعراب أشد كفرا ونفاقا ] فجمع سبحانه بين الكفر والنفاق ، وماجمع أبدا بين الإيمان والكفر أو النفاق ، ولذلك كان الفصل بين الأيتين أولا ثم قدم ذكر الفساد - وهو أحد خصال النفاق - على الإيمان لأن المؤمن إذا إستقر الإيمان في عقيدته لايفسد أبدا ، فكان هذا إشارة لهم بإصلاح ماأفسدوا قبل أن يؤمنوا ، والمقصود بالإصلاح الداخلي والخارجي .

​والله أعلم .

محب الحكمي
2012-05-05, 03:21 AM
أخي الكريم



كنت كتبت مشاركة مفصلة وقدر الله أن تضيع لسبب لا أعلمه



خلاصتها أن كلمة التوحيد نفي وإثبات


مقتضى النفي (( فمن يكفر بالطاغوت)) ومقتضى الإثبات ((ويومن بالله ))



فقدم الله ما ناسب مقتضى النفي في كلمة التوحيد وأتبعه ماناسب الإثبات فيها .



فقوله (( لا تفسدوا )) أي بالشرك والمعاصي وبث الإشاعات والأراجيف ونشر الشبهات في المجتمع الإسلامي والصد عن سبيل الله وموالاة الكفار في السر وكل ذلك مفصل بالحرف في القرآن .

(( لا تنفروا في الحر ))
(( بيوتنا عورة))
(( يلمزون المطوعين من المومنين في الصدقات ))
((ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا))
((يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة))
(( لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ))
(( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل))
وغير ذلك من السخرية من الصحابة والاستهزاء بهم وبث الفشل في صفوف المسلمين وحادثة الإفك مما هو كفر على كفر على كفر استحقوا به الدركات السفلى في جهنم .

خالد الدرملى
2012-05-08, 04:40 PM
السلام عليكم



أخي الكريم :
لقد وقعت على تأويل للأية من غير قصد مني أعتقد أن الله ساقه إلينا جميعا
وذلك أن الله ذكر الفساد أولا ليلفت نظر المقصودين فى الأية إلى الصلاح الموجود فى الكون وأن الله خلق
جميع الأشياء فى الكون صالحة لأن تؤدى المهمة المخلوقة من أجلها ، ولذلك جاء النهى لعدم الإفساد فى
الأرض ، لأن الإنسان طرأ على الكون وكل شيء صالح فى ذاته فإما أن يزيده صلاحا أو أن يتركه على صلاحه المخلوق عليه .
وبذلك أقيمت الحجة على المقصودين فى الأية ، ثم جاء ذكرالإيمان بعد ذلك ليكون هو الدليل إلي الطريق المستقيم بعد إقامة الحجة التى لايستطيع أن ينكرها أحد [ وهى وجود صلاح الأشياء صلاحا ظاهرا واضحا جليا ] قبل وجود أى بشر على الأرض .


​والله أعلى وأعلم