المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوريا الجهاد.. شعر أحمد الهلالي



أحمد عبد الله حسين
2012-02-29, 01:43 PM
سوريا الجهاد


أحمد عبدالله الهلالي



1 يَا وَيْحَ شَوْقِي! كَانَ لِلشِّعْرِ الوَتَدْ = يَبْكِي دِمَشْقَ[1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1) وَلاَ نَصِيرَ وَلاَ سَنَدْ


2 مَا كَفْكَفَ الدَّمْعَ الغَزِيرَ، وَقَالَهَا: = يَا قَوْمِ إِنَّ "الكَلْبَ حَافِظٌ"[2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2) الأَسَدْ

3 هُوَ حَافِظٌ لِخِيَانَةٍ وَعَمَالَةٍ = وَعَلَى الْخُطَى قَدْ سَارَ بَشَّارُ الوَلَدْ

4 يَا ضَيْعَةَ الأَسْمَاءِ فِي حُكَّامِنَا = قَدْ نَجَّسُوا مَا كَانَ مِنْهَا قَدْ حُمِدْ

5 هَلْ صَارَ بَشَّارٌ بِمَعْنَى جَازِرٍ = أَمْ صَارَ مَاهِرُ مَاكِرًا طُولَ الأَبَدْ

6 وَالْحِفْظُ بَاتَ خِيَانَةً وَالعَدْلُ مَعْـ = ـنَاهُ هُوَ القَتْلُ الشَّنِيعُ لِمَنْ سَجَدْ

7 أَسَدٌ عَلَى الشَّعْبِ الْمُطَالِبِ حَقَّهُ = وَمُسَالِمٌ عِنْدَ الَّذِي احْتَلَّ البَلَدْ

¯ ¯ ¯

8 تَارِيخَنَا أَمِطِ اللِّثَامَ عَنِ الوَغَى = وَانْظُرْ إِلَى الخَصْمَيْنِ وَاكْتُبْ فِي جَلَدْ

9 فَتِّشْ وَقَلِّبْ فِي الصَّحَائِفِ جَاهِدًا = وَاكْشِفْ لَنَا سَبَبَ العَدَاوَةِ وَاللَّدَدْ

10 وَأَجِبْ سُؤَالاً قَدْ أَقَضَّ مَنَامَنَا = وَتَحَيَّرَتْ فِيهِ العُقُولُ بِلاَ رَشَدْ

11 وتَسَاؤُلاتٍ مُرَّةً لاَ تَنْتَهِي = فِي عَقْلِنَا وَالذِّهْنُ مِنَّا قَدْ شَرَدْ

12 مَا سِرُّ هَذَا الظُّلْمِ مِنْ جَزَّارِهِمْ = وَمَنِ الأُلَى جَعَلُوهُ بِالْحُكْمِ انْفَرَدْ

13 هَلْ مَنْ يُقَتِّلُ شَعْبَهُ مِنْ شَعْبِهِ = وَهَلِ الَّذِي نَهَبَ البِلاَدَ مِنَ البَلَدْ

14 يَا كَلْبَ سُورِيَّا ارْتَحِلْ عَنْ شَعْبِنَا = نَحْنُ الأَحَقُّ بِهِمْ وَأَنْتَ الْمُزْدَرَدْ

¯ ¯ ¯

15 القَتْلُ يَسْتَشْرِي لَدَى سُورِيَّةٍ = كَالنَّارِ تَسْرِي فِي الْهَشِيمِ الْمُتَّقِدْ

16 وَالشَّعْبُ يُطْلِقُ صَرْخَةً مِنْ قَلْبِهِ: = أَيْنَ الْمُلُوكُ الْمُسْلِمُونَ؟ أَلاَ أَحَدْ!

17 يَزْدَادُ جُنْدُ الكَافِرِينَ ضَرَاوَةً = وَيَضِنُّ جُنْدُكَ يَا بْنَ دِينِي بِالسَّنَدْ

18 بَشَّارُ يَقْتُلُ بِالْمَدَافِعِ شَعْبَهُ = وَالشَّعْبُ أَعْزَلُ لاَ عَتَادَ مَعَ العَدَدْ

19 نَامَ الرَّئِيسُ وَنَامَ حُكَّامُ الدُّنَى = النَّافِثُونَ بِكُلِّ سِحْرٍ فِي العُقَدْ

20 وَشُعُوبُنَا لا تَسْتَسِيغُ مَنَامَها = مِمَّا تُشَاهِدُ مِنْ فَظَائِعِ مَا تَجِدْ

21 أسَنَكْتَفِي بِالشِّعْرِ نُنْشِدُهُ وَهَلْ = يُغْنِي البُكَاءُ عَنِ الْمُرَاقِ مِنَ الْجَسَدْ

22 يَبْكِي عَلَى شَامِ الْهَوَى بِكُوَيْتِهِ = وَأَنَا هُنَا أَبْكِي بِشِعْرِي فِي رَغَدْ

23 وَخَلِيجُنَا مَعَ مِصْرِنَا فِي تُونُسٍ = يَتَشَاوَرُونَ: نُرِيدُ إِنْقَاذَ الأَسَدْ

24 وَخُرُوجَهُ مِنْ سُورِيَا فِي مَأْمَنٍ = إِنَّا نَخَافُ إِذَا حَصَدْنَا مَا حَصَدْ

25 وَالكَلْبُ يَغْتَصِبُ العَذَارَى جُنْدُهُ = وَيُقَتِّلُ العَجْزَى وَيَمْضُغُ فِي الكَبِدْ

26 وَتَفَنَّنُوا فِي قَتْلِ أَطْفَالٍ لَهُمْ = فَبِأَيِّ ذَنْبٍ أَحْرَقُوا هَذَا الوَلَدْ

¯ ¯ ¯


27 قَدْ سِيمَ جِيلِي بِالعَذَابِ لأَنَّهُ = تَرَكَ الجِهَادَ وَمَاتَ عَنْهُ مَنِ اجْتَهَدْ

28 يَا شَعْبَ سُورِيَّا اثْبُتُوا بِجِهَادِكُمْ = لاَ تَعْجَلُوا فَالله آتٍ بِالْمَدَدْ

29 مَهْمَا تَعَالَى الظَّالِمُونَ عَلَيْكُمُ = فَمَصِيرُ جُنْدِ الظَّالِمِينَ إِلَى بَدَدْ

30 سَيَقُومُ مِنْ بَيْنِ الرُّفَاتِ مَعَاشِرٌ = لاَ يَرْهَبُونَ سِوَى إِلَهِهِمُ الصَّمَدْ

31 لَسْنَا نُدَعِّمُ حَازِمًا مِنْ كَوْنِهِ = هُوَ شَيْخَنَا.. لَكِنْ لأَجْلِ المُعْتَقَدْ

32 يَا حَازِمٌ سِرْ فِي طَرِيقِكَ رَاشِدًا = لا تَلْتَفِتْ لِمُخَذِّلٍ مَهْمَا حَقَدْ

33 سَنَسِيرُ خَلْفَكَ وَالإِلَهُ يُعِينُنَا = لِتَعُودَ مِصْرُ أَبِيَّةً رُغْمَ الحَسَدْ

34 وَإِذَا اسْتَقَرَّتْ مِصْرُ قُمْنَا بَعْدَهَا = لِنُحَرِّرَ الأَقْصَى وَسُورْيَا لِلأَبَدْ

35 لاَ صَوْتَ يَعْلُو فَوْقَ صَوْتِ الْحَقِّ إِلاَّ = مِثْلَمَا يَعْلُو عَلَى الْمَاءِ الزَّبَدْ



أحمد عبدالله الهلالي


الأحد 4 من ربيع الآخر 1433 هـ = 26/ 2/ 2012 م

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) وذلك في قصيدته الشهيرة إبَّان الاستعمار الفرنسي على بلاد الشام: "سلامٌ مِن صَبا برَدى أرَقُّ".

[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2) وكانت هذه ممازحة بينه وبين قرينه شاعر النيل "حافظ إبراهيم".