المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عِنْدَمَا .... عِنْدَها



ربيع الأديب
2012-02-06, 02:20 AM
عِنْدَمَا .... عِنْدَها

بقلم / ربيع السّملالي ( الأديب )

عندمَا نتركُ العنانَ لخيولِ الفكرِ تجري في صَحْرَاءِ التّوافِه
عندها :
إِذا كُنتَ لا ترضى بما قد جَرَى ... فَدُونَكَ الحبْلُ به فانشَنِقْ !
عندما نُهمِلُ بناءَ الأجيال الواعدة ونتفانى في بناءِ الدّور والقُصور
عندها :
يبني الرّجالَ وغيرُهُ يبْني القُرى ... شتّانَ بينَ قُرى وبينَ رِجالِ
عندما يموتُ عزِيزٌ لنا ، وحبيبٌ على قُلوبِنا
عندها :
جَاوَرتُ أعدائي وجاورَ ربّهُ ... شَتّانَ بينَ جِوارِه وجِواري
عندما نتمزّقُ ألماً و حزناً وهمّاً من أجلِ كلامِ أناسٍ تافِهينَ
عندهَا :
قُلْ مَا بَدا لَكَ مِنْ زُورٍ ومنْ كَذِبٍ ... حِلْمِي أصمُّ وَمَا أُذْنِي بِصَمَّاءِ
عندمَا تُظلّلنا سُحُبُ الغيظِ والضّيقِ والحَنَقِ
عندهَا :
وتَجَلّدِي للشّامتين أريهمُ ...أنّي لريبِ الدّهر لا أتضعضعُ
عندمَا ترتَسِمُ على تقاسيم وُجوهنا سيماء الغضب لأمرٍ حقيرٍ
عندهَا :
النّاسُ صِنْفَانِ : مَوْتَى فِي حَياتِهم ... وآخَرَونَ بِبَطْنِ الأرْضِ أحياءُ
عندَمَا نبالغُ في المدحِ والثّناءِ مُجاملةً ، وفي الذّمِ حِقْداً
عندهَا :
سَارَتْ مُشّرِّقَةً وسِرْتَ مُغَرِّباً ... شَتَّانَ بيْنَ مُشَرِّقٍ ومُغَرِّبِ
عندمَا نَضيعُ في بيداء نَرْجِسِيَتِنَا اعتقاداً منّا أنّهُ ليس كمثلنا شيء
عندهَا :
كم من عظيمِ القَدْرِ في نفسِه ... قد نامَ في جُبَّةِ مَلاّحِ
عندمَا يسدلُ ليلُ الفقرِ والعوز أستارَهُ على تفكيرِنا
عندهَا :
فَكَمْ دَقَّتْ وَرَقَّتْ واسْتَرَقَّتْ ... فُضُولُ الرِّزْقِ أَعْنَاقَ الرِّجَالِ
عندما يتأصّلُ الحسَدُ في جذور أعماقِنا .. في وجدانِ دواخِلنا
عندهَا :
خلّصْ فُؤَادَكَ مِنْ غِلٍّ ومن حَسَدٍ ... فالغِلُّ في القَلْبِ مثلُ الغِلِّ في العُنُقِ
عندمَا نحترقُ بنار الفِراق والغُربة والوداعِ
عندها :
طُبِعت على كدرٍ وأنتَ تُريدُها ... صَفْواً منَ الأقْذاءِ والأكْدارِ
ومُكَلِّفُ الأيّام ضِــدّ طِبَاعِها ... مُتَطَلِّبٌ فِي الْماءِ جَذْوَةَ نَارِ
عندما نغرقُ في بحارِ الخطيئة ونتلطّخُ بأوحالِ المعصية
عندها :
دعْ عنْكَ ما قد فاتَ في زمنِ الصّبا ... واذكُرْ ذُنُوبَك وابكِها يا مذنِبُ
عندما تصلُ بنا الوقَاحَةُ لدرجة الولوغِ في أعراض أصحاب خير البشرية وُلوغَ الكلبِ
عندها :
ومنَ العجائب والعجائبُ جمّةٌ ... أن تسْخرَ القَرعاءُ بالفَرعاءِ
عندمَا نرى المُحتلّ لأراضي المُسلمين يَطيبُ نَفْساً ويَتَفَقّأُ شَحماً ، ونحن لا نحرّكُ ساكناً ولا نُسكّنُ مُتحرّكاً ..
عندها :
فيا موتُ زر إنّ الحياةَ ذَمِيمةٌ ... ويا نفسُ جدّي إنّ دهرَكِ هازلُ
عندَما لا نعيشُ في بُلداننا و أوطَاننا كما نريدُ ،ولكنْ كما يُرادُ لنا
عندهَا :
مَا كُنتُ أوثِرُ أن يمتدّ بي زمني ... حتّى أرى دولةَ الأوغادِ والسّفَلِ
عندما يهجُمُ علينا الفرحُ والحبور فجأةً
عندها :
يا عينُ قدْ صارَ الدّمعُ عندكِ عادةً ... تبكين في فرَحٍ وفي أحزانِ
عندمَا تتكاثرُ عليكَ المصائبُ والخطوب كما تكاثرت الضّباعُ على خراشِ
عندها :
ولربُّ نازلةٍ يضيقُ بها الفـــتى ... ذرعاً وعندَ الله منها المخرجُ
ضاقتْ فلّما اسْتَحْكَمَتْ حلقاتُها ...فُرِجَتْ وكان يخالُها لا تُفرَجُ


انتهيتُ من تسويدها في 31 / 01 / 2012

أبو بكر المحلي
2012-02-06, 05:18 AM
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.

فالغِلُّ في القَلْبِ مثلُ الغِلِّ في العُنُقِ
الصواب: (مثل الغُلِّ) بضم المعجمة.

القارئ المليجي
2012-02-06, 11:49 AM
عن عائشة - رضي الله عنها - قالتْ: لَمَّا حُضِرَ أبو بكر قلتُ كلمةً من قوْلِ حاتم:
لعَمرُك ما يُغْني الثَّراءُ عن الفتى * * * إذا حشْرجَتْ يومًا وضاق بها الصَّدرُ
فقال: لا تقولي هكذا يا بُنيَّة، ولكن قولي: ((وجاءتْ سكرةُ الموتِ بالحقِّ ذلك ما كُنتَ منه تَحيد)).

ربيع الأديب
2012-02-06, 01:27 PM
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.

الصواب: (مثل الغُلِّ) بضم المعجمة.
وجزاك الله خيرا وبارك في سعيك أيها الكريم ، سررتُ وتشرفتُ بهذا الحضور الجميل لله أبوك
دمتَ مُشرِقاً
...........

أبو مصعب الملالي
2012-02-18, 02:59 PM
كلها رائعة أخانا الربيع الأديب ، واختار منها هذه جزاك الله خيرا
عندمَا نَضيعُ في بيداء نَرْجِسِيَتِنَا اعتقاداً منّا أنّهُ ليس كمثلنا شيء
عندهَا :
كم من عظيمِ القَدْرِ في نفسِه ... قد نامَ في جُبَّةِ مَلاّحِ

ربيع الأديب
2012-02-19, 12:51 AM
بارك الله فيكَ أخ أبا مُصعب سررتُ بك ، واشتقت لطلعتك البهية
دمت بألق

ربوع الإسـلام
2012-02-19, 02:47 AM
بديعٌ ما سطَّرتَ، بُوركتْ يمينك ..
يا عينُ قدْ صارَ الدّمعُ عندكِ عادةً ... تبكين في فرَحٍ وفي أحزانِ ..

القارئ المليجي
2012-02-19, 09:35 PM
عندها :
يا عينُ قدْ صارَ الدّمعُ عندكِ عادةً ... تبكين في فرَحٍ وفي أحزانِ

أحسَبُ أنه بحذف "قد" يستقيم البيتُ من بحر الكامل.
وبِوجودِها ينكسِر.

ربيع الأديب
2012-02-20, 02:23 AM
بارك الله في أختي ربوع الإسلام

أشرف بن محمد
2012-02-20, 04:20 AM
دمت مبدعا ربيع الأديب!

ربيع الأديب
2012-02-20, 01:25 PM
أحسَبُ أنه بحذف "قد" يستقيم البيتُ من بحر الكامل.
وبِوجودِها ينكسِر.

نعم صدقت أخي الكريم ، وقعت منّي سهواً
والصّواب كما ذكرتَ
يا عينُ صار الدّمعُ عندكِ عادةً ...تبكينَ في فرح وفي أحزانِ
شكراً لك

ربيع الأديب
2012-02-21, 02:10 AM
دمت مبدعا ربيع الأديب!
دامتْ لكَ المسرّات أيها الأستاذ الكريم ، سررتُ وتشرّفت بهذا الحضور الكريم
بارك الله في سعيك

أمة الوهاب شميسة
2012-03-16, 01:55 AM
وعندما يبدع ربيع الأدب ... اللهم بارك وزد.

الأخ ابراهيم
2012-03-16, 12:43 PM
جزاك الله أخي ربيع الأديب.
و عندما تعش في ذي الزمان فأنت مبتلى في كل حين و آن.

شارب الذهب
2012-03-17, 12:29 PM
ما شاء الله لطائف و حكم . بارك الله فيك.
أما هذه( فدونك الحبل به فانشنق )فلا ثم لا !!!!!!!!!!
الأخ الفاضل أرجو التفضل بالسماح لي بهذا الاقتباس وهذه المشاركة ،
و عندما لاتسمح لي فلا بأس............. و عندها سأحذف المشاركة.!!!!؟؟؟؟
*****عندما نتمزّقُ ألماً و حزناً وهمّاً من أجلِ كلامِ أناسٍ تافِهينَ
عندهَا :
فقل للشامتين بنا رُويداً ****** إلى مجراهُ يرجع كلَّ ماءِ

******عندمَا نَضيعُ في بيداء نَرْجِسِيَتِنَا اعتقاداً منّا أنّهُ ليس كمثلنا شيء
عندهَا

تَواضَعْ إِنْ رَغِبْتَ إِلى السُّموِّ******* وعَدْلاً في الصْديقِ وفي العَدِّو

******عندما نغرقُ في بحارِ الخطيئة ونتلطّخُ بأوحالِ المعصية
عندها :

يا منْ يضيّع عمره ***** متمادياً في اللّهو أَمسِكْ
واعلم بأنكَ لا محا***** لةَ ذاهبٌ كذهابِ أمسِكْ

*******عندمَا نرى المُحتلّ لأراضي المُسلمين يَطيبُ نَفْساً ويَتَفَقّأُ شَحماً ، ونحن لا نحرّكُ ساكناً ولا نُسكّنُ مُتحرّكاً ..
عندها :

سَأَلْتُ اللـه تَعميراً طويلاً ******* ليُبْهِجَني بخطْبٍ يَعتريكُمْ
أَخَافُ بأَنْ أَموتَ وما أَرَتْني ******* صروفُ الدَّهْرِ ما أَهْواهُ فيكُمْ

*********عندمَا يسدلُ ليلُ الفقرِ والعوز أستارَهُ على تفكيرِنا
عندهَا :

لاتَحسَبَنَّ المَوتَ مَوتَ البِلى ****** فَإِنَّما المَوتُ سُؤالُ الرِجال

كِلاهُما مَوتٌ وَلَكِنَّ ذا ******* أَشَدُّ مِن ذاكَ لِذُلِّ السُؤال
و عندها أيضا
وربّما ضاقَ رزقُ المرء في بلدٍ ****** حتى إذا سارَ عَنْهُ دَرّ واتّسعا


*********عندَما لا نعيشُ في بُلداننا و أوطَاننا كما نريدُ ،ولكنْ كما يُرادُ لنا
عندهَا :
إذا عُدّتِ الأوطانُ في كلّ بَلدَةٍ ، ****** لقومٍ سجوناً ، فالقبورُ حصونُ
و أيضا عندها :
أيا واليَ المِصرِ لا تَظلِمَنّ ،******** فكمْ جاءَ مثلُكَ ثمّ انصرَفْ

*******عندما يهجُمُ علينا الفرحُ والحبور فجأةً
عندها :
لك الحمد يا مولاي كم لك منةً ****** عليَّ ، وفضلاً لا يقومُ به شُكْرِي

******عندمَا تتكاثرُ عليكَ المصائبُ والخطوب كما تكاثرت الضّباعُ على خراشِ
عندها :
إليكَ المشتكى لا منكَ ربِّي ******* وأنتَ لحادِثاتِ الدهرِ حسبي
تُروِّي غلَّتي وتَرمُّ حالي ******* وتُؤمنُ روعَتي وتُزيلُ كَربي

و عندما تحل مصيبة الموت......... فعندها
يصابُ الفتى في أهلِه برزّيةٍ ********* وما بعدَها منهاأهمّ وأعظمُ
فإنْ يصطبِر فيها فأجرٌمُوّفرٌ****** ***** وإنْ يكُ مجزاعاً فوزرٌ مقدَّمُ

و الله المستعان.