تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : في مسجدنا



القارئ المليجي
2012-02-02, 05:53 PM
مسجدُنا الذي نصلي فيه كثيرًا ما يواكب الأحداث ويتأثَّر بها، خصوصًا وفيه مِمَّن يُلْقون كلماتٍ ومواعظَ كوكبةٌ من أهل الخير، من كلّ الطوائف.
حين تُقام مباريات الكرة وقت صلاتَي المغرب والعشاء، يتأثَّر عدد الحاضرين للصلاة كثيرًا، ويتأخَّرون أيضًا.
شيخنا الذي يُلقي على المصلين الموعظة لا يؤخر البلاغ عن وقت الحاجة، فكثيرًا ما يختار أوقات المباريات وقلَّة عدد المصلين، ليعاتب ويؤنِّب مَن يُفضِّلون مشاهدة المباريات على المسارعة إلى صلاة الجماعة.
وشيخُنا أيضًا يحب التفسير أو التعليق على ما يقرؤه الإمام في الصلاة.
وقد قرأ الإمام بالأمس في صلاة العشاء من سورة فاطر، وكان مما قرأ ((إن الله يُسمِع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور)).
وعلَّق الإمام بالأمس على هذه الآية وعاتب الذين لم يستجيبوا للنداء في صلاة العشاء، وعدَّهم من أهل القبور.
كان ذلك قبل أن تتفاقم الأمور، وتقع الكارثة!!!
= = =
ما أكثر ما كان مسجدنا يتأثر بمباريات الكرة، ويقلُّ عدد المصلين، وربما يُعجِّلون بالإقامة أو يشترطون على الإمام أن لا يُطيل!
= = =
في أحد لقاءات منتخب مصر ومنتخب الجزائر، تأخرتُ لحظاتٍ بعد أذان المغرب، ولم أُمهَل ...
وجدتُهم أقاموا الصلاة، وقدَّموا أحدهم ليصلي بسورتين من القصار، فقرأ من شدة العجلة:
((( والعصر * وليال عشر )))
وكاد بعض الناس يضحك مما أدى إليه الاستعجال.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

رشيد الكيلاني
2012-02-03, 08:45 PM
((( والعصر * وليال عشر )))
اختلط عليه الامر اين العصر من الفجر !! اضحك الله سنك شيخنا القارئ .

القارئ المليجي
2012-02-16, 10:52 PM
كنتُ تغيَّبتُ عن مسجدِنا يومينِ أو ثلاثةً.
ثمَّ إني ذهبتُ يوم الثلاثاء الماضي وقد فرغوا من صلاة المغرب، وانصرف الناس، وبقي رجُلان أعرفهما ويعرفانني، وهما من أهل المسجد.
كان كلٌّ منهما يقْرأُ في مصحفِه بِمفرده، في آخر المسجد بموازاة الباب، ومسجدُنا متوسِّط المساحة، كأنَّه مربَّع الشكل، وبعد ذلك الباب ساحةٌ أخرى للصلاة أيضًا.
وبعد أن صلَّيتُ ما شاء الله أن أصلِّي، أخذتُ مصحفي وجلستُ قريبًا منهما.
مضى وقتٌ قليلٌ على هذا.
ثمَّ تفاجأتُ بدخولِ قِطَّة كبيرةٍ من البابِ إلى المسجد، وبعد خطواتٍ من الباب افترشت الأرض في طمأنينةٍ لم أعهدْها من قبلُ في القِطط إذا دخلتْ مكانًا مأْهولاً كالمسجد.
وصَوَّبتْ ناظريْها تجاه القبلة.
التفتُّ إلى الرجُلين بجواري، فلم أجِدْهما يُعيران الأمرَ اهتِمامًا!
تشاغلتُ عنها بما أنا فيه من القراءة أيضًا.

أشرف بن محمد
2012-02-16, 10:58 PM
جميل

القارئ المليجي
2012-02-16, 11:04 PM
ثم عرضتْ لي حاجةٌ؛
رنَّ الهاتفُ المحمول، فانطلقتُ تجاه الباب بدون شعور لأردَّ عليه.
وفي طريق عودتي مررتُ قريبًا من القطَّة، بل وتجاوزتُها.
ثم فكَّرتُ هُنيهةً، رُبَّما كان ينبغي عليَّ أن أزجُرَها وأُخرجها من المسجد.
وإذا لم أفعلْ - وقد مررتُ بِجوارها - فرُبَّما يعتبُ عليَّ الرجُلان.
انحرفتُ ثانيةً تجاه القِطَّة وأنا أهمُّ بِزجْرِها، فما كان من الرَّجُلين إلا أنِ ابتدراني كلاهُما بالنَّهي عن ذلك!
فعدتُ وجلستُ مكاني قريبًا منهما.

القارئ المليجي
2012-02-16, 11:12 PM
حاولتُ أن أتبيَّن ما قاله كلُّ واحدٍ منهما..
أمَّا الأوَّل، وكان كلامُه أخفَّ وقعًا عليَّ، فقال ما معناه: دع القِطَّة .. لا تزجرها؛ إنَّها مذكورة في القرآن!
فكَّرتُ سريعًا وقد شككتُ في نفسي، وقلتُ مستفْهِمًا ومستغربًا: وأين ذُكِرتِ القِطَّة في القُرآن؟!
وبعد مراجعةٍ بيني وبينَه تنازل عن دعواه تلك، واسترحتُ منه.
وبقِي الثـاني .....

القارئ المليجي
2012-02-16, 11:31 PM
أمَّا الثاني، فقال:
دعْها فإنها ترْعى صِغارًا لها!
قلتُ لهُ: وأينَ صِغارها؟
قال: هناك بجوار المِنبر.
وأشار إلى المكان بين المِنبَر والقِبْلة التي يُصلِّي إليها الإمام، وأنا الذي أؤمُّ بالناس غالبًا!
وبالفعل، رأيتُ الصِّغار بِجوار المنبر، مع أنَّ المسافة بين المنبر والقبلة لا تزيد على نصف متر بحالٍ..
يعني هؤلاء الصغار - وأمّهم - سيُقاسِمونَني في المكان الذي أُصلِّي فيه أكثر الأوقات!!
بعد قليل، وقبل أن يؤذَّن لصلاة العِشاء، تقدَّمتِ القِطَّة الأمُّ إلى صغارِها بجوار القِبلة، تَحتضِنُهم وتُرضعهم.
وبدأتُ أنا أُهيئ نفسي للوضع الجديد، لأصلِّي بجوار القطة وصغارها ...

القارئ المليجي
2012-02-16, 11:47 PM
أُذِّن لصلاة العشاء..
صلَّيْنا النافلة، ومكثْنا بعدَها كالمعهود.
ثُمَّ أقيمتِ الصلاة.
فما كان مني إلاَّ أن انطلقتُ إلى القِبلة بِخُطًا ثابتة، رابطَ الجأْش، لأصلِّيَ بالنَّاس، وبجواري صغار القِطَط، ومعهم أمُّهُم، تُرضُعهم تُلاعبُهم لا يَعنيني، قد وطَّنتُ نفسي على هذا وعلى أكثر من هذا!
وما يشُكُّ أحدٌ مِمَّن يرانِي في تلك الحال أنَّ هذا الوضْع قد ألِفناهُ من سنين، أو قُلْ: قد نشَأْنا عليه، وأنَّ الغريب هو أن يُصلِّي الإمام وليس بِجوارِه شيء من القِطَط.

القارئ المليجي
2012-02-17, 12:03 AM
وتكرَّر هذا المشهد في فجر الأربعاء..
وزاد عليْه أني أجلسُ بعد صلاة الفجر، لأقرأ عدَّة أحاديث من كتاب "مختصر الترغيب والترهيب" لابن حجر العسقلاني.
وبقِيتُ طيلةَ السَّاعةِ - من الأذان إلى الفراغ من الدَّرْس - على ما وطَّنتُ نفسي عليه، من اعتِبار الأمر مألوفًا لا يُثير أدنى دهشة لديَّ.
وفي الحقيقة، أكادُ من أعماقي أنفجر ضحِكًا، فما يُثبِّتُني ويعصِمُني من ذلك إلاَّ رؤيةُ الناس ثابتين هادئين، قد عطف اللهُ قلوبهم على القطَّة وصغارها... حتَّى أولئك الذين طالَما أثاروا القلاقل في المسجد لأتفهِ الأسباب.

القارئ المليجي
2012-02-17, 12:28 AM
في عِشاء يومِ الأربعاء كانت القِطَّة وصغارُها قد غابوا عن المكان بِجوار القِبلة.
أحسستُ أنَّ الحُزنَ مخيِّمٌ على المكان، وعلى النَّاس.
قد رحلوا ... ما قصَّرنا في حقِّهم.

أرَى أمَّ عمْرٍو أجمعَتْ فاستقلَّتِ * * * وما ودَّعَتْ جيرانَها إذ توَلَّتِ
وقد سبقتْنا أمُّ عمْرٍو بأمرِها * * * وكانتْ بأعْناقِ المطيِّ أظلَّتِ
بعينيَّ ما أمستْ فباتتْ فأصْبحتْ * * * فقضَّتْ أمورًا فاستقلَّتْ فولَّتِ
فواكبِدَا على أميمةَ بعدَما * * * طمِعتُ فهبْها نِعمةَ العيشِ زلَّتِ

لم أستطِعْ أن أُظهرَ سعادتي، كان عليَّ أن أواسيَ الناس.

القارئ المليجي
2012-02-17, 01:07 AM
في فجْر يومِ الخميس، كان عامِلُ المسجد يهمِس لأحدِهم، مُنكِرًا على القِطَّة صنيعَها:
قد أخذتْ صغارَها من هذا المكانِ الطيِّب، وذهبتْ بهم إلى مكان سيِّئ، فأرهَقَتْهم، وأزعجتْهم، وبات الصغارُ هذه الليلة في أسوأ حالٍ، أو قُل: ليلةً ليلاء.
وبعد مناجاةٍ، وتهامُسٍ، ومُشاركةٍ من غيرهِما، وجدتُهم تعاقَدوا على أن يعودَ العامِل بصغارِ القِطَط إلى مكانِهم المألوف بجوار القِبلة.
لم أشكَّ وقتَها أنَّهم سيصْدُقون فيما تعاقدوا عليه.
وأني لن أفرح كثيرًا برحيل هذا المُزاحِم لي، المتهجِّم على قدسيَّة القِبلة.
ولِمَ لا يصدُقون وفي وُجوهِهم من الإصْرار ما يُذكِّرُني ببيت ابن الرومي في رثاء ابنه:
لقد أنجزتْ فيه المنايا وعيدَها * * * وأخلفتِ الأيام ما كان من وعدي
- - -
وفي صلاة المغرب كانتِ القطَّة وصغارُها بجوارِ القِبلة، أسمعُ أنفاسَهم بِجواري وأنا ساجد!
لكني كنتُ أشعرُ وقتَها بالحِقد والحسَد تجاهَ هذه القِطَّة وصغارِها، فقد وصلوا إلى هذا المكان باستدعاءٍ رسميٍّ وبِحفاوةٍ بالغة، وأنا لم أصِلْ إلى هذا المكان إلاَّ بعدَ أن نازعتُ بعضَ النَّاس ونازعوني.
- - -
بعد صلاة المغرب كان الناسُ في المسجِد مدعُوِّينَ على عقيقةٍ قد حضرتْ، وشاع جوٌّ من البهجة خصوصًا من الذين ينتظِرون مثلَ هذه المناسبة التي لا تحدثُ في مسجدنا إلا قليلاً.
لكنِّي انفلتُّ من بين الناس مسرعًا، مهمومًا، قد كدَّر عليَّ انشغالي بأمر القطَّة، وحرمني من مشاركة الناس في عقيقتهم.

القارئ المليجي
2012-02-18, 08:12 PM
أحتاجُ إلى تعليقاتكم على ما سبق،،
وسأُعاود إكمال القصَّة المؤلمة بعدُ.

أشرف بن محمد
2012-02-19, 01:24 AM
(قد أخذتْ صغارَها من هذا المكانِ الطيِّب، وذهبتْ بهم إلى مكان سيِّئ، فأرهَقَتْهم، وأزعجتْهم، وبات الصغارُ هذه الليلة في أسوأ حالٍ، أو قُل: ليلةً ليلاء).اهـ.
لا تظلم الهرّة : )
يقول الجاحظ في "الحيوان": "والهرّة تنقل أولادها في المواضع، من الخوف عليها. ولا سبيل لها في حملها إلا بفيها، وهي تعرف دِقَّةَ أطراف أنيابها، وذَرَب أسنانها. فلها بتلك الأنياب الحِدَاد ضَرْبٌ من القبض عليها، والعضِّ لها، بمقدار تبلغُ به الحاجة، ولا تؤثِّر فيها ولا تؤذيها".
بناءً عليه، ينظر في "الطرف الثالث" أو "اللهو الخفيّ" الذي خوّف الهرّة وأولادها :)

أم هانئ
2012-02-19, 06:36 AM
أحتاجُ إلى تعليقاتكم على ما سبق،،
وسأُعاود إكمال القصَّة المؤلمة بعدُ.

خشيت التعليق بداية لظني أنكم لا تبغون تعليقا أو مداخلات ؛ و هذا الظن مبناه ترككم التعليق

على مداخلات بعض المعلقين ، ولكن يبدو أنكم لم تنتبهوا أحسن الله إليكم

ثم إني أؤيد ما بدا من معارضتكم لتواجد القطة وصغارها بجوار القبلة فمن الوارد جدا أن تمر يوما هي أو أحد

صغارها بين الإمام وقبلته وهذا يخالف ما أمرنا به النبي - صلى الله عليه وسلم - من أخذ الأسباب

في ألا نترك شيئا يمر بين المصلي وقبلته حتى وإن كان غير قاطع للصلاة كما حدث معه - صلى الله

عليه وعلى آله وسلم - مع الشاة كما ورد في الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إذ جاءت
شاة تسعى بين يديه فساعاها حتى ألزق بطنه بالحائط ومرت من ورائه
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني (http://dorar.net/mhd/1420) - المصدر: أصل صفة الصلاة (http://dorar.net/book/11053&ajax=1) -
الصفحة أو الرقم: 1/122 خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط البخاري

وفي الأخير : جزاكم الله خيرا متابعون إن شاء الله ,

القارئ المليجي
2012-02-19, 10:12 PM
"والهرّة تنقل أولادها في المواضع، من الخوف عليها".

لا شكَّ أن الجاحظَ أدقُّ مني نظرًا بأمْر الحيوان.
لكني استحضرتُ وقتَ رحيل القطة بأولادها ما هو شائع بين الناس أنَّ القطة تعرف الحلال من الحرام.
فلعلَّ هذه القطَّة - المعتادة للمسجد - قد فطِنتْ أو فقهتْ أنَّ مكانها بجوار القبلة غير مستحَبٍّ، وهو ما لم يفطِن إليه الرجال، فلمَّا أعادوها بعد رحيلها علِمتْ أنَّ ذلك المكان صار حلالاً لها، وتركتْ ما استقرَّ لديها من ذلك الفِقه لأجل ما قام به مَن أعادوها.
ولعلَّها قارنتْ بين أن ترحلَ إعْظامًا للقبلة، أو أن تبقى؛ قابلةً لإكرام مَن رحَّب بها، فاختارتْ أن تقبل الحفاوة والإكرام.
ولعلَّها أرادتْ حين ولدتْ صغارَها في ذلك المكان، أن يكون أوَّل ما يطرق سمعَ الصغار: الأذانُ والإقامةُ والقرآنُ، فأقامتْ على ذلك أيامَهُم الأولى، ولم تكن تطمع في أكثر من ذلك، فرحلتْ، فلمَّا أعادوها استشرفتْ نفسُها لأن يتربَّى الصغار في هذا المكان أيضًا... كالحضانةِ مثلاً.
وسامحني يا أستاذ أشرف على تركيَ التعليق على مداخلتك الأولى؛ فقد كنتُ لا أزال أكتُب وأجمع خيوط القصة مخافة أن تضيع مني.
وأُزجي شُكري للفاضلة أمّ هانئ للمُداخلة، وللفائدة التي أتَحفتْنا بِها، والتي سلَكتْ بهذه الطُّرفة الأدبيَّة سبيل الفائدة الشَّرعيَّة.

القارئ المليجي
2012-02-19, 11:00 PM
بعد صلاة المغرب كان الناسُ في المسجِد مدعُوِّينَ على عقيقةٍ قد حضرتْ، وشاع جوٌّ من البهجة خصوصًا من الذين ينتظِرون مثلَ هذه المناسبة التي لا تحدثُ في مسجدنا إلا قليلاً.
لكنِّي انفلتُّ من بين الناس مسرعًا، مهمومًا، قد كدَّر عليَّ انشغالي بأمر القطَّة، وحرمني من مشاركة الناس في عقيقتهم.
تأخَّرتُ قليلاً بعد أذان العشاء، فلم أدخُلِ المسجدَ إلاَّ وقد حان وقتُ الإقامة.
لم يكُن لديَّ وقتٌ لأتنفَّل، فأسرعتُ إلى المصحَف أُطالعُ الآياتِ التي سأقرأُ بها(1).
لم يُمهلْني الرجُل الذي سيُقيم، فأسرعَ إلى موضع الإقامة، نظرتُ إليه مُنكِرًا فأوْمأ إليَّ أن قد مضى ثلُث الساعة.
مضيتُ إلى القبلة وكُلِّي عزمٌ وإصرار ألا أتشاغلَ بأمْر القِطَّة وصغارِها:
استقيموا يرْحَمكم الله، صلُّوا صلاة مودِّع، .... ....
وكبَّرتُ تكبيرة الإحرام.
ما راعني إلاَّ ....
رأيتُ أمامي، قريبًا جدًّا من موضع السجود، طَبقًا من الفتَّة وعليه قطعتان من اللحم ....
لم يكن هذا نصيبَ الإمام منَ العقيقة، وإنَّما كان نصيبَ القطَّة المُرضع.
مضيتُ في قراءتي وصلاتي، مستعينًا بالله أن يرزقني الثبات والخشوع.
بعد الصلاة..
جلسَ شيْخنا الذي يحبُّ التَّفسير أو التعليقَ على ما يقرأُ به الإمام..
والذي لا يؤخِّرُ البلاغَ عن وقت الحاجة..
حسِبتُ أنَّ شيخَنا أوَّل ما يتكلَّم سيذكر القِطَّة بشيءٍ، إمَّا منكِرًا أو ناصحًا أو .....
لكنه لم يفعل.
وتكلَّم مستفيضًا في قوله تعالى: ((إنك لا تهدي من أحببتَ ولكن الله يهدي من يشاء)).
وأطالَ، حتى عرَضتْ لي حاجةٌ، فخرجتُ محوقلاً في نفسي، وأنا أدعو اللهَ أن يهديَ قومي، فإنهم في أمر القطة مبالغون.
ولكُم أن تتصوَّروا، كيف قمتُ أصلِّي بالنَّاس وبجواري قطَّةٌ وصغارُها، أمامهم طبقٌ به ذلك الطعام!
___________________________
(1)[من قوله تعالى: وما كُنتَ بجانبِ الغربي إذ قضينا ..... إلى قوله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت ولكنَّ الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين]

أبوبكر الذيب
2012-02-20, 01:02 AM
بارك الله في شيخنا الأديب القارئ المليجي ..
للفائدة أيضا أذكر الأثر الذي أخرجه البخاري البخاري في صحيحه عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال : كانت الكلاب تبول و تقبل و تدبر في المسجد في زمان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فلم يكونوا يرشون شيئا من ذلك " قال ابن المنذر : المراد أنها كانت تبول في مواطنها خارج المسجد ثم تقبل وتدبر في المسجد " .. ..

خزانة الأدب
2012-02-20, 01:28 AM
فكَّرتُ سريعًا وقد شككتُ في نفسي، وقلتُ مستفْهِمًا ومستغربًا: وأين ذُكِرتِ القِطَّة في القُرآن؟!
أراد قوله تعالى:
ربنا عجل لنا قطَّنا قبل يوم الحساب
!!!!!

أم هانئ
2012-02-20, 02:26 AM
فكَّرتُ سريعًا وقد شككتُ في نفسي، وقلتُ مستفْهِمًا ومستغربًا: وأين ذُكِرتِ القِطَّة في القُرآن؟!


أراد قوله تعالى:
ربنا عجل لنا قطَّنا قبل يوم الحساب
!!!!!

وربما اعتمد قراءة اللاحن الذي قرأ الآية (13) من سورة الحديد قائلا :

فضرب بينهم بسِنَّورٍ له نَاب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب (1)




--------------------------------
(1)- نقلا عن الشيخ الفاضل أبي إسحاق الحويني .

أشرف بن محمد
2012-02-20, 04:10 AM
تصحيف "بِسُور" إلى "بِسِنَّوْر" من الحافظ ابن أبي شيبة - ولم يُحْكَ عن أحد من المحدّثين من التصحيف في القرآن أكثر مما حكي عن عثمان بن أبي شيبة. ذكره الخطيب في الجامع، وعلّله الذهبي بأنه كان صاحب دعابة حتى فيما يتصحّف من القرآن العظيم - سامحه الله -، واستغربه ابن كثير جدا لأنّ له كتابا في التفسير، وقد نقل عنه أشياء لا تصدر عن صبيان المكاتب - على كل حال، ما أورده أستاذنا خزانة الأدب وجيه جدا ومناسب لحال العامّة في هذا الزمان، أمّا تصحيف "بِسُور" إلى "بِسِنَّوْر" فهذا لا يصدر من عوام زماننا، ولا يداعب بالهم بحال، ومن ثم إيراد ذلك على أدبيّة أستاذنا القارىء المليجي، فبعيد، والله أعلم.

القارئ المليجي
2012-02-20, 09:35 PM
أراد قوله تعالى:
ربنا عجل لنا قطَّنا قبل يوم الحساب
!!!!!
جزاكم الله خيرًا أستاذَنا خزانة الأدب.
لو كان الرَّجُل قال ذلك لزيَّنت بهذا القول الطَّريف هذه القصَّة الطَّريفة، التي وقعتْ حقًّا ولم أختلِقْها.
وكنتُ سأُخبره أنَّه يلزمُ على تفسير القِطِّ في الآيةِ بالحيوان أن نفسِّر "عَجِّلْ" بما يُناسبه أيضًا! وهذا يُخرِجُ الآيةَ عن سياقِها وينحرف بنا عن المعنى الصحيح.
فالقِطُّ هنا في أصحِّ الأقوال: النَّصيب من العذاب.
[كتبتُ هذا إيضاحًا لمن يدخُل الموضوع، ولم ينتبِه لإشارة أستاذنا خزانة الأدب]
- - -
حكى لي الأستاذُ الفاضل/ محمود المراكبي المدير الأسبق لشركة حرف، ثمَّ لشركة إيجيكوم، وصاحب شركة أُفُق، ومهندس عددٍ من الموسوعات الحديثيَّة هذا الخبر:
قرأ أحدُهم: (والنحل باسقات) بالحاء المهملة، فقال له آخر: هذا غير مستقيم، إن قرأتَ "باسقات" فالذي يُناسبها "والنخل" ... وإن قرأت "والنحل" فالذي يناسبها "ناشقات"!
- - -
وفي البيان والتبيين أنَّ أحدَهم قرأ: (ولا تَنكحوا المشركين حتَّى يُؤمنوا)، فردَّ من سمعه: وحتى لو آمنوا فلن نَنكحهم.

أشرف بن محمد
2012-02-21, 04:20 AM
لعله أراده في نفسه ولم يستحضر : ) وإنْ تنزّلتَ معه وأرشدته: لعلّك تريد: "عَجِّل لنا قِطَّنا"؟ لقال: نعم. وهذا ليس بمستغرب قذفه في نفوس العامّة.. وإلا كيف وقع في نفسه ذِكر القِطّ (بمعنى: الهِرّ) في القرآن؟!
حقيقةً نحن بحاجة إلى دراسة جديدة في بيان مُشْكِل القرآن في لسان آخر الزمان، وتنزيه مفردات القرآن عمّا يقع في نفوس العوامّ من أوهام، والله أعلم.

أبو عبد الله الهوريني
2012-02-21, 05:46 AM
جزاكم الله خيرًا ، ولقد ضحكت كثيرًا على ذكر القطة في القرآن ، أضحك الله سنكم

أبو عبد الله الهوريني
2012-02-21, 05:47 AM
والسؤال الذي يطرح نفسه هل ذكرت القطة أو الهرة في القرآن ؟

القارئ المليجي
2012-02-21, 11:38 AM
والسؤال الذي يطرح نفسه هل ذكرت القطة أو الهرة في القرآن ؟

بدأتَ تشكُّ أنت أيضًا يا أبا عبد الله!
والله يا إخوة - حتي أُريحكم - هذا الرجُل عامِّيٌّ، أعرِفه لا يُحسِنُ إلا جُزء "عمَّ يتساءلون"، وما نطق بهذه الكلمة وهو يستحضِر شيئًا.
إنَّما هو أمرٌ مترسِّخٌ في الأذهان؛ إحسان الظَّنِّ بالقِطَط، وكراهةِ زجْرها وطرْدها، وخصوصًا إذا حضرتْ والإنسانُ يأكُلُ، فإنَّ طرْدَها حينئذٍ لؤمٌ وخسَّة.
وحديثُ المرأةِ التي دخلتِ النَّارَ في هِرَّة حبستْها .. مشهور جدًّا بين الناس.
وكذلك ما يعرفونه من كُنية أبي هريرة رضي الله عنْه.
- - -
ولا أخفيكم أيضًا أنَّ في نفسي شيئًا من ذلك منذ زمن؛ ولذلك كانت سعادتي عظيمة حين وقفتُ على هذا النَّصّ في "التحرير والتنوير" أثناء عملي فيه بشركة حرف ... فقد ورد فيه:
[وأمَّا عقوبةُ الحيوان فإنَّما تكونُ عند تجاوُزِه المعتادَ في أحواله.
قال القرافي في "تنقيح الفصول" في آخر فصوله: سُئِلَ الشَّيخُ عزّ الدين بن عبد السلام عن قتْل الهِرِّ المُوذي هل يجوز?
فكتبَ وأنا حاضرٌ: إذا خرجتْ أذيَّتُه عن عادة القِطط وتكرَّر ذلك منه قُتِل. اهـ.
قال القرافي: فاحترز بالقيْد الأوَّل عمَّا هو في طبْع الهِرِّ من أكل اللَّحْم إذا تُرِك، فإذا أكلَه لم يُقتَل لأنه طبعه، واحترز بالقيد الثاني عن أن يكون ذلك منْه على وجْه القِلَّة، فإنَّ ذلك لا يُوجبُ قتْلَه.
قال القرافي: وقال أبو حنيفة: إذا آذتِ الهرَّةُ وقصد قتْلها لا تُعذَّب ولا تُخنَق، بل تُذبَحُ بِمُوسى حادَّة؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (إنَّ اللهَ كتب الإحسانَ على كلِّ شيءٍ، فإذا قتلتُم فأحسِنوا القِتْلة). اهـ.]
والله أعلم.

أبوعبدالعزيزالتميمي
2012-02-22, 05:43 PM
وربما اعتمد قراءة اللاحن الذي قرأ الآية (13) من سورة الحديد قائلا :

فضرب بينهم بسِنَّورٍ له نَاب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب (1)




--------------------------------
(1)- نقلا عن الشيخ الفاضل أبي إسحاق الحويني .

الأختُ أم هانئ بارك الله فيك, لو قلنا أنّ المراد هنا سنّور بدل سُور فهل السنّور له باب وكمان باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب, ما هذا السنّور العجيب!!!!!

أبوعبدالعزيزالتميمي
2012-02-23, 11:18 AM
الأخ القارئ المليجي بارك الله فيك على الموضوع, والله أضحكتنا والأخوة بما أوردوا من تعليقات, لي سؤال بارك الله فيك بالنسبة للقطة من ناحية شرعية كونها وأولادها قد يتبولون أو يتغوطون في المسجد فما الحكم الشرعي في ذلك؟

القارئ المليجي
2012-04-10, 12:07 AM
لو قلنا أنّ المراد هنا سنّور بدل سُور فهل السنّور له باب وكمان باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب, ما هذا السنّور العجيب!!!!!
لعلَّ الأخ لم ينتبِه إلى أن التصحيف هنا في كلمتين: [سنَّور - ناب] بالنون في كليهما.