مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة السلفية
داود العتيبي
2012-01-06, 08:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
"السلفية" كلمة تقُض الجَنَبات وتُثير التساؤلات ..
ما هي "السلفية "؟ ومن أهلها ؟ وأين محلها من الإعراب وقد كثُر اللحن وفشى الجهل ؟
"السلفية" عند عرضها على النصوص وفهمها فهما صحيحا لا يتبرأ منها أحد ولا يعتدي عليها صاحب ..
"السلفية" يا رجالَ الإسلام ونسائَه هي السير على جادّة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وعلى سير الصحابة والتابعين ..
"السلفية" ليس تنظيما يؤرِّق ولا حزبا يفرِّق ولا جماعة تعتدي ولا أخلاقا عنيفة ..
من ينتمي إلى "السلفية" ومن يقول أنا "سلفي" فإنه ارتقى مرتقى صعبا ولَبِس تاجا لا يقدر على حمله إلا المتَّبعون للهدي المجانبون للبغي .
يا أحبتي "السلفية" وَأَدَها كثير من رُوَّادها وأدعيائها ، "السلفية" ليست رداء يلبس وإنما عمل بالكتاب وفهم للخطاب ، "السلفية" أخلاق صحابية ونفوس زكية ، "السلفية" اتباع للشرع ونزع للهوى .. ليس كل من ضيّع نسبه قال" أنا سلفي" ، وليس كل من قال "أنا سلفي" صُدق ، وإنما الأعمال تصدق الإنسان لا غير .
ما ذا دهى "أدعياء" السلفية حين شوّهوا وجه التاريخ وغيّروا ملامحه ..
لماذا أصبح "أدعيائها" في بعض المواطن مفرِّقون للصف باغون ؟
متى كانت السلفية صيدا للسيئات والتقاطا للعثرات ؟؟
"السلفية" رحمة بالناس وهداية لهم ، "السلفية" أخلاق طاهرة ..
اتقوا الله في دينكم يا هؤلاء ولا تضيِّعوا صوابكم بالخطأ الفاضح .. ولا صدقكم بالكذب .
"السلفية" ليست بدْعا من القول ، ولا تنتمي إلا إلى مؤسسها وهو محمد صلى الله عليه وسلم .
ولكن ما الذي يُغري بعض الناس في الطعن واللمز "بالسلفية" ؟
لا شك أن هناك جهلا بها فمن أصيب بهذا الداء فلا بد أن نُجلِّيَ له الصورة ونوضِّح له المنهج بخلق نبوي وأسلوب تربوي .
وهناك من يفهمها ولكن يرى سلوكا مجانبا للدعوى ، وحقيقة ليست عليها برهان ، وهؤلاء جانب كبير من أمتنا ، فاللهَ الله في الرحمة بالناس والرأفة بهم .
أقولها وبكل صدق وقوّة ويقين ، "السلفي": من يدعو الناس بأخلاقه قبل علمه !!
(السلفيون ) هم الذين يقفون بجانب الأمة يرفعون منارَها ويُورُونَ نارَها ، يبصّرون الجاهل ، ويسندون العالم ..
( السلفيون ) هم خندق الإسلام يذودون عن الحياض ويكافحون عن التراب ، في كل ثغر تجد لهم علامة ، وفي كل هيعة وفزعة تجدهم إليها السابقين .
( السلفيون ) ليسوا خوارج ولا إرهابيين ولا متشددين .
( السلفيون ) يعطون الطاعة لأولياء أمورهم ، وهم عون لهم على أعدائهم ، لا يبتغون أجرا منهم ولا درهما ، ولا يرقّعون ما خرقوه .. وأضعف الإيمان عندهم الإنكار بالقلب .
( السلفية ) ليست شِراكا للتَّبْديع على كل زلّة بدعوا المخالف ولمزوه بألقاب تدُك الجبال !!.
( السلفية ) ليست تكفيرا للإنس والجن ولا سفكا للدماء وقتلا للأبرياء ،، كفى ثم كفى يا هؤلاء .
( السلفية ) ليست تقصيرا للثوب وإسدالا للحية فحسب وإنما سير على منهج الحياة .
وإذا كان الأمر كذلك فليس لأحد أن يُخرج منها ما شاء لأنه لم يزكَّ من فلان، أو تكلام به ذاك الشيخ ، أو مشى مع زيد وعمرو فيُخرجه منها على الظنّة ، ويبعده فيها على التهمة ..
ثم إن كان له في الأمر شيء أدخله فيها متبعا للهوى .
"السلفية" صدرها رحب وعريكتها ليِّنة ليست ذات شروط مستعصية وإنما هي جامعة، وهي كذلك مانعِة من دخول غيرها فيها ، فهي من باب "إذا اتسع الشيء ضاق" .
"السلفية" ليست تصديرا للغِر الجاهل لأنه حقق كتابا ، ولا رِفعة للمتفيهق لأنه قال " حدثنا فلان" .
"السلفية" لا تعادي مذهبا من المذاهب الأربعة ، بل هم من أشد الناس توقيرا لهم وإجلالا .. وهي المنافرة الأولى للعصبية المقيتة .
"السلفية" مدرسة عظيمة فيها الفقيه والمُحدِّث والأديب .. شاملة للعلوم لا تقتصر منها على النزر القليل بل علمائها أكثر الناس تفننا وأقلهم اقتصارا .
وإن "السلفية" الآن ينتسب إليها كثير من الأدعياء يمتازون بالفظاظة والغلظة ، وقلة العلم والفهم، منفِّرين ، تعلَّموا قبل التربية ، ففقدوا العلم والتربية معا .. يناطحون الكوكب في عليائه وينقُدون النجمَ في سمائه .
ولربما قال المرئ لست سلفيا وهو سلفي !! فافهم هذا .
حتى من لا تُنبئ أعماله عن سلفيته واتخذ طريقا محايدا وتسمى باسم ءاخر فلربما لا يَستغني عنه السلفي بل المسلم ، لأنه أقام صرحا من صروح الدين،ورفع راية من رايته فهو يمقُت زلته ويشكر فِعلته ويغفر الزلات في بحر الحسنات .
وحتى أنصف الأمر فإني والله لقيت عددا من العلماء والمشايخ حالهم هذه سوء أكانوا في شام أم في يمن أم نجدٍ والحجاز ، أرأف الناس بالناس وألينهم ، وأفهم الناس للدين وأكثرهم له تطبيقا ، بل والله إني استقيت الكلام المثالي السابق من حالهم الناطقة وجُملهم الصادقة ، ولربما نظرت إلى وجه أحدهم فذكرت الله !!
فابحث عن هؤلاء ولا تلتفت إلى غيرهم ففي المواطن التي ذكرت "أدعياء" كالغيلان عبس وبسر ثم أدبر واستكبر
وإن أردت خُلاصة الكلام وعُصارة القول فالسلفية الصادقة هي الإسلام .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
بلقاسمي الجزائري
2012-01-06, 09:44 AM
كثر مؤخرا الحديث عن السلفية والدفاع عنها من طرف أنصارها ونقد البعض لها ولاتباعها . وللأسف صار الكلام عنها والاعتزاز بالانتماء إليها أكثر من الحديث عن الإسلام والاعتزاز به
فلم يعد يكفي عند بعض السلفيين ان تقول انا مسلم وافتخربانتمائي للاسلام إن لم تقل أنا سلفي وكأن الإسلام لا يكفي ولا يفي بالغرض بدون الانتماء للسلفية
ولكن وللأسف لم تعد السلفية سلفية واحدة بل سلفيات متعددات وأحيانا متناقضات ويكفي تصفح مواقع النات لترى العجب العجاب من غير ذكر للامثلة والتفصيل فيها خشية مسح الرد او منعه من الأساس
فليس كل ما يعلم يقال هنا فمساحة الحرية محدودة وهذه من عيوبنا كأمة لا يتسع صدرها للرأي المخالف
وليد بن محمد الجزائري
2012-01-06, 10:42 AM
كلنا يكفينا إنتماؤنا للإسلام.... و كفا الله المؤمنين القتال.... اعلم أن اسم السلفية أصبح متعلق كل فرقة....
أو حتى اسم الإسلام أصبح متعلق كل فرقة.... كالقاديانية و البهائية و غيرها من الكفرة....
فهل تترك اسم مسلم لمثل هاته الأمور.... أسأل الله أن ينير بضرك...
هذا كلام من أخيك وليد المعتزلي نشئة السلفي إعتقادا....
ابو العلياء الواحدي
2012-01-06, 09:34 PM
"السلفية" ليست بدْعا من القول ، ولا تنتمي إلا إلى مؤسسها وهو محمد صلى الله عليه وسلم .
إِنَّ الذِي وَضَعَ أُسُسَ الدِّينِ هُو رَبُّ العالَمِين ،وَمَا عَلِمْتُ أَحَداً زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّداً ففف(ص)قققجَاءَ بالسَّلَفِيَّةِ .
أقولها وبكل صدق وقوّة ويقين ، "السلفي": من يدعو الناس بأخلاقه قبل علمه !!
وإن "السلفية" الآن ينتسب إليها كثير من الأدعياء يمتازون بالفظاظة والغلظة ، وقلة العلم والفهم، منفِّرين ، تعلَّموا قبل التربية ، ففقدوا العلم والتربية معا .. يناطحون الكوكب في عليائه وينقُدون النجمَ في سمائه .
أَحْسَنْتَ وَ صَدَقْتَ وَلَقَدْ ذَكَّرْتنِي بِحِكَايَةٍ وَقَعَتْ لمُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ المُطَّلِبِ الشَّيبانيِّ حَيْثُ قَالَ : تَقدَّمتُ إلىَ أبي بَكرِ بنِ مجَاهدٍ لأَقرَأَ عليْه ، فَتقدَّم إليهِ رَجلٌ وَافِرُ اللِّحْيةِ ، كبِيرُ الهَامَةِ فابتَدأَ ليَقْرَأَ ، فقَالَ : تَرفَّقْ يَا خَليْلِي ، سمِعتُ محَمدَ بنَ الجَهمِ السِّمَّريَّ يقُولُ : سمعْتُ الفَرَّاءَ يقولُ: أَدَبُ النَّفْسِ ثُمَّ أَدَبُ الدَّرْسِ .
داود العتيبي
2012-01-06, 11:40 PM
إِنَّ الذِي وَضَعَ أُسُسَ الدِّينِ هُو رَبُّ العالَمِين ،وَمَا عَلِمْتُ أَحَداً زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّداً ففف(ص)قققجَاءَ بالسَّلَفِيَّةِ .
أَحْسَنْتَ وَ صَدَقْتَ وَلَقَدْ ذَكَّرْتنِي بِحِكَايَةٍ وَقَعَتْ لمُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ المُطَّلِبِ الشَّيبانيِّ حَيْثُ قَالَ : تَقدَّمتُ إلىَ أبي بَكرِ بنِ مجَاهدٍ لأَقرَأَ عليْه ، فَتقدَّم إليهِ رَجلٌ وَافِرُ اللِّحْيةِ ، كبِيرُ الهَامَةِ فابتَدأَ ليَقْرَأَ ، فقَالَ : تَرفَّقْ يَا خَليْلِي ، سمِعتُ محَمدَ بنَ الجَهمِ السِّمَّريَّ يقُولُ : سمعْتُ الفَرَّاءَ يقولُ: أَدَبُ النَّفْسِ ثُمَّ أَدَبُ الدَّرْسِ .
وهل علم محمد صلى الله عليه وسلم بشر ؟ إنما أوحى إليه ربه
لا فض فوك
اوس عبيدات
2012-01-07, 12:40 AM
هذا الاسم الشريف صار ملاذ كل مبتدع أو منافق دجال ليخفي خلفه كل قبيح , ولا أدري هل يبحث المخلصون من السلفيين عن اسم جديد يكون شامة لهم خالصا أم يدافعون عن إرثهم وشرفهم!!!
ابو العلياء الواحدي
2012-01-07, 03:09 AM
لِلَّهِ أَبُوكَ ! وَ لِمَ يَتَطَلَّبُونَ "اسْماً جَدِيداً " أَلاَ يَسَعُهُم اسْمٌ سَمَّاهُمُوهُ خَلِيلُ الرَّحْمنِ ؟ [مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ]
السعيد شويل
2012-01-08, 02:06 AM
خُلاصة الكلام وعُصارة القول .. السلفية الصادقة هي الإسلام .
الأخ الكريم / داوود العتيبى
أجدت وأبدعت .. والتعريض أقوى من التصريح ..
فاللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
وصلى الله وسلم على خاتم الأنبياء وسيد الأصفياء وإمام العلماء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
*********************
داود العتيبي
2012-01-08, 11:24 PM
اللهم آمين آمين أثابك الله وأثاب كل من علق .
أبو عبد الرحمن السلاوي
2012-01-12, 01:34 AM
لِلَّهِ أَبُوكَ ! وَ لِمَ يَتَطَلَّبُونَ "اسْماً جَدِيداً " أَلاَ يَسَعُهُم اسْمٌ سَمَّاهُمُوهُ خَلِيلُ الرَّحْمنِ ؟ [مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ]
كلّ يدعي وصال ليلى و ليلى لا تقر لهم بذاك
أخي الفاضل , الاسلام ينتسب إليه كل أهل القبلة , و أهلها ليسوا كلهم على الهدي النبوي الصحيح , فحتى نتميز عنهم لابد أن يكون لنا شعار و سمة نعرف بها.
قال الإمام الذهبي في ترجمته لابن الصلاح : و كان سلفيا على الجادة
و قال شيخ الإسلام بن تيمية : لا عيب على من أظهر مذهب السلف و اعتزى إليه و انتسب إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فأن مذهب السلف لا يكون إلا حقا
أما أن المتمين إليها قد شوهوا سورتها و هم أصحاب لحى و تقصير , يا أخي وفر لحيتك و قصر قميصك و كن أفضل منهم بأخلاقكو سمتك و أظهر له الاتباع الحقيقي حتى يتعلم منك . و الله الموفق
ابو العلياء الواحدي
2012-01-12, 10:36 AM
وَأيُّ جَمَاعةٍ مِنْ جَماعَاتِ السَّلَفيَّة تَنْصَحُ بالإْعْتزَاءِ و الإِنْتسابِ إِلَيْها ؟
أَعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّهْوةِ الخَفِيَّةِ ...
أَمَّا الَّذي لاَ يَنْطِقُ عَلَى الهَوى فَقَدْ مَحَضَ النُّصْحَ حِينَ قَال :[ ... تَعْتَزِلُ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّها ...]
أبو عبد الرحمن السلاوي
2012-01-12, 10:40 AM
السلفية ليست فرقة يا رعاك الله , و الدليل على ذلك أنها لا تنتسب إلى شخص تقدسه بل كل ما هنالك أن أهل السنة يميزون أنفسهم عن أهل البدع و الأهواء باسم السلفية , و يجب أن ينشرح صدرك لذلك , لأن أئمتك في العلم و الهدى قد صرحوا بها .
أما قولك الشهوة الخفية فأنا أستعيذ بالله أن أتهم المرء بما يختلجه صدره و الله المستعان
ابو عبد الملك
2012-01-12, 12:01 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد
حتى يكون النقاش مثمرا لا بد من الوقوف على تلك النقاط
1 - تعريف السلفية اللغوي
2 - التعريف الشرعي لهذا المصطلح وما ينتجه من علم وعمل .
3 - من أول من أطلق هذا المصطلح ؟ .
4 - هل يستغل هذا المصطلح ( الآن ) لتمييع الدين وإضاعة قضاياه تحت هذا الستار الجديد .
أما الأولى فقد جاء في تاج العروس للزبيدي مادة س ل ف : ....قال: للسَّلَفِ مَعْيَنان آخَرانِ، أحدُهما كُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ قَدَّمْتَهُ، أَو فَرَطٍ فَرَطَ لَكَ فهو لَكَ
سَلَفٌ، وقد سَلَفَ لهُ عَمَلٌ صَالِحٌ.
الثاني: كُلُّ مَن تَقَدَّمَكَ مِن آبَائِكَ، وذَوِى قَرَابَتِك، الذين هم فَوْقَكَ في السِّنِّ والفَضْلِ،
واحِدُهم سَالِفٌ، ومنه قَوْلُ طٌفَيْلٍ الغَنَوِيٍّ، يَرْثِى قَوْمَهُ:
مَضَوْا سَلَفاً قَصَدُ السَّبِيلِ عَلَيْهِمُ وصَرْفُ الْمَنَايَا بِالرِّجَالِ تَقَلَّبُ
أَرادَ أنَّهُم تَقَدَّمُونا، وقَصْدُ سَبِيلِنا عليهم، أي: نَمُوتُ كما مَاتُوا، فنَكُون سَلَفاً لِمَن بَعْدَنَا،
كما كانُوا سَلَفاً لنا.
ومنه حديثُ الدُّعَاءِ للمَيِّتِ: ( وَاجْعَلْهُ سَلَفاً لنا، ولهذا سُمِّىَ الصَّدْرُ الأَوَّلُ مِن التَّابِعين
السَّلَفَ الصَّالِحَ، ومنه حديثُ مَذْحِجٍ: نَحْن عُبَاب سَلَفِهَا ).
ج: سُلاَّفٌ وأَسْلاَفٌ كما في الصِّحاحِ، قال ابنُ بَرِّيّ: ليس سُلاَّفٌ جَمْعَ سَلَفٍ، وإنَّمَا هو ... انتهى من المعجم المذكور
أقول : هذا الأثر الذي أخرجه البيهقي ( السنن الكبرى للبيهقي - كتاب الجنائز
جماع أبواب عدد الكفن - باب السقط يغسل ويكفن ويصلى عليه إن استهل أو عرفت له حياة
حديث:6411 ) عن أبي هريرة أنه كان يصلي على المنفوس الذي لم يعمل خطيئة قط ، ويقول : " اللهم اجعله لنا سلفا وفرطا وذخرا " وكذا أخرجه الإمام البخاري كتاب الجنائز قال :
وَقَالَ الحَسَنُ: " يَقْرَأُ عَلَى الطِّفْلِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطًا وَسَلَفًا وَأَجْرًا " قال الشارح البغا :
(سلفا) سابقا إلى الجنة من أجلنا.
وفي صحيح الإمام البخاري تفسير حم الزخرف : (
{ سَلَفًا } قَوْمُ فِرْعَوْنَ سَلَفًا لِكُفَّارِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وفي صحيح الإمام مسلم كتاب الفضائل
باب إذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها - حديث:4341
وحدثت عن أبي أسامة ، وممن روى ذلك عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا أبو أسامة ، حدثني بريد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده ، قبض نبيها قبلها ، فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها ، وإذا أراد هلكة أمة ، عذبها ونبيها حي ، فأهلكها وهو ينظر ، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره " قال في المرقاة :
فجعله لها فرطا وسلفا بفتحتين فيهما والثاني تفسير لأولهما أي سابقا ومقدما وشفيعا بين يديها أي قدامها حين مات راضيا عنها ..
النتيجة : ليست كلمة السلفية إذا كلمة فيها مدح ؛ بل هي بالمعنى اللغوي لكل من سبق فهو سلف مسلما كان أو كافرا فلينتبه .أسأل الله الإعانة والإكمال
أبو عبد الرحمن السلاوي
2012-01-13, 12:21 AM
بوركت يا أبا عبد الملك
وليد بن محمد الطاهيري
2012-01-13, 12:34 AM
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإن الدعوة السلفية هى المتمسكة بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، ودعاتها يأخذون علمهم عن أئمة الدعوة السلفية فى كل عصر، ويتتلمذون على أيدي العلماء الربانيين، وكل دعوة لم تقم على هذا الأساس فهى دعوة منحرفة عن طريق الحق والصواب بقدر ما تركت.
تعريف السلفية:
لغة: قال ابن منظور "والسلف من تقدمك من آبائك وذوى قرابتك الذين هم فوقك فى السن والفضل ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة الزهراء رضى الله عنها "فإنه نعم السلف أنا لك" رواه مسلم.
اصطلاحاً: قال القلشانى: السلف الصالح، وهو الصدر الأول الراسخون فى العلم، المهتدون بهدي النبى صلى الله عليه وسلم، الحافظون لسنته، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، وانتخبهم لإقامة دينه، ورضيهم أئمة للأمة، وجاهدوا فى سبيل الله حق جهاده، وأفرغوا فى نصح الأمة ونفعهم، وبذلوا فى مرضاة الله أنفسهم. قال تعالى: {وَالسَّابِقُون الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه} (التوبة:الآية100)
وقال السمعاني (ت 562) في الأنساب (3/273): "السلفي؛ بفتح السين واللام وفي آخرها فاء: هذه النسبة إلى السلف، وانتحال مذاهبهم على ما سعمت منهم"
وقال الإمام الذهبي قال في ترجمة: الحافظ أحمد بن محمد المعروف بـ أبي طاهر السلفي: "السلفي بفتحتين وهو من كان على مذهب السلف" سير أعلام النبلاء (21/6).
الانتساب إلى مذهب السلف:
الانتساب إلى السلف فخر وأي فخر وشرف ناهيك به من شرف، فلفظ السلفية أو السلفي لا يطلق عند علماء السنة والجماعة إلا على سبيل المدح.
والسلفية رسم شرعي أصيل يرادف {أهل السنة والجماعة} و {أهل السنة } و{أهل الجماعة} ، و{أهل الأثر} و {أهل الحديث} و {الفرقة الناجية} و{الطائفة المنصورة} و{أهل الاتباع}.
قال الإمام الذهبي : "فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيا ذكيا نحويا لغويا زكيا حييا سلفيا" السير (13/380)
وقد حكى الإجماع على على صحة الانتساب إلى السلف: شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ في الفتاوى : (1/149) في رده على قول العز بن عبدالسلام : ".. والآخر يتستر بمذهب السلف": ( ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً، وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق ، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم).
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة رقم {1361} {1/165} :
"س: ما هي السلفية وما رأيكم فيها ؟
ج : السلفية نسبة إلى السلف والسلف هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى {رضي الله عنهم} الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: {خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته} رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم، والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم".
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
عضو:عبدالله بن قعود، عضو:عبدالله بن غديان، نائب رئيس اللجنة:عبدالرزا عفيفي،
الرئيس:عبدالعزي بن باز
ويقول محدث العصر الإمام الألباني - رحمه الله :
هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: {لايجوز للمسلم أن يقول : أنا سلفي } وكأنه يقول : {لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك} .
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم : "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" .
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح ، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب ؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه ؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين ؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه .
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه ... ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول : أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار : {أنا سلفي} " .[مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ87 ]
السلفية مع العلم والعلماء:
قال ابن القيم رحمه الله عن العلماء:"هم فقهاء الإسلام، ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام خصوا باستنباط الأحكام، وعنوا بضبط قواعد الحلال من الحرام"
ومما يعرف به العالم شهادة مشايخه له بالعلم، فقد دأب علماء المسلمين من سلف هذه الأمة، ومن تبعهم بإحسان على توريث علومهم لتلامذتهم، الذين يتبوأون من بعدهم منازلهم، وتصبح لهم الريادة والإمامة فى الأمة، ولا يتصدر هؤلاء التلاميذ حتى يروا إقرار مشايخهم لهم بالعلم، وإذنهم لهم بالتصدر والافتاء والتدريس فهؤلاء يؤخذ عنهم العلم والتلقى، فلا يجدى الأخذ عن الكتب فقط، بل الاقتصار فى التلقي على الأخذ من الكتب بلية من البلايا، وكذا اجتماع الشباب والطلبة على التدارس دون أخذ عن شيخ.
والسلفيون يحبون علماءهم ويجلونهم ويتأدبون معهم ويدافعون عنهم ويحسنون الظن بهم ويأخذون عنهم، وينشرون محامدهم، إلا أنهم بشر غير ممصومين، بل يجوز عليهم فى الجملة الخطأ والنسيان إلا أن ذلك لا ينقص من أقدارهم، ولا يُسوِّغ ترك الأخذ عنهم.
السلفية والفتوى:
اقتداءً بالصحابة الكرام – رضى الله عنهم - فقد كانوا يتدافعون الفتيا، لعلمهم بخطر القول على الله بغير علم فهم يتورعون عنها، إيثاراً للسلامة، وخوفاً من القول على الله بغير علم.
السلفية والاجتهاد:
الاجتهاد نعمة من نعم الله على المسلمين، وتسهيل لهم لتبيين الحكم الشرعي فى مسائل عصرية لم تر فيها نص لا من كتاب ولا من سنة، فيحكم العالم باجتهاده فى هذه المسألة
"باب الاجتهاد و سيبقى مفتوحاً لمن يسره الله له لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" الحديث صحيح أخرجه أبو داود والحاكم والبيهقي.
السلفية والتقليد:
إن مذهب إمام من أئمة السلف أو قولاً له، لا يعد ديناً للأمة، ولا مذهباً لها إلا أن يقوم عليه دليل من الكتاب و السنة أو إجماع متيقن.
قال ابن القيم – رحمه الله : "لا تجوز الفتوى بالتقليد لأنه ليس بعلم، والفتوى بغير علم حرام، ولا خلاف بين الناس أن التقليد ليس بعلم، وأن المقلد لا يطلق عليه اسم عالم" .
السلفية والأخلاق:
هم أحسن الناس أخلاقاً وأكثرهم حلماً وسماحة وتواضعاً، وأحرصهم دعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال من طلاقة الوجه، وإفشاء السلام، وإطعام الطعام، وكظم الغيظ، وكف الأذى عن الناس واحتماله منهم، والايثار والسعي فى قضاء الحاجات، وبذل الجاه في الشفاعات، والتلطف بالفقراء، والتحبب إلى الجيران والأقرباء، والرفق بالطلبة واعانتهم وبرهم، وبر الوالدين والعلماء، وخفض الجناح لهما قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)
وقال صلى الله عليه وسلم: "أثقل شئ فى الميزان الخلق الحسن" صحيح رواه الإمام أحمد.
السفلية والأخبار:
انطلاقاً من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات:6)
بخلاف الذين يسارعون فى إطلاق الأحكام، ويتهافتون على إلصاق التهم بالأبرياء، فيفسقون، ويبدعون ويكفرون بالتهمة والظنة من غير برهان أو بينة.
السفلية والتكفير:
السلفيون لا يمنعون التكفير بإطلاق، ولا يكفرون بكل ذنب، ولم يقولوا: إن تكفير المعين غير ممكن، ولم يقولوا بالتكفير بالعموم دون تحقق شروط التكفير، وانتفاء موانعه فى حق المعين، ولم يتوقفوا فى إثبات وصف الإسلام لمن كان ظاهره التزام الإسلام، ومن أتى بمكفر واجتمعت فيه الشروط، وانتفت فى حقه الموانع فإنهم لا يجبنون ولا يتميعون، ولا يتحرجون من تكفيره".
السلفية وولاة الأمور:
السلفيون تمسكوا بالحق، وتعاملوا مع ولاة الأمور على وفق ما جاء في نصوص الشرع.
فهم يدينون لولاتهم بالسمع والطاعة، في المنشط والمكره، وفي العسر واليسر، وعلى أثرة عليهم ما لم يؤمروا بمعصية إذ لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق، وإنما تكون الطاعة بالمعروف.
كما أنهم يدينون بالنصيحة لولاة الأمور، ويتعاونون معهم على البر والتقوى وإن كانوا فجاراً.
ولذلك فهم يرون إقامة الجمع والجماعات والأعياد معهم، ويرون أن الجهاد ماض إلى قيام الساعة مع كل بر وفاجر، ثم إنهم لا ينزعون يداً من طاعة، ولا ينازعون الأمر أهله، كما أنهم لا يدينون بالخروج على أئمة الجور – فضلاً عن أئمة العدل – إلا إذا رأوا كفراً بواحاً عندهم فيه من الله برهان، وكان لديهم قوة ومنعة، ولم يترتب على الخروج مفسدة أعظم.
ثم إنهم أبعد الناس عن المدح الكاذب والإطراء القاتل الذى يورث الإعجاب بالنفس، كما أنهم لا يرون المداهنة فى الدين، ولا يخافون فى الله لومة لائم.
السلفية والولاء والبراء:
فهم يوالون على الدين، فلا ينتصرون لأنفسهم، ولا يغضبون لها، وإنما ولاؤهم لله ورسوله والمؤمنين، وبراؤهم لله، ومواقفهم ثابتة لا تتبدل ولا تتغير. قال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} (المائدة:الآية55) قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله: "وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها، غير النبى صلى الله عليه وسلم، ولا ينصب لهم كلاما يوالي عليه ويعادي، غير كلام الله ورسوله، وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لها شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون"
ولا يحتاج المسلمون إلى عقد يكتب، أو وثيقة تختم، أو منهج يقرر فيه هذا المبدأ غير الكتاب والسنة. فليس العمل الإسلامي شركة أو مؤسسة أو جمعية أو لجنة ينتظر الناس الإذن بالدخول فيها، أو الموافقة عليهم أن يكونوا من مستخدميها، فلا حاجة إلى بطاقة عضوية، أو انتساب أو ولاء لهذه الأسماء والشعارات واليافطات.
وليس لمسلم أن يوالي على طائفة أو تجمع، أو يعادي عليها، أو يرى أن الحق ما جاء عن طائفته، والباطل في غيرها.
السلفية والبدع:
السلفيون أسلم الناس وقوعاً فى البدع، ولا تكون فيهم الشركيات، أما المعاصى والكبائر فقد يقع فيها طوائف من السفليين، إلا أن هذه الأمور عندهم قليلة بالنسبة إلى غيرهم.
وقد تجد من يخطئ في مسألة ما، أو يرتكب معصية من المعاصى، فهذا لا يطلق عليه مبتدعاً، بل عاصياً أو فاسقاً، وإذا وقع إنسان ببدعة، أو تلبس فيها، إما عن جهل أو تأويل، فهذا وقع فى بدعة، ولا نطلق عليه مبتدعاً.
أما من ابتدع فى دين الله عن عمد، وأقيمت عليه الحجة، وأزيلت عنه الشبهة، وأصرّ عليها، وغلب عليه البدع، فهذا من أهل البدع.
قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله: "إذا أخطأ المخطئ عن تأويل، لأن التأويل شبهة تدرأ عنه الحكم بأنه مبتدع، ولأنه ظن أن تأويله سائغ، أو قلد من ظن أنه على حق، فهذا يقال فى حقه أنه أخطأ، أو خالف، لا يقال: إنه مبتدع.
وهجر المبتدع لا يكون مشروعاً إلا لمقصدين:-
1. إما لتأديب المبتدع وزجر مثله عن فعله
2. وإما لخشية حصول الضرر والفتنة بمجالسته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك، بل يزيد الشر، والهاجر ضعيف بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهجر، بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر، ولهذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يتألف قوماً ويهجر آخرين".
السلفية والحزبية:
يرى السلفيون أن الحزبية داء عظيم، وشر مستطير، ووبال وبيل على أصحابه فى الدنيا والآخرة، والحزبية فرقت المجتمع الواحد، بل الأسرة الواحدة، وهى من أفعال المشركين، قال تعالى محذراً منها:
{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (الروم 31 :32 )
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (الأنعام:159)
فهذه الفرق والأحزاب الموجودة على الساحة اليوم لا يقرها دين الإسلام، بل ينهى عنها أشد النهى، وهى من كيد شياطين الجن والإنس لهذه الأمة، والأصل الاجتماع على عقيدة التوحيد، وعلى منهج الإسلام جماعة واحدة، و أمة واحدة ، قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (الانبياء:92) وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران:الآية103).
يقول الشيخ بكر أبو زيد : "إنَّ إنشاء أي حزب في الإسلام يخالفه بأمر كلي أو بجزئيات لا يجوز، ويترتب عليه عدم جواز الانتماء إليه، ولنعتزل تلك الفرق كلها، وعليه فلا يجوز الانصهار مع راية أخرى تخالف راية التوحيد بأي وجهٍ كان من وسيلة أو غايـة. ومعاذ الله أن تكون الدعوة على سنن الإسلام مِظَلَّة يدخل تحتها أي من أهل البدع والأهواء، فيُغَض النَّظر عن بدعهم وأهوائهم على حساب الدعوة " [حكم الانتماء 153] .
السلفية والعمل السرى:
الدعوة السفلية، لا تعرف السرية، بل هى دعوة واضحة فوق الأرض فى وضح النهار، ولا تعرف السراديب السرية، وهى دعوة لجميع الناس للسير على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، فعنوانها المساجد، ودروسها فى المساجد أمام الناس، وللناس جميعاً، فنحن فى مجتمع مسلم، وإن كان فيه بعض المنكرات والمعاصى، لكن هذه لا تخرجه من الإسلام، حتى نرجع إلى العصر المكي.
فالتنظيم السرى هو الذى جر علينا الويلات، وجعل الفجوة تتسع بين الحكام وبين الدعاة والمصلحين، مما أتاح الفرصة للمنحرفين أن يتقربوا إلى الفئة الحاكمة ليصلوا إلى مآربهم ومقاصدهم، بل هو الذى جعل الحكومات والأمن يتوجهون بأنظارهم تجاه الدعاة بنظرة الخوف والحذر من انقلاب ما.
فعن عبد الله بن عمر – رضى الله عنهما – قال: "جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أوصني. قال: "اعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وأقم الصلاة…وعليك بالعلانية وإياك والسر" رواه ابن أبى عاصم فى السنة بإسناد جيد.
وقال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله: "إذا رأيت قوماً يتناجون فى دينهم بشيء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة" رواه أحمد فى الزهد.
السلفية والبيعة:
لقد وردت فى البيعة آيات وأحاديث كثيرة، ولكن المتفق عليه أن البيعة المشار إليها فى الأحاديث هى البيعة الجامعة، وهى لا تكون إلا للامام المسلم، والممكن فى الأرض الذى يقيم الخلافة الإسلامية على نفس منهاج النبوة المباركة، وهذه تتم بعد استشارة جمهور المسلمين، واختيار أهل الحل والعقد.
أما البيعات والعهود والمواثيق التى تؤخذ من الشباب فهى غير شرعية.
قال الإمام القرطبي – رحمه الله: "فأما إقامة إمامين أو ثلاثة فى عصر واحد وبلد واحد فلا يجوز إجماعاً" فكل جماعة الآن لها إمام، و ما أكثر الجماعات، وما أكثر الأئمة.
السلفية والعمل الجماعي:
السلفيون من دعاة العمل الجماعي – بمفهومه الشرعي- أما العمل الجماعي الحزبي- فهذا مرفوض جملة وتفصيلا، فالمفهوم الشرعي للعمل الجماعي هو التعاون على البر والتقوى، فلا حرج لو قامت جماعة متخصصة فى التوحيد، وأخرى فى الحديث، وثالثة فى الفقه، ورابعة فى التفسير،...،...، والكل يدعو فى تخصصه لكن بشرط أن تكون هذه الجماعات تحت إمام واحد إن وجد، وأن تكون على عقيدة صحيحة ومنهج سليم، عقيدة ومنهج السلف الصالح، وهذا ركن من أركان العمل، والسعي نحو التمكين، ولا يمكن بحال من الأحوال التنازل عنه.
السلفية والجهاد:
فمن أصول الدعوة السلفية أن الجهاد ماض إلى قيام الساعة مع الأمراء أبراراً كانوا أم فجاراً، لذلك فنفوسهم تتعشق الجهاد، وقلوبهم تهفو إلى الشهادة فى سبيل الله، لعلمهم بفضل الجهاد، ففى الجهاد يكون الدين كله لله، وبالجهاد يرفع الظلم، ويحق الحق، ويحال دون الفساد، وفيه التمكين فى الأرض، والحفاظ على عز المسلمين، كما أن فيه إذلال أعداء الله وإرهابهم، وكف أذاهم، كما أن فيه تمحيصاً للمؤمنين ومحقاً للكافرين، ولكن لا بد الأخذ بأسبابه وشروطه وفقهه، وألا تحكمنا العواطف والحماسات الفارغة التى أدت بالمسلمين إلى الهاوية. قال ابن القيم – رحمه الله: "تا لله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تولى عنك الولي، فلا تظن أن الشيطان غلب، ولكن الحافظ أعرض".
السلفية والحكم بالشهادة على المعين:
عن عمر - رضى الله عنه - أنه خطب فقال: "تقولون فى مغازيكم فلان شهيد، و مات فلان شهيداً، ولعله قد يكون أوقر راحلته، ألا تقولوا ذلكم، ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من مات فى سبيل الله أو قتل فهو شهيد" رواه أحمد و حسنه ابن حجر.
قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله: "لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد، حتى لو قتل مظلوماً، أو قتل وهو يدافع عن الحق، فإنه لا يجوز أن نقول: فلان شهيد، لأن قولك عن فلان شهيد يعتبر شهادة سوف تسأل عنها يوم القيامة، سوف يقال لك: هل عندك علم أنه قتل شهيداً، ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم: "ما من مكلوم يكلم فى سبيل الله – والله أعلم بمن يكلم فى سبيله – إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دماً،اللون لون الدم، والريح ريح المسك" رواه البخاري فتأمل قوله: "والله أعلم بمن يكلم فى سبيله" قال ابن حجر – رحمه الله: "لأن الشهادة بالشئ لا تكون إلا عن علم به، وشرط كون الإنسان شهيداً: أن، يقاتل لتكون كلمة الله هى العليا، وهى نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها" فالأصل فى ذلك الاستثناء، أن تقول إن شاء الله يكون شهيداً، أو نحسبه عند الله شهيداً.
السلفية والعمل السياسي:
السلفيون مع السياسة الشرعية التى تعنى: الاحاطة بالأحكام السلطانية، ومعرفة حقوق الراعي والرعية، وتقويم الحقائق بالموازين الشرعية، إذن فهي رعاية شؤون الأمة الإسلامية بما لا يخالف الكتاب الكريم والسنة النبوية، فأهم الأوليات: مسائل التوحيد والإيمان، فالعقيدة أول واجب وآخر واجب. فهذه هى السياسة بمعناها الإسلامي النقي التى ترعى شؤون الأمة الربانية، أما السياسة العصرية التى تعني القدرة على المراوغة والمناورة واللف والدوران فى المحاورة والكذب ونقض العهود والمواثيق، فهذه قرين النفاق، لأنها تمييع للعقيدة، وقتل للشعور الإيمانى، وحل لرابطة الولاء والبراء وخديعة لعامة المسلمين، هذا الذى ينكره السلفيون ويحذرون منه، ونبرأ إلى الله من أغلالها وشرها، فهى بريد الخداع، وسُلم الذين يعبدون الله على حرف.
السلفية والمظاهرات والاغتيالات:
هذه ليست من الدين فى شئ، بل استوردناها من بلاد الكفر، وزدنا عليها إشعال إطارات السيارات التى تسبب الأمراض، وتخريب المؤسسات التعليمية والاقتصادية والمرافق العامة.
والمظاهرات أول نواة الخروج على الحكام الذى نتج عنه سفك الدماء، وهتك الأعراض، التسلط على السنة وأهلها، وتعطيل دور المساجد من العلم والتعليم والإصلاح، حتى أصبحت وكراً لدعاة المظاهرات والاغتيالات وهذا مصدره التهييج السياسي، وهناك أصابع خفية داخلية أو خارجية تحاول بث مثل هذه الأمور لإفساد المجتمعات الإسلامية، فهم ينكرون المناهج الانقلابية الثورية التى يكون وقودها المسلمين، وتتأخر الدعوة بسببها سنوات كثيرات.
ومع ذلك كله، فإن السلفيين لا ينكرون على العاملين ضرورة التغيير، و لكنهم ينكرون عليهم مناهجهم فى التغيير التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، التى منها المظاهرات والاغتيالات.
iالسلفية والحكم بغير ما أنزل الله :
تحكيم شرع الله واجب على كل فرد مسلم، كما أنه واجب على الحاكم المسلم الذى ولاه الله أمر الأمة الإسلامية وذلك بأن يحكم فيهم شرع الله فى كل شأن من شؤون الحياة صغيرها وكبيرها، ومن ظن أن آيات الحكم خاصة بالحكام فقط، فقد أخطأ، فهى آيات عامة تشمل الحكام وغيرهم.
والذين يسعون إلى إقامة حكم الله فى رأس الهرم، قبل إقامته فى قاعدته – وذلك عن طريق القوة والسلاح والعنف – إنما يخادعون أنفسهم ويخادعون الناس، فثبات الناس على العقيدة هو الأصل، ثم يأتى بعد ذلك مكملاته التى منها تحكيم شرع الله.
وللأسف الشديد هناك من حدثاء الأسنان من يتسرع فى إطلاق الأحكام بالكفر على الحكام دون استفصال من الحاكم على ما فصَّل فيه العلماء
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله: "والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمع عليه، كان كافراً مرتداً، باتفاق الفقهاء، وفى مثل هذا نزل قوله على أحد القولين {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (المائدة:الآية44) أى هو المستحل للحكم بغير ما أنزل الله".
وقال ابن القيم – رحمه الله: "والصحيح أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين: الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله فى هذه الواقعة، وعدل عنه عصياناً مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة، فهذا كفر أصغر، وإن اعتقد أنه غير واجب، وأنه مخير فيه، مع تيقنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر، وان جهله أو أخطأه فهذا مخطئ له حكم المخطئيين".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
طويلبة شنقيطية
2012-01-18, 09:35 PM
أحسن الله إليكم وجزاكم خيرا
فقد استفدتُ من هذا الموضوع كثيرا
..
أنا كمحبةٍ للعلم واتباع السلف الصالح .. أعاني أيما معاناةٍ من الأقارب والأباعد
فأود الإستفسار منكم طلابَ العلم عن أمورٍ حول اتباع منهج السلف الصالح والسير على نهج أهل السنة والجماعة ,
فمن تلك الأمور التي أود الاستفسار عنها :
هل يلزمني أن أنتسب للسلف حتى أتبعهم وأسير على خطاهم ( خاصة مع مايعانيه المنتسبون من مضايقات ) ؟
حتى إن البعض قد يتهم من ينتسب للسلف بأنه يزكي نفسه ! فكيف تُرد هذه الشبهة ؟
( وقد أخبرتُ من التهمتني بذلك بأنني ما أخرتُ عن نفسي بذلك الوصف من باب التزكية
وإنما قصدتُ أن أميز نفسي عن الطوائف والفرق المعاصرة وأعني أني لستُ شيعية ولا معتزلية
ولا صوفية ولا أشعرية ولا مرجئية ولا ناصبية ولا خارجية ... إلخ .. بل أنا أسعى للسير على نهج السلف )
كيف أرد على من تتهم السلفية بأنهم غير شموليين .. بحجة أنهم يقتصرون على الحديث عن قضايا العقيدة
والمرأة والاختلاط واللحية و .. و.. وفي المقابل لا يتحدثون عن السياسة والأمور الاجتماعية وعن ( التكنلوجيا )
والعلوم الأخرى غير الشرعية ... إلخ هذه حججهم فكيف أرد عليها ؟
ويتهموننا بأنا لا نرى فضلا لغيرنا بل نُبدِّع كل من خالفنا فماهو الرد ؟
والكثير من الصور المشوهة التي يتذرع الناس بها كي يتحزبوا ويتركوا نهج السلف !
ابو عبد القهار القرشي
2012-01-18, 09:46 PM
السلام عليكم ضاعت السلفية بين مدعيها ونابذيها ....
طويلبة شنقيطية
2012-01-18, 10:26 PM
فهو سلف مسلما كان أو كافرا فلينتبه .
كثيرا ما تقيد فيقال ( السلف الصالح )
وإذا أطلق ( السلف ) فتذهب أذهان العامة ــ عادة ــ إلى الصالحين من القرونِ الأُوّلِ لا الطالحين !
والله أعلم وأحكم .
طويلبة شنقيطية
2012-02-03, 11:04 PM
أحسن الله إليكم وجزاكم خيرا
فقد استفدتُ من هذا الموضوع كثيرا
..
أنا كمحبةٍ للعلم واتباع السلف الصالح .. أعاني أيما معاناةٍ من الأقارب والأباعد
فأود الإستفسار منكم طلابَ العلم عن أمورٍ حول اتباع منهج السلف الصالح والسير على نهج أهل السنة والجماعة ,
فمن تلك الأمور التي أود الاستفسار عنها :
هل يلزمني أن أنتسب للسلف حتى أتبعهم وأسير على خطاهم ( خاصة مع مايعانيه المنتسبون من مضايقات ) ؟
حتى إن البعض قد يتهم من ينتسب للسلف بأنه يزكي نفسه ! فكيف تُرد هذه الشبهة ؟
( وقد أخبرتُ من التهمتني بذلك بأنني ما أخرتُ عن نفسي بذلك الوصف من باب التزكية
وإنما قصدتُ أن أميز نفسي عن الطوائف والفرق المعاصرة وأعني أني لستُ شيعية ولا معتزلية
ولا صوفية ولا أشعرية ولا مرجئية ولا ناصبية ولا خارجية ... إلخ .. بل أنا أسعى للسير على نهج السلف )
كيف أرد على من تتهم السلفية بأنهم غير شموليين .. بحجة أنهم يقتصرون على الحديث عن قضايا العقيدة
والمرأة والاختلاط واللحية و .. و.. وفي المقابل لا يتحدثون عن السياسة والأمور الاجتماعية وعن ( التكنلوجيا )
والعلوم الأخرى غير الشرعية ... إلخ هذه حججهم فكيف أرد عليها ؟
ويتهموننا بأنا لا نرى فضلا لغيرنا بل نُبدِّع كل من خالفنا فماهو الرد ؟
والكثير من الصور المشوهة التي يتذرع الناس بها كي يتحزبوا ويتركوا نهج السلف !
هل من مجيب ــ نفع الله بكم ــ ؟
داود العتيبي
2012-02-05, 05:35 PM
بارك الله فيكم، وأعتذر عن غيابي عن الموضوع .. شاكرا للأخ السيلاوي والأخوين الفاضلين أبو عبد الملك والطاهيري على إضافتهم الرائعة والمفيدة ..
أختنا الفاضلة طويلبة علم .. لست من أهل الفتوى ولكن سأخبرك بما جربته مع غيري ..
قد لا يحسن الانتساب إلى السلفية أحيانا باللفظ إذا كان خصمك متجهما شديد اللسان ...
وما ذكرتي من أن بعض السلفية يغيبون عن بعض الأمور العصرية والسياسية فهذا موجود عن بعض الفئام ولكن ليس منهجا للجميع ويأخذون قاعدة غير صحيحة : من السياسة ترك السياسة .. وعلينا تدارك هذا الخطأ ..
وكون السلفية تبدع كل مخالف هذا فيه إجحاف، وإن كانت هناك طائفة تنتمي للسلفية تأخذ التحذير والتبديع ركنا من أركان الدين ويبالغون في ذلك وهؤلاء ضلوا وأضلوا ..
لكن التبديع والتحذير من الدين إن خالف ما جاء في الوحي
اوس عبيدات
2012-02-05, 05:51 PM
اني أراكم قد أكثرتم وخلاصة الأمر ما قال الشيخ محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله "هناك سلفية وهناك حزب يسمى السلفيون" حزب السلفيون هذا عليك بالابتعاد عنه. ومن يقول أن قاعدة "من السياسة ترك السياسه" خطأ فقد فهمها على غير وجهها وعلى غير مراد صاحبها رحمه الله منها, فالسياسة بلا شك من الدين ولكنها السياسة الشرعيه, فإذا فهمت هذا علمت صحة هذه القاعدة وصلاحيتها وليس دليل أكبر من دخول حزب السلفيون دهاليز السياسة فها نحن نراهم قد انتكسوا وبدلوا وغيروا ولا يكاد يمر يوم إلّا ونسمع تنازلا جديدا ومجاملة على حساب الدين.
أبو عبد الرحمن السلاوي
2012-02-05, 10:21 PM
الذي يظهر و الله تعالى أعلم أنهم يقصدون بالمقولة المشهورة من السياسة ترك السياسة , يقصدون بها طلبة العلم , و إن صحّ هذا فهو الصواب من غير شك و لا ريب , لأن طالب العلم بارك الله فيكم متى أقحم نفسه في السياسة تاه وسط حممها.. و الله المستعان , خصوصا و أنّ الذين يخوضون في أمور السياسة اليوم و يغوصون في لججها أغلبهم حتى لا يكون إجحافاَ ليسوا على الهدي الصحيح و المنهج السوي , لأن السياسة في عصرنا معشر الإخوة الفضلاء لا يدخلها رجل سويُّ المنهج متبعٌ للأمر الأول , إلا خرج منها بخُفي حنين....... و إنا لله
أبو عبد الرحمن السلاوي
2012-02-05, 10:30 PM
لقد رأيت كثيراّ من طلبة العلم قد أشغلوا أنفسهم بقضايا العالم و أعطوها قسطاّ أكبر من الوقت, على حساب الملطب الأسمى ألا و هو طلب العلم الشرعي , و حجتهم في ذلك معرفة الواقع و الاطلاع على أحوال المسلمين , و هذا حق فيه دخن , لأن فقه الواقع طلبة العلم ليسوا مكلفين بالاطلاع عليه , ثم هو في نفسه ليس فقها مستقلا بنفسه و الدليل على ذلك أنه لم تؤلف فيه الكتب و لا يشغل حيزا كبيرا في الجامعات و لا يدرس كمادة معينة .
و للحديث بقية
طويلبة شنقيطية
2012-02-05, 11:30 PM
أحسن الله إليكم وجزاكم خيرا فقد استفدتُ مما ذكرتم
وجدتُ هذا النص في ملتقى أهل الحديث واستفدتُ منه فنقلته لكم :
سُئل الشَّيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في " لقاءات الباب المفتوح" (3/246-247) اللقاء السابع والخمسين
س 1322: فَضِيْلَة الشَّيْخ، جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا، نُرِيْدٌ أَنْ نَعِرِفَ مَا هِيَ السَّلَفِيَّةُ كَمَنْهَجٍ، وَ هَلْ لَنَا أَنْ نَنْتَسِبَ إِلَيْهَا، وَهَلْ لَنَا أَنْ نُنْكِرَ عَلَى مَنْ لاَ يَنْتَسِبُ إِلَيْهَا ؟
الجَوابُ :
• السَّلَفِيَّة هي اتِّبَاع منهج النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم وأصحابه، لأنهم سلفنا تقدموا علينا، فاتِّبَاعهم هو السَّلَفِيَّة، وأما اتخاذ السَّلَفِيَّة كَمَنْهَجٍ خَاصٍّ يَنْفَرِدُ بِهِ الإِنْسَانُ، وَيُضَلِّلُ مَنْ خَالَفَهُ مِنَ المُسلِمِيْنَ وَلَو كَانوا على حَقٍّ، فَلا شَكَّ أَنَّ هَذا خَلافُ السَّلَفِيَّة ، فالسَّلفُ كُلُهُم يَدْعُوْنَ إلى الاتِّفَاقِ والالْتِئَامِ حَوْل سُنَّة الرَّسُوْلِ صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم، ولا يُضَلِّلُونَ من خَالَفَهُم عَنْ تَأْوِيْلٍ، اللَّهُمَّ إِلاَّ فِي الْعَقَائِدِ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ مَنْ خَالَفَهُم فِيْهَا فَهُوَ ضَالٌّ.
• لَكِنَّ بَعْضَ مَنِ انْتَهَجَ السَّلَفِيَّةَ فِي عَصْرِنَا هَذَا صَارَ يُضَلَّلُ كُلَّ مَنْ خَالَفَهُ وَلَو كَانَ الحَقُّ مَعَهُ، واتَّخَذَهَا بَعْضُهُم مَنْهَجاً حِزْبِياً كَمَنْهَجِ الأَحْزَابِ الأُخْرَى الَّتِي تَنْتَسِبُ إِلَى دِيْنِ الإِسْلامِ، وَهَذا هُوَ الَّذِي يُنكرُ وَلا يُمْكِنُ إِقْرَارُهُ
• وَيُقَالُ انْظُرُوا إِلَى مَذْهَبِ السَّلَفِ الصَّالِحِ مَاذَا كَانُوا يَفْعَلُوْنَ؟
انْظُرُوا طَرِيْقَتَهُم، وَفِي سِعَةِ صُدُوْرِهِم فِي الْخِلافِ الَّذِي يُسُوْغُ فِيْهِ الاجْتِهَادُ، حَتَّى إِنَّهُم كَانُوا يَخْتَلِفُوْنَ فِي مَسَائِلَ كَبِيْرَة، وَفِيْ مَسَائِلَ عَقَدِيَّة، وَفِيْ مَسَائِلَ عِلْمِيَّة
- فَتَجِدُ بَعْضهُم مثلاً يُنكِرُ أَنَّ الرَّسُوْلَ صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم رَأَى رَبَّهُ، وَبَعْضهُم يَقُوْلُ: بَلَى!
- وَتَرَى بَعْضهُم يَقُوْلُ: إِنَّ الَّتِي تُوْزَنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هِيَ الأَعْمَالُ، وَبَعْضهُم يَرَى أَنَّ صَحَائِفَ الأَعْمَالِ هِيَ الَّتِي تُوْزَنُ
- وَتَرَاهُم أَيْضاً فِيْ مَسَائِلِ الْفِقْهِ يَخْتَلِفُوْنَ كَثِيْراً، فِي النَّكَاحِ، وَالفَرَائِضِ، وِالبُيُوْعِ، وَغَيْرِها، وَمَعَ ذَلِكَ لاَ يُضَلِّلُ بَعْضُهُم بَعْضاً.
• فالسَّلَفِيَّة بِمَعْنَى أَنْ تَكُوْنَ حِزْباً خَاصَّاً لَهُ مُمَيِّزَاتُهُ، ويُضَلِّلُ أَفْرَادُهُ مَنْ سِوَاهُم، فَهَؤُلاءِ لَيْسُوا مِنَ السَّلَفِيَّة فِيْ شَيْءٍ.
• وأما السَّلَفِيَّة الَّتِي هي اتِّبَاعُ مَنْهَجِ السَّلَفِ، عَقْيْدَةً، وَقَوْلاً وَعَمَلاً، وَائْتِلافاً وَاخْتِلافاً وَاتِّفَاقاً، وَتَرَاحُماً وَتَوَداً، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم (( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ شَيْءٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ )) فَهَذِهِ هِيَ السَّلَفِيَّةُ الْحَقَّةُ. اهـ
فارس بن فالح
2012-02-07, 02:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...وفقك الله تعالى لما يحب ويرضى .. اخي الفاضل داود
ان ما سطرته كان مدعاة للوقوف عنده وخاصة .. السمات التي يجب ان يتصف بها من ينسب نفسه الى هذه التسمية!!! فاليوم نرى ان هذه التسمية الرفيعة اصبحت واسعة يحملها من يرد التسمي بها اكثر مما تحتمل ..... فمثلا في العراق الجريح نرى عدة سلفيات فمنهم من وقف مع المحتل ويقول هذه سلفيتنا ومن خرج عنها خرج عن السلفية ظاهرا وعن الملة ضمنا ..... وسلفية تجيز التحزب ، وقد ظهر لنا مؤخرا حزب النور ... وسلفية تجيز الانتخابات ... وسلفية تجيز تكفير المسلم بالشبهة .. و و...و....
فاذا الواجب علينا ان نحمل العقيدة الصحيحية عمليا لا نظريا وننظر بنظر اولئك الذين اثروا السنة على الفتنة .. ومنذ سنوات ونحن ندعو الشباب الى ترك التسمي بهذا الاسم والعمل بمضمونه وننسب انفسنا الى الاسلام والسنة فالامام احمد لم يسم امام السلفية !!! بل سموه امام اهل السنة ....
وقد احسنت الاخت طويلبة علم بنقلها لكلام الشيخ العثيمين _ رحمه الله _ فهو موازيا لما قدمه اخونا داود ...
ومن الضروري ترك الخوض في هذه الامور ، والالتفات الى ما هو اهم للامة الا وهو جمع الكلمة ووحدة الصف ، واذا نظرنا الى ابي العباس بن تيمية ، كيف كان نهجه في زمن التتار ففي نهاية القرن السادس الهجري جمع علماء الشام ووجهائها فذهبوا الى قازان فقد سمع ان قازان تآمر على المسلمين مع الكرجي ، فذهبوا جميعا وجلس ابن تيمية على ركيتيه رحمه الله وبدأ يأمر قازان وينهاه ولم يكن قازان يستطيع ان يرد على الشيخ ، ويقول ابن تيمية فما خرجنا منه حتى اخذنا من اسارى المسلمين الخلق الكثير ....
فمن واجبات الوقت اليوم هو جمع الكلمة ... فدولة فارس متربصة وتعمل الشر والفتن في بلادنا ، والعراق وسوريا واليمن ليسوا عنا ببعيد
احبتي واخواني ....اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يوفق جميع المسلمين انه ولي ذلك والقادر عليه....
العلم الهيب
2012-02-07, 04:41 PM
ما نعرف اسما يتسمى به اهل الإتباع إلا إسم ( أهل السنة والجماعة) بهذا عرفنا علماءنا السابقين عبر الأجيال كلها وبهذا اللقب ميزناهم عن أهل الإبتداع وما عرفنا فيهم تجزبا ولا تصنيفا إلا لما دخل على بعضهم إسم السلفية حتى صار المتحمسون له كل يوم يبحثوا عن اسم ليهربوا من بدعة زعموا فهلا اكتفوا باللقب الذي اجمع عليه العلماء من غير نكير وحذروا من كل دخيل عليه
داود العتيبي
2012-02-08, 08:17 AM
بارك الله فيك أخ فارس وجميع من سبق ..
صدقت أُخي السلفية عمل وليست كلام والحمد لله هي تحقق الخطوات المرجوة وأرى في سلفية مصر أنموذجا حسنا، وأعجب من بعض الجهلة كيف يقف في وجوههم وهم علماء أجلاء أدبهم قبل علمهم، وهم الآن في حرب سياسية شعواء لم يهيئوا أنفسهم لها ولا يعجزون عنها بإذن الله، وقولي لم يهيئوا أنفسهم لها هذا عيب وهو تفسير لمقولة من السياسة ترك السياسة، حيث جاء المَحك، ولئن كانت قديما تستاغ فإنها الآن لا يلقى لها البال لأن المجال فتح ولم يكن كمثل السابق، وأنا اوافقكم بأن الغوص فيها والتعمق يبعد عن منهج الحق، ولكن تركها جملة كما هو المتبع والظاهر مذموم، ويحدثني أحد المشايخ أن كتاب الشيخ الفاضل عبد الرحمن عبد الخالق " المسلمون والعمل السياسي" انبهر منه قديما قبل عشرين سنة واصبحوا يوزعونه متعجبين من أن يكون في السلفية مثل هذه العقلية السياسية، وهذا يُجلي استقبال علماء مصر للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق وإن رغم أنف من رغم غضبا وشققا
ابو عمر الجنيدي
2012-02-14, 01:34 AM
بارك الله فيك أخي داود وفي الإخوة جميعا
وأسئذنك في نقل كلام قيم للشيغ الغفيص حفظه الله تكلم فيه عن حقيقة مذهب السلف وضوابطه، كان ذلك في شرحه لحديث الإفتراق ، وسأجعله على أربعة أجزاء:
(1)
قال الشيخ:
إن الناظر في منهج السلف الذي بدأ ببعثة
النبي صلى الله عليه وسلم والمتأمل في سيرة السلف الأول وأخصهم الصحابة
الذين قال الله فيهم: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ [التوبة:100]
يرد عليه سؤالين فاضلين:
السؤال الأول: ماذا يقصد بالقول عن قولٍ ما، أو فعلٍ، أو تصديقٍ، إنه مذهبٌ للسلف؟
السؤال الثاني: بم يضبط مذهب السلف؟
هذان سؤالان لابد لطالب العلم أن يكون
على فقهٍ متين فيهما؛ لأن ثمة فواتاً لفقه هاتين المسألتين -ولا سيما في
هذا العصر- عند كثيرٍ من السلفيين، وعن هذا ترى أن السلفيين -ولا سيما في
بعض الأمصار- صار لهم تجمعات متعددة، وصار كل جمعٍ يسير يعتبر أنه هو
المحقق للسلفية.
والسلفية لم تكن
يوماً ما مسألة معقدة، أو مسألة من دقائق الحقائق، أو من دقائق المعارف، أو
التراتيب، بل هي مسألةٌ بينة، فهي الإسلام والحق الذي بُعثَ به محمد صلى
الله عليه وسلم ، هي هدي صاحب الرسالة الذي كان يقول: (أما بعد: ( فإن خير
الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور مُحدثاتها، وكل محدثةٍ
بدعة ) فكل ما خالف هديه صلى الله عليه وسلم ، فهو الخارج عن ذلك.
ولفظ السلفية لفظٌ قد استعمل في كلام
أهل السنة، وإن لم يطرد القصد إليه في كلام السلف أو محققي أهل السنة، وهو
نسبةٌ فاضلة، حيث إنه إضافةٌ إلى السلف الأول الذين أثنى الله عليهم
وامتدحهم، وأمر باتباعهم بإحسان، وهم الصحابة رضي الله عنهم ، أو: السابقون
الأولون من المهاجرين والأنصار.. كما هو حرف القرآن. ......
حقيقة مذهب السلف والأمور المترتبة على نسبة فعل ما إليه
إذا أخذنا السؤال الأول، وهو: ماذا يقصد بالقول عن قولٍ ما، أو فعلٍ، أو تصديق: إنه مذهب للسلف؟
قيل: هذا السؤال يترتب على إجابته عدة أمور فيها تعدد: قد يكون مترادفاً، وقد يكون متنوعاً:
الأمر الأول: أن هذه المسألة سنةٌ لازمة لا يجوز لأحدٍ أن يخالفها، وأن ما خالفها يكون بدعةً وضلالة.
الأمر الثاني: أن من تقمص مخالفة هذه المسألة فقد تقمص ضلالةً، ومن دعا إليها فقد دعا إلى ضلالة.
الأمر الثالث: أنه لا يجوز الاجتهاد بخلاف ما قيل عنه أنه قولٌ أو مذهب للسلف.
هذه حقائق لابد أن تكون بينةً لطالب
العلم، وهي تترتب على القول عن قولٍ ما أو فعلٍ ما: إن هذا مذهبٌ للسلف، أو
من مذهب السلف كذا، أو السلف يقولون كذا، فضلاً عن القول: إن قولاً ما أو
فعلاً ما مخالفٌ للسلف، فإن هذا آكد في التصريح،
حيث إن وصف المخالفة بأنها مخالفةٌ للسلف أو لمذهب السلف
-سواء كانت مخالفةً قولية أو فعلية أو تصديقية- يعني أن هذه المخالفة من
البدع، ومن الضلال، ومما لا يعذر أحد بمخالفته، ولا يجوز أن يقال عن صاحبها
أنه على الاجتهاد المأذون فيه،
بل لابد أن يكون عند صاحبها -وإن سميّ مجتهداً من وجهٍ آخر-
تفريط، وتقصير في تحقيق الحق، وفي اتباع السنة... إلى غير ذلك من اللوازم،
والمتضمنات لهذه الجملة.
إذا عرف هذا المعنى؛ تبين أن ما يقال فيه: إنه مذهب للسلف، فإن معناه: أنه من جنس مسائل الإجماع، أي أنه إجماعٌ وهديٌ ولزومٌ لا يجوز لأحد الاجتهاد بخلافه،
حتى لو فرض أن مبنى الاجتهاد ظاهر من الكتاب أو السنة، فإن هذا الاجتهاد
لابد أن يكون غلطاً، ولابد أن يكون هذا الفهم لما استُدل به من الكتاب أو
السنة فهماً باطلاً، وضلالاً عن الحق.. إلى غير ذلك من اللوازم.
وهذه المسألة لابد من ضبطها على هذا
التقدير، وإذا تم ضبطها تبين أنه لا يجوز القول عن مسألةٍ من مسائل الخلاف
بين الأئمة: إن هذا القول هو طريقة السلف؛ مع العلم أن في المسألة خلافاً
بين فقهاء السلف أنفسهم.
وعليه: فإن عامة المسائل المتعلقة
بالعبادات وتفاصيلها وإن رجَّح المرجحُ فيها، وإن كان قوله قد نطقت به جملة
من النصوص إلى درجةٍ تحاكي الظاهر عنده أو الصريح، ورأى أن القول الثاني
بعيدٌ عن هدي السنة أو ظاهرها أو عما يتعلق بذلك من أوجه الاستدلال، مع هذا
كله لا يجوز له أن يقول عن هذا القول: إنه مذهبٌ للسلف، أو هذه سنة
السلفيين، ومن خالفها فقد خالف طريقة السلف أو السنة السلفية.
وأضرب لذلك مثلاً قد يستعمل كثيراً في
هذا العصر، ولابد من التنبيه إلى مثله، مثال ذلك: الإشارة بالإصبع في
التشهد.. هذه المسألة الجمهور من علماء السلف على شرعيتها، وإن اختلفوا في
تحديد ما يتعلق به المقام من الإشارة، فهذه مسألة خلافٍ بينهم، ولكن من
الفقهاء المتقدمين من لا يذهب إلى ذلك.
فهذا الفعل يصح أن يقال فيه: إن هذا
ثابتٌ بسنةٍ صريحة، وأن من خالفها فقد خالف ظاهر هذه السنة إما لكونها لم
تبلغه أو لم تصح عنده، وأن قوله غير معتبر، أي لا يصار إليه، ولا يفتى به،
ولا يدعى إليه، مع بيان أن السنة هي الإشارة وإن اختلف في تحديد مقامها. لكن أن يقال: إن هذه من السنن السلفية، وأنه لا يتركها إلا من هو خارج عن مذهب السلف.. فهذا غلط.
وهذا وإن تعلق ببعض الأحناف إلا أن له مثالاً في سائر الأئمة، بمعنى: أنه
إذا تتبعت أقوال الأئمة -كالأئمة الأربعة: مالك ، والشافعي ، وأبي حنيفة ،
وأحمد - فإننا نجد أن لكل إمامٍ في الجملة بعض المسائل التي تخالف بعض
ظواهر النصوص البينة، وهذا لكون هذه النصوص إما أنها لم تبلغه أو لم تصح
عنده، أو لسبب من أسباب التردد فيها، أو عدم الأخذ بظاهرها أو ما إلى ذلك.
من أمثلة ذلك: أن الإمام مالكاً يذهب إلى أنه لا يستفتح بدعاء الاستفتاح
المعروف في الصلاة، مع أن دعاء الاستفتاح روي عن النبي صلى الله عليه وسلم
من أوجه متعددة محققة في الصحيحين وغيرهما، فهذا لا شك أنه مخالف لظاهر
السنة، لكنه لا يجوز أن يقال: إن ترك الاستفتاح مخالفة لمذهب السلف.
وعليه: فكل مسألةٍ
تنازع فيها المتقدمون كالأئمة الأربعة أو من قبلهم، ولم يغلط المنازع
بالتبديع أو بوصف قوله بكونه بدعة فإنه لا يجوز إضافتها إلى مذهب السلف
المطلق،
أي أن يقال: هذه مسألةٌ من مذهب السلف؛
لأن معنى هذا أن هذه مسألةٌ لازمة، وأن الاجتهاد بخلافها اجتهادٌ محرم، وأن
من اجتهد وخالف ولو كان إماماً كـالشافعي أو مالك أو أحمد فإن اجتهاده
غلط، وأن عنده تفريطاً في تحقيق الحق واتباع النصوص،
ويعني هذا أيضاً: أن المالكية من بعد
مالك أو من يقتدي بـمالك لا يجوز له أن يعتبر قوله... إلى غير ذلك من
اللوازم. ومن الأمثلة كذلك: أن الإمام أحمد نُقل عنه روايات في بعض المسائل
تخالف ظواهر من النصوص، وإن كانت الرواية لا تطرد في الغالب في مسائل أحمد
، بل يأتي عنه رواية توافق الظاهر من النصوص، وهذا كقوله في إحدى
الروايتين عنه: إن الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم ينعقد.. فهذه روايةٌ
معروفة عن أحمد ، وإن كانت رواية مخالفة للصواب، ومخالفة كذلك للرواية
الثانية عن الإمام أحمد نفسه.
القصد: أن مسائل الفقه التي حصل فيها
نزاع لا تضاف إلى السلف، ولو كان الخلاف يسيراً، فضلاً عن أن بعض المسائل
التي يضيفها بعض طلبة العلم أو الشيوخ الفضلاء من السلفيين اليوم إلى
السلفية مسائل هي على خلاف قول الجمهور من فقهاء السلف، فقد يظهر لهم ظاهرٌ
من بعض النصوص يستدلون به على هذا القول، مع أن ظاهر أقوال السلف تكون
بخلاف هذا القول، وهذا أكثر إشكالاً.
...
ابو عمر الجنيدي
2012-02-14, 08:01 PM
2
كيفية ضبط مذهب السلف
السؤال الثاني: بم يضبط مذهب السلف؟
وهذه المسألة لابد من تقريرها بين يدي هذه الرسالة، فهي مسألةٌ غاية في الأهمية ولا سيما في عصرنا هذا، وهنا تقرير لـشيخ الإسلام رحمه الله ، نقف معه لمناسبته لرسالته.. ......
يتكلم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن مسائل خالف فيها بعض الفقهاء من أصحاب الأئمة بعض مقالات السلف، ثم قال قولاً حسناً،
قال: "إن معرفة مذهب السلف للناس فيه من المنتسبين إلى السنة والجماعة من أصحابنا وغيرهم طريقان في ضبطه وتحقيقه:
الطريق الأول: تحصيل مذهب السلف وضبطه بالنقل؛ فإن ما قيل فيه إنه مذهبٌ للسلف، فهذا يعني إطباق السلف عليه،
قال: وتحصيله من جهة النقل يكون بوجهين:
الوجه الأول: أن يستفيض ذكر هذا القول أو هذه المسألة في كلام الأئمة المتقدمين، ولا يظهر بينهم من أعيانهم منازع"
وهذا ظاهر -مثلاً- في كتاب شرح أصول السنة للالكائي والإبانة لـابن بطة أو ما إلى ذلك من الكتب، فإن الناظر فيها يجد هذا التوارد،
أو كما يذكر البخاري في خلق أفعال العباد حيث يقول: "لقيتُ أكثر من ألف أستاذ في الأمصار، كلهم يقول: الإيمان قولٌ وعمل.." فهذا توارد، واستفاضة،
ولهذا يكفي هذا في إثبات كون هذا القول مذهباً للسلف، ولا يلزم بعد ذلك أن تأتي عبارات أصرح من هذا.
إذاً: إذا استفاض قولٌ ما بين المتقدمين وشاع وقرروه ووصف ما خالفه بكونه مخالفاً للسنة أو جعلوا هذا القول من السنة اللازمة، فهذا يعني أنه سنةٌ سلفية لازمة، وهذا ظاهر في معتقد الأئمة الذي ذكره اللالكائي في مقدمة كتابه، فإن الناظر في هذا الكتاب يرى أنهم يقولون -مثلاً-: ومن السنة اللازمة عندنا.. ثم يذكرون مسائل. هذه المسائل التي وصفها الكبار كـأبي حاتم و أبي زرعة و أحمد و البخاري بأنها من السنة اللازمة تعد من أقوال السلف اللازمة.. فهذا الوجه الأول في ضبط النقل.
الوجه الثاني في ضبط النقل: أن ينص بعض علماء الإسلام الكبار من المعروفين بالسنة على أن هذا إجماعاً عند السلف،
كنص أبي عمر ابن عبد البر ، والإمام ابن تيمية ، والحافظ ابن رجب ، وأمثال هؤلاء، أو نص من هو أجلّ من هؤلاء كـمحمد بن نصر رحمه الله.
فإذا نص أمثال هؤلاء الأكابر أو ممن جاء بعدهم من كبار الفقهاء من الطبقة التي بعد طبقة الأئمة، على أن هذا إجماع للسلف، ولم يعارض هذا الإجماع من عالم آخر، أو من شيوعٍ سلفيٍ آخر، فإن هذا هو الضبط لمذهب السلف.
إذاً: هذان وجهان في ضبط مذهب السلف.
قال شيخ الإسلام : "وهذا الطريق هو الطريق المستعمل عند الأئمة، وهو المراد في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى: وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ [النساء:115]" لذلك كل من خرج عن سنةٍ سلفية فإن عنده قدراً من مشاقة الله ورسوله، وهذا محقق بالشرط المذكور في الآية: مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى [النساء:115].
وعليه: يمتنع القول عن قول لـمالك -ومالك وسط الهدى والأئمة- أنه خارجٌ عن هدي السلف؛ لأنه يلزم من ذلك أن مالكاً تبين له الهدى وتركه؛ لأنه يسمع الهدى من شيوخه ومن أساتذته ومن علماء الأمصار إلى غير ذلك.
فلا يصح أن يوصف واحد من علماء السلف بأنه قد شاق الله ورسوله من بعد ما تبين له الهدى؛ لأن هذا تكلف، ومن يقول كثيراً من هذا الأقوال لا يستطيع أن يلتزم مثل هذا أبداً، وإن التزمه لأسقط سلفيته.
إذاً: هذا الطريق الأول، وهو الطريق المحقق والصواب، وبهذا الطريق يظهر أن مذهب السلف رجع في الأخير إلى الإجماع؛ فإذا تحقق الإجماع كان المذهب مذهباً لازماً وسنةً ماضية؛ لأنه لا يتصور إلا أحد أمرين: إما أن أئمة السلف يتفقون أو يختلفون، ولا يوجد ولا يتصور في العقل غير هذين القسمين، فإذا اختلفوا فاختلافهم مورد اجتهاد يرجح بحسب الأدلة، ولا يلتزم قول واحد، ومن التزم قول واحد منهم - أحمد أو مالك أو الشافعي - فقد خرج عن السنة، والهدي؛ فإن هذا من تكلف بعض المتعصبة من المذهبيين الذين يرجحون قول إمام على الاطراد، وقد كان السلف كـمالك وأمثاله ينكرون هذه البدعة، وهذا لا يعني إنكار التمذهب جملةً وتفصيلاً.
إذاً تبين أن القول: إما أن يكون اتفاقاً عندهم، وهذا هو السنة والمذهب السلفي اللازم،
وإما أن يختلفوا فيه فهذا اختلافٌ لا يجوز معه أن يخص أحد هذه الأقوال بالقول عنه: إنه هو مذهب السلف أو السنة اللازمة وما خلافه يكون بدعة،
فإن التبديع إنما يكون لما خالف مذهب السلف، لأن البدعة مخالفة لهدي صاحب النبوة، فإنه يقول صلى الله عليه وسلم: (خير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها) ، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) .
لكن السؤال الآن: كيف يتم تعيين مخالفة هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ هل تكون بالإجماع أو بالاجتهاد؟
هذه هي مسألة الجوهر في بيان ضبط المسألة، فقد تحقق لنا بالسنة الصريحة وبالأصول الشرعية أن مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم بدعة،
لكن السؤال: هل تعيين هذه المخالفة يكون بالاجتهاد أو بالإجماع؟
هذا هو محل الإشكال عند بعض السلفيين في هذا العصر.
الصواب: إنه بالإجماع، وأما إذا اجتهد مجتهد في دراسة قول مالك أو أبي حنيفة أو الثوري أو فلان وفلان من الفقهاء، وبان له أن قوله مخالف لسنة، ولهدي نبوي، فلا يجوز له أن يصف قول هذا الإمام بهذه المخالفة، أو أن يقول: إن قوله بدعة،
فإن الضبط لهذه المخالفة إنما يجزم به إذا صار الإجماع إليه؛ لأنه لو صُدق هذا المنهج للزم من ذلك أن كل واحدٍ من الأئمة يجعل ما خالفه بدعة، لأن مالكاً حين يذهب إلى قول ما ويجعله في الشريعة والديانة فإنه يعتقد أن هذا هدي؛
فهل قال مالك والأئمة من قبله -حتى من الصحابة رضي الله عنهم - أن ما خالف ما انتصروا له من السنة وظهورها من الأقوال أنه بدعة؟
إذاً: لا تحدد أو تعين المخالفة بالاجتهاد، بل بالإجماع،
وبهذه الطريقة يظهر أن أقوال السلف المعتبرة اللازمة هي الإجماعات المنضبطة،
بل إن شيخ الإسلام رحمه الله يذهب إلى أكثر من هذا، فهو يقول: "إن الإجماع المنضبط الذي يلزم به مذهب السلف هو إجماع الصدر الأول كالصحابة رضي الله عنهم ومن لزم قولهم، قال: إذ بعدهم كثر الاختلاف"
فعند شيخ الإسلام ضبطٌ وتحقيقٌ لمسألة الإجماع، وأنها معتبرة بإجماع الصدر الأول كالصحابة وأئمة التابعين، وأمثال هؤلاء من طبقات الأئمة الذين انضبط إجماعهم. هذا هو الطريق الأول، وهو النقل بوجهيه، وهو الطريق الوحيد الذي يعرف به مذهب السلف، ومرده في الجملة إلى الإجماع المنضبط
....
ابو عمر الجنيدي
2012-02-14, 08:04 PM
(3)
الطريق الثاني: قال شيخ الإسلام (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000006&spid=1119) : "وقد استعمل طائفةٌ من متكلمة الصفاتية المنتسبين للسنة والجماعة، واعتبر ذلك طائفة من الفقهاء -من أصحابنا وغيرهم- أنهم يعتبرون مذهب السلف بالفهم، فإذا تحصل لواحدٍ منهم في مسائل من النظر أن هذا هو الموافق للكتاب والسنة، أو لبعض أصول السلف، جعل هذا قولاً للسلف.
قال: لأن السلف عنده لا يخرجون عن الكتاب والسنة، فإذا تحقق له جزماً في قولٍ ما أنه موافق للكتاب والسنة جعله قولاً للسلف" .
محصل هذا الطريق: هو تحصيل مذهب السلف بالفهم. أي: أن يقول قائل عن قولٍ ما أو فعلٍ ما أو تصورٍ ما: هذا مذهب للسلف، ومن خرج عنه فقد خرج عن مذهب السلف، وهو من أهل البدع أو ما إلى ذلك.
فإذا أورد عليه سؤال: أين استفاضة ذكر هذا المفهوم أو هذا القول أو هذا التقرير في كلام الأئمة؟ أو من نقل الإجماع؟ قال: هذا محصَّل بدراسة أصول السلفية وبضبطها وبظاهر الكتاب والسنة، والسلف لا يخرجون عن الكتاب والسنة...إلخ.
ولذلك: من يعين مسائل من اجتهاده وفهمه أنها مذهبٌ للسلف يجد عند التحقيق -ولا بد- مخالفاً من السلف لقوله، كمن يقول -مثلاً-: إن وضع اليدين على الصدر بعد الركوع مخالفٌ للسلفية، نجد أن من أئمة السلف من يذهب إلى شرعية وضع اليدين على الصدر بعد الركوع.
وليس المقصود من هذا الترجيح في المسألة، فهي على كل حال مسألة سهلة، مترددة من جهة الاستدلال. وهذا لا يعني التهوين من شأن السنن والاتباع؛ فإن المسلم مأمورٌ باتباع أوامر الله سبحانه وتعالى ، والاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم الظاهر والباطن، ولكن العزمات أمرٌ شديد؛ فالصحابة بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم اختلفوا كثيراً، مع أنهم أدركوا صاحب النبوة، وأدركوا هديه وأقواله، ومع ذلك ترددوا واختلفوا في مسائل كثيرة.
فالعزمات ليست من المقامات الفاضلة، وليست من تحقيق العبادة؛ لأن في العزمات قدراً من الجزم على صاحب الشريعة، والإبطال للقول الآخر بأنه بدعة، والذي قد يكون في نفس الأمر هو من السنن، ولهذا من ورع السلف أنهم ما كانوا يصيرون إلى العزمات إلا في الأمور البينة التي انضبط دليلها أو إجماعها.
إذاً: الطريق الثاني: تحصيل مذهب السلف بطريق الفهم.. وهذا هو الذي يحذر منه،
قال شيخ الإسلام (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000006&spid=1119) : "وهذا الطريق أصله من كلام طائفةٍ من أهل البدع المنتسبين للسنة والجماعة، ثم دخل على طائفةٍ من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم" .
ولذلك لا يجوز إضافة مسائل إلى مذهب السلف إلا وقد انضبط دليلها وإجماعها إما استفاضةً وإما نقلاً.
ولو أن السلفيين في هذا العصر التزموا المنهج الذي قرره شيخ الإسلام (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000006&spid=1119) ، والذي قد درج عليه الأئمة، فإنهم لا يمكن أن يختلفوا في مسائل تصنف على أنها سلفية، بمعنى أن كل طائفة تقول: نحن السلفيون، ومن خالفنا خارج عن مذهب السلف. ولذلك ظاهرة تعدد التجمعات السلفية، وكلٌ منها يزعُم أنه السلفي وحده أو بجماعته أو بطائفته ليست ظاهرةً شرعية؛ لأن هذه الجماعة المؤمنة المنصورة الناجية هي جماعةٌ واحدة، ولو انضبطت على الإجماع لاتفقت.
ولهذا: من أسباب انقسام السلفيين فيما بعد عصر الأئمة أو في العصور الفقهية المتأخرة أو في عصرنا هذا: هو أنهم استعملوا طريق الفهم لتحصيل مذهب السلف. وهذا التحقيق لا نعتبره لكونه كلاماً لـشيخ الإسلام (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000006&spid=1119) ، حتى يأتي شخص ويقول: إن في كلامه نظراً، بل هو معتبر لكونه موافقاً للأصول؛ لكلام الله ورسوله؛ فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم هذه الطائفة -وإن كان الحرفُ فيه ضعف، إلا أن معناه صحيح بالإجماع- بأنها: (هي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) وفي حديث جابر بن عبد الله (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000062&spid=1119) رضي الله عنه -وهو في صحيح مسلم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000090&spid=1119) - كان عليه الصلاة والسلام يردد في الخطب: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد) فما كان منضبطاً عند الأئمة أنه هدي لرسول الله فهذا مذهبٌ للسلف، وما تردد فيه الأئمة من السلفِ على تعيين هديه صلى الله عليه وسلم أو الجزم به، فهذا مما يرجح فيه ولا يوصف أحد الأقوال بأنه سنةٌ سلفية. وبهذا الطريق يصح أن يقال: إن مذهب السلف مذهب واسع.
ابو عمر الجنيدي
2012-02-14, 08:06 PM
(4)
خلاصة الكلام عن حقيقة مذهب السلف وضبطه
إذاً: هاتان مسألتان لابد من ضبطهما:
المسألة الأولى: ماذا يقصد بمذهب السلف؟ والمقصود به أنه سنةٌ لازمة، وأن الاجتهاد بخلافه محرم، وأن تقليد المجتهد بخلافه محرم، وأن القول المخالف يكون بدعةً وضلالاً،
ويلزم من هذا أن يكون عند المجتهد المخالف له -ولابد- تفريطاً، وإذا كان بعد شيوع القول السلفي وبلوغه إياه لم يتبعه فإنه يكون مشاقاً لله ورسوله.. هذه لزومات تلزم في كل ما قيل عنه مذهب السلف.
وهذه اللزومات إذا ما اعتبرناها بالمسألة الثانية، وهي أن مذهب السلف هو الإجماع لا تشكل؛ لأن كل من خرج عن الإجماع المنضبط يسوغ أن يقال عنه: إنه مفرط، وأن اجتهاده لا يجوز، ويسوغ كذلك أن يقال عنه: إنه لا يجوز متابعته في اجتهاده. حتى لو عرض هذا من إمامٍ فاضل كـحماد بن أبي سليمان (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000067&spid=1119)، قيل: إن قوله بدعة خارج عن الإجماع.
ولذلك نجد أن الذين خرجوا عن الإجماع المنضبط هم أئمة أهل البدع، من الخوارج والشيعة والمتكلمين وأمثال هؤلاء،
وإن كان قد يعرض أن يخرج بعض أئمة السنة عن بعض مسائل السلف كخروجحماد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000067&spid=1119)، لكن هذا نادر، فإن الذي كان مطرداً عند الأئمة هو أن الذي يخرج عن سنتهم ولزومهم هم أئمة أهل البدع، الذين لا يعتبرون منهجهم وطريقة هدي صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام.
المسألة الثانية: بم يحصل مذهب السلف؟
بأحد طريقين: الطريق الأول: النقل، وله وجهان:
الوجه الأول: الاستفاضة، كاستفاضة قولهم: الإيمان قولٌ وعمل، وتواردهم على ذلك، لذلك لما جاءحماد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000067&spid=1119) بعد هذه الاستفاضة أصبح قوله بدعةً.
الوجه الثاني: أن ينص بعض علماء الإسلام المعتبرين في ضبط مذهب السلف أن هذا إجماع ولا ينخرم.
والطريق الثاني لتحصيل مذهب السلف ليس طريقاً لأهل البدع؛ لأن الغلاة من أهل البدع وأهل البدع المغلظة أصلاً ما كانوا ينتسبون إلى مذهب السلف، وإنما هذا طريق طائفةٍ من أهل البدع من متكلمة الصفاتية، وإذا قال الإمامابن تيمية (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000006&spid=1119) : متكلمة الصفاتية فإنه يقصدابن كُلاب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000169&spid=1119) والأشعري (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000039&spid=1119) وأمثالهم، ممن يحصلون مذهب السلف بطريق الفهم.
ومن أمثلة ذلك التحصيل: أنالأشعري (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000039&spid=1119) في كتبه قال: "أجمع أهل السنة أن الله ليس بجسم" لأنه وجد أن أئمة السلف ينكرون التجسيم والتشبيه، وهذا ليس تحصيلاً بالنص؛ فإنه لم يصرح أحدٌ من السلف أن الله ليس بجسم، لكنالأشعري (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000039&spid=1119) حصله فهماً، وقد تكون أدوات الفهم أحياناً -وهذا هو الذي يشكل- عاصفة، أي: ملزمة في عقل الإنسان أو في عقل الناظر، فهو قد وجد أن السلف أطبقوا على ذم التشبيه،
فقال: إنهم يذهبون إلى أن الله ليس بجسم، مع أن مذهب السلف هو التوقف عن هذا الحرف أصلاً، وأن هذا حرف مبتدع إثباتاً ونفياً، وإذا ذكره ذاكر سُئِل عن مراده به، فإذا أراد بالنفي مراداً باطلاً، قيل: المراد ليس صحيحاً، وإن كان النفي يتوقف فيه. وإن أراد بنفي التجسيم عن الله أي: أن الله ليس كالمخلوق وليس كالمحدثات وليس كجسمٍ من الأجسام.. فهذا المعنى صحيح؛ لأن الله سبحانه وتعالى منزه عن هذا، لكن الحرف حرفٌ مشكلٌ متردد فيه؛ لظهور مادة الإجمال فيه عند كلام المتكلمين فيه. بعد هذه المقدمة اللازمة، أرى ضرورةً من طلبة العلم أن يعتنوا بالتفقه في هاتين المسألتين ليحصل اجتماع أهل السنة والسلفيين كما كان أصلهم وطريقتهم السالفة، ولا يتنابذوا ويتنابزوا بالألقاب والهجران من القول نتيجة غلط في تقرير المنهج الذي يعتبر منهجاً سلفياً. ......
هذا آخر ما أحببت أن أنقله لكم من هذا الشرح النفيس
الشرح موجود على هذا الرابط
http://audio.islamweb.net/audio/inde...&read=0&lg=660 (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=1119&read=0&lg=660)
داود العتيبي
2012-02-15, 05:49 PM
أبا عمر نقولات مباركة وطيبة، من عملاق عصره وعبقري دهره ( ابن تيمية الصغير) الغفيص حفظه الله وأثابه ..
وإني سعيد جدا بما سطر قلمك وما سطره الإخوة فقد صار الموضوع ذا نقاط مكينة، وفوائد قيمة
الوزير الاعظم
2012-07-29, 09:14 PM
حسنٌ ايها السادة, خير الكلام ما قل و دل. بعث الله عز و جل برسله عليهم الصلاة و السلام ليدعوا الناس الى عبادته دون غيره . و الاستسلام الى امره بقدر ما اتاهم الله من قدرة و استطاعة . منهم من امن و منهم من كفر.من امن كان عليه طاعة الله و رسوله ليصبح بذلك من المسلمين ومن انصار النبي المرسل و من تبعهم كان من انصار النبي المرسل كذلك حتى و ان لم يلقاه و هكذا كل من كان على الصراط النبوي حق ان يكون من اتباعه و لوصول هذه الرسالة النبوية الى من جاء بعد العصر النبوي كان لابد من وجود مبلغين لهذه الرسالة لاكن هؤلا ء المبلغون لن يعيشوا ليبلغوا الرسالة لكل العصور ومن اجل ذلك اوجد الله من يرث هذه المهمة , ولا زال هذا الارث يتقاسمه العلماء و الدعاة الى يومنا هذا. لاكن خير العصور التي عاشت الايمان و الطاعة و البركة هي العصور الثلاتة الاولى بشهادة النبي عليه الصلاة و السلام. اولها عصر المبلغين الاولين الصحابة رضي الله عنهم, ثم التابعين لهم و الاخذين عنهم الرسالة,ثم تابع التابعين الذين اخذوا الرسالة عن التابعين. ثم تتابعت العصور بين متبع للرسالة عن طريق طلب محتواها عند مبلغي عصره ( علماء و دعاة) وبين مبتدع مكتف بما اوحى اليه عقله او مقلد لعقل مضلله وكما هو الحال عند تباعد العصور النيرة و من جاء بعدها بقرون نجد ان المسلمين اكثر فرقة و تباعدا بينهم. فجانب يقول نتشبت بارث اسلافنا ( الرسالة ) و جانب يقول بل هم رجال و نحن رجال ( الضلالة). و جانب اخر ضاع في ملذات الدنيا و شهواتها و الحلال و الحرام و السنة و البدعة عنده سواء. لاكن هذا لا يهم ضلال الناس لا يضرك ما دمت متشبت بالرسالة النبوية التي وصلتك عن طريق اسلافك مبينة واضحة وضوح الشمس عند ضحاها. قدرك الهداية وقدرهم الضلالة و قدر اخرين الكفر و اخرين النفاق. هكذا الحياة . ولولا انها هكذا لما كانت جهنم و الجنة موجودتان و فيهما درجات و دركات كالتي في الدنيا. و تبقى الافعال في غنى عن الاسامي. فمنذ 1400 سنة لم يسمي احدا نفسه بالسلفي الا قليل لعدم اهميتها, يكفي ان تقول انك على نهج السلف او انك تسير وراء الركب الاول اذا كان كبار التابعين و تابعيهم لم يسموا انفسهم بالسلفيون لان سلفهم هم الصحابة فلماذا تريد ان تنتسب الى السلف بالتسمي بدل الاكتفاء بما اكتفى به الاولون؟ هذا التسمي لكثرته وتنوعه زاد الفرق فرقة و التنفير تنفيرا فتارة اثري و ثارة سلفي دونما منفعة تذكر.لو كان في هذا خير لسبق اليه الاولون و لذكر كثيرا على مدى القرون الاربعة عشر الخالية لكن شيئ كهذا لم يحدث. و انما اكتفوا بالدعوة الى التشبت بالصراط النبوي و بينوا و اوضحوا هذا الصراط بما اوتو من علم وفهم لذلك كان لزاما علينا اتباع خطاهم فهم الوساطة بيننا و بين محتوى الالوكة. و السلام عليكم و رحمة الله.
أبوأحمد المالكي
2012-08-03, 03:17 AM
أما أن المتمين إليها قد شوهوا سورتها و هم أصحاب لحى و تقصير , يا أخي وفر لحيتك و قصر قميصك و كن أفضل منهم بأخلاقكو سمتك و أظهر له الاتباع الحقيقي حتى يتعلم منك . و الله الموفق
بارك الله فيك أخي .: نعم مثل السلفية أنت أحسن تمثيل و أبرز ما عندك من الفضائل والأخلاق محبة لهدا المنهج القويم , وقناعة به ,
وأما المشوهون لهدا المنهج سواء قصدوا أو لم يقصدوا ,فعلى نفسها جنت براقش , وتبقى السلفية عالية شامخة لا ينالها أحد بسوء إلا قصمه الله , والسعيد من وعظ بغيره , وعرف الحق والتزمه ومات عليه , وبالله تعالى التوفيق
أبوأحمد المالكي
2012-08-03, 03:23 AM
=أبو عبد الرحمن السلاوي
قال الإمام الذهبي في ترجمته لابن الصلاح : و كان سلفيا على الجادة
أما أن المتمين إليها قد شوهوا سورتها و هم أصحاب لحى و تقصير , يا أخي وفر لحيتك و قصر قميصك و كن أفضل منهم بأخلاقكو سمتك و أظهر له الاتباع الحقيقي حتى يتعلم منك . و الله الموف
بارك الله فيك أخي .: نعم مثل السلفية أنت أحسن تمثيل و أبرز ما عندك من الفضائل والأخلاق محبة لهدا المنهج القويم , وقناعة به ,
وأما المشوهون لهدا المنهج سواء قصدوا أو لم يقصدوا ,فعلى نفسها جنت براقش , وتبقى السلفية عالية شامخة لا ينالها أحد بسوء إلا قصمه الله , والسعيد من وعظ بغيره , وعرف الحق والتزمه ومات عليه , وبالله تعالى التوفيق
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.