المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للنقاش : أبناء المشايخ والمتسننين محظوظون أم مبتلون ؟!



أم هانئ
2012-01-06, 03:50 AM
الحمد لله الذي هدانا والصلاة والسلام على مصطفانا وبعد :


تــــوطئـــــة



إن مما يؤلم النفس ويدمع العين ما نراه من بلاء يتعرضه له أبناء وبنات طلاب العلم
أوالمتسننين أوالعاملين في مجال الدعوة إلى الله من شديد انتقادات قد تؤثر سلبا
على عميق نفوسهم بل و لربما امتدت آثارها السيئة إلى جميع أطوار حياتهم ..!

فهؤلاء الأبناء يحيون - دائما- تحت مجهر النقد وتتبع النقائص والزلات منذ مولدهم وحتى الممات ...!!


و للنقـــــاش :


* هل حقا من كان أبوه شيخا يُعد من المحظوظين ؟ أم هو في حقيقة الأمر من المبتلين ؟

* فإن كان من المبتلين فما مظاهر بلائه المبين ؟

* وهل قد يساهم الآباء - بلا قصد - في زيادة ذلكم البلاء ؟

* ثم ما جريرة هؤلاء الصغار ؟! وما جرم آبائهم الكبار ؟!



نسأل الله : الهدى للرشاد .

المستمطر
2012-01-06, 04:12 AM
أحسن الله إليكم
موضوع مهم جدا
ولعلي أعود إليه مرة أخرى
ولكن أردت تسجيل مروري وإعجابي بالطرح الطيب

رشيد الكيلاني
2012-01-06, 05:31 AM
هو نعمة من وجه ان الولد يعيش في جو اسلامي مهيئ لاكتساب الفضائل وابتلاء من ناحية ان الوالد عليه مزيد من العناية والتربية لان الناس ينظرون اليه من خلال تصرف ابنائه ومع ان هذا ليس هو القياس لان الامر هداية فقد ينفرد الابن عن العائلة بخلق مخالف لتعاليم الاسلام مع ان الاب قد ادى واجبه وما عليه وقد قيل ازهد الناس عن العالم اولاده وذويه فلا ملامة على العالم في مثل هذه الاحوال وقد رايت بعض العلماء يعتني بطلابه علما وسلوكا وادبا ويترك ابنائه يتجولون في الشوارع بصحبة اصدقاء السوء دون ان يجد رادع من احد والله المستعان هذا رائ فحسب ..واشكر صاحب الموضوع وهو جديد بالنقاش بارك الله فيكم

أم هانئ
2012-01-08, 06:05 AM
أحسن الله إليكم
موضوع مهم جدا
ولعلي أعود إليه مرة أخرى
ولكن أردت تسجيل مروري وإعجابي بالطرح الطيب




جزاكم الله خيرا وشكر لكم في انتظار مشاركتكم النافعة .

أم هانئ
2012-01-08, 06:06 AM
هو نعمة من وجه ان الولد يعيش في جو اسلامي مهيئ لاكتساب الفضائل وابتلاء من ناحية ان الوالد عليه مزيد من العناية والتربية لان الناس ينظرون اليه من خلال تصرف ابنائه ومع ان هذا ليس هو القياس لان الامر هداية فقد ينفرد الابن عن العائلة بخلق مخالف لتعاليم الاسلام مع ان الاب قد ادى واجبه وما عليه وقد قيل ازهد الناس عن العالم اولاده وذويه فلا ملامة على العالم في مثل هذه الاحوال وقد رايت بعض العلماء يعتني بطلابه علما وسلوكا وادبا ويترك ابنائه يتجولون في الشوارع بصحبة اصدقاء السوء دون ان يجد رادع من احد والله المستعان هذا رائ فحسب ..واشكر صاحب الموضوع وهو جديد بالنقاش بارك الله فيكم

جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به وأحسن إليكم .

أم هانئ
2012-01-08, 06:07 AM
هناك زازية ملسألة نقاشنا تلك ألا وهي مسئولية الأب - الشيخ أو طالب العلم - عن تربية أبنائه والقيام على رعايتهم بما أوجبه الله عليه وبثهم العلم الذي أمتن الله به عليه ...

ويفهم من هذا أن من يقصر من المشايخ في الرعاية أو الاهتمام الواجب برعيته غير مصيب ؛ فلا ينبغي لمثله تقديم رعاية الأباعد على الرعية والانشغال بطلابه أو المحيطين به عنهم .


**ننتقل لزاوية أخرى من زوايا مسألتنا تلك ألا وهي :

ماذا عن ضيق المشايخ من أبنائهم بسبب انتقاد المحيطين وغيرهم لأفعالهم رغم أن تلك الأفعال تصدر بشكل مقبول من كل الصغار إلا أن بعضهم يجعلها منقصة في حق الشيخ وينتقده بها مما يأز الشيخ أزا - و من حيث لا يدري - يذهب يشدد على الأبناء ويقسوا عليهم مما يسبب نفورا و جفاء ملموسا بينه و بينهم ....!!

فليس من حق أبناء طالب العلم -من منظورهم مثلا- أن يلعبوا ويتعاركوا مع أقرانهم الصغار..!!

كما أنه ليس لهم مطلق حق في أن يخطئوا كغيرهم من الأقران و لا أن يلسبوا مثلهم من الملابس التي أباحها الشارع الحكيم ...!!


و الأمثلة كثيرة في واقعنا المعاش ، و ذلك كله لا لشيء إلا لأن هؤلاء الأبناء يعيشون تحت مجهر النقد على مدار الساعة ، فيزداد بلاؤهم طردا مع ازدياد سطوع نجم أبيهم ... !!


فما تقولون ؟

أبو الهمام البرقاوي
2012-01-08, 10:35 AM
بدأت بكتابة مقالة توضيحا لهذه الاستشكال، فانقطعت الكهرباء، فأزال ما عملته.
وسأعود لكتابته - إن شاء الله - فهو موضوع مهم جدا.

أم هانئ
2012-01-09, 12:26 AM
بدأت بكتابة مقالة توضيحا لهذه الاستشكال، فانقطعت الكهرباء، فأزال ما عملته.
وسأعود لكتابته - إن شاء الله - فهو موضوع مهم جدا.

قدر الله وما شاء فعل ، يسر الله أمركم ، في انتظار ما تتفضلون به .

داود العتيبي
2012-01-09, 03:21 AM
السلام عليكم .. حتى تعود الكهرباء لأبي همام البرقاوي أقول :

سؤال موفق ، وسأكون أولى الناس بإجابتك لأني ابن شيخ وقد عايشت استفهامك كثيرا

مجملا :
أبناء المشايخ محظوظون إن كانوا صالحين
ومبتلون إن كانوا طالحين ..

محظوظون لأنهم مراقبون فيتورعون عن الحرام ويحسبون للزلة ألف حساب .
وقد يأتيهم النقد على مباح فعلوه يليق بغيرهم ولا يليق بهم ، فيستحيون من عمله فتكبر المروؤة لديهم ويشيخون وما زالوا رضّعا : )
وهذا أعظم ما جنيته من والدي ومجالسه ، فالبيئة التي أُعطيتها كانت أعظم سبب للثبات والهِبات والنفحات !! .

ومبتلى إن كان فاسدا فيضيق ذرعا بأبيه وبأصحابه فيفعل المعصية وأختها ، وإن كان وقحا جهر بمعصيته إثباتا لرجولته ،وهذا وللأسف حال أكثر أبناء المشايخ ، لأن آبائهم يربون الناس ويغفلون عن أبنائهم .
وهذا وإن كان ظاهره البلاء إلا أنه خير له حتى يراجع نفسه .

وعلى ابن الشيخ أن يتعود على إخرج الكلام من أذنه اليمنى إن دخل من اليسرى ، فيعرض جانبا ويصعر خده إن كان النقد لتافهٍ من الأمر ، وعلى أبيه أن يعينه على ذلك ويجعل حظه من اللعب والمرح كبيرا .. وهذا لا يخشى منه لأن الأكثر منهم كذلك ..

وقليل منهم ذاك المتزَمِّت الثقيل الذي حرم أبنائه طفولتهم فغذاهم صغارا ومقتوه كبارا .. ليس لأنه شيخ فحسب بل لأنه يريد أن يكونوا على جادّته .. وهيهات .

القارئ المليجي
2012-01-11, 10:33 AM
موضوع قيم يستحقّ النقاش،
وللأسف فيه قصص موجعة.

على كلٍّ ...
نحن ننتظر أن تعود الكهرباء لأخينا أبي الهمام البرقاوي :)


السلام عليكم .. حتى تعود الكهرباء لأبي همام البرقاوي

أم هانئ
2012-01-18, 06:50 AM
السلام عليكم .. حتى تعود الكهرباء لأبي همام البرقاوي أقول :

سؤال موفق ، وسأكون أولى الناس بإجابتك لأني ابن شيخ وقد عايشت استفهامك كثيرا

مجملا :
أبناء المشايخ محظوظون إن كانوا صالحين
ومبتلون إن كانوا طالحين ..

محظوظون لأنهم مراقبون فيتورعون عن الحرام ويحسبون للزلة ألف حساب .
وقد يأتيهم النقد على مباح فعلوه يليق بغيرهم ولا يليق بهم ، فيستحيون من عمله فتكبر المروؤة لديهم ويشيخون وما زالوا رضّعا : )
وهذا أعظم ما جنيته من والدي ومجالسه ، فالبيئة التي أُعطيتها كانت أعظم سبب للثبات والهِبات والنفحات !! .

ومبتلى إن كان فاسدا فيضيق ذرعا بأبيه وبأصحابه فيفعل المعصية وأختها ، وإن كان وقحا جهر بمعصيته إثباتا لرجولته ،وهذا وللأسف حال أكثر أبناء المشايخ ، لأن آبائهم يربون الناس ويغفلون عن أبنائهم .
وهذا وإن كان ظاهره البلاء إلا أنه خير له حتى يراجع نفسه .

وعلى ابن الشيخ أن يتعود على إخرج الكلام من أذنه اليمنى إن دخل من اليسرى ، فيعرض جانبا ويصعر خده إن كان النقد لتافهٍ من الأمر ، وعلى أبيه أن يعينه على ذلك ويجعل حظه من اللعب والمرح كبيرا .. وهذا لا يخشى منه لأن الأكثر منهم كذلك ..

وقليل منهم ذاك المتزَمِّت الثقيل الذي حرم أبنائه طفولتهم فغذاهم صغارا ومقتوه كبارا .. ليس لأنه شيخ فحسب بل لأنه يريد أن يكونوا على جادّته .. وهيهات .

جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم على ما تفضلتم به من مشاركة

ويبقى السؤال : ألا يتأثر بعض الآباء من طلاب العلم بالنقد الزائد لأولاده فينعكس ذلك سلبا على علاقته بهم ؟

أم هانئ
2012-01-18, 06:54 AM
موضوع قيم يستحقّ النقاش،
وللأسف فيه قصص موجعة.

على كلٍّ ...
نحن ننتظر أن تعود الكهرباء لأخينا أبي الهمام البرقاوي :)

يسر الله أمر الجميع ..

أم عبد الرحمن بنت مصطفى
2012-03-04, 02:44 PM
نقلت الموضوع لمنتدى آخر لأنه قدر ان يكون هناك نقاش عن الأم الداعية ومسئولياتها تجاه أبنائها ومعظم الردود كانت حول هذا المعنى



إن كنتِ تقصدين المشايخ الرجال , فأولادهم عمود تربيتهم هي والدتهم حفظ الله أمهات المسلمين

و هن نحسبهنّ جميعاً على خير ولا نزكّيهن على الله
وهنا يكون حسن التربية واضح في معظمهم بإذن الله من خلق وعلم ودين
ودور الأب كبير بلا شكّ في اوقات جلوسه مع ابنائه فتكون اوقات جميلة مليئة بالذكر و الاسلوب الجميل الذي يتبعوه الدعاة وإن كانت قليلة هذه الأوقات
لأن الأب مهما زاد انشغاله ايام وشهور يكون وقت لرجوعه لأبنائه
وهم فعلا تحت المنظآر , يُراقَب تصرفهاتهم كأنهم رمز ويتبعوهم ولهم دور كبير أيضاً



أمآ الأم الداعية
فكما قالت الأخوات في الموضوع الآخر وأفضتم في ردودكم

فلا يجب أن تنشغل الأم الداعية عن أبنائها بالدعوة ولكن في جميع الأحوال الأبنآء تحت الميكروسكوب


يذهب يشدد على الأبناء ويقسوا عليهم مما يسبب نفورا و جفاء ملموسا بينه و بينهم ....!!

ألا يتأثر بعض الآباء من طلاب العلم بالنقد الزائد لأولاده فينعكس ذلك سلبا على علاقته بهم



وهنآ كونه داعية له أسلوب جميل في تربية النفوس الكبيرة بالرفق واللين فيجدر بهم على تربية النفوس الصغيرة والأطفال بهذا اللين وأكثر
وهذه الأمور يعلمها الآبآء والأمهات أكثر منّآ نحن الكتاكيت في أساليب التربية متى يقسو ومتى يحنّو

أم عبد الرحمن بنت مصطفى
2012-03-04, 03:34 PM
وهذا

الجميع متفق أن من تربي هي الأم ولكن الأم إن لم تجد الأب بجوارها ليردع من يعصيها ويخرج عن طاعتها فتربيتها تذهب هباء

ولأن الأب مشغول بالدعوة ولا ينتبه إلى أولاده ولا يباشر مهامه كأب رادع وآمر لهم فإن ذلك في الغالب يكون سبب كبير في اعوجاج الأولاد عن الطريق القويم

فليس من المعقول أن تحفذ الأم أولادها على الصلاة وحفظ القرآن وعندما تجد تراخي من الأولاد تهددهم بأنها ستقول لوالدهم ويبقى الأولا على حالهم من التراخي بسبب أن الأب موجود غائب

وأنا أعرف نساء مثل هؤلاء تفعل كل وسعها ولا تجد من يعينها لأن الأب مشغول وإذا اشتكت له يأخذ الأمور ببساطة مما يجعل هيبته كأب غير موجودة

وإذا كبر الأطفال على هذا النحو يكون الوضع سيء جدًا لأنه من الصعب توجيههم بعد الكبر فالغرس في الصغر هو الأصل

أم عبد الرحمن بنت مصطفى
2012-03-05, 08:47 AM
وهذا

بصراحة و باختصار أعتبرهم محظوظين
لأنه مهما كانت معاناتهم (هذا إن صح التعبير)!!
فلن تكون مثل معانات أولاد نشؤا في أسرة غير ملتزمة ويلاقون ألوان و أشكال العوائق للمضي قدما على بساط الالتزام!

علي أحمد عبد الباقي
2012-03-05, 10:19 AM
جزاك الله خيرًا أختنا الفاضلة / أم هانئ ، ما شاء الله ، طرحك دائمًا طيب ومميز ، زادك الله من فضله.هذا الموضوع لا يمكن النظر إليه من زاوية واحدة ولا يمكن دراسته من زاوية واحدة بل يجب أن يتم تناوله من زوايا متعددة ، ثم يحسن النظر إليه بعد ذلك نظرة كلية .زوايا الموضوع هي : أبناء المشايخ - المشايخ أنفسهم – زوجات المشايخ – الناس المحيطين. فمن ناحية الأبناء مهم جدًّا أن نحدد كيف ينظر الابن إلى نفسه ، هل يرى نفسه محظوظًا لأنه ابن شيخ أو ابن طالب علم مشهور أم يرى هذه نقمة ووبالا عليه ، هذه الفكرة تتكون لدى الابن من مجموعة معطيات منها مثلا : أن تكون الزوجة كثيرة الشكوى من الوالد ودائمًا تطالبه بالرعاية وتلومه على التقصير وعدم التفرغ للبيت ، وإذا أراد الولد أن يحصل على شيء كان جواب الأم بأن هذا مستحيل لأن والدك غير متفرغ لنا وأنه مشغول بكتبه ومشغول بدعوته ومشغول بمحاضراته ، ونظرًا لأن الابن يحب أباه بالفطرة ، فإنه يوجه كراهيته للدعوة وللعلم وللمشيخة التي حالت بينه وبين ما يشتهي من خيرات الدنيا وملاذها.إذا كان الشيخ نابغًا في صباه فيريد لأبنائه أن يكونوا مثله أو أشد تفوقًا منه ويؤلمه أن يراهم عاديين فربما صاحب توجيهه انفعالا وتأنيبًا وإكثارًا من ذكر أمجاده الماضية فيكون الإكثار من ذلك مما يأتي بعكس مراده منه فيبغض العلم للابن الذي يفقد ثقته بنفسه ويفقد الأمل في سبيل إلى أن يكون مثل أبيه الخارق الأسطورة .كذلك الناس ، إذا تعاملوا مع ابن الشيخ بأريحية وغضوا عن أخطائه إكرامًا للشيخ ربما كان هذا عامل ترغيب لدى الابن ، أما إذا عاقبه بمزيد لوم وتقريع على أخطائه ربما أتى ذلك برد فعلٍ عكسي لدى الابن .الحقيقة هذا موضوع طويل ومتشعب ويجب أن يتم تناوله من أكثر من زاوية كما ذكرت ، ولعلي أعود مرة أخرى للمشاركة . بارك الله فيكم

أم هانئ
2012-03-09, 09:52 AM
الأخت الفاضلة : أم عبد الرحمن بنت مصطفى جزاك الله خيرا أحسن الله إليك آمين

أم هانئ
2012-03-09, 10:01 AM
جزاك الله خيرًا أختنا الفاضلة / أم هانئ ، ما شاء الله ، طرحك دائمًا طيب ومميز ، زادك الله من فضله.هذا الموضوع لا يمكن النظر إليه من زاوية واحدة ولا يمكن دراسته من زاوية واحدة بل يجب أن يتم تناوله من زوايا متعددة ، ثم يحسن النظر إليه بعد ذلك نظرة كلية .زوايا الموضوع هي : أبناء المشايخ - المشايخ أنفسهم – زوجات المشايخ – الناس المحيطين. فمن ناحية الأبناء مهم جدًّا أن نحدد كيف ينظر الابن إلى نفسه ، هل يرى نفسه محظوظًا لأنه ابن شيخ أو ابن طالب علم مشهور أم يرى هذه نقمة ووبالا عليه ، هذه الفكرة تتكون لدى الابن من مجموعة معطيات منها مثلا : أن تكون الزوجة كثيرة الشكوى من الوالد ودائمًا تطالبه بالرعاية وتلومه على التقصير وعدم التفرغ للبيت ، وإذا أراد الولد أن يحصل على شيء كان جواب الأم بأن هذا مستحيل لأن والدك غير متفرغ لنا وأنه مشغول بكتبه ومشغول بدعوته ومشغول بمحاضراته ، ونظرًا لأن الابن يحب أباه بالفطرة ، فإنه يوجه كراهيته للدعوة وللعلم وللمشيخة التي حالت بينه وبين ما يشتهي من خيرات الدنيا وملاذها.إذا كان الشيخ نابغًا في صباه فيريد لأبنائه أن يكونوا مثله أو أشد تفوقًا منه ويؤلمه أن يراهم عاديين فربما صاحب توجيهه انفعالا وتأنيبًا وإكثارًا من ذكر أمجاده الماضية فيكون الإكثار من ذلك مما يأتي بعكس مراده منه فيبغض العلم للابن الذي يفقد ثقته بنفسه ويفقد الأمل في سبيل إلى أن يكون مثل أبيه الخارق الأسطورة .كذلك الناس ، إذا تعاملوا مع ابن الشيخ بأريحية وغضوا عن أخطائه إكرامًا للشيخ ربما كان هذا عامل ترغيب لدى الابن ، أما إذا عاقبه بمزيد لوم وتقريع على أخطائه ربما أتى ذلك برد فعلٍ عكسي لدى الابن .الحقيقة هذا موضوع طويل ومتشعب ويجب أن يتم تناوله من أكثر من زاوية كما ذكرت ، ولعلي أعود مرة أخرى للمشاركة . بارك الله فيكم

جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم مشرفنا الفاضل : علي أحمد عبد الباقي على ما تفضلتم به

ونسأل الله أن ييسر أمركم لتعاودوا المشاركة .

الحق حين طرحت هذا الموضوع للنقاش لم أقصد إلا زاوية واحدة فقط ألا وهي :

أن أبناء المشايخ موضوعون دائما وأبدا تحت مجهر النقد مما يتسبب في إشكالات

نفسية وأسرية عميقة إن لم ينتبه الوالدان لها و يعملان على التغلب على تلك المسالب

فإن للمجتمع المحيط بالمرء تأثيرا شديدا في سلوكياته سواء تجاه نفسه أو تجاه أولاده أو من يتعاطى معهم

فما هو الضابط في اعتبار المرء لنظرة أو رأي مجتمعه فيما يفعله مع المحيطين به ؟

- فهل يجعل هذا الاعتبار مقدما أبدا ؟

- أم يتجاهل هذا الاعتبار أبدا ؟

- أم يقدمه أحيانا ويؤخره أحيانا حسب ما يتراء له من تحقق المصالح أو درء المفاسد ؟

نسأل الله الهدى إلى الحق والعزيمة على الرشد .

سارة بنت محمد
2012-03-09, 03:54 PM
بارك الله فيك أم هانئ


الداعي إلى الله هو المربي لولده والمربي لمن حوله من المجتمع

وبالتالي فله في هذا الحديث أسوة حسنة:

قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : ( من لا يرحم لا يرحم ) .


فاعتبار نظرات المجتمع ((الخاطئة)) عند تربية الولد = خطأ دعوي + خطأ تربوي ..ومن هنا قد يكون أبناء المشايخ والمتسننين مبتلون

فإن كان المربي يسير في خطة تربوية فلا ينبغي أن يرضخوا لضغوط المجتمع الخاطئة بل يربون المجتمع على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في التربية ومن هنا يكون أبناء المشايخ والمتسننين محظوظون ، وكذلك المجتمع الذي يتربى على هذا الشيخ محظوظ


فكيف بمجتمع يرفض أن يلهو ابن الشيخ كما يلهو أقرانه أن نرضخ لهم في ذلك؟؟

لا شك أن التأثير السلبي لنظرة المجتمع بصفة عامة على الوالدين مؤثرة، ولكن اعتبار هذه النظرة في رأيي فيه تعارض لا بأس به على الإخلاص

فإذا كان المرء يربي ولده لله تعالى فلن تؤثر فيه نظرة الناس سلبا أو إيجابا

وعلى قدر بعد القلب من هذه النية على قدر تأثير المجتمع السلبي في التربية والله تعالى أعلى وأعلم


هذا على اعتبار أنني فهمت القصد أخيرا

أم علي طويلبة علم
2017-08-13, 01:20 AM
جزاكِ الله خيرا أخيتي أم هانئ شافاكِ الله وعافاكِ



فإذا كان المرء يربي ولده لله تعالى فلن تؤثر فيه نظرة الناس سلبا أو إيجابا

وعلى قدر بعد القلب من هذه النية على قدر تأثير المجتمع السلبي في التربية والله تعالى أعلى وأعلم


أحسن الله إليكِ أخيتي سارة بنت محمد

أبو البراء محمد علاوة
2017-08-13, 11:30 AM
بالفعل موضوع في غاية الأهمية.
وقد تختلف النظرة لأبناء الأشياخ وطلبة العلم من مكان لآخر، وقد تؤثر الظروف المحيطة بالأبناء على حسب احترام هذا المكان لطلبة العلم ومشايخهم، فإن كان في بلد ليس لهم فيه حظ ولا نصيب من التقدير والاحترام، بل قد يكونوا من المنبوذين، وربما من المطاردين، بل من المحرَّم عليهم العمل في بعض الوظائف أو الاقتراب من بعض الأماكن؛ فبلا شك قد تؤثر هذه النظرة على الأبناء وشعورهم بالحرمان بسبب آبائهم.
وعلى كل حال: لابد لطلبة العلم من البدء أولًا بأسرتهم من الأبناء والزوجات حتى لا يكونوا سببًا في هدم دعوتهم، فكم من شجاع أغتيل من قريب.

أبو البراء محمد علاوة
2017-08-13, 11:47 AM
أبناء الدعاة




أبناءُ الدعاة.. مسألةٌ في التربية


لِمَ الكتابةُ عن أبناء الدعاة؟ (توصيف للمشكلة محل البحث).
كثيرٌ من أبناء الدعاة لا يكونون مثلَ آبائهم في عِلمهم وعَملهم، بل نرى حالات تكون على النقيض مما عليه الأب الداعية. وقد تفشى هذا الأمر حتى ضرب العامة له مثلا (تخلف النار الرماد).
لذا كان لا بد من رصد هذه الظاهرة وتحليلها وتقديم الحلول الممكنة لعلاجها، وهو ما سوف نحاوله - إن شاء الله تعالى وبحوله وقوته - في هذه الدراسة المختصرة.
سبب المشكلة:

غالبًا - بل دائمًا - ما تكون شخصيةُ الداعية إلى الله قويةً ومؤثرة، ولهذه القوة -فيما يتعلق بالأسرة وهو موضوع البحث - جانب إيجابي وآخر سلبي.




أما الجانب الإيجابي فيتمثل في القدرة على التأثير في الأبناء وجميع من بالبيت.
وأما الجانب السلبي فيبرز في طغيان هذا التأثير على شخصية الأبناء المتكونة، بقصد أو بغير قصد.
وتكون النتيجة أن لا يجد الابنُ لنفسه مكانًا بجوار أبيه، أو تأخذه هيبةُ أبيه بعيدًا عن مواجهته أو حتى التفاهم معه، وغالبًا ما يُؤثر السلامة وينقاد لما يمليه عليه الأب. ليكون الحقُ والواجبُ هو رأي الأب وتصرفاته.
هي حالة من السيطرة على سلوك (أفعال) الأبناء دون الالتفات كثيرا لمعالجة المفاهيم والتصورات، هي حالة من فرض شخصية الأب كأب وليس كداعية، وهي حالة من الغفلة عن مشاعر الأبناء وشخصيتهم المتكونة، وهي حالة من الإحساس بالتملك والأحقية في الانفراد بالقرار، أو هي حالة من الانشغال بأمور الدعوة وعدم وجود مساحة لممارسة الدعوة داخل البيت!
وينتج عن ذلك مشاكل أبرزها:
1. سلبية الابن في التفكير ومواجهة المشاكل.
2. الانفصال والتمرد والانشقاق في أقرب فرصة يراها الابنُ مواتية ويرى نفسه قادرًا عليها، بحثا عن ذاته التي فقد الإحساسَ بها مع أبيه. وغالبا ما يأخذ اتجاهٌ معاكس أو مباعد عن اتجاه الأب الداعية.
3. ويتبع هذا تكلم عوام الناس عن نتاج بيوت الدعاة. وكيف أنهم يخفقون أحيانا في تربية أبنائهم.
ولتفادي هذه السلبيات طريقان:
الأول: ضبط المفاهيم لا ضبط السلوك (الأفعال).
الثاني: الموازنة بين الواجبات.
♦ الموارنة بين مقتضيات الدعوة وحق الزوجة والأبناء.
♦ الموازنة بين مقتضيات الدعوة وحق الطفولة.
♦ الموازنة بين آثار الدعوة في بيت الداعية.
ضبط المفاهيم لا ضبط السلوك:


عند التأمل نجد أن السبب الرئيس في هذه السلبيات هو أن الداعية -وكذا كل الشخصيات القوية- تتعامل مع السلوك لا مع المفاهيم والتصورات، تضبط السلوك بالأمر والنهي، والثواب والعقاب، فيبدو للناشئة أن الأمرَ أمرُ الأب، وأن الطاعة واجبة لأن الأمر من الأب (http://www.alukah.net/sharia/0/52022/)، ولذا ما إن يجد الطفل فرصة للاستقلال إلا ويتمرد، وغالبا ما يسير في اتجاه معاكس أو مباعد لما عليه أبوه، أو يظل هادئا تحت أبيه قد ألِفَ الأمر والنهي، فلا يتحرك إلا بأمر أو نهي فيخرج للناس حين يشب مهزوزًا أو مهزومًا أو ضعيفًا لا يحرك ساكنا أو على غير درجة أبيه على الأقل.


ولذا وجب على الأب - الداعية وكل أب - أن يستمد قوته ووجوب طاعة ولده له من الإسلام، فالأب يطاع لأن الله أمر بطاعة الأبوين، وهذا يُفعل لأن الله أمر به، وهذا يُترك لأن الله نهى عنه. وقد جعل الله للأبوين مزية﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً ﴾ [العنكبوت: من الآية 8]، ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً ﴾ [الأحقاف: 15]، ﴿ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَاناً ﴾ [النساء: 36]، ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ﴾ [الإسراء: 23 - 24]، ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14].




وكونه داعية يعطيه مزية أخرى؛ إذ إن الشرع قد جعل لأهل العلم فضلا بين الناس ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: من الآية 11] ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9].




ثم هو بشر يخطئ ويصيب، والمرء بجملته، والماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث.


♦ ويجب على الأب (الداعية وغير الداعية) أن يراعي مراحل النمو النفسي لدى الطفل، وأن لا يصادر على شخصية ولده، بل يكون هناك نوعُ مشاورة في البيت بين الأب وأبنائه وكذا زوجته.






مشاورة لأن الشرع أمر بها، ومشاورة تظل خياراتها مقيدة بالشريعة، مشاورة يتم بموجبها اتخاذ القرار الذي يلتزم به الجميع الأب والأبناء. مشاورة حتى ولو لم يكن من ورائها إلا إعطاء الحرية في إبداء الرأي وتدريب الأبناء على المشاركة في حل المشاكل (http://www.alukah.net/library/0/45653/) والجرأة على إبداء آرائهم.


وفي هذا الإطار.. إطار التعامل مع القوة الضابطة للسلوك - وهي القلب - من خلال غرس المفاهيم والتصورات الصحيحة يجعل الأب (الداعية) ابنه يفهم أنه الامتداد الطبيعي له، وأن أي ميزة قد يراها الابن في أبيه هي ميزة له؛ ليتحقق التوافق بغير ذوبان لشخصية الابن في شخصية أبيه، وبغير طغيان شخص الأب (الداعية) على شخصية ابنه المتكونة.



الثاني: الموازنة بين الواجبات:


الموازنة بين مقتضيات الدعوة وحق الزوجة والأبناء:


حِمْلُ الدعوة ثقيل، ولا ينفك عن الداعية، فالناس ومشاكلهم، والمخالفون ومناوشتهم، ومسائل العلم وقد تعززت وأبت إلا على جَلِدٍ صبور، والزوجة والأولاد، والسعي على الرزق.... إلخ.


والداعية إنسان قد يجنح حينًا إلى هذا أو ذاك، وغالبا ما يرفع عن البيت ويحل في الدعوة وبين مسائل العمل خوفًا من أن يكون المكث بين الأولاد وبجوار الزوجة ركونًا إلى الدنيا الدانية وانشغالا بما يظن أنه لا ينفع، أو أنه دون الأولى. وهذا تصور خاطئ، فقد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يداعب الصغير[1] (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#_ftn1) ويجلس للزوجة يسمع حديثها[2] (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#_ftn2)، ويدعو ويجاهد ويتنسك. والأمر يسير لمن أسلم أمره لله وطرح نفسه بين يدي مولاه، يرجو منه العون والسداد والقبول والرشاد.



والمقصود أن:


أمر الأبناء وكذا الزوجة واجب من الواجبات، وعلى الداعية الموازنة بينه وبين غيره من الواجبات. وإن كان ثم انشغال أو تقصير فعليه أن يبين لهم ما الذي شغله، ويشركهم معه في همِّه أو يزيح ما على صدورهم من انصراف أبيهم عنهم، فيتلو عليهم أن الاهتمام بأمر المسلمين واجب شرعي ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))[3] (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#_ftn3)، وهي لهم عاجلا أو آجلا؛ عاجلا بأن الله يعين من كان في عون عباده، وعاجلا وآجلا ببركه تصيبهم وأبناءهم في أرزاقهم ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ﴾ [الكهف: 82]، ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].





ويجملُ أن يفسر الأب لأبنائه هذه الحقيقة الشرعية القدرية بصورة عملية، فإذا أكرمه الله في أمر فسَّر ذلك لأبنائه بأن ذلك كان بعد عونٍ قدَّمه لأحد إخوانه إذْ إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه والله لا يخلف الميعاد.




هكذا يكون الكل تحت مظلة الشريعة، وتكون الشريعة هي الضابط للعلاقة بين أفراد الأسرة، وهذا مريح للجميع، ويسل سخيمة الصدور فلا تنتفخ وتضيق فتذهب تنفس عن نفسها هنا أو هناك.


الموازنة بين مقتضيات الدعوة وحق الطفولة:


كلنا نريد أن يكون أبناؤنا نموذجًا كاملًا للشخصية المسلمة، نريدهم علماء عاملين.. دعاة.. مجاهدين..، نريدهم تجسيدًا للمفاهيم الإسلامية بين الناس. ويشتد بعض الدعاة في سبيل تحقيق هذا الأمر على أبنائه، وخاصة إذا كان الداعية يعاني الاستضعاف وقلة استجابة الناس لدعوته، فتجده يركز على أبنائه باعتبارهم في حالة استجابة طبيعية كأبناء؛ فيسعى الأب - وبكل قوته - في جعل أبنائه نموذجًا كاملاً لقضايا الدعوة، دون اعتبار للمرحلة الزمنية التي يمر بها الأبناء.. ويعمد إلى تلقينهم المصطلحات العلمية، ويربيهم التربية القاسية أملا في التنشئة القوية..



ويحدث بسبب هذا السلوك من الأب خطأ تربوي فادح، وهو عدم الموازنة بين مقتضيات الدعوة وحق الطفولة؛ إذ إنه يجب مراعاة السن في تأصيل منهج الدعوة عند الأبناء.



وأبناء الدعاة لهم سمات خاصة، أهمها أن العمر العقلي لأبناء الدعاة يكون سابقا للعمر الزمني بموجب الخبرة المكتسبة من الحياة داخل بيت الدعاة، والعمر العقلي السابق للعمر الزمني لأبناء الدعاة يتطلب مستوى خاصًّا من التعامل ليس كغيره من القرناء.



وغالبا ما يتعرض أبناء الدعاة لنوع من التعامل يكتنفه الاحترام والمحبة من الإخوة (طلبة العلم) المحيطين ببيت الداعية، وهؤلاء يؤثرون بشكل أو آخر في أبناء الداعية، أو يمكن الاستفادة منهم في التأثير في الأبناء على أن يوجهوا إلى مراعاة المستوى المطلوب من الطفل حين التعامل معه.




في الحديث عن ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال: ((يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف))[4] (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#_ftn4).






ولعل أول كلمات الحديث "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك" وآخر الكلمات "رفعت الأقلام وجفت الصحف" تدل علي المستوى الذي يمكن أن نتعامل به مع الأبناء.


وفي إطار التربية الفكرية للأبناء يجب الإقرارُ بأن الأب يحب أن يرى الناسُ ابنَه متميزًا؛ وفي الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَهِىَ مَثَلُ الْمُسْلِمِ، حَدِّثُونِى مَا هي؟)) فَوَقَعَ النَّاسُ في شَجَرِ الْبَادِيَةِ، وَوَقَعَ في نفسي أَنَّهَا النَّخْلَةُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَاسْتَحْيَيْتُ . فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا بِهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((هي النَّخْلَة)).






قَالَ عَبْدُاللَّهِ: فَحَدَّثْتُ أَبِي بِمَا وَقَعَ في نفسي، فَقَالَ: لأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لي كَذَا وَكَذَا[5] (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#_ftn5).





ولكن يجب الانتباه في ذلك إلى خطر الرياء. والحد الفاصل بين الرياء والمباهاة بالابن من ناحية وبين الفرح بما عليه الابن من الخير من ناحية أخرى هو الإخلاص، وذلك بأن نفرح بما يحبه الله في الابن، ونفرح لأن الله منَّ على ذريتنا بهذه الشمائل التي يحبها.



ومن أهم المفاهيم التي تساعد في استقلالية شخصية الابن وسيره على درب أبيه الداعية مفهومُ المفاصلة النفسية.. الشعورية مع المجتمع بعاداته التي لا يرضى عنها الإسلام.





وترسيخ مفهوم المفاصلة وعدم الرضى بما شذ من عادات الناس أمر ضروري؛ إذ كيف يكون الابن -أو المرء عمومًا- مُصلحًا وهو لا يرى خطأ ما عليه الناس من عادات وتقاليد جاهلية، وكيف يكون المرء مصلحًا وهو راض بما يفعله الناس ومتلبس به؟!


وأنسب أسلوب لغرس هذا المفهوم هو دمج الابن في مجتمع (الإخوة.. الملتزمين.. المطاوعة) وخاصة الذين يحبونه، تبعا لحب أبيه الداعية، ووجود الابن بين الملتزمين بشكل طبيعى لا تكلف فيه يجعل الابن يوازن بين أخلاق المتدينين وأخلاق غيرهم ممن يخالطهم من الناس، والموازنة تلقائيا تكون في صالح المتدينين وتُثَبِّت مفهوم المفاصلة عند الناشئة والنكير على ما عليه الناس من أخطاء، وخاصة إذا صاحَبَ كلَّ موقف شرحٌ علمي من الكتاب والسنة، واستئناس ببعض ما كان عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.



وهنا يجب التنبه لعدم ذكر الإخوة أمامه بسوء، وأن يخفي عنه أي تصرف غير مرضي قد يصدر عن أحد الإخوة.






كما يجب التنبيه على أن حل مشاكل الإخوة في بيت الداعية قد يعطي انطباعًا بأن هذا هو الوضع الطبيعي للإخوة؛ لذا يجب الحرصُ على أن يرى الابنُ نماذجَ وأمثلة صحيحة وطبيعية وبلا مشاكل حتى لا يفقد الأبناءُ ثقتهم في حياة المتدينين.


ومن الحكمة في تحقيق المفاصلة تحديد علاقة الابن بأصدقائه الذين يعايشهم في المجتمع..






فالمفاصلة لا تعني قطع كل صلات الابن بالمجتمع، بل لابد أن يكون له أصدقاء، والصواب أن يكون أبناء الإخوة الآخرين هم أول أصدقائه؛ لأنهم يعيشون الظروف نفسها؛ أما بالنسبة لغير أبناء الإخوة فيجب دخول الأب كطرف ثالث مع الأبناء وأصدقائهم لضبط ما قد يتسرب إليه من مفاهيم خاطئة تورث سلوكا لا يرضي الله..


مع مراعاة أن اختيار الابن للأصدقاء أول مظاهر الإحساس بالذات عند الابن؛ فيجب مراعاة ذلك في معالجة المسألة بإقرار حق الابن في اختيار أصدقائه بعد توضيح أهمية التزام الشرع في اختيار الأصدقاء، ومتابعة تلك العلاقة، واعتبار واقع المجتمع الذي يعيشه الأبناء من حيث التأثر به ومن حيث التعامل معه..






فيجب متابعة الابن لمعالجة أي أثر يحدثه المجتمع فيه، والانتباه لخطر إهمال هذه المتابعة. وهي متابعة وسطٌ بين المراقبة اللصيقة التي تورث النفرة والبغض من ناحية وبين الإهمال والترك بالكلية من ناحية أخرى.





ومن الخطأ منع الأب الداعية ابنَه من الاحتكاك بالمجتمع، حتى لا يعيش في أبراج صنعها لنفسه بخياله، وحتى لا يصطدم بواقع الحياة الذي يجب أن يعيشه.






والقاعدة في معالجة مشكلة احتكاك الأبناء بالمجتمع هي التكوين الفكري والوجداني قبل الخروج إلى المجتمع ومواجهته، أو التصدي لمشاكل المجتمع التي تتولد عند الطفل من خلال غرس المفاهيم والتصورات الإسلامية الصحيحة عند الطفل، حال حدوث هذه المشاكل أو بعدها.



وفي إطار إعداد الابن لمواجهة المجتمع تناقش مشكلة التسمية، فقد يتعلق الأب الداعية بشخصية أو كلمة قرآنية فينشأ في نفسه رغبة في تسمية أبنائه بمسميات تغذي هذا التعلق مثل أن يتعلق بشخص سيدنا يونس عليه السلام فيسمي ابنه "ذا النون (http://www.alukah.net/sharia/0/70565/)" مما يكون سببًا في معاناة الولد مع قرنائه وهم يحاولون فهم اسم زميلهم، في الوقت الذي كان من الممكن أن يسميه "يونس" وهذا المثل المضروب، ومعاناة الابن منه حادث في الواقع فعلا.





والرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا مراعاة الآثار الواقعية المترتبة على التسمية؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْمَهَا جُوَيْرِيَةَ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ: خَرَجَ مِنْ عِنْدِ بَرَّةَ)[6] (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#_ftn6).




والقاعدة في موضوع التسمية هي محاولة الاقتراب من التسميات القرآنية والسلفية، ولكن بدرجة فيها اعتبار رد فعل المحيطين بالابن لتنتشر هذه التسمية بصورة سهلة وآمنة.



الموازنة بين آثار الدعوة في بيت الداعية:


من فضل الله علينا أن جعَل الأبَ عند الابن أعظمَ الناس، لتسهل عملية التربية وغرس القيم السوية عند الأبناء.




عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو بَكْرٍ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ. وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ، قَالَ: مَا أَنَا إِلاَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.


وبعض الآباء (من الدعاة) ابتلاه الله بالشهرة وكثرة الأتباع، وأن يرى ثمرة دعوته وهو حي.






وبعض الآباء (من الدعاة) ابتلاه الله بالشدة من تسلط الظالمين عليه بتضيق في الرزق أو مداهمة البيت والحبس والاعتقال كما في البلاد التي تعاني غربة الإسلام فيها.



فمن منَّ الله عليه بكثرة الأتباع وبثمرة في حياته قد يكون لهذا أثر سلبي عند الطفل، إذ إنه يركن إلى نجاح أبيه، ويحسب أن الأب قام بما يجب ولم يعد الابن بحاجة إلى أن يرث علم أبيه ويسير بين الناس بسيرة أبيه.






أو يكون هذا الشعور من الداعية نفسه يحسب أن ما قام به يكفي عن أبنائه. وهنا لا بد من الالتفات للأبناء وغرس المسئولية في صدورهم، وأن المسئولية أمام الله فردية لا يغني فيها أب عن ابن؛ قال الله ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾ [المدثر: 38].



والأبناء في بيت من ابتلاه الله بالشدة والضيقوربما الحبس والتعذيب، قد يرون الأب -وهو قدوتهم، وهو رمز سامق في أعينهم- يُهان ويؤخذ من بيته ليلا، فيؤدي ذلك إلى إحباطٍ في نفس الطفل قد ينتج عنه سلبية مقيتة أو محاولة تفادي الوقوع في مثل ما وقع فيه الأبُ بالابتعاد عن طريق الدعوة إلى الله، وقد يؤدي إلى أثر سلبي في اتجاه معاكس بأن يولد رغبة في الانتقام عند الطفل.





وهنا لا بد من الموازنة. لا بد من التفسيرات المنطقية ويكون من الأم أو الأب لحال الأب حين يغيب عن البيت، فيقال: إنه في سبيل الله وتطلق الكلمة على جملتها؛ إذ الطفل صغيرًا لا يفهم المعاني المجردة أو تفسر له بأنه في رحلةٍ لطلب الأجر من الله. وحين يهان أمام أطفاله فيقال: إن هذا من تبعات الدعوة إلى الله ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [ لقمان: 17].



والمطلوب هو السيطرة على مشاعر الطفل بحيث لا يجمح إلى انتقام ولا يجنح إلى سلبية وانهزام ومن ثَمَّ إلى خروج عن الصراط المستقيم أو ابتعاد عنه.





فلا تشكو الأم أمام أطفالها أو الأب الداعية ضيقَ الرزق وأنهم يعيشون على الصدقة، ويمدون أيديهم للناس؛ لأن المعاناة التي يسمعها من أمه سيكون لها وقع كبير على نفسيته باعتباره طفلا صغيرا لا يتحمل بسهولة أن يرى أمه تبكي.. أو تقبل صدقة فيشعر بمهانة آخِذِ الصدقة ومن يعيش عليها..




فقد تعطي الشكاية للابن مسوغًا للسلبية والانسحاب من طريق الدعوة إلى الله أو الحقد والجموح.


وغالبا ما يكون اتجاه التربية بعد أي محنة شديدة هو اتجاه الآباء إلي الابتعاد بالأبناء عن مشاكل الدعوة وأخطارها، مكتفين بعملهم ظنا منهم أن ما كان منهم سيرفع عن أبنائهم واجب الدعوة إلى دين الله، وهو اتجاه خاطئ وجزاؤه عند الله أن يحرم الآباء من قرة أعينهم بأبنائهم الذين بخلوا بهم على الدعوة.





والمطلوب من الأب أو الأم عند غيابه تعزيز معنى الاستعلاء بالإيمان عند الطفل، وتعزيز معنى استقلالية المسئولية، وأن مسئولية الأطفال ليست تابعة لآبائهم، ولكنها مسئولية مستقلة سيسأل عنها وحده أمام الله مما يجعله قادرًا علي مواجهة مثل هذه المواقف الخطيرة مثلما كان من فاطمة رضي الله عنها.




عن عبد الله قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس؛ إذ جاء عقبة بن أبي معيط بسلى جزور، فقذفه على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرفع رأسه، فجاءت فاطمة فأخذته من ظهره ودعت على من صنع ذلك[7] (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#_ftn7).



وعلى أهل الداعية أن يخففوا من وطأة الاستضعاف بسرد بطولات الأب مع أبنائهم، فيجب أن يكون السرد واقعيًّا ومناسبًا للمرحلة التي يعيشها الابن حتى يستفيد منها الابن ولا يختل تصوره عن الواقع.






والأحاديث مع الأبناء عن بطولات الإخوة بصورة غير واقعية وقبل الوقت المناسب يجعل هذه البطولات في إحساس الابن مجرد خيالات ذهنية قد تدخله في حالة مرضية..




والصواب أن يكون ذكر هذه البطولات في وقت يستطيع فيه الطفل استيعابها؛ لتكون حساباته لها بواقعية، ويتكون عنده الدافع إلى ممارستها بنفس الواقعية التي أحس بها واستوعب هذه البطولات ابتداءً.


وفي إطار معايشة الأبناء للمحن تأتي مشكلة زواج بنات الداعية:


فعندما تكبر ابنة أحد الدعاة وخاصة من ابتلاه الله بالتضييق في المعيشة؛ فإن هذا التضييق سيجعل زواجها صعبًا؛ لأن الناس ستخاف من خطبتها والزواج منها حتى لا يصيبهم مكروه بسبب أبيها..





عندئذ تكون هذه الفتاة في حاجة إلى الإحساس المستمر بقيمة الدعوة التي كانت موضوعًا لهذا الخطر الذي أصبح مانعًا أو مؤخرًا لزواجها..




وفي إطار معالجة هذه المشكلة يجب أن يكون تفكير الدعاة الآباء متجهًا في تزويج أبنائهم وبناتهم إلى معالجة هذه المشكلة بأن يكون الاختيار من مجال الدعوة بين الأبناء والبنات، ولكن بشرط ألا يتم الزواج لمجرد علاقة شخصية بين الآباء في مجال الدعوة، وإنما يجب أن يكون الاختيار طبيعيًّا والقبول متحققا من الناحية النفسية والقلبية حتى يصير الزواج صحيحًا يؤتي ثماره المرجوة.


وختاما: قضية تربوية جامعة:


الحقيقة أن كل الموضوعات في هذا المجال يمكن تحديد أساس عام لمناقشتها؛ وهو تربية الأبناء على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الأساس ليس أساسًا عاطفيًّا بل تربويا وموضوعيا..


هذا الحب سيجعل الابن يدرك أن اتجاه أبيه في الحياة هو اتجاه سيد الخلق، وأن اتجاه الأب الداعية له جذوره العظيمة وليس اتجاهًا غامضًا هامشيًّا..





وعندما يكون الانتماء لرسول الله صلى الله عليه وسلم يكون العز الذي لا ذل فيه، والعزيمة التي لا يشوبها وهن ولا ضعف ولا استكانة... في كل احتمالات وظروف الدعوة الصعبة.


وعندما يرى أباه يؤذى أمامه يتذكر ما حصل من الأذى لأفضل الخلق صلى الله عليه وسلم فيتحمل نتائج هذا الموقف باطمئنان..





وعندما يطمئن إلى الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون لأي إنسان أي أثر على شخصيته؛ فيتجاوز الابن خطر البحث عن قدوة إنسانية له بعيدًا عن شرع الله.


وعندما يمتلئ قلب الابن بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تتأصل نظرتُه إلى الناس، فيحب من يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويكره من لا يوقر الرسول صلى الله عليه وسلم بل ويسعى في محاربة من يؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم و يعادي شرعه ودينه مثلما كان في غزوة بدر:


عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ في الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ، فَنَظَرْتُ عَنْ يميني وشمالي فَإِذَا أَنَا بِغُلاَمَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ: يَا عَمِّ، هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَابْنَ آخي؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لاَ يُفَارِقُ سوادي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا! فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الآخَرُ فَقَالَ لِى مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِى جَهْلٍ يَجُولُ فِى النَّاسِ، قُلْتُ: أَلاَ إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الذي سألتماني. فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلاَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ: ((أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟)) قَالَ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ. فَقَالَ: ((هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟)) قَالاَ: لاَ. فَنَظَرَ في السَّيْفَيْنِ فَقَالَ: ((كِلاَكُمَا قَتَلَهُ))، سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوح. وَكَانَا مُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ.


وبذلك نعلم أن حب أبناء الدعاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قضية تربوية جامعة.







[1] (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#_ftnref1) عند البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ.. كَانَ فَطِيمًا.. فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَآهُ قَالَ: ((أَبَا عُمَيْرٍ! مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟)) قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِه. والنغير: تصغير نغر، وهو طائر يشبه العصفور، أحمر المنقار.



[2] (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#_ftnref2) من ذلك حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الصحيحين ((جلس إحدى عشرة امراة فتعاهدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا...)) الحديث، وهو المعروف بحديث أم زرع. وهو حديث طويل. البخاري (5189)، ومسلم (4481).


[3] (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#_ftnref3) رواه مسلم.


[4] (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#_ftnref4) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.


[5] (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#_ftnref5) رواه البخاري في صحيحه.


[6] (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#_ftnref6) رواه مسلم في صحيحه.


[7] (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#_ftnref7) رواه البخاري في صحيحه.







رابط الموضوع:http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#ixzz4pceO7yyR (http://www.alukah.net/sharia/0/1533/#ixzz4pceO7yyR)

أم علي طويلبة علم
2017-08-13, 05:25 PM
أظن المشكلة بالشخصية المتسلطة لا القوية والله أعلم