المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عودي يا نفسي ؛ فقد أسرفتِ أسرفتِ ، ولم تُحسني التّصرُّف!



طويلبة علم حنبلية
2011-12-14, 02:18 PM
هيَ كلماتٌ ألقيها على نفسي الضّعيفة ، الّتي قيّدَها الالتفاتُ لما لا ينبغي الالتفاتُ إليه ، من حطامِ الدّنيا الزّائل!

أي نفسي :
أينَ أنتِ من طاعةِ خالقك ، ومصوّرك ، ومنشئك بأحسنِ تقويم!؟
مـنَّ الإلـهُ عليكِ بالفَهمِ والنّباهةِ وحُسنِ النّظمِ للكَلٍم ، وأغدقَ عليكِ من النّعمِ الكثيرةِ اللامتناهية ، من : ( توفيقٍ ، ولُطفٍ ، وسِترٍ ، وعفوٍ ، ... ) فعلامَ الجحودُ يا نفسي علامَ!؟
علامَ النُّكرانُ لما أنتِ فيه من نِعَم !؟


حقيقة :
قرّرتُ -ولن أتهاون- في قراري :

أن يا -نفسي- عيشي بما يُرضي مولاكِ ، لا بما يُلقى عليكِ من المفاتِنِ الخدّاعات ، والزّخارف المُبهرَجاتِ الكاذبات ، من أهلِ الشّغفِ بالدّنيا ، اللاهثينَ وراءَها ، المستسلمينَ لها استسلامَ البهيمةِ للذّابح!

عيشي كما أمركِ ربُّك ، لا بما تمليهِ عليكِ نفسُك!

لا يا نفْسي!

لن أتركك -من الآنَ فصاعدا- !

بل سأسيرُ بكِ إلى ما يُصلحُك ، ويُصلحُ حالَك ، ويهديكِ ويوصلُكِ إلى أعالي الجنان!

نعم يا نفْسي!

لقد أسرفتُ في الإحسانِ إليكِ وإكرامِك حقَّ الإكرام!

لكّنكِ خذلتِني!

نعم خذلتِني ؛ لأنّكِ كنتِ تعلمينَ أنَّ الإغداقَ في الإحسانِ لا يزيدُكِ إلّا غفلةً عن الحقٍّ وإعراضاً عنه!

ومع هذا كنتِ تطلبينَ المزيد!!

فليسَ لكِ الآنَ إلّا الاعترافَ بسيّءِ ما كسبتهُ يداكِ ، والعودةَ إلى أوّلِ الطّريق !

نعم عوودي ...

عودي يا نفسي إلى ما كنتِ ..

عودي إلى ما كنتِ عليهِ من صلةٍ باللهِ تعالى ، وسعيٍ لرضاه!
عودي إلى الافتخارِ بسنّةِ نبيِّك ، والاقتداءِ به في سائرِ شئونك!
عودي إلى الإحسانِ للخلقِ بالقولِ والفعل!

عودي عودي إلى ما كنتِ!

فأنتِ -يا نفسي- طيّبة ، وجذورُكِ طيّبة ، ومنبتُكِ طيّب ...

فعودي طيّبةً كما كنتِ ؛ [حتّى تؤتي أكُلَكِ كلَّ حينٍ بإذنِ ربّك]!

هيّا يا نفسي ؛ فلستُ أطيقُ الصّبر بعدَ السّاعة !

هيّا يا نفسي!

قولي:

" ها أنا ذا عدتُ "


عدتُ إليكَ يا ربِّ ، يا ربِّ عدتُ ؛ فجنانك يا ربِّ تناديني !


اللهمّ غُفراً ، وثباتاً على الحقّ نسألُك ..


وكتبتها / صاحبةُ تيكَ النّفسِ المقصّرةُ -بالأمس- ، الآيبةُ -اليوم- : الطويلبة الحنبلية ..

وسطّرتُها يومَ الثّلاثاء ، بتأريخ : 10-5-2011 إفرنجي ..

طويلبة شنقيطية
2011-12-14, 03:17 PM
هيّا يا نفسي ؛ فلستُ أطيقُ الصّبر بعدَ السّاعة !

هيّا يا نفسي!

قولي:

" ها أنا ذا عدتُ "
اللهمّ غُفراً ، وثباتاً على الحقّ نسألُك ..
آمين آمين ..

وفقكِ الله وأعانني وإياكِ على ذكره وشكره وحسن عبادته

أم أويس وفردوس
2011-12-14, 04:51 PM
بارك الله فيك وكلنا صاحبات النفس المقصرة الله يرزقنا التوبة وحسن الخاتمة..

أم عبد الرحمن طالبة علم
2011-12-14, 09:34 PM
حرم الله أناملك عن النار.
كلمات وأسلوب جميل يحرك القلب أسأل الله أن ينفع بك ويجزيك الله من خيري الدنيا والآخرة.




ولي إضافة صغيرة أسأل الله أن ينفع بها.


ذكر الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ؛ فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ).


هناك أمور تمنع أو تقلل من محاسبة النفس من أهمها :
1- المعاصي : سواء كان ذلك بفعل الكبائر أو بالإصرار على الصغائر ؛ حيث إن هذه المعاصي تسبب الران على القلب ، فإذا لم يحاسب العبد نفسه ويتوب تراكم هذه الران على قلبه ، وبقدر تراكم هذا الران تقل محاسبته لنفسه حتى يصبح قلبه لا ينكر منكراً ولا يعرف معروفاً .
2- التوسع في المباحات : لأن هذا التوسع يرغبه في الدنيا ويقلل تفكيره في الآخرة ، وإذا لم ينظر إلى آخرته ، أو قل نظره إليها قلت محاسبته لنفسه .
3- عدم استشعار عظمة الله وما يجب له من العبودية والخضوع والذل ؛ فلو استشعرنا ذلك وعرفنا لله حقه لأكثرنا من محاسبتنا لأنفسنا ، ولقارنا بين نعم الله علينا وبين معاصينا ، ولقارنا بين حقه علينا وبين ما قدمناه لآخرتنا .
4- تزكية النفس وحسن الظن بها: لأن حسن الظن بالنفس يمنع من التعرف على عيوبها وإذا لم تكتشف الداء كيف ستعالجه .
5- عدم تذكر الآخرة : والانشغال بالدنيا ولو وضعنا الآخرة نصب أعيننا لما أهملنا محاسبة أنفسنا


اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

مروة عاشور
2011-12-14, 09:56 PM
أحسن الله إليكِ وأرشدكِ لما فيه الخير ورزقكِ الهمّة العالية والعزيمة الصادقة
تذكرة طيبة وأسلوب رائق, نفع الله بكِ
وشكر لأختنا الفاضلة أم عبد الرحمن وجزاها خيرًا على الإضافة النافعة.