تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هـل القـدر يتغـير ؟



الشيخ السيد عبد الرحمن
2011-11-28, 08:22 PM
هـل القـدر يتغـير ؟
يقول الله تعالى (( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ))
اختلف المفسرون في ذلك إلى أقوال منها :-
أن المحو والإثبات هنا في الشرائع والأحكام ونحوها 0
· قال بن عباس : ( يمحو الله ما يشاء ) يبدل الله من القرآن ما يشاء فينسخه (ويثبت ) ما يشاء فلا يبدله (وعنده أم الكتاب ) وجمله ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ و المنسوخ
· قال بن عباس في رواية أخرى : يبدل الله ما يشاء فينسخه إلا الموت والحياة والشفاء والسعادة فإنه قد فرغ منها
· وقال مجاهد:يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء إلا الحياة والموت والشقاء والسعادةفإنهما لا يتغيران
· وقال عكرمة: يمحو بالتوبة جميع الذنوب ويثبت بدل ذلك حسنات كقوله تعالى: [ إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ]
_
وقيل أن المحو والإثبات عام في جميع الأشياء0
· عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يطوف بالبيت وهو يبكى ويقول (( اللهم إن كنت كتبتني في أهل السعادة فأثبتني فيها وإن كنت كتبتني في أهل الشقاوة والذنب فامحني وأثبتني في أهل السعادة والمغفرة فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب ))
· وقال عبدا لله بن مسعود : اللهم إن كنت كتبتني في السعداء فاثبني فيهم وإن كنت كتبتني في الأشقياء فامحني من الأشقياء واكتبني في السعداء فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب
· وقال مالك بن دينار في المرأة التي دعا لها : اللهم إن كان في بطنها جارية فأبدلها غلاما فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب
· وحديث : ( من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أمره فليصل رحمه )
· و حديث :( صلة الرحم تزيد العمر ) ( ولا يزيد في العمر إلا البر)
· وحديث : ( لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر )
· حديث : ( لا يغنى حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة )
· وفى رواية : ( إن الدعاء والقضاء ليعتلجان بين السماء والأرض )
· حديث : ( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها أحدى ثلاث : إما يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها )
· حديث : ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء )
· و حديث دعاء القنوت : ( وقني شر ما قضيت ) فيه طلب الحفظ من شر القضاء ولو لم يمكن تغييره ما صح هذا الطلب 0
· وحديث ( .. إن الله عز وجل لما خلق آدم مسح ظهره فأخرج منه ما هو من ذرارى إلى يوم القيامة فجعل يعرض ذريته عليه فرأى فيهم رجلا يزهر – ورواية فرأى رجلا له بصيص فقال من هذا يا رب ؟ قال هذا ابنك داود قال فكم عمره قال أربعون سنة قال فكم عمري قال ألف سنة قال فقد وهبت له من عمري ستين سنة فكتب عليه كتاب وشهدت عليه الملائكة فلما حضرته الوفاة قال قد بقى من عمري ستون سنة قال وهبتها لابنك داود فأنكر ذلك فأخرجوا الكتاب)
وفي رواية ( أبرز الله عليه الكتاب وشهدت عليه الملائكة ) وفي رواية( فجحد آدم فجحدت ذريته ونس آدم فنسيت ذريته وخطيء آدم فخطئت ذريته )

**ويعكـر على هذا الرأي: حديث في صحيح مسلم: ( قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي سفيان وبأخي معاوية فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة لن يعجل شيئا قبل أجله ولن يؤخر شيئا عن أجله ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب النار وعذاب القبر كان خيرا وأفضل) .
_ وكان الإمام أحمد رحمه الله: يكره أن يدعى له بطول العمر ويقول: هذا أمر قد فرغ منه
*والجواب على ذلك: أنه لا يزيد العمر إلا صلة الرحم والبر فقط 0أما الدعاء فلا ينفع في طول العمر وإنما ينفع فيما سوى ذلك من صلاح أمور الدنيا كدفع البلاء والمكاره0 وكذلك صلاح أمور الآخرة مثل الفوز بالجنة والنجاة من النار ونحوها كما في حديث أم حبيبة 0 وكذلك ينفع الدعاء في تغيير العمر لنفع الآخرة كما في حديث ( أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ) وحديث ( وإن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين)

ملحوظة : ليس النذر كذلك من أسباب دفع البلاء وحصول النعماء0
لحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه(نهى عن النذر وقال إنه لا يأتي بخير إنما يستخرج به من البخيل )
إذا : الدعاء يرد القدر في بعض الأشياء دون بعض فينفع في دفع البلاء وحصول النعماء وأمور الآخرة .
أما عمر الإنسان- حياته وموته- لا ينفع فيها الدعاء بل صلة الرحم .

**ملحوظة: حديث ( صلة الرحم تزيد في العمر ولا يزيد في العمر إلا البر) فقيل إن الزيادة زيادة البركة والخير والاستفادة منه0 وقيل زيادة حقيقية فجعل الله من أسباب زيادة العمر صلة الرحم فقد قدر الله أن هذا يصل رحمه فيعيش بهذا السبب إلى هذه الغاية ولولا ذلك السبب لم يصل إلى هذه الغاية وكذلك قدر أن هذا يقطع رحمه فيعيش إلى كذا

محرز الباجي
2011-11-28, 09:06 PM
القدر الذي كتبه الله لا يتغير أما المحو والإثبات فهو في صحف الملائكة من تغير أحوال وأعمال العباد من الكفر والإيمان وحبوط العمل أو العفو عن السيئات أو تبديل السيئات حسنات وما شابه هذا وهو إختيار الطبري وإبن عطية وإبن عاشور وغيرهم وهذا المذهب هو الصحيح الذي لا يتعارض مع المحكمات من مسائل التقدير والعلم السابق والكتابة في اللوح المحفوظ والمشيئة النافذة ومن خالف هذا لم يأت بحجة صحيحة صريحة غير منتقضة