حمد الأنصارى
2011-11-13, 03:11 PM
شرح معنى الهم والبرهان في سورة يوسف u
من درس فضيلة الشيخ عادل السيد
إخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله
وبعد فإن كلام الله تعالى هو قمة البلاغة والفصاحة والبيان وهذا ما شهد له به الأعداء بقولهم وفعلهم فضلا عن من آمن به ، ولكن شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعل في القرآن بعض آيات قد يشكل فهمها على ولا يكون المراد منها متفقا عليه عند الجميع ابتلاء وامتحانا منه ليرى من سيتأدب مع كتاب الله ولا يخوض فيما ليس له به علم ويسعى ليتحرى الصواب والحق ومن ستكون مثل هذه المواضع فتنة وإغراء له بالخوض والتشدق والتلبس بما ليس عنده فيبين ما في قلوب أمثال هؤلاء من مرض ويخرج الله أضغانهم، ولذلك كان دأب المؤمن أن يرجع إلى أولي العلم والاختصاص العلماء الربانيين الذين هم أهل للحديث في مثل هذه المواضع والذين هم بدورهم يكون دأبهم الأدب والتعظيم لكتاب الله ليس فقط لأن هذا مقتضي الإسلام وإنما أيضا عن قناعة ويقين بأن كلام رب الأرض والسماوات لا يجوز عقلا عليه أن يتناقض أو يكذب بعضه بعضا أو ينسب إلى الله أو إلى أوليائه ما نسبه إليه أهل الزيغ والتحريف أو ما قد يقوم في نفوس البعض من ضعاف النفوس ومرضى القلوب مصداقا لقوله تعالى ﮋ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﮊآل عمران: ٧ - ٨
ومن المواضع التي كثر فيها الكلام والجدل كانت الآية الرابعة والعشرون من سورة يوسف وهي قوله تعالى ﮋ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮊيوسف: ٢٤ حيث أشكل على كثير معنى الهم بالنسبة لسيدنا يوسف عليه السلام،وهل هو من جنس هم المرأة أم كان غيره؟، هل هم يوسف فعلا أم لم يهم؟ وهل هو هم جبلي طبيعي أم غير ذلك؟، وما هو البرهان الذي رآه ... إلى غير ذلك من الأسئلة ونقاط الجدل ، وكان مما يسر الله لي أن وفقت لسماع درس مميز ماتع لشيخ كريم نحسب – ولا نزكيه على الله – أنه من خيرة دعاة السنة في مصر فضيلة الشيخ الوالد عادل السيد وهو أحد دعاة جماعة أنصار السنة، قام فيه بتوضيح معنى هذه الكلمات وغيرها وأقوال المفسرين فيها وأسباب الخلاف وكثرة الآراء فيها وما هو الصواب منها إن شاء الله إلى غير ذلك من جم الفوائد التي احتواها الدرس.
فلذلك قد استعنت بالله وقمت بتفريغ الدرس مع بعض التصرف البسيط بالحذف أو التعديل لبعض الألفاظ أو العبارت التى رأيتها أليق بلغة الحوار والمشافهة أو بإضافة ما قد يقتضيه السياق وتركه الشيخ اعتمادا على وضوح المراد لدى السامعين وذلك بجعله بين معقوفين أو التنبيه على ذلك في حاشية، وتجدون هنا فيما يلي تلخيصا وبعض الفوائد والنكت المستفادة من الدرس أما أصل الدرس مسموعا فتجدونه في على الرابط التالي:
http://www.adelelsayd.com/media1233.html
وهذا مؤقتا إلى أن نتتهي من تفريغ الدرس ثم نضيف الملف مكتوبا قريبا إن شاء الله
والله نسأل أن يبارك في شيخنا وفي سعيه هو وكل من يذب عن كتاب الله وسنة نبيه r وأن ينفع به وبنا وبكم ويجعلنا جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ﮋ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﮊالزمر: ١٨
ملخص لأهم النقاط والفوائد من الدرس:
· ﮋ ﭬ ﭭ ﭮﮊ أن تنتقم لكرامتها وكبريائها الذي مرغه يوسف في الوحل بعفته وإبائه بأن تضربه وتؤدبه، وهمّ هو أيضا بذلك دفاعا عن نفسه ، فالمختار أن همَّ يوسف وهمَّ المرأة كانا من نوع واحد
· ولذلك فالذين فسروا همَّ المرأة بالفاحشة وقعوا في مأزق خطير لأنهم وجدوا بعد ذلك معطوفا عليها ﮋ ﭰ ﭱ ﮊفمعنى ذلك أن كلا المتعاطفين مؤكدين محققين وأنهما بمعنى واحد، فوقعوا في حيص بيص واضطروا ولذلك اضطروا إلى أن يؤلوا النص تأويلا غريبا وعجيبا ،حتى قال بعضهم إن يوسف لم يهم أصلا !! وأرادوا ليّ قواعد اللغة العربية حتى تتفق مع هذا المعنى.
· تعريف الهم: هو مقاربة فعل تعارض فيه المقتضِي مع المانع ، ورجح المانع.
· القاعدة اللغوية جرت على أن : التأسيس مقدم على التوكيد. فكيف آتي إذن إلى لشيء أقسم الله عليه وأقول إن يوسف لم يهم
· فإن قيل: لِمَ لَم يأخذها بعض المفسرين على ظاهرها؟ نقول:
لوجود رواياتغير صحيحة تارة ، وبعضها صحيح عمن نقلت عنه ولكن راويها أخذها عن الإسرائيليات
· لو كان هم يوسف هم فاحشة كهم المرأة وامتنع عنه فقط لأنه رأى البرهان - على ما صورته مثل هذه الروايات في تفسير البرهان – فما فضل يوسف على المرأة إذن؟
· مثل هذا الكلام ليس فيه إلا تدنيس لشرف الأنبياء ونيل من عصمتهم وهذا ما فعله اليهود ، وللأسف بعض المسلمين بحسن نية أخذوا بهذه الروايات
· أقوال المفسرين في معنى الهمّ في الآية:
1. همت به أي بالفاحشة، وهو لم يهم أصلا لأنه رأى البرهان
2. أنها همت بالفاحشة وهو همّ بالفاحشة كذلك كما نقلنا عن الأسرائيليات
3. همت هي بالفاحشة ، وهمُّه هو كان هما فطريا جبلِّيا ،كما يشتهي الصائم الطعام والشراب
4. أن هم يوسف كان حديث نفس.
5. أن هم يوسف هو أنه تمناها زوجة له.
6. وهو القول الصواب إن شاء الله ،أن هم يوسف وهم امرأة العزيز كانا من جنس واحد ولكنه ليس هما بالفاحشة وإنما همت هي بضربه والاعتداء عليه انتقاما لكبريائها وعزتها بالإثم وهم هو هو أيضا بمثل ذلك دفاعا عن نفسه ودفعا لصيالتها عليه. وهو ما يوافق ظاهر النص ووقواعد العربية وظاهر ما يراد من هذا اللفظ سواء في لغة العرب أو في أسلوب القرآن الكريم، وليس فيه لي لأعناق النصوص ولا احتياج لقواعد مختلف فيها، وإنما يؤخذ الأمر على ظاهره ،ولولا هذه النصوص الباطلة المكذوبة لما خطر ببال أحد من المفسرين غير هذا القول ، هذا ما نزعمه.
· بعض الأدلة والقرائن من السياق وغيره على رجحان هذا الرأي:
- الجريمة لكي تتم لا بد لها من درجات ، يكون الأمر في البداية خاطرة ،ثم حديث نفس، ثم همّ، ثم عزم، ثم يبدأ الإنسان في التجهيز للجريمة ثم بعد ذلك ينفذ، فمعنى ذلك أن هناك همًّا لم تذكره وإنما ذكرت ما بعده من الفعل : "راودته .. غلقت .. قالت" لأنه الفعل يدل على الهم السابق عليه بالضرورة، فأي هم بعد ذلك؟ لابد وأن يكون الهم بعد ذلك همًّابأمر آخر مختلف عما سبق
- والهم ما جاء في القرآن كله إلا بهذه المعاني: معاني الضرب، الطرد، الإخراج وما شاكل ذلك.
- الهم جاء معطوفا على الهم، فمعنى ذلك أنهما بمعنى واحد، والجملتان مؤكدتان، ولا يمكن أن تكون الجملتان ﮋ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﮊتأكيدا لما سبق، لأن ما سبقها كله أفعال " راودته ، غلقت ، قالت هيت لك" والمؤكِّد لا يكون إلا أقوى من المؤكَّد أو على الأقل مساويا له، والهم أقل من العمل لا شك، فلا بد أن يكون هذا تأسيسا لأمر جديد
- دائما هذا أسلوب القرآن الكريم، عندما يكون هناك موقف من المواقف لتي حدثت لرسول من رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم فيها شيء مما لاكته ألسنة اليهود وكذبوا فيه على الله عز وجل وعلى رسله الكرام، تذك صفات معينة للنبي أو للرسول فيها حل هذا الإشكال والرد على هؤلاء الكذابين، والشيء ذاته تجده هاهنا في قصة يوسف uقال تعالى ﮋ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﮊيوسف: ٢٢ فكيف يقع يوسف في خطيئة بعد أن اتصف بهذه الصفات ووصل إلى هذه الدرجة درجة الإحسان ؟!
- لا يذكر الله في القرآن خطأ لنبي إلا ويعقبه بذكر التوبة والاستغفار، فأين توبة يوسفuواستغفاره مما هم به ؟ لا يوجد لأنه ما همّ بأمر شر وإنما هم بالدفاع عن نفسه.
- وانظر إلى دقة وبيان القرآن العظيم في قوله عز من قائل ﮋ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﮊ ولم يقل: لنصرفه عن السوء والفحشاء لأن يوسف لم يرتكب الفحشاء أو يقترب منها أو يفكر فيها لماذا؟ ﮋ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮊ
الذي أخلصهم الله أي اصطفاهم كما اصطفى آباءه الثلاثة السابقين قال تعالى
ﮋ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮊص: ٤٥ – ٤٧ فكانوا ذرية بعضها من بعض وسلسلة مباركة أخلصهم الله ثم أخلص يوسف ليكون هو الحلقة الرابعة في هذا النسل المبارك فهو " الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم" كما وصفه نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم . فإذن هل سيذكر الله إخلاصه ليوسف u والآية تتحدث عن أمر بالفاحشة ؟!
ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﮊ يوسف: ٢٤ما هو البرهان؟
البرهان هو الحجة، وهو مشتق إما من (البُره) [بضم الباء] يعني القطع، ولذلك يقولون : برهة من الوقت أي قطعة منه، فسمي البرهان بذلك لأنه حجة قطعية تقطع حجة المخالف، أو هو مشتق من (البَره) [بفتح الباء] وهو البياض، وذاك لأنه حجة واضحة بينة ناصعة.
فقال تعالى ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﮊ فهل كان البرهان هو النبوة - جاءته في هذا الوقت - ؟ هذا قول ، والقول الآخر: هل هو شيء قذفه الله تعالى في قلبه أن اتركها جعله ينكل عن الضرب ويفر إلى الخلف فالفرار هو الأنسب لك في هذا الموقف فلما رأى برهان ربه امتنع عما همّ به ولم ينتقل من مرحلة الهم والعزم إلى مرحلة الفعل الحقيقي فقال عنه الله أنه برهان حجة قطعية من لدنه ونسبه إليه سبحانه كما قال ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﮊيوسف: ١٥.
هذا والله تعالى وأعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ﮋ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﮊ
ررررررر
من درس فضيلة الشيخ عادل السيد
إخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله
وبعد فإن كلام الله تعالى هو قمة البلاغة والفصاحة والبيان وهذا ما شهد له به الأعداء بقولهم وفعلهم فضلا عن من آمن به ، ولكن شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعل في القرآن بعض آيات قد يشكل فهمها على ولا يكون المراد منها متفقا عليه عند الجميع ابتلاء وامتحانا منه ليرى من سيتأدب مع كتاب الله ولا يخوض فيما ليس له به علم ويسعى ليتحرى الصواب والحق ومن ستكون مثل هذه المواضع فتنة وإغراء له بالخوض والتشدق والتلبس بما ليس عنده فيبين ما في قلوب أمثال هؤلاء من مرض ويخرج الله أضغانهم، ولذلك كان دأب المؤمن أن يرجع إلى أولي العلم والاختصاص العلماء الربانيين الذين هم أهل للحديث في مثل هذه المواضع والذين هم بدورهم يكون دأبهم الأدب والتعظيم لكتاب الله ليس فقط لأن هذا مقتضي الإسلام وإنما أيضا عن قناعة ويقين بأن كلام رب الأرض والسماوات لا يجوز عقلا عليه أن يتناقض أو يكذب بعضه بعضا أو ينسب إلى الله أو إلى أوليائه ما نسبه إليه أهل الزيغ والتحريف أو ما قد يقوم في نفوس البعض من ضعاف النفوس ومرضى القلوب مصداقا لقوله تعالى ﮋ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﮊآل عمران: ٧ - ٨
ومن المواضع التي كثر فيها الكلام والجدل كانت الآية الرابعة والعشرون من سورة يوسف وهي قوله تعالى ﮋ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮊيوسف: ٢٤ حيث أشكل على كثير معنى الهم بالنسبة لسيدنا يوسف عليه السلام،وهل هو من جنس هم المرأة أم كان غيره؟، هل هم يوسف فعلا أم لم يهم؟ وهل هو هم جبلي طبيعي أم غير ذلك؟، وما هو البرهان الذي رآه ... إلى غير ذلك من الأسئلة ونقاط الجدل ، وكان مما يسر الله لي أن وفقت لسماع درس مميز ماتع لشيخ كريم نحسب – ولا نزكيه على الله – أنه من خيرة دعاة السنة في مصر فضيلة الشيخ الوالد عادل السيد وهو أحد دعاة جماعة أنصار السنة، قام فيه بتوضيح معنى هذه الكلمات وغيرها وأقوال المفسرين فيها وأسباب الخلاف وكثرة الآراء فيها وما هو الصواب منها إن شاء الله إلى غير ذلك من جم الفوائد التي احتواها الدرس.
فلذلك قد استعنت بالله وقمت بتفريغ الدرس مع بعض التصرف البسيط بالحذف أو التعديل لبعض الألفاظ أو العبارت التى رأيتها أليق بلغة الحوار والمشافهة أو بإضافة ما قد يقتضيه السياق وتركه الشيخ اعتمادا على وضوح المراد لدى السامعين وذلك بجعله بين معقوفين أو التنبيه على ذلك في حاشية، وتجدون هنا فيما يلي تلخيصا وبعض الفوائد والنكت المستفادة من الدرس أما أصل الدرس مسموعا فتجدونه في على الرابط التالي:
http://www.adelelsayd.com/media1233.html
وهذا مؤقتا إلى أن نتتهي من تفريغ الدرس ثم نضيف الملف مكتوبا قريبا إن شاء الله
والله نسأل أن يبارك في شيخنا وفي سعيه هو وكل من يذب عن كتاب الله وسنة نبيه r وأن ينفع به وبنا وبكم ويجعلنا جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ﮋ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﮊالزمر: ١٨
ملخص لأهم النقاط والفوائد من الدرس:
· ﮋ ﭬ ﭭ ﭮﮊ أن تنتقم لكرامتها وكبريائها الذي مرغه يوسف في الوحل بعفته وإبائه بأن تضربه وتؤدبه، وهمّ هو أيضا بذلك دفاعا عن نفسه ، فالمختار أن همَّ يوسف وهمَّ المرأة كانا من نوع واحد
· ولذلك فالذين فسروا همَّ المرأة بالفاحشة وقعوا في مأزق خطير لأنهم وجدوا بعد ذلك معطوفا عليها ﮋ ﭰ ﭱ ﮊفمعنى ذلك أن كلا المتعاطفين مؤكدين محققين وأنهما بمعنى واحد، فوقعوا في حيص بيص واضطروا ولذلك اضطروا إلى أن يؤلوا النص تأويلا غريبا وعجيبا ،حتى قال بعضهم إن يوسف لم يهم أصلا !! وأرادوا ليّ قواعد اللغة العربية حتى تتفق مع هذا المعنى.
· تعريف الهم: هو مقاربة فعل تعارض فيه المقتضِي مع المانع ، ورجح المانع.
· القاعدة اللغوية جرت على أن : التأسيس مقدم على التوكيد. فكيف آتي إذن إلى لشيء أقسم الله عليه وأقول إن يوسف لم يهم
· فإن قيل: لِمَ لَم يأخذها بعض المفسرين على ظاهرها؟ نقول:
لوجود رواياتغير صحيحة تارة ، وبعضها صحيح عمن نقلت عنه ولكن راويها أخذها عن الإسرائيليات
· لو كان هم يوسف هم فاحشة كهم المرأة وامتنع عنه فقط لأنه رأى البرهان - على ما صورته مثل هذه الروايات في تفسير البرهان – فما فضل يوسف على المرأة إذن؟
· مثل هذا الكلام ليس فيه إلا تدنيس لشرف الأنبياء ونيل من عصمتهم وهذا ما فعله اليهود ، وللأسف بعض المسلمين بحسن نية أخذوا بهذه الروايات
· أقوال المفسرين في معنى الهمّ في الآية:
1. همت به أي بالفاحشة، وهو لم يهم أصلا لأنه رأى البرهان
2. أنها همت بالفاحشة وهو همّ بالفاحشة كذلك كما نقلنا عن الأسرائيليات
3. همت هي بالفاحشة ، وهمُّه هو كان هما فطريا جبلِّيا ،كما يشتهي الصائم الطعام والشراب
4. أن هم يوسف كان حديث نفس.
5. أن هم يوسف هو أنه تمناها زوجة له.
6. وهو القول الصواب إن شاء الله ،أن هم يوسف وهم امرأة العزيز كانا من جنس واحد ولكنه ليس هما بالفاحشة وإنما همت هي بضربه والاعتداء عليه انتقاما لكبريائها وعزتها بالإثم وهم هو هو أيضا بمثل ذلك دفاعا عن نفسه ودفعا لصيالتها عليه. وهو ما يوافق ظاهر النص ووقواعد العربية وظاهر ما يراد من هذا اللفظ سواء في لغة العرب أو في أسلوب القرآن الكريم، وليس فيه لي لأعناق النصوص ولا احتياج لقواعد مختلف فيها، وإنما يؤخذ الأمر على ظاهره ،ولولا هذه النصوص الباطلة المكذوبة لما خطر ببال أحد من المفسرين غير هذا القول ، هذا ما نزعمه.
· بعض الأدلة والقرائن من السياق وغيره على رجحان هذا الرأي:
- الجريمة لكي تتم لا بد لها من درجات ، يكون الأمر في البداية خاطرة ،ثم حديث نفس، ثم همّ، ثم عزم، ثم يبدأ الإنسان في التجهيز للجريمة ثم بعد ذلك ينفذ، فمعنى ذلك أن هناك همًّا لم تذكره وإنما ذكرت ما بعده من الفعل : "راودته .. غلقت .. قالت" لأنه الفعل يدل على الهم السابق عليه بالضرورة، فأي هم بعد ذلك؟ لابد وأن يكون الهم بعد ذلك همًّابأمر آخر مختلف عما سبق
- والهم ما جاء في القرآن كله إلا بهذه المعاني: معاني الضرب، الطرد، الإخراج وما شاكل ذلك.
- الهم جاء معطوفا على الهم، فمعنى ذلك أنهما بمعنى واحد، والجملتان مؤكدتان، ولا يمكن أن تكون الجملتان ﮋ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﮊتأكيدا لما سبق، لأن ما سبقها كله أفعال " راودته ، غلقت ، قالت هيت لك" والمؤكِّد لا يكون إلا أقوى من المؤكَّد أو على الأقل مساويا له، والهم أقل من العمل لا شك، فلا بد أن يكون هذا تأسيسا لأمر جديد
- دائما هذا أسلوب القرآن الكريم، عندما يكون هناك موقف من المواقف لتي حدثت لرسول من رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم فيها شيء مما لاكته ألسنة اليهود وكذبوا فيه على الله عز وجل وعلى رسله الكرام، تذك صفات معينة للنبي أو للرسول فيها حل هذا الإشكال والرد على هؤلاء الكذابين، والشيء ذاته تجده هاهنا في قصة يوسف uقال تعالى ﮋ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﮊيوسف: ٢٢ فكيف يقع يوسف في خطيئة بعد أن اتصف بهذه الصفات ووصل إلى هذه الدرجة درجة الإحسان ؟!
- لا يذكر الله في القرآن خطأ لنبي إلا ويعقبه بذكر التوبة والاستغفار، فأين توبة يوسفuواستغفاره مما هم به ؟ لا يوجد لأنه ما همّ بأمر شر وإنما هم بالدفاع عن نفسه.
- وانظر إلى دقة وبيان القرآن العظيم في قوله عز من قائل ﮋ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﮊ ولم يقل: لنصرفه عن السوء والفحشاء لأن يوسف لم يرتكب الفحشاء أو يقترب منها أو يفكر فيها لماذا؟ ﮋ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮊ
الذي أخلصهم الله أي اصطفاهم كما اصطفى آباءه الثلاثة السابقين قال تعالى
ﮋ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮊص: ٤٥ – ٤٧ فكانوا ذرية بعضها من بعض وسلسلة مباركة أخلصهم الله ثم أخلص يوسف ليكون هو الحلقة الرابعة في هذا النسل المبارك فهو " الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم" كما وصفه نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم . فإذن هل سيذكر الله إخلاصه ليوسف u والآية تتحدث عن أمر بالفاحشة ؟!
ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﮊ يوسف: ٢٤ما هو البرهان؟
البرهان هو الحجة، وهو مشتق إما من (البُره) [بضم الباء] يعني القطع، ولذلك يقولون : برهة من الوقت أي قطعة منه، فسمي البرهان بذلك لأنه حجة قطعية تقطع حجة المخالف، أو هو مشتق من (البَره) [بفتح الباء] وهو البياض، وذاك لأنه حجة واضحة بينة ناصعة.
فقال تعالى ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﮊ فهل كان البرهان هو النبوة - جاءته في هذا الوقت - ؟ هذا قول ، والقول الآخر: هل هو شيء قذفه الله تعالى في قلبه أن اتركها جعله ينكل عن الضرب ويفر إلى الخلف فالفرار هو الأنسب لك في هذا الموقف فلما رأى برهان ربه امتنع عما همّ به ولم ينتقل من مرحلة الهم والعزم إلى مرحلة الفعل الحقيقي فقال عنه الله أنه برهان حجة قطعية من لدنه ونسبه إليه سبحانه كما قال ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﮊيوسف: ١٥.
هذا والله تعالى وأعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ﮋ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﮊ
ررررررر