مشاهدة النسخة كاملة : من أين جاء هذا التقدير للمعنى .
أبو همام الانصاري
2011-11-04, 11:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجوا المساعدة في فهم نص الآية التالية من ناحية بيانية للضرورة . ويا حبذا ان يكون المجيب متخصصاً في علم البيان والبلاغة .
قال تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)} [النحل: 36]
إني نظرت أقوال المفسرين فوجدتهم يقدرون للفعل إجتنبوا متعلقاً وهو [ عبادةَ ] أي [ اعبدوا الله واجتنبوا عبادةَ الطاغوت ] فسؤالي هو :
1ــ من أين جاء هذا التقدير وما هي قرائنه اللفظية والدلالية والبيانية في نص الاية ذاتها .
2ـــ هل هذا المعنى المقدر مقدر وجوباً ولا يحتمل معنى اخر كأن يقال إجتنبوا الطاغوت إجتناباً مطلقاً : إجتناب بدنه وعينه وكل تعامل معه بكل حال . وإن قيل بأن المعنى الثاني غير مراد فما وجه بطلانه من ناحية البيان اللغوي والدلالي للنص ذاته لا بالنظر الى نصوص قرانية اخرى .
3ـــ هل هناك فرق في المعنى البياني والدلالي لجملة [ اجتبنوا الطاغوت ] فيما لو جاءت مجردة عن واو العطف والمعطوف عليه الذي سبقها ؟؟ .
ولكي أقرب لكم ما اريده هنا : أضع بين ايديكم جملتين عربيتين :
إشرب الماء الباردَ وأجتنب الساخنَ .
إجتنب الماء الساخن .
فهل متعلق الإجتناب في الجملتين واحدٌ . أمْ أنه في الجملة الأولى يتعلق باجتناب شربه فقط بينما في الجملة الثانية ينطلق المعنى إلى إجتنابٍ مطلق للماء الساخن فيدخل فيه مثلا إجتناب الإستحمام به والإنتفاع به من كل وجه .
أرجوا من اهل البيان واللسان إجابتي أجابات علمية موثقة للضرورة وجزاكم الله خيرا .
أبو همام الانصاري
2011-11-06, 07:46 PM
هل من مساعد جزاكم الله خير .
عبد الرحمان محمد
2011-11-06, 10:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظنّ أنّ هذا الموضوع يستحقّ شيئا من الوقت للبحث فيه حتّى لا يُستنبط شيء من الآية و هي لا تحتمله و كما قلت في التّوثيق للإجابة فهذا كلّه يتطلّب شيئا من الوقت و الجهد و جزاكم الله خيرا
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عبد الله القرشي
2011-11-06, 11:49 PM
قال إمام المفسرين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره (14/ 216-217):
القول في تأويل قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }
يقول تعالى ذكره: {ولقد بعثنا} أيها الناس {في كلّ أمة} سلفت قبلكم {رسولًا} كما بعثنا فيكم، بـ: {أن اعبدوا الله} وحده لا شريك له، وأفردوا له الطاعة، وأخلصوا له العبادة، {وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} يقول: وابعدوا من الشيطان، واحذروا أن يغويكم، ويصدَّكم عن سبيل الله، فتضلوا، {فمنهم من هدى الله} يقول: فممن بعثنا فيهم رسلنا مَنْ هدى الله، فوفَّقه لتصديق رسله، والقبول منها، والإيمان بالله، والعمل بطاعته، ففاز وأفلح، ونجا من عذاب الله، {وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ} يقول: وممن بعثنا رسلنا إليه مِن الأمم آخرون حقَّت عليهم الضلالة، فجاروا عن قصد السبيل، فكفروا بالله وكذّبوا رسله، واتبعوا الطاغوت، فأهلكهم الله بعقابه، وأنزل عليهم بأسه الذي لا يردُّ عن القوم المجرمين.
أبو همام الانصاري
2011-11-07, 01:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم :
جزاكم الله خيرا ... أنا في انتظار ردكم وبيانكم لما سألت عنه من ناحية لغوية بيانية وانتبهوا أني لا اريد عرض اقوال المفسرين فإني قد نظرتها كلها بحمد الله . ولكن الإشكال هو من أين جاء التقدير للمعنى فإن الاية نزلت بلسان العرب الذي يفهمونه ويدركون حقيقته والحجة قائمة عليهم من لحظة سماعهم تلك الدعوة بهذه الأربع كلمات المختصرة [ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ] فهل العربي والعرب فهموا منها إجتنابٌ مطلق لذات الطاغوت وعينه وجسده وكل تعامل معه بأي شيء !!! أم هم فهموا منه إجتناب عبادة غير الله وإجتناب عبادة الطواغيت لكي يكونوا في عداد الموحدين الفالحين يوم الدين ؟؟
وارجوا منكم تدبر سؤالي جيداً ومن كان ذا علم في لسان العرب واساليبهم فلا يبخل عليّ لأن المسألة من ورائها إحقاق حق وإبطال باطل . حيث من البعض من يقول أن أي تعامل مع الطاغوت لا يجوز ومن فعل ذلك فما إجتنب الطاغوت . وقد جلعت لسان العرب حكماً بيني وبينه إبتداء . وإني في أنتظار ردودكم العلمية الموثقة من كتب البيان والبلاغة . و جزاكم الله خيرا .
أبو عبد الله القرشي
2011-11-07, 10:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
قد أجبتك أخي الفاضل بما نقلته عن أبي جعفر، شيخ المفسرين رحمه الله:
{وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} يقول: وابعدوا من الشيطان، واحذروا أن يغويكم، ويصدَّكم عن سبيل الله، فتضلوا
وكلام الشيخ أبي جعفر ظاهر في أنه لا تقدير في الآية، وأن المعنى: يا أيها الناس، لقد بعثنا في كل أمة سبقتكم رسولًا منهم كما بعثنا فيكم، وكانت دعوتهم لقومهم:
1- أن اعبدوا الله وحده، ولا تشركوا به شيئًا، فأفردوه بالعبادة والقصد.
2- واجتنبوا الطواغيت وانفروا عنهم، فلا تعبدوهم من دون الله كما قال تعالى: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى}، ولا تتحاكموا إليهم كما قال تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به}، ولا تتقاتلوا في سبيلهم كما قال تعالى في صفة الكفار: {الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان}، ولا تتولوهم من دون الله وتتركوا ولاية ربكم وسيدكم، فـ {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت}.
وحاصل الأمر: كانت دعوة الرسل إلى قومهم: اعبدوا الله وحده، واجتنبوا عبادة الشيطان وحزبه، وابعدوا عن مسالكهم وسبلهم، واحذروا تلبيسهم وتزيينهم، فيخرجونكم من النور إلى الظلمات، ولا تتولوهم من دون ربكم؛ فيؤزُّونكم إلى المعاصي والآثام، فتضلوا عن صراطه المستقيم، وتُعرضوا عن ذكره الحكيم، وقد قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا}، فاحذروهم واجتنبوهم وقاتلوهم.
فالأمر في الآية ليس متعلق بالعبادة وحدها، والقرآن يُفسر بعضه بعضًا. وأرجو ألا تُغْفِل - أخي الفاضل - أخبارَ السُّنة، وآثارَ الصحابة والتابعين، وسير العلماء الربانيين، قبل البتّ في مثل هذه القضية المهمة، والله الموفق والمعين
أبو همام الانصاري
2011-11-09, 09:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم :
يا أبا عبد الله أنا لا أبحث في أقوال المفسرين وكلها والحمد لله بين يدي . بل سؤالي واستفساري هو بيان الاية من ناحية بيانية لغوية . وأرجوا ممن يريد الإفادة الرجوع الى نص السؤال في المشاركة الأولى وإفادتي إفادة علمية لغوية موثقة . وجزاكم الله خيرا .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.