تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحكام العشر الأولى من ذي الحجة وما فيها مِن الأعمال الصالحة



أمنية الحياة
2011-10-31, 10:19 PM
أحكام العشر الأولى من ذي الحجة وما فيها مِن الأعمال الصالحة

ما رأيك شيخنا أن تُرسل رسالة عن أحكام التكبير والعشر ، ننشُرها للإخوان ؟
ولكم الأجر من الكريم .
http://majles.alukah.net/imgcache/2010/08/51.jpg

الجواب :
أولاً : هذه الأيام العشر المباركة هي مما شرّفها الله ، ومِن شرفها أن العمل الصالح فيها لا يعدله إلاّ ذَهاب النفس والمال .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟ قَالُوا : وَلاَ الجِهَادُ ؟ قَالَ : وَلاَ الجِهَادُ ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ . رواه البخاري .

وفى رواية للدارمي : مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الأَضْحَى . قِيلَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ . قَالَ : وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ . وصححه الألباني وحسين أسد .

قال الإمام البخاري : وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) : أَيَّامُ العَشْرِ، وَالأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَ ا . وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ .

وقال البغوي في تفسيره : (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) يَعْنِي : عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ ، فِي قَوْلِ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ .

وفي حديث ابن عمر رضيَ اللّهُ عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط .


وأما الْتِزام صيام تسعة أيام مِن هذه العَشْر في كل سَنة ، واعتقاد أن ذلك من السنة ؛ فليس بصحيح .
فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أم المؤمنين عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ .

وإن كان صيام بعضها ، أو صيامها دون الْتِزام ، ودون اعتقاد أن ذلك سُنّة ؛ داخِل ضِمن الأعمال الصالحة الْمُرغّب فيها في هذه العشر .

والأعمال الصالحة التي يُقترّب بها إلى الله في هذه العشر كثيرة ، ومنها :

الحج إلى بيت الله الحرام . بِرّ الوالدين . أداء الأمانات . الاستعفاف عن الحرام ، وتَرْك المنكَرَات .

وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كُلُّ سُلاَمَى عَلَيْهِ صَدَقَةٌ : كُلَّ يَوْمٍ يُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ يُحَامِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ ، وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ ، وَدَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ . رواه البخاري ومسلم .

وفي حديث أَبِي ذَرٍّ رضيَ اللّهُ عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ : يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ؛ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى . رواه مسلم .

وفي حديث أبي موسى الأشعري رضيَ اللّهُ عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ . قِيلَ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ ؟ قَالَ : يَعْتَمِلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ . قَالَ : قِيلَ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ؟ قَالَ : يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ . قَالَ : قِيلَ لَهُ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ؟ قَالَ : يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ أَوِ الْخَيْرِ . قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ ؟ قَالَ : يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ . رواه مسلم .

وفي حديث أبي ذر رضيَ اللّهُ عنه قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ . قُلْتُ : فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ : أَعْلاَهَا ثَمَنًا، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا . قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ : تُعِينُ صانِعًا، أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ . قَالَ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ : تَدَعُ النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ . رواه البخاري ومسلم .

وفي حديث أَبِي ذَرٍّ رضيَ اللّهُ عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ ، وَأَمْرُكَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالِ لَكَ صَدَقَةٌ ، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ البَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ ، وَإِمَاطَتُكَ الحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ ، وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .

وعند ابن حبان من حديث أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال : لَيْسَ مِنْ نَفْسِ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمِنْ أَيْنَ لَنَا صَدَقَةٌ نَتَصَدَّقُ بِهَا ؟ فَقَالَ : إِنَّ أَبْوَابَ الْخَيْرِ لَكَثِيرَةٌ : التَّسْبِيحُ ، وَالتَّحْمِيدُ ، وَالتَّكْبِيرُ ، وَالتَّهْلِيلُ ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَتُسْمِعُ الأَصَمَّ، وَتَهْدِي الأَعْمَى ، وَتُدِلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَتِهِ ، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ مَعَ اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ ، وَتَحْمِلُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ ، فَهَذَا كُلُّهُ صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ . وصححه الألباني والأرنؤوط .

ومما يُشْرَع في هذه الأيام : صيام يوم عرفة لغير الحاج .

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ثَلاثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ ، فَهَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ ، صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ . رواه مسلم .

وأما الحاج فلا يُشْرَع له صيام يوم عرفة .

ففي صحيح مسلم من حديث أُمَّ الْفَضْلِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالت : شَكَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَنَحْنُ بِهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ بِقَعْبٍ فِيهِ لَبَنٌ وَهُوَ بِعَرَفَةَ ، فَشَرِبَهُ .

وروى عبد الرزاق من طريق نَافِع أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَكْرَهُ صِيَامَ يَوْمِ عَرَفَةَ .

قال الطبري : وإنما أفطر عليه الصلاة والسلام بِعَرفة ليدل على أن الاختيار في ذلك الموضع للحاج الإفطار دون الصوم ؛ كيلا يضعف عن الدعاء ، وقضاء ما لَزِمه مِن مناسك الحج ، وكذلك من كَرِه صومه من السلف فإنما كان لِمَا بَيَّناه من إيثارهم الأفضل من نفل الأعمال على ما دونه ، وإبقاء على نفسه ليتقوى بالإفطار على الاجتهاد في العبادة .
ونَقَل ابن بطال عن المهلب قوله : في شُرْبه عليه السلام اللبن يوم عرفة أن العيَان أقطع الحجج وأنه فوق الخبر .
وقال ابن القيم : الصواب أن الأفضل لأهل الآفاق صومه ، ولأهْل عَرفة فِطره ؛ لاختياره صلى الله عليه وسلم ذلك لنفسه ، وعَمَل خلفائه بعده بالفِطر ، وفيه قُوّة على الدعاء الذي هو أفضل دعاء العبد ، وفيه أن يوم عرفة عِيد لأهل عرفة ، فلا يستحب لهم صيامه .

ومِن أفضل الأعمال في هذه العشر : أن يُضحِّي الرجل عن نفسه وعن أهل بيته .
روى الترمذي عن عطاء بن يسار أنه قال : سألت أبا أيوب الأنصاري كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كان الرجل يُضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته ، فيأكلون ويُطعِمون ، حتى تباهى الناس فصارت كما ترى .

قال الإمام البخاري : وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ : سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ قَالَ : كُنَّا نُسَمِّنُ الأُضْحِيَّةَ بِالْمَدِينَةِ ، وَكَانَ المُسْلِمُونَ يُسَمِّنُونَ .

قال النووي عن الأُضحية : وَأَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى اسْتِحْبَابِ سَمِينِهَا وَطَيِّبِهَا ، وَاخْتَلَفُوا فِي تَسْمِينِهَا ؛ فَمَذْهَبُنَا وَمَذْهَبُ الْجُمْهُورِ اسْتِحْبَابُهُ . اهـ .


وأما التكبير :
فقد جاء عن ابن عباس أنه كان يُكَبِّر مِن صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق : الله أكبر كبيرا ، الله أكبر كبيرا ، الله أكبر وأجل ، الله أكبر ولله الحمد .

وجاء عن عليّ وعن ابن مسعود أنهما كانا يُكَبِّرَان أيام التشريق : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد .

وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عَنْ وَقْت التَّكْبِيرِ فِي الْعِيدَيْنِ ؟
فأجاب رحمه الله : أَصَحُّ الأَقْوَالِ فِي التَّكْبِيرِ الَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ السَّلَفِ وَالْفُقَهَاءِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالأَئِمَّةِ : أَنْ يُكَبِّرَ مِنْ فَجْرِ يَوْمِ عَرَفَةَ إلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ عَقِبَ كُلِّ صَلاةٍ ، وَيَشْرَعُ لِكُلِّ أَحَدٍ أَنْ يَجْهَرَ بِالتَّكْبِيرِ عِنْدَ الْخُرُوجِ إلَى الْعِيدِ . وَهَذَا بِاتِّفَاقِ الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ . اهـ .


= صِيَغ التكبير :
قال ابن عبد البر : وأمَّا كَيفية التَّكْبير فالذي صَح عن عُمر وابن عمر وعَليّ وابن مسعود أنه ثلاث ثلاث : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وَصِفَةُ التَّكْبِيرِ الْمَنْقُولِ عِنْدَ أَكْثَرِ الصَّحَابَةِ - وقَدْ رُوِيَ مَرْفُوعًا إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ . وَإِنْ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلاثًا جَازَ . وَمِنْ الْفُقَهَاءِ مَنْ يُكَبِّرُ ثَلاثًا فَقَطْ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُكَبِّرُ ثَلاثًا ، وَيَقُولُ : لا إلَهَ إلاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . اهـ .

وقال ابن حجر : وَأَمَّا صِيغَةُ التَّكْبِيرِ فَأَصَحُّ مَا وَرَدَ فِيهِ مَا أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ : " كَبِّرُوا اللَّهَ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا " .

وسبب تعظيم هذه العشر : ما يكون فيها من اجتماع العبادات ، وكونها أيام الحج ، وهي مِن أيام الأشهر الْحُرُم .

قال ابن كثير : وَهَذَا الْعَشْرُ مُشْتَمِلٌ عَلَى يَوْمِ عَرَفَةَ الَّذِي ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنِ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: "أَحْتَسِبْ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالآتِيَةَ . اهـ .

وقال ابن حجر : وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ السَّبَبَ فِي امْتِيَازِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ لِمَكَانِ اجْتِمَاعِ أُمَّهَاتِ الْعِبَادَةِ فِيهِ ، وَهِيَ : الصَّلاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالْحَجُّ ، وَلا يَتَأَتَّى ذَلِكَ فِي غَيْرِهِ . اهـ .


وبالله تعالى التوفيق .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=17400

أبو وائل الجزائري
2011-11-02, 01:31 AM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وأعاننا على العمل في هذه الأيام الفاضلة بفضله وكرمه.

أمنية الحياة
2012-10-15, 09:18 PM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وأعاننا على العمل في هذه الأيام الفاضلة بفضله وكرمه.
اللهم آمين
وفقكم الله ونفع بكم
الحج والعمرة شبكة مشكاة الإسلامية (http://www.almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&cat=7)
الحج والعمرة موقع الإسلام سؤال وجواب (http://islamqa.info/ar/cat/299)
الحج والعمرة إسلام ويب
إرشاد الحج والعمرة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=22)

رضا الحملاوي
2012-10-15, 10:54 PM
جزاكم الله خيرا

أبو محمد بن عيسى آل مبارك
2012-10-16, 01:12 AM
جزاكم الله خيرا ؛ لكن هل الألف واللام في قوله صلى الله عليه وسلم : (العمل) للشمول أم للعهد ، بمعنى : هل المقصود جنس العمل ، فيشمل كل الصالحات ، أم أن ثمت عملا مخصوصا ؟
الجمهور على أن الألف واللام هنا للاستغراق ، ولكن إذا كانت كذلك ، فالحديث مشكل ؛ لأن الجهاد عمل صالح، بل هو في ذروة الصالحات ، فهو بلا شك داخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم (العمل) ، فما فائدة أن يسأل عنه الصحابة، ثم إن سؤال الصحابة الكرام دليل على أن المفاضلة بين عمل واحد وبين عدة أعمال ، لا بين أعمال والجهاد . والجواب النبوي يقرر أن العمل الفاضل المقصود واحد .
وإذا كان هذا العمل واحدا ، فما هو ؟ لعلنا نجد الإجابة في الحديث الذي عند أحمد (...فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) ؛ فهذه الرواية مفسرة ، وتعضدها من جهة المعنى الرواية الأخرى عند الترمذي وغيره : (لا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى قال ذكر الله) ، ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى ، في قوله عز وجل (ولذكر الله أكبر) . والله أعلم.

أمنية الحياة
2015-07-22, 03:11 AM
جزاكم الله خيرابارك الله فيكم

أمنية الحياة
2015-07-22, 03:13 AM
جزاكم الله خيرا ؛ لكن هل الألف واللام في قوله صلى الله عليه وسلم : (العمل) للشمول أم للعهد ، بمعنى : هل المقصود جنس العمل ، فيشمل كل الصالحات ، أم أن ثمت عملا مخصوصا ؟
الجمهور على أن الألف واللام هنا للاستغراق ، ولكن إذا كانت كذلك ، فالحديث مشكل ؛ لأن الجهاد عمل صالح، بل هو في ذروة الصالحات ، فهو بلا شك داخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم (العمل) ، فما فائدة أن يسأل عنه الصحابة، ثم إن سؤال الصحابة الكرام دليل على أن المفاضلة بين عمل واحد وبين عدة أعمال ، لا بين أعمال والجهاد . والجواب النبوي يقرر أن العمل الفاضل المقصود واحد .
وإذا كان هذا العمل واحدا ، فما هو ؟ لعلنا نجد الإجابة في الحديث الذي عند أحمد (...فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) ؛ فهذه الرواية مفسرة ، وتعضدها من جهة المعنى الرواية الأخرى عند الترمذي وغيره : (لا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى قال ذكر الله) ، ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى ، في قوله عز وجل (ولذكر الله أكبر) . والله أعلم.

وفقكم الله ونفع بكم