تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تخميس نونية ابن زيدون



أحمد المعمري
2011-10-10, 02:22 AM
يا عيدُ عُدتَّ وقد عاثت أعادِينا*****في روضِ أفئدةٍ كانت تُصافِينا
فقلتُ ما قاله مَن قال محزُونا*****((أضحى التنائي بديلاً من تدانينا

وناب عن طيبِ لقيانا تجافينا))

قد كان جمَّعَنا وُدٌّ وفَرَّحَنَا*****د راً فحَلَّ بنا خَطْبٌ وقَرَّحَنَا
فانقضَّ حاسدُنا غدراً وجَرَّحَنَا*****(( لا وقد حان صبحُ البَينِ صبَّحَنَا

حَينٌ فقام بنا للحَينِ ناعينا))

ما زالَ حبُّهُمُ بعدَ ارتحالِهِمُ*****ف القلبِ مسكنُهُ لو طالَ بُعدُهُمُ
يا ليت شعري وقد شدوا رحالَهُمُ*****((من مبلِغُ الملبسينا بانتزاحهُمُ

حُزناً مع الدَّهرِ لا يَبلى ويُبلينا))


لسنا نعاتبُ مهما نانبنا الزَّمَنَا*****ول نقولُ وإن حلَّ البلاءُ بنا
كما يقولُ محبٌّ في الهوى سُجِنَا*****((أنَّ الزَّمَانَ الذي ما زال يضحِكُنَا

أنساً بقربهمُ قد عاد يبكينا))


واحسرتاه عليهم ما دَرَوا وَوَعَوا*****وفار وا روضةً فيها الودادَ رَعَوا
فما الذي يبتغي من في الجفاء سعَوا*****((غِيظَ العِدا مِن تَسَاقِينَا الهوى فَدَعَوا

بأنْ نَغَصَّ فقالَ الدَّهرُ آمِينَا))


كانت تزينُ بلقياكُمْ مجالسُنَا*****وفي فنونِ الهوَى يحلُو تدارُسُنَا
وكم تُعُجِّبَ دَهراً مِن تجانُسِنَا*****((ف نحلَّ مَا كان مَعقُوداً بأنفسِنَا

وانبَتَّ ما كان موصولاً بأيدينا))

بالأمسِ كان صفاءُ الوَصلِ يُغرِقُنَا*****في بحرِهِ وبحسنِ القولِ يصدُقُنَا
وما نرى في الهوى هماً يؤرِّقُنا*****((وق نكونُ وما يُخشَى تفرُّقُنَا

فاليومَ نحنُ وما يُرجَى تلاقينَا))


يا هاجرِيَّ ألا رِفقاً بصاحِبِكُمْ*****م كنتُ أحسبني يوماً مفارِقَكُمْ
وما أنا منكرٌ لؤماً أيادِيَكُمْ*****(( ا ليت شعري ولم نعتب أعادِيَكُمْ

هل نال حظاً من العتبى أعادِينَا))


لم نتَّخِذْ مِنزلاً مُذْ ناءَ منزلُكُمْ*****وما رأينا خليلاً ثَمَّ يعدِلُكُمْ
لِذا نقولُ - وما نرضى تحوُّلَكُمْ-:*****((لم نعتقدْ بعدكم إلا الوَفَاءَ لَكُمْ

رأياً ولم نتقلَّدْ غيرَهُ دِينا))


بالله لا تقتلوا ذا القلبَ من كَمَدٍ*****أو تسلبوا منه عيشَ الوصلِ في رَغدٍ
فوالذي خلقَ الإنسانَ في كَبَدٍ*****((ما حقنا أن تقروا عين ذي حسدٍ

بنا ولا أن تسروا كاشحاً فينا))


نعم الوصالُ وصالٌ لا يناقِضُهُ*****قطع ، وما في الورى شيءٌ يعارضُهُ
وما يقول ذوو الأحقادِ نرفضُهُ*****((كُنَ ا نُرَى اليأسَ تُسلينا عوارضُهُ

وقد يئسنا فما لليأسِ يغرينا))

بِنْتم فما صُرِفَت عنكم مدائحُنَا*****ولن تقصِّرَ ما عشنا نصائحُنا
وكم سينشدُ وقتَ البينِ صادحُنا*****((بِنْ ُمْ وَبِنَّا فما ابتلت جوانحُنا

شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا))

ما كيدُ حاسدِنا واللهِ ضائرُنا*****وفي ظواهرِنَا تبدو سرائرُنا
وإنَّنا حينما تصفو مشاعرُنا*****((نكا ُ حين تناجيكُمْ ضمائرُنا

يقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا))

حلَّت بقلبِ محبٍّ حُرقةٌ وبَدَتْ*****في وجهِ مَن نفسُهُ للهاجرين فَدَتْ
وفي قصائدنا الأحزانُ قد نُشِدَتْ*****((حال لفقدكُمُ أيامُنا فغَدَتْ

سُوداً وكانت بكم بِيضاً لَيَالينا))


وما نَسِينَا زَمَاناً من تعكُّفِنا*****في حبِّكُمْ ورحيقاً من ترَشُّفِنَا
فهل ذَكَرتُمْ عُهُوداً مِنْ تزلُّفِنا*****((إذ جَانبُ العيشِ طَلقٌ من تألُّفِنا

ومَربَعُ اللَّهوِ صافٍ من تصافينا))


تغدو المودَّةُ بالتذكارِ باقيةً*****فَهَلْ ذكرتُمْ طيورَ الحبِّ شَادِيةً
في روضِنا ومغانيْ الودِّ زَاهِيةً*****((وإذ هَصَرنَا فنونَ الوصلِ دَانيةً

قطافُها فجنينا منه ما شِينَا))

إن كان يرضيكُمُ دينُ النَّوَى حَكَمَا*****فما نَرى لجراحٍ منكُمُ ألَمَا
لكنْ نقولُ وقد أضنى الهَوَى سَقَمَا*****((لِيُ ْقَ عَهدُكُمُ عهدُ السُّرُورِ فَمَا

كنتُمْ لأرواحِنَا إلا رياحينا))

لولا الملامَةُ أو واشٍ يُعَيِّرُنَا***** كان غيرُكُمُ خِلاً يُصَيِّرُنَا
لكنْ لنا في الهوى عَهْدٌ يُسَيِّرُنَا*****( (لا تحسبوا نأيَكُمْ عنَّا يغيِّرُنَا

أنْ طالما غيَّرَ النَّأيُ المحبينا))


لا تجعلوا للنَّوَى حَدّاً ولا أجَلاً*****فسوفَ نَضربُ في حُسْنِ الوَفَا مثَلاً
وإنْ أتانا الهوَى مِن باعِثٍ أمَلاً*****((والله مَا طَلَبَتْ أهوَاؤُنَا بَدَلاً

منكُمْ ولا انصَرَفَت عنكُمْ أمَانِينا))


نأى وما ناءَ في يومٍ بطالِبِهِ*****يا ليتنا قد سرينا في ركائِبِهِ
وليتنا ما حُرِمْنَا مِن سَحَائِبِهِ*****(( ا ساريَ البَرقِ غادِ القَصرَ واسقِ بِهِ

مَن كان صِرفَ الهوَى والودّ يسقِينا))

إنَّا بعثنا الهوى عيناً يخبِّرُنَا*****وق صبرنا وما يغني تصبُّرُنَا
فارحلْ إليه فقد أضنى تفكُّرُنا*****((وا ألْ هنالك هل عنَّى تذكُّرُنا

إلفاً تذكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا))

إنَّ الوفاءَ لهُمْ أضحى سَجِيَّتَنَا***** يا زهورَ الوفا كوني هديَّتَنا
لمن سرى وأبَى –زُهداً- معِيَّتَنَا*****(( يا نسيمَ الصَّبا بلِّغْ تحيَّتَنَا

من لو على البُعدِ حَيَّا كان يُحيِينا))


خذوا سلامي بأصفى الحبِّ يبلُغُكُمْ*****وذ فؤادي بكلِّ الخيرِ يذكُرُكُمْ
وقد نقولُ إذا ما الشِّعرُ طابَ لكُمْ*****((إنْ كان قد عزَّ في الدُّنيا اللِّقاءُ بكُمْ

في موقِفِ الحَشرِ نلقاكُم ويكفينا))


بقلم الشاعر أحمد بن عباس المساح المعمري
في يوم الثلاثاء 2/2/1425هـ

القارئ المليجي
2011-10-10, 10:46 AM
رائعة ....
لا يُفضِض اللهُ فاك.

أحمد المعمري
2011-10-20, 01:54 AM
رائعة ....
لا يُفضِض اللهُ فاك.
الرائع مرورك، وفقني الله وإياك!

أبو وائل الجزائري
2011-10-21, 01:14 AM
تخميس جميل ورائع سددك الله أيها الأخ الشاعر
وأذكر هنا بالمناسبة قول الإمام ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية عند التأريخ لوفاة الشاعر ابن زيدون أحمد بن عبد الله بن غالب قال: "وهو صاحب القصيدة الفراقية المشهورة ... وهي قصيدة طويلة وفيها صنعة قوية مهيّجة للبكاء لكل من قرأها أو سمعها لأنه ما من أحد إلا فارق خلا أو حبيبا أو نسيبا. البداية 8/234 طبعة دار الفكر

أحمد المعمري
2011-10-31, 07:49 PM
تخميس جميل ورائع سددك الله أيها الأخ الشاعر
وأذكر هنا بالمناسبة قول الإمام ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية عند التأريخ لوفاة الشاعر ابن زيدون أحمد بن عبد الله بن غالب قال: "وهو صاحب القصيدة الفراقية المشهورة ... وهي قصيدة طويلة وفيها صنعة قوية مهيّجة للبكاء لكل من قرأها أو سمعها لأنه ما من أحد إلا فارق خلا أو حبيبا أو نسيبا. البداية 8/234 طبعة دار الفكر
أشكر لك أخي الكريم مرورك الكريم!

تقبل تقديري،،،