مشاهدة النسخة كاملة : ماحكم قول:يا رسول الله اشفع لنا
أم أويس وفردوس
2011-09-26, 01:33 PM
السلام عليكم أنا كنت أستمع مع الأطفال لأنشودة في إحدى قنوات الأطفال وهذا المنشد يُنشد عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:يا رسول الله اشفع لنا ياحبيب الله اشفع لنا من صهر النيران..هذا نصها..
فما الحكم في ذلك لأني أردت مراسلة القناة فقلت:أتأكد أولاً..جزاكم الله خيرا..
محمد النحراوي
2011-09-26, 01:58 PM
حكم طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم (http://www.islam-qa.com/ar/ref/132624)
هل يجوز طلب الشفاعة أو الدعاء من الميت ؟ (http://www.islam-qa.com/ar/ref/153666)
أم أويس وفردوس
2011-09-26, 02:45 PM
جزاكم الله خيرا
محمد بن عيد الشعباني
2011-11-24, 07:30 AM
حكم طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم
يقول السائل: كثير من الناس يقولون: الشفاعة يا محمد. فهل هذا القول شرك؟
طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره من الأموات لا يجوز، وهو شرك أكبر عند أهل العلم؛ لأنه لا يملك شيئاً بعدما مات عليه الصلاة والسلام، والله يقول: قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا[1] (http://www.binbaz.org.sa/mat/21589#_ftn1).
فالشفاعة ملكه سبحانه وتعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات لا يملكون التصرف بعد الموت في شفاعة ولا في دعاء ولا في غير ذلك، الميت إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث ((صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))[2] (http://www.binbaz.org.sa/mat/21589#_ftn2). وإنما جاء أنها تعرض عليه الصلاة والسلام، ولهذا قال: ((صلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم))[3] (http://www.binbaz.org.sa/mat/21589#_ftn3).
وأما حديث إنه تعرض عليه الأعمال فما وجد فيها من خير حمد الله وما وجد فيها من شر استغفر لنا فهذا حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو صح لم يكن فيه دلالة على أننا نطلب منه الشفاعة.
فالحاصل أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره من الأموات أمر لا يجوز، وهو على القاعدة الشرعية من الشرك الأكبر؛ لأنه طلب من الميت شيئاً لا يقدر عليه كما لو طلب منه شفاء المريض أو النصر على الأعداء أو غوث المكروبين أو ما أشبه ذلك، فكل هذا من أنواع الشرك الأكبر، ولا فرق بين طلب هذا من النبي صلى الله عليه وسلم، أو من الشيخ عبد القادر، أو من فلان أو فلان، أو من البدوي أو من الحسين أو غير ذلك؛ طلب هذا من الموتى أمر لا يجوز، وهو من أقسام الشرك.
وإنما الميت يترحم عليه إذا كان مسلماً، ويدعى له بالمغفرة والرحمة، والنبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليه مسلم يصلي عليه عليه الصلاة والسلام ويدعو له، أما أن يطلبه المدد أو الشفاعة أو النصر على الأعداء كل هذا لا يجوز، وهذا من عمل أهل الجاهلية ومن عمل أهل الشرك، فيجب على المسلم أن ينتبه لهذا وأن يحذر مثل هذا.
[1] (http://www.binbaz.org.sa/mat/21589#_ftnref1) سورة الزمر الآية 44.
[2] (http://www.binbaz.org.sa/mat/21589#_ftnref2) سبق تخريجه.
[3] (http://www.binbaz.org.sa/mat/21589#_ftnref3) سبق تخريجه.
فتاوى نور على الدرب المجلد الأول
http://www.binbaz.org.sa/mat/21589
[QUOTE=محمد بن عيد الشعباني;555604]
حكم طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم
يقول السائل: كثير من الناس يقولون: الشفاعة يا محمد. فهل هذا القول شرك؟
طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره من الأموات لا يجوز، وهو شرك أكبر عند أهل العلم؛ لأنه لا يملك شيئاً بعدما مات عليه الصلاة والسلام، والله يقول: قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا[1] (http://www.binbaz.org.sa/mat/21589#_ftn1).
فالشفاعة ملكه سبحانه وتعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات لا يملكون التصرف بعد الموت في شفاعة ولا في دعاء ولا في غير ذلك، الميت إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث ((صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))[2] (http://www.binbaz.org.sa/mat/21589#_ftn2). وإنما جاء أنها تعرض عليه الصلاة والسلام، ولهذا قال: ((صلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم))[3] (http://www.binbaz.org.sa/mat/21589#_ftn3).
وأما حديث إنه تعرض عليه الأعمال فما وجد فيها من خير حمد الله وما وجد فيها من شر استغفر لنا فهذا حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو صح لم يكن فيه دلالة على أننا نطلب منه الشفاعة.
فالحاصل أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره من الأموات أمر لا يجوز، وهو على القاعدة الشرعية من الشرك الأكبر؛ لأنه طلب من الميت شيئاً لا يقدر عليه كما لو طلب منه شفاء المريض أو النصر على الأعداء أو غوث المكروبين أو ما أشبه ذلك، فكل هذا من أنواع الشرك الأكبر، ولا فرق بين طلب هذا من النبي صلى الله عليه وسلم، أو من الشيخ عبد القادر، أو من فلان أو فلان، أو من البدوي أو من الحسين أو غير ذلك؛ طلب هذا من الموتى أمر لا يجوز، وهو من أقسام الشرك.
وإنما الميت يترحم عليه إذا كان مسلماً، ويدعى له بالمغفرة والرحمة، والنبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليه مسلم يصلي عليه عليه الصلاة والسلام ويدعو له، أما أن يطلبه المدد أو الشفاعة أو النصر على الأعداء كل هذا لا يجوز، وهذا من عمل أهل الجاهلية ومن عمل أهل الشرك، فيجب على المسلم أن ينتبه لهذا وأن يحذر مثل هذا.
.............................. .......
لكن ربما يكون المقصود أن الشفاعة ثابتة للنبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة فطلب الشفاعة منه فيما سيقدر عليه مستقبلا لا في الدنيا لأنه ميت عليه الصلاة والسلام والأموات لا يقدرون على شيء فهل في طلبها باعتبار ما سيؤول إليه الأمر يوم القيامة محذور؟
عدنان البخاري
2011-11-24, 01:39 PM
لكن ربما يكون المقصود أن الشفاعة ثابتة للنبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة فطلب الشفاعة منه فيما سيقدر عليه مستقبلا لا في الدنيا لأنه ميت عليه الصلاة والسلام والأموات لا يقدرون على شيء فهل في طلبها باعتبار ما سيؤول إليه الأمر يوم القيامة محذور؟
/// الدعاء عبادة، وصرف هذه العبادة لغير الله شرك أكبر، فيمن لا يسمع ولا يقدر، فإن وجد الثاني وهو الشفاعة يوم القيامة، تعذَّر الثاني وهو السماع من النبي (ص)؛ لصريح وعموم قوله تعالى: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ /// إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ).
/// وفرقٌ بين أن يدعو الله ويسأله فيقول: يا رب شفِّع فيَّ نبيَّك، فهذا دعاء مصروف لله بطلب أمر يقدر النبي (ص) عليه يوم القيامة = وبين صرف الدعاء للنبي (ص) وهو لا يسمع ويكفر بهذا الشرك!
/// وما جاء في الحديث من سماعه السلام من أمَّته مقيَّد بالسلام فقط، فإطلاقه وتعميمه يصادم النص السابق.
/// وعمل ما لا بأس به خير وأولى وأحوط من الوقوع فيما قد يكون فيه بأس، فكيف إذا تحقَّق البأس فيه! فكيف إذا كان البأس فيه كبيرا وهو الوقوع في الشرك الأكبر!
أبو الفداء
2011-11-24, 04:58 PM
وفرقٌ بين أن يدعو الله ويسأله فيقول: يا رب شفِّع فيَّ نبيَّك، فهذا دعاء مصروف لله بطلب أمر يقدر النبي عليه يوم القيامة = وبين صرف الدعاء للنبي وهو لا يسمع ويكفر بهذا الشرك!
جزاكم الله خيرا يا شيخ عدنان وكتب أجركم. ومن الشبهات التي تكثر على ألسنة رؤوس القبورية ومنظريهم، قولهم إن الدعاء بصيغة "يا فلان افعل كذا" هذه إنما هي من قبيل المجاز، لأن الداعي يدري أن المدعو لا يملك الإجابة، وهو يجزم في قلبه باعتقاد وحدانية الله في الخلق والتقدير وإجابة الدعاء، فكيف يكون الدعاء مصروفا إلى ذاك المخاطب على الحقيقة؟
وهذا إرجاء محض، وكلام باطل لا تجيزه اللغة، لأنه ليس في لسان العرب أصلا - ولا في غيره من ألسنة البشر - أن يوجه الخطاب إلى أحد المخاطبين على سبيل المجاز مع إرادة مخاطَب آخر في الحقيقة! كيف يعقل أن أرجو من "زيد" شيئا ما، فأذهب إلى "عمرو" لأطلبه منه، ثم أقول "إن هذا من المجاز لأني أعلم كما يعلم عمرو أنه ليس عنده هذا المطلوب ولا يمكنه الإجابة"؟؟ هذه دعوى باردة صلعاء لا يقبلها عقل!
ولهذا لم يفرق أهل العلم بين من دعا المخلوق وهو يقصده على الحقيقة، ومن دعاه وهو يقصد الله تعالى، فكان الفعل في نفسه شركا أكبر مخرجا من الملة! تأمل كيف كانت عبارة الله تعالى في القرءان عن قول المشركين "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى"، فاستعمل سبحانه لفظة "نعبدهم" ليبين تناقض هؤلاء في كلامهم، ويكشف كذبهم في دعواهم أنهم لا يقصدون من تلك العبادة إلا التقرب إلى الله تعالى! ذلك أن فعل التعبد أيا ما كان، هو في نفسه ما يكون به التقرب والتزلف، فكأنما يقولون: "إنما نعبدهم لنعبد الله"! فكيف يصح أن يقال إن لفظة "نعبدهم" من المجاز، بخلاف لفظة "نعبد الله"؟ نظير ذلك قولهم "ندعوهم لندعو الله"، و"نسجد لهم لنسجد لله" و"نذبح لهم حتى نذبح لله"!! كل هذا لا يصح في العقل ولا في اللغة أن يوصف به فعل واحد! فبطلت دعواهم أن التوجه بالدعاء (الذي هو العبادة) إلى غير الله تعالى يمكن أن يكون على سبيل المجاز، والله أعلم.
عماد بن طاهر
2011-11-24, 06:56 PM
قول:"يا رسول الله اشفع لنا" قول بدعي و ليس شركي
لأن شرك الدعاء يحصل بالدعاء الذي لا يليق توجيه إلا لله تعالى كطلب الرزق و المغفرة و الفلاح الخ
أما طلب الشفاعة فليس مما يوجه لله تعالى حاشا لله فطلب الشفاعة أصلا لا يتوجه إلا لعبد من عباد الله ليدعوا الله للمستشفع
و الشفاعة ثابتة للنبي صلى الله عليه و سلم لكن ذلك يوم القيامة
فطلب الشفاعة منه في الدنيا عملا بدعيا من هذا الوجه إذ أنه لا فائدة فيه الان و لم يثبت أن الصحابه فعلوه أما أن يكون شركا فلا
يقول ابن تيمية في (مجموع الفتاوى ج1 ص 241):
وأيضا فإن طلب شفاعته ودعائه واستغفاره بعد موته وعند قبره ليس مشروعا عند أحد من أئمة المسلمين ولا ذكر هذا أحد من الأئمة الأربعة وأصحابه القدماء وإنما ذكر هذا بعض المتأخرين : ذكروا حكاية عن العتبي أنه رأى أعرابيا أتى قبره وقرأ هذه الآية وأنه رأى في المنام أن الله غفر له . وهذا لم يذكره أحد من المجتهدين من أهل المذاهب المتبوعين . الذين يفتى الناس بأقوالهم ومن ذكرها لم يذكر عليها دليلا شرعيا . ومعلوم أنه لو كان طلب دعائه وشفاعته واستغفاره عند قبره مشروعا لكان الصحابة والتابعون لهم بإحسان أعلم بذلك وأسبق إليه من غيرهم ولكان أئمة المسلمين يذكرون ذلك وما أحسن ما قال مالك " لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها " قال : ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك . فمثل هذا الإمام كيف يشرع دينا لم ينقل عن أحد السلف ويأمر الأمة أن يطلبوا الدعاء والشفاعة والاستغفار - بعد موت الأنبياء والصالحين - منهم عند قبورهم وهو أمر لم يفعله أحد من سلف الأمة ؟ اهـ
و مع انكار ابن تيمية لهذا الفعل لم يسمه شركا و لو كان كذلك لبينه و ما اكتفى بمجرد القول أن هذا لم يفعله السلف ولما اكتفى مالك بقوله "ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك" فمثل هذه العبارات تطلق في البدع الغير مكفرة
و يقول ابن تيمية أيضا في نفس الجزء ص309 310:
وكذلك التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته فإنه يكون على وجهين : - ( أحدهما أن يطلب منه الدعاء والشفاعة فيدعو ويشفع كما كان يطلب منه في حياته وكما يطلب منه يوم القيامة حين يأتون آدم ونوحا ثم الخليل ثم موسى الكليم ثم عيسى ثم يأتون محمدا صلوات الله وسلامه عليه وعليهم فيطلبون منه الشفاعة . ( والوجه الثاني أن يكون التوسل مع ذلك بأن يسأل الله تعالى بشفاعته ودعائه كما في حديث الأعمى المتقدم بيانه وذكره فإنه طلب منه الدعاء والشفاعة فدعا له الرسول وشفع فيه وأمره أن يدعو الله فيقول { اللهم إني أسألك وأتوجه إليك به اللهم فشفعه في } فأمره أن يسأل الله تعالى قبول شفاعته ; بخلاف من يتوسل بدعاء الرسول وشفاعة الرسول - والرسول لم يدع له ولم يشفع فيه - فهذا توسل بما لم يوجد وإنما يتوسل بدعائه وشفاعته من دعا له وشفع فيه . ومن هذا الباب قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وقت الاستسقاء كما تقدم فإن عمر والمسلمين توسلوا بدعاء العباس وسألوا الله تعالى مع دعاء العباس فإنهم استشفعوا جميعا ولم يكن العباس وحده هو الذي دعا لهم فصار التوسل بطاعته والتوسل بشفاعته كل منهما يكون مع دعاء المتوسل وسؤاله ولا يكون بدون ذلك . فهذه أربعة أنواع كلها مشروعة لا ينازع في واحد منها أحد من أهل العلم والإيمان . اهــ
عدنان البخاري
2011-11-24, 07:01 PM
بارك الله فيكم يا شيخ أبا الفداء على المشاركة النافعة.
عدنان البخاري
2011-11-24, 07:01 PM
قول:"يا رسول الله اشفع لنا" قول بدعي و ليس شركي
لأن شرك الدعاء يحصل بالدعاء الذي لا يليق توجيه إلا لله تعالى كطلب الرزق و المغفرة و الفلاح الخ
أما طلب الشفاعة فليس مما يوجه لله تعالى حاشا لله فطلب الشفاعة أصلا لا يتوجه إلا لعبد من عباد الله ليدعوا الله للمستشفع
و الشفاعة ثابتة للنبي صلى الله عليه و سلم لكن ذلك يوم القيامة
فطلب الشفاعة منه في الدنيا عملا بدعيا من هذا الوجه إذ أنه لا فائدة فيه الان و لم يثبت أن الصحابه فعلوه أما أن يكون شركا فلا
يقول ابن تيمية في (مجموع الفتاوى ج1 ص 241):
وأيضا فإن طلب شفاعته ودعائه واستغفاره بعد موته وعند قبره ليس مشروعا عند أحد من أئمة المسلمين ولا ذكر هذا أحد من الأئمة الأربعة وأصحابه القدماء................ .............................. ...........
تقدم نقاش طويل في تحقيق القول في حكم طلب المسألة من الأموات فيما يقدرون عليه في مذهب الإمام ابن تيمية رحمه الله وغيره = في الرابط المذكور في هذه المشاركة:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=140083&postcount=2
فلعلك ترجع إلى الكلام هناك.
وليست القضية ماذا قال فلان وفلان، بل ما الموافق للدليل؟!
عماد بن طاهر
2011-11-24, 07:08 PM
جزاك الله خيرا و لكن قبل مراجعة كلام ابن تيمية هل يجوز لأحد أن يدعوا الله أن يشفع له؟
إن كانت الاجابة لا - وهي كذلك - لأن الشفاعة تكون من عبد من عباد الله (عند الله) إذن فهذا القول ليس مما يجوز قوله لله أصلا إذا فهو ليس عبادة و بالتالي توجيهه للنبي لا يكون فيه صرف أي عبادة له
عدنان البخاري
2011-11-24, 07:19 PM
جزاك الله خيرا و لكن قبل مراجعة كلام ابن تيمية هل يجوز لأحد أن يدعوا الله أن يشفع له؟
إن كانت الاجابة لا - وهي كذلك - لأن الشفاعة تكون من عبد من عباد الله (عند الله) إذن فهذا القول ليس مما يجوز قوله لله أصلا إذا فهو ليس عبادة و بالتالي توجيهه للنبي لا يكون فيه صرف أي عبادة له
وفيك بارك الله.. لا بد من مراجعة كلام ابن تيمية لمعرفة مذهبه وعدم وقوع الإيهام ببعض النقول دون بعض بارك الله فيك.
هل يجوز لأحد أن يدعوا الله أن يشفع له؟
إن كانت الاجابة لا - وهي كذلك - لأن الشفاعة تكون من عبد من عباد الله (عند الله) إذن فهذا القول ليس مما يجوز قوله لله أصلا إذا فهو ليس عبادة و بالتالي توجيهه للنبي لا يكون فيه صرف أي عبادة له
لم أقل إن لأحد أن يدعو الله أن يشفع له، بل قلت: يدعو الله أن يشفِّع فيه نبيَّه، فالمدعو هو الله والطلب منه جعل النبي شافعا.
/// الطلب غير الشركي من المخلوق يكون ممن يسمع ويقدر.
والنبي (ص) يقدر على الشفاعة (يوم القيامة) بدليل حديث الشفاعة.
ولكنه لا يسمع (في الدنيا) إلا السلام؛ لعموم الأدلة الدالة على ذلك، وهي كثيرة، وهو التحقيق من أقوال أهل العلم.
/// فائدة: الله سبحانه وتعالى يشفع أيضًا، والملائكة يشفعون، والعباد يشفعون.
ودليل شفاعة الله قول النبي (ص) في حديث أبي هريرة وأبي سعيد الطويل في الصحيحين: (بقيت شفاعة أرحم الراحمين).
/// تنبيه مهم: لو كانت القضية التي نبحثها في طلب الشفاعة الواقعة (يوم القيامة) فقط = لهان الأمر نسبيا، لكن العمل الواقعي أن سؤال أكثر الناس ودعاءهم النبي (ص) في أمور لا يقدر عليها وهو في قبره، كسؤالهم إياه أن يدعو الله ليجيب دعاءهم أو ليشفي مرضاهم ونحو ذلك.
أم أويس وفردوس
2011-11-24, 09:37 PM
جزاكم الله خيرا
عماد بن طاهر
2011-11-24, 11:15 PM
جزاكم الله خيرا
و إياكِ أختي الكريمة
قرأت المشاركات في الرابط
وما وجدت فيه إلا أقوال لابن تيمية و أقوال بعض الأعضاء في المنتدى
ليس فيه أي دليل على أن طلب الشفاعة شرك و أنا في أول مشاركة بينت الدليل بغض النظر عن قول ابن تيمية
و قلت أن هذا الطلب لا يوجه لله أصلا لذا فتوجيهه للنبي لا يعد شركا لأن الشرك هو أن تصرف لغير الله (من عقيدة أو قول أو عمل) ما لا يجوز إلا لله وحده
أما أن تطلب من شخص أن يدعوا الله لك (سواء حيا أو ميتا) فليس في ذلك صرف عبادة لغير الله غاية ما في الأمر أن الحي يستطيع أن يدعوا لك و الميت لم يأت دليل على أنه يستطيع ذلك
وأما التفريق بين طلب الحوائج من الحي و الميت و أنه جائز في حق الأول و شرك في الثاني فهذا مما يلتبس على كثير من الناس كيف يكون طلب الحاجة من الحي مشروع وطلب نفس الحاجة من الميت شرك
أقول و بالله التوفيق:
العلة ليست كون المدعو حيا أو ميتا لكن:
الله تعالى جعل في هذه الحياة أسباب و نواميس و جعل أمور الخلق و نتائج أفعالها مترتبة ترتيبا طبيعيا على هذه الأسباب لكن القدرة المطلقة التي تجعل هذه الأسباب تؤدي إلى نتائجها الطبيعية هي قدرة الله تعالى وحده و لهذا فقد يأخذ الشخص بالأسباب و لا يحصل على النتائج فالأكل سبب للشبع و الدواء سبب للشفاء
فعندما يذهب شخص للطبيب فهو إنما يسأله أن يكتب له الدواء المناسب للداء وفقا للنوميس الكونية التي يكتشفها البشر بالخبرة و الأبحاث لكن كون هذا الدواء يؤثر أو لا يؤثر كون الشفاء يحصل أو لا يحصل فهذا ما لا يقدر عليه إلا الله و لذلك يقال "الطبيب يداوي و الله يشفي" فالطبيب يصف فقط الدواء المناسب للمرض لكنه لا يستطيع الجزم بالشفاء و على ذلك فالشخص عليه قبل و بعد أن يذهب للطبيب أن يدعو الله بالشفاء و على هذا تجري كل طلبات الناس من الأحياء فأنت عندما تطلب شئ من شخص حي فأنت تطلب منه أن يقوم بالعمل الذي جعله الله في هذه الحياة سببا طبيعيا لحدوث النتائج لكن هذه النتائج قد يعطلها الله إذا شاء كما قال تعالى للنار التي ألقي فيها إبراهيم عليه السلام "كوني بردا و سلاما على إبراهيم" فعندها تعطلت طبيعة التحريق للنار وقد يعطي الله النتائج بدون أسباب كما جعل يد موسى تخرج بيضاء من غير سوء عند ضمها لجيبه و عصاه تنقلب ثعبانا لما بلقيها
فهناك أسباب يقوم بها المخلوق و المسبب هو الله بقدرته المطلقة
إذن مرة أخرى عندما تطلب شئ من شخص حي فأنت تطلب منه أن يقوم بالعمل الذي جعله الله في هذه الحياة سببا طبيعيا لحدوث النتائج لكن عندما يموت هذا الشخص فإن أسباب الدنيا انقطعت عنه فلم يبقى لمن يطلب منه حاجة إلا الظن أن له قدرة مطلقة لا تعتمد على الأسباب وهذا ما لا يكون إلا لله تعالى فكان طلب الحاجة منه في هذه شرك لأنه اعتقد فيه أو صرف له ما لا يكون إلا لله
وكذلك يكون شركا إذا توجه للحي يطلب منه ما يخرج عن دائرة الأسباب فلو أن شخصا طلب من طبيب أن يشفيه هكذا بدون كشف و بدون وصف علاج لكان مشركا لأنه ظن في الطبيب قدرة خارجة عن الأسباب فهذا شرك رغم أن الطبيب حي
دل ذلك على أن الضابط ليس هو كون الشخص حيا أو ميتا فكما يكون الإشراك بالأموات يكون بالأحياء أيضا
لكن الضابط هو ظن وجود سبب كوني أو شرعي أو عدم وجود ذلك السبب
الان الذي يطلب من النبي أن يشفع له
من حيث السماع فالميت يسمع الحي على قول الجمهور و الأدلة على ذلك كثيرة منها:
1- الحديث الذي ورد في الصحيحين عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا"
فهو قول صريح صحيح أن الميت يسمع قرع نعال من يتولوا عنه
و قد صنف البخاري بابا مستقلا في كتاب الجنائز بعنوان "باب الميت يسمع خفق النعال" الذي أورد فيه هذا الحديث.
ففي هذا الحديث دلالة واضحة أن الميت يسمع الأحياء و فيه دلالة أخرى و هي أنه يسمع عن قرب إذ لو كان الميت يمكن أن يسمع من هو بعيد جدا عنه أو في بلد آخر لما كانت هناك فائدة في ذكر و تخصيص قرع نعال أصحابه الذين يتولوا عنه لأنه لو كان كذلك لكان الميت يسمع قرع نعال كل الناس فالتخصيص هنا يفيد أنه يسمع فقط في النطاق الذي حوله.
2- الحديث الذي ورد في الصحيحين و مسند أحمد و سنن النسائي و اللفظ لمسلم عن أنس بن مالك - و رواه البخاري عنه عن أبي طلحة و عن بن عمر - "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثا ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا فسمع عمر قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا قال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا"
فيه دلالة مرة أخرى على سماع الموتى للأحياء
كما أن فيه أيضا دلالة على أن الميت يسمع في المحيط الذي حوله إذ لو كان غير ذلك لخاطبهم النبي صلى الله عليه و سلم من مكانه أيا كان و لم يكن هناك ضرورة أن يقف عندهم كما جاء في الحديث "أتاهم فقام عليهم"
3- حديث السلام على أهل القبور فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال
"السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" - رواه الجماعة إلا البخاري و الترمذى و كذا مالك في الموطأ و ابن خزيمة في صحيحه
فيه دلالة أخرى على سماع الأموات للأحياء عن قرب لأن النبي صلى الله عليه و سلم هنا يناديهم مباشرة بكاف الخطاب "السلام عليكم" و لو لم يكن يسمعون لما كانت هناك فائدة في توجيه الخطاب لهم.
4- ما رواه أحمد و مسلم و النسائي عن مخرمة بن المطلب عن السيدة عائشة رضي الله عنها في حديث طويل جاء فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال "فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم قالت قلت كيف أقول لهم يا رسول الله قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون"
وأما قوله تعالى "إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ"
فالآية التالية لها مباشرة فيها تفسيرها واضحا بحمد الله تعالى
ففي الآية التالية يقول تعالى "وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ"
فإنك إن تأملت قوله تعالى "إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ"
تجد أن الله تعالى حصر الإسماع فقط في المؤمنين , و هل الكفار لم يسمعوا النبي؟
الإجابة: بلى إنهم سمعوا بالطبع و لكنهم أعرضوا و لهذا استحقوا عقاب الله تعالى على كفرهم.
فيتضح إذن أن السماع المقصود هنا ليس هو مجرد إدراك الكلام بالأذن
لأن هذا الكلام أدركه المؤمن و الكافر
و لكن المقصود الإنصات و التدبر الذي يفضي إلى الإستفادة من الكلام المسموع
و هذا الذي ينحصر في المؤمنين فقط.
دليل آخر أيضا قوله تعالى مخبرا عن حال الكفار يوم القيامة:
"وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ" – (الملك: 10)
فبالطبع ليس المقصود منه سماع الأذن
بدليل قولهم الذي أخبر به تعالى في الآية التي قبلها "قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما أنزل الله من شئ"
إذن فهم سمعوا سماع البلاغ لكنهم لم يسمعوا سماع المتعظ الذي يعمل بما سمعه
و المقصود أن سماع الميت لمن حوله ثابت بالنصوص
و شفاعة النبي للمؤمنين يوم القيامة ثابتة بالنصوص
وعليه فمن يطلب من النبي - بعد موته - أن يشفع له فهذا الطلب أو هذا القول ليس شركيا لإنه طللب ذلك بناء على أسباب شرعية و هي أن السماع حق و أن الشفاعة حق لكنه بدعيا لأنه أتى بهذا الطلب في غير وقته فطلب الشفاعة يكون يوم القيامة و ليس الان ولم يثبت هذا عن أحد من السلف
و الله تعالى أعلم
عبد الرزاق بن صالح
2011-11-25, 07:37 PM
السلام عليكم وبعد قال تعالى :(....فلا تدعوا مع الله أحدا) وهذا شامل لدعاء المسألة ودعاء العبادة والطلب دعاء فلا يجوز طلب شيء من غير الله إلا بالشروط المعروفة وهي غير متوفرة في طلب الشفاعة من النبي بعد موته ولو سلمنا بسماعه لأن من شروط الشفاعة الإذن كما لا يخفى وهو شرعي وكوني والكوني متخلف قطعا لقوله صلى الله عليه وسلم:(إذا مات ابن أدم انقطع عمله...) وهذا الطلب شرك أكبر ومن قال من العلماء عنه بدعة فلأنه لم يكن في المشركين ثم حدث والله أعلم
محمد بن عيد الشعباني
2011-11-25, 08:03 PM
قال ابن تيمية رحمه الله : وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا } { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا } قَالَ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ كَانَ أَقْوَامٌ يَدْعُونَ الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاء َ كَالْعُزَيْرِ وَالْمَسِيحِ فَبَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاء َ عِبَادُ اللَّهِ كَمَا أَنَّ الَّذِينَ يَعْبُدُونَهُمْ عِبَادُ اللَّهِ وَبَيَّنَ أَنَّهُمْ يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ وَيَتَقَرَّبُون َ إلَيْهِ كَمَا يَفْعَلُ سَائِرُ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ . وَالْمُشْرِكُون َ مِنْ هَؤُلَاءِ قَدْ يَقُولُونَ : إنَّا نَسْتَشْفِعُ بِهِمْ أَيْ نَطْلُبُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاء ِ أَنْ يَشْفَعُوا فَإِذَا أَتَيْنَا قَبْرَ أَحَدِهِمْ طَلَبْنَا مِنْهُ أَنْ يَشْفَعَ لَنَا فَإِذَا صَوَّرْنَا تِمْثَالَهُ - وَالتَّمَاثِيلُ إمَّا مُجَسَّدَةٌ وَإِمَّا تَمَاثِيلُ مُصَوَّرَةٌ كَمَا يُصَوِّرُهَا النَّصَارَى فِي كَنَائِسِهِمْ - قَالُوا : فَمَقْصُودُنَا بِهَذِهِ التَّمَاثِيلِ تَذَكُّرُ أَصْحَابِهَا وَسِيَرِهِمْ وَنَحْنُ نُخَاطِبُ هَذِهِ التَّمَاثِيلَ وَمَقْصُودُنَا خِطَابُ أَصْحَابِهَا لِيَشْفَعُوا لَنَا إلَى اللَّهِ . فَيَقُولُ أَحَدُهُمْ : يَا سَيِّدِي فُلَانٌ أَوْ يَا سَيِّدِي جرجس أَوْ بِطَرْسِ أَوْ يَا سِتِّي الْحَنُونَةُ مَرْيَمُ أَوْ يَا سَيِّدِي الْخَلِيلُ أَوْ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ اشْفَعْ لِي إلَى رَبِّك . وَقَدْ يُخَاطِبُونَ الْمَيِّتَ عِنْدَ قَبْرِهِ : سَلْ لِي رَبَّك . أَوْ يُخَاطِبُونَ الْحَيَّ وَهُوَ غَائِبٌ كَمَا يُخَاطِبُونَهُ لَوْ كَانَ حَاضِرًا حَيًّا وَيُنْشِدُونَ قَصَائِدَ يَقُولُ أَحَدُهُمْ فِيهَا : يَا سَيِّدِي فُلَانٌ أَنَا فِي حَسَبِك أَنَا فِي جِوَارِك اشْفَعْ لِي إلَى اللَّهِ سَلْ اللَّهَ لَنَا أَنْ يَنْصُرَنَا عَلَى عَدُوِّنَا سَلْ اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ عَنَّا هَذِهِ الشِّدَّةَ أَشْكُو إلَيْك كَذَا وَكَذَا فَسَلْ اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ هَذِهِ الْكُرْبَةَ . أَوْ يَقُولُ أَحَدُهُمْ : سَلْ اللَّهَ أَنْ يَغْفِرَ لِي . وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَأَوَّلُ قَوْله تَعَالَى { وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } وَيَقُولُونَ : إذَا طَلَبْنَا مِنْهُ الِاسْتِغْفَارَ بَعْدَ مَوْتِهِ كُنَّا بِمَنْزِلَةِ الَّذِينَ طَلَبُوا الِاسْتِغْفَارَ مِنْ الصَّحَابَةِ وَيُخَالِفُونَ بِذَلِكَ إجْمَاعَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَسَائِرَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ لَمْ يَطْلُبْ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَوْتِهِ أَنْ يَشْفَعَ لَهُ وَلَا سَأَلَهُ شَيْئًا وَلَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي كُتُبِهِمْ وَإِنَّمَا ذَكَرَ ذَلِكَ مَنْ ذَكَرَهُ مِنْ مُتَأَخِّرِي الْفُقَهَاءِ وَحَكَوْا حِكَايَةً مَكْذُوبَةً عَلَى مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَيَأْتِي ذِكْرُهَا وَبَسْطُ الْكَلَامِ عَلَيْهَا إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى . فَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ مِنْ خِطَابِ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاء ِ وَالصَّالِحِينَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ عِنْدَ قُبُورِهِمْ وَفِي مَغِيبِهِمْ وَخِطَابِ تَمَاثِيلِهِمْ هُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ الشِّرْكِ الْمَوْجُودِ فِي الْمُشْرِكِينَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَفِي مُبْتَدِعَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُسْلِمِين َ الَّذِينَ أَحْدَثُوا مِنْ الشِّرْكِ وَالْعِبَادَاتِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ تَعَالَى . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } .
مجموع الفتاوى ( 1 / 158 ـ 160 ) من الشاملة .
وفيه تصريح ابن تيمية بأن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك بلا خلاف . والله تعالى أعلم .
محرز الباجي
2011-11-25, 08:17 PM
الإشكال في هذه الصيغة من الدعاء هل ترتقي أن تكون من الشرك الأكبر أم أنها لا تعدو أن تكون شركا أصغر أو ذريعة للشرك هذا هو الأقرب أولا لوجود خلاف في سماع الأموات في بعض المواطن ثانيا لخصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في سماعه أكثر مما يسمع غيره مثل رد الروح له لرد السلام ولكمال حياته البرزخية فهذه الموانع تجعل من وقع منه هذا الفعل مبتدعا أو سالك طرق أهل الشرك والشبهات أما أن يكون هذا شركا أكبر فهذا بعيد والله أعلم
محمد بن عيد الشعباني
2011-11-25, 08:24 PM
الإشكال في هذه الصيغة من الدعاء هل ترتقي أن تكون من الشرك الأكبر أم أنها لا تعدو أن تكون شركا أصغر
إجمالا هي شرك , وتفصيلا قد تكون شركا أكبر وقد تكون شركا أصغر على حسب اعتقاد المستشفع فيمن يستشفع به.
أو ذريعة للشرك هذا هو الأقرب أولا لوجود خلاف في سماع الأموات في بعض المواطن ثانيا لخصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في سماعه أكثر مما يسمع غيره مثل رد الروح له لرد السلام ولكمال حياته البرزخية فهذه الموانع تجعل من وقع منه هذا الفعل مبتدعا أو سالك طرق أهل الشرك والشبهات أما
هذه الموانع غير معتبرة في الحكم على الفعل بأنه شرك , ولكن ليس كل من وقع في الشرك يكون مشركا بعينه , إذ لابد من تحقق الشروط وانتفاء الموانع كما هو منهج أهل السنة والجماعة جعلنا الله وإياكم منهم وحشرنا وإياكم في زمرتهم .
أبو الفداء
2011-11-25, 10:57 PM
واقع الأمر أن هذه القضية تعد من أدق مسائل هذا الباب (باب الشرك) في علم التوحيد. وقد وقع فيها اختلاف بين أهل العلم لصعوبة تحرير مناط الشرك في فعل الاستشفاع بالموتى، تحريرا يسلم من الإيرادات والاعتراضات. فالقاعدة أن كل ما لا يصح أن يصرف إلا لله تعالى من الأعمال، من صرفه لغيره فقد أشرك. هذه القاعدة لا غبار عليها، وهي مطردة في كل ما أجمع أهل العلم على أنه شرك أكبر مخرج من الملة بلا نزاع. ولكن تظهر الحاجة إلى مزيد من التحرير في مناط وصف الفعل بأنه (مما لا يصح أن يصرف إلا لله تعالى) كما أطلقناه في القاعدة، عندما يظهر اختلاف العلماء في عدّ بعض الأفعال من الشرك الأكبر، فيدخلها بعضهم فيه ويخرجها بعضهم منه. وهنا تزل أقدام من لم ترسخ قدمه في ذلك العلم، ويقع كثير من أهل الفضل على علو شأنهم في الالتباس والخلط. (1)
فإذا نظرنا إلى مسألة الاستشفاع بالموتى وطلب الدعاء منهم، وجدنا محل الإشكال متمثلا في تحرير مناط وصفنا لذلك الفعل بأنه مما لا يصح أن صرف إلا لله تعالى. والحق أن كثيرا من التحريرات التي كتبها بعض أهل العلم لذلك المناط لا تخلو من اعتراضات وإشكالات. فمن مذاهب العلماء في تحرير المناط هنا قولهم:
/// أن المناط = مجرد الموت.
وهذا مناط مشكل للغاية، فلا دليل على أن الموت وحده (مع إثبات السماع عند من يثبته) يحيل طلب الدعاء من الميت مع اعتقاد سماعه للطلب، من التوسل المشروع بدعاء الصالحين إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة! فما دمت أعتقد أن من أخاطبه يسمعني، وما دمت أعتقد أن ما أطلبه منه ليس مما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، بل هو مما لا يصح أن يطلب من الله تعالى أصلا، إذ المطلوب من المخلوق هو التوجه إلى الله بالدعاء وليس إجابة الدعاء نفسه، فلا يصح أن يقال على هذا التقدير إن ما أصنعه يعد من صرف ما لا يصح صرفه إلا لله، لغير الله تعالى.
/// أن الميت لا يسمع.
وهذا المناط مشكل أيضا، لأن من يرى سماع الموتى لا يلتزمه ولا يمكن إلزامه به. ولأن العقل يحيل أن يذهب إنسان إلى من لا يعتقد سماعه فيخاطبه بأي نوع من أنواع الخطاب، فضلا عن الطلب والرجاء. فهل يكون مشركا لمجرد أنه اعتقد سماع الميت لخطابه أيا ما كان ذلك الخطاب؟ الجواب لا! فرجع الأمر إذن إلى ضرورة النظر في المناط على التسليم بمذهب من يرون السماع لا من لا يرونه، وتخريج ذلك المناط على مضمون الخطاب لا على مطلق الخطاب. وقد يقال إن مجرد ثبوت عدم سماع الموتى يكفي لإثبات مناط الشرك، لأنه يجعل صورة التوجه إليهم بالطلب – أيا ما كان موضوع ذلك الطلب – كأنها رجاء النفع مما لا دليل (من النص أو من الحس في معرفة الأسباب المعتادة) على أنه ينفع، كمن يطلب من الصخرة أن تتحرك من تلقاء نفسها، مثلا، وهذا شرك. ولكن يجاب عن ذلك بأنه لا يلزم أن يكون من الشرك الأكبر، فإن هذه هي نفس علة المنع من اتخاذ التمائم – على سبيل المثال – وهذا أجمعت الأمة على أنه من الشرك الأصغر (ما لم يصب في القلب اعتقادا يحيله إلى الشرك الأكبر).
ويُستدل هنا بقوله تعالى: ((إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير)). ولكنه لا يتحصل منه المطلوب في مسألتنا، ألا وهو تقرير أن علة كون الاستشفاع شركا: أن الموتى لا يسمعون. ووجه ذلك أن الله تعالى يقول ((ولو سمعوا ما استجابوا))، فلو كانت علة كونه شركا قاصرة على عدم السماع، ما كانت ثمة حاجة لذكر هذا الافتراض ورده بقوله ((ما استجابوا))، فلزم أن تكون العلة أعمّ من هذا، مع كونها تدور حول حدود قدرة المخلوق، لاشتراك معنى "عدم السماع" ومعنى "عدم الإجابة على افتراض السماع" فيها، كما يُفهم من الآية. فالواقع أن العلة المطلوبة ينبغي أن تكون مطردة سواء أثبتنا السماع أم لم نثبته.
/// أن طلب الشفاعة أو الدعاء من الميت هو في نفسه دعاء. فيكون المناط هو كل ما صح أن يقال له "دعاء".
وهذا ترد عليه إشكالات كذلك، مرجعها إلى تعريف "الدعاء" عندهم. فالدعاء في اللغة: النداء، ومن ثمّ فلا يمكن تعليق علة الشرك بالدعاء على المعنى اللغوي، وإلا كان كل نداء لغير الله شركا، وهذا باطل. فبقي المعنى الاصطلاحي الشرعي. فمن قال إن طلب الدعاء من الميت = دعاء، ومن ثم فهو صرف للعبادة إلى غير الله، فقد استدل بمحل النزاع، فالمسألة المتنازع عليها الآن هي: هل يصح تسمية هذا الفعل بأنه دعاء على الاصطلاح الشرعي أم لا؟ فإذا كان المراد بالدعاء على الاصطلاح الشرعي: التوجه بالنداء والخطاب التعبدي للمخاطب، كما في الحديث "الدعاء هو العبادة"، كان محل النزاع في إثبات انطباق هذا الوصف على الفعل الذي بين أيدينا. فإنه إن انطبق، ثبت أنه صرف للعبادة إلى غير الله وتحقق مناط الشرك، وإن لا فلا. ولكن من الواضح أن من يذهب لمخلوق يسأله أن يدعو له أو يشفع له، سواء كان حيا أو ميتا، فهو خارج من وصف فعله ذاك بأنه توجه بالنداء والخطاب التعبدي إليه، وإلا كان التوسل بدعاء الصالحين من الأحياء عبادة لهم ولا قائل بهذا، فليس هو بدعاء من هذا الوجه.
وقد يقال إننا لو قلنا إن الدعاء في الاصطلاح الشرعي يراد به "النداء التعبدي لمخاطب بالغيب" لكان أقرب لتحقيق المطلوب، فبذلك الحدّ نمنع دخول المخاطبين الحاضرين أو الذين يرجى سماعهم بالأسباب المعتادة، ويتعلق المعنى التعبدي في الدعاء باعتقاد مجاوزة الأسباب في سماع المخاطب بالدعاء في الغيب. ولكن يشكل عليه أن من يعبد مخلوقا حاضرا شاهدا أمامه، فإنه يكون دعاؤه إياه عبادة له كدعاء الغائب ولا فرق. فكان الصواب أن يقال إن الدعاء على الاصطلاح الشرعي، هو كل نداء أو خطاب يُصرف على سبيل التعبد، لحاضر كان أو غائب. وهو وصف يجمع ما سماه العلماء بدعاء العبادة ودعاء المسألة. وعليه يكون تحرير ما يوصف من الخطاب بأنه "دعاء" على المعنى الشرعي، منوطا بمضمون الخطاب نفسه لا بالنظر في حال المخاطب، هل هو حاضر أو غائب أو غير ذلك. وهذا – عند التأمل – هو عين ما توصلنا إلى اشتراطه في المناط المطلوب تحريره في المسألة! ذلك أن المناط الذي نرجو الوصول إليه، هو ما به يُعرف ما إذا كان الخطاب محل النظر عبادة أم لا، وهو نفسه ما به يعرف ما إذا كان صرف ذلك الخطاب إلى غير الله شركا أم لا.
فإذا تقرر لدينا ما تقدم، فأقول وبالله التوفيق إن المناط الذي أتصوره لمعرفة ما يصح وما لا يصح أن يُصرف إلا لله تعالى، هو أن يكون الفعل دالا على اعتقاد اشتراك المخلوق المصروفة إليه تلك الأعمال مع الرب جل وعلا في بعض خصائص الربوبية. فمتى أمكن تصور خلو النفس عن ذلك الاعتقاد حال صرف الفعل إلى المخلوق، لم يكن مما لا يصح صرفه إلا لله تعالى، ومن ثمّ لم يكن من الشرك الأكبر (وإن جاز أن يكون من الشرك الأصغر).
ولبيان تحقيق ذلك المناط، فباستبار حالات طلب الدعاء وما يوافقها من اعتقاد باطن في دائرة الإمكان العقلي، فإنها تنحصر في خمس حالات (إجمالا):
- رجل يطلب الدعاء والشفاعة من صالح حي، وهو يعتقد أنه لصلاحه قد يكون دعاؤه أرجى للإجابة عند الله تعالى من دعاء غيره.
- رجل يطلب الدعاء والشفاعة من صالح حي، وهو يعتقد أن ذلك الصالح واسطة قد جعلها الله بابا بينه وبين العباد، فلا يرد دعاء من يأتيه من طريقه.
- رجل يطلب الدعاء والشفاعة من صالح ميت، وهو يعتقد أن ذلك الصالح يسمعه إن وقف قريبا من قبره، وأما إن بعُد فلا.
- رجل يطلب الدعاء والشفاعة من صالح ميت، وهو يعتقد أن ذلك الصالح يسمعه في أي وقت وفي أي مكان وبأي لسان دعاه به.
- رجل يطلب الدعاء والشفاعة من صالح ميت، وهو يعتقد أن ذلك الصالح لا يسمعه وهو بعيد عن قبره، ولكن ثمة ملائكة توصل إليه الدعاء فيرفعه إلى الله تعالى.
فبتطبيق المناط الذي حررناه، تكون هذه الصور الخمسة شركا كلها إلا الصورة الأولى! وبيان ذلك كالتالي:
الصورتان الأولى والثانية، في التوجه بطلب الدعاء والشفاعة من الحي. والصورة الأولى لا شرك فيها، ولا تستلزم تنزيل بعض خصائص الربوبية على المخلوق، بخلاف الصورة الثانية التي حقيقتها إشراك المخلوق بالخالق في حق اختيار قبول الدعاء أو رده، وجعل الطريق إلى قبول الخالق موقوفا على رضى ذلك المخلوق. فدل ذلك على أن سؤال الدعاء والشفاعة من الحي لا يكون شركا إلا باعتقاد مخصوص، وعليه فمجرد الفعل نفسه لا يوصف بأنه من الشرك.
أما الصور الثلاث الأخيرة، في التوجه بطلب الدعاء والشفاعة إلى الميت، فلا يتصور العقل خلوها من معتقد تنزل فيه بعض صفات الخالق على المخلوق المخاطب
بالطلب، وهو ما يعني تحقق كونه من دعاء العبادة لا محالة.
فأما الصورة الرابعة، فوجه تنزيل بعض صفات الربوبية على المخاطب فيها واضح لا يخفى، أيا ما كان موضوع الخطاب، وهو اعتقاد القدرة على السماع لدى المخاطب دون تقيد بجنس الأسباب التي يتقيد بها المخلوقون، يسمع كل أحد في كل وقت وفي كل مكان وبأي لسان ويسمع اثنين في آن، وثلاثة وأكثر، ويجيب الجميع فلا يعجز! وهذا الاعتقاد ذريعة – مع كونه شركا في نفسه – إلى المزيد من الشرك، فينقلب السائل إلى توجيه المسألة إلى المخلوق مباشرة، دون تكلف أن يطلب منه الشفاعة فيها عند الله تعالى. ولهذا كانت هذه الصورة باب الشرك، بل هي عين الشرك الذي غرق فيه النصارى وغيرهم من أهل الملل، يتخذون المخلوقين وسطاء فيما بينهم وبين الله فيكون أول الأمر عندهم ألا يبقى لديهم رجاء في إجابة الدعاء عند الله إلا من طريق هؤلاء، ثم ينتهي الأمر بجعلهم متمتعين بصفات الربوبية التي تسوغ للسائل التوجه بالمسألة إليهم مباشرة من دون الله.
وأما الصورة الخامسة فلا فرق بينها وبين الرابعة على التحقيق، لأن اعتقاد أن الله تعالى قد خصص لمخلوق من المخلوقات ملائكة تنقل إليه استشفاع الناس به، وطلبهم الدعاء منه، يلزم منه اتخاذ الله تعالى وسطاء فيما بينه وبين العباد واحتياجه إلى ذلك (سبحانه وتعالى علوا كبيرا)، فهذا هو معنى الوساطة على التحقيق، أن يناط بذلك المخلوق المخصوص أن يكون واسطة، وتكون الملائكة واسطة بينه وبين العباد، حتى يرفع الدعاء إليه من طريق تلك الواسطة، فتكون قنطرة الوصول، وتكون شرطا للإجابة عنده، وإلا ما كان ثمة وجه لتخصيص ملائكة لخدمة ذلك الوسيط فيما يزعمون أن الله قد جعله له من أمر الشفاعة، وهو سبحانه يسمع السر وأخفى! هذا الترتيب الخبيث شرك في نفسه، ويفضي إلى عين ما تفضي إليه الصورة الرابعة.
وأما الصورة الثالثة (وهي أشكل الصور على الإطلاق فيما أرى، وللخلاف فيها مساغ ومتسع رضينا أم أبينا، ولهذا أرجأتها للخاتمة)، فهي اعتقاد من يقف بحضرة قبر الميت أن الميت يسمع صوته، فيرى أن مخاطبته إياه كمخاطبة الحي الشاهد الحاضر سواء بسواء، فهي عنده كمخاطبته بالسلام الذي دل النص على مشروعيته عند الزيارة، فهو يرجو منه السماع والإجابة، وكذلك الشأن في طلب الدعاء. ولكن الواقع أن مخاطبة الميت بالطلب والسؤال حتى وإن كانت في حضرة قبره، وحتى وإن كان يسمعها، لا تخلو من خضوع وتذلل وانكسار وتعظيم ومهابة وأعمال قلبية تنصرف لكائن مغيب مع كونها من جنس لا يُصرف إلا لله تعالى. مع كون اعتقاد أفضلية التوجه إلى ذلك الكائن المغيب بالدعاء، على التوجه به إلى الله مباشرة، مفضيا إلى إشراكه بالله تعالى لا محالة، من جهة إيجاب الإجابة على الله، وانشغال القلب برجاء قبول وإجابة ذلك الكائن المغيب لطلب السائل ليأتي في محل رجاء قبول الله تعالى لطلبهما جميعا. فإن الحس يشهد بأن طلب الإنسان من حاضر حي يراه ويرى وجهه ويسمع صوته، أن يدعو له وأن يشفع له عند الله تعالى، ينتهي بأن يجيبه هذا الحاضر بقبول طلبه أو برده! أما عندما يكون المخاطب غائبا، فحتى وإن كان السائل يعتقد سماعه إلا أنه لا يرى هل قبل منه طلبه أم لا، فيظل قلبه منشغلا بهذا الأمر، يجود ويحسن من الخضوع والتذلل والتزلف حتى يجاب إلى ذلك، ويظل لا يدري هل أجيب أم لا (وإنما يرجو ذلك)، كما هو الشأن في سؤال الله سواء بسواء، ويزداد ذلك الأمر عظما في قلب السائل كلما ازدادت منزلة المخاطب بذلك الاستشفاع عنده! ومن هنا نقول إن الشرك الأكبر واقع في قلب هذا السائل لا محالة، وانقلاب الأمر إلى عبادة المستشفع به من دون الله واقع لا محالة، حتى وإن كان السائل يقف في حضرة القبر.
وعليه يتحقق لنا أن جميع صور طلب الشفاعة والدعاء من الأموات هي من دعاء غير الله (يصح فيها وصف الدعاء التعبدي أيا ما كانت صورة الطلب)، وهي من الشرك الأكبر، والله أعلى وأعلم.
-----------------
(1) ولا يعني هذا أن كلام أحدهم وهو جازم بمعرفة الحق في المسألة، يرفع الخلاف من الأمة أو يحيله إلى خلاف غير سائغ، فإن ضابط الخلاف السائغ أن يتوافر أهل الاجتهاد والنظر في الشريعة المعتبر بخلافهم، على كل من القولين – أو أكثر – المختلفين في المسألة، دون أن يكون قد ثبت في المسألة إجماع عن الصحابة والسلف الأول رضي الله عنهم. فمن الخلاف ما هو سائغ إجماعا، ومنه ما هو غير سائغ إجماعا، ومنه ما تختلف الأفهام في تسويغه كما اختلفت الأنظار في موضوعه نفسه، فالمجتهدون يتفاوتون في مقدار ما يتحقق لدى كل منهم من يقين بمعرفة حكم الله تعالى من مجموع الأدلة التي اجتمعت لديه، فيقرب إلى ذهنه ما يبعد عن ذهن غيره، ويستساغ لديه ما لا يستساغ لدى غيره والعكس. وهذه الجزئية من دقائق فقه الخلاف التي تمس إليها الحاجة في زماننا هذا كما لم يكن من قبل، والله المستعان.
والإجماع منعقد على أي حال على أن طلب الشفاعة والدعاء من الميت بدعة ضلالة، ولكن اختلفوا هل هو من الشرك الأكبر أم لا؟
محرز الباجي
2011-11-26, 12:20 AM
الموضوع يتعلق بطلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه و سلم في حال موته وليس من أحد من عموم الناس يرجى تصور الموضوع بهذه الخاصية فالشفاعة ثابتة للنبي ثانيا ثبوت سمع النبي ما لا يسمعه غيره ونظره في أعمال أمته وإن كانت كثير من الآثار ضعيفة ثالثا من يطلب الشفاعة يطلبها من محلها إلى الله عز وجل المفصل هو أن هذا الفعل بدعة ضلالة ودخول في مسالك أهل الشرك و الشبهات أما أن يكون شركا أكبر فهذا أمر دقيق ينظر في ما وقر في قلب الداعي وتصوره للمسألة وأخيرا شكري الموصول للأخ أبا الفداء على تحريراته الماتعة والدقيقة وإن خالفته في النتائج والنهايات
إذن مادام الأمر مترددا بين كونه شركا أو بدعة فالواجب تركه والأحرى بالمسلم أن يبتعد عن مواطن الشبهات استبراءا لدينه
أثاب الله من سأل ومن أجاب فأفاد
أبو الفداء
2011-11-26, 07:39 AM
جزاكم الله خيرا أخي (محرز). ما تفضلتَ به من تفريق لا تأثير له على الحكم، بناء على المناط الذي استخرجناه، بارك الله فيك. بل لو تأملت لوجدتَ أن عظم شأن النبي عليه السلام في نفوس المسلمين يزيد من تحقق المناط، كما حررته آنفا، والله المستعان.
علما بأن حديث عرض الأعمال لا يصح بوجه من الوجوه، ولا يصح أن نتخذ من جملة ما ورد في سماعه بعد موته (صحيحه وضعيفه) مستندا لتسويغ ما يجري من "دعاء" الناس له بالغيب واعتقاد أنه يسمع ويجيب! فإن السماع الوارد في حقه عليه السلام، سماع مقيد لا مطلق (كما هو الشأن في سماع عامة الأموات)، لأنه على خلاف الأصل، فمن فتح القيد وأطلق الأمر فهو المطالب بالدليل الشرعي.
عماد بن طاهر
2011-11-26, 10:34 PM
ولكن الواقع أن مخاطبة الميت بالطلب والسؤال حتى وإن كانت في حضرة قبره، وحتى وإن كان يسمعها، لا تخلو من خضوع وتذلل وانكسار وتعظيم ومهابة وأعمال قلبية تنصرف لكائن مغيب مع كونها من جنس لا يُصرف إلا لله تعالى
أخي أبو الفداء لو كان طلب الشفاعة من النبي لا يخلو من صرف كل هذه الأعمال القلبية له فيلزم من هذا أن طلب هذه الشفاعة يوم القيامة يكون شركا أيضا فالناس يوم القيامة أشد حاجة للنجاة
ولزم منه أيضا أن الرجل الذي يطلب الدعاء والشفاعة من صالح حي (الحالة الأولى) يكون أشرك أو عرضة أن يقع في الشرك فلماذا أثبتت أعمال القلوب للميت ولم تثبتها للحي
ولا يخفى أن هذا غير صحيح فبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم.
إنما الأصوب أن نقول:
أن الشفاعة ليست مقصد في ذاتها مثل الرزق و الشفاء و النصر الخ بل هي دعاء إلى الله من المُشَفَّع في حق المُشفع فيه مثلها مثل دعاء الحي لأخيه
فلا فرق بين طلب الشفاعة من النبي في الدنيا و طلب الشفاعة منه يوم القيامة إلا مسألة الحياة و الموت و التي اتفقنا أنها ليست هي في ذاتها مناط الحكم على الفعل في كونه شركا بل لأن الطلب من الحي يكون في الأسباب فقط و يبقى الدعاء لله و تعلق أعمال القلب به في تحقيق الغايات كطلب الكشف و وصف الدواء من الطبيب (السبب) و طلب الشفاء (المقصد) من الله و كطلب العمل في مؤسسة (السبب) و طلب الرزق (المقصد) من الله
أما إذا مات العبد فلا معنى لطلب سبب من الأسباب منه لأنه انقطعت عنه أسباب الدنيا فلا يتصور أن شخصا يطلب من ميت أن يكشف عليه أو يبني له بيتا فلا يبقى إلا المقاصد فإذا طلب مقصدا من ميت أشرك
أما الشفاعة فهي سبب ثابت شرعا
فعلى هذا يكون طلب الشفاعة من النبي ليس عبادة له
و الله أعلم
أبو الفداء
2011-11-27, 02:29 AM
/// الشفاعة الثابتة شرعا، إنما هي في الآخرة، فليس لها تأثير على تصورنا لمناط المسألة، بارك الله فيك.
/// ولم نقل إن مطلق طلب الشفاعة من مخلوق أو طلب الدعاء منه = شرك.
/// طلب الدعاء من الميت له أكثر من صورة، قد ذكرتها في مشاركتي الآنفة، لكل منها تخريجه، فلا يستوي الحكم على تلك الصور جميعا، بناء على المناط الذي تقدم تحريره.
أخي أبو الفداء لو كان طلب الشفاعة من النبي لا يخلو من صرف كل هذه الأعمال القلبية له فيلزم من هذا أن طلب هذه الشفاعة يوم القيامة يكون شركا أيضا فالناس يوم القيامة أشد حاجة للنجاة
ولزم منه أيضا أن الرجل الذي يطلب الدعاء والشفاعة من صالح حي (الحالة الأولى) يكون أشرك أو عرضة أن يقع في الشرك فلماذا أثبتت أعمال القلوب للميت ولم تثبتها للحي/// اللازم الأول لا يصح، لأن عامل التغييب بالموت لن يكون متحققا يومها، وإنما يكون الخطاب وجها لوجه، وهذا فرق مؤثر فيما أرى، بالنظر إلى المناط الذي تقدم تحرير في آخر فقرة من المبحث.
/// اللازم الثاني لا يصح كذلك، لنفس السبب.
أن الشفاعة ليست مقصد في ذاتها مثل الرزق و الشفاء و النصر الخ بل هي دعاء إلى الله من المُشَفَّع في حق المُشفع فيه مثلها مثل دعاء الحي لأخيه/// لم نختلف في هذا.
فلا فرق بين طلب الشفاعة من النبي في الدنيا و طلب الشفاعة منه يوم القيامة إلا مسألة الحياة و الموت و التي اتفقنا أنها ليست هي في ذاتها مناط الحكم على الفعل في كونه شركا/// تقدم أن الموت ليس مناطا في نفسه، وإنما ما ينشأ عنه ويتعلق به في نفس المستشفع.
وقد أقررت للمخالف بأن مذهبه قوي في صورة واحدة فقط من صور طلب الدعاء من الميت، ألا وهي طلبه عند القبر، لقوة الشبهة في مسألة السماع، ولكني ما زلت أميل إلى أن الطلب من الميت الغائب (لا سيما إن كان ذا منزلة رفيعة عند الطالب) يستلزم أعمالا في القلوب تصيره إلى دعاء العبادة، وشرك النصارى خير شاهد على ذلك، والله أعلم.
عماد بن طاهر
2011-11-27, 03:58 AM
أحسن الله إليك أخي أبو الفداء
ردي كان مبنيا على المناط الذي بنيت عليه الحكم في أنه شرك وهو حسب فهمي:
انصراف أعمال قلبية من خضوع وتذلل وانكسار وتعظيم ومهابة لغير الله (حاضرا أم غائبا)
لكن يبدو أنه لم يصلني مقصدك جيدا فأنت تقول أن المناط هو:
انصراف أعمال قلبية من خضوع وتذلل وانكسار وتعظيم ومهابة لكائن غائب
إذن هناك فرق عندك بين الحاضر و الغائب في مناط الحكم و لا أظن أن هذا له اعتبار لأن هذه الأعمال القلبية لا يجوز صرفها بإطلاق لغير الله سواء لحاضر أو غائب
لكن لقولك وجه قوي أيضا وهو أن القدرة في حالة الحاضر محدودة بما يناسب الاسباب الكونية التي يأخذ بها فالحاضر لا يسمع إلا شخص أو عدد قليل من الأشخاص في وقت واحد و يتكلم لغة أو اثنين
أما في حالة الغائب فقد يناديه آلاف الأشخاص في وقت واحد كل شخص من مكانه و بلغته وهذا فيه اعتقاد قدرة سماع و إدراك في المنادى الغائب تفوق قدرة أي بشر أو مخلوق في ذلك و بالتالي يكون هذا شركا
فيكون المناط هو: اعتقاد القدرة المطلقة في السمع
لكن يرد هنا إشكالا و هو حديث:
"ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام"
رواه أحمد و أبو داود
قال ابن حجر: رواته ثقات
و صححه النووي
و صححه الألباني
فما يقال في السلام - بأي توجيه توجه به الحديث - يقال في طلب الشفاعة
إلا إذا ثبت ضعف الحديث
ولا يُفهم من هذا النقاش أننا نبحث هل نقول ذلك أو لا نقول فلن يخرج عن كونه بدعة لا تجوز
لكن البحث هو في الحكم على قائل هذا نحكم له بالاسلام أم بالشرك و ينبني على هذا الحكم المعاملات الظاهرة في الدنيا
و قد يقال أنها تخرج عن كونها شركا إذا كان طالب الشفاعة بقرب قبر النبي ولا يجزم بسماعه له
و الله أعلم
أبو الفداء
2011-11-27, 09:09 AM
المناط، بارك الله فيك، وأرجو أن أحرره تحريرا أوضح هذه المرة: هو اجتماع تلك الأعمال القلبية المرتبطة بتنزيل بعض خصائص الربوبية على المسؤول سواء كان حيا أو ميتا. هذه الخصائص تستتبع انتهاء الغاية في نفس السائل في طلب الرضى والقبول، عند المسؤول المتوجه إليه بالطلب حال بذل ذلك الطلب. وهذه من أخص خصائص الربوبية: أن الله متفرد بالحق في أن يكون هو الغاية في طلب الرضا والقبول بالغيب، لا شريك له في ذلك. فكل سؤال يوجه إلى مخلوق، أمكن تصور خلو نفس السائل فيه من تلك الأمور، فليس بشرك، وليس من دعاء غير الله.
والذي أراه أن غيبة الموت يلزم منها تحقق تلك الأمور أيا ما كانت صورة الطلب من الميت (على تفاوت في مقدارها باختلاف تلك الصور).
فعندما سبرنا الصور الممكنة في مسألتنا وقسمناها إلى أقسام، خرجت لنا ثلاث صور، منها صورتان نجزم بأن تلك الأمور واقعة في قلب فاعلهما لا محالة، لأنها - كما ذكرتَ - ملازمة لاعتقاد أن ذلك الميت يسمع كل أحد في كل مكان وفي كل وقت، وهذا شرك بين أرجو أننا لا نختلف فيه.
أما الصورة الثالثة فهي محل النزاع، وهي طلب الدعاء عند القبر وفي حضرته.
فالذي أراه أنه وإن كانت دواعي اعتقاد الاشتراك مع الخالق في بعض صفات الربوبية في تلك الصورة أقل منها في الصورتين السابقتين، لقوة شبهة السماع عند القبر، إلا أنها متحققة كذلك، لكون الطالب يقف بإزاء القبر لا يرى ولا يدري شيئا من أمر المقبور فيه (بسبب تغييبه التام) إلا أنه يسمعه، فمع اعتقاده علو منزلة المسؤول عند الله، يتحقق المناط في نفسه ولابد، فتراه يبذل أعمال الدعاء التعبدي لذلك المقبور المغيب الذي لا يراه إذ يرجو - غاية الرجاء - قبوله أن يكون شفيعا له عند الله ولا يدري هل قبل أم لم يقبل. وكلما عظم شأن المقبور في نفسه، زاد حرصه على استرضائه بالغيب حتى يقبل أن يكون شفيعا! فكان التغييب بالموت سببا في تحقق المناط هنا حتى وإن كان موضوع المسألة عند ذلك السائل أن "يا فلان اطلب لي من الله كذا وكذا"، وليس أنه يقصد ذلك المسؤول بحاجته مباشرة. فتصبح صورة ذلك الطلب، وإن كان عند القبر: دعاء تعبديا محضا للميت المقبور أن يرفع إلى الله مسألة الداعي رجاء القبول، ويصبح شريكا لله تعالى عند السائل في كونه طريقا غيبيا مقصودا لإجابة المسألة، فتأمل هذا الأمر بارك الله فيك فإنه دقيق المأخذ.
بل أقول إن طلب الشفاعة من النبي عليه السلام في قبره، يتحقق فيه ذلك المناط كما لا يكون في غيره، لأن الداعي يجزم بأن النبي عليه السلام مجاب الدعاء عند الله تعالى (وهذا حق لا مرية فيه)، وأنه لا أحد من المخلوقين أعلى منزلة عند الله منه. فمع الجزم بأنه يسمع، لزم أن تتوجه غاية الرجاء والطمع في الرضا والقبول بالغيب إليه صلى الله عليه وسلم، وليس إلى الله تعالى، ولزم أن يعتقد في ذلك المخلوق أنه طريق مضمون لنيل المطالب والحاجات، لا يرد سائلا ولا يرفض طالبا، فيصبح شريكا لله تعالى في إرادة الإجابة، بل تصبح إرادة الله مرهونة بإرادته، لذا فهو صرف كلي للدعاء إلى المخلوق من دون الخالق، وعبادة محضة للنبي عليه السلام، والله أعلم.
ثم إنك ترى السائل عند القبر لا يرفع صوته بالطلب إلى الميت المقبور رجاء إسماعه، وإنما يجري الأمر عنده جريان الدعاء السري سواء بسواء، لماذا؟ لأن غيبة الموت لا ندري لقدرة الميت على السماع فيها حدا، ولا نعلم لها سببا معتادا كما نعلم لأسماع الأحياء (وإن كنا نثبت السبب الغيبي مع تفويض العلم به إلى الله)، وعالم الأرواح له أحوال لا سبيل لمعرفتها إلا بالنص. لهذا وجب الوقوف على ما ورد التنصيص عليه من السماع بلا زيادة. فإن قيل إن هذا يقع كذلك عند إلقاء السلام على الميت في قبره ولا فرق، إذ لا نجد تنصيصا على رفع الصوت به لإسماعهم أو أن الإسرار يكفي، قلنا هذا أمر جاءنا النص على أنهم يسمعونه، ولم يأتنا النص على كيفية أدائه إليهم حتى يتحقق الإسماع، أي لم يأت الأمر مقيدا بصورة معينة، ونحن نقول إنه لا يتحقق منه مناط الشرك عند فاعله، حتى مع كونه سريا، فإنه لا تداخله معاني التعبد كما يكون الحال عند الطلب.
والحاصل من ذلك أنه حتى مع اعتقاد سماع الميت لطلب الشفاعة، فإن التغييب المطلق لروحه التي نعتقد سماعها، يفتح الباب لتحرك أعمال التعبد في قلوب الطالبين لذلك المغيب، كما يكون لله تعالى، والله أعلم.
لكن يرد هنا إشكالا و هو حديث:
"ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام"
رواه أحمد و أبو داود
قال ابن حجر: رواته ثقات
و صححه النووي
و صححه الألباني
فما يقال في السلام - بأي توجيه توجه به الحديث - يقال في طلب الشفاعة
بل لا تستوي المسألتان بارك الله فيك. نعم النص صحيح في أن الله تعالى قد خصص ملائكة تنقل إلى النبي عليه السلام سلام المسلمين عليه، وهذا أمر من محارات العقول ولا شك، ولكنه لا يستتبع إشراكا في نفوس من يعتقدونه في خصائص الربوبية، وأنت ترى بجلاء أن الفعل المرتبط بذلك الاعتقاد لديهم لا يقاس على طلب الشفاعة والدعاء وما يرتبط به من تذلل وخشوع وأمور قلبية يتحقق بها معنى "التعبد"، وتكون بابا لاعتقاد الوساطة بين الله وخلقه وإيجاب القبول على الله من طريق النبي عليه السلام، إلى آخر تلك الأشياء.
أم أويس وفردوس
2011-11-27, 10:28 AM
بارك الله فيكم الله لايحرمكم الأجر..
الاثر
2011-11-27, 01:03 PM
بسم الله، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه
وبعد ..
فالمسألة الأولي وهي :
طلب الدعاء من الغائب ميتا أو حيا .
الثانية : طلب الدعاء من الميت عند قبره .
فأما المسألة الأولى : وهي طلب الدعاء من الغائب فهي أم لعدة عظائم من الشرك الأكبر ، ويظهر ذلك من تصور هذه المسألة .
(( أن يطلب الداعي من الغائب ميتا كان أو حيا أن يدعو له ، كأن يكون رجل في وسط البحر في حالة غرق فينادي شيخه الحي وهو في بلد أخرى أو ينادي ميتا يعتقد ولايته قائلا : يا بدوي يا دسوقي يا حسين ادع الله لي أن ينجيني )).
فهذا كما ترى شرك أكبر بإجماع العلماء ، فيه من أمهات الشرك :
1- أن هذا الذي طلب الدعاء اعتقد أن الذي دعاه له سمع أحاط بأصوات العباد ، وإلا فكيف يدعوه وبينه وبينه آلاف الكيلو مترات ولا يعتقد أنه يسمع دعاءه؟
2- أن هذا الذي طلب الدعاء اعتقد أن الذي دعاه علم بحاله وأدرك أنه في حالة غرق حقيقي لا يدعي ذلك ، ولذلك يتوجه بالدعاء لله لنجاة هذا العبد .
3- ما يتبع ذلك من شرك الاعتقاد واعتقاد قدرة وتصرف من طلب منه الدعاء ، وهذا كله من انواع الشرك الأكبر .
4- كون العبد لا يلجأ إلى الله مباشرة ويطلب منه النجاة إلا عن طريق هذه الواسطة التي جعلها بينه وبين الله ، هذا الذي كان عليه أهل الجاهلية من إثبات الواسطة الشركية .
5- أن هذا العبد شبه الله بالملوك الجائرين في الدنيا الذين لا يقضون حاجة العباد وغن كانوا في ضيق شديد وكرب عظيم إلا مع الواسطة .
وكل هذه المعتقدات شرك اكبر مخرج من ملة الإسلام بإجماع علماء المسلمين.
قال فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله :
(( سؤال حي لميت وهو غائب عن قبره بأن يدعو الله له . وهذا النوع لا يختلف المسلمون بأنه شرك أكبر ، وأنه من جنس قول النصارى في مريم وابنها ـ عليهما السلام ـ بدعائهما وأنهما يعلمان ما يفعله العباد حسب زعم النصارى ))(1).
وقال العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله :
(( معلوم قول النصارى : يا والدة المسيح اشفعي لنا إلى الإله . نداء إذا جهر به المنادي ، ولا يخرجه ذلك عن كونه دعاء وعبادة بإجماع المسلمين ، ولو كان المطلوب مجرد شفاعتها فإباحة هذا النوع وجعله لا محذور فيه هو عين الجهل والضلال ))(2)
ثم قال : (( وقد تقدم أن قول النصارى : يا والدة المسيح اشفعي لنا عند الإله . شرك بإجماع المسلمين ))(3)
قلت : وهذا الحكم لا يمكن أن يخالف فيه أحد ممن يفهم العقيدة الإسلامية فهمًا سلفيًا صحيحًا .
قال الشيخ محمد بن إسماعيل الدهلوي ـ رحمه الله :
((فإنهم وإن لم يشركوا عن طريق طلب قضاء الحاجة فإنهم أشركوا عن طريق النداء فقد ظنوا أنهم يسمعون نداءهم عن بعد كما يسمعون نداءهم عن قرب))(4).
وبمثل هذا القول قال الشيخ بشير السهسواني الحنفي وغيره من محققي الحنفية كما نقل عنهم العلامة الدكتور شمس الدين السلفي الأفغاني في كتابه الماتع (( جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية )) .
قال العلامة ابن عبد الهادي رحمه الله :
(( وليس أحد من البشر بل ولا من الخلق يسمع أصوات العباد كلهم ، ومن قال هذا في بشر فقوله من جنس قول النصارى الذين يقولون : إن المسيح هو الله ، وأنه يعلم ما يفعله العباد ويسمع أصواتهم ويجيب دعاءهم ، قال تعالى : }كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ** [ المائدة : 72ــ 76 ] ))(5)
المسألة الثانية : طلب الدعاء من الميت عند قبره :
وصورة هذه المسألة شرك أكبر على الصحيح من أقوال أهل العلم وذلك لعدة أسباب :
1- أنه جعل هؤلاء الموتى وسائط بينه وبين الله رب العالمين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(( ومن أثبت للأنبياء ومن سواهم من مشايخ العلم والدين وسائط بين الله وبين خلقه كالحجاب الذين بين الملك ورعيته بحيث يكونون هم يرفعون الى الله حوائج خلقه وأن الله تعالى إنما يهدى عباده ويرزقهم بمعنى أن الخلق يسألونهم وهم يسألون الله كما أن الوسائط عند الملوك يسألون الملوك حوائج الناس لقربهم منهم والناس يسألونهم أدبًا منهم أن يباشروا سؤال الملك أو لأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك، ولأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك لكونهم أقرب من الملك إلى الطالب فمن أثبت وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل ... ))(6).
ثانيا : أنه جعل للميت بعض خصائص الربوبية مثل علم الغيب ؛ وذلك لأن من يذهب ليطلب الدعاء من الميت يعلم أن هذا الميت لا يستحق أن يطلب منه الدعاء إلا وهو يعلم اضطرار هذا العبد وحاجته واحتياجه ولذلك ذهب إليه ليطل منه الدعاء ولما كان الميت قد انتقل إلى دار الدنيا فيكون علمه بحال العبد من جنس علم الغيب ، فإثبات طالب الدعاء علم الغيب للميت شرك أكبر ، وإن لم يصرح بذلك ففعله يدل على ذلك ـ وكذلك من يذهب إلى قبور الصالحين يطلب منهم الدعاء يثبت لهم سمعًا فوق طاقة البشر ، وذلك لأنه على القول بأن الموتى يسمعون في قبورهم وهو قول ضعيف فقد (( ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في رده على البكري قاعدة مهمة في فحوى كلامه ، وهو أن الميت على القول بسماعه ، وسماع النبي صلى الله عليه وسلم بخصوصه فإنه لا يسمع بقوة هي أكبر من قوته في الدنيا ))(7)
وكما هو معلوم أن الحي لو كان تحت الأرض بهذه الصورة وبينه وبين من فوق الأرض هذه الحواجز من التراب والطوب والبناء وغير ذلك ،ما استطاع أبدًا أن يسمع كلامه فكيف به وهو ميت ؟ فمن أثبت للميت أنه يسمع طلبه من خلف هذه الحواجز فقد أثبت له ما لا يجوز لبشر ، واما على القول الصحيح وهو أن الموتى لا يسمعون في قبورهم فإن إثبات هذا السمع لهم بلا شك هو من جنس إثبات السمع المحيط بأصوات العباد وهو سمع رب العالمين .
ثالثًا : أن من طلب من الميت عند قبره الدعاء قد شبه الله بخلقه حيث شبهه عز وجل بملوك الدنيا الجائرين الذين لا يغيثون الملهوف إلا إذا كان معه من يشفع له عند الملك ، وهذا من الشرك الأكبر .
سئل فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ ـ حفظه الله :
(( من سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له وأن يطلب له المغفرة من الله بعد موته هل هذا شرك ؟
فأجاب :
الجواب نعم هو شرك أكبر ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدعى بعد موته ، فطلب الدعاء من الميت وطلب الدعاء بالإغاثة أو الاستسقاء ، يعني أن يدعو الله أن يغيث أو أن يدعو الله أن يغفر أن يدعو الله أن يعطي ونحو ذلك ، هذا كله داخل في لفظ الدعاء ، والله عز وجل قال :) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا( [ الجن : 18 ] والذي يقول : إن هذه الصورة وهي طلب الدعاء يخرج عن الطلب الذي به يكون الشرك شركًا . فإنه ينقض أصل التوحيد كله في هذا الباب ، فكل انواع الطلب ، طلب الجعاء ، يعني طلب الدعاء من الميت ، طلب المغفرة من الميت ، أو طلب الإعانة أو نحو ذلك كلها باب واحد هي طلب ، والطلب جعاء فداخلة في قوله تعالى :}وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ** [ المؤمنون : 117 ] وفي قوله : }وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ** [ فاطر : 13 ] ونحو ذلك من الآيات ، فالتفريق مضاد للدليل . ومن فهم من كلام بعض أئمتنا التفريق ، أو أن هذا ـ طلب الدعاء من الميت ـ أنه بدعة ، لا يعني أنه ليس بشرك ، بل بدعة شركية يعني ما كان اهل الجاهلية يفعلونه ، وإنما كانوا يتقربون ليدعوا لهم لكن أن يطلب من الميت هذا بدعة ما كانت اصلا موجودة لا عند الجاهلين ولا عند المسلمين فحدثت فهي بدعة ولا شك ، ولكنها بدعة شركية كفرية ، وهي معنى الشفاعة ، إيش معنى الشفاعة التي من طلبها من غير الله فقد أشرك ؟
الشفاعة طلب الدعاء ، طلب الدعاء من الميت هو الشفاعة ))(8).
وسئل إمام أهل السنة رحمه الله شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
: كثير من الطلبة يفهم من الشرك أنه طلب قضاء الحاجة من الأموات ، وأنه إذا طلب من الميت الشفاعة والدعاء ، يعني يدعو له ، فيقول هذا ليس من الشرك لكن يكون بدعة ؟
فأجاب رحمه الله :
(( هذا من الشرك الأكبر لا يستطيعون أن يدعوا له ولا يشفعوا له ، كلهم مرتهنون بأعمالهم ، والدعاء والشفاعة تكون في حياته ، ولهذا لما استسقى عمر بالصحابة لم يستسق بالنبي صلى الله عليه وسلم يشفع لهم إنما استسقوا بالعباس وبيزيد بن الأسود وبالدعاء ، ولو كان هذا شرعيًا لاستسقوا بالنبي وقالوا : ادع لنا يا رسول الله ))(9).
فسئل رحمه الله : صرح بعض الناس أن هذا قول ابن تيمية ؟
فأجاب : صرح ابن تيمية بأن هذا شرك أكبر(10).
قال شيخ الإسلام : (( وقد يخاطبون الميت عند قبره : سل لي ربك . أو يخاطبون الحي وهو غائب كما يخاطبونه لو كان حاضرًا حيا ، وينشدون قصائد يقول احدهم فيها : يا سيدي فلان أنا في حسبك ، أنا في جوارك ،اشفع لي إلى الله ، سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا ، سل الله أن يكشف عنا هذه الشدة ، أشكو إليك كذا وكذا فسل الله أن يكشف هذه الكربة . أو أن يقول أحدهم : سل الله أن يغفر لي ... فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفي مغيبهم وخطاب تماثيلهم هو من أعظم أنواع الشرك ... ))(11)
فتأمل رحمك الله في هذا الكلام الصريح من شيخ الإسلام تجده سوى بين طلب الدعاء من الغائب وطلب الدعاء من الميت عند قبره وطلب الشفاعة منه ، وجعل الثلاثة من أعظم أنواع الشرك ، وهذا هو قول شيخ الإسلام الواضح الذي لا لبس فيه ، وهو الذي فهمه أهل العلم كما صرح بذلك الشيخ ابن باز رحمه الله وقد نقلنا قوله .
وكذلك فضيلة الشيخ الدكتور شمس الدين السلفي الأفغاني ـ حفظه الله :
بعد قول : إن قول القبوري : يا فلان الولي ادع الله لي ، أو اشفع لي عند الله ، أو يكشف كربتي ، ويقضي حاجتي ، ويغفر حوبتي ن ومثل ذلك : هو إشراك صريح بل هو أم لعدة أنواع من الإشراك بالله العظيم .
قال : وأصل هذا التحقيق من كلام المجاهد المجتهد الهمام الإمام أبي العباس تقي الدين أحمد بن تيمية شيخ الإسلام ))(12)
وخلاصة القول :
أن طلب الدعاء من الغائب ومن الميت عند قبره شرك اكبر مخرج من ملة الإسلام ، والصورة الأولى شرك اكبر بالإجماع لم ينازع فيها أحد من أهل السنة ، وهي طلب الدعاء من الغائب ، والثانية حدث فيها خلاف (مابين مبدع ومكفر) ، والصحيح أنها شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام .
ـــــــــــــــ ـ
(1) تصحيح الدعاء ( ص 250 ) .
(2) مصباح الظلام ( ص 211)
(3) المصدر السابق ( ص 259 )
(4) رسالة التوحيد ( ص 67 ) .
(5) نقلا من مصباح الظلام ( ص 254 ) .
(6) مجموع الفتاوى ( 1/ 126 )
(7)نقلا من شرح الطحاوية (2/644) .
(8) شرح الطحاوية ( 2 / 1437 ) .
(9) شرح كشف الشبهات للشيخ ابن باز ( ص 52 ) .
(10) المصدر السابق ( ص 64 ) .
(11) مجموع الفتاوى ( 1/ 158 ) .
(12) جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية ( 3/ 1487_1488) .
منقول من كتاب لأحد طلبة العلم بتصرف يسير
تنبيهٌ :لماذا أطلق بعض العلماء أن طلب الدعاء من الأموات بدعة؟
قال الشيخ صالح آل الشيخ
لأن "المشركين لم يكونوا يطلبون من آلهتهم الدّعاء، لم يكونوا يطلبون من أوثانهم لتشفع ولكن كانوا يتقربون إليها لتشفع.
فإذن صورة طلب الشفاعة من الميّت محدثة.
ولهذا يُعَبِّر كثير من أهل العلم عن طلب الشفاعة من الأموات بأنها بدعة محدثة؛ لأنّها لم تكن فيما قبل الزمان الذي أُحدثت فيه تلك المحدثات في هذه الأمة.
فإذاً تعبير بعض أهل العلم عنها بأنها بدعة، لا يعني أنها ليست بشرك؛ لأنَّ البِدَعَ منها ما هو كفري شركي ومنها ما هو دون ذلك".شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.