المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصرانيــة علمتنــى ..!



أم هانئ
2011-09-26, 05:59 AM
نصرانيــة علمتنــى ..!
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :



قد تستغربون العنوان إلا إنه حق لا مرية فيه ، ولابد من مقدمة للقصة :



** تمر بنا في كل يوم أحداث كثيرة ، ولكننا لم نعتد التوقف عند ما يستحق منها التوقف ، ولا ننتبه لنعمة الله علينا عندما يتفضل بسوق مثل تلك المواقف إلينا ؛ لينبهنا بحكمته إلى أن هناك خللاً قد يكون جللاً في معتقدنا ...



ولكننا - وبكل أسف - قليلا ما ننتبه إلى الاستفادة من تلكم المواقف ....!



ومن المواقف التي حدثت معي ، ولم أنسها قط ، رغم بعد العهد بها : قول لنصرانية أطلقته ببساطة شديدة ، فإذا هو سهام صائبات ، أخذت بجماع نفسي ، وزلزلت عميق قلبي .... !!



* ولنبدأ من البداية :

أصيبت إحدى عيني صغيري في حادثة ، واستوجب علاجه إقامتي معه في المشفى القريب لعدة أيام ، وكنت وصغيري في مكان فيه العديد من المرضى ، إلى أن أتت إلى قسم العيون - ذات صباح - عجوز :

نصرانية متواضعة المظهر جدا جدا ، وكانت في رفقتها كنّة لها على نفس السمت المتواضع ، فلما رأيتهما وكانتا الوحيدتين غير المسلمتين استخففت - في نفسي - بأمرهما ؛ فأنت تقابل أحيانا أشخاصا هم فى نظرك لا يستحقون إلقاء نظرة ثانية عليهم ، ليس هذا من باب الكبر - حاشا لله - لا بل من باب : إنه ما من داعٍ يدعوك لتكرار النظر ؛ فكما سبق وأشرت إلى تواضعهما في المظهر والهيئة ؛ مما يدل على فقر شديد ، ومستوى علمي متدنٍ إضافةً إلى اختلاف الديانة - ولعله السبب الرئيس في نفور النفس منهما .


نعود لأحداث قصتنا :

كانت العجوز إضافة إلى مرض عينيها المتسبب في دخولها هذا القسم الطبي معنا عندها ضعف شديد جدا في سمعها ، فكلما أرادت أم فلان الكنّة من العجوز شيئا صرخت به تكرره لها ...!!



واستمر الحال فترة ؛ فقلت لها ؛ مشفقة على نفسي وعليها وعلى الجميع من الصراخ المتكرر :

لمَ لا تصنعون لها سماعة تجبر ذاك العجز أو ماشابه ؟!!



فنظرت إليّ بدهشة و قالت - طبعا أعني أم فلان الكنّة - :



قد رحمها الرب من خَطِيَّة تسمعها بأذنها ؛ فلـــــمَ نفعــــل ؟!!



- فسكتُّ ، ولم أُحر جوابا ؛ فقد ألقمتني حجرا ، لا لا
بل سددت سهاما أصابت أعماق قلبي !!!



يالله ! من أين لمثلها مثل تلك العقيدة ؟!!



وأخذت أتأمل عميق معاني كلماتها التي أخرجتها
من بين شفتيها ببساطة أدهشتني ، لا بل صعقتني !!



فكلماتها تعني :



إن كل أقدار الله خير ، حتى البلاء هو - بلا شك- عين الرحمة إذا تدبرنا فوائده ، ورزقنا الله بصيرة لمسنا بها بعض الحكم من تقديره علينا .


وكنت -بالطبع - أعلم تلك المعلومة كما تعلمونها جميعا بلا شك ، ولكن فرق بين العلم والتطبيق العملي .



وشردت مع كلماتها حتى كدت أبكي حسرة ؛ لأني لم أنتبه لما نبهتنى هي إليه بكل بساطة و بصورة عملية محضة ...!!



وحدثتُ نفسي آسفة : من أولى بهذا المعتقد ؟
هي مع شركها وبساطتها الشديدة ، أم أنــا ؟!



وهنا قلتُ لنفسي : أنــا ! وما أنــا ؟ !!



هي علمتني تطبيق المعتقد على مواقف الحياة ،
دون أن تدري : أن الله أهدى إليّ هدية عظيمة الفائدة على يديها.



والحق أني وعيت الدرس جيدا : فمازلت - من يومها -
أبحث في كل موقف أمر به عن تلكم الحكم اللطيفة فى خلق الله لأفعالنا وابتلائه لنـا..

فأستشعر بذلك واسع رحماته ، وجميل ألطافه ، في كل أقداره الكونية منها والشرعية .



* ومن باب : من صنع إليكم معروفا فكافؤه :

أدعو الله أن يهديها - بفضله - إلى الإسلام .





وأحمده تعالى ؛ على هديته إليّ أحوج ما أكون إليها ، وأنا أهديها لكم عسى الله أن ينفعكم بها .



نسأل الله تعالى : البصيرة فى الأمر ، والعزيمة على الرشد ؛ إنه بكل جميل كفيل ...

رضا الحملاوي
2011-09-26, 01:33 PM
والحكمة ضالة المؤمن ... أنى وجدها فهو أحق الناس بها

عبد الكريم بن عبد الرحمن
2011-09-26, 01:46 PM
النصارى يذكرون الخطايا بكثرة فعندهم أن الانسان خطاء و كل الدنيا مملوءة خطايا و لا يخلصهم من ذلك إلا صلب المسيح فلا أظن أن ما ذكرته الأخت يعتبر فائدة بل هو نابع من عقائدهم الفاسدة.

قال تعالى : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ.

فذم الكفار لعدم سماعهم لكلام الله فهذه العجوز لو كانت تسمع لربما من الله عليه بسماع كلام الله فتهتدي و الله أعلم

محمد النحراوي
2011-09-26, 02:30 PM
أرجو المعذرة ، ولا أريد قطع الخواطر ، ولكن هذه العبارة: "قد رحمها الرب من خَطِيَّة تسمعها بأذنها ؛ فلـــــمَ نفعــــل ؟!! " ، هي من تلبيس الشيطان ، وفيها مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه أمرنا بالتداوي ، فقد جاء في سنن الترمذي رحمه الله عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ ، قَالَ : قَالَتْ الْأَعْرَابُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَتَدَاوَى؟ قَالَ : " نَعَمْ يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، أَوْ قَالَ : دَوَاءً ، إِلَّا دَاءً وَاحِدًا، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُوَ؟ قَالَ : الْهَرَمُ " ، قَالَ أَبُو عِيسَى : وَفِي الْبَابِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي خُزَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. انتهى.

وقد كان يمكن الرد عليها بأن يُقال لها ، "إذا كانت قد امتنعت عن مداواة أذنها حتى لا تسمع بها الخطيئة ، فلم تداوي عينها وقد ترى بها الخطيئة كذلك؟"

نسأل الله تعالى أن يهديها سواء الصراط.

أمة الوهاب شميسة
2011-09-26, 04:36 PM
جزاك الله خيرا أختي الكريمة .
أما بعد :
إذا كان هناك حل للمشكلة ودواء للوجع والمفتاح لما أغلق أمامنا ، فلم لا نسعى إليه ؟
اعتقادها خاطئ جدا ، واعتقد أننا لو اعتقدنا بنفس الفكرة ، نكون قد تخطينا ( الأخد بالأسباب ) ، فالانسان عليه أن يسعى من أجل الشفاء أو غير ذلك فإن كانت النتائج عكس ما رغب فيه ، حينها فقط يقول ، إنها حكمة الله في منعي لتحقيق هذا الأمر ، فقد سعيت ولم يتحقق مرادي ، واخذت بكل الأسباب ، وهكذا ... ( والله حكيم في كل شيء سواء علمنا حكمته من وراء العطاء أو المنع أم لم نعلمها ) لأنه إن وقفنا أمام كل عثرة أو مصيبة أو مشكلة ونقول لا لتغيير شيء ... حينها ستتوقف الحياة !!! فلم وجد الطبيب ولم وجد المحامي ولم وجد المستشار وووووو ....وجواب أخي محمد مناسب جدا لذاك الموقف ... قد أكون فهمت القصة من منظوري : )) جزيت خيرا .

أمة القادر
2011-09-26, 07:46 PM
جزاك الله خيرا أختي أم هانئ
أظن أن قصد أختنا أم هانئ من القصة التنبيه على تدبّر حكمة الله في المنع و العطاء.

تعارف
2011-09-27, 03:38 AM
عفوا اختى ام هانىء لأول مرة اجدنى لا اوافقك رغم انى اهرع الى اى موضوع لك وقد هممت بالرد بعد قراءة الموضوع الا ان الفاضل النحراوى والفاضله امه الله شميسه سبقانى فيما نويت ان اكتبه
ولما لم تردى اختاه وتقولى ولماذا جئت لعلاج عينيك وذهاب نورهما فرصة ونعمه حتى لاترى الخطيه

اختى اطمع فى سعة صدرك فوالله انى احبك فى الله

أم هانئ
2011-09-28, 09:38 AM
والحكمة ضالة المؤمن ... أنى وجدها فهو أحق الناس بها


نعم ... وجزاكم الله خيرا على كريم المرور

أم هانئ
2011-09-28, 09:44 AM
النصارى يذكرون الخطايا بكثرة فعندهم أن الانسان خطاء و كل الدنيا مملوءة خطايا و لا يخلصهم من ذلك إلا صلب المسيح فلا أظن أن ما ذكرته الأخت يعتبر فائدة بل هو نابع من عقائدهم الفاسدة.

قال تعالى : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ.

فذم الكفار لعدم سماعهم لكلام الله فهذه العجوز لو كانت تسمع لربما من الله عليه بسماع كلام الله فتهتدي و الله أعلم

جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم

ربما كان كلام تلك النصرانية ليس بمفيد لها ، ولا هو نابع عن عقيدة حقة
إلا أنه أفادني من منظور معين ربما فصلناه في المشاركات التالية ...

ونعم ذم الله الكفار لإعراضهم عن السماع مع كونهم ذوي أسماع
لهم آذان عاملة إلا أنهم لا يسمعون بها ... والله يسمع من يشاء ويهدي
من يشاء .

أم هانئ
2011-09-28, 09:57 AM
أرجو المعذرة ، ولا أريد قطع الخواطر ، ولكن هذه العبارة: "قد رحمها الرب من خَطِيَّة تسمعها بأذنها ؛ فلـــــمَ نفعــــل ؟!! " ، هي من تلبيس الشيطان ، وفيها مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه أمرنا بالتداوي ، فقد جاء في سنن الترمذي رحمه الله عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ ، قَالَ : قَالَتْ الْأَعْرَابُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَتَدَاوَى؟ قَالَ : " نَعَمْ يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، أَوْ قَالَ : دَوَاءً ، إِلَّا دَاءً وَاحِدًا، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُوَ؟ قَالَ : الْهَرَمُ " ، قَالَ أَبُو عِيسَى : وَفِي الْبَابِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي خُزَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. انتهى.

وقد كان يمكن الرد عليها بأن يُقال لها ، "إذا كانت قد امتنعت عن مداواة أذنها حتى لا تسمع بها الخطيئة ، فلم تداوي عينها وقد ترى بها الخطيئة كذلك؟"


نسأل الله تعالى أن يهديها سواء الصراط.

آمين آمين آمين

جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم

ولأجيب عما تفضلتم به :

- أبدأ : بأن أقركم على صواب ما تفضلتم به...

- ثم أثني : بأن هذا - بفضل الله- لم يكن غائبا عني ...

- ثم أثلث: بأني قد أكون غير موفقة في الطرح والتبيين للمراد كما يجب ...

- ورابعا : نفصّل ما أُجمل فيما سبق :


لو أنكم قرأتم أو رجعتم لموضوع تأملات أم وفيه قصة أصابة إحدى عيني
صغيري بسبب مني وقول الطبيب لي : ( لا تنتظري برءًا لها في الغالب ... وإن كان فسيكون فبعد أمد طويل ...)
مما سبب لي كربا وهما و غما لا يعلمه إلا الله - والتفصيل تجدونه في تلك المشاركة في موضوع تأملات أم -

ما يعنينا أن تلك الكلمة من تلك النصرانية في ذلك التوقيت بالذات
كانت لي هدية أحوج ما أكون إليها وتأملوا - فضلا- ما قلته تعقيبا على كلماتها :




فكلماتها تعني :



إن كل أقدار الله خير ، حتى البلاء هو - بلا شك- عين الرحمة إذا تدبرنا فوائده ،
ورزقنا الله بصيرة لمسنا بها بعض الحكم من تقديره علينا .

فقد عنيت التسليم لأقدار الله والرضا بما قدره من بلاء
لأنه - يقينا - لن يخلو من رحمة ولطف بعبده
وهذا لا ينفي ألبتة الأخذ بالأسباب حتى إذا انقطعت الأسباب
ولم يقدر الله الشفاء أو رفع البلاء أتى ذلك الرضا والتسليم
واليقين بأنه لا يخلو بلاء من رحمة ولطف فيهونّ على العبد
مصابه ويثبته أحوج ما يكون إلى ثبات ..


الشاهد : إن كلماتها كانت دواء ناجعا لداء عندي ،
وربما أكون حملت كلماتها تلك على محمل أفادني وأصلح ما بي
بينما هي قالت تلك الكلمات على نحو غير صحيح على الحقيقة
ربما هذا احتمال وارد جدا ...

إلا أن ذلك لا يمنع بحال أنها أفادتني وأن الله - بفضله - قدر لي
على لسانها ما أصلحني أنا .


كما وأنها أتت لتعالج عيني أم زوجها وهو استشفاء وطلب للدواء
بينما تهاونت في طلب الدواء لأذنيها وأظن ذلك يرجع إلى ضرورة
معالجة العينين عندهم وعدم ضرورة معالجة السمع إذ غاية الأمر
في مسألة السمع هو أن يرفع المخاطب لتلك العجوز صوته قليلا أو كثيرا
فلا تسمع إلا الضروري لها بينما تعافى من سماع باقي الكلام الذي قد يكون أغلبه خطايا أو لغوا لا يعنيها .


على كلٍ : هذا ما رأيته ووقع في قلبي وأفادني الله به
فإن وجد فيه أحدكم فائدة فأرجو الثواب وإن كان غير ذلك
فعفوا بإحسان ...


نسأل الله الهدى للرشاد آمين .

صادق الرافعي
2011-09-28, 10:43 AM
الأخت : أم هانيء
ذكرتني قصتك هذه بما ذكره ابن القيم في كتابه القيم:"إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان"، ص: 293
قال رحمه الله:"وصلى سلمان وأبو الدرداء رضي الله عنهما في بيت نصرانية فقال لها أبو الدرداء : هل في بيتك مكان طاهر فنصلي فيه ؟
فقالت: طهرا قلوبكما ثم صليا أين أحببتما.
فقال له سلمان : خذها من غير فقيه.

أم أويس وفردوس
2011-09-28, 11:32 AM
بارك الله فيك يا أم هانيء..وجزى الله البقية خير الجزاء على إضافاتهم..

أم البراء وعائشة
2011-10-07, 11:06 PM
والله قبل أن تبرري مشاركتك يا أم هانئ علمت هدفك من نقلك لنا كلماتها التي كانت علاجا من الله عز وجل لكربك وحزنك على ولدك
بارك الله فيك وبطرحك
وبارك الله في إضافات الأخوة الأفاضل ... وشيء من التلطف لن يضر! (أسأل الله أن لا يمر تلبيس الشيطان عليك بسهولة) ابتسامة