تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التفسير المعجمي للقرآن الكريم



خديجة إيكر
2011-09-20, 01:49 PM
انطلاقا من العنوان قد يتساءل البعض عن علاقة التفسير بالمعجم على اعتبار أن التفسير هو تفسير للقرآن و توضيح لمراد الله تعالى من خطابه للناس ،بينما المعجم مهما كان نوعه أو طريقة ترتيبه فهو شرح لكلمات اللغة و رفع للبس و الغموض فيها ؟
نعم إن هناك صلة وثيقة بين التفسير و المعجم لأن الكثير من المؤلفات يمكن أن نسميها "تفاسير معجمية " لأنها توظف التفسير توظيفا معجميا حيث يكون هدفها التعريف بمعنى اللفظ القرآني من حيث أصله اللغوي ( أي معناه في اللغة العربية و داخل المعجم )، ثم توضيح دلالته داخل النص القرآني باعتبار السياقات التي ورد فيها هذا اللفظ والاستعمالات التي استعمل بها في كتاب الله العزيز . وبالتالي تقوم بترتيب الألفاظ القرآنية بحسب تسلسل الأحرف الألفبائية ، إذ لكل كلمة دلالة أصلية و دلالة وظفها بها القرآن الكريم .
وتتفاوت هذه التفاسير المعجمية في طريقة تناولها للكلمة القرآنية : فمنها ما هو مختصر يهدف فقط إلى بيان مدلولها ، ومنها ما يتوسع في الشرح و الدرس مع الإشارة إلى معاني اللفظ في الحديث النبوي الشريف و الاستشهاد بالشواهد الشعرية و النثرية .
ومهما اختلفت مناهج هذه التفاسير المعجمية في دراسة الكلمة القرآنية فإنها تبقى أعمالا جليلة لا بد من الإشارة إليها و التنويه بها و إيلائها اهمية كبيرة لأنها يلجأ إليها كل من غمض عليه لفظ من الألفاظ القرآنية .
و هذه بعض التفاسير المعجمية للقرآن الكريم مرتبة ترتيبا تاريخيا :
ـ الأشباه و النظائر : لابن السائب الكلبي .
ـ وجوه حروف القرآن : لمقاتل الأزدي .
ـ غريب القرآن: للقاسم بن سلام .
ـ غريب القرآن : لابن قتيبة .
ـ ما اتفق لفظه و اختلف معناه : للمبرد .
ـ الأشباه والنظائر : للنقاش الموصلي .
ـ الأشباه والنظائر : لابن البنا البغدادي .
ـ المفردات في غريب القرآن : للراغب الأصفهاني .
ـ الأشباه والنظائر : لأبي الفضل الجابري البخاري .
ـ الأشباه والنظائر : لأبي الحسن الزغواني .
ـ قرة العيون النواظرفي الوجوه و النظائر : لابن الجوزي .
ـ عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ : للسمين الحلبي .
ـ إصلاح الوجوه و النظائرفي القرآن الكريم : للدمغاني .
ـ قاموس القرآن : للدمغاني .
ـ. كلمات القرآن :لحسين مخلوف .

عبد الكريم حسين
2011-09-28, 02:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لصاحبة المقال على هذه الإشارة لقيمة اللفظة المعجمية في تفسير القرآن، أما أنا فلم استغرب هذا مطلقاً لأني أعتبره من صميم الدرس القرآني، تفسيراً كان أو غيره، أن اللفظة المعجمية هي اللبنة الأولى في بناء النسق القرآني وسياقه، والسياق ما هو إلا فرع عن ذلك. والدليل على ذلك أن ابن عباس رضي الله عنهما ـ وهو ترجمان القرآن ـ كان يبحث عن معاني مفردات القرآن في الشعر العربي، وكان الصحابة يسألونه: وهل تعرف العرب ذلك؟ فييستشهد على قوله بالشعر. ولو كان السياق هو الفيصل في تحديد معاني الألفاظ، لرد عليه الناس بأن السياق الذي وردت فيه في الشعر مخالف عما رود في القرآن. لأن القرآن تحدث بلسان عربي مبين، ومن ثم فالقرآن يكون قد احترم اللسان العربي في مفرداته وفي أساليبه التي تعرفها العرب ولا تنكرها، كما أنه اختار من لغتهم الفصيح والأفصح، للدلالة على الإعجاز والقدرة والتمكن.
والله أعلم

خديجة إيكر
2011-09-29, 01:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
. ولو كان السياق هو الفيصل في تحديد معاني الألفاظ، لرد عليه الناس بأن السياق الذي وردت فيه في الشعر مخالف عما رود في القرآن. لأن القرآن تحدث بلسان عربي مبين، ومن ثم فالقرآن يكون قد احترم اللسان العربي في مفرداته وفي أساليبه التي تعرفها العرب ولا تنكرها، كما أنه اختار من لغتهم الفصيح والأفصح، للدلالة على الإعجاز والقدرة والتمكن.
والله أعلم

ماذا تقول في الآيات التالية :
ــــــ قال سبحانه :فففو المتردية و النطيحة و ما أكل السبع ققق
ـــــ و قال حكاية عن الناقة : ففففذروها تأكل في أرض الله ققق
ـــــ فففحتى يأتينا بقربان تأكله النار ققق
ـــــ فففإن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ققق
ـــــ فففو هو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا ققق
ــــ فففأيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ققق
هل فعل ( أكل ) نفسره بالمعنى نفسه في جميع هذه الآيات ، أم أننا نعتمد السياق الذي ورد فيه في كل آية ؟

عبد الكريم حسين
2012-10-31, 07:07 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
كلامك صحيح لو أن كلمة "أكل" خرجت إلى معان غريبة وجديدة عن صاحب اللغة، بحيث يتطلب الأمر منه سؤال الناس عن ذلك، أما والحال غير هذه فإن لفظ "أكل" استخدم في نفس المعاني التي استخدمها العرب، والسياق هنا لم يفرض معنى جديداً على ما تعرفه العرب من لغتها، أي لم يصل إلى درجة الغريب، بمعنى إخراج اللفظ عن المعهود. ومن ثم فالأكل هو الذي تعرفه العرب، وكل شيء يأكل بطريقته الخاصة. وعلى هذا الأساس نجد أن ألفاظاً مثل: الله والملائكة والنار والجنة والإنسان وأسماء الحيوان الواردة في القرآن وغيرها كثير، لا تكاد تخرج عن دلالتها المتعارف عليها، في كل موضع وكل سياق ترد فيه. وهذا الذي قصدته من كلامي السابق. والله أعلم.