عمر بن محمد
2011-08-12, 04:39 AM
استوقفني كلام الإمام الجصاص - رحمه الله - في أحكام القرآن ، لما قال : " وروى وكيع عن جرير بن حازم عن الوليد بن يحيى أن جابر بن زيد قام يصلي ذات يوم فقرأ [مُدْهَامَّتَانِ] ثم ركع " فطفقت أبحث عن إسناد لهذا الحديث حتى عثرت عليه في مصنف ابن أبي شيبة .
والإشكال في التبويب الذي بوب عليه ابن أبي شيبة حيث قال : " باب من قال لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب ، ومن قال : وشيء معها " ثم ذكر الحديث .
ووجه الإشكال أن الإمام ابن أبي شيبة ذكر تحت هذا التبويب كلام جمع من الصحابة والتابعين - قبل هذا الحديث وبعده - كلهم يرى وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة ، وأنها أقل ما يجزي في القراءة ، وكأن الإجماع كان منعقدًا على ذلك ، ثم ذكر هذا الحديث عن جابر بن زيد ، وفي الحديث أنه لم يقرأ الفاتحة أصلا ، فكيف يتم للإمام - أعني ابن أبي شيبة - التوفيق بين الترجمة وهذا الحديث المذكور ، وجابر لم يقرأها أصلا ! وكأنه كان يرى عدم وجوب قراءة الفاتحة .
ثم وقفت على نفس الحديث في " موضح أوهام الجمع والتفريق " للخطيب البغدادي ، وأورده من طريق شباك عائذ القيسي الأزدي البصري عن عمرو بن الحزور ، أنه قال : " قرأ جابر بن زيد أم الكتاب ثم قال : [مُدْهَامَّتَانِ] ثم ركع " . وشباك هذا ؛ قال فيه أبو الحسين بن الجنيد : صدوق . ولم أقف لغيره على قول فيه .
وعلي أي حال ؛ فإن ثمة اختلافًا فاحشًا بين الروايتين ، ففي رواية المصنف أنه لم يقرأ الفاتحة ، وفي هذه أنه قرأها ، فإن صرنا إلى الترجيح - ولا مناص - رجحنا الرواية الأولى لأنها أقوى إسنادًا من هذه ، وإن كان جرير قد اختلط في آخر عمره ؛ فإن أولاده قد حجبوه عن التحديث ، فسلم حديثه من هذه الآفة .
ولكن يبقى الإشكال قائمًا : وهو كيف ذكر ابن أبي شيبة هذا الحديث تحت الترجمة التي ترجم عليها ، وليس موافقًا لها البتة ؟
والإشكال في التبويب الذي بوب عليه ابن أبي شيبة حيث قال : " باب من قال لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب ، ومن قال : وشيء معها " ثم ذكر الحديث .
ووجه الإشكال أن الإمام ابن أبي شيبة ذكر تحت هذا التبويب كلام جمع من الصحابة والتابعين - قبل هذا الحديث وبعده - كلهم يرى وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة ، وأنها أقل ما يجزي في القراءة ، وكأن الإجماع كان منعقدًا على ذلك ، ثم ذكر هذا الحديث عن جابر بن زيد ، وفي الحديث أنه لم يقرأ الفاتحة أصلا ، فكيف يتم للإمام - أعني ابن أبي شيبة - التوفيق بين الترجمة وهذا الحديث المذكور ، وجابر لم يقرأها أصلا ! وكأنه كان يرى عدم وجوب قراءة الفاتحة .
ثم وقفت على نفس الحديث في " موضح أوهام الجمع والتفريق " للخطيب البغدادي ، وأورده من طريق شباك عائذ القيسي الأزدي البصري عن عمرو بن الحزور ، أنه قال : " قرأ جابر بن زيد أم الكتاب ثم قال : [مُدْهَامَّتَانِ] ثم ركع " . وشباك هذا ؛ قال فيه أبو الحسين بن الجنيد : صدوق . ولم أقف لغيره على قول فيه .
وعلي أي حال ؛ فإن ثمة اختلافًا فاحشًا بين الروايتين ، ففي رواية المصنف أنه لم يقرأ الفاتحة ، وفي هذه أنه قرأها ، فإن صرنا إلى الترجيح - ولا مناص - رجحنا الرواية الأولى لأنها أقوى إسنادًا من هذه ، وإن كان جرير قد اختلط في آخر عمره ؛ فإن أولاده قد حجبوه عن التحديث ، فسلم حديثه من هذه الآفة .
ولكن يبقى الإشكال قائمًا : وهو كيف ذكر ابن أبي شيبة هذا الحديث تحت الترجمة التي ترجم عليها ، وليس موافقًا لها البتة ؟