المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف الجمع بين كون أحب الألوان إلى النبي صلى الله عليه وسلم الأخضر أوالأبيض ؟



عبدالله
2007-02-16, 07:43 PM
كيف الجمع بين هذا ؟
كان أحب الألوان إلى النبي صلى الله عليه وسلم الأخضر والأبيض هي لون المستحاب في القميص ؟

سعد بن عبدالله الحميد
2007-02-18, 09:09 AM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث: كان أحب الألوان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضرة ضعيف، وهو مُخَرَّجٌ عند الطبراني في " الأوسط" و"مسند الشاميين"، وابن عدي في "الكامل"، وغيرهما من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس.
وسعيد بن بشير ضعيف الحديث، فلا يعارض حديثُه هذا حديثَ ابن عباس مرفوعًا: (( خير ثيابكم البياض ))؛ أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وغيرهم.

عبدالله
2007-02-18, 09:57 PM
بارك الله فيك قرأت تصحيح الحديث في صحيح الجامع للألباني .

سعد بن عبدالله الحميد
2007-02-19, 11:18 AM
بارك الله فيك قرأت تصحيح الحديث في صحيح الجامع للألباني .
الأخ الكريم / عبدالله
نعم الحديث حكم عليه شيخنا الألباني رحمه الله بالحُسن في "صحيح الجامع"، وفصَّل في ذلك في "السلسلة الصحيحة"، فقال:
« 2054 - " كان أحب الألوان إلى رسول الله (ص) الخضرة " .
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص / 171 - زوائده ) من طريق سويد، عن قتادة، عن أنس، به، وقال : " لا نعلم أحدًا رواه عن قتادة عن أنس إلا سويدًا أبا حاتم ".
قلت : و هو صدوق سيِّئ الحفظ ، له أغلاط، و قد توبع.
فقال ابن جريج : أخبرني أبو بكر الهذلي، عن قتادة قال : خرجنا مع أنس إلى أرض يقال لها: الزاوية، فقال حنظلة السدوسي : ما أحسن هذه الخضرة ! فقال أنس : كنا نتحدث أن أحب الألوان إلى النبي (ص) الخضرة. أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 248 / 1) .
قلت : و أبو بكر الهذلي متروك الحديث . لكن يبدو أنه قد توبع أيضًا، فقد قال الهيثمي عقب الحديث ( 5 / 129 ) : "رواه البزار و الطبراني في الأوسط، و رجال الطبراني ثقات". فهذا صريح بأن رجال الطبراني غير رجال البزار، وأن رجاله ثقات، و يبعد جدًا أن يقول ذلك و فيهم الهذلي، فإذن هو عند الطبراني من غير طريق الهذلي و سويد أبي حاتم، فإذا كان كذلك فالحديث بهذه المتابعة حسن، و الله أعلم .
ثم تأكدت مما استبعدت، فقد رأيت الحديث في "المعجم الأوسط" للطبراني قد أخرجه فيه عن شيخيه ( 2 / 51 / 5861 و 2 / 207 / 8194 - بترقيمي ) محمد بن عبد الله الحضرمي و موسى بن هارون، كلاهما عن إبراهيم بن المنذر الحزامي: ثنا معن بن عيسى، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة به، و قال : "لم يروه عن قتادة إلا سعيد بن بشير، و لا عن سعيد إلا معن، تفرد به إبراهيم بن المنذر".
قلت : و هو ثقة من شيوخ البخاري، و كذلك من فوقه ثقات من رجال الشيخين غير سعيد بن بشير، فهو مثل سويد في الضعف، قال الذهبي في "الكاشف" : "قال البخاري: يتكلمون في حفظه، و هو محتمل. و قال دحيم: ثقة، كان مشيختنا
يوثقونه ، كان قدريا ".
قلت: فالحديث حسن كما تقدم. و الله ولي التوفيق » .
كذا قال شيخنا الألباني رحمه الله، وحكمه على الحديث مُتَعَقَّبٌ بما يلي:
الحديث مداره على قتادة رحمه الله، وروي عنه من ثلاث طرق لايصحُّ منها طريق، بل طريقان واهيتان جدًّا، والثالثة ضعيفة، وإليك البيان:
1) الطريق الأولى: هي طريق سعيد بن بشير التي قدَّمت لك تخريجها والحكم عليها، وهي أمثل طرق الحديث، ومع ذلك فهي ضعيفة، وهي التي لم يقف الشيخ الألباني عليها إلا آخر الأمر.
2) الطريق الثانية: طريق أبي بكر الْهُذَلي التي رواها عنه ابن جريج، وهي التي أعلَّها الشيخ الألباني بقوله: « قلت : و أبو بكر الهذلي متروك الحديث »، فهذه قد أراحنا الله منها بحكم الشيخ عليها.
3) الطريق الثالثة: هي الطريق التي صدَّر الشيخ الألباني بحثه بها، وهي التي رواها البزار في "مسنده"، وهي في "كشف الأستار" برقم (2943)، وفيها يقول البزار: حدثنا الحسن بن يحيى، ثنا إسحاق بن إدريس، ثنا سويد، عن قتادة، عن أنس: أن النبي (ص) كان يحب – أو قال: كان أحب الألوان إلى رسول الله (ص) - الخُضرة.
ثم قال البزار : « لا نعلم أحدًا رواه عن قتادة عن أنس إلا سويد أبو حاتم ».
وتقدم أن الشيخ الألباني أعلَّها بقوله عن سويد: « قلت: و هو صدوق سيِّئ الحفظ، له أغلاط ».
وفات الشيخ رحمه الله مَنْ هو آفة هذه الطريق، وهو إسحاق بن إدريس الراوي عن سويد، وهو: إسحاق بن إدريس الأسوارى البصري، وهو متروك الحديث، قريب الحال من أبي بكر الهذلي، فقد تركه بن المديني، وقال يحيى بن معين: « كذاب يضع الحديث »، وقال أبو زرعة: « واهي الحديث، ضعيف الحديث »، وقال البخاري: « تركه الناس »، وقال النسائي: « بصري متروك »، وقال ابن حبان: « كان يسرق الحديث »، وقال الدارقطني: « منكر الحديث ». انظر "الجرح والتعديل" (2/213 رقم 729)، و"لسان الميزان" (1/352 رقم 1088).
ولا شكَّ أننا نعجب كيف فات شيخنا الألباني رحمه الله هذا النقد لهذا الراوي! ولكن ما من إمام إلا وتفوته أشياء، ومَنْ نكون نحن بإزائهم؟!
فخلاصة القول: أن الحديث ضعيف، وأحسن طرقه هي طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس، وهي ضعيفة؛ لضعف سعيد بن بشير، والله أعلم.

أبو حماد
2007-02-19, 11:45 AM
بارك الله فيكم يا شيخنا، وأجزل لك المثوبة والأجر، تخريج محكم ورد علمي مؤصل، رحم الله الشيخ الألباني، وجعل فيكم خلفاً وذخراً.

سلمان أبو زيد
2007-02-19, 01:51 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

فضيلة الشّيخ د. سعد بن عبد الله الحميد ... المحترم -حفظه الله ورعاه - :

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

حيّاكم الله يا شيخ سعد ورفع قدركم .

بارك اللهُ فيكم

وجمعنا وإياكم في دار كرامته .

أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد

آل عامر
2007-02-19, 05:47 PM
بارك الله فيكم يا شيخنا، وأجزل لك المثوبة والأجر، تخريج محكم ورد علمي مؤصل، رحم الله الشيخ الألباني، وجعل فيكم خلفاً وذخراً.

اللهم آمين .

سعد بن عبدالله الحميد
2007-02-20, 08:23 AM
الإخوة الأفاضل:
أبو حماد
سلمان أبو زيد
آل عامر
شكر الله لكم، وبارك فيكم، ونفع بكم، ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل.

الطيب وشنان
2007-02-20, 07:17 PM
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif

سعد بن عبدالله الحميد
2007-02-21, 07:35 AM
أخي الطيب وشنان
وأنت جزاك الله خيرًا، وحفظك وبارك فيك.

ابن رجب
2007-05-28, 11:53 PM
جزاكم الله خيرا