مشاهدة النسخة كاملة : لماذا لايكون حكامنا افضل من رعيتهم؟؟؟
عبد الله عبد الرحمن رمزي
2007-11-02, 04:43 PM
قال الامام ابن القيم رحمه الله :
وتأمل حكمته تعالى في ان جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس اعمالهم بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم :
- فإن استقاموا استقامت ملوكهم .
- وإن عدلوا عدلت عليهم .
- وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم .
- وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك .
- وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها ؛ منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبخلوا بها عليهم .
- وإن اخذوا ممن يستضعفونه مالا يستحقونه في معاملتهم اخذت منهم الملوك مالا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف وكلما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة فعمالهم ظهرت في صور اعمالهم .
وليس في الحكمة الالهية ان يولى على الاشرار الفجار الا من يكون من جنسهم .
ولما كان الصدرالاول خيارالقرون وابرها كانت ولاتهم كذلك فلما شابوا شابت لهم الولاة فحكمه الله تأبى ان يولي علينا في مثل هذه الازمان مثل معاوية وعمر بن عبدالعزيز فضلا عن مثل ابي بكر وعمر بل ولاتنا على قدرنا وولاة من قبلنا على قدرهم وكل من الامرين موجب الحكمة ومقتضاها . أهـ
مفتاح دار السعادة ( 2 / 177 - 178 )
أسامة بن الزهراء
2007-11-03, 02:22 PM
بارك الله فيك شيخنا
كلمة قيّمة من عالم رباني
أحمد الفارس
2007-11-03, 02:49 PM
غريب هذا العنوان ! ابن القيم يقول : الملوك من جنس شعوبهم ..
والموضوع يقول : لماذا لا يكونون ( وليس يكون ) حكامنا أفضل من رعيتنا !
يا أخي ابن القيم دعا إلى المساواة ! وإنت تطمع إلى التفاضل ؛ إن كان هذا تفاؤلاً فهنيئاً لك هذه المشاعر في هذا الزمان الذي كنا نحذَّره ، في قول كعب وفي قول ابن مسعود .... !
عموماً هذا حوار لطيف ، بين اثنين جمعوا بين العلم والتجربة والحكمة ، لعل فيه فائدة ؛ نقلته لكم من كتاب الإمتاع والمؤانسة / الليلة الرابعة والثلاثون ، بتصرف ....
قال الوزير : قد والله ضاق صدري بالغيظ لما يبلغني عن العامة من خوضها في حديثنا ، وذكرها أمورنا ، وتتبعها لأسرارنا ، وتنقيرها عن مكنون أحوالنا ، ومكتوم شأننا ، وما أدري ما أصنع بها ، وإني لأهم في الوقت بعد الوقت بقطع ألسنةٍ وأيدٍ وأرجلٍ وتنكيلٍ شديدٍ ، لعل ذلك يطرح الهيبة ويحسم المادة ، ويقطع هذه العادة ، لحاهم الله ، ما لهم لا يقبلون على شؤونهم المهمة ، ومعايشهم النافعة ، وفرائضهم الواجبة ?
ولم ينقبون عما ليس لهم ، ويرجفون بما لا يجدي عليهم ، ولو حققوا ما يقولون ما كان لهم فيه عائدةٌ ولا فائدة ؛ وإني لأعجب من لهجهم وشغفهم بهذا الخلق حتى كأنه من الفرائض المحتومة، والوظائف الملزومة ؛ وقد تكرر منا الزجر ، وشاع الوعيد ، وفشا الإنكار بين الصغار والكبار ، ولقد تعايى علي هذا الأمر وأغلق دوني بابه ، وتكاثف علي حجابه ، والله المستعان.
فقلت ( القائل أبو حيان التوحيدي ) : أيها الوزير ، عندي في هذا جواب : هو ما سمعت من شيخنا أبي سليمان ، وهو من تفوق في الفضل والحكمة والتجربة ومحبة هذه الدولة والشفقة عليها من كل هبة ودبة ؛ وفي الجواب فائدة عظيمة ، ولكن الجملة خشناء ، وفيها بعض الغلظة ، والحق مر ، ومن توخى الحق احتمل مرارته.
قال الوزير : اذكر الجواب وإن كانا غليظا ، فليس ينتفع بالدواء إلا بالصبر على بشاعته ، وصدود الطبع عن كراهته.
قلت : قال أبو سليمان : في هذه الأيام ليس ينبغي لمن كان الله عز وجل جعله سائس الناس : عامتهم وخاصتهم ، وعالمهم وجاهلهم ، وضعيفهم وقويهم ، وراجحهم وشائلهم ، أن يضجر مما يبلغه عنهم أو عن واحد منهم لأسباب كثيرة ،
منها : أن عقله فوق عقولهم ، وحلمه أفضل من حلومهم ، وصبره أتم من صبرهم ؛
ومنها أنهم إنما جعلوا تحت قدرته ، ونيطوا بتدبيره ، واختبروا بتصريفهم على أمره ونهيه ، ليقوم بحق الله تعالى فيهم ، ويصبر على جهل جاهلهم ، ويكون عماد حاله معهم الرفق بهم ، والقيام بمصالحهم .
ومنها أن العلاقة التي بين السلطان وبين الرعية قوية ، لأنها إلهيةٌ ، وهي أوشج من الرحم التي تكون بين الوالد والولد، والملك والدٌ كبير ، كما أن الوالد ملكٌ صغير ، وما يجب على الوالد في سياسة ولده من الرفق به ، والحنو عليه ، والرقة له ، واجتلاب المنفعة إليه ، أكثر مما يجب على الولد في طاعة والده ، وذلك أن الولد غرٌ ، وقريب العهد بالكون ، وجاهلٌ بالحال ، وعارٍ من التجربة ، كذلك الرعية الشبيهة بالولد ، وكذلك الملك الشبيه بالوالد ؛ ومما يزيد هذا المعنى كشفاً ، ويكسبه لطفاً ، أن الملك لا يكون ملكاً إلا بالرعية ، كما أن الرعية لا تكون رعيةً إلا بالملك ، وهذا من الأحوال المتضايفة ، والأسماء المتناصفة ؛ وبسبب هذه العلاقة المحكمة والوصلة الوشيجة ، ما لهجت العامة بتعرف حال سائسها ، والناظر في أمرها ، والمالك لزمامها ، حتى تكون على بيانٍ من رفاهة عيشها ، وطيب حياتها ، ودرور مواردها ، بالأمن الفاشي بينها ، والعدل الفائض عليها ، والخير المجلوب إليها ، وهذا أمرٌ جارٍ على نظام الطبيعة ، ومندوبٌ إليه أيضاً في أحكام الشريعة ، ولو قالت الرعية لسلطانها : لم لا نخوض في حديثك ، ولا نبحث عن غيب أمرك ، ولم لا نسأل عن دينك ونحلتك وعادتك وسيرتك ? ولم لا نقف على حقيقة حالك في ليلك ونهارك ، ومصالحنا متعلقةٌ بك ، وخيراتنا متوقعةٌ من جهتك ، ومسرتنا ملحوظةٌ بتدبيرك ، ومساءتنا مصروفة باهتماك ، وتظلمنا مرفوعٌ بعزك ، ورفاهيتنا حاصلةٌ بحسن نظرك وجميل اعتقادك ، وشائع رحمتك ، وبليغ اجتهادك ، ما كان جواب سلطانها وسائسها ? أما كان عليه أن يعلم أن الرعية مصيبةٌ في دعواها التي بها استطالت ، بلى والله ، الحق معترفٌ به وإن شغب الشاغب ، وأعنت المعنت ، ولو قالت الرعية أيضاً : ولم لا تبحث عن أمرك ? ولم لا تسمع كل غثٍ وسمين منا ! وقد ملكت نواصينا ، وسكنت ديارنا ، وصادرتنا على أموالنا ، وحلت بيننا وبين ضياعنا ، وقاسمتنا مواريثنا ، وأنسيتنا رفاغة العيش ، وطيب الحياة ، وطمأنينة القلب ، فطرقنا مخوفة ، ومساكننا منزولة ، وضياعنا مقطعة ، ونعمنا مسلوبة ، وحريمنا مستباح ، ونقدنا زائف ، وخراجنا مضاعف ، ومعاملتنا سيئة ، وجندينا متغطرس ، وشرطينا منحرف ، ومساجدنا خربة ، ووقوفها منتهبة ، ومارستاناتنا خاوية ، وأعداؤنا مستكلبة ، وعيوننا سخينة ، وصدورنا مغيظة ، وبليتنا متصلة ، وفرحنا معدوم ؛ ما كان الجواب أيضاً عما قالت وعما لم تقل ، هيبةً لك ، وخوفاً على أنفسها من سطوتك وصولتك ?
وقد حُكِيَ أنه رفع إلى أحد الخلفاء أن طائفةً من الناس يجتمعون ويخوضون في الفضول والأراجيف وفنونٍ من الأحاديث ، وقد تفاقم فسادهم وإفسادهم ، فلما عرف الخليفة ذلك ضاق ذرعاً ، وحرج صدراً ، وامتلأ غيظاً ، ودعا بأحد مساعديه يشاوره في الأمر ، فأشار ذاك المساعد بأن يتقدم الخليفة بأخذهم وصلب بعضهم وإحراق بعضهم وتغريق بعضهم ، فإن العقوبة إذا اختلفت ، كان الهول أشد ، والهيبة أفشا ، والزجر أنجع ، والعامة أخوف.
فرد الخليفة - وكان أعقل من مساعده -: والله لقد بردت لهيب غضبي بفورتك هذه ، ونقلتني إلى اللين بعد الغلظة ، وحططت علي الرفق ، من حيث أشرت بالخرق ، وما علمت أنك تستجيز هذا في دينك وهديك ومروءتك ، ولو أمرتُك ببعض ما رأيتُ بعقلك وحزمك لكان من حسن المؤازرة ومبذول النصيحة والنظر للرعية الضعيفة الجاهلة أن تسألني الكف عن الجهل ، وتبعثني على الحلم ، وتحببَ إليَّ الصفح وترغبني في فضلٍ الإغضاء على هذه الأشياء . وقد ساءني جهلُك بحدود العقاب وبما تقابل به هذه الجرائر ، وبما يكون كفأً للذنوب ، ولقد عصيتَ الله بهذا الرأي ودللتَ على قسوة القلب وقلة الرحمة ويبس الطينة ورقة الديانة ، أما تعلم أن الرعية وديعة الله عند سلطانها ? وأن الله يسائله عنها كيف سستها ? ولعله لا يسألها عنه ، وإن سألها فليؤكد الحجة عليه منها ؛ ألا تدري أن أحداً من الرعية لا يقول ما يقول إلا لظلمٍ لحقه أو لحق جاره ، وداهيةٍ نالته أو نالت صاحباً له ? وكيف نقول لهم : كونوا صالحين أتقياء مقبلين على معايشكم ، غير خائضين في حديثنا ، ولا سائلين عن أمرنا ، والعرب تقول في كلامها : غلبنا السلطان فلبس فروتنا ، وأكل خضرتنا ، وحنق المملوك على المالك معروف ، وإنما يحتمل السيد على صروف تكاليفه ، ومكاره تصاريفه ، إذا كان العيش في كنفه رافعاً ، والأمل فيه قوياً ، والصدر عليه بارداً ، والقلب معه ساكناً ، أتظن أن العمل بالجهل ينفع ، والعذر به يسع ، لا والله ما الرأي ما رأيتَ ، ولا الصواب ما ذكرتَ ، وَجِّه صاحبَك وليكن ذا خبرةٍ ورفق ، ومعروفاً بخيرٍ وصدقٍ ، حتى يعرف حال هذه الطائفة ، ويقف على شأن كل واحدٍ منها في معاشه ، وقدر ما هو متقلبٌ فيه ومنقلبٌ إليه ، فمن كان منهم يصلح للعمل فعلقه به ، ومن كان سيىء الحال فصله من بيت المال بما يعيد نضرة حاله ، ويفيده طمأنينة باله ؛ ومن لم يكن من هذا الرهط ، وهو غنيٌ مكفيٌ ، وإنما يخرجه إلى ذلك الاجتماع البطر والزهو ، فادع به ، وانصحه ، ولاطفه ، وقل له : إن لفظك مسموع ، وكلامك مرفوع ؛ ومتى وقف أمير المؤمنين على كنه ذلك منك لم تجدك إلا في عرضة المقابر ، فاستأنف لنفسك سيرةً تسلم بها من سلطانك ، وتحمد عليها عند إخوانك ، وإياك أن تجعل نفسك عظةً لغيرك بعدما كان غيرك عظةً لك ؛ ولولا أن الأخذ بالجريرة الأولى مخالفٌ للسيرة المثلى ، لكان هذا الذي تسمعه ما تراه ، وما تراه تود أنك لو سمعته قبل أن تراه.
فإنك إذا فعلت ذلك فقد بالغت في العقوبة ، وملكت طرفي المصلحة ، وقمت على سواء السياسة ، ونجوت من الحوب والمأثم في العاقبة.
وفارق المساعد حضرة الخليفة ، وعمل بما أمر به على الوجه اللطيف ، فعادت الحال ترف بالسلامة العامة ، والعافية التامة ؛
المهاجر العربي
2007-11-03, 03:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لا يكون العكس صحيحا كذلك
إذا كان رب البيت للدف ضاربا فشيمة اهل بيتهم الرقص
عبد الله عبد الرحمن رمزي
2007-11-03, 03:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم ... بارك الله فيكم...
عالي الهمة
2007-11-03, 03:24 PM
بارك الله فيكم يا احبة
وفي الاخ الفاضل فارس الذي اتحفنا بنقله المبارك
عبد الله عبد الرحمن رمزي
2007-11-03, 04:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
عبد الله عبد الرحمن رمزي
2008-01-10, 02:04 PM
ولما كان الصدرالاول خيارالقرون وابرها كانت ولاتهم كذلك فلما شابوا شابت لهم الولاة فحكمه الله تأبى ان يولي علينا في مثل هذه الازمان مثل معاوية وعمر بن عبدالعزيز فضلا عن مثل ابي بكر وعمر بل ولاتنا على قدرنا وولاة من قبلنا على قدرهم وكل من الامرين موجب الحكمة ومقتضاها . أهـ
مفتاح دار السعادة ( 2 / 177 - 178 )
طالبة فقه
2012-04-03, 01:24 AM
أحسنتم احسن الله اليكم و رحم الله الفاروق حين قال : لو عثرت بغلة في العراق لخشيت ان يسألني الله عنها يوم القيامة ويقول لما لم تسوي لها الطريق ياعمر؟
عبد الله عبد الرحمن رمزي
2012-05-14, 07:19 AM
جزاكم الله خيراً .
أبوعبدالعزيزالتميمي
2012-05-16, 05:41 PM
الأخ أبو محمد الغامدي بارك الله فيك, كلام ابن القيم طيب مبارك ولكن هل يؤخذ هكذا على إطلاقه وكأنه نص قرآني أو سنة محكمة, وفي تأريخنا ما قد يخالفه, من ذلك أن علي بن أبي طالب ططط كان متوليا على العراق وكان معاوية بن أبي سفيان ططط على الشام ولو قارنا بين علي ومعاوية رضي الله عنهما لاشك علي أفضل من معاوية وبالتالي بحسب ما نقل لنا الأخ الغامدي ستكون رعية علي ططط خير من رعية معاوية ططط على العموم ولكن نرى عليا ططط كان يتمنى لو استبدل عشرة من رعيته بواحد من رعية معاوية ططط, أظن ما ذكر ابن القيم رحمه الله ليس على إطلاقه بل قد يتخلف عن ذلك, فنرى مثلا يولى عمر بن عبد العزيز وهو خير ممن سبقه على رعية ليست بأفضل ممن سبقتها والله أعلم.
القارء المجتهد
2012-05-24, 04:42 PM
عن قيس بن أبي حازم قال دخل أبو بكر رضي الله عنه على امرأة من أحمس يقال لها زينب فرآها لا تكلم فقال ما لها لا تكلم قالوا حجت مصمتة قال لها تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية فتكلمت فقالت من أنت قال امرؤ من المهاجرين قالت أي المهاجرين قال من قريش قالت من أي قريش أنت قال إنك لسئول أنا أبو بكر قالت ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية قال بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم قالت وما الأئمة قال أما كان لقومك رءوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم قالت بلى قال فهم أولئك على الناس [رواه البخاري كتاب المناقب باب: أيام الجاهلية]
قال ابن حجر: قوله : ( ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح )
أي دين الإسلام وما اشتمل عليه من العدل واجتماع الكلمة ونصر المظلوم ووضع كل شيء في محله .
قوله : ( أئمتكم )
أي لأن الناس على دين ملوكهم , فمن حاد من الأئمة عن الحال مال وأمال .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.