مشاهدة النسخة كاملة : مناقشة هادئة في حقيقة الإيمان عند الأشعرية !!!!
مجدي فياض
2011-07-03, 01:55 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد فليس الغرض من هذه المناقشة بيان الراجح من مذاهب العلماء في حقيقة الإيمان فمذهب السلف معروف ومذهب غيرهم من الخوارج والمعتزلة والمرجئة معروف وبيان دليل كل مذهب مسطور في محله
ولكن الغرض من هذه المناقشة بيان ما هو مذهب الأشعرية في حقيقة الإيمان ؟؟ وبعبارة أصح وأدق هل المعاصي عند الأشعرية سبب للعقاب - إذ قد يعفو الله عنه كما هو مذهب كثير من السلف - وهل الطاعات سبب للثواب أم لا ؟؟
إذ المشهور في كثير من الكتب أن الأشعرية مرجئة وأن ترك العمل غير مؤثر عندهم في العقاب , لكني وجدت السبكي في طبقات الشافعية الكبرى وهو ظاهر كلام الرازي في الأربعين في أصول الدين وسبقه الشهرستاني في الملل والنحل عنهم أن العمل عند الأشعرية خارج عن حقيقة الإيمان لكنه من لوازم الإيمان إذ الإيمان سبب للعمل فالعاصي على ما حكاه السبكي والرازي وغيرهما معرض للعقاب والعذاب وهو عمليا موافق لمذهب السلف , نعم السلف جعلوا العمل من ماهية الإيمان بينما الأشعرية في ظاهر الكلام السابق العمل خارج عن ماهية الإيمان لكن ترك العمل مضر ومؤثر عندهم وسبب للعقاب فكان الخلاف إذن بين الأشعرية والسلف لفظيا لا معنويا وهو ما حاول السبكي تقريره في كلامه في المجلد الأول من كتابه طبقات الشافعية الكبرى !!!!
فأرجو المناقشة الهادئة الهادفة في حقيقة الإيمان عند الأشعرية وهل العاصي معرض للعذاب عندهم أم لا من كتبهم ومن أقوال أئمتهم لا من أقوال غيرهم عنهم
وجزاكم الله خيرا
أبو طارق النهدي
2011-07-03, 02:34 PM
لا خلاف - فيما أعلم - بين طوائف المرجئة وبين أهل السنة في الإيمان في استحقاق التارك للعمل للعذاب, ولذلك فالخلاف بينهم في اسم الإيمان لا في حكمه.
فهم يقرون باستحقاق العذاب لتارك العمل, وإنما الخلاف في كون هل العمل من الإيمان (سواء كان جزءًا أو لازمًا), أو هو بمثابة الثمرة للإيمان, بمنزلة المسبب من السبب, فعندهم أي المرجئة الإيمان وهو محصور في القلب سبب للعمل الظاهر, فلا يلزم من ذلك ظهور المسبب, فقد يظهر وقد لا يظهر .
بعكس الإيمان عند أهل السنة, فهو وإن كان أصله في القلب, ولكن الذي في القلب يستلزم ظهور العمل الظاهر, بمثابة اللازم مع الملزوم, فلا انفكاك بينهما, دام وجد الباطن لزم ضرورة أن يوجد الظاهر, بمثابة شروق الشمس وطلوع النهار, وهذا حال كل متلازمين, فمن زعم أن الباطن قد يوجد دون ظهور الظاهر, فهو موافق للمرجئة ولا يكون من أهل السنة القائلين بالتلازم في كل إيمان (مطلق الإيمان, والإيمان المطلق) بكل أحوالهما .
فقولهم :
أن العمل عند الأشعرية خارج عن حقيقة الإيمان لكنه من لوازم الإيمان
هذا القول متناقض وقد يشتبه على البعض قولهم هذا (أن العمل من لوازم الإيمان) فيظن أن الخلاف بهذا لفظي.
فحقيقة التلازم زيادة الظاهر بحسب زيادة الباطن, فإن كان العمل عندهم من لوزام الإيمان, والإيمان عندهم يبدأ كاملًا, فيلزم من ذلك, وجود العمل كاملًا في الظاهر عند مجرد حصول الإيمان في الباطن, وهذا مخالف للعقل والنقل.
فالظاهر أنهم يطلقون لفظة التلازم ويعنون بها السببية وهو حقيقة مذهب أئمتهم, فالعمل عندهم كما تقدم مجرد ثمرات ومتعلقات, قد تظهر وقد لا تظهر, ولا علاقة للإيمان الباطن بظهور العمل وخفاءه, وهذا يدل على بطلان مذهبهم من أصله, والله الموفق .
مجدي فياض
2011-07-03, 05:19 PM
سأسلم لك أخي الفاضل بقولك " فالعمل عندهم كما تقدم مجرد ثمرات ومتعلقات, قد تظهر وقد لا تظهر, ولا علاقة للإيمان الباطن بظهور العمل وخفاءه "
لكن أقول أنه عندهم إذ ظهرت تلك الثمرات والمتعلقات كان ذلك سببا للثواب وإذا اختفت تلك الثمرات والمتعلقات كان ذلك سببا للعقاب وهو المطلوب إثباته عنهم .
أبو طارق النهدي
2011-07-04, 03:10 PM
نعم هذا ما يقرره علماءهم, ولكن عوامهم أخذوا باللازم للأسف وإن المعاصي لا أثر لها دام أن الإيمان في القلب !!
الوايلي
2011-07-04, 03:13 PM
بارك الله فيك اخي ابو طارق
لعلك توضح هذه الجملة ؟
لا خلاف - فيما أعلم - بين طوائف المرجئة وبين أهل السنة في الإيمان في استحقاق التارك للعمل للعذاب, ولذلك فالخلاف بينهم في اسم الإيمان لا في حكمه.
أبو طارق النهدي
2011-07-04, 04:37 PM
المرجئة بجميع طوائفها تثبت الثواب على الأعمال والعقاب على ترك الأعمال.
مجدي فياض
2011-07-04, 05:27 PM
أحسن الله إليك أخانا أبا طارق
لكن هناك أمران :
1- إذ طالما وافقتني على أن علماء الأشعرية قالوا ذلك فهل لك أن تتحفني بنقولات عن أئمتهم في هذا الشأن وخصوصا من متقدميهم على أن تارك العمل عندهم مستحق للعقاب , ودعك من قول عوامهم إذ المهم تأصيل المسئلة علميا وخصوصا أنا أبحث عن نقولات لهم غير كلام السبكي والرازي
2- قولك أخي الفاضل أن المرجئة بكل طوائفها تثبت العقاب على الترك , هذا ما أشك فيه أخي الفاضل !!!
وجزاكم الله خيرا
الوايلي
2011-07-05, 09:20 AM
اخي ابو طارق
وهل تفرق بين الإعتقاد من عدمه ؟؟ في مسألة التكفير
أبو طارق النهدي
2011-07-05, 09:40 AM
أحسن الله إليكم وغفر لي ولكم.
يقول شيخ الإسلام : " وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ الْمَدْحُ إلَّا عَلَى إيمَانٍ مَعَهُ الْعَمَلُ لَا عَلَى إيمَانٍ خَالٍ عَنْ عَمَلٍ فَإِذَا عُرِفَ أَنَّ الذَّمَّ وَالْعِقَابَ وَاقِعٌ فِي تَرْكِ الْعَمَلِ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ نِزَاعُهُمْ لَا فَائِدَةَ فِيهِ بَلْ يَكُونُ نِزَاعًا لَفْظِيًّا مَعَ أَنَّهُمْ مُخْطِئُونَ فِي اللَّفْظِ مُخَالِفُونَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِنْ قَالُوا : إنَّهُ لَا يَضُرُّهُ تَرْكُ الْعَمَلِ فَهَذَا كُفْرٌ صَرِيحٌ ؛ وَبَعْضُ النَّاسِ يُحْكَى هَذَا عَنْهُمْ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ : إنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَى الْعِبَادِ فَرَائِضَ وَلَمْ يُرِدْ مِنْهُمْ أَنْ يَعْمَلُوهَا وَلَا يَضُرُّهُمْ تَرْكُهَا وَهَذَا قَدْ يَكُونُ قَوْلَ الْغَالِيَةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ : لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ أَحَدٌ لَكِنْ مَا عَلِمْت مُعَيَّنًا أَحْكِي عَنْهُ هَذَا الْقَوْلَ وَإِنَّمَا النَّاسُ يَحْكُونَهُ فِي الْكُتُبِ وَلَا يُعَيِّنُونَ قَائِلَهُ وَقَدْ يَكُونُ قَوْلُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ ". انتهى
أبو طارق النهدي
2011-07-05, 09:49 AM
/// في ظني أن المرجئة يجعلون الإيمان جزء من الدين, ولا يصح الدين إلا به, وأما الإسلام هو متعلق الأعمال وأظن أنهم يقولون بالزيادة والنقصان في الإسلام, وطبعًا لا كفر بترك الإسلام عندهم, ولا تلازم بين الإسلام والإيمان, وأما الفجور والتقي عندهم متعلقه الإسلام, لذلك يتساوى إيمان جبريل عليه السلام مع إيمان الفجار مع إثبات اسم الفجور للفاجر واسم التقى لجبريل عليه السلام, فالحمد لله على ما هدانا من مذهب السلف الصالح نسأله سبحانه التثبيت.
/// إيقاظ : يجب التفريق بين أقوال المرجئة وبين لوازم أقوالهم.
أبو طارق النهدي
2011-07-05, 09:50 AM
اخي ابو طارق
وهل تفرق بين الإعتقاد من عدمه ؟؟ في مسألة التكفير
ما فهمت سؤالك يا أخي فوضّح مرادك ؟
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.