المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصباح الحنون : ضرورة إقامة الحجة وإزالة الشبهة في المسائل العلمية والعملية



مصباح الحنون
2011-06-30, 07:30 AM
الحمد لله وبعد
إنها ضرورة تستقيم مع روح الشريعة بمجموع نصوصها ،
بل لا يُكاد يُتصور الفهم الصحيح لمقتضى أسماء الله وصفاته إلا باعتبارها أصلاً ، وكم استراح من لم يعتبرها فَكَفَّر الواقِعَ في الكفرِ دون النظر إلى حاله والواقِعِ المتَلبس فيه ، بدعوى أن كل من وقع في مظهر من مظاهر الكفر أو الشرك وقع اسم الكفر أو الشرك عليه ، وما علم القائل بهذه المقولة البتراء أن قوله هذا يستطيع المخالف المحق أن يسحب من كلامه وتأصيله تكفير جمع من الصحابة ومن بعدهم ممن تبعهم بإحسان ، وما عَرَفَ لازِمُ قوله ، وما فيه من تجني على مقتضى عدل الله ورحمته وعلمه وإحاطته ، وقد اتهم غير المعتبر لها الآخذون فيها بالإرجاء والتجهم ، ولا ننفي غلو بعض من اعتبرها بالرد على المخالف ونعته بالخارجي ، والحق الذي تطمئن إليه النفس ويتلائم مع مجموع النصوص وإجماع الأمة أن المسألة ليست مبنية على قاعدة مطردة ، يُحكم فيها بالحكم نفسه على مختلف الأعيان مع اختلاف الواقع والأزمان ، لا بل الحق أن كل مسألة تتعلق بمعين يُحكم فيها على حدة ، فقد تكون الحالة هي هي بين رجلين ، ويختلف الحكم بينهما ، لذا تحتاج إلى مدارك راقية وحَكَم عدْل يحكمُ بالحق ويرحمُ الخلق ، فهذه بعضٌ من سمات أهل السنة والجماعة .
وقد نقلت لكم بعضاً من نقولات العدول من أهل العلم لتنظروا بدقة في المسألة وتتريثوا في الحكم على الأعيان دون النظر إلى المعين مع العلم بالقرائن والواقع المتلبس به ،
اللهم إنا نسألك فهماً يبلغنا أعلى المنازل ونعوذ بك من فهم نوافق فيه الملة الغضبية أو ملة الضلال .

قال تعالى : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء

وقال جل وعلا " مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)

وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) التوبة

وقال سبحانه : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) الإسراء
وقال سبحانه :

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ 4 إبراهيم

فالصحيح في تكفير المعين ونسبته إلى الشرك: أنه لا ينسب إليه الشرك إلا بعد إزالة الشبهة الموجودة عنده، وإقامة الحجة عليه ، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في الجهمية (الذين وقعوا في شرك التعطيل) :
(ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش لما وقعت محنتهم : أنا لو وافقتكم كنت كافراً ؛ لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون ؛ لأنكم جهال)

يقول ابن تيمية – رحمه الله - : " وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة " اهـ من الفتاوى (12/466) .
وقال في الرد على البكري (2/492): .. فإن تكفير الشخص المعين وجواز قتله موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها وإلا فليس كل من جهل شيئا من الدين يكفر.
ولهذا لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين كقدامة بن مظعون وأصحابه شرب الخمر وظنوا أنها تباح لمن عمل صالحا على ما فهموه من آية المائدة اتفق علماءالصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون فإن أصروا على الاستحلال كفروا وإن أقروا به جلدوا فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة التي عرضت لهم حتى يتبين لهم الحق فإذا أصروا على الجحود كفروا ا.هـ

-وقال في الرد على البكري (1/413):" ومن أنكر ما ثبت بالتواتر والإجماع فهو كافر بعد قيام الحجة عليه".

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3/229): "ومن جالسني يعلم ذلك مني أنِّي من أعظم الناس نهياً عن أنْ ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى"ا.هـ.

قال في مجموع الفتاوى (11/401) وقد سئل عمن يزعم سقوط التكاليف الشرعية عنه :" لا ريب عند أهل العلم والإيمان أن هذا القول من أعظم الكفر وأغلظه . وهو شر من قول اليهود والنصارى " وذكر رحمه الله تعالى ألوانا من الموبقات التي يستبيحها هؤلاء الناس ثم قال (11/406):"لكن من الناس من يكون جاهلا ببعض هذه الأحكام جهلا يعذر به فلا يحكم بكفر أحد حتى تقوم عليه الحجة من جهة بلاغ الرسالة كما قال تعالى : ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) وقال تعالى : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ولهذا لو أسلم رجل ولم يعلم أن الصلاة واجبة عليه ؛ أو لم يعلم أن الخمر يحرم لم يكفر بعدم اعتقاد إيجاب هذا وتحريم هذا ؛ بل ولم يعاقب حتى تبلغه الحجة النبوية"

-قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6 /60-61):" أما كونه عند المستمع معلوما أو مظنونا أو مجهولا أو قطعيا أو ظنيا أو يجب قبوله أو يحرم أو يكفر جاحده أو لا يكفر ؛ فهذه أحكام عملية تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال. فإذا رأيت إماما قد غلظ على قائل مقالته أو كفره فيها فلا يعتبر هذا حكما عاما في كل من قالها إلا إذا حصل فيه الشرط الذي يستحق به التغليظ عليه والتكفير له ؛ فإن من جحد شيئا من الشرائع الظاهرة وكان حديث العهد بالإسلام أو ناشئا ببلد جهل لا يكفر حتى تبلغه الحجة النبوية. وكذلك العكس إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم فاغتفرت ؛ لعدم بلوغ الحجة له ؛ فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم ؛ فهذا أصل عظيم فتدبره فإنه نافع ".


يقول شيخ الإسلام-رحمه الله تعالى : " فمن كان قد آمن بالله ورسوله ، ولم يعلم بعض ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم يؤمن به تفصيلاً : إما أنه لم يسمعه ، أو سمعه من طريق لا يجب التصديق بها ، أو اعتقد معنى آخر لنوع من التأويل الذي يعذر به ، فهذا قد جعل فيه من الإيمان بالله وبرسوله ما يوجب أن يثيبه الله عليه ، وما لم يؤمن به فلم تقم عليه الحجة التي يكفر مخالفها" "مجموع فتاوى"(12/494)

وقال - رحمه الله - ( فتاواه 12/500 ) :
« . . . فتكفير المُعيّن من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يُحكم عليه بأنه من الكفار ؛ لا يجوز الإقدام عليه إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة الرسالية التي يتبيّن بها أنهم مخالفون للرسل ؛ وإن كانت هذه المقالة لا ريب أنها كفر .
وهكذا الكلام في تكفير جميع المُعيّنين . . . » انتهى .

وقال ابن القيم في طريق الهجرتين في الصفحة نفسها (ص611): وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل ا.ه




وقال الإمام المجدد – الشيخ محمد بن عبد الوهاب -: (القصة تفيد أن المسلم – بل العالم – قد يقع في أنواع من الشرك وهو لا يدري عنها، فتفيد لزوم التعلم والتحرز،... وتفيد أيضاً: أن المسلم المجتهد إذا تكلم بكلام كذب هو لا يدري، فنبه على ذلك فتاب من ساعته، أنه لا يكفر..)
وفي موضع آخر: (... وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر ، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي ، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم...)

وقال الإمام عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب عن بعض من يعمل الشرك أنه لا يكفر: ( لعدم من يناضل في هذه المسألة في وقته بلسانه ، وسيفه وسنانه ، فلم تقم عليه الحجة ، ولا وضحت له المحجة..)

وقال (10/113):" وأما ما ذكر الأعداء عني، أني أُكَفِّر بالظن وبالموالاة، أو أكفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله".

وقال (10/128):" وكذلك تمويه الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول : الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر ، ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم ، بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك وأهله فهو مسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفّر من أشرك بالله في إلهيته، بعدما نبين له الحجة، على بطلان الشرك، وكذلك نكفر من حسنه للناس، أو أقام الشبه الباطلة على إباحته، وكذلك من قام بسيفه، دون هذه المشاهد، التي يشرك بالله عندها، وقاتل من أنكرها، وسعى في إزالتها؛ والله المستعان".

قال الشيخ العثيمين معلقا على نص كشف الشبهات (46-47) :" لا أظن الشيخ رحمه الله لا يرى العذر بالجهل ، اللهم إلا أن يكون منه تفريط بترك التعلم مثل أن يسمع بالحق فلا يلتفت إليه ولا يتعلم ، فهذا لا يعذر بالجهل ، وإنما لا أظن ذلك من الشيخ لأن له كلاما آخر يدل على العذر بالجهل فقد سئل عما يقاتل عليه وعما يكفر الرجل به فأجاب : وذكر الشيخ رسالة ابن عبد الوهاب كاملة الذي يصرح فيها بالعذر بالجهل وأنه لا يكفر إلا من قامت عليه الحجة الرسالية".

مناقشة بديعة للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله - مع شخص يفرق بين المسائل الظاهرة والخفية في مسألة إقامة الحجة وبيان أنه أمر نسبي
أفرض أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل.
لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام , فهمت ؟
هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي
قد يكون هذا الشيء عندي ظاهر ، ما فيه إشكال وعند الآخر خفي ،
حتى في الإستدلال بالأدلة بعض العلماء يرى أن هذا الدليل واضح في الحكم والآخر يخفى عليه
وردت شبهة وهي أنه يقال : إن فعله شرك وهو ليس بمشرك ! فكيف نرد ؟ .
الشيخ :هذا صحيح ، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة.
إذا بلغته الحجة ، لا يُعَّرَف ، بلغته الحجة القران والرسول صلى الله عليه وسلم ؟.
الشيخ : ما يكفي ، ما يكفي .
الشيخ : بلغته ، وصل ، سمع ، لكن لا بد أن يفهم المعنى.
بسم الله الرحمن الرحيم

السائل : فضيلة الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .

السائل : ما رأي فضيلتكم بمن يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ثم يرتكب منكراً وهو الذبح لغير الله ، فهل يكون هذا مسلم ؟ مع العلم أنه نشأ في بلاد الإسلام ؟ .

الشيخ : يذبح لغير الله ( واشلون [كيف ]) يذبح لغير الله ؟

السائل : يذبح لغير الله ، يقول أنا إن ترك هذا الأمر فسوف يضرني أو يضر أهلي .

الشيخ : لا ، أنا أقول (واشلون ) يذبح لغير الله ، كيف ؟

السائل : يذبح لغير الله .

الشيخ : يعني، يتقرب إلى هذا الغير بالذبح له ؟

السائل : اي ، نعم .

الشيخ : هذا الذي يتقرب إلى غير الله بالذبح له أي لهذا الغير ) مشرك شركاً أكبر، ولا ينفعه قول " لا إله إلا الله " ، ولا صلاة ، ولا غيرها ، اللهم إلا إذا كان ناشئاً في بلاد بعيدة ، لا يدرون عن هذا الحكم ، فهذا معذور بالجهل ، لكن يعلَّم .
السائل : كيف يكون في بلاد بعيدة؟
الشيخ : يعني ، مثلاً ، أفرض أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة[ السعودية] في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل ، أما إنسان يقال له : هذا كفر ، فيقول : لا ، ما يمكن أترك الذبح للولي : فهذا قامت عليه الحجة ، فيكون كافراً .

السائل : فإذا نُصح وقيل له : إن هذا شرك ، فهل أُطلق عليه إنه " مشرك " " كافر " ؟ .

الشيخ : نعم ، مشرك ، كافر ، مرتد ، يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل .

السائل : وهل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية ؟ .
الشيخ : الخفية تُبيَّن .

السائل : مثل ايش ؟
الشيخ : مثل هذه المسألة ، لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام , فهمت ؟
هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي ، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك ، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ .

السائل : وكيف أقيم الحجة عليه ؟ وما هي الحجة التي أقيمها عليه ؟ .

الشيخ : الحجة عليه ، أن الله تعالى قال: ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ) ،وقال تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ . فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) ، فهذا دليل على أن النحر للتقرب والتعظيم عبادة ، ومن صرف عبادة لغير الله : فهو مشرك .

السائل : زين , بالنسبة لمن فرق ، فقال لا يعذر بالجهل لانها من المسائل الظاهرة وأما المسائل الخفية مما تنازع فيه الناس ؟

الشيخ : أنا قلت لك الآن وأنت تعرف الظهور والخفاء ،
هل يستوي الناس فيه ؟

هل يستوي الناس فيه أو لا ؟
السائل : لا ، ما يستون .
الشيخ : ما يستون ،قد يكون هذا الشيء عندي ظاهر
، ما فيه إشكال وعند الآخر خفي ،
حتى في الإستدلال بالأدلة بعض العلماء يرى أن هذا الدليل واضح في الحكم والآخر يخفى عليه .

الكلام بس على بلوغه للإنسان .

السائل : بلوغ الحجة .

الشيخ : الحجة .

السائل : يعني أن القران وصل؟

الشيخ : فإذا بلغته الحجة وقيل له : هذا الفعل الذي تفعله شرك ، فَفَعَلَه : ما بقي عذر .

السائل :يعني يعرَّف ؟ .

الشيخ :اي، لازم ، لازم أن يُعرَّف .

الشيخ : نعم

السائل : هذه مسألة ، وهناك وردت شبهة وهي أنه يقال : إن فعله شرك وهو ليس بمشرك ! فكيف نرد؟ .

الشيخ :هذا صحيح ، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة .

السائل : ألم تقم عليه الحجة ؟ يعني بلغه القران .

الشيخ : أليس الذي قال : ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) ، مو قال بالكفر ؟

السائل : نعم .

الشيخ : ولم يكفر ؛ لأنه أخطأ من شدة الفرح ، وأليس المُكره يُكره على الكفر فيكفر ظاهراً لكن قلبه مطمئن بالإيمان؟

والعلماء الذين يقولون : " كلمة كفر دون صاحبها " ، هذا إذا لم تقم عليه الحجة ، ولم نعلم عن حاله ، أما إذا علمنا عن حاله : وش يبقى ؟! نقول : ما يكفر! معناه : ما أحد كافر! ، ما يبقى أحد يكفر ! ، حتى المصلي الذي ما يصلي نقول : ما يمكن أن يكفر ؟

السائل : لا ، شيخ بالنسبة لكلام ابن تيمية ؟

الشيخ : حتى ابن تيمية ، حتى ابن تيمية يقول : إذا بلغته الحجة : قامت عليه الحجة .

السائل : إذا بلغته الحجة ، لا يُعَّرَف ، بلغته الحجة القران والرسول صلى الله عليه وسلم؟.

الشيخ : ما يكفي ، ما يكفي .

السائل : كيف يعني؟

الشيخ : أفرض أنه أعجمي ، ما يفهم القران أيش معناه ؟

السائل : يعني ما بلغته؟

الشيخ : لا بلغته ، وصل ، سمع ، لكن لا بد أن يفهم المعنى .

السائل : كيف شيخ؟

الشيخ : يعني أقول لا بد أن يفهم المعنى ، بارك الله فيك .

السائل : يقول لا يُعَّرف كافر [ يقصد السائل ابن تيمية -رحمه الله - ].

الشيخ : لا ، ما قال هذا .

السائل : في رسالة للشيخ اسحاق بن عبد الرحمن .

الشيخ : المهم ، شيخ الإسلام كتبه معروفة وهو من أبعد الناس عن التكفير .

السائل: لا ، ما هو تكفير ، نقول هذه المسألة يعني ما يحتاج إقامة الحجة ، ولكن لا يلزم أن يُعَّرَف ؟

الشيخ : لازم يُعَّرَف؟

السائل : لانها مسائل ظاهرة .

الشيخ : ما هي بظاهرة .

السائل : الذي يَصِلُ الأعجميّ ، أنا قلت لك مثل الأعجميّ يمكن العربي إذا تلوْت هذا القران عَرَف .

السائل : ممكن يا شيخ؟.

الشيخ : لا ، اصبر ، المسألة ما هي مناظرة في هذا المكان ، هذا المكان سؤال جواب ، والمناظرة بيني وبينك .
إنما الآن الفائدة للجميع .

إنه لا يكفي بمجرد البلوغ حتى يفهمها .
لأنه لو فرضنا أنه إنسان أعجميّ ونقرأ عليه القرآن صباحا ومساء لكن لا يدري ايش معناها : هل قامت عليه الحجة ؟

" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ" .. انتهى كلام الشيخ رحمه الله
" لقاء الباب المفتوح شريط رقم 48 الوجه ب "
ويقول ابن عثيمين رحمه الله :

ولكن هل تقبل دعوى الجهل من كل أحد؟
الجواب؛ لا، فإن من عاش بين المسلمين، وجحد الصلاة، أو الزكاة، أو الصوم، أو الحج، وقال: لا أعلم، فلا يقبل قوله؛ لأن هذا معلوم بالضرورة من دين الإسلام؛ إذ يعرفه العالم والعامي، لكن لو كان حديث عهد بالإسلام، أو كان ناشئاً ببادية بعيدة عن القرى والمدن، فيقبل منه دعوى الجهل ولا يكفر، ولكن نعلمه فإذا أصر بعد التَّبيين حكمنا بكفره، وهذه المسألة ـ أعني مسألة العذر بالجهل ـ مسألة عظيمة شائكة، وهي من أعظم المسائل تحقيقاً وتصويراً.
فمن الناس من أطلق وقال: لا يعذر بالجهل في أصول الدين كالتوحيد، فلو وجدنا مسلماً في بعض القرى أو البوادي النائية يعبد قبراً أو ولياً، ويقول: إنه مسلم، وإنه وجد آباءه على هذا ولم يعلم بأنه شرك فلا يعذر.
والصحيح أنه لا يكفر؛ لأن أول شيء جاءت به الرسل هو التوحيد، ومع ذلك قال تعالى: {{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}} [الإسراء: 15] فلا بد أن يكون الإنسان ظالماً، وإلا فلا يستحق العذاب.
على أن تقسيم الدين إلى أصول وفروع أنكره شيخ الإسلام، وهذا التقسيم لم يحدث إلا بعد القرون المفضلة في آخر القرن الثالث، وقال شيخ الإسلام: كيف نقول: إن الصلاة من الفروع؟! ـ لأن الذين يقسمون الدين إلى أصول وفروع يجعلون الصلاة من الفروع ـ وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وكذا الزكاة، والصوم، والحج، كيف يقال: إنها من الفروع؟!
ولكن قد لا يعذر الإنسان بالجهل، وذلك إذا كان بإمكانه أن يتعلم ولم يفعل، مع قيام الشبهة عنده، كرجل قيل له: هذا محرم، وكان يعتقد الحل، فسوف تكون عنده شبهة على الأقل، فعندئذٍ يلزمه أن يتعلم ليصل إلى الحكم بيقين.
فهذا ربما لا نعذره بجهله ؛ لأنه فرط في التعليم ، والتفريط يسقط العذر ، لكن من كان جاهلاً ، ولم يكن عنده أي شبهة ، ويعتقد أن ما هو عليه حق ، أو يقول هذا على أنه الحق، فهذا لا شك أنه لا يريد المخالفة ولم يرد المعصية والكفر، فلا يمكن أن نكفره حتى ولو كان جاهلاً بأصل من أصول الدين، فالإيمان بالزكاة وفرضيتها أصل من أصول الدين، ومع ذلك لا يكفر الجاهل.
وبناءً على هذا يتبين حال كثير من المسلمين في بعض الأقطار الإسلامية الذين يستغيثون بالأموات، وهم لا يعلمون أن هذا حرام، بل قد لُبِّس عليهم أن هذا مِمَّا يقرب إلى الله، وأن هذا وليٌّ لله وما أشبه ذلك، وهم معتنقون للإسلام، وغيورون عليه، ويعتقدون أن ما يفعلونه من الإسلام، ولم يأت أحد ينبههم، فهؤلاء معذورون، لا يؤاخذون مؤاخذة المعاند الذي قال له العلماء: هذا شرك، فيقول: هذا ما وجدت عليه آبائي وأجدادي، فإن حكم هذا الأخير حكم من قال الله تعالى فيهم: {{إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}} [الزخرف: 22] .
فإن قيل: كيف يعذر هؤلاء ولم يعذر أهل الفترة، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «أبي وأبوك في النار» (2) ؟ فيقال: أهل الفترة ليس لنا أن نتجاوز ما جاءت به النصوص، ولولا أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: إن أباه في النار، لكان مقتضى القاعدة الشرعية أنه لا يعذب، وأن يكون أمره إلى الله، كسائر أصحاب الفترة، فإن القول الراجح أن أصحاب الفترة يمتحنون يوم القيامة بما شاء الله، أما هؤلاء فإنهم يعتقدون أنهم على الإسلام ولم يأتهم من يعلمهم، بل قد يكون عندهم من علماء الضلالة من يقول: إنَّ ما هم عليه هو الحق.
إذاً لا بد أن يكون الجاحد لوجوب الزكاة عارفاً بالحكم، فإن جحدها وهو عارف بالحكم صار كافراً، وإن كان جاهلاً وعلمناه وبينا له النصوص وأصر على ما هو عليه، فحينئذٍ يكون كافراً؛ لأنه عالم بالحكم.
وعلى هذا يتبين لنا أنه لا يشترط الإقرار بالحكم، فإذا بلغه الحكم على وجه واضح بين، فقد قامت عليه الحجة سواء أقر أم أنكر، حتى ولو أنكر فإن ذلك لا ينفعه، ولا يرفع عنه الحكم؛ وإلا لكان فرعون ـ الذي أنكر رسالة موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ مع إقراره بها في باطن نفسه ـ مؤمناً محقاً، ولكنه ليس كذلك، فالشرط هو بلوغ الحجة على وجه يتبين به الأمر، فإذا بلغ الإنسان ذلك، فإن إقراره بها ليس بشرط، فيحكم بكفره ولو لم يقر بها.
وإذا أخبرناه فأصر على أنها ليست واجبة، ولكنه يخرجها على أنها تطوع، فإنه يكفر وعلى هذا فإن قول المؤلف: «ومن منعها جحداً لوجوبها» ليس قيداً في الحكم؛ لأن المدار على الجحود، فإذا جحد الوجوب وهو عارف بالحكم، كفر سواء أخرجها أم لم يخرجها.
وقد قيل للإمام أحمد ـ رحمه الله ـ: إن فلاناً يقول في قوله تعالى: {{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا *}}: «إن ذلك فيمن استحل قتل المؤمن»، فتبسم الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ وقال: «إذا استحل قتل المؤمن فهو كافر، سواء قتله، أم لم يقتله»!! فتبقى الآية لا فائدة منها؛ لأن الآية علقت الحكم على وصف دون هذا الوصف الذي ذكره هذا القائل وهو الجحود.
. الشرح الممتع على زاد المستقنع الجزء 6 الصفحة 65

الشيخ صالحِ الفوْزانِ - حفظه الله -

السائل : ما الفرقُ بينَ الوَصْفِ بالكُفْر ِ والحُكمِ على المُعينِ بالكفر ِ والإعتقادِ بكفرِ المُعينِ ؟
الشيخ : أمَّا الحُكمِ على الأَعْمَال ِ كدعاءِ غَيْرِ اللهِ ، والذَّبحِ لغيْرِ الله والإستِغاثَةِ بغيرِ الله ِوالإستهزاء بالدّينِ ومسبَّةِ الدِّينِ ؛ هذا كُفْرٌ بالإجمَاعِ بلا شك ، لكنِ الشَّخْصِ الذَّي يصدُر منه هذا يُتأَمَلُ فيهِ؛ فإِن كان جاهلاً أَوْ كانَ مُتأَوِلاً أوْ مُقَلِداً فيُدرأُ عنهُ الكُفْرُ حتى يُبيّن لهُ، حتى يُبيّن لهُ الحق ، لأنّ قد تكون عندهُ شبهةٌ أو عندهُ جهل ما يُتسَرعُ في إِطلاق ِ الكفرُ عليهِ حتى تُقامُ عليهِ الحجةُ ، فإذا أُقيمت عليهِ الحجةُ واستمر عليه ؛ فيحكمُ عليهِ بالكُفرِ لأنَّهُ ليسَ لهُ عذر""

المصدر : شرح رسالة "الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك" للشيخ سليمان بن عبد الوهاب - رحمه الله-

الشيخ الألباني -رحمه الله-

السائل : هل هناك فرق في الشريعة في مسألة الإنذار أو قيام الحجة ،وبين قيام الحجة وفهمها ،حتى يعني تكون سبب من أسباب قيام حجة الله على عباده ؟
جواب الشيخ : هل تقصد فهمها أو إفهامها ( قال السائل : فهمها ) يعني فيه فرق، فلو كان رجلا مجنونا أو كان رجل أعجمي لا يفقه اللغة العربية ، أوأو،احتمالات كثيرة ربما نضطر إلى أن نذكر شيئا منه ، أولا: هل تكون الحجة قائمة ؟ طبعا لا. جوابي هذا على سؤالك هذا ، يذكرني بمناقشة جرت في مجلس لأول مرة حينما كنت جئت للتدريس في الجامعة الإسلامية ، وقبل أن تفتح أبواب الدراسة اجتمعنا في مجلس في سهرة مع بعض أهل العلم والفضل ، فأثير هذا الموضوع فقال بعضهم بأن دعوة الإسلام الآن بلغت كل بلاد الدنيا ، وأتبع كلامه بقوله أي : القرآن والحمد لله يذاع من كل البلاد الإسلامية ، إلى كل أقطار الدنيا ، وأنا أجبت بما خلاصته ، يا أستاذ أنت تقول القرآن و أنا أقول معك كما قلت ، لكن العرب كشعب أو كأمة ، فيهم الآن من لا يفهم القرآن ، فكيف تريد من الأعجام ، الألمان والبريطان و الأمريكان ، أن يفهموا القرآن بلغة القرآن، وغير مترجم إلى لغتهم على الأقل كيف تقوم الحجة على هؤلاء . بأن يسمعوا القرآن يتلى بلغة القرآن ، هذا لا يعني أنه قد أقيمت الحجة عليهم، ولذلك فأنا أقول : لا بد من أن يفهم الذي بلغته الحجة، أن يفهمها ، وأنا أضيف شيئا آخر . ليس كل من ينقل الحجة يحسن نقلها ولذلك فقيام الحجة على شخص ما ، ليس من السهل نحن أن نقول : أقيمت الحجة على فلان ، ولذلك أنا كثيرا ما أعترض على بعض إخواننا المبتدئين في طلب العلم والسالكين معنا في هذا الدرب، من الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح والمتحمسين ، فيقول أحدهم : أنا البارحة اجتمعت مع الشيخ فلان أو الدكتور الفلاني ، وناقشته في مسألة الاستغاثة بغير الله أو التوسل أو ما شابه ذلك وقلت : هذا لا يجوز و هذا حرام وهذا شرك وإلى آخره ، وهو يصلي بنا إماما، فأنا أقمت الحجة عليه ، فهل تجوز صلاتي خلفه ؟ أنا أقول أنت كيف تتصور أنك أقمت الحجة عليه ، وأنت بعد لا تزال في التعبير السوري في الرقراق، يعني في الضحضاح يعني في أول العلم ، ما ينبغي أن نتصور أن كل طالب علم يستطيع أن يقيم الحجة على المسلم الضال ، فضلا عن الكافر المشرك ، لكن كل إنسان مكلف أن يبلغ ما يستطيع ، أما هل قامت الحجة عليه أو لم تقم ، هذا علمه عند ربي ، ولذلك أنا ما أتصور أن كل شخص أفهم الحجة ، وبالتالي قامت عليه الحجة ، لكن أنا أقول من علم الله عز وجل منه أنه قامت الحجة عليه ، و تبينت له وجحدها ، فهو الذي يحكم عليه بالنار يوم القيامة ، ولذلك كما تعلمون جميعا ، أن الكفر مشتق من معنى التغطية فيعني حينما نقول فلان كافر ،يعني تبين له الحق ثم حاد عنه ، ولذلك قال تعالى ( وجحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ) فأي كافر بلغته حجة الله عز و جل وفهمها جيدا ثم جحد ، فهذا الذي يعذب ، ولذلك ربنا عز وجل وصف بعض أهل الكتاب بقوله ويعني نبيه عليه السلام : ( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) فهم يعرفون أن محمدا عليه السلام رسول وصادق ومبعوث إلى الناس كافة ، وليس إلى العرب فقط كما قالت بعض الطوائف من اليهود ، لا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، لكن مع ذلك تعصبوا لمن كانوا ينتظرونه أن يبعث منهم وفيهم، هذا هو الذي أعتقده بالنسبة لسؤالك المذكور آنفا .
المصدر :سلسلة الهدى والنور رقم الشريط 616 .
سؤال: هل يجوز تكفير الفرق الضالة كالخوراج، والمعتزلة، والرافضة وغيرهم، بعد إقامة الحجة عليهم؟

الشيخ الألباني: إذا كان السؤال مقيداً بما جاء في آخره بعد قيام الحجة عليهم، الجواب: نعم!! .
ولكن لا بد هنا من القول: هل كل من ادعى بأنه أقام الحجة على المنكر أو المخالف هو أهل لإقامة الحجة على ذلك المخالف؟
لأننا نشاهد اليوم -مع الأسف أن كثيراً من شبابنا السلفي إذا ما تعلم بعض المسائل واختلف هو وأحد المشايخ العلماء وقد يكونون علماء فعلاً بما يسمونه بعلوم الآلة، يعني بعلم النحو والصرف والبيان ....... وإلخ، والأصولين: أصول الحديث، وأصول الفقه، ولكن ما طبقوا ذلك -فيأتي أحد إخوانَّا المبتدئين في العلم، ويكون تعلم مسألة أو مسألتين، واختلف مع ذلك العالم، فيقول: أنا أقمت الحجة عليه!
وما أظن بمثل هذه السهولة نستطيع أن نقول بأن الحجة قد أقيمت عليه، ولذلك فأنا أقول: إذا أقيمت الحجة عليه فعلاً فقد سبق الجواب في هذا تماماً، لكن من يقيم الحجة؟
هم أهل العلم، وأهل المعرفة بالكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح من المنهج السليم
إذا كان الإنسان لا يصلي مطلقًا هل يقال هذا كافر بعينه؟
أجاب فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي:
لا ينبغي تكفير المعين لأن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم؛ ولأنه قد تكون ما قامت عليه الحجة و قد يكون عنده شبهة .



قال ابن باز في رده على من سأله في المسلم الذي ارتكب مكفراً فأجاب رحمه الله : ": إنه لا بد أن تقوم عليه الحجة؛ لأنه قد يكون جاهلا بهذا الأمر وليس عنده علم ؛ فلا بد أن يبين له حتى تقوم عليه الحجة ، فإذا قامت عليه الحجة فإنه يحكم بكفره.

س : ما الراجح في تكفير المعين ؟
ج: إذا قامت عليه الأدلة والحجة الدالة على كفره ، ووضح له السبيل ثم أصر فهو كافر .
لكن بعض العلماء يرى أن من وقعت عنده بعض الأشياء الشركية وقد يكون ملبساً عليه وقد يكون جاهلاً ، ولا يعرف الحقيقة فلا يكفره ، حتى يبين له ويرشده إلى أن هذا كفر وضلال ، وأن هذا عمل المشركين الأولين ، وإذا أصر بعد البيان يحكم عليه بكفر معين . اهـ
المصدر من كتاب الفوائد العلمية من الدروس البازية ( 2/273 -274 )ط الرسالة عام 1430هـ .

وفي الختام نقول لكل من تسول له نفسه رمينا بالإرجاء :

وسئل الشيخ رحمه الله :
ما حكم من يصف الذين يعذرون بالجهل بأنهم دخلوا مع المرجئة في مذهبهم ؟ .
فأجاب :
وأما العذر بالجهل : فهذا مقتضى عموم النصوص ، ولا يستطيع أحد أن يأتي بدليل يدل على أن الإنسان لا يعذر بالجهل ، قال الله تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) الإسراء/ 15 ، وقال تعالى : ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) النساء/ 165 ، ولولا العذر بالجهل : لم يكن للرسل فائدة ، ولكان الناس يلزمون بمقتضى الفطرة ولا حاجة لإرسال الرسل ، فالعذر بالجهل هو مقتضى أدلة الكتاب والسنة ، وقد نص على ذلك أئمة أهل العلم : كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، لكن قد يكون الإنسان مفرطاً في طلب العلم فيأثم من هذه الناحية أي : أنه قد يتيسر له أن يتعلم ؛ لكن لا يهتم ، أو يقال له : هذا حرام ؛ ولكن لا يهتم ، فهنا يكون مقصراً من هذه الناحية ، ويأثم بذلك ، أما رجل عاش بين أناس يفعلون المعصية ولا يرون إلا أنها مباحة ثم نقول : هذا يأثم ، وهو لم تبلغه الرسالة : هذا بعيد ، ونحن في الحقيقة - يا إخواني- لسنا نحكم بمقتضى عواطفنا ، إنما نحكم بما تقتضيه الشريعة ، والرب عز وجل يقول : ( إن رحمتي سبقت غضبي ) فكيف نؤاخذ إنساناً بجهله وهو لم يطرأ على باله أن هذا حرام ؟ بل إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال : " نحن لا نكفر الذين وضعوا صنماً على قبر عبد القادر الجيلاني وعلى قبر البدوي لجهلهم وعدم تنبيههم " .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 33 / السؤال رقم 12 ) .
والحمد لله أولاً وآخراً
كتبه أخوكم :
مصباح الحنون
الأربعاء
28 رجب 1432
طرابلس الشام حرسها الله

محمد ثروت خليفة
2011-07-07, 01:05 AM
السلام عليكم
أنت ذكرت عن ابن تيمية أنه يشترط قيام الحجة قبل تكفير المعين فما معنى قيامها عند ابن تيمية هل يعنى أن يقال له الدليل هو كذا وكذا أم أن الحجة قامت بوصول رسالة الإسلام إلى وطنه وتمكنه من العلم والعمل ؟

للأهمية إن كان يقصد الإمام ابن تيمية بقيام الحجة أى بلوغ الإسلام ووجود القرآن والعلم فى بلده وتمكنه من العلم والعمل فقد بطل بحثك وفسد ؟

أبوعبدالعزيزالتميمي
2011-07-07, 12:13 PM
السلام عليكم
أنت ذكرت عن ابن تيمية أنه يشترط قيام الحجة قبل تكفير المعين فما معنى قيامها عند ابن تيمية هل يعنى أن يقال له الدليل هو كذا وكذا أم أن الحجة قامت بوصول رسالة الإسلام إلى وطنه وتمكنه من العلم والعمل ؟
للأهمية إن كان يقصد الإمام ابن تيمية بقيام الحجة أى بلوغ الإسلام ووجود القرآن والعلم فى بلده وتمكنه من العلم والعمل فقد بطل بحثك وفسد ؟
أخي محمد بارك الله فيك, هل الموانع معتبرة في عدم تنزيل الأحكام الشرعية على المعينين وان كانوا في بلاد الأسلام.

محمد ثروت خليفة
2011-07-07, 12:30 PM
أخي محمد بارك الله فيك
وفيكم بارك ربنا

أخي محمد بارك الله فيك, هل الموانع معتبرة في عدم تنزيل الأحكام الشرعية على المعينين وان كانوا في بلاد الأسلام
نعم معتبرة ولكن بدون تفريط أو إفراط فليس كل إنسان يعذر بجهله وليس كل تأويل معتبر ......... إلخ .
وقد توقف أناس فى الحكم بالكفر على من إستحق هذا الوصف ولقد بالغ أناس فى تكفير آخرين بأدنى شبهة وبموانع معتبرة والحق بين هؤلاء وهؤلاء .

أبوعبدالعزيزالتميمي
2011-07-07, 01:41 PM
السلام عليكم
للأهمية إن كان يقصد الإمام ابن تيمية بقيام الحجة أى بلوغ الإسلام ووجود القرآن والعلم فى بلده وتمكنه من العلم والعمل فقد بطل بحثك وفسد ؟
أخي الكريم أنا أفهم ما تقصد ولكن الأصل أنا الناس لاتؤاخذ بأعمالها حتي يبين لهم قال تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا), فكثير من المسائل لايحيط بها كثير من طلاب العلم فضلا عن الناس وبالتالي كيف يآخذون من غير بيان وتوضيح وصبر عليهم بالتالي بلوغ الاسلام ووجود القرآن والعلم في بلده والتمكن من العلم والعمل ليس وحده حجة على الناس, تحتاج الناس الى دعوة وبيان لأظهار أنوار الدين خصوصا مع البعدعن زمن النبوة, وأرجو من أخي محمد أن لايجعل مناقشة المشاركة فيها شخصانية بل تطرح الأمور على سبيل الفائدة وبيان الحق والله أعلم.

محمد ثروت خليفة
2011-07-07, 03:38 PM
بارك الله فيك
بلوغ الاسلام ووجود القرآن والعلم في بلده والتمكن من العلم والعمل حجة فى المسائل التى لا تخفى كعبادة الله وحده لا شريك له ( كالصلاة والدعاء والذبح وما علم من الدين بالضرورة ) .

مصباح الحنون
2011-07-07, 03:51 PM
السلام عليكم
أنت ذكرت عن ابن تيمية أنه يشترط قيام الحجة قبل تكفير المعين فما معنى قيامها عند ابن تيمية هل يعنى أن يقال له الدليل هو كذا وكذا أم أن الحجة قامت بوصول رسالة الإسلام إلى وطنه وتمكنه من العلم والعمل ؟

للأهمية إن كان يقصد الإمام ابن تيمية بقيام الحجة أى بلوغ الإسلام ووجود القرآن والعلم فى بلده وتمكنه من العلم والعمل فقد بطل بحثك وفسد ؟
أخي بارك الله بك يلزمك التأمل بكلام الأئمة رحمهم الله ، ولا يجوز أن تحمل كلامهم على ما استقر في قلبك من شبه المكفرة ، فالواجب عليك أن تطرح الخلفيات وتقرأ بتأمل وإن أشكل عليك أمر ولم تفهمه راجع أهل العلم المعتبرين فإنهم أعرف بأقوال الأئمة والمراد منها ، أما أن تأول كلام الأئمة على حسب ما تذهب إليه من تبنيك لفكر مخالف لهم فليس هذا بسبيل طلاب الحق والهدى .
والسلام عليكم

محمد ثروت خليفة
2011-07-07, 03:58 PM
أخي بارك الله بك يلزمك التأمل بكلام الأئمة رحمهم الله ، ولا يجوز أن تحمل كلامهم على ما استقر في قلبك من شبه المكفرة ، فالواجب عليك أن تطرح الخلفيات وتقرأ بتأمل وإن أشكل عليك أمر ولم تفهمه راجع أهل العلم المعتبرين فإنهم أعرف بأقوال الأئمة والمراد منها ، أما أن تأول كلام الأئمة على حسب ما تذهب إليه من تبنيك لفكر مخالف لهم فليس هذا بسبيل طلاب الحق والهدى .
والسلام عليكم
أنت تطلب منى أن أقرأ بتأمل وتعتقد أنى عندى شبه تكفيرية وأيضاً أعتبرتنى أتأول كلام الأئمة على غير مرادهم وأن تأولى ناتج عن تبنى فكر مخالف .

أولاً : جزاكم الله خيراً على هذه الإتهامات ووأنت فى حل من حقى دائماً وأبداً إن شاء الله .

لكنك لو طلبت منى الدليل على ما أقول لكان أفضل .

محمد ثروت خليفة
2011-07-07, 04:10 PM
توضيح كلام شيخ الإسلام من نفس كلام شيخ الإسلام .
توضيح شيخ الإسلام أن الحجة تقام على العباد بشيئين :
الأول : التمكن من العلم الثانى : القدرة على العمل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به. فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي، وإذا انقطع العلم ببعض الدين أو حصل العجز عن بعضه كان ذلك في حق العاجز عن العلم أو العمل بقوله كمن انقطع عن العلم بجميع الدين أو عجز عن جميعه كالجنون مثلا، وهذه أوقات الفترات، فإذا حصل من يقوم بالدين من العلماء أو الأمراء أو مجموعهما كان بيانه لما جاء به الرسول شيئا فشيئا بمنزلة بيان الرسول لما بعث به شيئا فشيئا. اهـ.

وقال ابن القيم في (مدارج السالكين): حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتاب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه فقصر عنه ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة. والله سبحانه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه ... قال الله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وقال: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء). اهـ.

مصباح الحنون
2011-07-07, 04:23 PM
توضيح كلام شيخ الإسلام من نفس كلام شيخ الإسلام .
توضيح شيخ الإسلام أن الحجة تقام على العباد بشيئين :
الأول : التمكن من العلم الثانى : القدرة على العمل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به. فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي، وإذا انقطع العلم ببعض الدين أو حصل العجز عن بعضه كان ذلك في حق العاجز عن العلم أو العمل بقوله كمن انقطع عن العلم بجميع الدين أو عجز عن جميعه كالجنون مثلا، وهذه أوقات الفترات، فإذا حصل من يقوم بالدين من العلماء أو الأمراء أو مجموعهما كان بيانه لما جاء به الرسول شيئا فشيئا بمنزلة بيان الرسول لما بعث به شيئا فشيئا. اهـ.


وقال ابن القيم في (مدارج السالكين): حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتاب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه فقصر عنه ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة. والله سبحانه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه ... قال الله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وقال: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء). اهـ.

بارك الله بك هذا هذا الكلام لا ينفي ما نقلته لك من كلامهم رحمهم الله بل هو متمم له ، وأكرر دعوتك إلى التأمل لتفرق بين الكلام المطلق والكلام المقيد ، وأنا لم أتهمك بعد بأنك تكفيري لكن الذي يبدو أنك متأثر بكلامهم ، ولا يعني هذا جواز نفي جنس التكفير معاذ الله بل نكفر ما دل الكتاب والسنة على تكفيرهم .
أكرر عليك أن تعاود التأمل حتى لا تضرب المحكم من كلامهم بالمتشابه ،
أسأل الله أن يهديني وإياك إلى الهدى ودين الحق

مصباح الحنون
2011-07-07, 04:24 PM
أتسمح لي يا سيدي بسؤال ؟

مصباح الحنون
2011-07-07, 04:28 PM
وإليك هذا التحرير فهو اللبنة الأولى قبل هذا المقال :


الحمد لله وبعد :

هذه كلمات مختصرة موجزة في المسألة ،
بينةٌ جلية لطلاب الحق ،
الرُحماء بالخلق ،
توصلت لها بعد سبر كتب العلماء الفحول ،
من مشايخ الإسلام كابن تيمية وتلميذه وغيرهم من أئمة التفسير ، وأئمة الدعوة النجدية ،
سقتها لك باختصار ،
فإن أعياك فهمُ شيء منها ،
بسطت ما بوسعي في بيان ذلك على قدر الحاجة ،
وأُذكر الجميع خطورة المسألة فلإن يخطئ الحاكم في عدم التكفير أهدى له أن يُخطئ في التكفير ،

لأنَّ خطأ التكفير يجرُّ استحلال الدم والمال والفروج .

فمهلاً يا شباب الإسلام في هذي المسائل رحمكم الله .


لذا أقول وبه أستعين :


ألا وإنَّ من أفرى الفِرى على الله ورسوله وشريعته إبطالُ العذر بالجهل ،
وعدم اعتباره واستئصاله ، فهذا مذهب الخوارج الغلاة ،

كما لا يجوز أن يبقى هذا الحكم وصفاً ثبوتياً لا يرتفع ولا ينتفي البتة ، فهذا مذهب المرجئة الجفاة .

فلا بد من التوسط بين هذا وذاك .

فأهل السنة هم الوسط في ذلك بين المرجئة والخوارج ،

وسطيتهم كوسطية الإسلام بين اليهودية والنصرانية .


فهل كلُّ من وقع في الكفر يُعذر بالجهل ؟

وهل كلُّ من وقع في الكفر وقع الكفر عليه من غير اعتبار العذر بالجهل ولا الالتفات له أصلا ؟

وهل يُفرق في المسائل فمنها ما يُعتد بالعذر بالجهل ومنها ما لا يُعتد به بتاتاً ؟


نقول وبالله التوفيق :

يُفرَّق في الحكم بالتكفير بين المسائل الخفية والمسائل الجلية ،

فالمسائل الجلية هي مايُطلق عليها بالمعلوم من دين الله ضرورة ،
والمسائل الخفية هي التي يعلمها العالم وهو الذي يُجليها ليُحذر منها .

الذي يلزمنا هو المسألة الأولى :

فالمعلوم من الدين بالضرورة والذي لا يسع أن يجهل به أحد ، ويستوي فيه الجاهل والعالم ،
فمثله لا عذر لأحد بالجهل به إذا كان عاقلاً ،
ويُحكم على صاحبه بالردة والكفر ولو كان ممن ينطق بالشهادة ويصوم ويصلي ويزعم أنه مسلم .

أما المسائل الخفية فقد اتفق العلماء المنع من التكفير إلا بتحقيق شروط التكفير وانتفاء موانعه ،

ولا بد من رسوخ في العلم للتفريق بين ماهو معلوم ضرورة مما هو غير ذلك ،

ويُفرَّق في ذلك بين واقع وآخر ، أو بين بلد وآخر ،

مثال ذلك : الطواف بالقبور والإستغاثة بالأموات عمل شركي ،

لنفترض أن رجلاً من أهل مكة تربى وهو يسمع علماء نجد وكيف يُكثرون من تعليم هذه المسائل ،
وبعد هذا كله وُجد يطوف بقبر في ضواحي مكة ويستغيث ويَذل لها خاشعاً وكأنه بين يدي رب العالمين ،

ورجل وُلد في أرياف مصر ونشأ وأهله في البلدة يعكفون على القبور فظن هذا أنما يقوم به هو من دين الله أصالة ،

فهل يستويان مثلا ! ؟

الجواب : طبعاً لا ،

فالأول : الأمر معلوم عنده ضرورة أنه من الشرك ،

والثاني : الأمر معلوم عنده ضرورة أنه من الدين .

فالأول يُكَفَّر ،

والثاني يُعَلَّم تعليماً حليماً وحكيماً ،

وقد أخطأ من زعم أن مجرد تلاوة الآيات القرآنية عليه هي إقامة للحجة ،
مع العلم أن القرآن بين يديه ويتلوه من سنين !
ومع ذلك لم يكفره العلماء ،
إلا بعد إزالة الشبهة وإقامة الحجة ،
فإن تبين بالقرائن أن الشبهة أُزيلت والحجة أُقيمت ،
وهذا يُعرف بالقرائن والمماحكة والمحاججة ،
لأن الكثير قد يظن أنه قد أقام الحجة بالفظاظة والغلظة فحسب ،
من غير صبر ومحاججة وتبيان وإيضاح .
بل حال الكثيرين أنهم بدعوى إقامة الحجة يصدون عن الحجة ،
من أجل ذلك ذكرت لك أن يكون التعليم حكيماً حليماً ورحيماً .

عندها وبعد ذلك يُجتهد إما أن يُنظر بأمره ،
وإما أن يُحكم بتكفيره ردة ،

هذا بالنسبة لأحكام الدنيا أما في الأُخرى فالأمر فيها لملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى .
فقد نحكم على أناس بالردة بما ظهر لنا من الأدلة على ذلك ،
ويوم القيامة يكونون من أهل الإسلام ،
وقد أخطأ الحاكم بالحكم عليهم ،
والعكس بالعكس .
المهم أن المسألة ليست بالهوى إنما هي من أخطر المسائل ، لذا فإني أنصح أن لا يخوض بها من كان غير محيط ومدرك بمسائلها ،
وأن يترك الأمر إلى أهله .
والله الموفق

كتبه : أخوكم مصباح الحنون
الإثنين
27 جمادى الثانية 1432
طرابلس الشام
حرسها الله

محمد ثروت خليفة
2011-07-07, 05:10 PM
الأخ مصباح أنت تقول
فالمعلوم من الدين بالضرورة والذي لا يسع أن يجهل به أحد ، ويستوي فيه الجاهل والعالم ،
فمثله لا عذر لأحد بالجهل به إذا كان عاقلاً ،
ويُحكم على صاحبه بالردة والكفر ولو كان ممن ينطق بالشهادة ويصوم ويصلي ويزعم أنه مسلم

أقول لك صدقت
وأنا قلت من قبل
بلوغ الاسلام ووجود القرآن والعلم في بلده والتمكن من العلم والعمل حجة فى المسائل التى لا تخفى كعبادة الله وحده لا شريك له ( كالصلاة والدعاء والذبح وما علم من الدين بالضرورة )
.
وأود أن أنبه أن مسألة العذر فى المسائل الخفية هذا مما لم أعرف فيه خلافاً وهل من أهل السنة من لا يعذر فى مثل هذا ؟

أما تفريقك بين البلد الذى انتشر فيه العلم والبلد الذى قل فيه العلم وهذا يتضح بالمثال الذى دونته فهذا مما لم أقف على دليل عليه وكلام ابن تيمية وابن القيم ليس فيه إنتشار العلم ولكن وجوده والتمكن منه فالإنتشار والقلة لا دخل لهما فى المسألة ولكن الوجود والتمكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به .

محمد ثروت خليفة
2011-07-07, 05:22 PM
ورجل وُلد في أرياف مصر ونشأ وأهله في البلدة يعكفون على القبور فظن هذا أنما يقوم به هو من دين الله أصالة ،

فهل يستويان مثلا ! ؟

الجواب : طبعاً لا ،

فالأول : الأمر معلوم عنده ضرورة أنه من الشرك ،

والثاني : الأمر معلوم عنده ضرورة أنه من الدين .


أولاً : فلتعلم أننا فى مصر ( علماء وطلبة ) نقف على قدم وساق ضد الشرك والكفر بأنواعه والحرب العلمية علناً على الفضائيات وفى الجرائد حتى فى حكاوى الناس وأيضاً فإن أهل السنة أكثر بكثير جداً من المتصوفة .
ثانياً : حجتك أنه يعذر بجهله لأنه وجد أهله أو بيئته تفعل ذلك لم أقف للعلماء القدامى على القول بمثلها بل هذه حجة الكفار فى التدين بالكفر قال الله (( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ )) .

مصباح الحنون
2011-07-07, 05:46 PM
الأخ مصباح أنت تقول

أقول لك صدقت
وأنا قلت من قبل )
.
وأود أن أنبه أن مسألة العذر فى المسائل الخفية هذا مما لم أعرف فيه خلافاً وهل من أهل السنة من لا يعذر فى مثل هذا ؟

أما تفريقك بين البلد الذى انتشر فيه العلم والبلد الذى قل فيه العلم وهذا يتضح بالمثال الذى دونته فهذا مما لم أقف على دليل عليه وكلام ابن تيمية وابن القيم ليس فيه إنتشار العلم ولكن وجوده والتمكن منه فالإنتشار والقلة لا دخل لهما فى المسألة ولكن الوجود والتمكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به .
عدم علمك بدليل من كلام شيخي الإسلام لا يلزم منه نفي الأدلة ،
فقد يكون وقف عليه غيرك :
وانظر إلى بعضه بارك الله بك :
-قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6 /60-61):" أما كونه عند المستمع معلوما أو مظنونا أو مجهولا أو قطعيا أو ظنيا أو يجب قبوله أو يحرم أو يكفر جاحده أو لا يكفر ؛ فهذه أحكام عملية تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال. فإذا رأيت إماما قد غلظ على قائل مقالته أو كفره فيها فلا يعتبر هذا حكما عاما في كل من قالها إلا إذا حصل فيه الشرط الذي يستحق به التغليظ عليه والتكفير له ؛ فإن من جحد شيئا من الشرائع الظاهرة وكان حديث العهد بالإسلام أو ناشئا ببلد جهل لا يكفر حتى تبلغه الحجة النبوية. وكذلك العكس إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم فاغتفرت ؛ لعدم بلوغ الحجة له ؛ فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم ؛ فهذا أصل عظيم فتدبره فإنه نافع ".

قال ابن القيم في طريق الهجرتين (ص611): قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان وفي بقعة وناحية دون أخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له فهذا بمنزلة الأصم الذي لا يسمع شيئا ولا يتمكن من الفهم وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بالحجة يوم القيامة كما تقدم في حديث الأسود وأبي هريرة وغيرهما ا.هـ



مناقشة بديعة للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله - مع شخص يفرق بين المسائل الظاهرة والخفية في مسألة إقامة الحجة وبيان أنه أمر نسبي
أفرض أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل.
لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام , فهمت ؟
هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي
قد يكون هذا الشيء عندي ظاهر ، ما فيه إشكال وعند الآخر خفي ،
حتى في الإستدلال بالأدلة بعض العلماء يرى أن هذا الدليل واضح في الحكم والآخر يخفى عليه

أبوعبدالعزيزالتميمي
2011-07-07, 07:33 PM
أولاً : فلتعلم أننا فى مصر ( علماء وطلبة ) نقف على قدم وساق ضد الشرك والكفر بأنواعه والحرب العلمية علناً على الفضائيات وفى الجرائد حتى فى حكاوى الناس وأيضاً فإن أهل السنة أكثر بكثير جداً من المتصوفة .
ثانياً : حجتك أنه يعذر بجهله لأنه وجد أهله أو بيئته تفعل ذلك لم أقف للعلماء القدامى على القول بمثلها بل هذه حجة الكفار فى التدين بالكفر قال الله (( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ )) .

أخي الكريم محمد بارك الله فيك, الأخ ضرب لك مثلا وقد يكون مثلا غير مقصود وبارك الله فيكم على ماتقومون به من جهد لنشر دين الله سبحانه وتعالى, أخي الكريم كثير من الناس يتعبد بأمور مخالفة لدين الله بل أمور كفرية وهو يظن أنها من دين الله وأن فعلها يقرب الى الله مثل الطواف حول الأضرحة والذبح لها, لكن عندما يبين لهم دين الله بما يرضي الله يرجعون الى الحق ويحسن ايمانهم, الآية التي ذكرت انما رد الله عليهم حجتهم لأن الله قد أرسل لهم الرسل التي تبين لهم أما قبل ارسال الرسل فانهم معذورون حتى تقام عليهم الحجة لذلك أرسل الله اليهم الرسل وأنزل الآيات الدالة على ذلك, وقد بين الله أثر البيئة على الأنسان في قوله تعالى (وصدها ما كانت تعبد من دون الله انها كانت من قوم كافرين), ولكن عندما تبين لها الحق رجعت اليه (قالت رب اني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين), الأمر منك أخي المبارك أن تتأنى ولاتستعجل وأظنك بارك الله فيك تبغي الحق أسأل الله أن يوفقنا لمرضاته والله أعلم.

محمد ثروت خليفة
2011-07-07, 10:28 PM
الآية التي ذكرت انما رد الله عليهم حجتهم لأن الله قد أرسل لهم الرسل التي تبين لهم أما قبل ارسال الرسل فانهم معذورون حتى تقام عليهم الحجة لذلك أرسل الله اليهم الرسل وأنزل الآيات الدالة على ذلك, .

وأعلم أخى الحبيب أن العلماء تقام بوجودهم الحجة فهم بمثابة الرسل فى قيام الحجة ( مع الفرق طبعاً )وإن مشركى قريش كان آباؤهم على ملة إبراهيم ثم حرفوا وبدلوا وإنتقل التبديل والتحريف إلى آجيال أخرى ومع ندرة العلم لم يعذرهم الله فى الفترة التى لم يكن بين أظهرهم رسول بل إن الله لم يعذر أهل النبى أنفسهم وذلك لوجود الحق بين أظهرهم ( مع قلة القائلين به ) .

محمد ثروت خليفة
2011-07-07, 10:38 PM
الأخ مصباح السلام عليكم
الكلام الذى نقلته أنت من كلام شيخ الإسلام وإبن القيم حجة عليك لا لك وإذا أردت منى أن أبين بينت .
ثانياً نقلك عن الشيخ العثيمين رحمه الله من قال به من كبار العلماء قبله ؟

محمد ثروت خليفة
2011-07-07, 10:41 PM
وقد بين الله أثر البيئة على الأنسان في قوله تعالى (وصدها ما كانت تعبد من دون الله انها كانت من قوم كافرين), ولكن عندما تبين لها الحق رجعت اليه
ومع ذلك حكم بكفرها فقال (كانت من قوم كافرين ) .
الأمر منك أخي المبارك أن تتأنى ولاتستعجل وأظنك بارك الله فيك تبغي الحق أسأل الله أن يوفقنا لمرضاته والله أعلم.
بارك الله فيك على النصيحة ولكنى لست متعجلاً وأشكرك على أدبك فى النقاش زادك الله أدباً هكذا تكون الأخوة .

مصباح الحنون
2011-07-08, 12:18 AM
أخ ثروت بارك الله فيك لا بد أن تفرق بين الكافر الأصلي وبين المسلم الذي طرأ عليه الكفر فكلامنا متعلق بالنوع الثاني ،
وبالنسبة لدعواك واعتراضك على فهم ابن عثيمين ومطالبتك بسلف له فاعذرني أن أقول لك أن هذا سوء أدب مع مثل فقيه عصره وزمانه ابن عثيمين رحمه الله ،
فإذا كان التقاش سيصل إلى الاستخفاف بالعلماء وأن يتجرأ من لا يحسن التفريق بين النصوص المطلقة والمقيدة وبين نصوص الوعد والوعيد وفقه ذلك على بصيرة وبين الأحكام المتعلقة بالكافر الأصلي والمسلم الذي وقع في الكفر ، حينها سيصبح الجدال عقيما
ولا ندري ربما آتيك بكلام لابن تيمية فلا يعجبك فتقول : من سلف ابن تيمية في هذا الكلام
واسمح لي أن أقول لك أن ابن عثيمين في عصرنا كابن تيمية في عصره
والسلام عليكم ورحمة الله

أمة القادر
2011-07-08, 12:27 AM
جزاكم الله خيرا
عندي سؤال اذا تسمحون ما دام فرقتم بين الكافر الاصلي و بين المسلم الذي طرا عليه الكفر
ارجو توضوح الفرق بدقة و لما يتغير الحكم ؟
ثم ما حدود دائرة العذر بالجهل و حدود قيام الحجة ؟ هل هو قبوله للحجة بعقله فحسب كيف بعد ذلك نعلم عدم بلوغها من مجرد حجوده؟
و كيف نسقط عامل البيئة في قيام هذه الحجة.. ألم تختلف بيئات البشر في صدر الاسلام رغم ذلك كانت الرسالة واحدة بقالب واحد ؟
و بوركتم.

محمد ثروت خليفة
2011-07-08, 01:20 AM
أخ ثروت بارك الله فيك
وفيكم بارك ربنا

وبالنسبة لدعواك واعتراضك على فهم ابن عثيمين ومطالبتك بسلف له فاعذرني أن أقول لك أن هذا سوء أدب مع مثل فقيه عصره
هذا ليس من سوء الأدب وإنما هو طلب للحق فالقاعدة أخى أن أقوال العلماء يحتج لها ولا يحتج بها وهذا ما تعلمناه من الشيخ نفسه ( عن طريق كتبه ) .


فإذا كان التقاش سيصل إلى الاستخفاف بالعلماء
ليس فى كلامى إستخفاف لأى عالم بارك الله فيك ولعل الشيخ العثيمين أحب علماء المملكة إلى قلبى ولعل الفرح قد ملأ قلبى حين وجدت له درساً مرئياً فرحاً برؤية وجهه رحمه الله .

ولا ندري ربما آتيك بكلام لابن تيمية فلا يعجبك فتقول : من سلف ابن تيمية في هذا الكلام
لو أحسنت الظن لكان خيراً لك ومع ذلك فأنت فى حل من حقى .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــ

وأعلم أن ملخص كلامى هو أنه لا عذر بالجهل فى عبادة غير الله كالذبح لغيره ودعاء غيره إذا كان العبد فى بلاد إسلام يعش فيها المسلمون معهم كتاب الله وفيهم العلماء ولو قليل أما المسائل الخفية ففيها العذر وفيها الخطأ والصواب وأنت تنقل كلام إبن تيمية مجملاً وأنا آتيك به مفسراً كنقلك هذا الذى يوهم العذر فى المسائل الظاهرة والخفية
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3/229): "ومن جالسني يعلم ذلك مني أنِّي من أعظم الناس نهياً عن أنْ ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى"ا.هـ.

وحتى يتضح لك أن كلام شيخ الإسلام ليس فى عبادة الله آتيك بكلامه هو فخير ما يفسر به كلام ابن تيمية هو كلامه نفسه فقد قال في معرض ذمه لأهل الكلام وما يقعون فيه قال:" وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة أنها من دين المسلمين بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمد صلى الله عليه وسلم بُعث بها وكفر مخالفها مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين والشمس والقمر والكواكب والأصنام وغير ذلك فإن هذا أظهر شعائر الإسلام ومثل أمره بالصلوات الخمس وإيجابه لها وتعظيم شأنها ومثل معاداته لليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك ثم تجد كثيراً من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين" (مجموع الفتاوى 4/54 ) فهل إتضح لنا أنه يفرق بين الأمور الخفية والظاهرة كعبادة الله تعالى أم لا ؟
وهذا كلام إمام الدعوة فى عصره الشيخ محمد بن عبد الوهاب يوضح التفريق بين الأمور الظاهرة والخفية يقول: (إن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف، وأما أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة).
ويقول في موضع آخر: (إن الشخص المعين إذا قال ما يوجب الكفر، فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناس وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة فهذا لا يتوقف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة تدفع بها في نحر من كفر البلدة الممتنعة عن توحيد العبادة والصفات، بعد بلوغ الحجة ووضوح المحجة.
وسوف ترى لى مواضيع بهذا الشأن فإن من الرحمة بالناس أن يعرفوا الحق ليتبعوه وأن يعرفوا الباطل فيجتنبوه وأن الخطر عظيم هذه هى الرحمة بالناس حقاً

وأعتذر عن الرد مجدداً لشئ فى نفسى والسلام عليكم

محمد ثروت خليفة
2011-07-08, 01:28 AM
عندي سؤال اذا تسمحون ما دام فرقتم بين الكافر الاصلي و بين المسلم الذي طرا عليه الكفر أنا لم أفرق .

مصباح الحنون
2011-07-08, 01:39 AM
(... وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر ، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي ، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم...)

هذا قول ابن عبد الوهاب رحمه الله
فهل عذرهم بجهلهم في مسألة خفية أم أنها من أصول الدين ؟!!
لا أدري لماذا هذا الحيد عن حقيقة كلام أهل العلم وهو ظاهر بين لا يحتمل التأويل

مصباح الحنون
2011-07-08, 01:44 AM
سئل ابن باز رحمه الله :
س: إن رأيت أحداً يدعو صاحب القبر ويستغيث به , فهو مصاب بالشرك فهل أدعوه على أنه مسلم , أم أدعوه على أنه مشرك , إذا أردت أن أدعوه إلى الله عز وجل , وأن أبين له ؟
ج: ادعه بعبارة أخرى , لا هذه ولا هذه , قل له : يا فلان يا عبدالله عملك هذا الذي فعلته شرك , وليس عبادة .
هو عمل المشركين الجاهلين , عمل قريش وأشباه قريش ؛
لأن هنا مانعاً من تكفيره ؛ ولأن فيه تنفيره , أول ما تدعوه ؛
ولأن تكفير المعين غير العمل الذي هو شرك , فالعمل شرك , ولا يكون العامل مشركاً , فقد يكون المانع من تكفيره جهله أو عدم بصيرته على حد قول العلماء.
وأيضاً في دعوته بالشرك تنفير , فتدعوه باسمه , ثم تبين له أن هذا العمل شرك .
ماذا تقول في هذا الكلام بارك الله بك ؟

مصباح الحنون
2011-07-08, 01:55 AM
أما عن حصرك العذر في المسائل الخفية ففيه نظر ويحتاج إلى تفصيل وتفريق ، ولعل الكتابة أحياناً تطول المسافات ، فحصرك هذا يخالف أقوال الأئمة ويستحيل به الجمع بين نصوصهم
وإليك من كلام شيخ الإسلام ما يرد كلامك ويوضح مشكله :
قال شيخ الإسلام: إني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى التكفير أو تفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية، وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا معصية

أنظر رحمك الله كيف عمم في المسائل القولية والخبرية
والأمر معك يحتاج إلى مناقشة مقالي : تحرير مسألة العذر بالجهل بالتسلسل

محمد ثروت خليفة
2011-07-08, 05:22 PM
(... وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر ، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي ، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم...)

هذا قول ابن عبد الوهاب رحمه الله
فهل عذرهم بجهلهم في مسألة خفية أم أنها من أصول الدين ؟!!
لا أدري لماذا هذا الحيد عن حقيقة كلام أهل العلم وهو ظاهر بين لا يحتمل التأويل
أعلم أن مثل هذا فى حديث العهد بالإسلام وما شابهه لذلك قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب موضحاً أنه لا يعذر فى مثل هذه الأمور : (إن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف، وأما أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة).
ويقول في موضع آخر: (إن الشخص المعين إذا قال ما يوجب الكفر، فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناس وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة فهذا لا يتوقف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة تدفع بها في نحر من كفر البلدة الممتنعة عن توحيد العبادة والصفات، بعد بلوغ الحجة ووضوح المحجة .
ثم أنت أتيت بفتوى العلامة إبن باز رحمه الله مستدلاً بها على الإعذار فى عبادة غير الله وها هى مشاركتك


سئل ابن باز رحمه الله :
س: إن رأيت أحداً يدعو صاحب القبر ويستغيث به , فهو مصاب بالشرك فهل أدعوه على أنه مسلم , أم أدعوه على أنه مشرك , إذا أردت أن أدعوه إلى الله عز وجل , وأن أبين له ؟
ج: ادعه بعبارة أخرى , لا هذه ولا هذه , قل له : يا فلان يا عبدالله عملك هذا الذي فعلته شرك , وليس عبادة .
هو عمل المشركين الجاهلين , عمل قريش وأشباه قريش ؛
لأن هنا مانعاً من تكفيره ؛ ولأن فيه تنفيره , أول ما تدعوه ؛
ولأن تكفير المعين غير العمل الذي هو شرك , فالعمل شرك , ولا يكون العامل مشركاً , فقد يكون المانع من تكفيره جهله أو عدم بصيرته على حد قول العلماء.
وأيضاً في دعوته بالشرك تنفير , فتدعوه باسمه , ثم تبين له أن هذا العمل شرك



وهذا لابد أن يحمل أيضاً على حديث العهد بالإسلام والتوضيح هو من كلام الشيخ إبن باز رحمه الله

من هو الذي يعذر بالجهل في العقيدة والأمور الفقهية؟
الأخ: م . ص من جمهورية مصر العربية يقول في سؤاله: من هم الذين يعذرون بالجهل؟ وهل يعذر الإنسان بجهله في الأمور الفقهية؟ أم في أمور العقيدة والتوحيد؟ وما هو واجب العلماء نحو هذا الأمر؟




دعوى الجهل والعذر به فيه تفصيل، وليس كل واحد يعذر بالجهل، فالأمور التي جاء بها الإسلام وبينها الرسول للناس وأوضحها كتاب الله وانتشرت بين المسلمين لا تقبل فيها دعوى الجهل، ولا سيما ما يتعلق بالعقيدة وأصل الدين، فإن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليوضح للناس دينهم ويشرحه لهم، وقد بلغ البلاغ المبين وأوضح للأمة حقيقة دينها، وشرح لها كل شيء، وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، وفي كتاب الله الهدى والنور فإذا ادعى بعض الناس الجهل فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، وقد انتشر بين المسلمين، كدعوى الجهل بالشرك وعبادة غير الله عز وجل، أو دعوى أن الصلاة غير واجبة، أو أن صيام رمضان غير واجب أو أن الزكاة غير واجبة، أو أن الحج مع الاستطاعة غير واجب، فهذا وأمثاله لا تقبل فيه دعوى الجهل ممن هو بين المسلمين؛ لأنها أمور معلومة بين المسلمين. وقد عُلِمت بالضرورة من دين الإسلام وانتشرت بين المسلمين فلا تقبل دعوى الجهل في ذلك، وهكذا إذا ادعى أحد بأنه يجهل ما يفعله المشركون عند القبور أو عند الأصنام من دعوة الأموات والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم، أو الذبح للأصنام أو الكواكب أو الأشجار أو الأحجار، أو طلب الشفاء أو النصر على الأعداء من الأموات أو الأصنام أو الجن أو الملائكة أو الأنبياء .. فكل هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة، وأنه شرك أكبر، وقد أوضح الله ذلك في كتابه الكريم وأوضحه رسوله صلى الله عليه وسلم، وبقي ثلاث عشرة سنة في مكة وهو ينذر الناس هذا الشرك وهكذا في المدينة عشر سنين، يوضح لهم وجوب إخلاص العبادة لله وحده ويتلو عليهم كتاب الله مثل قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ[1] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn1)، وقوله سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[2] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn2)، وقوله عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[3] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn3)، وقوله سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ[4] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn4)، وقوله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[5] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn5)، وبقوله سبحانه مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ[6] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn6)، وبقوله سبحانه وتعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[7] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn7)، وبقوله سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[8] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn8)، وهكذا الاستهزاء بالدين والطعن فيه والسخرية به والسب كل هذا من الكفر الأكبر ومما لا يعذر فيه أحد بدعوى الجهل؛ لأنه معلوم من الدين بالضرورة أن سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفر الأكبر وهكذا الاستهزاء والسخرية، قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[9] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn9).
...... إلى أن قال الشيخ رحمه الله أما المسائل التي قد تخفى مثل بعض مسائل المعاملات وبعض شؤون الصلاة وبعض شؤون الصيام فقد يعذر فيها الجاهل؟ كما عذر النبي صلى الله عليه وسلم الذي أحرم في جبة وتلطخ بالطيب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((اخلع عنك الجبة واغسل عنك هذا الطيب واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجتك))، ولم يأمره بفدية لجهله، وهكذا بعض المسائل التي قد تخفى يعلم فيها الجاهل ويبصر فيها، أما أصول العقيدة وأركان الإسلام والمحرمات الظاهرة فلا يقبل في ذلك دعوى الجهل من أي أحد بين المسلمين فلو قال أحد، وهو بين المسلمين، إنني ما أعرف أن الزنا حرام فلا يعذر، أو قال ما أعرف أن عقوق الوالدين حرام فلا يعذر بل يضرب ويؤدب، أو قال: ما أعرف أن اللواط حرام فلا يعذر؛ لأن هذه أمور ظاهرة معروفة بين المسلمين في الإسلام.
لكن لو كان في بعض البلاد البعيدة عن الإسلام أو في مجاهل أفريقيا التي لا يوجد حولها مسلمون قد يقبل منه دعوى الجهل وإذا مات على ذلك يكون أمره إلى الله، ويكون حكمه حكم أهل الفترة، والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار، أما الذي بين المسلمين ويقوم بأعمال الكفر بالله ويترك الواجبات المعلومة، فهذا لا يعذر؛ لأن الأمر واضح والمسلمون بحمد الله موجودون، ويصومون ويحجون ويعرفون أن الزنا حرام وأن الخمر حرام وأن العقوق حرام وكل هذا معروف بين المسلمين وفاشٍ بينهم، فدعوى الجهل في ذلك دعوى باطلة، والله المستعان.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــ

هذا وأسأل الله أن يجمعنى بك فى الفردوس الأعلى وفى ساحات الجهاد قريباً إن شاء الله .

أبوعبدالعزيزالتميمي
2011-07-08, 07:05 PM
السلام عليكم
أنت ذكرت عن ابن تيمية أنه يشترط قيام الحجة قبل تكفير المعين فما معنى قيامها عند ابن تيمية هل يعنى أن يقال له الدليل هو كذا وكذا أم أن الحجة قامت بوصول رسالة الإسلام إلى وطنه وتمكنه من العلم والعمل ؟
للأهمية إن كان يقصد الإمام ابن تيمية بقيام الحجة أى بلوغ الإسلام ووجود القرآن والعلم فى بلده وتمكنه من العلم والعمل فقد بطل بحثك وفسد ؟
أخي محمد بارك الله فيك, أرى أن الموضوع تشعب وأنت والأخ مصباح بارك الله فيكم كل يدعي فهمه لكلام أهل العلم وأنه صاحب الحق في المسألة, لو رجعنا الى أول الموضوع وهو لو سألنا عن الصحابة الذين كانوا مع النبي (ص) بعد فتح مكة وكانوا خارجين الى حنين ومروا على سدرة كانت للمشركين يعلقون عليها أسلحتهم فقال بعض الصحابة يارسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط, فقال النبي (ص) الله أكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قال أصحاب موسى لموسى اجعل لنا الها كما لهم آلهة, هل كفر النبي (ص) هؤلاء الأصحاب وطلب منهم تجديد اسلامهم أم بين أن قولهم كفر يلزمهم التوبة منه وعذرهم لقرب عهدهم من الاسلام مع وجود النبي (ص) وظهور الاسلام وتمكنه, أخي الكريم قد يخفى على البعض بعض المسائل التي هي من الأصول لأن التمكن من العلم يحتاج الى فترة قد تختلف من شخص لآخر بحسب طلبه للعلم وتمكنه من ذلك وحسب الوقت المتيسر له وبالتالي كل هذه الأمور يجب أن تأخذ بالحساب ويتأنى في تنزيل الأحكام على المعينين, أسأل الله أن يعيننا على فهم دينه واتباع سنة نبيه والله أعلم وبارك الله فيكم.

محمد ثروت خليفة
2011-07-08, 08:41 PM
[/quote]
أخي محمد بارك الله فيك
وفيكم بارك ربنا

كل يدعي فهمه لكلام أهل العلم وأنه صاحب الحق في المسألة
بارك الله فيك هذا ليس إدعاء إرجع إلى المشاركات ترى أننى جئت من كلام إبن تيمية ما يفسر مجمل كلامه .

لو رجعنا الى أول الموضوع وهو لو سألنا عن الصحابة الذين كانوا مع النبي (ص) بعد فتح مكة وكانوا خارجين الى حنين ومروا على سدرة كانت للمشركين يعلقون عليها أسلحتهم فقال بعض الصحابة يارسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط, فقال النبي (ص) الله أكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قال أصحاب موسى لموسى اجعل لنا الها كما لهم آلهة, هل كفر النبي (ص) هؤلاء الأصحاب وطلب منهم تجديد اسلامهم أم بين أن قولهم كفر يلزمهم التوبة منه وعذرهم لقرب عهدهم من الاسلام مع وجود النبي (ص) وظهور الاسلام وتمكنه
وأنا لا أختلف معك فى هذا مطلقاً فهؤلاء حدثاء عهد بإسلام

أخي الكريم قد يخفى على البعض بعض المسائل التي هي من الأصول لأن التمكن من العلم يحتاج الى فترة قد تختلف من شخص لآخر بحسب طلبه للعلم وتمكنه من ذلك وحسب الوقت المتيسر له وبالتالي كل هذه الأمور يجب أن تأخذ بالحساب ويتأنى في تنزيل الأحكام على المعينين,
لكن لا يظل سنين بيننا ويقال معذور .

أسأل الله أن يعيننا على فهم دينه واتباع سنة نبيه والله أعلم وبارك الله فيكم.
آمين
رفعك الله فى الآخرة وزادك أدباً

محمد ثروت خليفة
2011-07-08, 08:43 PM
أردت أن أخبركم بشئ إنى أحبكم فى الله .

أبوعبدالعزيزالتميمي
2011-07-08, 10:03 PM
أردت أن أخبركم بشئ إنى أحبكم فى الله .
الأخ محمد أحبك الله الذي فيه أحببتنا, الأختلاف في الرأي ان شاء الله لايفسد أخوتنا في الله وأظن أنه لااختلاف, وأذكر نفسي وأخوتي أن أهل السنة أرحم الخلق بالخلق وأطوعهم وأصبرهم على الحق.

مصباح الحنون
2011-07-10, 12:40 AM
سؤال إلى الأخ ثروت
هل المعلوم من الدين بالضرورة هو على حدٍ سواء في كل مكان ؟
بمعنى هل يكون هناك حكم في بلد معلوم من الدين بالضرورة وفي بلد ليس كذلك ؟
أرجو أن تكون الإجابة بنعم أو لا

أمة القادر
2011-07-10, 02:54 PM
الاخ الفاضل صاحب الموضوع
ليتكم تكرمتم بالرد على سؤال وجهته اليكم قبل الاستمرار في هذا الحوار الانفرادي بينكم و بين الاخ ثروت ..
أو وضحوا سبب عدم الرد .. أقل ما عليكم في إجابة السائل ..

و الله يوفقكم.

محمد ثروت خليفة
2011-07-10, 04:27 PM
الاخ الفاضل صاحب الموضوع
ليتكم تكرمتم بالرد على سؤال وجهته اليكم قبل الاستمرار في هذا الحوار الانفرادي بينكم و بين الاخ ثروت ..
أو وضحوا سبب عدم الرد .. أقل ما عليكم في إجابة السائل ..

و الله يوفقكم.
لقد فهمت من الأسئلة التى تقدمتى بها أنك دارسة جيدة لهذه المسائل وفهمت أيضاً أننا على نفس المنهج لذلك لم أرد

أما بالنسبة للرد مرة أخرى على الأخ الفاضل مصباح فأعتذر عنه فأنا أرى أن ما مضى فى بيان أقوال العلماء .

أمة القادر
2011-07-10, 07:43 PM
لقد فهمت من الأسئلة التى تقدمتى بها أنك دارسة جيدة لهذه المسائل وفهمت أيضاً أننا على نفس المنهج لذلك لم أرد


جزاكم الله خيرا حسن ردكم و فتح عليكم بخيري الدنيا و الاخرة.

أبو طارق النهدي
2011-07-10, 08:32 PM
لو تحرر محل النزاع لذهب الخلاف .
وفي ظني أن المسألة متفق عليها جملة, والخلاف إنما في التطبيق .
فلا أعلم خلافًا بين أهل العلم في عدم عذر المعرض والمعاند ممن يصرفون العبادات للقبور وأهلها .
ولا أعلم خلافًا بين أهل العلم في الإعذار بالجهل لسواهما , ويبقى بينهم خلاف معتبر في توصيف كنه هذا الجهل والمتلبس به.
ففريق من أهل العلم ضبط ذلك بحديث عهد بكفر ومن كان في بادية بعيدًا عن العلم والعلماء وحصر الجهل في هاتين الحالتين.
وفريق أخر قال : بل يتصور وجود الجهل والجهال في غير هاتين الحالتين, مع تأكيدهم على إخراج المعرض والمعاند من هذه الصور.
وفي ظني أن ما يسع الجميع ما يلي : إن الخلاف في ذلك اجتهادي ومعتبر, لأنه من الخلاف في تحقيق مناط المستحق للحكم الشرعي بالتكفير أو الإعذار, وهذا الأمر يختلف بحسب الحاكم المجتهد وتكامل التصور لكل حالة معينة, والله أعلم
وأما الباطل في الجهتين وأهل العلم منه براء :
1- نفي الإعذار بالجهل مطلقًا في مسائل الدين الظاهرة .
2- إعذار المعرضين والمعاندين في مسائل الدين الظاهرة .
والله الموفق.

مصباح الحنون
2011-07-10, 11:33 PM
لو تحرر محل النزاع لذهب الخلاف .
وفي ظني أن المسألة متفق عليها جملة, والخلاف إنما في التطبيق .
فلا أعلم خلافًا بين أهل العلم في عدم عذر المعرض والمعاند ممن يصرفون العبادات للقبور وأهلها .
ولا أعلم خلافًا بين أهل العلم في الإعذار بالجهل لسواهما , ويبقى بينهم خلاف معتبر في توصيف كنه هذا الجهل والمتلبس به.
ففريق من أهل العلم ضبط ذلك بحديث عهد بكفر ومن كان في بادية بعيدًا عن العلم والعلماء وحصر الجهل في هاتين الحالتين.
وفريق أخر قال : بل يتصور وجود الجهل والجهال في غير هاتين الحالتين, مع تأكيدهم على إخراج المعرض والمعاند من هذه الصور.
وفي ظني أن ما يسع الجميع ما يلي : إن الخلاف في ذلك اجتهادي ومعتبر, لأنه من الخلاف في تحقيق مناط المستحق للحكم الشرعي بالتكفير أو الإعذار, وهذا الأمر يختلف بحسب الحاكم المجتهد وتكامل التصور لكل حالة معينة, والله أعلم
وأما الباطل في الجهتين وأهل العلم منه براء :
1- نفي الإعذار بالجهل مطلقًا في مسائل الدين الظاهرة .
2- إعذار المعرضين والمعاندين في مسائل الدين الظاهرة .
والله الموفق.
رضي الله عنك حول كلامك أدندن بارك الله بك ، فلو قرأت مقالاً لي بعنوان : تحرير مسألة العذر بالجهل ، يدور حول كلامك
جزاك الله خيرا

أم معاذة
2011-07-11, 01:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأخ محمد ثروت خليفة فقد أجاد وأفاد.

محمد ثروت خليفة
2011-07-11, 04:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأخ محمد ثروت خليفة فقد أجاد وأفاد.
وعليكم السلام ورحة الله وبركاته
وفيكم بارك ربنا

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 04:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله :
أتابع مشاركاتكم وألحظ فيها شيئاً :
1- عدم تحرير أقوال الأئمة ووقوف كل طرف علي ما يناسبه وإعراضه عن غيره
2- تقسيم الدين إلى مسائل ظاهرة وأخرى خفية لا أصل له في الشرع ، فإن ما يخفى في زمان قد يظهر في آخر [ مثال مانعي الزكاة ، وانظر كلام الخطابي والنووي وابن عبد البر ]
3- عدم التفريق بين الإعراض والجهل الذي هو نتيجة لهذا الإعراض وليس هو نفسه
4- يحصل خلط بين نفي العذاب وبين نفي التكفير أو إثباته
5- عدم التفريق بين الكافر الأصلي الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فلا نحكم بإسلامه لإنعدامه منه ، وبين المسلم الجاهل الذي ثبت له الإسلام بيقين فلا يخرج منه إلا بيقين

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 04:27 AM
تنبيهات ضرورية :
أول الإعراض:
قال ابن القيم رحمه الله : " وأما كفر الإعراض : فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول لا يصدقه ولا يكذبه ولا يواليه ولا يعاديه ولا يصغي إلى ما جاء به ألبتة كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي : والله أقول لك كلمة ، إن كنت صادقا فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك وإن كنت كاذبا فأنت أحقر من أن أكلمك "مدارج السالكين1/337
وقال كذلك "وكفر إعراض محض لا ينظر فيما جاء به الرسول ، ولا يحبه ولا يبغضه
، ولا يواليه ولا يعاديه ، بل هو معرض عن متابعته ومعاداته" مفتاح دار السعادة 1/94
قال ابن القيم رحمه الله " وكل من أعرض عن الاهتداء بالوحي الذي هو ذكر الله فلابد أن يقول هذا يوم القيامة، فإن قيل :فهل لذلك عذر في ضلاله إذ كان يحسب أنه على هدى كما قال تعالى ﴿ ويحسبون أنهم مهتدون ﴾ قيل: لا عذر لهذا ، ولا لأمثاله من الضلال الذين منشأ ضلالهم الإعراض عن الوحي الذي جاء به رسول الله ولو ظن أنه مهتد ، فإنه مفرط بإعراضه عن اتباع داعي الهدى ، فإذا ضل فإنما أتي من تفريطه وإعراضه ،وهذا بخلاف من كان ضلاله لعدم بلوغ الرسالة وعجزه عن الوصول إليها فذاك له حكم آخر،والوعيد في القرأن إنما يتناول الأول"التفسيرالقيم359
ثانيا الجهل :
التنبيه على أن الجهل وإن كان عذراً – كما سيأتي – إلا أن بقاءه ليس مراداً ، بل نحن مأمورون برفعه حسب الاستطاعة ، قال شيخ الإسلام رحمه الله : " أن بيان الحكم سبب لزوال الشبهة المانعة من لحوق العقاب ؛ فإن العذر الحاصل بالاعتقاد ليس المقصود بقاءه بل المطلوب زواله بحسب الإمكان ولولا هذا لما وجب بيان العلم ولكان ترك الناس على جهلهم خيرا لهم ولكان ترك دلائل المسائل المشتبهة خيرا من بيانها " مجموع فتاوى20/279
ثالثا الظاهر والخفي :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" فكون المسألة قطعية أو ظنية هو أمر إضافي بحسب حال المعتقدين ليس هو وصفا للقول في نفسه فإن الإنسان قد يقطع بأشياء علمها بالضرورة أو بالنقل المعلوم صدقه عنده وغيره لا يعرف ذلك لا قطعا ولا ظنا وقد يكون الإنسان ذكيا قوي الذهن سريع الإدراك علما وظنا فيعرف من الحق ويقطع به ما لا يتصوره غيره ولا يعرفه لا علما ولا ظنا فالقطع والظن يكون بحسب ما وصل إلى الإنسان من الأدلة وبحسب قدرته على الإستدلال والناس يختلفون في هذا وهذا ، فكون المسألة قطعية أو ظنية ليس هو صفة ملازمة للقول المتنازع فيه حتى يقال كل من خالفه قد خالف القطعي بل هو صفة لحال الناظر المستدل المعتقد وهذا مما يختلف فيه الناس فاعلم أن هذا الفرق لا يطرد ولا ينعكس "منهاج السنة النبوية 5/91
قال شيخ الإسلام :" وأيضا : فكون الشيء معلوما من الدين ضرورة أمر إضافي فحديث العهد بالإسلام ومن نشأ ببادية بعيدة قد لا يعلم هذا بالكلية فضلا عن كونه يعلمه بالضرورة ، وكثير من العلماء يعلم بالضرورة أن النبي r سجد للسهو وقضى بالدية على العاقلة وقضى أن الولد للفراش وغير ذلك مما يعلمه الخاصة بالضرورة وأكثر الناس لا يعلمه ألبتة " مجموع فتاوى ابن تيمية 3/162
يقول شيخ الإسلام: " فمن جحد وجوبها بجهله عرف ذلك و إن جحدها عنادا كفر هذا اصل مضطرد في مباني الإسلام الخمسة و في الأحكام الظاهرة المجمع عليها من مكلف إن كان الجاحد لذلك معذورا مثل إن يكون حديث عهد بالإسلام أو قد نشأ ببادية هي مظنة الجهل بذلك ،لم يكفر حتى يعرف أن هذا دين الإسلام ، لأن أحكام الكفر و التأديب لا تثبت إلا بعد بلوغ الرسالة لا سيما فيما لا يعلم بمجرد العقل شرح العمدة 4/51

يستكمل

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 04:37 AM
رابعا : صحة إسلام العبد مع جهله ببعض صور الشرك :
قال القرطبي رحمه الله :" ﴿قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة﴾ نظيره قول جهال الأعراب وقد رأوا شجرة خضراء للكفار تسمى ذات أنواط يعظمونها في كل سنة يوما: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط.فقال : (الله أكبر، قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى " اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون " لتركبن سنن في قبلكم حذو القذة بالقذة حتى إنهم لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه ) وكان هذا في مخرجه إلى حنين " تفسيرالقرطبي7/273
قال الشيخ حامد الفقي رحمه الله معلقاً على المسألة الثانية من مسائل حديث ذات أنواط في كتاب التوحيد " فبين لهم أن ما طلبوا من التبرك ولو لم يكن صلاة ولا صياما ولا صدقة هو الشرك بعينه " .
وقال في تعليقه على المسألة الحادية عشرة :" ليس ما طلبوه من الشرك الأصغر(1)ولو كان منه لما جعله النبي صلى الله عليه وسلم نظير قول بني اسرائيل "اجعل لنا إلهاً" وأقسم على ذلك ، بل هو من الشرك الأكبر كما أن ماطلبه بنو إسرائيل من الأكبر ، وإنما لم يكفروا بطلبهم لأنهم حدثاء عهد بالإسلام "
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
" الخامسة : أنهم إذا جهلوا هذا فغيرهم أولى بالجهل .
التاسعة : أن نفى هذا معنى لا إله إلا الله مع دقته وخفائه على أولئك ، ولكن هذه القصة تفيد أن المسلم بل العالم قد يقع في أنواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم والتحرز ، ومعرفة أن قول الجاهل (التوحيد فهمناه) أن هذا من أكبر الجهل ومكائد الشيطان .وتفيد أيضا أن المسلم المجتهد إذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك فتاب من ساعته أنه لا يكفر كما فعل بنو إسرائيل ، والذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ، تفيد أيضا أنه لو لم يكفر فإنه يغلظ عليه الكلام تغليظا شديدا كما فعل رسول اللهصلى الله عليه وسلم " كتاب التوحيد .
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :" وهذا يفيد -يعني قصة قوم موسى وقصة ذات أنواط- تفيد أنّ الموحد قد يخفى عليه بعض أفراد التوحيد، وهذا يفيده الخوف؛ لأن قوم موسى وهم خاصّة أصحاب موسى منهم من قال تلك الكلمة، وأصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ممن أسلم حديثا منهم من قال تلك الكلمة، مع أنهم يعلمون معنى لا إله إلا الله ويعلمون ما يدخل تحتها من الأفراد، لكن جهلوا بعض الأفراد، هذا يفيد أن من دونهم لا بد أن يخاف الخوف الشديد؛ لأن جهله ببعض الأفراد أولى من جهل أولئك " شرح كشف الشبهات " أشرطة مفرغة "
قال شيخ الإسلام : " كذلك من دعا غير الله وحج إلى غير الله فهو مشرك والذي فعله كفر لكن قد لا يكون عالما ً بأن هذا شرك محرم . كما أن كثيراً من الناس دخلوا الإسلام من التتار وغيرهم وعندهم أصنام لهم صغار من لبد وغيره ، وهم يتقربون إليها ويعظمونها ولا يعلمون أن ذلك محرم في دين الإسلام ، فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل في الإسلام ولا يعلم أنه شرك ، فهذا ضال وعمله الذي أشرك فيه باطل ، لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة "الرد على الإخنائي61،62


يستكمل


( 1 ) حيث جعله الشيخ محمد بن عبد الوهاب في المسألة الحادية عشرة من الشرك الأصغر،
بخلاف ما صنعه في المسألة التاسعة وما صنعه في كتاب كشف الشبهات فقد جعله من
الكفر الأكبر المخرج من الملة .

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 04:55 AM
نأتي _ حتى لا نطيل _ إلى تطبيقات الأئمة في هذا الباب :
قال الإمام القاسمي رحمه الله :" قال القاضي أبو بكر بن العربي في شرحه : مراده أن يبين أن الطاعات كما تسمى إيماناً كذلك المعاصي تسمى كفراً لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد عليه الكفر المخرج عن الملة ، فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً فإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة الذي يكفر تاركها بياناً واضحاً ما يلتبس على مثله وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعا جلياً قطعياً يعرفه كل من المسلمين من غير نظر وتأمل ،كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى ، ولم يخالف في ذلك إلا أهل البدع " محاسن التأويل للقاسمي 3/168
وقال رحمه الله : وإذا عُرِفَ هذا فتكفير المعين من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يحكم عليه بأنه مع الكفار لا يجوز الإقدام عليه إِلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة بالرسالة التي يبين بها لهم أنهم مخالفون للرسول ، وإن كانت مقالتهم هذه لا ريب أنها كفر ، وهكذا الكلام في جميع تكفير المعينين " مجموعة الرسائل والمسائل3/348
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وكثير من الناس يكون معه من الإيمان بالله وتوحيده ما ينجيه من عذاب الله وهو يقع في كثير من هذه الأنواع ولا يعلم أنها شرك بل لا يعلم أن الله حرمها ولم تبلغه في ذلك رسالة من عند الله ، والله تعالى يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ، فهؤلاء يكثرون جدا في الأمكنة والأزمنة التي تظهر فيها فترة الرسالة بقلة القائمين بحجة الله فهؤلاء قد يكون معهم من الإيمان ما يرحمون به وقد لا يعذبون بكثير مما يعذب به غيرهم ممن كانت عليه حجة الرسالة "جامع الرسائل2/293

ويقول أيضاً بما لا يدع مجالاً لمتأول : " فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه " الرد على البكري2/731
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب :"فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم ، إذا قامت عليهم الحجة الرسالية " الهدية السنية الرسالة الرابعة103
وسئل أيضاً الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد ، رحمهما الله تعالى ، عن حال من صدر منه كفر من غير قصد منه بل هو جاهل، هل يعذر، سواء كان قولا، أو فعلا ، أوتوسلاً ؟ فأجاب : إذا فعل الإنسان الذي يؤمن بالله ورسوله ، ما يكون فعله كفرا، أواعتقاده كفرا ، جهلا منه بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهذا لا يكون عندنا كافرا، ولا نحكم عليه بالكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، التي يكفر من خالفها،فإذا قامت عليه الحجة، وبين له ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأصر على فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه، فهذا هو الذي يكفر، وذلك لأن الكفر يكون بمخالفة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا مجمع عليه بين العلماء في الجملة ( 1 ) " حكم المرتد ص 239

وقال أيضاً ً: " وأن سؤال الميت والاستغاثة به في قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله، واتفقت الكتب الإلهية، والدعوات النبوية، على تحريمه وتكفير فاعله، والبراءة منه ومعاداته . ولكن في أزمنة الفترات وغلبة الجهل، لا يكفر الشخص المعين بذلك، حتى تقوم عليه الحجة بالرسالة، ويبين له، ويعرف أن هذا هو الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله؛ فإذا بلغته الحجة، وتليت عليه الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، ثم أصر على شركه فهو كافر، بخلاف من فعل ذلك جهالة منه، ولم ينبه على ذلك؛ فالجاهل فعله كفر، ولكن لا يحكم بكفره إلا بعد بلوغ الحجة إليه ، فإذا قامت عليه الحجة ثم أصر على شركه فقد كفر ولوكان يشهد أن لا إله إلاالله وأن محمدا رسول الله ،ويصلي ويزكي ويؤمن بالأصول الستة " الدرر السنية ،حكم المرتد 274

وأعتذر للإطالة ، ولدي المزيد .


(1) وهذا نقل صريح للإجماع[/URL]

[URL="http://majles.alukah.net/showthread.php?p=518870&posted=1#_ftnref1"] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=518870&posted=1#_ftn1)

محمد ثروت خليفة
2011-07-14, 11:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الغالى خالد
ما معنى إقامة الحجة الرسالية بالنسبة للكافر وبالنسبة لمن ثبت له الإسلام ؟
ملحوظة إن كان فهمك للحجة الرسالية على غير فهم العلماء الذين نقلت عنهم فقد أصبح تحريرك للموضوع غير صيحيح ؟ وما رأيك لو جئتك بمعنى إقامة الحجة من أقوالهم ؟
ثانياً : أنت تقول أن وجود مسائل خفية وأخرى ظاهرة فى دين الله ليس عليه دليل أو ما شابه ذلك ثم تأتى بأقوال لبعض العلماء فما رأيك لو جئتك بأقول نفس العلماء يوضحون أن هناك مسائل خفية ومسائل ظاهرة فى دين الله ؟ ( لابد من الجمع بين أقوال العلماء )
ثانياً : حاول توضيح الخط

أم معاذة
2011-07-14, 02:27 PM
ثانياً : حاول توضيح الخط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من خالد الدمياطي قراءة ما نقله بتمعن أكثر ، بارك الله في الجميع .
النص الأوّل
وقد قال البخاريّ «2» : باب كفران العشير وكفر دون كفر.
قال القاضي أبو بكر ابن العربيّ في (شرحه) : مراده أن يبيّن أن الطاعات، كما تسمى إيمانا، كذلك المعاصي تسمى كفرا. لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد عليه الكفر المخرج عن الملة. فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة، ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركا أو كافرا، فإنه يعذر بالجهل والخطأ،حتى تتبين له الحجة، الذي يكفر تاركها، بيانا واضحا ما يلتبس على مثله. وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعا جليّا قطعيا. يعرفه كل من المسلمين من غير نظر وتأمل. كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى. ولم يخالف في ذلك إلا أهل البدع. قال الشيخ تقيّ الدين في (كتاب الإيمان) : لم يكفّر الإمام أحمد الخوارج ولا المرجئة ولا القدرية. وإنما المنقول عنه وعن أمثاله تكفير الجهمية.
النّص الثّاني
وإذا عرف هذا فتكفير المعين من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يحكم عليه بأنه مع الكفار لا يجوز الإقدام عليه إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة بالرسالة التي يبين بها لهم أنهم مخالفون للرسول، وإن كانت مقالتهم هذه لا ريب أنها كفر، وهكذا الكلام في جميع تكفير المعينين، مع أن بعض هذه البدع أشد من بعض، وبعض المبتدعة يكون فيه من الإيمان والعمل الصالح ما ليس في بعض، والله أعلم.
النّص الخامس
قال رحمه الله: وهذه العبادات التي صرفها المشركون لآلهتهم، هي أفعال العباد الصادرة منهم: كالحب، والخضوع، والإنابة، والتوكل والدعاء، والاستعانة، والاستغاثة، والخوف، والرجاء، والنسك، والتقوى، والطواف ببيته رغبة ورجاء، وتعلق القلوب والآمال بفيضه، ومده، وإحسانه، وكرمه، فهذه الأنواع: أشرف أنواع العبادة وأجلها; بل هي: لب سائر الأعمال الإسلامية، وخلاصتها; وكل عمل يخلو منها فهو خداج، مردود على صاحبه.
وإنما أشرك، وكفر من كفر من المشركين، بقصد غير الله بهذا، وتأليهه غير الله بذلك، قال تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ مَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [سورة النحل آية: 17] ، وقال تعالى: {أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ} [سورة الأنبياء آية: 43] ، وقال تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [سورة الفرقان آية: 3] الآية. وحكى عن أهل النار، أنهم يقولون لآلهتهم التي عبدوها مع الله: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة آية: 97-98] ، ومعلوم: أنهم ما ساووهم به، في الخلق، والتدبير، والتأثير، وإنما كانت التسوية، في الحب، والخضوع، والتعظيم، والدعاء ونحو ذلك من العبادات.
قال رحمه الله: فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم، ممن يعبد الأولياء والصالحين، نحكم بأنهم مشركون; ونرى كفرهم، إذا قامت عليهم الحجة الرسالية; وما عدا هذا من الذنوب، التي هي دونه في المرتبة والمفسدة، لا نكفر بها.
النّص السادس
[حال من صدر منه الكفر من غير قصد]
وسئل أيضا، الشيخ عبد الله بن الشيخ، رحمهما الله تعالى، عن حال من صدر منه كفر من غير قصد منه بل هو جاهل، هل يعذر، سواء كان قولا، أو فعلا، أو توسلا؟
فأجاب: إذا فعل الإنسان الذي يؤمن بالله ورسوله، ما يكون فعله كفرا، أو اعتقاده كفرا، جهلا منه بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا لا يكون عندنا كافرا، ولا نحكم عليه بالكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، التي يكفر من خالفها.
فإذا قامت عليه الحجة، وبين له ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصر على فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه، فهذا هو الذي يكفر، وذلك لأن الكفر: إما يكون بمخالفة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا مجمع عليه بين العلماء في الجملة.
واستدلوا بقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} 1، وبقوله: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً} 2 إلى قوله: {بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} 3.
واستدلوا أيضا: بما ثبت في الصحيحين والسنن، وغيرها من كتب الإسلام، من حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن رجلا ممن كان قبلكم، قال لبنيه: إذا أنا مت فأحرقوني، ثم ذروا نصفي في البر، ونصفي في البحر؛ فوالله لئن قدر الله علي، ليعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين. فأمر الله البحر فجمع ما فيه، وأمر الله البر فجمع ما فيه، ثم قال له: كن، فإذا الرجل قائم. قال الله: ما حملك على ذلك؟ قال خشيتك ومخافتك، فما تلافاه أن رحمه "
فهذا الرجل اعتقد أنه إذا فعل به ذلك، لا يقدر الله على بعثه، جهلا منه لا كفرا ولا عنادا، فشك في قدرة الله على بعثه، ومع هذا غفر له ورحمه، وكل من بلغه القرآن، فقد قامت عليه الحجة بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن الجاهل يحتاج إلى من يعرفه بذلك من أهل العلم، والله أعلم.
/// يبقى النّقل الثالث والرابع والأخير لا علاقه لها بالموضوع إذ أنّها تتحدث عن أهل الفترة وهم لا يكفرون حكما ولكنّهم مشركون اسما. والله أعلم
ولمزيد من الفائدة أنصح بهذه الدروس، وهي شرح لكتاب الحقائق في التوحيد
http://www.archive.org/details/7aqa2q_tawheed

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 02:37 PM
ما معنى إقامة الحجة الرسالية بالنسبة للكافر وبالنسبة لمن ثبت له الإسلام ؟
ملحوظة إن كان فهمك للحجة الرسالية على غير فهم العلماء الذين نقلت عنهم فقد أصبح تحريرك للموضوع غير صيحيح ؟ وما رأيك لو جئتك بمعنى إقامة الحجة من أقوالهم ؟
ثانياً : أنت تقول أن وجود مسائل خفية وأخرى ظاهرة فى دين الله ليس عليه دليل
1 - أنا أقول ليست هناك مسائل بعينها جلية في كل وقت وأخرى خفية في كل وقت وعند كل أحد ،فما خفي عن أهل البوادي ظهر لأهل العلم .........( هذا مثال فقط ) ، وإلا لطلبت منك عدها ، ووضع حد واضح بينها ، ولن تستطيع إلى ذلك سبيلاً ،
2 - إذا اتفقنا في اشتراط إقامة الحجة قبل التكفير بالشرك الأكبر ، عندها نناقش معنى إقامة الحجة
3 - ليس المهم أن تأتي من أقوالهم ما يخالف ما جئت به ، ولكن الأهم هو أن توجه هذا الكلام الذي جئتك به
4 - ما رأيك بأن نترك كلام أهل العلم حتى يأتي دوره ، ونرجع سويا إلى الكتاب والسنة ، لنرى ضوابط هذه المسألة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم والقرون الثلاثة الفاضلة : ثم بعد ذلك نأخذ من كلام العلماء مايوافقه ونرد سوياً ما يخالفه



5 - مازلت أنتظر توجيهك لكلام أهل العلم الذي سبق ، فهم سلفي وسلفك ..... أم ؟؟؟؟؟

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 02:50 PM
من هذه الأمة، ولو عمل من الكفر والشرك
وهذه العبادات التي صرفها المشركون لآلهتهم،
وكل من بلغه القرآن، فقد قامت عليه الحجة بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن الجاهل يحتاج إلى من يعرفه بذلك من أهل العلم، والله أعلم.


لا أفهم وضعك للخط تحت بعض الكلام دون بعض ، وهل تقصد أن كل من وقع في الشرك وقع اسم الشرك عليه بدون إقامة حجة ولا بلوغ القرآن ؟؟
وأنا أسأل جميع الحاضرين :
هل من بلغه القرآن بغير لسانه ولم يفهمه ، تكون قد قامت عليه الحجة ؟
وهل من بلغه القرآن وهو لم يعرف معناه ولا المقصود منه _ كحالنا مع بعض الآيات _ تكون قد قامت عليه الحجة ؟
وهل الصحابة الكرام الذين قالوا اجعل لنا ذات أنواط وقد بلغهم القرآن وكانوا في زمان ومكان التمكن من العلم ، قد قامت عليهم الحجة ؟ فلماذا إذاً دام لهم الإسلام ؟؟
وهل من بلغه القرآن وفسره له أهل العلم في بلده على وجه تعظيم الصالحين بالتوسل بهم ودعائهم ، وهو لا يعرف أن يكتب اسمه تكون قد قامت عليه الحجة ؟؟


أخي ....................... ما أرحمك بخلق الله تعالى
يقول صلى الله عليه وسلم " ما أحد أحب إليه العذر من الله ولذلك بعث الرسل مبشرين ومنذرين " خ

محمد ثروت خليفة
2011-07-14, 03:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الغالى خالد
ما معنى إقامة الحجة الرسالية بالنسبة للكافر وبالنسبة لمن ثبت له الإسلام ؟
ملحوظة إن كان فهمك للحجة الرسالية على غير فهم العلماء الذين نقلت عنهم فقد أصبح تحريرك للموضوع غير صيحيح ؟ وما رأيك لو جئتك بمعنى إقامة الحجة من أقوالهم ؟
ثانياً : أنت تقول أن وجود مسائل خفية وأخرى ظاهرة فى دين الله ليس عليه دليل أو ما شابه ذلك ثم تأتى بأقوال لبعض العلماء فما رأيك لو جئتك بأقول نفس العلماء يوضحون أن هناك مسائل خفية ومسائل ظاهرة فى دين الله ؟ ( لابد من الجمع بين أقوال العلماء )
ثانياً : حاول توضيح الخط
بارك الله فيك أخى : أين الإجابة فإنى أراك ترد بأسئلة .

أم معاذة
2011-07-14, 03:39 PM
لا أفهم وضعك للخط تحت بعض الكلام دون بعض ، وهل تقصد أن كل من وقع في الشرك وقع اسم الشرك عليه بدون إقامة حجة ولا بلوغ القرآن ؟؟

ما قصدته من وضع خطّ تحت بعض الكلام هو أنّ ما نقلته لا علاقة له بما ذهبت إليه، فالشيخ في الفقرة الأولى التي نقلتها يتكلّم عمّا تنفي وجوده ، وهي المسائل الخفية التي لا يكفر المتلبس بها إلا بعد إقامة الحجة عليه وكلامه بيّن واضح، ثمّ عرّج على المعلوم من الدين بالضرورة وكفّر منكره من دون ذكر قيام الحجة،وأوّل الكلام وآخره يدلّ على هذا، ولذلك أتيتك به ، حتى يتضح المعنى .
وقبل نقل كلام العلماء يجب علينا أن نفهمه أوّلا ونفهم مرادهم منه .
أمّا إطلاق اسم المشرك على المتلبّس بالشرك فهذا ليس كلامي وإنّما هو قول الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم،وإلاّ فهل يعقل أن تقول عن عابد غير الله ـ بغضّ النظر عن قيام الحجة من عدمه ـ موحّد ؟!!
الإنسان إمّا مسلم أو كافر ، وعابد غير الله إمّا أن يكون مشركا أو مسلما ، فأيّهما تختار؟!


وأنا أسأل جميع الحاضرين :
هل من بلغه القرآن بغير لسانه ولم يفهمه ، تكون قد قامت عليه الحجة ؟

قبل الجواب عن هذا السؤال ، ما هو حكم الأعجمي عابد الصليب عندك؟!مع العلم أنّ القرآن جاء بغير لسانه وربما لم يسمع به أصلا.


وهل من بلغه القرآن وهو لم يعرف معناه ولا المقصود منه _ كحالنا مع بعض الآيات _ تكون قد قامت عليه الحجة ؟

نحن نتكلم عن أمور التوحيد ، والآيات في هذا الأمر محكمة بيّنة واضحة،والحجّة قائمة على الجميع،وما أشكل علينا نسأل عنه ونبحث، ولا نركن إلى حجة العذر.


أخي ....................... ما أرحمك بخلق الله تعالى
يقول صلى الله عليه وسلم " ما أحد أحب إليه العذر من الله ولذلك بعث الرسل مبشرين ومنذرين " خ
عموما الجنّة والنّار ليستا بيد أحد من الخلق، فنحن نعذر من عذره الله والعكس صحيح، فالمسألة لا علاقة لها بالرحمة ، بل من تمام الرحمة بالخلق أن تحذرهم من مغبّة ما هم عليه حتى يجتنبوه ، أمّا الورع الكاذب والشفقة الزائفة فمالنا ولها !

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 04:08 PM
بارك الله فيك أخى : أين الإجابة فإنى أراك ترد بأسئلة .

كل هذه النقولات وتقول ليس هناك رد !!!!!!
ومع ذلك فهاكه :

ما معنى إقامة الحجة الرسالية بالنسبة للكافر وبالنسبة لمن ثبت له الإسلام ؟
ملحوظة إن كان فهمك للحجة الرسالية على غير فهم العلماء الذين نقلت عنهم فقد أصبح تحريرك للموضوع غير صيحيح ؟ وما رأيك لو جئتك بمعنى إقامة الحجة من أقوالهم ؟
ثانياً : أنت تقول أن وجود مسائل خفية وأخرى ظاهرة فى دين الله ليس عليه دليل أو ما شابه ذلك ثم تأتى بأقوال لبعض العلماء فما رأيك لو جئتك بأقول نفس العلماء يوضحون أن هناك مسائل خفية ومسائل ظاهرة فى دين الله ؟ ( لابد من الجمع بين أقوال العلماء )

أولاً :
بالنسبة للكافر الأصلي ومن ثبت له الإسلام ، فكلاهما تقوم عليه الحجة بأن يعلم أن ما يفعله يخالف دين النبي صلى الله عليه وسلم { لا حظ أمرين : ( يعلم ) ، ( يخالف ) }
لكن الفرق بينهما أن الكافر الأصلي قبل قيام الحجة يبقى على كفره ، وإن كان له حكم آخر في الآخرة ، وأما المسلم الذي يقع في الشرك قبل قيام الحجة فيبقى على إسلامه
ثانياً :
من ذكر من العلماء الخفي والظاهر من المسائل يعنون بها بالنسبة للناس وليس بالنظر إلى تقسيم شرعي للمسائل ، فكما سلف الخفي هنا قد يكون ظاهراً هناك وما كان معلوما بالضرورة لكبار الصحابة ربما خفي على حديث العهد بالإسلام ممن جاء بعدهم """ وذات أنواط "" شاهد ............... وإلا خالفنا المنقول في السنة من جانب ، والمعقول المحسوس من حال الناس من جانب آخر .
أما ثالثا ورابعا فهل هذا تهديد بأن تأتي بالنقولات ........... !!!!
فما تريد نقله عن الأئمة أزعم أني أعلمه
وأريد منك - تفضلاً - أن توجه كلام الأئمة السابق قبل أن تأتي بالمزيد ............................ والسلام

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 04:28 PM
يتابع

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 04:32 PM
فالشيخ في الفقرة الأولى التي نقلتها يتكلّم عمّا تنفي وجوده ، وهي المسائل الخفية التي لا يكفر المتلبس بها إلا بعد إقامة الحجة عليه وكلامه بيّن واضح، ثمّ عرّج على المعلوم من الدين بالضرورة وكفّر منكره من دون ذكر قيام الحجة،

هل تقصدين كلام أبي بكر بن العربي "
فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً فإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة الذي يكفر تاركها بياناً واضحاً ما يلتبس على مثله وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعا جلياً قطعياً يعرفه كل من المسلمين من غير نظر وتأمل ،كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى ، ولم يخالف في ذلك إلا أهل البدع " محاسن التأويل للقاسمي 3/168
أم تقصدين كلام شيخ الإسلام في الدعاء والسجود للأموات حين يقول "
" فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه " الرد على البكري2/731

أم تقصدين كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب عندما لم يكفرمن عبد الصنم الذي على قبة الكواز لأجل جهلهم وعدم من ينبههم

....!!!!!!!أم أن هذاالشرك الأكبر كان عند هؤلاء من المسائل الخفية التي تحتاج إلى إقامة حجة

أما بالنسبة لعابد الصليب وتقسيم الناس إلى مشرك وكافر فقد جاء واضحا في تضاعيف مشاركاتي وأقول :
الكافر الأصلي الذي لم يتكلم بالشهادتين هو كافر قبل قيام الحجة وبعده ، أما من ثبت إسلامه بيقين فلا يزول عنه إلا بيقين وبعد قيام الحجة وزوال الشبهة ، قال شيخ الإسلام :
" وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وان أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة( [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=518972&posted=1#_ftn1)) مجموع الفتاوى12/466







[1] قال رحمه الله : " وقد تقدم أن غيبة العقل تكون عذرا في رفع القلم وكذلك الشبهة التي ترفع معها قيام الحجة : قد تكون عذرا في الظاهر " مجموع الفتاوى 1/202

محمد ثروت خليفة
2011-07-14, 04:40 PM
إسمع أخى الكريم الغالى أنت تحتج بكلام شيخ الإسلام إبن تيمية
فلتعلم أن الحجة عنده تكون قد قامت على الشخص بشرطين التمكن من العلم والقدرة على العمل .
توضيح كلام شيخ الإسلام من نفس كلام شيخ الإسلام .
توضيح شيخ الإسلام أن الحجة تقام على العباد بشيئين :
الأول : التمكن من العلم الثانى : القدرة على العمل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به. فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي، وإذا انقطع العلم ببعض الدين أو حصل العجز عن بعضه كان ذلك في حق العاجز عن العلم أو العمل بقوله كمن انقطع عن العلم بجميع الدين أو عجز عن جميعه كالجنون مثلا، وهذه أوقات الفترات، فإذا حصل من يقوم بالدين من العلماء أو الأمراء أو مجموعهما كان بيانه لما جاء به الرسول شيئا فشيئا بمنزلة بيان الرسول لما بعث به شيئا فشيئا. اهـ.

وقال ابن القيم في (مدارج السالكين): حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتاب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه فقصر عنه ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة. والله سبحانه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه ... قال الله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وقال: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء). اهـ.

فإذا فهمت ذلك عنه فلا تحمل كلامه ما لا يحتمل
والخلط يحدث بأن بعض الناس يعتقدون أن الحجة تقام بأن يأتيه رجل من أهل العلم فيقول له أنت عبدت بذلك غير الله والدليل كذا وكذا إلى آخر ذلك وهذا خطأ وإنما يكون ذلك فى المسائل التى تخفى على الناس كإستحلال بعض صور أنواع الربا ونحن إذا كنا نتكلم فليحمل كلامنا على الواقع الذى نعيشه ولا تتعدى به لغيره فإذا إنقطع العلم عن زمن من الأزمان فهنا سيكون كلام آخر .
لكن الذى لابد من الإنتباه إليه أنه إذا كان العبد ليس معذوراً بجهله فقد يعذر بالخطأ المعتبر كالذى سجد لصنم بدون أن يراه فصورته الكفر ولكنه لا يكفر للخطأ المعتبر .
وقد يكون عالماً بأن الفعل شرك ثم يفعله مكرهاً .

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 05:53 PM
فإذا فهمت ذلك عنه فلا تحمل كلامه ما لا يحتمل

جزاك الله خيرا : أنا ماع علقت على كلام الأئمة بشيء ولا استخرجت لكم منه بفهمي ، ولكن يبدوا أنكم فهمتم منه ما فهمت أنا ................. فأسألكم :
كيف نفهم كلامهم السابق حتى لا نحمله ما لا يحتمل ؟؟؟؟

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 06:06 PM
الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به. فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي، ،،،،،،،،، حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتاب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل،
أما كلام شيخ الإسلام فهو ليس في التمكن من العلم بمعنى القدرة على تحصيله ، وإنما أن يكون جعل الله فيه آلة الفهم وهي العقل مما يجعله أهلا لتلقي الخطاب عن الله فيكون مكلفاً
أما كلام ابن القيم فيحتاج إلى توجيهكم له ، لأنه يذكر إرسال الرسول وإنزال الكتب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به

وما زلت أحتاج منكم إلى توجيه كلام الأئمة السابق في نفي التكفير عن المسلم الذي يقع في الشرك جهلاً ..... وما هو سبب امتناعهم عن تكفيره في أزمنة الفترات

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 06:13 PM
وإنما يكون ذلك فى المسائل التى تخفى على الناس كإستحلال بعض صور أنواع الربا
هذه المسائل التي مثلت بها هي عند بعض الناس من المعلوم من الدين بالضرور ، وبعض أمور الشرك الأكبر لا يعلمها بعض الناس فتكون من الأمور الخفية عليه ..............
راجع متكرماً ماذكرته في مشاركة سابقة عن الخفي والظاهر
قال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب " فإن قال قائل منفر عن قبول الحق والإذعان له : يلزم من تقريركم وقطعكم في أن من قال : يارسول الله أسألك الشفاعة - أنه مشرك مهدر الدم - أن يقال بكفر غالب الأمة ، ولا سيما المتأخرين لتصريح علمائهم المعتبرين أن ذلك مندوب.......إلى أن قال : ونحن نقول فيمن مات ﴿ تلك أمة قد خلت ﴾ ولا نكفر إلا من بلغته دعوتنا للحق ، ووضحت له المحجة ، وقامت عليه الحجة ، وأصر مستكبراً معانداً كغالب من نقاتلهم اليوم يصرون على ذلك الإشراك ، ويمتنعون من فعل الواجبات ، ويتظاهرون بأفعال الكبائر المحرمات...... إلى أن قال : فإن قلت : هذا فيمن ذهل فلما نبه انتبه ، فما القول فيمن حرر الأدلة واطلع على كلام الأئمة القدوة واستمر مصراً على ذلك حتى مات ؟ قلت : ولا مانع من أن نعتذر لمن ذكر ، ولا نقول إنه كافر لعدم من يناضل في هذه المسألة في وقته بلسانه وسيفه وسنانه ، فلم تقم عليه الحجة ولا وضحت له المحجة "الهدية السنية 46،47



فهل بعد هذا من قول

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 06:18 PM
فلتعلم أن الحجة عنده تكون قد قامت على الشخص بشرطين التمكن من العلم والقدرة على العمل .


وأعود فأقول :
هل ترى ضرورة إقامة الحجة كما يراه شيخ الإسلام ؟
فلنتفق أولا على اشتراط إقامة الحجة ، ثم بعد ذلك نتكلم عن كيفيتها عنده أو عندك

محمد ثروت خليفة
2011-07-14, 06:28 PM
جزاك الله خيرا : أنا ماع علقت على كلام الأئمة بشيء ولا استخرجت لكم منه بفهمي ، ولكن يبدوا أنكم فهمتم منه ما فهمت أنا ................. فأسألكم :
كيف نفهم كلامهم السابق حتى لا نحمله ما لا يحتمل ؟؟؟؟
لقد شرعت فى الرد على سؤالك هنا ثم نظرت فى الموضوع فرأيت المشاركات تزيد والأسئلة أيضاً وهذا التشعب ليس فى الصالح العام وليس من ورائه نفع .

محمد ثروت خليفة
2011-07-14, 06:57 PM
ملحوظة لا تنسانى من دعائك فإنى قد دعوت لك

محمد ثروت خليفة
2011-07-14, 06:59 PM
جزاك الله خيرا
وجزاكم الله مثله وبارك لك فى أهلك ومالك .

كيف نفهم كلامهم السابق حتى لا نحمله ما لا يحتمل ؟؟؟؟
أولاً بالنسبة لنوع الفعل
_ حمل كلامهم الذى قد يفهم منه العذر على الإطلاق فى كل معصية على كلامهم الذى يظهر منه عدم العذر فى عبادة غير الله .
ثانياً : بالنسبة للأشخاص
_ حمل كلامهم الذى يستفاد منه العذر لكل أحد على كلامهم الذى يقيده بحديث العهد بالإسلام وما شابهه .


ثالثاً : التفريق بين الحجة التى قامت على العباد بشرط التمكن من العلم والعمل وهذا فى عبادة غير الله وبين الحجة التى لابد فيها من إزالة الشبه ورفع الجهل بإبلاغ الدليل وهذا فى المسائل التى تخفى على الناس وهذه المسائل تختلف من مكان لأخر وكذا وليس كلامنا عليها الآن .
ما مضى هى الضوابط
والآن التطبيق
أولاً بالنسبة لنوع الفعل
_ حمل كلامهم الذى قد يفهم منه العذر على الإطلاق فى كل معصية على كلامهم الذى يظهر منه عدم العذر فى عبادة غير الله


أولاً : هذا نص عام
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3/229): "ومن جالسني يعلم ذلك مني أنِّي من أعظم الناس نهياً عن أنْ ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى"ا.هـ


ثانياً : النص المقيد
وحتى يتضح لك أن كلام شيخ الإسلام ليس فى عبادة الله آتيك بكلامه هو فخير ما يفسر به كلام ابن تيمية هو كلامه نفسه فقد قال في معرض ذمه لأهل الكلام وما يقعون فيه قال:" وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة أنها من دين المسلمين بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمد صلى الله عليه وسلم بُعث بها وكفر مخالفها مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين والشمس والقمر والكواكب والأصنام وغير ذلك فإن هذا أظهر شعائر الإسلام ومثل أمره بالصلوات الخمس وإيجابه لها وتعظيم شأنها ومثل معاداته لليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك ثم تجد كثيراً من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين" (مجموع الفتاوى 4/54 ) فهل إتضح لناأنه يفرق بين الأمور الخفية والظاهرة كعبادة الله تعالى أم لا؟



ثانياً : بالنسبة للأشخاص
_ حمل كلامهم الذى يستفاد منه العذر لكل أحد على كلامهم الذى يقيده بحديث العهد بالإسلام وما شابهه
فمثلاً قول الشيخ محمد ابن عبد الوهاب (... وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر ، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي ، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم...)

هذا كلام عام يقيده قول الشيخ نفسه قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب موضحاً أنه لا يعذر فى مثل هذه الأمور : (إن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف، وأما أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة )
ويقول في موضع آخر: (إن الشخص المعين إذا قال ما يوجب الكفر، فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليهالحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناسوأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة فهذا لايتوقف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة تدفع بها في نحر من كفر البلدةالممتنعة عن توحيد العبادة والصفات، بعد بلوغ الحجة ووضوح المحجة .
أما ثالثاً : التفريق بين الحجة التى قامت على العباد بشرط التمكن من العلم والعمل وهذا فى عبادة غير الله وبين الحجة التى لابد فيها من إزالة الشبه ورفع الجهل بإبلاغ الدليل وهذا فى المسائل التى تخفى على الناس.
فالتطبيق على هذه القاعدة يتضح من نفس كلامهم السابق فى هذه المشاركة .

وأعتذر عن الرد بعد ذلك
وأسأل الله لى ولك الجنة

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 08:36 PM
أسأل الله لي ولك ولجميع المسلمين العفو والعافية في الدنيا والآخرة
أحبكم جميعاً _ نقاوة الناس _ في الله

أمة القادر
2011-07-14, 08:37 PM
أولاً بالنسبة لنوع الفعل
_ حمل كلامهم الذى قد يفهم منه العذر على الإطلاق فى كل معصية على كلامهم الذى يظهر منه عدم العذر فى عبادة غير الله .
ثانياً : بالنسبة للأشخاص
_ حمل كلامهم الذى يستفاد منه العذر لكل أحد على كلامهم الذى يقيده بحديث العهد بالإسلام وما شابهه .


ثالثاً : التفريق بين الحجة التى قامت على العباد بشرط التمكن من العلم والعمل وهذا فى عبادة غير الله وبين الحجة التى لابد فيها من إزالة الشبه ورفع الجهل بإبلاغ الدليل وهذا فى المسائل التى تخفى على الناس وهذه المسائل تختلف من مكان لأخر وكذا وليس كلامنا عليها الآن .
ما مضى هى الضوابط
والآن التطبيق
أولاً بالنسبة لنوع الفعل
_ حمل كلامهم الذى قد يفهم منه العذر على الإطلاق فى كل معصية على كلامهم الذى يظهر منه عدم العذر فى عبادة غير الله


أولاً : هذا نص عام
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3/229): "ومن جالسني يعلم ذلك مني أنِّي من أعظم الناس نهياً عن أنْ ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى"ا.هـ


ثانياً : النص المقيد
وحتى يتضح لك أن كلام شيخ الإسلام ليس فى عبادة الله آتيك بكلامه هو فخير ما يفسر به كلام ابن تيمية هو كلامه نفسه فقد قال في معرض ذمه لأهل الكلام وما يقعون فيه قال:" وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة أنها من دين المسلمين بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمد صلى الله عليه وسلم بُعث بها وكفر مخالفها مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين والشمس والقمر والكواكب والأصنام وغير ذلك فإن هذا أظهر شعائر الإسلام ومثل أمره بالصلوات الخمس وإيجابه لها وتعظيم شأنها ومثل معاداته لليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك ثم تجد كثيراً من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين" (مجموع الفتاوى 4/54 ) فهل إتضح لناأنه يفرق بين الأمور الخفية والظاهرة كعبادة الله تعالى أم لا؟



ثانياً : بالنسبة للأشخاص
_ حمل كلامهم الذى يستفاد منه العذر لكل أحد على كلامهم الذى يقيده بحديث العهد بالإسلام وما شابهه
فمثلاً قول الشيخ محمد ابن عبد الوهاب (... وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر ، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي ، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم...)

هذا كلام عام يقيده قول الشيخ نفسه قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب موضحاً أنه لا يعذر فى مثل هذه الأمور : (إن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف، وأما أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة )
ويقول في موضع آخر: (إن الشخص المعين إذا قال ما يوجب الكفر، فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليهالحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناسوأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة فهذا لايتوقف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة تدفع بها في نحر من كفر البلدةالممتنعة عن توحيد العبادة والصفات، بعد بلوغ الحجة ووضوح المحجة .
أما ثالثاً : التفريق بين الحجة التى قامت على العباد بشرط التمكن من العلم والعمل وهذا فى عبادة غير الله وبين الحجة التى لابد فيها من إزالة الشبه ورفع الجهل بإبلاغ الدليل وهذا فى المسائل التى تخفى على الناس.
فالتطبيق على هذه القاعدة يتضح من نفس كلامهم السابق فى هذه المشاركة .

وأعتذر عن الرد بعد ذلك
وأسأل الله لى ولك الجنة

جزاكم الله خيرا .
نرجو منكم الاستمرار و لو جمعت هذه الردود و رتبت كان مما ينفع باذن الله.
وفقكم الله و سددكم.

محمد ثروت خليفة
2011-07-14, 10:48 PM
[/]جزاكم الله خيرا
وجزاكم الله مثله

نرجو منكم الاستمرار و لو جمعت هذه الردود و رتبت كان مما ينفع باذن الله
قريباً إن شاء الله

وفقكم الله و سددكم.
وإياكم

أبو خالد الدمياطي
2011-07-14, 11:57 PM
أولاً بالنسبة لنوع الفعل
حمل كلامهم الذى قد يفهم منه العذر على الإطلاق فى كل معصية على كلامهم الذى يظهر منه عدم العذر فى عبادة غير الله .
ثانياً : بالنسبة للأشخاص حمل كلامهم الذى يستفاد منه العذر لكل أحد على كلامهم الذى يقيده بحديث العهد بالإسلام وما شابهه . ثالثاً : التفريق بين الحجة التى قامت على العباد بشرط التمكن من العلم والعمل وهذا فى عبادة غير الله وبين الحجة التى لابد فيها من إزالة الشبه ورفع الجهل بإبلاغ الدليل وهذا فى المسائل التى تخفى على الناس وهذه المسائل تختلف من مكان لأخر وكذا وليس كلامنا عليها الآن .

أما وقد جاء من يستزيد ....... فلابد من التعليق ، فأقول وبالله التوفيق :
أولاً : كلامهم الذي تزعم أنه في المعاصي فقد جئتك بكلامهم الصريح في العذر في الشرك الأكبر : وهذا جاء صريحا في كلام شيخ الإسلام وابن عبد الوهاب وابنه وابن العربي رحم الله الجميع ، وسآتيك بالمزيد
ثانيا : حمل كلامهم في العذر في الشرك الأكبر تزعم في حديث العهد بالإسلام ، فلتعلم أن شيخ الإسلام يورد كثيراً من كلامه في متصوفة عصره الذين كان بعضهم من أئمة المذاهب الإسلامية في زمانه بل مفتي مذهبه كالبكري الذي يجيز التوسل بالنبي والاستغاثة به بعد موته ، وهم يمثلون فقط بحديث العهد بالإسلام على مظنة الجهل بالتوحيد ، وإلا فهم ينصون أيضاً على أزمنة الفترات وقلة العلم بآثار الرسالة .
ثالثاً : تزعم أنهم يشترطون إقامة الحجة في المسائل الخفية فقط وليس في المسائل الظاهرة ، فقد سبق من كلامهم اشتراطها في الشرك الأكبر ، فتبرأ الشيخ ابن عبد الوهاب من تكفير الجاهل الذي يعبد البدوي والجيلاني _ ولم يكن حديث عهد بإسلام _ وتبرأ من تكفير الناس بالعموم عالمهم وجاهلهم ، وكذلك ولده عبد الله اعتذر للأئمة من المذاهب الأربعة الذين أجازوا عند زيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام أن يسألونه الشفاعة والدعاء _ استنادا إلى حديث العتبي وهو ضعيف _ فعذرهم مع اعتفاده أن ذلك من الشرك الأكبر
وإليك البيان :
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن العذر بالجهل ، هل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية ؟
فقال رحمه الله :" الخفية تُبيَّن ، مثل هذه المسألة ،لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام : فهذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي ، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك ، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ"لقاءات الباب المفتوح ( 48 ) السؤال رقم 15
قال شيخ الإسلام : " كذلك من دعا غير الله وحج إلى غير الله فهو مشرك والذي فعله كفر لكن قد لا يكون عالما ً بأن هذا شرك محرم . كما أن كثيراً من الناس دخلوا الإسلام من التتار وغيرهم وعندهم أصنام لهم صغار من لبد وغيره ، وهم يتقربون إليها ويعظمونها ولا يعلمون أن ذلك محرم في دين الإسلام ، فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل في الإسلام ولا يعلم أنه شرك ، فهذا ضال وعمله الذي أشرك فيه باطل ، لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة ، قال تعالى } فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون { وفي صحيح أبي حاتم وغيره عن النبيrأنه قال" الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل" فقال أبو بكرy:يا رسول الله كيف ننجو منه؟ قال: قل اللهم إني أعوذ بك من أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم"وكذلك كثير من الداخلين في الإسلام يعتقدون أن الحج إلى قبر بعض الأئمة والشيوخ أفضل من الحج أو مثله، ولا يعلمون أن ذلك محرم ولا بلغهم أحد أن هذا شرك محرم لا يجوز، وقد بسطنا الكلام في هذا في مواضع"الرد على الإخنائي61،62
وقال أيضا ً رحمه الله : " وخلق كثير من المسلمين باطنا وظاهرا معهم هذا الاسلام بلوازمه من الايمان ولم يصلوا الى اليقين والجهاد فهؤلاء يثابون على اسلامهم واقرارهم بالرسول مجملا وقد لا يعرفون أنه جاء بكتاب وقد لا يعرفون أنه جاءه ملك ولا أنه اخبر بكذا واذا لم يبلغهم أن الرسول أخبر بذلك لم يكن عليهم الاقرار المفصل به لكن لابد من الإقرار بأنه رسول الله وأنه صادق فى كل ما يخبر به عن الله"مجموع الفتاوى7/270
وقال الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد : " وأن سؤال الميت والاستغاثة به في قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله، واتفقت الكتب الإلهية، والدعوات النبوية، على تحريمه وتكفير فاعله، والبراءة منه ومعاداته ، ولكن في أزمنة الفترات وغلبة الجهل، لا يكفر الشخص المعين بذلك، حتى تقوم عليه الحجة بالرسالة، ويبين له، ويعرف أن هذا هو الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله؛ فإذا بلغته الحجة، وتليت عليه الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، ثم أصر على شركه فهو كافر، بخلاف من فعل ذلك جهالة منه، ولم ينبه على ذلك؛ فالجاهل فعله كفر، ولكن لا يحكم بكفره إلا بعد بلوغ الحجة إليه، فإذا قامت عليه الحجة ثم أصر على شركه فقد كفر، ولو كان يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويصلي ويزكي، ويؤمن بالأصول الستة " حكم المرتد ص 274
وقال ابن تيمية رحمه الله : " وكثير من الناس يكون معه من الإيمان بالله وتوحيده ما ينجيه من عذاب الله وهو يقع في كثير من هذه الأنواع ولا يعلم أنها شرك بل لا يعلم أن الله حرمها ولم تبلغه في ذلك رسالة من عند الله ، والله تعالى يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ، فهؤلاء يكثرون جدا في الأمكنة والأزمنة التي تظهر فيها فترة الرسالة بقلة القائمين بحجة الله فهؤلاء قد يكون معهم من الإيمان ما يرحمون به وقد لا يعذبون بكثير مما يعذب به غيرهم ممن كانت عليه حجة الرسالة "جامع الرسائل2/293
وقال : " فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم
بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول  مما يخالفه " الرد على البكري2/731
" وليس ذلك مختصا بهم بل كل من كان من المتنسكة والمتفقهة والمتعبدة والمتفقرة والمتزهدة والمتكلمة والمتفلسفة ومن وافقهم من الملوك والاغنياء والكتاب والحساب والاطباء واهل الديوان والعامة خارجا عن الهدى ودين الحق الذى بعث الله به رسوله لا يقر بجميع ما اخبر الله به على لسان رسوله ولا يحرم ما حرمه الله ورسوله او يدين بدين يخالف الدين الذى بعث الله به رسوله باطنا وظاهرا مثل من يعتقد ان شيخه يرزقه او ينصره او يهديه او يغيثه او يعينه او كان يعبد شيخه او يدعوه ويسجد له او كان يفضله على النبى تفضيلا مطلقا او مقيدا فى شىء من الفضل الذى يقرب الى الله تعالى او كان يرى أنه هو أو شيخه مستغن عن متابعة الرسول  فكل هؤلاء كفار ان اظهروا ذلك ومنافقون ان لم يظهروه وهؤلاء الاجناس وان كانوا قد كثروا فى هذا الزمان فلقلة دعاة العلم والايمان وفتور آثار الرسالة فى اكثر البلدان وأكثر هؤلاء ليس عندهم من آثار الرسالة وميراث النبوة ما يعرفون به الهدى وكثير منهم لم يبلغهم ذلك ، وفى أوقات الفترات وأمكنة الفترات يثاب الرجل على ما معه من الايمان القليل ويغفر الله فيه لمن لم تقم الحجة عليه مالا يغفر به لمن قامت الحجة عليه كما فى الحديث المعروف ياتى على الناس زمان لا يعرفون فيه صلاة ولاصياما ولاحجا ولا عمرة......... حتى قال : فان هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة كما قال الله تعالى﴿ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ﴾ وقد عفى الله لهذه الامة عن الخطأوالنسيان " مجموع الفتاوى35/164
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : " الثالثة تكفير من بان له أن التوحيد هو دين الله ورسوله ثم أبغضه ونفر الناس عنه وجاهد من صدق الرسول فيه ومن عرف الشرك وأن رسول الله  بعث بإنكاره وأقر بذلك ليلا ونهارا ثم مدحه وحسنه للناس وزعم أن أهله لا يخطئون لأنهم السواد الأعظم وأما ما ذكر الأعداء عن أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله " مؤلفات ابن عبد الوهاب 1/24
وقال أيضاً:"فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم ، إذا قامت عليهم الحجة الرسالية " الهدية السنية الرسالة الرابعة103
قال رحمه الله :" وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم : إنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر، ومن لم يقاتل ، ومثل هذا وأضعاف أضعافه ؛ فكل هذا من الكذب والبهتان، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله،وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم، الذي على عبد القادر ؛ والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم ، فكيف نكفر من لم يشرك بالله ؟ إذا لم يهاجر إلينا ، أولم يكفِّر ويقاتل ﴿ سبحانك هذا بهتان عظيم ﴾ " الدرر السنية- حكم المرتد - 104
واكتفي بهذه الإشارات عن طويل العبارات ، والمتأمل في هذه النقولات يجد اتساقا مع أصول الشريعة ، ولا أعلم كيف يدفع هذا الكلام البين الواضح في نفي التكفير قبل البلاغ والبيان عمن وقع في الشرك الكبر الصراح ممن يعيش في عصر شيخي الإسلام بسبب قلة العلم بآثار الرسالة كما قيل ....................!!!!!!!!!! !

مصباح الحنون
2011-07-15, 12:21 AM
الحمد لله وبعد :
يا أخ ثروت تحميلك لكلام مشايخ الإسلام على أن الكفر الذي يُعذر به بالجهل هو ما خفي على الناس فحسب ، وما علم من دين الله بالضرورة .
وهذا حق لا لبس فيه ، لكن الذي يصعب عليك فهمه من كلامهم مما يبدو من مجادلاتك أنهم رحمهم الله يفرقون في المعلوم من الدين بالضرورة بحسب الظهور والخفاء ، فإن كان المعلوم من الدين بالضرورة ظاهر جلي في موطن الواقع فيه لم يعذروه للتمكن من بلوغه وتعلمه فمثل هذا الحجة عليه قائمة ،
أما ما كان معلوم من الدين بالضرورة وهو من المسائل الظاهرة الجلية عند أهل التوحيد غير أن هذا الجلي والظاهر كان خافياً على أهل البلدة بسبب غياب نور الوحي وظهور شمس الرسالة ، فمثلهم يُعذرون ويُشترط لتكفيرهم إقامة الحجة وإزالة الشبهة كما قرره العلماء جملة ، وقد دعوتك من قبل للتأمل في كلام أهل العلم .
وإذا ما ضبطت هذه القاعدة المذكورة آنفاً أرحت نفسك من العناء واستطعت بأريحية أن تفرق بين كلام أهل العلم ، وتنجو من أن تضرب كلامهم بعضه ببعض ، ويمن الله عليك من حمل متشابه كلامهم على محكمه ، وتفرق بين الكلام المطلق الذي يحمل نصوص الوعيد ، وبين الكلام المقيد في الحكم على المعين والمرفق ببعض نصوص الوعد ، فتنجو من أن تكون غالياً كالخوارج ، أو جافياً كالمرجئة .
هدانا الله وإياك لما فيه رضاه
والسلام عليكم ورحمة الله

محمد ثروت خليفة
2011-07-15, 01:07 AM
وإذا ما ضبطت هذه القاعدة المذكورة آنفاً أرحت نفسك من العناء واستطعت بأريحية أن تفرق بين كلام أهل العلم ، وتنجو من أن تضرب كلامهم بعضه ببعض ، ويمن الله عليك من حمل متشابه كلامهم على محكمه
أخى الغالى مصباح أود تنبيهك أن فى كلامك شدة

أما ما كان معلوم من الدين بالضرورة وهو من المسائل الظاهرة الجلية عند أهل التوحيد غير أن هذا الجلي والظاهر كان خافياً على أهل البلدة بسبب غياب نور الوحي وظهور شمس الرسالة ، فمثلهم يُعذرون ويُشترط لتكفيرهم إقامة الحجة وإزالة الشبهة كما قرره العلماء جملة
والسبب فى ذلك كما قررت أنت إنقطاع شمس النبوة وأنت لو راجعت كلامى لعلمت أننا على نفس القول فى هذه المسألة فالذى لا يتمكن من العلم معذور وهؤلاء تماماً كالذين ذكروا فى هذا الحديث

عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا فَقَالَ لَهُ صِلَةُ مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ ثَلَاثًا( هذا لفظ ابن ماجه وصححه الألبانى )


يا أخوة بارك الله فيكم أنا كلامى محصور فى مسألة واحدة حولها أتكلم وعنها أدافع وهى : من دخل الإسلام وعاش بين المسلمين زمناً وبلغه القرآن وعنده أهل العلم ثم وقع فى الشرك الأكبر كالذبح لغير الله ودعاء غيره والسجود لأصحاب القبور هل هذا معذور بالجهل ؟

والسلام عليكم ورحمة الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

محمد ثروت خليفة
2011-07-15, 01:19 AM
أما وقد جاء من يستزيد ....... فلابد من التعليق ، فأقول وبالله التوفيق :
أولاً : كلامهم الذي تزعم أنه في المعاصي فقد جئتك بكلامهم الصريح في العذر في الشرك الأكبر : وهذا جاء صريحا في كلام شيخ الإسلام وابن عبد الوهاب وابنه وابن العربي رحم الله الجميع ، وسآتيك بالمزيد
ثانيا : حمل كلامهم في العذر في الشرك الأكبر تزعم في حديث العهد بالإسلام ، فلتعلم أن شيخ الإسلام يورد كثيراً من كلامه في متصوفة عصره الذين كان بعضهم من أئمة المذاهب الإسلامية في زمانه بل مفتي مذهبه كالبكري الذي يجيز التوسل بالنبي والاستغاثة به بعد موته ، وهم يمثلون فقط بحديث العهد بالإسلام على مظنة الجهل بالتوحيد ، وإلا فهم ينصون أيضاً على أزمنة الفترات وقلة العلم بآثار الرسالة .
ثالثاً : تزعم أنهم يشترطون إقامة الحجة في المسائل الخفية فقط وليس في المسائل الظاهرة ، فقد سبق من كلامهم اشتراطها في الشرك الأكبر ، فتبرأ الشيخ ابن عبد الوهاب من تكفير الجاهل الذي يعبد البدوي والجيلاني _ ولم يكن حديث عهد بإسلام _ وتبرأ من تكفير الناس بالعموم عالمهم وجاهلهم ، وكذلك ولده عبد الله اعتذر للأئمة من المذاهب الأربعة الذين أجازوا عند زيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام أن يسألونه الشفاعة والدعاء _ استنادا إلى حديث العتبي وهو ضعيف _ فعذرهم مع اعتفاده أن ذلك من الشرك الأكبر
وإليك البيان :
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن العذر بالجهل ، هل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية ؟
فقال رحمه الله :" الخفية تُبيَّن ، مثل هذه المسألة ،لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام : فهذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي ، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك ، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ"لقاءات الباب المفتوح ( 48 ) السؤال رقم 15
قال شيخ الإسلام : " كذلك من دعا غير الله وحج إلى غير الله فهو مشرك والذي فعله كفر لكن قد لا يكون عالما ً بأن هذا شرك محرم . كما أن كثيراً من الناس دخلوا الإسلام من التتار وغيرهم وعندهم أصنام لهم صغار من لبد وغيره ، وهم يتقربون إليها ويعظمونها ولا يعلمون أن ذلك محرم في دين الإسلام ، فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل في الإسلام ولا يعلم أنه شرك ، فهذا ضال وعمله الذي أشرك فيه باطل ، لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة ، قال تعالى } فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون { وفي صحيح أبي حاتم وغيره عن النبيrأنه قال" الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل" فقال أبو بكرy:يا رسول الله كيف ننجو منه؟ قال: قل اللهم إني أعوذ بك من أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم"وكذلك كثير من الداخلين في الإسلام يعتقدون أن الحج إلى قبر بعض الأئمة والشيوخ أفضل من الحج أو مثله، ولا يعلمون أن ذلك محرم ولا بلغهم أحد أن هذا شرك محرم لا يجوز، وقد بسطنا الكلام في هذا في مواضع"الرد على الإخنائي61،62
وقال أيضا ً رحمه الله : " وخلق كثير من المسلمين باطنا وظاهرا معهم هذا الاسلام بلوازمه من الايمان ولم يصلوا الى اليقين والجهاد فهؤلاء يثابون على اسلامهم واقرارهم بالرسول مجملا وقد لا يعرفون أنه جاء بكتاب وقد لا يعرفون أنه جاءه ملك ولا أنه اخبر بكذا واذا لم يبلغهم أن الرسول أخبر بذلك لم يكن عليهم الاقرار المفصل به لكن لابد من الإقرار بأنه رسول الله وأنه صادق فى كل ما يخبر به عن الله"مجموع الفتاوى7/270
وقال الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد : " وأن سؤال الميت والاستغاثة به في قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله، واتفقت الكتب الإلهية، والدعوات النبوية، على تحريمه وتكفير فاعله، والبراءة منه ومعاداته ، ولكن في أزمنة الفترات وغلبة الجهل، لا يكفر الشخص المعين بذلك، حتى تقوم عليه الحجة بالرسالة، ويبين له، ويعرف أن هذا هو الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله؛ فإذا بلغته الحجة، وتليت عليه الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، ثم أصر على شركه فهو كافر، بخلاف من فعل ذلك جهالة منه، ولم ينبه على ذلك؛ فالجاهل فعله كفر، ولكن لا يحكم بكفره إلا بعد بلوغ الحجة إليه، فإذا قامت عليه الحجة ثم أصر على شركه فقد كفر، ولو كان يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويصلي ويزكي، ويؤمن بالأصول الستة " حكم المرتد ص 274
وقال ابن تيمية رحمه الله : " وكثير من الناس يكون معه من الإيمان بالله وتوحيده ما ينجيه من عذاب الله وهو يقع في كثير من هذه الأنواع ولا يعلم أنها شرك بل لا يعلم أن الله حرمها ولم تبلغه في ذلك رسالة من عند الله ، والله تعالى يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ، فهؤلاء يكثرون جدا في الأمكنة والأزمنة التي تظهر فيها فترة الرسالة بقلة القائمين بحجة الله فهؤلاء قد يكون معهم من الإيمان ما يرحمون به وقد لا يعذبون بكثير مما يعذب به غيرهم ممن كانت عليه حجة الرسالة "جامع الرسائل2/293
وقال : " فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم
بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول  مما يخالفه " الرد على البكري2/731
" وليس ذلك مختصا بهم بل كل من كان من المتنسكة والمتفقهة والمتعبدة والمتفقرة والمتزهدة والمتكلمة والمتفلسفة ومن وافقهم من الملوك والاغنياء والكتاب والحساب والاطباء واهل الديوان والعامة خارجا عن الهدى ودين الحق الذى بعث الله به رسوله لا يقر بجميع ما اخبر الله به على لسان رسوله ولا يحرم ما حرمه الله ورسوله او يدين بدين يخالف الدين الذى بعث الله به رسوله باطنا وظاهرا مثل من يعتقد ان شيخه يرزقه او ينصره او يهديه او يغيثه او يعينه او كان يعبد شيخه او يدعوه ويسجد له او كان يفضله على النبى تفضيلا مطلقا او مقيدا فى شىء من الفضل الذى يقرب الى الله تعالى او كان يرى أنه هو أو شيخه مستغن عن متابعة الرسول  فكل هؤلاء كفار ان اظهروا ذلك ومنافقون ان لم يظهروه وهؤلاء الاجناس وان كانوا قد كثروا فى هذا الزمان فلقلة دعاة العلم والايمان وفتور آثار الرسالة فى اكثر البلدان وأكثر هؤلاء ليس عندهم من آثار الرسالة وميراث النبوة ما يعرفون به الهدى وكثير منهم لم يبلغهم ذلك ، وفى أوقات الفترات وأمكنة الفترات يثاب الرجل على ما معه من الايمان القليل ويغفر الله فيه لمن لم تقم الحجة عليه مالا يغفر به لمن قامت الحجة عليه كما فى الحديث المعروف ياتى على الناس زمان لا يعرفون فيه صلاة ولاصياما ولاحجا ولا عمرة......... حتى قال : فان هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة كما قال الله تعالى﴿ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ﴾ وقد عفى الله لهذه الامة عن الخطأوالنسيان " مجموع الفتاوى35/164
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : " الثالثة تكفير من بان له أن التوحيد هو دين الله ورسوله ثم أبغضه ونفر الناس عنه وجاهد من صدق الرسول فيه ومن عرف الشرك وأن رسول الله  بعث بإنكاره وأقر بذلك ليلا ونهارا ثم مدحه وحسنه للناس وزعم أن أهله لا يخطئون لأنهم السواد الأعظم وأما ما ذكر الأعداء عن أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله " مؤلفات ابن عبد الوهاب 1/24
وقال أيضاً:"فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم ، إذا قامت عليهم الحجة الرسالية " الهدية السنية الرسالة الرابعة103
قال رحمه الله :" وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم : إنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر، ومن لم يقاتل ، ومثل هذا وأضعاف أضعافه ؛ فكل هذا من الكذب والبهتان، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله،وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم، الذي على عبد القادر ؛ والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم ، فكيف نكفر من لم يشرك بالله ؟ إذا لم يهاجر إلينا ، أولم يكفِّر ويقاتل ﴿ سبحانك هذا بهتان عظيم ﴾ " الدرر السنية- حكم المرتد - 104
واكتفي بهذه الإشارات عن طويل العبارات ، والمتأمل في هذه النقولات يجد اتساقا مع أصول الشريعة ، ولا أعلم كيف يدفع هذا الكلام البين الواضح في نفي التكفير قبل البلاغ والبيان عمن وقع في الشرك الكبر الصراح ممن يعيش في عصر شيخي الإسلام بسبب قلة العلم بآثار الرسالة كما قيل ....................!!!!!!!!!! !


الأخ الكريم خالد ارجع إلى أقوالهم التى يتضح فيها عدم إعذارهم لمن تلبس بالشرك الأكبر ثم إجمع بينها وبين الذى تنقله عنهم .
ثانياً : إعذار إبن تيمية من توسل بالنبى فلأن توسلهم به ناتج عن شبهة عظيمة بل ورد فى كلام بعض كبار أهل العلم ما يوهم ذلك فلا تعمم العذر فيها على مسألة الذبح لغير الله والسجود لغيره .

محمد ثروت خليفة
2011-07-15, 01:50 AM
تذكرة طيبة
قال الشافعي : ( لو عُذِرَ الجاهل ؛ لأجل جهله لكان الجهل خيراً من العلم إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف و يريح قلبه من ضروب التعنيف ؛ فلا حجة للعبد في جهله بالحكم بعد التبليغ و التمكين ؛ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرُسل ) [ المنثور في القواعد ، للزركشي : 2 / 17 ] .

أبو خالد الدمياطي
2011-07-15, 02:15 AM
قال الشافعي : ( لو عُذِرَ الجاهل ؛ لأجل جهله لكان الجهل خيراً من العلم إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف و يريح قلبه من ضروب التعنيف

تعمم العذر فيها على مسألة الذبح لغير الله والسجود لغيره .
وبعد الرجوع والجمع وجدت : أن من تلبس بالشرك ممن ثبت له الإسلام وكان في مظنة الجهل وليس مدعياً أنه يعذر بالجهل بالإجماع ، ولو شئت لنقلت لك وأتيتك بمن نقل الإجماع على ذلك
ثانيا بالنسبة لقول الشافعي رحمه الله ، فالجاهل يعذر برحمة الله تعالى أولاً ، وقوله هذا يشمل الأصول والفروع والخفي والظاهر وأنت لا تقول به ولا يقول به احد من المسلمين ، وقد جئتك بقول شيخ الإسلام آنفاً "" أن بيان الحكم سبب لزوال الشبهة المانعة من لحوق العقاب ؛ فإن العذر الحاصل بالاعتقاد ليس المقصود بقاءه بل المطلوب زواله بحسب الإمكان ولولا هذا لما وجب بيان العلم ولكان ترك الناس على جهلهم خيرا لهم ولكان ترك دلائل المسائل المشتبهة خيرا من بيانها " مجموع فتاوى20/279
واتمنى من أخي محمد أن يناقش ما نقلته عن الأئمة ويؤلف بينه بإنصاف .
وأخيراً ....... فعن نفسي لا اجد بداً _ بعد كلام الأئمة المتكاثر في عذر الجاهل _ من أن أكون تابعاً متبعاً ، بل متسنناً بالعذر بالجهل ، فإنها طريقة النبي الكريم ، والعذر حبيب إلى الرحمن الرحيم ، وهي سبيل الشريعة في كل شعيرة اندرس بين الناس علمها ...... والتبس بين المسلمين حكمها
وأسأل الله أن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل ، وأن يجمعنا في الفردوس الأعلى .

أبو خالد الدمياطي
2011-07-15, 02:18 AM
تعمم العذر فيها على مسألة الذبح لغير الله والسجود لغيره .
نسيت أن أنبه أنك بدأت ثفرق بين أنواع من الشرك الأكبر فتعذر بالجهل في والتوسل { وهو عند أصحابه الدعاء والاستغاثة } ، وتمنعه في الدعاء والذبح وغير ذلك ، وهذا تفريق عجيب ، بل _ ولله الحمد _ هو تقدم في الحوار والنقاش ، عسى الله أن يجمعنا جميعاً على هداه

محمد ثروت خليفة
2011-07-15, 02:20 AM
بارك الله فيك تقول

وبعد الرجوع والجمع وجدت : أن من تلبس بالشرك ممن ثبت له الإسلام وكان في مظنة الجهل وليس مدعياً أنه يعذر بالجهل بالإجماع
وأنا أريد منك أن توضح لى معنى كلامك وكان فى مظنة الجهل .

محمد ثروت خليفة
2011-07-15, 02:37 AM
يا أخ خالد أنت تقول


نسيت أن أنبه أنك بدأت ثفرق بين أنواع من الشرك الأكبر فتعذر بالجهل في والتوسل { وهو عند أصحابه الدعاء والاستغاثة } ، وتمنعه في الدعاء والذبح وغير ذلك ، وهذا تفريق عجيب ، بل _ ولله الحمد _ هو تقدم في الحوار والنقاش ، عسى الله أن يجمعنا جميعاً على هداه
يا أخى مسألة التوسل بالنبى ليست كالتوسل بغيره وليست كالذبح لغير الله والسجود لغيره وبدلاً من أن تقول أن هذا تفريق عجيب كان من الممكن أن تسأل لما التفريق وحينها أقول لك لأن مسألة التوسل بالنبى حصل فيها شبهات كبيرة ولبس عظيم وأجازها بعض كبار الأئمة وجاء عن أحمد ما يوهم ذلك وجاء حديث عن النبى حدث عند بعض الناس خلط فى فهمه فى مسألة الإستشفاع

عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ : أَنَّ رَجُلاً ، أَعْمَى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي رَجُلٌ أَعْمَى ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي ، قَالَ : بَلْ أَدَعُكَ قَالَ : ادْعُ اللَّهَ لِي ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، قَالَ : تَوَضَّأْ ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّي مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللهِ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتِي ، أَوْ حَاجَتِي إِلَى فُلاَنٍ ، أَوْ حَاجَتِي فِي كَذَا وَكَذَا ، اللَّهُمَّ شَفِّعْ فِيَّ نَبِيِّي ، وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي.
فهل علمت اللآن لماذا فرقت .

محمد ثروت خليفة
2011-07-15, 02:40 AM
يا أخوة بارك الله فيكم أنا كلامى محصور فى مسألة واحدة حولها أتكلم وعنها أدافع وهى : من دخل الإسلام وعاش بين المسلمين زمناً وبلغه القرآن وعنده أهل العلم ثم وقع فى الشرك الأكبر كالذبح لغير الله ودعاء غيره والسجود لأصحاب القبور هل هذا معذور بالجهل ؟

محمد ثروت خليفة
2011-07-15, 06:19 AM
يا أخوة بارك الله فيكم أنا كلامى محصور فى مسألة واحدة حولها أتكلم وعنها أدافع وهى : من دخل الإسلام وعاش بين المسلمين زمناً وبلغه القرآن وعنده أهل العلم ثم وقع فى الشرك الأكبر كالذبح لغير الله ودعاء غيره والسجود لأصحاب القبور هل هذا معذور بالجهل ؟
هذه بعض النقول أنقلها لكم لعل الله أن يصلح بها الأمر ويزيل بها الشبهة

فتوى رقم ( 9260 ) :
س: فقد كثر الاختلاف بين الجماعات الإسلامية في جمهورية مصر العربية في مسألة من مسائل الإيمان، وهي: حكم الجاهل المخالف للعقيدة الإسلامية وحكم تارك بعض الشريعة، حتى وصل الأمر إلى العداء بين الإخوة بعضهم البعض، وزادت المناظرات والأبحاث لكلا الفريقين الذي يعذر بالجهل والذي لا يعذر بالجهل - فمنهم من يقول: العذر في الفروع ولا يعذر في الأصول، ومنهم من يقول: يعذر في الفروع والأصول. ومنهم من يقول: قد أقيمت الحجة. فهذا الذي يعذر بالجهل يدعو الناس ولا يحكم عليهم بالكفر حتى يبلغهم، فإن رفضوا هذا الهدي فهم كفار. والذي لا يعذر بالجهل حكم عليهم أنهم كفار لمجرد أنهم يفعلون فعل الكفر ودعوهم على أنهم كفار خرجوا من الإسلام بفعل الشرك، ولكونهم يأتون بالأدلة على ما يعتقدون، وأنا حائر بينهؤلاء وهؤلاء من أتبع، وقد أصبح فريق من هذا يبدع الآخر وكذلك العكس، وكل منهما يعتبر نفسه على حق والآخر على ضلال، ولا أدري من هو على حق ومن هو على ضلال، فقد عمت البلوى بين المسلمين، في هذا البلية بسبب الاختلاف على هذا الأمر، فمن هو الذي على حق ومن هو الذي على باطل. وأريد أن أتبع الحق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين؟
ج: لا يعذر المكلف بعبادته غير الله أو تقربه بالذبائح لغير الله أو نذره لغير الله ونحو ذلك من العبادات التي هي من اختصاص الله إلا إذا كان في بلاد غير إسلامية ولم تبلغه الدعوة، فيعذر لعدم البلاغ لا لمجرد الجهل؛ لما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار » (1) ،فلم يعذر النبي صلى الله عليه وسلم من سمع به، من يعيش في بلاد إسلامية قد سمع الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يعذر في أصول الإيمان بجهله.
أما من طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط يعلقون بها أسلحتهم فهؤلاء كانوا حديثي عهد بكفر، وقد طلبوا فقط ولم يفعلوا، فكان ما حصل منهم مخالفا للشرع، وقد أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم
__________(1) صحيح مسلم الإيمان (153),مسند أحمد بن حنبل (2/350).
بما يدل على أنهم لو فعلوا ما طلبوا كفروا.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ

فتوى رقم ( 4144 ) :
س: هنا شخص عبد غير الله أو دعا غير الله أو ذبح لشيخ كما يحدث في مصر ، فهل يعذر بجهله أم لا يعذر بجهل؟ وإذا كان لا عذر بجهل فما الرد على قصة ذات أنواط؟ أفتونا مأجورينج: لا يعذر المكلف بعبادته غير الله أو تقربه بالذبائح لغير الله أو نذره لغير الله ونحو ذلك من العبادات التي هي من اختصاص الله إلا إذا كان في بلاد غير إسلامية ولم تبلغه الدعوة فيعذر لعدم البلاغ لا لمجرد الجهل، لما رواه مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار » (1) فلم يعذر النبي صلى الله عليه وسلم من سمع به، ومن يعيش في بلاد إسلامية قد سمع بالرسول صلى الله عليه وسلم فلا يعذر في أصول الإيمان بجهله.
أما من طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط يعلقون بها أسلحتهم فهؤلاء كانوا حديثي عهد بكفر وقد طلبوا فقط ولم يفعلوا فكان ما حصل منهم مخالفا للشرع، وقد أنكره عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يفعلوه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) الإمام أحمد (4 / 396)، والإمام مسلم في صحيحه [مسلم بشرح النووي] (2 / 186)، واللفظ له.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ

س3: هل هناك فرق بين المسلمين الذين عندهم نوع من الشرك وبين المشركين الذين لم يعترفوا بالإسلام؟
ج3: لا فرق بين من يرتكس في بدع شركية تخرج من ينتسب إلى الإسلام منه وبين من لم يدخل في الإسلام مطلقا في تحريم المناكحة ومنع التوارث بينهم وبين المسلمين، ولكن بينهم تفاوتا في درجة الكفر والعقوبة عليه في الدنيا والآخرة حسب درجة طغيانهم، فمثلا الأول: يعتبر مرتدا عن الإسلام يستتاب فإن تاب وإلا قتل لردته، وماله لبيت المال لا لزوجه وأهله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من بدل دينه فاقتلوه » (1) .
والثاني: يدعى إلى الإسلام فإن استجاب فبها، وإلا شرع جهاده وقتاله كسائر الكافرين، وماله فيء أو غنيمة للمسلمين إن أخذوه في جهاد، ولورثته من أهل دينه إن مات في غير جهاد، إلا أن يكون المشرك من أهل الكتاب والمجوس فإنهم يقرون بالجزية إذا التزموا بها عن يد وهم صاغرون، وإلا قوتلوا عند القدرة على ذلك؛ لقوله سبحانه: { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } (2) وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أخذ الجزية من مجوسي هجر .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز


(1) صحيح البخاري الجهاد والسير (2854),سنن الترمذي الحدود (1458),سنن النسائي تحريم الدم (4060),سنن أبو داود الحدود (4351),سنن ابن ماجه الحدود (2535),مسند أحمد بن حنبل (1/282).(2) سورة التوبة الآية 29
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ


فتوى العلامة ابن باز
من هو الذي يعذر بالجهل في العقيدة والأمور الفقهية؟

الأخ: م . ص منجمهورية مصر العربية يقول في سؤاله: من هم الذين يعذرون بالجهل؟ وهل يعذر الإنسانبجهله في الأمور الفقهية؟ أم في أمور العقيدة والتوحيد؟ وما هو واجب العلماء نحوهذا الأمر؟




دعوى الجهل والعذر به فيه تفصيل، وليس كل واحد يعذربالجهل، فالأمور التي جاء بها الإسلام وبينها الرسول للناس وأوضحها كتاب اللهوانتشرت بين المسلمين لا تقبل فيها دعوى الجهل، ولا سيما ما يتعلق بالعقيدة وأصلالدين، فإن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليوضح للناس دينهم ويشرحه لهم،وقد بلغ البلاغ المبين وأوضح للأمة حقيقة دينها، وشرح لها كل شيء، وتركها علىالمحجة البيضاء ليلها كنهارها، وفي كتاب الله الهدى والنور فإذا ادعى بعض الناسالجهل فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، وقد انتشر بين المسلمين، كدعوى الجهلبالشرك وعبادة غير الله عز وجل، أو دعوى أن الصلاة غير واجبة، أو أن صيام رمضان غيرواجب أو أن الزكاة غير واجبة، أو أن الحج مع الاستطاعة غير واجب، فهذا وأمثاله لاتقبل فيه دعوى الجهل ممن هو بين المسلمين؛ لأنها أمور معلومة بين المسلمين. وقدعُلِمت بالضرورة من دين الإسلام وانتشرت بين المسلمين فلا تقبل دعوى الجهل في ذلك،وهكذا إذا ادعى أحد بأنه يجهل ما يفعله المشركون عند القبور أو عند الأصنام من دعوةالأموات والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم، أو الذبح للأصنام أو الكواكب أوالأشجار أو الأحجار، أو طلب الشفاء أو النصر على الأعداء من الأموات أو الأصنام أوالجن أو الملائكة أو الأنبياء .. فكل هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة، وأنه شركأكبر، وقد أوضح الله ذلك في كتابه الكريم وأوضحه رسوله صلى الله عليه وسلم، وبقيثلاث عشرة سنة في مكة وهو ينذر الناس هذا الشرك وهكذا في المدينة عشر سنين، يوضحلهم وجوب إخلاص العبادة لله وحده ويتلو عليهم كتاب الله مثل قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلاإِيَّاهُ[1] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn1)، وقوله سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَنَسْت َعِينُ[2] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn2)، وقوله عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُواالل َّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[3] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn3)، وقوله سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُالدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ[4] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn4)، وقوله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِيوَمَحْ يَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَأُمِر ْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[5] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn5)، وبقوله سبحانه مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَوَانْح َرْ[6] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn6)، وبقوله سبحانه وتعالى: وَأَنَّالْمَسَا جِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِأَحَدًا[7] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn7)، وبقوله سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لابُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُالْكَاف ِرُونَ[8] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn8)، وهكذا الاستهزاء بالدين والطعن فيه والسخرية به والسبكل هذا من الكفر الأكبر ومما لا يعذر فيه أحد بدعوى الجهل؛ لأنه معلوم من الدينبالضرورة أن سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفر الأكبر وهكذاالاستهزاء والسخرية، قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْتَسْتَه ْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَإِيمَانِك ُمْ[9] (http://www.binbaz.org.sa/mat/169#_ftn9).
...... إلى أنقال الشيخ رحمه الله أما المسائل التي قد تخفى مثل بعض مسائل المعاملات وبعض شؤونالصلاة وبعض شؤون الصيام فقد يعذر فيها الجاهل؟ كما عذر النبي صلى الله عليه وسلمالذي أحرم في جبة وتلطخ بالطيب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((اخلع عنك الجبةواغسل عنك هذا الطيب واصنع في عمرتك ما أنت صانع فيحجتك))، ولم يأمره بفديةلجهله، وهكذا بعض المسائل التي قد تخفى يعلم فيها الجاهل ويبصر فيها، أما أصولالعقيدة وأركان الإسلام والمحرمات الظاهرة فلا يقبل في ذلك دعوى الجهل من أي أحدبين المسلمين فلو قال أحد، وهو بين المسلمين، إنني ما أعرف أن الزنا حرام فلا يعذر،أو قال ما أعرف أن عقوق الوالدين حرام فلا يعذر بل يضرب ويؤدب، أو قال: ما أعرف أناللواط حرام فلا يعذر؛ لأن هذه أمور ظاهرة معروفة بين المسلمين في الإسلام.
لكن لو كان في بعض البلاد البعيدة عنالإسلام أو في مجاهل أفريقيا التي لا يوجد حولها مسلمون قد يقبل منه دعوى الجهلوإذا مات على ذلك يكون أمره إلى الله، ويكون حكمه حكم أهل الفترة، والصحيح أنهميمتحنون يوم القيامة، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار، أماالذي بين المسلمين ويقوم بأعمال الكفر بالله ويترك الواجبات المعلومة، فهذا لايعذر؛ لأن الأمر واضح والمسلمون بحمد الله موجودون، ويصومون ويحجون ويعرفون أنالزنا حرام وأن الخمر حرام وأن العقوق حرام وكل هذا معروف بين المسلمين وفاشٍبينهم، فدعوى الجهل في ذلك دعوى باطلة، والله المستعان.


ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ

فتوى العلامة صالح الفوزان .

السائل : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، هذا سائل يقول : ما قولكم في منيزعم من المعاصرين في أن تكفير المعين من عباد القبور مسألة خلافية، ويزعم أنهم غيركفار أصليين؟
الشيخ : هذا قول فاسد نتيجته الجهل بهذا ... وأنا أقول و أكرر: لا يجوزلأحد أن يتكلم في هذه المسائل الخطرة إلا بعد أن يتعلم ويتبصر ويدرس العقائد دراسةصحيحة على أهل العلم، ثم بعد ذلك إذا اضطره الحال إلى الكلام تكلم، فإن لم يُضطرإلى هذا فلا يتكلم، هذا الذي أقوله وأكرره أن هذا الأمر خطير جداً، والذي يفعلالشرك يُحكم عليه بالردة ، والذي يفعل الكفر يُحكم عليه بالكفر في ما يظهر لنا ،ونطبق عليه أحكام الكفار، فإذا مات لم ندفنه في مقابر المسلمين ولا يرثه أقاربهالمسلمون، نُطبق عليه أحكام الكفار بموجب فعله وقوله ... نحن ما لنا إلا الظواهر،نحكم على الظاهر، وأما في ما بينه وبين الله فالله أبصر به وأعلم، إن كان معذوراً ... فهذا أمره إلى الله، نحن لا نحكم على القلوب وإنما نحكم على ما يظهر لنا، فمنأظهر الكفر والشرك حكمنا عليه بالكفر والشرك وطبقنا عليه أحكام الشرك وأحكام الكفرسواءً كان معيناً أو غير معين، نعم. ( من شريط صوتى)
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ

فتوى الشيخ ابن جبرين رحمه الله من موقعه الرسمى .


س: العذر بالجهل متى يعذر الجاهل ومتى لا يعذر؟ وما هو الضابط في المسألة لأن القضية متعلقة بالتوحيد والشرك الأكبر والعياذ بالله؟

لا يعذر بالجهل إلا من عجز عن إدراك المعلومات ولم يجد وسيلة للتعلم، فالمسلم الذي يعرف أن الله فرض عليه عبادته وأوجب عليه أن يدين بالإسلام عليه في هذه الحال أن يبحث عن تعاليم دينه ويسأل أهل العلم عن كل واجبٍ ليفعله وكل حرامٍ ليتركه، فإذا تعذر عليه ذلك مع بذل جهده فهو معذور وذلك أمثال أهل الفترات الذين لم تبلغهم رسالة الرسل وأمثال من نشأوا في أطراف الأرض بعيدين عن الناس لا يستطيعون قطع المسافة الطويلة إلى بلاد العلماء وليس لهم قدرة على تحصيل العلوم ولا على المكاتبة والاتصال هاتفيًا ولا على معرفة اللغة العربية، فهم في هذه الحال يلحقون بأهل الفترات الذين يختبرون في الآخرة فيسألهم الله فيقولون ما جاءنا من يعلمنا.

وفي الآخرة يعلم الله من هو من أهل الجنة أو من أهل النار، أما في هذه الأزمنة فالظاهر أنه لا عذر لأحدٍ في بقاءه على الجهل بالعقائد وبالتوحيد وبالعبادات وبالمحرمات لوجود وسائل النقل التي تقرب البعيد وبواسطتها يسافر بعض أهل البلاد النائية ليتعلموا، لقوله تعالى: فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ فإن البلاد الإسلامية تتلقى من هاجر إليها للتعلم وتعطيه منحًا دراسية ثم بعد تعلمه تعيده إلى بلده ليبلغ قومه وهكذا أيضًا يزول الجهل بوجود الكتب المتنوعة والمترجمة إلى عدة لغات وبوجود المراسلات السريعة والمكالمات الهاتفية والإذاعات الإسلامية ونحو ذلك، فاللذين يبقون على جهلهم مع وجود هذه الوسائل لا عذر لهم فإذا بقوا على جهلهم ووقعوا في الشرك أو في الفواحش استحقوا عليها من الله العقوبة. والله أعلم.


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ

صاحب الفضيلة عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
السؤال : هل يعذر جاهل التوحيد بجهله في مسألة دعاء غير الله ، وعبادة القبور !؟

الجواب : لا يعذر بذلك ، قال الله تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) . [ الإسراء : 15 ] ، وقد بعث الرسول ، وقال : ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) . [ الأنعام : 19 ] ، فمن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة .

والعذر إنما يكون في أهل الفترات قبل بعثة الرسول ، فقد بعث الله الرسول بالتوحيد والقرآن وكان يدعو إلى التوحيد وينهى عن الشرك ، فلا عذر لأحد في ذلك ، لكن يعذر الإنسان في الأمور الدقيقة الخفية التي يجهلها مثله ؛ كأهل الفترات البعيدين الذين لم يسمعوا القرآن .




[ شرح كتاب السنة للبربهاري : 10 ]
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ

وأما الجاهل فإن اعتقد أنه يعلم الغيب فالجهل بهذا ليس بعذر؛ ولكن إن كان في الغيب النسبي فيعذر بالجهل لوجود الخلاف بين العلماء ولأنها مسألة خفية.
الجهل ليس عذرًا في الأمور الظاهرة المجمع عليها المعلومة من الدين بالضرورة، أما الأمور الخفية فإنه يُعذر بالجهل فيها(المعتصر شرح كتاب التوحيد )
ـــــــــــــــ ــــــــ

محمد ثروت خليفة
2011-07-15, 12:42 PM
يا أخى مسألة التوسل بالنبى ليست كالتوسل بغيره وليست كالذبح لغير الله والسجود لغيره وبدلاً من أن تقول أن هذا تفريق عجيب كان من الممكن أن تسأل لما التفريق وحينها أقول لك لأن مسألة التوسل بالنبى حصل فيها شبهات كبيرة ولبس عظيم وأجازها بعض كبار الأئمة وجاء عن أحمد ما يوهم ذلك وجاء حديث عن النبى حدث عند بعض الناس خلط فى فهمه فى مسألة الإستشفاع


عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ : أَنَّ رَجُلاً ، أَعْمَى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي رَجُلٌ أَعْمَى ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي ، قَالَ : بَلْ أَدَعُكَ قَالَ : ادْعُ اللَّهَ لِي ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، قَالَ : تَوَضَّأْ ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّي مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللهِ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتِي ، أَوْ حَاجَتِي إِلَى فُلاَنٍ ، أَوْ حَاجَتِي فِي كَذَا وَكَذَا ، اللَّهُمَّ شَفِّعْ فِيَّ نَبِيِّي ، وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي.
فهل علمت اللآن لماذا فرقت
لذلك كان لابد من إلتماس العذر فيها لبعض الناس أكثر من غيرها

أبو خالد الدمياطي
2011-07-15, 06:45 PM
أخى مسألة التوسل بالنبى ليست كالتوسل بغيره وليست كالذبح لغير الله والسجود لغيره
أنا لا أعلم ما الذي أدخل مسألة التوسل بجاه وذات النبي عليه الصلاة والسلام في المسألة ؟؟
فليس أحد من أهل العلم يقول أنها شرك أكبر !!!!! وإنما يدورون بين الجواز والبدعية لورود حديث عثمان ............!!!!
فما دخل مسألة العذر بالجهل وعدم التكفير قبل البلاغ بهذا؟؟ظ
وأقول أنا ذكرت تعامل العلماء والمشايخ مع من وقع فما هو من الشرك الأكبر عندهم وهو طاب الدعاء والاستغفار من الميت ، وأنهم اعتذروا لهم _ وهم من فقهاء المذاهب _ بعدم انتشار الحجج في أزمانهم .
وكذلك مثلت لك بقول ابن تيمية في البكري وهو من هو في مذهبه ، وأنه كان يجيز الاستغاثة برسول الله ، وليس مسألة التوسل .... فما يفعلونه هو دعاء واستغاثة وإن سموها توسلاً .


يا أخوة بارك الله فيكم أنا كلامى محصور فى مسألة واحدة حولها أتكلم وعنها أدافع وهى : من دخل الإسلام وعاش بين المسلمين زمناً وبلغه القرآن وعنده أهل العلم ثم وقع فى الشرك الأكبر كالذبح لغير الله ودعاء غيره والسجود لأصحاب القبور هل هذا معذور بالجهل ؟

هل هذا يتصور فيه الجهل أصلاً ، وأنت تقول بلغه القرآن ؟؟؟؟؟
وإن كان يتصور فيه الجهل لقلة من يقوم لله بالحق فهو معذور بلا شك ، فالأدلة جاءت في مزمن الوحي وكلام الأئمة عن أناس عاصروهم بل لهم مؤلفات وفتاوي في العلم ومع ذلك تكلموا في حقهم بالعذر بالجهل كما سبق

لذلك كان لابد من إلتماس العذر فيها لبعض الناس أكثر من غيرها
وأنا أقول هذا تقدم في الحوار طالما أخرجنا مسألة الناس فيها يعذرون عندك بسبب الجهل والتلبيس ، فلتجعل كل مسألة فيه تلبيس كذلك وإلا لزمك التناقض .

محمد ثروت خليفة
2011-07-15, 08:38 PM
أنت تقول
أنا لا أعلم ما الذي أدخل مسألة التوسل بجاه وذات النبي عليه الصلاة والسلام في المسألة ؟؟

وأنا أقول يبدو أنك نسيت كلامك أخى الكريم الذى جعلنى أتكلنم عن هذه المسألة وهذا هو كلامك

فلتعلم أن شيخ الإسلام يورد كثيراً من كلامه في متصوفة عصره الذين كان بعضهم من أئمة المذاهب الإسلامية في زمانه بل مفتي مذهبه كالبكري الذي يجيز التوسل بالنبي

وأنا أتكلم فى الموضوع شيئاً فشيئاً فأردت التنبيه على مسألة التوسل بالنبى أما مسألة الإستغاثة فراجع فتاوى العلماء بالأعلى ..

وأنت تقول
هل هذا يتصور فيه الجهل أصلاً ، وأنت تقول بلغه القرآن ؟؟؟؟؟

وأنا أقول لك إن كنت أنت تقول ذلك فالحق لى أنا أن أقول أننى أنا الذى ألمس الآن منك تقدما ً فأعلم أخى أنه ما من مدينة ولا قرية الآن إلا وفيها نسخ من القرآن وفيها من أهل العلم والحرب بين الصوفية فى أكثر البلاد قائمة فى مصر وسوريا وغيرها من البلدان وإنتشرت الفضائيات إنتشار النار فى الهشيم فكيف يقال بالعذر فى عبادة غير الله إن العلماء لا يعذرون الناس ببلوغ لقرآن أى وجود القرآن بين أظهرهم فمن قصر فى تعلم أصول دينه فليس بمعذور عندهم فما بالنا نحن نفتح الباب على مصراعيه لدعوى العذر بالجهل .

وأنا أحب أن ألخص لك بعض أشيئاً تظهر جلياً من مشاركاتى حتى لا تأتى مرة أخرى وتقول أنك تلتمس تقدماً فى أشياء أنا أؤمن بها قبل أن تدخل أنت أصلاً فى النقاش .
وهى
1_ أنا والحمد لله أعتقد أن حديث العهد بالكفر معذور بداية .
2_ أنا والحمد لله أعتقد أن هناك مسائل لابد فيها من توضيح الحق لفاعلها قبل الحكم بالتكفير وهذا يكون فى المسائل التى تخفى على الناس .
3_ المعلوم من الدين بالضرورة لا عذر فيه وحده هو العلم الذى إنتشر بين الناس فيستوى فيه الخاصة والعامة .
4_ عبادة غير الله لاعذر فيها للمتمكن من العلم والعمل فإن فرط فى العلم فليس بمعذور أبداً .
وقد نقلت لك فتاوى العلماء وفتاوى اللجنة الدائمة أنه لاعذر بالجهل فى عبادة غير الله وهى واضحة كالشمس الساطعة .

قبل أن أختم كلامى دائماً يكون أهل السنة بين أهل التفريط وأهل الإفراط الإفراط ومسألة العذر بالجهل وقع فيها تشدد من بعض الناس فنفوا العذر مطلقاً لكل الناس ووقع فيها إفراط من آخرين ففتحوا الباب على مصراعيه والحق بين هذا وبين هذا .
والسلام عليكم ولا أود منك مجدداً أن تقول أنك تلتمس منى تقدماً فى الحوار كأنى كنت على ضلالة ثم أصبحت فى طريق الهدى أمضى ولكن راجع مشاركاتى تجد ما قلته بين ثنايها واضحاً .

وأود تذكيرك أن منهج التوسع فى العذر هو منهج فاسد فى نظر العلماء وهذه فتوى العلامة صالح الفوزان .

السائل : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، هذا سائل يقول : ما قولكم في من يزعم من المعاصرين في أن تكفير المعين من عباد القبور مسألة خلافية، ويزعم أنهم غيركفار أصليين؟
الشيخ : هذا قول فاسد نتيجته الجهل بهذا ... وأنا أقول و أكرر: لا يجوزلأحد أن يتكلم في هذه المسائل الخطرة إلا بعد أن يتعلم ويتبصر ويدرس العقائد دراسةصحيحة على أهل العلم، ثم بعد ذلك إذا اضطره الحال إلى الكلام تكلم، فإن لم يُضطرإلى هذا فلا يتكلم، هذا الذي أقوله وأكرره أن هذا الأمر خطير جداً، والذي يفعلالشرك يُحكم عليه بالردة ، والذي يفعل الكفر يُحكم عليه بالكفر في ما يظهر لنا ،ونطبق عليه أحكام الكفار، فإذا مات لم ندفنه في مقابر المسلمين ولا يرثه أقاربهالمسلمون، نُطبق عليه أحكام الكفار بموجب فعله وقوله ... نحن ما لنا إلا الظواهر،نحكم على الظاهر، وأما في ما بينه وبين الله فالله أبصر به وأعلم، إن كان معذوراً ... فهذا أمره إلى الله، نحن لا نحكم على القلوب وإنما نحكم على ما يظهر لنا، فمنأظهر الكفر والشرك حكمنا عليه بالكفر والشرك وطبقنا عليه أحكام الشرك وأحكام الكفرسواءً كان معيناً أو غير معين، نعم. ( من شريط صوتى)
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ

والسلام عليكم

محمد ثروت خليفة
2011-07-16, 12:07 AM
وأنا أقول هذا تقدم في الحوار طالما أخرجنا مسألة الناس فيها يعذرون عندك بسبب الجهل والتلبيس ، فلتجعل كل مسألة فيه تلبيس كذلك وإلا لزمك التناقض
وأنا من كلامك هذا زاد يقينى أنك من المتوسعين فى مسألة العذر بالجهل وإن كنت أنت عندى صالحاً أحسبك كذلك ولا أزكى على الله أحدا ولكن هذا التوسع فى الإعذار منهج فاسد أشد الفساد .

أبو خالد الدمياطي
2011-07-16, 02:49 AM
السائل : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، هذا سائل يقول : ما قولكم في من يزعم من المعاصرين في أن تكفير المعين من عباد القبور مسألة خلافية، ويزعم أنهم غير كفار أصليين؟


سامحك الله ، فليس بين أهل السنة خلاف في نفي تكفير المعينين إذا استوفوا الشروط وانتفت عنهم الموانع ، وكتب الفقه أكثرها تنص على باب أحكام المرتدين ولم يخالف في ذلك إلا أهل الضلال
وليس هناك داع لبتر الكلام ، فأنت تنقل عني التالي

فلتعلم أن شيخ الإسلام يورد كثيراً من كلامه في متصوفة عصره الذين كان بعضهم من أئمة المذاهب الإسلامية في زمانه بل مفتي مذهبه كالبكري الذي يجيز التوسل بالنبي
ولكن هذا نص قولي

فلتعلم أن شيخ الإسلام يورد كثيراً من كلامه في متصوفة عصره الذين كان بعضهم من أئمة المذاهب الإسلامية في زمانه بل مفتي مذهبه كالبكري الذي يجيز التوسل بالنبي والاستغاثة به بعد موته
وقلت مراراً أنهم كانوا يدعونه ويستغيثون به ، وكتاب الرد على البكري يسمى " الاستغاثة الكبرى " فلا داعي لأن نحمل الأمور غير ما تحتمل

أبو خالد الدمياطي
2011-07-16, 02:58 AM
وأنا من كلامك هذا زاد يقينى أنك من المتوسعين فى مسألة العذر بالجهل وإن كنت أنت عندى صالحاً أحسبك كذلك ولا أزكى على الله أحدا ولكن هذا التوسع فى الإعذار منهج فاسد أشد الفساد
أما عن منهجي فإليكه :
أعتقد يقيناً أنه كلما وجد الجهل وكان لصاحبه ثابتاً ، وجد معه في الشريعة العذر به ، خاصة في زمن التلبيس والتدليس ، الذي أجاز فيه كبير العمائم عندنا الاستغاثة بالنبي عليه الصلاة والسلام ، وكان كبار العمائم عندنا يحضرون بل يواظبون على حضور الموالد ، وينكرون أشد النكير على المخالفين ، بل ويستدلون بالنصوص مع تأويلها طبعاً ، ويأتيهم الناس ، وبعد البحث والتحري والسؤال ، يقولون لهم " قال رسول الله " إذا ضاقت بكم الصدور فعليكم بأصحاب القبور "فيا لضيعة عامة المسلمين ، بين مشايخ مضلين ، وبين منهج لا يرحم فيخرج المجتهد منهم وسعه من الدين .

فاللهم رب جبريل وميكال فاطرالسماوات والأرض انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ........................ والسلام

محمد ثروت خليفة
2011-07-16, 12:18 PM
أنت تقول

سامحك الله ، فليس بين أهل السنة خلاف في نفي تكفير المعينين إذا استوفوا الشروط وانتفت عنهم الموانع ، وكتب الفقه أكثرها تنص على باب أحكام المرتدين ولم يخالف في ذلك إلا أهل الضلال


يبدو أنك حقاً لا تقرأ شيئاً مما يكتب كما لاحظت أحد الأخوات ذلك من قبل وأنا ألاحظه أيضاً فأنت تقول الشيخ يتكلم عن المعين ولوكنت قرأت الفتوى كاملة لوجدته يقول سواء كان معيناً أو غير معين وإرجع إلى الفتوى تجد الكلام لازال موجوداً شاهداً على تخبطك فى فهمه .


أما عن إتهامك لى ببتر الكلام فهذا أيضاً ناتج عن عدم فهمك أو تجاهلك أو عدم قرائتك لكلامى فكيف تقول أبتر الكلام والمشاركة بالأعلى وتستطيع أن تفتضحنى ولكنى أخذت من المشاركة ما قمت بالرد عليه ثم قلت تحتها هذا الكلام الذى أنقله لك إقتباساً حتى لا تقول محرف أو مبتور


وأنا أتكلم فى الموضوع شيئاً فشيئاً فأردت التنبيه على مسألة التوسل بالنبى أما مسألة الإستغاثة فراجع فتاوى العلماء بالأعلى فتأمل فى قولى أما مسألة الإستغاثة فكيف يبتر العبد كلاماً ثم ينبه عليه ألا فلتتقى الله عز وجل فى أعراض إخوانك
ثم أنت تقول






أعتقد يقيناً أنه كلما وجد الجهل وكان لصاحبه ثابتاً ، وجد معه في الشريعة العذر به ، خاصة في زمن التلبيس والتدليس ، الذي أجاز فيه كبير العمائم عندنا الاستغاثة بالنبي عليه الصلاة والسلام ، وكان كبار العمائم عندنا يحضرون بل يواظبون على حضور الموالد ، وينكرون أشد النكير على المخالفين ، بل ويستدلون بالنصوص مع تأويلها طبعاً ، ويأتيهم الناس ، وبعد البحث والتحري والسؤال ، يقولون لهم " قال رسول الله " إذا ضاقت بكم الصدور فعليكم بأصحاب القبور "فيا لضيعة عامة المسلمين ، بين مشايخ مضلين ، وبين منهج لا يرحم فيخرج المجتهد منهم وسعه من الدين .

[/







سبحان الله تعذرون من ذبحوا لغير الله وتوجهوا بدعائهم لغيره وإستغاثوا بالبدوى وتقولون ملبس عليهم وانا أقول أنت لست أرحم من الله بالناس فقد قال ربنا (( وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ )) ومع شدة التلبيس عليهم لم يعذرهم والذى يفهم من كلامك أن تعذرهم لتأثير البيئة المحيطة فيهم من علماء سوء وغيره وأنا أقول لك قد بين الله أثر البيئة على الأنسان في قوله تعالى (وصدها ماكانت تعبد من دون الله انها كانت من قوم كافرين), .ومع ذلك حكم عليها بالكفر فى نفس النص وغلاة القدرية تأثروا بالتلبيس وغلاة الجهمية والخوارج إلتبست عليهم الآيات فأنزلوا آيات الكفر على المسلمين ولم يعذر النصارى بتلبيس علماء السوء ولم يعذر اليهود كذلك .



وأعلم أن كل هؤلاء يحبون أنهم على الحق كما قال الله (( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِين َ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) ))
ويعتقدون أن هذا يقربهم من الله كما كان سلفهم ((وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)) ومع ذلك حكم الله بكفرهم ولم يعذرهم مع وجود التلبيس ولكن كان العلم موجوداً فكان زيد بن عمرو بن نفيل سيد الموحدين في عصره وحياته، فقد كان الناس يعبدون الأصنام وهو يوحد الواحد الديان، فخرج من صلبه هذا الجيل المبارك بالتوحيد، وعلى رأسهم الصحابي الجليل المبشر بالجنة سعيد بن زيد.
وسوف يبعث يوم القيامة أمة وحده )) ..
زيد هذا كان يُحيي الموءودة؛ يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: مَهْ؛ لا تقتلها؛ أنا أكفيك مؤنتها، فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤنتها. {أخرجه الحاكم 3-404 وصححه ووافقه الذهبي}
وكان يعيب على قريش عبادتهم غير الله، وذبحهم على غير اسمه جل وعلا، ويقول لهم: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله؟! إنكارًا لذلك وإعظامًا له، وقُرِّب إليه طعام فقال لأصحابه: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذُكر اسم الله عليه.
{البخاري 3614}
زيد بن عمرو بن نفيل فوقف فلم يدخل في يهودية ولا نصرانية، وفارق دين قومه، فاعتزل الأوثان والميتة والدم والذبائح التي تُذبح على الأوثان، وتورع عن قتل الموءودة، وقال: أعبدُ ربَّ إبراهيم؛ وبادى قومه بعيب ما هم عليه.
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نُفيل شيخًا كبيرًا مُسندًا ظهرهُ إلى الكعبة وهو يقول: يا معشر قريش؛ والذي نفسُ زيد بن عمرو بيده، ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري، ثم يقول: اللهم لو أني أعلم أيَّ الوجوه أحبَّ إليك عبدتك به، ولكني لا أعلمه، ثم يسجدُ على راحته.
قال ابن إسحاق: وحُدّثت أن ابنه سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل، وعمر بن الخطاب وهو ابن عمّه قالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنستغفرُ لزيد بن عمرو؟ قال: "نعم فإنه يُبعثُ أمةً وحدهُ".
{رواه أحمد (1648)}
وقال زيد بن عمرو بن نفيل في فِراق دين قومه، وما كان لقي منهم في ذلك:



أربٌّ واحدٌ أم ألفَ ربِّ
أدينُ إذا تُقُسِّمتِ الأمورُ؟
عزلتُ اللات والعُزَّى جميعًا
كذلكَ يفعلُ الجَلْدُ الصبورُ
فلا العُزى أدينُ ولا ابنتيها
ولا صَنَمي بني عمرٍو أزُورُ
ولا هُبلا أدينُ وكان ربًا
لنا في الدهر إذ حِلمي يسيرُ
عجبتُ وفي الليالي مُعجباتٌ
وفي الأيام يعرفها البصيرُ
بأنَّ الله قد أفنى رجالا
كثيرًا كان شأنهم الفجورُ
وأبقى آخرين ببرِّ قومٍ
فيربل منهمُ الطفلُ الصغيرُ(1)
وبينا المرءُ يَفْتُر ثابَ يومًا
كما يتروَّح الغُصنُ المطيرُ(2)
ولكن أعبُدُ الرحمن ربِّي
ليغفرَ ذنبيَ الرَّبُّ الغفورُ
فتقوى الله ربكُم احفظوها
وعدى ابن حات الطائى كان يتبع علماء السوء من النصارى ولا يعلم ومع ذلك لم يعذر فى هذه المسألة
فق سمع النبى و هو يقرأ سورة براءة فقرأ هذه الآية { اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله } حتى فرغ منها فقلت انا لسنا نعبدهم فقال : ( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه و يحلون ما حرم الله فتستحلونه ؟ ) قلت بلى قال : ( فتلك عبادتهم )


وأنا لا أعلم لم تتجاهل إلى الآن معنى إقامة الحجة عند إبن تيمية ولا أعلم لم تتجاهل إلى الآن فتاوى كبار العلماء بعدم العذر بالجهل لمن كان يعيش بين المسلمين .
ثم أنت تقول تحية عجبية فتقول والسلام وأنا أقول لك تحية الإسلام هى السلام عليكم ورحمة الله

أبو طارق النهدي
2011-07-16, 02:52 PM
سؤال للأخ الدمياطي : إذا كان صاحب الشبهة - وهو الذي يعتقد أن الشرك توحيد - عندك ممن يُعذر بالجهل, فكيف لك أن تفرّق بين الجاهل وبين المعرض وبين المعاند ؟
أعني ما الضابط أو الحد الفارق بين الجاهل المستحق للإعذار وبين المعرض والمعاند غير المستحقين للإعذار ؟

مصباح الحنون
2011-07-16, 03:37 PM
سؤال للأخ الدمياطي : إذا كان صاحب الشبهة - وهو الذي يعتقد أن الشرك توحيد - عندك ممن يُعذر بالجهل, فكيف لك أن تفرّق بين الجاهل وبين المعرض وبين المعاند ؟
أعني ما الضابط أو الحد الفارق بين الجاهل المستحق للإعذار وبين المعرض والمعاند غير المستحقين للإعذار ؟
يتبين ذلك بالمحاججة بارك الله بك .
فالمعرض يجادل بأمور غير محتملة للتأويل ، والجاهل الغير المعرض يُذعن للحق إذا بُين له .

أبو طارق النهدي
2011-07-16, 04:45 PM
يا أخي بارك الله فيك, المعرض هو الذي لا يجادل ولا يتعلم ولا يسعى لذلك أصلًا .
واما المعاند فهو الذي يجادل وقول لك : شيخي يقول كذا , وأبي يفعل كذا , ويرد كل بينة بلا بينة , وقلبه غير قابل للحق ولا يقبل إلا ما اُشرب من هواه .
وأما الجاهل : فهو الذي لم يعلم ولم يسمع بالحق , ومتى جاءه من طريق صحيح قبله قلبه وأخذ به . والله تعالى أعلم

محمد ثروت خليفة
2011-07-16, 05:48 PM
سؤال لعل النقاش ينتهى

هل تفرقون بين الجاهل الذى كان الجهل من كسبه وبين الجاهل الذى لايتمكن من رفع الجهل عن نفسه ؟

أبو طارق النهدي
2011-07-16, 06:46 PM
أخي محمد ثروت خليفة أرجو عدم تشتيت البحث , فإن ما اسميته جاهل بكسبه هو المعرض ويسمي أهل العلم كفره كفر جهل وإعراض , وليس هذا داخل في مبحث العذر بالجهل عند أهل العلم خلا المتعالمين حاشا الإخوة الأفاضل من ذلك.
فالقسمة ثلاثية :
1- المعرض : وهو الذي لا يجادل ولا يتعلم ولا يسعى لذلك أصلًا, وكفره كفر جهل وإعراض .
2- المعاند : وهو الذي يجادل ويقول لك : شيخي يقول كذا , وأبي يفعل كذا , ويرد كل بينة بلا بينة , وقلبه غير قابل للحق ولا يقبل إلا ما اُشرب من هواه وكفره كفر عناد .
3- الجاهل : وهو الذي لم يعلم ولم يسمع بالحق , ومتى جاءه من طريق صحيح قَبِلهُ قلبُه وأخذ به .
والله تعالى أعلم

محمد ثروت خليفة
2011-07-16, 08:28 PM
أولاً أنا لا أود مطلقاً تشتيت البحث بل أنا أتكلم فيى مسألة واحدة .
ثانياً :بارك الله فيك أخى طارق أولاً فلتعلم أخى خالد أن السؤال لم يكن لك .
ثانياً أنا أعلم ما ذكرت وقد دونته فى موضعى المختصر الجامع وهو على المنتدى الآن فذكرت كفر الإعراض .
ثالثاً : الخلط فى التوسع فى العذر بالجهل أدى إلى عدم التفريق بين المفرط فى التعلم وبين المقبل على دين الله ثم أخطأ فى مسألة يقبل فيها العذر المستساغ .
رابعاً : إستخدامى للفظ من كسبه هو لفظ صحيح ولا يساوى المعرض من كل وجه فقد يكون يصلى ويزكى ويكون جاهلاً لتفريطه ولا يسمى هذا معرضاً فأرى أن ما قلته أنت غير صحيح .
خامساً : أنت تقول
الجاهل : وهو الذي لم يعلم ولم يسمع بالحق , ومتى جاءه من طريق صحيح قَبِلهُ قلبُه وأخذ به .
والله تعالى أعلم ,انا أقول لك ماذا لو كان مفرطاً فى التعلم مع أن متمكن منه وهذا هو ما ندندن حوله ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

محمد ثروت خليفة
2011-07-16, 11:03 PM
أم تقصدين كلام شيخ الإسلام في الدعاء والسجود للأموات حين يقول "
" فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه " الرد على البكري2/731

أم تقصدين كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب عندما لم يكفرمن عبد الصنم الذي على قبة الكواز لأجل جهلهم وعدم من ينبههم

....!!!!!!!أم أن هذاالشرك الأكبر كان عند هؤلاء من المسائل الخفية التي تحتاج إلى إقامة حجة

أما بالنسبة لعابد الصليب وتقسيم الناس إلى مشرك وكافر فقد جاء واضحا في تضاعيف مشاركاتي وأقول :
الكافر الأصلي الذي لم يتكلم بالشهادتين هو كافر قبل قيام الحجة وبعده ، أما من ثبت إسلامه بيقين فلا يزول عنه إلا بيقين وبعد قيام الحجة وزوال الشبهة ، قال شيخ الإسلام :
" وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وان أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة( [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=518972&posted=1#_ftn1)) مجموع الفتاوى12/466







[1] قال رحمه الله : " وقد تقدم أن غيبة العقل تكون عذرا في رفع القلم وكذلك الشبهة التي ترفع معها قيام الحجة : قد تكون عذرا في الظاهر " مجموع الفتاوى 1/202



أولاً نحن نتكلم عن أهل زماننا وواقعنا غير واقع القوم الذين تكلم عنهم العلماء فى مشاركاتك
ثانياً : لو تأملت كلامهم لرأيته يساوى إنقطاع العلم وتفشى الجهل فنقلك عن الشيخ محمد عبد الوهاب هو

أم تقصدين كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب عندما لم يكفرمن عبد الصنم الذي على قبة الكواز لأجل جهلهم وعدم من ينبههم
[]
فما معنى عدم ( أى لا يوجد ) أو قلة قليلة لا يعلمهم الناس أصلاً
ويا أخى الحبيب أنت تعلم أن الحكم لا يتغير ولكن الفتوى من الممكن أن تتغير من مكان لأخر ومن زمان لآخر بل ومن شخص لآخر فإذا كانت أصول الأئمة فى التكفير وفى الإعذار واضحة ثم رأيت ما يخالف ذلك أو إشتبه عليك الأمر فلاتضرب أصولهم بناء على بعض فتاويهم وأنا جئتك بما هو صريح من كلام العلماء والأئمة أن الذى يعيش فى بلاد الإسلام ويتمكن من العلم فإن الأصل فيه عدم الإعذر بالجهل ويبقى الخطأ والإكراه وزماننا ليس كزمان غيرنا .

مصباح الحنون
2011-07-17, 01:02 AM
قال تعالى : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء

وقال جل وعلا " مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)


وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
(115) التوبة

وقال سبحانه : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا
(15) الإسراء
وقال سبحانه :


وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ
4 إبراهيم

مصباح الحنون
2011-07-17, 01:19 AM
بعض أقوال أهل العلم الجلية التي تدل على اعتبار الإعذار بالجهل وأهمية إقامة الحجة وإزالة الشبهة قبل الحكم على المعين بالتكفير مع الإتفاق على كفر النوع هي :

يقول ابن تيمية – رحمه الله - : " وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة " اهـ من الفتاوى (12/466) .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في الجهمية (الذين وقعوا في شرك التعطيل) :
(ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش لما وقعت محنتهم : أنا لو وافقتكم كنت كافراً ؛ لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون ؛ لأنكم جهال)

وقال في الرد على البكري (2/492): .. فإن تكفير الشخص المعين وجواز قتله موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها وإلا فليس كل من جهل شيئا من الدين يكفر.
ولهذا لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين كقدامة بن مظعون وأصحابه شرب الخمر وظنوا أنها تباح لمن عمل صالحا على ما فهموه من آية المائدة اتفق علماءالصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون فإن أصروا على الاستحلال كفروا وإن أقروا به جلدوا فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة التي عرضت لهم حتى يتبين لهم الحق فإذا أصروا على الجحود كفروا ا.هـ

-وقال في الرد على البكري (1/413):" ومن أنكر ما ثبت بالتواتر والإجماع فهو كافر بعد قيام الحجة عليه".

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3/229): "ومن جالسني يعلم ذلك مني أنِّي من أعظم الناس نهياً عن أنْ ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى"ا.هـ.

قال في مجموع الفتاوى (11/401) وقد سئل عمن يزعم سقوط التكاليف الشرعية عنه :" لا ريب عند أهل العلم والإيمان أن هذا القول من أعظم الكفر وأغلظه . وهو شر من قول اليهود والنصارى " وذكر رحمه الله تعالى ألوانا من الموبقات التي يستبيحها هؤلاء الناس ثم قال (11/406):"لكن من الناس من يكون جاهلا ببعض هذه الأحكام جهلا يعذر به فلا يحكم بكفر أحد حتى تقوم عليه الحجة من جهة بلاغ الرسالة كما قال تعالى : ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) وقال تعالى : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ولهذا لو أسلم رجل ولم يعلم أن الصلاة واجبة عليه ؛ أو لم يعلم أن الخمر يحرم لم يكفر بعدم اعتقاد إيجاب هذا وتحريم هذا ؛ بل ولم يعاقب حتى تبلغه الحجة النبوية"

-قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6 /60-61):"
فإن من جحد شيئا من الشرائع الظاهرة وكان حديث العهد بالإسلام أو ناشئا ببلد جهل لا يكفر حتى تبلغه الحجة النبوية .
وقال - رحمه الله - ( فتاواه 12/500 ) :
« . . . فتكفير المُعيّن من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يُحكم عليه بأنه من الكفار ؛ لا يجوز الإقدام عليه إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة الرسالية التي يتبيّن بها أنهم مخالفون للرسل ؛ وإن كانت هذه المقالة لا ريب أنها كفر .
وهكذا الكلام في تكفير جميع المُعيّنين . . . » انتهى .

مصباح الحنون
2011-07-17, 01:25 AM
بعض أقوال المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :

وقال الإمام المجدد – الشيخ محمد بن عبد الوهاب -: (القصة تفيد أن المسلم – بل العالم – قد يقع في أنواع من الشرك وهو لا يدري عنها ، فتفيد لزوم التعلم والتحرز،... وتفيد أيضاً: أن المسلم المجتهد إذا تكلم بكلام كذب هو لا يدري ، فنبه على ذلك فتاب من ساعته، أنه لا يكفر..)
وفي موضع آخر: (... وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر ، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي ، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم...)

وقال رحمه الله عن بعض من يعمل الشرك أنه لا يكفر : ( لعدم من يناضل في هذه المسألة في وقته بلسانه ، وسيفه وسنانه ، فلم تقم عليه الحجة ، ولا وضحت له المحجة..)
وقال (10/113):" وأما ما ذكر الأعداء عني، أني أُكَفِّر بالظن وبالموالاة، أو أكفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله".

وقال (10/128):" وكذلك تمويه الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول : الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر ، ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم ، بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك وأهله فهو مسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفّر من أشرك بالله في إلهيته، بعدما نبين له الحجة، على بطلان الشرك، وكذلك نكفر من حسنه للناس، أو أقام الشبه الباطلة على إباحته، وكذلك من قام بسيفه، دون هذه المشاهد، التي يشرك بالله عندها، وقاتل من أنكرها، وسعى في إزالتها؛ والله المستعان".

قال الشيخ العثيمين معلقا على نص كشف الشبهات (46-47) :" لا أظن الشيخ رحمه الله لا يرى العذر بالجهل ، اللهم إلا أن يكون منه تفريط بترك التعلم مثل أن يسمع بالحق فلا يلتفت إليه ولا يتعلم ، فهذا لا يعذر بالجهل ، وإنما لا أظن ذلك من الشيخ لأن له كلاما آخر يدل على العذر بالجهل فقد سئل عما يقاتل عليه وعما يكفر الرجل به فأجاب : وذكر الشيخ رسالة ابن عبد الوهاب كاملة الذي يصرح فيها بالعذر بالجهل وأنه لا يكفر إلا من قامت عليه الحجة الرسالية".

مصباح الحنون
2011-07-17, 01:28 AM
فلا أدري لماذا التكلف في حمل كلام العلماء على غير ظاهره بأنواع من التكليفات ولي كلامهم لياً فيه إعياء ، فأكرر دعوتي التأمل في كلام أهل العلم وعدم التكلف في صرفه عن ظاهره والإذعان لمقتضاه .

مصباح الحنون
2011-07-17, 01:37 AM
مناقشة بديعة للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله - مع شخص يفرق بين المسائل الظاهرة والخفية في مسألة إقامة الحجة وبيان أنه أمر نسبي
أفرض أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل.
لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام , فهمت ؟
هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي
قد يكون هذا الشيء عندي ظاهر ، ما فيه إشكال وعند الآخر خفي ،
حتى في الإستدلال بالأدلة بعض العلماء يرى أن هذا الدليل واضح في الحكم والآخر يخفى عليه
وردت شبهة وهي أنه يقال : إن فعله شرك وهو ليس بمشرك ! فكيف نرد ؟ .
الشيخ :هذا صحيح ، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة.
إذا بلغته الحجة ، لا يُعَّرَف ، بلغته الحجة القران والرسول صلى الله عليه وسلم ؟.
الشيخ : ما يكفي ، ما يكفي .
الشيخ : بلغته ، وصل ، سمع ، لكن لا بد أن يفهم المعنى.

مصباح الحنون
2011-07-17, 01:42 AM
الشيخ صالحِ الفوْزانِ - حفظه الله -

السائل : ما الفرقُ بينَ الوَصْفِ بالكُفْر ِ والحُكمِ على المُعينِ بالكفر ِ والإعتقادِ بكفرِ المُعينِ ؟
الشيخ : أمَّا الحُكمِ على الأَعْمَال ِ كدعاءِ غَيْرِ اللهِ ، والذَّبحِ لغيْرِ الله والإستِغاثَةِ بغيرِ الله ِوالإستهزاء بالدّينِ ومسبَّةِ الدِّينِ ؛ هذا كُفْرٌ بالإجمَاعِ بلا شك ، لكنِ الشَّخْصِ الذَّي يصدُر منه هذا يُتأَمَلُ فيهِ؛ فإِن كان جاهلاً أَوْ كانَ مُتأَوِلاً أوْ مُقَلِداً فيُدرأُ عنهُ الكُفْرُ حتى يُبيّن لهُ، حتى يُبيّن لهُ الحق ، لأنّ قد تكون عندهُ شبهةٌ أو عندهُ جهل ما يُتسَرعُ في إِطلاق ِ الكفرُ عليهِ حتى تُقامُ عليهِ الحجةُ ، فإذا أُقيمت عليهِ الحجةُ واستمر عليه ؛ فيحكمُ عليهِ بالكُفرِ لأنَّهُ ليسَ لهُ عذر""

مصباح الحنون
2011-07-17, 01:45 AM
إذا كان الإنسان لا يصلي مطلقًا هل يقال هذا كافر بعينه؟
أجاب فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي:
لا ينبغي تكفير المعين لأن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم ؛ ولأنه قد تكون ما قامت عليه الحجة و قد يكون عنده شبهة .

محمد ثروت خليفة
2011-07-17, 01:47 AM
بعض أقوال أهل العلم الجلية التي تدل على اعتبار الإعذار بالجهل وأهمية إقامة الحجة وإزالة الشبهة قبل الحكم على المعين بالتكفير مع الإتفاق على كفر النوع هي :

يقول ابن تيمية – رحمه الله - : " وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة " اهـ من الفتاوى (12/466) .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في الجهمية (الذين وقعوا في شرك التعطيل) :
(ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش لما وقعت محنتهم : أنا لو وافقتكم كنت كافراً ؛ لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون ؛ لأنكم جهال)

وقال في الرد على البكري (2/492): .. فإن تكفير الشخص المعين وجواز قتله موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها وإلا فليس كل من جهل شيئا من الدين يكفر.
ولهذا لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين كقدامة بن مظعون وأصحابه شرب الخمر وظنوا أنها تباح لمن عمل صالحا على ما فهموه من آية المائدة اتفق علماءالصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون فإن أصروا على الاستحلال كفروا وإن أقروا به جلدوا فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة التي عرضت لهم حتى يتبين لهم الحق فإذا أصروا على الجحود كفروا ا.هـ

-وقال في الرد على البكري (1/413):" ومن أنكر ما ثبت بالتواتر والإجماع فهو كافر بعد قيام الحجة عليه".

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3/229): "ومن جالسني يعلم ذلك مني أنِّي من أعظم الناس نهياً عن أنْ ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى"ا.هـ.

قال في مجموع الفتاوى (11/401) وقد سئل عمن يزعم سقوط التكاليف الشرعية عنه :" لا ريب عند أهل العلم والإيمان أن هذا القول من أعظم الكفر وأغلظه . وهو شر من قول اليهود والنصارى " وذكر رحمه الله تعالى ألوانا من الموبقات التي يستبيحها هؤلاء الناس ثم قال (11/406):"لكن من الناس من يكون جاهلا ببعض هذه الأحكام جهلا يعذر به فلا يحكم بكفر أحد حتى تقوم عليه الحجة من جهة بلاغ الرسالة كما قال تعالى : ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) وقال تعالى : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ولهذا لو أسلم رجل ولم يعلم أن الصلاة واجبة عليه ؛ أو لم يعلم أن الخمر يحرم لم يكفر بعدم اعتقاد إيجاب هذا وتحريم هذا ؛ بل ولم يعاقب حتى تبلغه الحجة النبوية"

-قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6 /60-61):"
فإن من جحد شيئا من الشرائع الظاهرة وكان حديث العهد بالإسلام أو ناشئا ببلد جهل لا يكفر حتى تبلغه الحجة النبوية .
وقال - رحمه الله - ( فتاواه 12/500 ) :
« . . . فتكفير المُعيّن من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يُحكم عليه بأنه من الكفار ؛ لا يجوز الإقدام عليه إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة الرسالية التي يتبيّن بها أنهم مخالفون للرسل ؛ وإن كانت هذه المقالة لا ريب أنها كفر .
وهكذا الكلام في تكفير جميع المُعيّنين . . . » انتهى
قد تم الرد من قبل على هذه النقول عن شيخ الإسلام من نفس كلام شيخ الإسلام ومدار بحثى للمرة الثالثة أقول هل يعذر العبد فى عبادة غير الله وهو على أرض يتمكن فيها من العلم كالدعاء والسجودوالذبح لغير الله وليس كلامنا فيمن عنده شبهة كفرية فى الأسماء والصفات وما شابهه وهذه المشاركة الواضحة التى لم أرى أى رد عليها قوى وهى

وحتى يتضح لك أن كلام شيخ الإسلام ليس فى عبادة الله آتيك بكلامه هو فخير ما يفسر به كلام ابن تيمية هو كلامه نفسه فقد قال في معرض ذمه لأهل الكلام وما يقعون فيه قال:" وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة أنها من دين المسلمين بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمد صلى الله عليه وسلم بُعث بها وكفر مخالفها مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين والشمس والقمر والكواكب والأصنام وغير ذلك فإن هذا أظهر شعائر الإسلام ومثل أمره بالصلوات الخمس وإيجابه لها وتعظيم شأنها ومثل معاداته لليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك ثم تجد كثيراً من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين" (مجموع الفتاوى 4/54 ) فهل إتضح لنا أنه يفرق بين الأمور الخفية والظاهرة كعبادة الله تعالى أم لا ؟
وهذا كلام إمام الدعوة فى عصره الشيخ محمد بن عبد الوهاب يوضح التفريق بين الأمور الظاهرة والخفية يقول: (إن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف، وأما أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة).
ويقول في موضع آخر: (إن الشخص المعين إذا قال ما يوجب الكفر، فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناس وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة فهذا لا يتوقف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة تدفع بها في نحر من كفر البلدة الممتنعة عن توحيد العبادة والصفات، بعد بلوغ
الحجة ووضوح المحجة.
هل من رد أم أن هناك من يقتطف من البستان ما يشتهيه .

.

مصباح الحنون
2011-07-17, 01:47 AM
س : ما الراجح في تكفير المعين ؟
ج: إذا قامت عليه الأدلة والحجة الدالة على كفره ، ووضح له السبيل ثم أصر فهو كافر .
لكن بعض العلماء يرى أن من وقعت عنده بعض الأشياء الشركية وقد يكون ملبساً عليه وقد يكون جاهلاً ، ولا يعرف الحقيقة فلا يكفره ، حتى يبين له ويرشده إلى أن هذا كفر وضلال ، وأن هذا عمل المشركين الأولين ، وإذا أصر بعد البيان يحكم عليه بكفر معين . اهـ
المصدر من كتاب الفوائد العلمية من الدروس البازية ( 2/273 -274 )ط الرسالة عام 1430هـ .

مصباح الحنون
2011-07-17, 01:50 AM
قال ابن باز في رده على من سأله في المسلم الذي ارتكب مكفراً فأجاب رحمه الله : ": إنه لا بد أن تقوم عليه الحجة؛ لأنه قد يكون جاهلا بهذا الأمر وليس عنده علم ؛ فلا بد أن يبين له حتى تقوم عليه الحجة ، فإذا قامت عليه الحجة فإنه يحكم بكفره.

مصباح الحنون
2011-07-17, 01:53 AM
سؤال: هل يجوز تكفير الفرق الضالة كالخوراج، والمعتزلة، والرافضة وغيرهم، بعد إقامة الحجة عليهم؟

الشيخ الألباني: إذا كان السؤال مقيداً بما جاء في آخره بعد قيام الحجة عليهم، الجواب: نعم!! .
ولكن لا بد هنا من القول: هل كل من ادعى بأنه أقام الحجة على المنكر أو المخالف هو أهل لإقامة الحجة على ذلك المخالف؟
لأننا نشاهد اليوم -مع الأسف أن كثيراً من شبابنا السلفي إذا ما تعلم بعض المسائل واختلف هو وأحد المشايخ العلماء وقد يكونون علماء فعلاً بما يسمونه بعلوم الآلة، يعني بعلم النحو والصرف والبيان ....... وإلخ، والأصولين: أصول الحديث، وأصول الفقه، ولكن ما طبقوا ذلك -فيأتي أحد إخوانَّا المبتدئين في العلم، ويكون تعلم مسألة أو مسألتين، واختلف مع ذلك العالم، فيقول: أنا أقمت الحجة عليه!
وما أظن بمثل هذه السهولة نستطيع أن نقول بأن الحجة قد أقيمت عليه، ولذلك فأنا أقول: إذا أقيمت الحجة عليه فعلاً فقد سبق الجواب في هذا تماماً، لكن من يقيم الحجة؟
هم أهل العلم، وأهل المعرفة بالكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح من المنهج السليم

محمد ثروت خليفة
2011-07-17, 02:03 AM
إذا كان الإنسان لا يصلي مطلقًا هل يقال هذا كافر بعينه؟

أجاب فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي:
لا ينبغي تكفير المعين لأن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم ؛ ولأنه قد تكون ما قامت عليه الحجة و قد يكون عنده شبهة .
أولاً : الشيخ علل بالخلاف بداية وأعلم أخى أنى لا أكفر إلا ما أجمع المسلمون عليه أن هذا الفعل كفر ثم كيف تناظر فى مسألة العذر بالجهل وتأتى بإجابة عالم فى مسألة خلافية ( وللعلم ما أدين الله به أن ترك الصلاة كفر وعلى هذا إجماع الصحابة ولكن حدث ما حدث فى توجيهه وفهمه )

وإذا أردت ضابط العذر بالجهل عند الشيخ عبدالعزيز الراجحى فها هو يتضح من إجابته على السؤال الآتى
نرجو التفصيل في مسألة العذر بالجهل؟
الجواب:
مسألة العذر بالجهل بيَّنها العلماء -رحمهم الله- وفصَّلها ابن القيِّم - رحمه الله - في طريق الهجرتين وفي (( الكافية الشافية ))، وذكرها أئمة الدعوة كالشيخ عبد الله أبابطين وغيرهم، وذكر ابن أبي العز شيئا منها في (( شرح الطحاوية ))، وخلاصة القول في هذا: أن الجاهل فيه تفصيل: فالجاهل الذي يمكنه أن يسأل ويصل إلى العلم ليس بمعذور فلا بد أن يتعلم، ولا بد أن يبحث ويسأل. ......
أما بالنسبة لنقلك عن الشيخ ابن باز فعليك أنت توجيهه لأن الشيخ رحمه الله قال قاعدته التى لم يخالف فيها أقرانه من أهل العلم فقال (( أما أصول العقيدة وأركان الإسلام والمحرمات الظاهرة فلا يقبل في ذلك دعوى الجهل من أي أحد بين المسلمين )) والله المستعان
وأنا أقول غالباً يكون الخلل ناتج عن عدم جمع كل أقوال العالم

ولقد تكاثرت المشاركات بشكل عجيب ,اصبحت
أرى أن قضاء الوقت فى غير ذلك أفضل وما كنت أصلاً أحب الخوض فى مثل ذلك ولكن لما رأيت من هذا المنهج الذى سماه الشيخ الفوزان منهجاً فاسداً رددت عليكم والله المستعان وعليه التكلان

أبو خالد الدمياطي
2011-07-17, 03:11 AM
يبدو أنك حقاً لا تقرأ شيئاً مما يكتب كما لاحظت أحد الأخوات ذلك من قبل وأنا ألاحظه أيضاً فأنت تقول الشيخ يتكلم عن المعين ولوكنت قرأت الفتوى كاملة لوجدته يقول سواء كان معيناً أو غير معين وإرجع إلى الفتوى تجد الكلام لازال موجوداً شاهداً على تخبطك فى فهمه .
أما عن إتهامك لى ببتر الكلام فهذا أيضاً ناتج عن عدم فهمك أو تجاهلك أو عدم قرائتك لكلامى

أرى نفثة صدر ضاق بمشاركتي فأختم قولي مستعيناً بالمولى سبحانه فأقول :
أولاً :إنما أعظكم بواحدة : أن تقوموا لله مثني وفرادي ثم تتفكروا في كلام الأئمة متجردين من كل هوى ، وبعد العودة للأدلة وقواعد الشرع وباب عوارض الأهلية في مصنفات أصول الفقه .
ثانياً مراجعة معنى الجهل في اللغة ومعنى الإعراض والعناد من مدارج السالكين
ثالثا : ما نقلته كان في الشرك الأكبر وليس في مسائل خفية ، وكان كلاما عن حكم الجاهل الواقع فيه وليس فتاوى لأهل العلم في أشخاص أو أعيان .
رابعاً : بعضه كان عن أناس ينسبون إلى العلم وفي حواضر المسلمين ويستطيعون السؤال بل كانوا يناظرون ويدونون ويراسلون ، بل كانوا من الصحابة الكرام .
خامسا : الخطأ في تكفير مسلم واحد أعظم من الخطأ في الحكم ألف كافر بالإسلام
.............................. .............................. ........ والسلام

أبو طارق النهدي
2011-07-17, 09:22 AM
شرط تكفير الأعيان : إقامة الحجة الرسالية بالإجماع .
وأما الخلاف هو في كيفية إقامة الحجة .
فإقامة الحجة الرسالية تختلف بحسب نوع الكفر وبحسب حال المعين وبحسب زمانه وبحسب مكانه .
فمن المكفرات ما يستلزم إزالة الشبهة لقيام الحجة مثل : إنكار الصفات ونحو ذلك من الامور الخفيات على العامة وأكثر الخاصة , ومن المكفرات ما لا يستلزم إزالة الشبهة والحجة تقوم بالبلاغ : كالسب الصريح لله تعالى مثلًا .
ومن الأعيان من يحتاج إلى إزالة الشبهة لقيام الحجة , ومن الأعيان لا يحتاج إلى ذلك وتقوم عليه الحجة بالبلاغ .
ومن الأزمان ما يُحتاج فيه إلى إزالة الشبهة لقيام الحجة , ومن الأزمان ما لا يُحتاج إلى ذلك وتقوم الحجة بالبلاغ .
ومن الأمكنة ما يُحتاج فيها إلى إزالة الشبهة لقيام الحجة , ومن الامكنة ما لا يُحتاج إلى ذلك وتقوم الحجة بالبلاغ .

فلو أتينا إلى مسألة عباد القبور كدعاء غير الله تعالى والذبح لغير الله تعالى .
فالحكم العيني يكون بالنظر إلى زمانهم ومكانهم وأعيانهم, وهذا لا يتأتى إلا بتصور صحيح لكل حالة وعندها يتبين الجاهل من المعاند من المعرض .
فأما بالنسبة إلى الزمان والمكان اليوم فالحجة قائمة والدعوة منتشرة في كل بلد إسلامي بل وفي بعض بلاد الكفار .
وأما بالنسبة إلى الأعيان فهذا محل البحث, وفيه الخلاف وهل يتصور وجود الجاهل غير المعرض أو المعاند في هذه الأزمنة والأمكنة التي ينتشر فيهما العلم وتنتشر فيهما الدعوة .
والإعراض المقصود به : هو الإعراض عن علم ما به يرتفع عنه وصف الشرك , كأن يعلم أن فعله دعاء والدعاء عبادة ولا يجوز صرفه لغير الله , وليس المقصود الإعراض عن الدين بالكلية .
والعناد المقصود به : رد الحق والبينات بدون حجة ولا برهان إلا تقليد الآباء والأشياخ وهذا مانع غير معتبر بالكتاب والسنة . والله أعلم

محمد ثروت خليفة
2011-07-17, 12:57 PM
السلام عليكم أخى خالد تعليق بسيط على كلامك الماتع بارك الله فيك
أنت تقول .
شرط تكفير الأعيان : إقامة الحجة الرسالية بالإجماع
هذا لفظ مجمل يحتاج إلى تفسير وقد قمت أنت بتفسيره فبارك الله فيك وأوضح أنا بمزيد بيان .
-1فالكافر الأصلى تكون الحجة قامت عليه بالسماع بالنبى بمحمد ولو لم يبلغه القرآن .
2_ من ثبت لهم الإسلام وعاشوا بين المسلمين متمكنين من العلم والعمل ثم وقعوا فى الشرك الأكبر فهذا هو قيام الحجة عليهم فإنههم يعاملون معاملة المشركين ( ولا أقصد المسائل التى يستساغ فيه الجهل كتفاصيل بعض الأسماء والصفات كالرجل الذى أحرق نفسه ) ويعاملون بالظاهر .
4_ هناك نوع آخر من قيام الحجة وهذا فى المسائل الخفية وهذا بإزالة الشبهة وإقامة الدليل .
5_ أما حديث العهد بالإسلام فو وقع فى الشرك الظاهر كعبادة غير الله فإن الحجة عيه تكون بإزالة عنه الشبه قبل تكفيره .
وهذا تعليق مفيد هناك نوع آخر من الحجة وتكون قبل إقامة حد الردة علي بعض الناس الذين وقعوا فى الشرك الأكبر مع تمكنهم من رفعه مع الحكم عليهم بالشرك والكفر قبل إقامتها فإن عاد فالحمد لله وقد يطلق هذا النوع فى كلام بعض الأئمة فيظن الظان أن معناه أنهم يعاملون كإخوة لنا قبل قيام هذا النوع من الحجة وهذا خطأ فإنها تقام لدرء حد الردة والعذاب إن تاب .

فلو جمع العبد كل معانى إقامة الحجة الماضية وفهمها لأتقن مسألة العذر بالجهل ووضع أقوال الأئمة فى موضعها .
فإذا وضعنا كل معنى لإقامة الحجة وفقنا بين أقوال الأئمة .


ثم أنت تقول كلاماً موافقاً لكلام كبار أهل العلم وهو قولك
فأما بالنسبة إلى الزمان والمكان اليوم فالحجة قائمة والدعوة منتشرة في كل بلد إسلامي بل وفي بعض بلاد الكفار .

وأنا أقول لك صدقت وأحسنت ووفييت .
ثم تقول
وأما بالنسبة إلى الأعيان فهذا محل البحث, وفيه الخلاف وهل يتصور وجود الجاهل غير المعرض أو المعاند في هذه الأزمنة والأمكنة التي ينتشر فيهما العلم وتنتشر فيهما الدعوة وهذا الجاهل إن كان ممن يعيشون بيينا ومفرطاً فى أمر دينه فلا يعذر بجهله فإنه يوصف بأنه من المشركين و نتبرأ منهم ومن أفعالهم فلا نقول كما يقول المفرطون إخواننا لهم ما لنا وعليهم ماعلينا ثم عند الإستتابة نعرف هل هو ممن يقبلون الحق أم من المعاندين .


وفى النهاية أنا لما قرأت قولك
فأما بالنسبة إلى الزمان والمكان اليوم فالحجة قائمة والدعوة منتشرة في كل بلد إسلامي بل وفي بعض بلاد الكفار بان ما كنت لا أفهمه عنك فبارك الله لك فى فهمك للواقع فإن هذا القيام للحجة هو ما ينفيه المفرطون وهو ما ندندن حوله من أول البحث .
هناك أيضاً معلومة طيبة لعلك تستفيد منها بإذن الله تعالى وهى أنه من أصول المناظرة عدم الإنتقال إلى التمثيل قبل الإنتهاء من التأصيل فإذا إنتهينا من فهم مصطلح العالم وتأصيله بدأنا بعد ذلك فى الجمع بينه وبين تمثيله .
هذا والحمد لله رب العالمين وألقاك على خير فى الدنيا والآخرة متعك الله بالصحة والعافية وبارك لك فى أهلك ومالك .

محمد ثروت خليفة
2011-07-17, 04:05 PM
عفواً أخطأت فى إسم حضرتك وكتبت خالد ( أبوطارق الهندى )

محمد ثروت خليفة
2011-07-18, 01:13 AM
يا أخ خالد يا حبذا تعمل أنت بالنصائح التى توجها لى .

ثانياً : أنت قمت بشىء ليس أبداً من أصول المناظرة وهو الإنتقال إلى التمثيل قبل الإنتهاء من التأصيل فلا يصح أن تقول لم لم يحكم إبن تيمية بتكفيره أى بتكفير البكرى فهذا يسمى الإنتقال للتمثيل قبل الإنتهاء من التأصيل وعلى العموم أصول شيخ الإسلام واضحة كالشمس فإذا خالف قوله فعله فالمقدم عند من درس الأصول هو القول ومن المعلوم عند أى طالب علم أن الحكم لا يتغير إنما الفتوى قد تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص بل قد يمتنع العالم عن الإفصاح بفتوى معينة للموازنة بين المصالح والمفاسد فمثلاُ لو كان شيخ الأزهر عندى كافراً وأنا أود أن أكسب أتباعه الذين يحبونه فى صفى هل سأقول بداية أنتم تتبعون رأساً كافراً ولا أقول أن هذا ما كان فى رأس شيخ الإسلام ولكنى أنوه أننا لا نعرف يقيناً ملابسات عدم تصريحه بتكفيره وأيضاً لماذا ننتقل بكلام أهل العلم من زماننا إلى زمان غيرنا فنحن من بداية المشاركة قصدنا الكلام على أهل الزمان الذى نعيش فيه .



أرى نفثة صدر ضاق بمشاركتي فأختم قولي مستعيناً بالمولى سبحانه فأقول :
أولاً :إنما أعظكم بواحدة : أن تقوموا لله مثني وفرادي ثم تتفكروا في كلام الأئمة متجردين من كل هوى ، وبعد العودة للأدلة وقواعد الشرع وباب عوارض الأهلية في مصنفات أصول الفقه .
ثانياً مراجعة معنى الجهل في اللغة ومعنى الإعراض والعناد من مدارج السالكين
ثالثا : ما نقلته كان في الشرك الأكبر وليس في مسائل خفية ، وكان كلاما عن حكم الجاهل الواقع فيه وليس فتاوى لأهل العلم في أشخاص أو أعيان .
رابعاً : بعضه كان عن أناس ينسبون إلى العلم وفي حواضر المسلمين ويستطيعون السؤال بل كانوا يناظرون ويدونون ويراسلون ، بل كانوا من الصحابة الكرام .
خامسا : الخطأ في تكفير مسلم واحد أعظم من الخطأ في الحكم ألف كافر بالإسلام
.............................. .............................. ........ والسلام
الذين كانوا من الصحابة فى حديث ذات أنواط كانوا حدثاء عهد والذين إستحلوا الخمر منهم كانت لديهم شبه معتبرة فى عدم تكفيرهم أما الذى تزوج إمرأة أبيه قتل ردة لعدم وجود شبهة فى ذلك بل ولم يستتاب قبل أن يقتل ولم يقل أحد لعله كان جاهلاً . .

وأنا لا أدرى لما لا تكتب تحية الإسلام وهى السلام عليكم بدلاً من قولك والسلام . والله المستعان وعليه التكلان .
للمرة الأخيرة يا أخ خالد مدار المناقشة هل يعذر الذين يعيشون بيننا الآن فى إرتكابهم الشرك الأكبر يعنى نعاملهم على أساس إنهم مسلمين لهم مالنا وعليهم ما علينا ونتزوج منهم و هكذا أم نعاملهم بالظاهر وقد جئتك من قبل بفتاوى كبار أهل العلم من هذا الزمان فى أنه لا عذر بالجهل فى عبادة غير الله لمن يعيش بين المسلمين واضحة كالشمس ؟

محمد ثروت خليفة
2011-07-20, 03:01 PM
تصحيح لخطأ قلته أنا

فإذا خالف قوله فعله فالمقدم عند من درس الأصول هو القول
هذه القاعدة لا دخل لها بما أردت قوله والذى أردت هو إذا تعارض المحكم من القول مع المتشابه رددنا المتشابه إلى المحكم هذا والحمد لله

ابوناصرالحليفي
2011-07-21, 05:25 PM
بارك الله فيكم اخواني
حديث ذات انواط ليس فيه دليل على العذر بالجهل لمن فعل الشرك إنما كانت طلبة في زمن التشريع ولم يعتقدوا ذالك ولو اعتقدوا لفعلوا ولو فعلوا لكفروا كما نص على ذالك الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمة الله في كتاب التوحيد في المسائل على هذا الحديث
وكما في قصة بني اسرائيل انهم طلبوا من موسى علية السلام ان يجعل لهم إله{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } فعذروا بالجهل في هذه المسألة لاكن لما اتخذو العجل لم يعذروا بالجهل قال الله عنهم {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ } وقال هارون علية السلام {وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }
وقال الله عنهم {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ}
فائد احببت المشاركة بها بارك الله فيكم

أبو خالد الدمياطي
2011-07-21, 09:41 PM
أخي أبو ناصر بارك الله فيك ...........
وهل طلب الكفر ليس بكفر ؟ وطلب الشرك ليس بشرك ؟ وطلب اتخاذ إله مع الله تعالى ليس شركاً ؟
وهل هذا الطلب في زمن التشريع يعني عندك جواز أن يجوز المشرع الشرك ؟


والشيخ محمد رحمه الله قال كلاما واضحاً لكل ذي عينين: أنهم" لو فعلوا ذلك بعد نهيه لكفروا " فعلق التكفير على الفعل بعد النهي
قال الشيخ حامد الفقي رحمه الله معلقاً على المسألة الثانية من مسائل حديث ذات أنواط في كتاب التوحيد " فبين لهم أن ما طلبوا من التبرك ولو لم يكن صلاة ولاصياما ولاصدقة هوالشرك بعينه " .
وقال في تعليقه على المسألة الحادية عشرة :" ليس ماطلبوه من الشرك الأصغر ولوكان منه لماجعله النبي نظير قول بني اسرائيل "اجعل لنا إلهاً" وأقسم على ذلك ،بل هو من الشرك الأكبر كما أن ماطلبه بنو إسرائيل من الأكبر ، وإنما لم يكفروا بطلبهم لأنهم حدثاء عهد بالإسلام "



وللفائدة : لم يعقب الشيخ ابن باز رحمه الله على كلام الشيخ الفقي مما يوحي بأنه موافق له

أبو خالد الدمياطي
2011-07-22, 10:13 AM
قال الشيخ حامد الفقي رحمه الله معلقاً على المسألة الثانية من مسائل حديث ذات أنواط في كتاب التوحيد " فبين لهم أن ما طلبوا منالتبركولولميك نصلاة ولاصياما ولاصدقة هوالشرك بعينه " .


من التبرك ولولم يكن صلاة ولا صياما ...........

مصباح الحنون
2011-11-02, 12:03 AM
أما القول أن زمننا الحجة فيه مقامة إذ العلم فيه منتشر ففيه نظر إن أُريد به التعميم المطلق والواقع يشهد بخلافه ، ولا أظن أني محتاج لضرب الأمثلة ، لذا يبقى مجال التفريق بين واقع وآخر وبين مُعين ومعين ، للتوضيح بارك الله بكم .
والعجب ممن يخلط في هذه المسألة بين الكافر الأصلي وبين من وقع في الكفر جهلاً وهو مسلم فهذا موضوع بحثنا بارك الله بكم فينبغي عدم الخلط بين الحكمين . والسلام عليكم ورحمة الله

مصباح الحنون
2011-12-04, 12:46 AM
قال شيخ الاسم ابن تيمية (لكن قد تخفى آثار الرسالة في بعض الأمكنة والأزمنة حتى لا يعرفون ما جاء به الرسول ، إما أن لا يعرفوا اللفظ، وإما أن يعرفوا اللفظ ولا يعرفوا معناه؛ فحينئذ يصيرون في جاهلية بسبب عدم نور النبوة) مجموع الفتاوى (17/307).
قال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن ( وأي عالم وأي فقيه اشترط في قيام الحجة والبيان معرفة علم المخاطب بالحق وإنما يشترط فهم المراد للمتكلم والمقصود من الخطاب لا أنه حق وهذا هو المستفاد من نصوص الكتاب والسنة وكلام أهل العلم ) مصباح الظلام 123.122 0

قال الشيخ احمد الخالدي (فإن مراد أهل العلم بفهم الدلالة هو فهم مدلول الخطاب لا معرفة الحق والصواب في نفس الأمر كمخاطبة كل أهل لغة بلسانهم فالأعجمي يخاطب باللغة الأعجمية ، والعربي بلغته ، وأما معرفته أن هذا حق بعينه أم لا فهذا لم يشترطه أحد من أهل العلم قال تعالى: وما أرسلنا من رسولٍ إلابلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم ):(( التبيان لما وقع في الضوابط منسوباً لأهل السنة بلا برهان ص 68، 69 ))

مصباح الحنون
2011-12-04, 02:23 AM
قال الشيخ عبد اللطيف ال الشيخ ( تعريف أهل العلم للجهال بمباني الإسلام وأصول الإيمان والنصوص القطعية والمسائل الإجماعية حجة عند أهل العلم تقوم بها الحجة وتترتب عليها الأحكام ، أحكام الردة وغيرها والرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالتبليغ عنه ومن الذي يبلغ وينقل نصوص الكتاب والسنة غير أهل العلم ورثة الرسل ؟ فإن كانت حجة الله لاتقوم بهم وببيانهم أن هذا من عند الله وهذا كلام رسول الله فلا حجة بالوحيين إذ النقل والتعريف يتوقف على أهل العلم كما أن بيان المعاني يتوقف عليهم كما قال علي رضى الله عنه في حديث كميل بن زياد بلى لن تخلو الأرض من قائم لله بحججه كي لا تبطل حجج الله ، وبالجملة فالحجة في كل زمان ومكان إنما تقوم بأهل العلم ورثة الرسل ) مصباح الظلام 124،123،

مصباح الحنون
2011-12-04, 02:33 AM
http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=158921


متى تقوم الحجة على غير المسلم ؟



الإجابــة









الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن الحجة تقوم على غير المسلم إذا بلغته دعوة الإسلام بطريقة يتمكن من فهمها، لا يحول بينه وبينها حائل، قال ابن حزم في (الإحكام): كل ما قلنا فيه إنه يفسق فاعله أو يكفر بعد قيام الحجة عليه، فهو ما لم تقم عليه الحجة معذور مأجور وإن كان مخطئا، وصفة قيام الحجة عليه هو أن تبلغه فلا يكون عنده شيء يقاومها. اهـ.
فلا بد من التمكن من العلم برسالة الإسلام ليتحقق قيام الحجة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به. فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي، وإذا انقطع العلم ببعض الدين أو حصل العجز عن بعضه كان ذلك في حق العاجز عن العلم أو العمل بقوله كمن انقطع عن العلم بجميع الدين أو عجز عن جميعه كالجنون مثلا، وهذه أوقات الفترات، فإذا حصل من يقوم بالدين من العلماء أو الأمراء أو مجموعهما كان بيانه لما جاء به الرسول شيئا فشيئا بمنزلة بيان الرسول لما بعث به شيئا فشيئا. اهـ.
وقال ابن القيم في (مدارج السالكين): حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتاب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه فقصر عنه ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة. والله سبحانه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه ... قال الله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وقال: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء). اهـ.
ومما ينبغي التنبه إليه في مثل هذه المسألة المهمة أن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص، وقد نص على ذلك ابن القيم وجعله أصلا من أصول أربعة ينبغي مراعاتها في مثل هذه المسألة.
فقال ـ رحمه الله ـ في (طريق الهجرتين) بعد كلامه عن الطبقة السابعة عشر من مراتب المكلفين في الدار الآخرة يوم القيامة، وهي طبقة المقلدين وجهال الكفرة وأتباعهم وحميرهم الذين هم معهم تبعا لهم، قال: الله يقضى بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله، ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل، فهذا مقطوع به في جملة الخلق. وأما كون زيد بعينه وعمرو بعينه قامت عليه الحجة أم لا، فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه، بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر، وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول. هذا في الجملة، والتعيين موكول إلى علم الله عز وجل وحكمه، هذا في أحكام الثواب والعقاب. وأما في أحكام الدنيا فهي جارية مع ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا، لهم حكم أوليائهم. وبهذا التفصيل يزول الإشكال في المسألة. وهو مبني على أربعة أُصول:
أحدها: أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه ...
الأصل الثاني: أن العذاب يستحق بسببين، أحدهما: الإعراض عن الحجة وعدم إرادة العلم بها وبموجبها. الثاني: العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها. فالأول كفر إعراض، والثاني كفر عناد. وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل.
الأصل الثالث: أن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص، فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان، وفي بقعة وناحية دون أُخرى، كما أنها تقوم على شخص دون آخر، إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون، وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له...
الأصل الرابع: أن أفعال الله سبحانه وتعالى تابعة لحكمته التي لا يخل بها سبحانه، وأنها مقصودة لغايتها المحمودة وعواقبها الحميدة. اهـ.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين في (لقاءات الباب المفتوح) عن ما في كلام أهل العلم من الاختلاف في اشتراط فهم الحجة لقيامها، فقال: الذي نراه أن الحجة لا تقوم إلا إذا بلغت المكلف على وجه يفهمها، لكن نعرف أن أفهام الناس تختلف ... وأما من بلغه النص ولكنه لم يعرف منه معنىً أصلاً كرجل أعجمي بلغه النص باللغة العربية ولكن لا يدري ما معنى هذا النص، فهذا لم تقم عليه الحجة بلا شك، ودليل هذا قول الله تبارك وتعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [إبراهيم:4] ... فالذي نرى: أنه لا بد من بلوغ الحجة وفهم معناها على وجه يتبين له الحق، وأما قوله تعالى: لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الأنعام:19] فلا شك أن القرآن نزل بلفظ ومعنى، فالمراد من بلغه لفظه ومعناه، أو من بلغه من أهل هذه اللغة الذين تقوم عليهم الحجة إذا بلغهم القرآن بمجرد وصوله إليهم، وهذا القول هو الذي تدل عليه الأدلة بخصوصها وأدلة أخرى بعمومها، مثل قوله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] وقوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] ومن المعلوم أن من لا يعرف المعنى فإنه ليس بوسعه أن يقبله، لكن على من بلغه أن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم قد بعث، وأن دينه نسخ الأديان كلها، يجب عليه أن يبحث، وهنا قد يفرط في البحث فلا يكون معذوراً لتفريطه. اهـ.
والله أعلم

أبو طارق النهدي
2011-12-04, 09:12 AM
والعجب ممن يخلط في هذه المسألة بين الكافر الأصلي وبين من وقع في الكفر جهلاً وهو مسلم فهذا موضوع بحثنا بارك الله بكم فينبغي عدم الخلط بين الحكمين .
لا حجة في التفريق بين جهال الكفار وبين الجهال المنتسبين للإسلام .
فكما أن الجهل المتحقق هو عذر للجهال المنتسبين للإسلام في عدم تكفيرهم قبل البلاغ, كذلك الجهل المتحقق هو عذر لجهال الكفار في عدم تعذيبهم قبل البلاغ .
فالجاهل المتحقق جهله من المنتسبين للإسلام مختلف في اسمه دون حكمه في الدنيا, وأما الجاهل المتحقق جهله من الكفار الأصليين فلا يختلف في اسمه ولا في حكمه في الدنيا .
المهم الحذر الحذر من الخلط بين الجهل وبين العناد والإعراض .
فالمعرض قائمة عليه الحجة وإن جهل . وكذلك المعاند سواء من الكفار الأصليين أو من المنتسبين للإسلام.
وأما الجاهل جهلًا بسيطًا من الصنفين فهذا هو الذي يُعذر بجهله حتى يُبلّغ وتقوم عليه الحجة الرسالية . والله تعالى أعلم .

محمد ثروت خليفة
2011-12-04, 10:44 AM
المهم الحذر الحذر من الخلط بين الجهل وبين العناد والإعراض .
فالمعرض قائمة عليه الحجة وإن جهل . وكذلك المعاند سواء من الكفار الأصليين أو من المنتسبين للإسلام.
وأما الجاهل جهلًا بسيطًا من الصنفين فهذا هو الذي يُعذر بجهله حتى يُبلّغ وتقوم عليه الحجة الرسالية . والله تعالى أعلم .
وما سطرته أخى طارق هو مربط الفرس بين المفرطين فى الإعذار والمتشددين فيه

مصباح الحنون
2011-12-11, 08:18 PM
جزاك الله خيرا

أبو عبد الله القاضي
2011-12-11, 11:06 PM
جزاك الله خيرا أخي

وأرى ما قلتَه هو التحرير

والله الموفق

==

مصباح الحنون
2011-12-12, 12:27 AM
جزاك الله خيرا أخي



وأرى ما قلتَه هو التحرير


والله الموفق



==

وإياك أخي الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات