مشاهدة النسخة كاملة : لغز فقهي
مكارم
2011-06-02, 05:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم . أما بعد
أحبتي في الله عز وجل . لدي لغز .
اللغز يقول . في جميع الآيات الكريمة يتكلم بها الله عز وجل بالوحي لنبي محمد صلى الله عليه وسلم بكلمة قل
بينما هناك آية كريمة واحدة في سورة الأنبياء . يقول فيها : قال
قوله تعالى :
قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
من يعلم اللغز . لنرى أن كان قوله صحيح
صلى الله على محمد وصحبه وآله ومن اتبعهم وسلم
اقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بإذنه .
أم هانئ
2011-06-02, 05:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم . أما بعد
أحبتي في الله عز وجل . لدي لغز .
اللغز يقول . في جميع الآيات الكريمة يتكلم بها الله عز وجل بالوحي
لنبي محمد صلى الله عليه وسلم بكلمة قل
بينما هناك آية كريمة واحدة في سورة الأنبياء . يقول فيها : قال
قوله تعالى :
قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
من يعلم اللغز . لنرى أن كان قوله صحيح
صلى الله على محمد وصحبه وآله ومن اتبعهم وسلم
اقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بإذنه .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن
رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ
وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ (3)
قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4)
إذا نظرنا لسياق الآيات ثم قول النبي صلى الله عليه وسلم :
قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
حكى الله ما قاله الرسول لهم وإنما قاله عن وحي فكان في
معنى قراءة الجمهور ( قل ربي يعلم القول ) لأنه إذا أمر
بأن يقوله فقد قاله .
ولعل السبب في قوله ( قال ) بصيغة الماضي هو تقدم ذلك الإسرار
فحكى ما اسروا وحكى قول النبي صلى الله عليه وسلم لهم
وهو وحي .
هذا والله أعلم .
مكارم
2011-06-04, 02:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم . اما بعد
أحبتي في الله عز وجل ما قصدته بعبارة لغز فقهي بمعنى سؤال المعنى ليكون على نطاق سؤال وجواب وليس لغز في التفسير أو القرآن الكريم بتأويل باطني ولعياذ بالله من هذا فإن القرآن الكريم كما ذكر الأخ الكريم لا يوجد فيه طلاسم وألغاز بل هو قرآن واضح وتفسيره ظاهرياً كما أن القرآن الكريم كتاب مبين . لكن هناك آيات متشابهة غير واضح معناها وهناك آيات محكمة واضح معنها . . ولهذا السبب سوف أقوم بتغير أسم الموضوع إلى . سؤال فقهي . من أجل أن لا يكون هناك سوء فهم .
أما بخصوص السؤال الفقهي . نشكر الأخوة على اجتهادهم لكن أجابتهم غير صحيحة .
الجواب الصحيح .
1. أعلموا احبتي في الله عز وجل بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسول بمعنى مبلغ للرسالة لقول الله عز وجل .
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
أذاً الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ للرسالة بما يتكلم الله عز وجل
2. قوله تعالى : قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
الأمر واضح لا يحتاج تعقيد . الله عز وجل يتكلم بصيغة الغائب عن النظر حاظر في كل مكان بقدرته الربوبية والألهية . من ثما النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتكلم بصيغة المبلغ المتكلم بما تكلم به الله عز وجل في الواقع . فيكون كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم تبيلغ بما تكلم به الله عز وجل مع التأكيد في الخبر . فإن قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( قال ) تعني الخبر عن الله عز وجل بأنه قال ربي . معنى أوضح النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدل في التبليغ على ان الله عز وجل الذي قال وليس النبي محمد صلى الله عليه وسلم . لهذا من يعتقد بأن الله عزوجل يتكلم عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه قال أذاً هناك رسول ثاني يخبره الله عز وجل بما قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهذا مستبعد جداً جداً لكنه على سبيل المثال نحن نتكلم . حيث أن قول الله عز وجل يكون في كثير من الآيات الكريمة عندما يريد أن يقص قصة لنبي محمد صلى الله عليه وسلم عن احد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام السابقين . فإنه يتكلم الله عز وجل بصيغة قال التي تدل على الماضي بما جرى مع الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام . بينما النبي محمد صلى الله عليه وسلم حاظر إذاً لا يحتاج الله عز وجل أن يتكلم عنه بصيغة الغائب .
والدليل على هذا قوله تعالى في القصص التي كان يتكلم بها لتسلية النبي محمد صلى الله عليه وسلم تكون بصيغة قال . مثال على ذالك .
وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ
قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ
قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ
قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ
وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلاَّ كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ
قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ
قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ
قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ
قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ
فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ
ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ
قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ
أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ
.............................. .............................. .......
وهناك آيات كريمة كثيرة يتكلم بها الله عز وجل بصيغة قال لتكون تسلية لنبي محمد صلى الله عليه وسلم بما قاله الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام السابقين . لكن ما جاء بهذه الآية الكريمة قال ربي يدل بها النبي محمد بتبليغ بأن الله عز وجل الذي يتكلم .
نسأل الله عز وجل ان ينفعنا وياكم بما كتب . ويجعلنا من عباده المؤمنين الصالحين الواعظين المتعظين إنه جواد كريم . آللهم آمين
صلى الله على محمد وآله وصحبه ومن اتبعهم وسلم
أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي القدير لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بإذنه.
سالم الطائي
2011-06-04, 04:47 PM
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- لي تعليق من نقاط :
- أولا : عنون صاحب المشاركة ، مشاركته بعنوان (( لغز فقهي ))، وحين تقرأ المشاركة تجدها في وادي آخر ، وهو ما يُعبر عنه في علم القراءات بــــ (( توجيه القراءات ))، وكان الأولى بالكاتب أن يلتزم تعابير العلماء ، ففهمهم أولى من فهمنا ، وتعابيرهم أولى بالاتباع من تعابيرنا التي نخترعها وقد لا تصادف حقا ، بل قد تحوي على باطل ، وبيان ذلك في:
- ثانيا : ليس في القرآن الكريم ألغاز وطلاسم ، بل هو كتاب مبين ، أنزل لهداية الخلق أجمعين من الجن والإنس ، وقد يسره المولى عز وجل ، وقال في شأنه :(( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ )) الآية ، من سورة القمر ، والمعنى - كما قال ابن كثير - :((أَيْ سَهَّلْنَا لَفْظه وَيَسَّرْنَا مَعْنَاهُ لِمَنْ أَرَادَهُ لِيَتَذَكَّرَ النَّاس ، كَمَا قَالَ " كِتَاب أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْك مُبَارَك لِيَدَّبَّرُوا آيَاته وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبَاب " وَقَالَ تَعَالَى " فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِك لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ))، أهـ، ولذلك أخطأ الكاتب في عنوانه الذي لا يمت إلى موضوع المشاركة بصلة ، فهي لا تحوي على (( لغز فقهي )) وإنما تحوي على أكثر من قراءة ، وبيان ذلك في :
ثالثا : وهذه بعض أقوال علماء القراءة والتفسير بشأن الآية المذكورة :
1 ) يقول د . عبداللطيف الخطيب - في معجم القراءات 6 / 5 - بشأن قوله تعالى :(( قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))، 4 / الأنبياء ،:(( قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم ، والأعمش وطلحة وابن أبي ليلى وأيوب وخلف وابن سعدان وابن جبير الأنطاكي وابن جرير (( قال ربي )) على معنى الخبر عن نبيه عليه الصلاة والسلام ، وهو كذلك في مصاحف أهل الكوفة .
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر (( قل ربي )) على الأمر لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وهو كذلك في مصاحف البصرة ، والقراءتان عند الطبري متفقتا المعنى ، فبأيهما قرأ القارىء فمصيب ))، أهـ .
2 ) قال الشيخ الهرري - في حدائق الروح 18 / 18 - :(( قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم ، والأعمش وطلحة وابن أبي ليلى وأيوب وخلف وابن سعدان وابن جبير الأنطاكي وابن جرير (( قال ربي )) على معنى الخبر عن نبيه صلى الله عليه وسلم، وكذا في مصاحف الكوفيين ، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم (( قل ربي )) على الأمر لنبيه صلى الله عليه وسلم ))، أهـ .
رابعا : قال ابن عاشور - في التحرير 17 / 12 - :(( أطلع الله رسوله على نجواهم فلم يتم لهم ما أرادوا من الإسرار بها ، فبعد أن حكى ما تناجوا به أمره أن يخبرهم بأن الله الذي علم نجواهم ، يعلم كل قول في السماء والأرض من جهر أو سر ... ، وأعلمهم بأنه المتصف بتمام العلم للمسموعات وغيرها بقوله (( وهو السميع العليم ))، وقرأ الجمهور (( قل )) بصيغة الأمر ، وقرأ حمزة والكساءئي وحفص وخلف (( قال )) بصيغة الماضي ... أي قال الرسول لهم ، حكى الله ما قاله الرسول لهم ، وإنما قاله عن وحي فكان في معنى قراءة الجمهور (( قل ربي يعلم القول )) لأنه إذا أمر بأن يقوله فقد قاله ))، أهـ.
خامسا : يقول صديق بن حسن القنوجي البخاري - في فتح البيان 4 / 335 - :(( " قل ربي يعلم القول في السماء والأرض "، أي لا يخفى عليه شيء مما يقال فيهما ، وفي مصاحف أهل الكوفة (( قال ربي )) أي قال محمد : ربي يعلم ، فهو عالم بما تناجيتم به ، قيل: الأولى أولى ، لأنهم أسروا هذا القول فأطلع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك وأمره أن يقول لهم هذا ، قال النحاس : والقراءتان صحيحتان وهما بمنزلة آيتين ))،أهـ .
- فهذه بعض النقولات عن العلماء ، ودلالة القراءتين متحدٌ ، يدور حول أن علم الله عز وجل يشمل كل شيء ، بحيث لا تخفى عليه خافية في السماء والأرض.
سادمسا : ينبغي للمسلم أن يكون حريصا حال تعرضه لآيات القرآن الكريم ، فلا يُحدث من عند نفسه قولا أو فهما ، قبل أن ينظر في أقوال علماء التفسير ، فالعصمة إنما تكون باقتفاء آثار من سلف - ممن لهم قدم صدق في الأمة - وليس للمسلم أن ينفرد من عند نفسه بمعنى لآية من القرآن ، ويحسب أنه على شيء ، وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى .
مكارم
2011-06-04, 05:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم . اما بعد
أحبتي في الله عز وجل ما قصدته بعبارة لغز فقهي بمعنى سؤال المعنى ليكون على نطاق سؤال وجواب وليس لغز في التفسير أو القرآن الكريم بتأويل باطني ولعياذ بالله من هذا فإن القرآن الكريم كما ذكر الأخ الكريم لا يوجد فيه طلاسم وألغاز بل هو قرآن واضح وتفسيره ظاهرياً كما أن القرآن الكريم كتاب مبين . لكن هناك آيات متشابهة غير واضح معناها وهناك آيات محكمة واضح معنها . . ولهذا السبب سوف أقوم بتغير أسم الموضوع إلى . سؤال فقهي . من أجل أن لا يكون هناك سوء فهم .
أما بخصوص السؤال الفقهي . نشكر الأخوة على اجتهادهم لكن أجابتهم غير صحيحة .
الجواب الصحيح .
1. أعلموا احبتي في الله عز وجل بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسول بمعنى مبلغ للرسالة لقول الله عز وجل .
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
أذاً الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ للرسالة بما يتكلم الله عز وجل
2. قوله تعالى : قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
الأمر واضح لا يحتاج تعقيد . الله عز وجل يتكلم بصيغة الغائب عن النظر حاظر في كل مكان بقدرته الربوبية والألهية . من ثما النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتكلم بصيغة المبلغ المتكلم بما تكلم به الله عز وجل في الواقع . فيكون كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم تبيلغ بما تكلم به الله عز وجل مع التأكيد في الخبر . فإن قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( قال ) تعني الخبر عن الله عز وجل بأنه قال ربي . معنى أوضح النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدل في التبليغ على ان الله عز وجل الذي قال وليس النبي محمد صلى الله عليه وسلم . لهذا من يعتقد بأن الله عزوجل يتكلم عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه قال أذاً هناك رسول ثاني يخبره الله عز وجل بما قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهذا مستبعد جداً جداً لكنه على سبيل المثال نحن نتكلم . حيث أن قول الله عز وجل يكون في كثير من الآيات الكريمة عندما يريد أن يقص قصة لنبي محمد صلى الله عليه وسلم عن احد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام السابقين . فإنه يتكلم الله عز وجل بصيغة قال التي تدل على الماضي بما جرى مع الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام . بينما النبي محمد صلى الله عليه وسلم حاظر إذاً لا يحتاج الله عز وجل أن يتكلم عنه بصيغة الغائب .
والدليل على هذا قوله تعالى في القصص التي كان يتكلم بها لتسلية النبي محمد صلى الله عليه وسلم تكون بصيغة قال . مثال على ذالك .
وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ
قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ
قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ
قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ
وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلاَّ كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ
قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ
قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ
قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ
قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ
فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ
ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ
قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ
أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ
.............................. .............................. .......
وهناك آيات كريمة كثيرة يتكلم بها الله عز وجل بصيغة قال لتكون تسلية لنبي محمد صلى الله عليه وسلم بما قاله الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام السابقين . لكن ما جاء بهذه الآية الكريمة قال ربي يدل بها النبي محمد بتبليغ بأن الله عز وجل الذي يتكلم .
أخيراً : لعياذ بالله عز وجل من القول دون علم .
كما إنه أيضاً يجب على طالب العلم او أي أنسان . التفكير في العقل عند النقل
نسأل الله عز وجل ان ينفعنا وياكم بما كتب . ويجعلنا من عباده المؤمنين الصالحين الواعظين المتعظين إنه جواد كريم . آللهم آمين
صلى الله على محمد وآله وصحبه ومن اتبعهم وسلم
أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي القدير لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بإذنه
سالم الطائي
2011-06-04, 09:47 PM
- أخي الكريم / مكارم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
- لي تعليق على ما تفضلت بكتابته من نقاط متمثلة في :
- أولا : قولك :(( نشكر الأخوة على اجتهادهم لكن أجابتهم غير صحيحة ))، أهـ ، شكرا لك على شكرنا مقدماً ، غير أن جزمك بأن إجابتنا غير صحيحة ، غير صحيح ، فنحن إنما أسندنا القول إلى بعض المفسرين ، ممن يشهد لهم بالعلم والإمامة في الدين ، في حين أنك لم تسند قولك إلى عالم معتد به ، بل هو اجتهاد منك ، وقد شاب عرضك لاجتهادك ركة في التعبير وعدم وضوح في المقصد ، وسيأتي بيانه .
- ثانيا : قولك :(( كما إنه أيضاً يجب على طالب العلم او أي أنسان التفكير في العقل عند النقل ))، أهـ، هذا باطل على إطلاقه ، وما الدليل على وجوب إعمال العقل عند ورود النقل ، بل الواجب : التسليم للنقل - قرآنا وسنة ثابتة -، وقبول النقل لهما دون بحث ، وهو ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة - رضي الله عنهم - فهل ثبت عنهم أنهم كانوا يُعملون عقولهم في ما ورد عليهم من نقل - سواء كان قرآنا أو سنة - ؟، بل هو مقتضى الإيمان بالغيب ، الذي جعله المولى الحكيم من أوصاف المؤمنين في أول سورة بعد الفاتحة ، فقال سبحانه :(( الم ، ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ))، 1 - 3 / البقرة .
- يقول الأصبهاني - في الحجة في بيان المحجة 2 / 504 - :(( من الدليل على ضعف العقل ، وأن الدين لا يدرك به ، أن الله تعالى ذم المنافقين الذين كانوا يرجعون في نفاقهم إلى عقولهم ، فقال تعالى :" أفتمطعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون "، أي بعد ما قالوا : وقفنا على كلام الله تعالى بعقولنا ، وهم يعلمون بطلان ما أدركوه بعقولهم .
- فدل هذا على أن معنى كلام الله لا يدرك بالعقل ، وإنما يدرك بالعلم ، ولأن العقل لا مجال له في إدراك الدين بكماله ، وبالعلم يُدرك بكماله ... ، ولو كان للعقل مجال في الدين يُدرك به الدين ، لكان العقلاء من الكفار لا يصرون على الكفر ، ويبصرون الدين القويم ))، أهـ، فالعقل أداة الفهم ، وليس ركن مستقل يُعتمد عليه في فهم آيات القرآن ، وتدبر قوله :(( معنى كلام الله لا يدرك بالعقل ، وإنما يدرك بالعلم ))، فهذا قول بعض العلماء ، وسأحيلك على مصنفات تبين لك مكانة العقل في الإسلام .
- ومن تعابير شيخ الإسلام التي يكررها في مصنفته :(( أن الشرع جاء بمحارات العقول لا بمحالاتها ))، أي أن الشرع قد يأتي بما تحتار فيه العقول ، لا بما تجعله محالا ، ومن تعابيره :(( صحيح المنقول لا يعارض صريح المعقول ))، ومن هنا صنف كتابه المشهور (( درء تعارض النقل والعقل )).
ثالثا : قولك :(( لكن هناك آيات متشابهة غير واضح معناها وهناك آيات محكمة واضح معنها ))، أهـ ، قول صحيح لا غبار عليه ، ولكن من أين لك أن الآية الرابعة من سورة الأنبياء من الآيات المتشابهة في معناها ؟، وقد صنف العلماء كتبا في متشابه القرآن ، ولم يوردوا الآية المذكورة على أنها من المتشابهات، وممن صنف في ذلك :
1 - الإمام أبي عبدالله محمد الخطيب الإسكافي ، المتوفى ( 431 ) ، صنف كتابا بعنوان (( درة التنزيل وغرة التأويل في بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز ))، ولم يورد الآية المذكورة على أنها من الآيات المتشابهات .
2 - د . زكي بن محمد أبو سريع ، وصنف كتابا بعنوان (( جامع البيان في متشابه القرآن))، ولم يورد الآية السابقة في كتابه، فهي ليست عنده من الآيات المتشابهات، وعليه فنطالبك بقول عالم من علماء المسلمين قال بقولك ، وعدً الآية المذكورة على أنها من المتشابهات .
رابعا : أضف إلى ما سبق ، تفاسير العلماء ، فهم تورد الآيات المتشابهات من القرآن ، وحين تعرض المفسرون للآية المذكورة لم يقولوا بقولك :" إنها من المتشابه "، وإليك بعض نصوصهم على ما سلف في المشاركة السابقة :
1 - قال القاسمي - 7 / 186 - :(( " قال ربي " حكاية لقول رسول الله لهم، وقرىء " قل " على الأمر له صلوات الله عليه ))،أهـ .
2 - قال ابن جرير - 17 / 4 - :(( والقول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان في قرأة الأمصار ، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القرآء ، وجاءت بهما مصاحف المسلمين متفقتا المعنى ، وذلك أن الله إذا أمر محمدا بقيل ذلك قاله ، وإذا قاله فعن أمر من الله قاله ))،أهـ .
3 - قال الآلوسي - 17 / 14 - :(( " قال " ضميره صلى الله عليه وسلم ، وقرأ باقي السبعة " قل " على الأمر لنبيه صلى الله عليه وسلم ))،أهـ .
- وانظر ( تفسير البحر المحيط ) لأبي حيان الأندلسي ، وتفسير ( المحرر الوجيز ) لابن عطية الأندلسي ، وتفسير ( الجامع ) للقرطبي ، فلا تخرج تفاسيرهم عما ذكرناه من أقوال المفسرين المذكورين ، وكلهم يفسرها دون أن يذكر أنها من المتشابه ، أو يردها إلى غيرها من الآيات ، كما هو الشأن في الآيات المتشابهات التي ترد إلى المحكم ، وهذا يبين أنها ليس من المتشابه في شيء ، أضف وجها آخر وهو :
- أن الشيخ الشنيقطي وهو المشتهر بمنهجه في التفسير ، الذي اعتمد فيه على تفسير القرآن بالقرآن ، لم يورد الآية مطلقا في تفسيره ، ولم يفسرها بغيرها من الآيات لوضوح معناها ، وجلاء مبناها .
خامسا : قولك :(( الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ للرسالة بما يتكلم الله عز وجل))، أهـ، صحيح، فالرسول عليه الصلاة والسلام مبلغ للرسالة الربانية، المتمثلة في إبلاغ القرآن الكريم ، وقد قال الله تعالى :(( بلغ ما أنزل إليك ))، الآية، والقرآن الكريم هو كلام الله تعالى - حروفه ومعانيه - لا شك في ذلك، وهو معتقد أهل السنة والجماعة .
سادسا : قولك :(( حيث أن قول الله عز وجل يكون في كثير من الآيات الكريمة عندما يريد أن يقص قصة لنبي محمد صلى الله عليه وسلم عن احد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام السابقين . فإنه يتكلم الله عز وجل بصيغة قال التي تدل على الماضي بما جرى مع الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام . بينما النبي محمد صلى الله عليه وسلم حاظر إذاً لا يحتاج الله عز وجل أن يتكلم عنه بصيغة الغائب ))، أهـ .
- التعليق :-
- الوجه الأول : من أين جئت بهذا الفهم ؟، ومن سبقك إليه من علماء الإسلام ؟، ثم ماذا تفعل بالقراءة الأخرى ، وهي قراءة (( قل ربي ))، فهذه القراءة تخرم قاعدتك التي ذكرتها ، وتنقض بنيانها من أساسها ، وهي قراءة ثابتة عن الرسول عليه الصلاة والسلام .
- الوجه الثاني : وماذا تفعل في قول الله تعالى في نفس السورة ،(( قال ربي احكم بالحق ))، 112 / الأنبياء ، فقراءة الجمهور (( قل )) وقراءة عاصم (( قال ))، انظر : المحرر الوجيز ، صــــ 1297 وبعدها .
سابعا : قولك :(( وهناك آيات كريمة كثيرة يتكلم بها الله عز وجل بصيغة قال لتكون تسلية لنبي محمد صلى الله عليه وسلم بما قاله الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام السابقين . لكن ما جاء بهذه الآية الكريمة قال ربي يدل بها النبي محمد بتبليغ بأن الله عز وجل الذي يتكلم ))،أهـ.
- التعليق :
- الوجه الأول : القرآن الكريم كله يدل على أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد بلغ ما أنزل إليه ، وصيغة الماضي (( قال )) لا تنفرد بدلالة أن الرسول عليه الصلاة والسلام بلغ ما أنزل إليه ، دون ما سواها من صيغ وأساليب، فالقرآن الكريم نزل بلغة العرب ، وبالأساليب التي كانت متداولة بينهم ، ودلالة إبلاغ الرسول للقرآن وما أنزل إليه نأخذها من آيات ، أشهرها قول الله تعالى :(( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ))، فهل بعد هذا نطلب الدلالة على الإبلاغ من صيغة الماضي (( قال )) دون ما سواها ، وماذا نفعل بالخطاب الصريح كما هو شأن الآية المذكورة ؟،.
- الوجه الثاني : القرآن الكريم يدل كذلك على أن الله تعالى تكلم به ، ومن الخطأ أن تحصر دلالة الكلام على صيغة (( قال )) وأنها تدل وحدها على أن الله تعالى يتكلم، وماذا نفعل بقول الله تعالى :(( وكلم الله موسى تكليما )) ؟، وغيرها من آيات ليس من شأننا أن نحصيها ، بل يكفي الإشارة إلى أصرحها مبنى ومعنى .
- فلماذا نعدل عن القول البين الظاهر معناه لكل أحد إلى صيغة الماضي (( قال ))، وليس هذا فحسب ، بل نجعل هذه الآية من المتشابهات ، علما أن هناك قراءة أخرى تبطل قاعدتك المذكورة، فليس هكذا يكون فهم القرآن .
ثامنا : أكرر القول : على المسلم أن يتحرى القول في آيات الله تعالى القرآنية ، وقد كفانا الله تعالى ذلك بعلماء قاموا لهذا الدين ، خدموه ولا زال منهم من يخدمه ،فليس لنا أن نتفرد أو فهم ، ليس لنا فيه سابقة من عالم معتد بعلمه ، وله قدم صدق في الأمة .
تاسعا : قولك :(( الأمر واضح لا يحتاج تعقيد ))،أهـ ، صدقت في قولك هذا غير أنك خالفته في مشاركتك ، فقد جعلت الآية من المتشابه ، وهي ليست كذلك ، وحملتها ما لا تحتمل ، والالتزام بما قرره أهل العلم أولى بنا أخي (( مكارم )) أكرم الله وإياك الفقه في دينه ، والعمل الصالح ، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .
مكارم
2011-06-05, 05:32 AM
- أخي الكريم / مكارم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
- لي تعليق على ما تفضلت بكتابته من نقاط متمثلة في :
- أولا : قولك :(( نشكر الأخوة على اجتهادهم لكن أجابتهم غير صحيحة ))، أهـ ، شكرا لك على شكرنا مقدماً ، غير أن جزمك بأن إجابتنا غير صحيحة ، غير صحيح ، فنحن إنما أسندنا القول إلى بعض المفسرين ، ممن يشهد لهم بالعلم والإمامة في الدين ، في حين أنك لم تسند قولك إلى عالم معتد به ، بل هو اجتهاد منك ، وقد شاب عرضك لاجتهادك ركة في التعبير وعدم وضوح في المقصد ، وسيأتي بيانه .
- ثانيا : قولك :(( كما إنه أيضاً يجب على طالب العلم او أي أنسان التفكير في العقل عند النقل ))، أهـ، هذا باطل على إطلاقه ، وما الدليل على وجوب إعمال العقل عند ورود النقل ، بل الواجب : التسليم للنقل - قرآنا وسنة ثابتة -، وقبول النقل لهما دون بحث ، وهو ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة - رضي الله عنهم - فهل ثبت عنهم أنهم كانوا يُعملون عقولهم في ما ورد عليهم من نقل - سواء كان قرآنا أو سنة - ؟، بل هو مقتضى الإيمان بالغيب ، الذي جعله المولى الحكيم من أوصاف المؤمنين في أول سورة بعد الفاتحة ، فقال سبحانه :(( الم ، ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ))، 1 - 3 / البقرة .
- يقول الأصبهاني - في الحجة في بيان المحجة 2 / 504 - :(( من الدليل على ضعف العقل ، وأن الدين لا يدرك به ، أن الله تعالى ذم المنافقين الذين كانوا يرجعون في نفاقهم إلى عقولهم ، فقال تعالى :" أفتمطعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون "، أي بعد ما قالوا : وقفنا على كلام الله تعالى بعقولنا ، وهم يعلمون بطلان ما أدركوه بعقولهم .
- فدل هذا على أن معنى كلام الله لا يدرك بالعقل ، وإنما يدرك بالعلم ، ولأن العقل لا مجال له في إدراك الدين بكماله ، وبالعلم يُدرك بكماله ... ، ولو كان للعقل مجال في الدين يُدرك به الدين ، لكان العقلاء من الكفار لا يصرون على الكفر ، ويبصرون الدين القويم ))، أهـ، فالعقل أداة الفهم ، وليس ركن مستقل يُعتمد عليه في فهم آيات القرآن ، وتدبر قوله :(( معنى كلام الله لا يدرك بالعقل ، وإنما يدرك بالعلم ))، فهذا قول بعض العلماء ، وسأحيلك على مصنفات تبين لك مكانة العقل في الإسلام .
- ومن تعابير شيخ الإسلام التي يكررها في مصنفته :(( أن الشرع جاء بمحارات العقول لا بمحالاتها ))، أي أن الشرع قد يأتي بما تحتار فيه العقول ، لا بما تجعله محالا ، ومن تعابيره :(( صحيح المنقول لا يعارض صريح المعقول ))، ومن هنا صنف كتابه المشهور (( درء تعارض النقل والعقل )).
ثالثا : قولك :(( لكن هناك آيات متشابهة غير واضح معناها وهناك آيات محكمة واضح معنها ))، أهـ ، قول صحيح لا غبار عليه ، ولكن من أين لك أن الآية الرابعة من سورة الأنبياء من الآيات المتشابهة في معناها ؟، وقد صنف العلماء كتبا في متشابه القرآن ، ولم يوردوا الآية المذكورة على أنها من المتشابهات، وممن صنف في ذلك :
1 - الإمام أبي عبدالله محمد الخطيب الإسكافي ، المتوفى ( 431 ) ، صنف كتابا بعنوان (( درة التنزيل وغرة التأويل في بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز ))، ولم يورد الآية المذكورة على أنها من الآيات المتشابهات .
2 - د . زكي بن محمد أبو سريع ، وصنف كتابا بعنوان (( جامع البيان في متشابه القرآن))، ولم يورد الآية السابقة في كتابه، فهي ليست عنده من الآيات المتشابهات، وعليه فنطالبك بقول عالم من علماء المسلمين قال بقولك ، وعدً الآية المذكورة على أنها من المتشابهات .
رابعا : أضف إلى ما سبق ، تفاسير العلماء ، فهم تورد الآيات المتشابهات من القرآن ، وحين تعرض المفسرون للآية المذكورة لم يقولوا بقولك :" إنها من المتشابه "، وإليك بعض نصوصهم على ما سلف في المشاركة السابقة :
1 - قال القاسمي - 7 / 186 - :(( " قال ربي " حكاية لقول رسول الله لهم، وقرىء " قل " على الأمر له صلوات الله عليه ))،أهـ .
2 - قال ابن جرير - 17 / 4 - :(( والقول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان في قرأة الأمصار ، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القرآء ، وجاءت بهما مصاحف المسلمين متفقتا المعنى ، وذلك أن الله إذا أمر محمدا بقيل ذلك قاله ، وإذا قاله فعن أمر من الله قاله ))،أهـ .
3 - قال الآلوسي - 17 / 14 - :(( " قال " ضميره صلى الله عليه وسلم ، وقرأ باقي السبعة " قل " على الأمر لنبيه صلى الله عليه وسلم ))،أهـ .
- وانظر ( تفسير البحر المحيط ) لأبي حيان الأندلسي ، وتفسير ( المحرر الوجيز ) لابن عطية الأندلسي ، وتفسير ( الجامع ) للقرطبي ، فلا تخرج تفاسيرهم عما ذكرناه من أقوال المفسرين المذكورين ، وكلهم يفسرها دون أن يذكر أنها من المتشابه ، أو يردها إلى غيرها من الآيات ، كما هو الشأن في الآيات المتشابهات التي ترد إلى المحكم ، وهذا يبين أنها ليس من المتشابه في شيء ، أضف وجها آخر وهو :
- أن الشيخ الشنيقطي وهو المشتهر بمنهجه في التفسير ، الذي اعتمد فيه على تفسير القرآن بالقرآن ، لم يورد الآية مطلقا في تفسيره ، ولم يفسرها بغيرها من الآيات لوضوح معناها ، وجلاء مبناها .
خامسا : قولك :(( الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ للرسالة بما يتكلم الله عز وجل))، أهـ، صحيح، فالرسول عليه الصلاة والسلام مبلغ للرسالة الربانية، المتمثلة في إبلاغ القرآن الكريم ، وقد قال الله تعالى :(( بلغ ما أنزل إليك ))، الآية، والقرآن الكريم هو كلام الله تعالى - حروفه ومعانيه - لا شك في ذلك، وهو معتقد أهل السنة والجماعة .
سادسا : قولك :(( حيث أن قول الله عز وجل يكون في كثير من الآيات الكريمة عندما يريد أن يقص قصة لنبي محمد صلى الله عليه وسلم عن احد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام السابقين . فإنه يتكلم الله عز وجل بصيغة قال التي تدل على الماضي بما جرى مع الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام . بينما النبي محمد صلى الله عليه وسلم حاظر إذاً لا يحتاج الله عز وجل أن يتكلم عنه بصيغة الغائب ))، أهـ .
- التعليق :-
- الوجه الأول : من أين جئت بهذا الفهم ؟، ومن سبقك إليه من علماء الإسلام ؟، ثم ماذا تفعل بالقراءة الأخرى ، وهي قراءة (( قل ربي ))، فهذه القراءة تخرم قاعدتك التي ذكرتها ، وتنقض بنيانها من أساسها ، وهي قراءة ثابتة عن الرسول عليه الصلاة والسلام .
- الوجه الثاني : وماذا تفعل في قول الله تعالى في نفس السورة ،(( قال ربي احكم بالحق ))، 112 / الأنبياء ، فقراءة الجمهور (( قل )) وقراءة عاصم (( قال ))، انظر : المحرر الوجيز ، صــــ 1297 وبعدها .
سابعا : قولك :(( وهناك آيات كريمة كثيرة يتكلم بها الله عز وجل بصيغة قال لتكون تسلية لنبي محمد صلى الله عليه وسلم بما قاله الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام السابقين . لكن ما جاء بهذه الآية الكريمة قال ربي يدل بها النبي محمد بتبليغ بأن الله عز وجل الذي يتكلم ))،أهـ.
- التعليق :
- الوجه الأول : القرآن الكريم كله يدل على أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد بلغ ما أنزل إليه ، وصيغة الماضي (( قال )) لا تنفرد بدلالة أن الرسول عليه الصلاة والسلام بلغ ما أنزل إليه ، دون ما سواها من صيغ وأساليب، فالقرآن الكريم نزل بلغة العرب ، وبالأساليب التي كانت متداولة بينهم ، ودلالة إبلاغ الرسول للقرآن وما أنزل إليه نأخذها من آيات ، أشهرها قول الله تعالى :(( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ))، فهل بعد هذا نطلب الدلالة على الإبلاغ من صيغة الماضي (( قال )) دون ما سواها ، وماذا نفعل بالخطاب الصريح كما هو شأن الآية المذكورة ؟،.
- الوجه الثاني : القرآن الكريم يدل كذلك على أن الله تعالى تكلم به ، ومن الخطأ أن تحصر دلالة الكلام على صيغة (( قال )) وأنها تدل وحدها على أن الله تعالى يتكلم، وماذا نفعل بقول الله تعالى :(( وكلم الله موسى تكليما )) ؟، وغيرها من آيات ليس من شأننا أن نحصيها ، بل يكفي الإشارة إلى أصرحها مبنى ومعنى .
- فلماذا نعدل عن القول البين الظاهر معناه لكل أحد إلى صيغة الماضي (( قال ))، وليس هذا فحسب ، بل نجعل هذه الآية من المتشابهات ، علما أن هناك قراءة أخرى تبطل قاعدتك المذكورة، فليس هكذا يكون فهم القرآن .
ثامنا : أكرر القول : على المسلم أن يتحرى القول في آيات الله تعالى القرآنية ، وقد كفانا الله تعالى ذلك بعلماء قاموا لهذا الدين ، خدموه ولا زال منهم من يخدمه ،فليس لنا أن نتفرد أو فهم ، ليس لنا فيه سابقة من عالم معتد بعلمه ، وله قدم صدق في الأمة .
تاسعا : قولك :(( الأمر واضح لا يحتاج تعقيد ))،أهـ ، صدقت في قولك هذا غير أنك خالفته في مشاركتك ، فقد جعلت الآية من المتشابه ، وهي ليست كذلك ، وحملتها ما لا تحتمل ، والالتزام بما قرره أهل العلم أولى بنا أخي (( مكارم )) أكرم الله وإياك الفقه في دينه ، والعمل الصالح ، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .
بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم . اما بعد
1. أخي الكريم لقد حكمت بأني قلت قال آية متشابهة وأنا ما قلت ذالك بل قلت . القرآن الكريم . كما ذكر الله عز وجل في سورة آل عمران . هناك آيات متشابهة وآيات محكمة . ولم أقل بانه قال من الآيات المتشابهة .
2. يجب على طالب العلم أن يفكر في عقله وهذا شيئ مأكد كونه أن لم يفكر بعقله لا يستطيع فهم المعنى وانا لم أقصد بأنه يفكر بعقله بتفسير القرآن الكريم باطنياً ولعياذ بالله أو احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم . لكن ما قصدته في العقل التفكير في القرآن الكريم ظاهرياً والتفكير بأحاديث الرسول ظاهرياً
مثال على ذالك : قوله تعالى : تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) (القمر: 14).
ظاهر الآية بأن السفينة تجري بعين الله عز وجل هل يتم نقلها هكذا على ظاهرها او نفكر بها في العقل . فتكون كالتالي : تجري بأعيننا يعني . عين الله عز وجل تصحبه بالنظر والرعاية .
هذا ما قصدته في التفكير في العقل عند النقل .
3.عندما قلت بانه أجابتك غير صحيحة كونك لم تعتمد على عقلك في أختيار التفسير الصحيح لتتكلم به . مثال على ذالك
قال القاسمي - 7 / 186 - :(( " قال ربي " حكاية لقول رسول الله لهم، وقرىء " قل " على الأمر له صلوات الله عليه ))،أهـ .
2 - قال ابن جرير - 17 / 4 - :(( والقول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان في قرأة الأمصار ، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القرآء ، وجاءت بهما مصاحف المسلمين متفقتا المعنى ، وذلك أن الله إذا أمر محمدا بقيل ذلك قاله ، وإذا قاله فعن أمر من الله قاله ))،أهـ
تحليل المضوع
قال القاسمي : قال ربي حكاية لقوله الرسول لهم . كيف يكون حكاية لهم هذا يعني هناك رسول ثاني يقص عليه الله عز وجل قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما قاله . لهذا ما قاله القاسمي رحمه الله عز وجل لم يصيب المعنى الصحيح
قال أبن جرير : قال ابن جرير - 17 / 4 - :(( والقول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان في قرأة الأمصار ، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القرآء ، وجاءت بهما مصاحف المسلمين متفقتا المعنى ، وذلك أن الله إذا أمر محمدا بقيل ذلك قاله ، وإذا قاله فعن أمر من الله قاله ))،أهـ
لقد اصاب أبن جرير رحمه الله عز وجل وهذا الصح
أذاً هذا ما قصدته أنا في التفكير في العقل عند النقل أن تختار قول واحد في التفسير من أجل أن لايكون هناك تناقض في جوابك
4. أما بخصوص تكلم الله عز وجل بقوله قال والتي تعني القصص التي يذكرها الله عز وجل بما حصل للأنبياء والرسل صلى الله عليهم وسلم هذا صحيح والدليل على هذا
بما انك تقرء القرآن الكريم أبحث بداخله فسوف تجد كلمة قال تدل بكل آية كريمة . يذكر من خلالها الله عز وجل ما حصل للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام في الماضي . أما بخصوص قوله تعالى . ،(( قال ربي احكم بالحق )) الله عز وجل الذي قال وليس النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يبلغ عن ما قاله الله عز وجل كونه رسول .
5. عندما يتكلم الله عز وجل قل فإنه يأمر الله عز وجل النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول .
أما عندما يتكلم النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل بقوله قال فإنه يدل على الله عز وجل بأنه الذي قال حيث أن مقام الآية الكريمة هكذا فإن تفسير كل آية كريمة يكون تفسيرها حسب مقامها .
بينما مقام آيات التي يكون بها قصص عن الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام فتكون بصيغة قال بما حصل في الماظي بما يناسب مقام الآية الكريمة .
بينما في آية الأنبياء قال ربي يعلم القول فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حاظر ليس غائب ليخبر عنه الله عز وجل . فيكون مقام الآية الكريمة يختلف عن مقام آيات الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام السابقين .
6. عرض بعض آيات كريمة يتكلم بها الله عز وجل عن الماضي بقوله قال :
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَ ا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا
وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا
لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا
وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالا وَوَلَدًا
.............................. ...........................
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا
فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا
فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا
قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا
قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا
فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا
قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا
قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا
قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا
قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا
قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا
قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا
قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا
قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا
.............................. .............................. .........
كما نرى فإن تكلم الله عز وجل بصيغة قال تدل على الماظي بما حصل مع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ورجال صالحين . هناك أيضاً قصة النبي عيسى وسليمان وموسى وابراهيم عليهم الصلاة والسلام كلهم بصيغة قال يعني الماظي . يخبره الله عز وجل لنبي محمد صلى الله عليه وسلم بما فعلوه وصبروا عليه من أمور كثيرة في سبيل الله عز وجل .
أخيراً : أعجبتني هذه العبارة . أحببت ان انقلها منك
أكرم الله وإياك الفقه في دينه ، والعمل الصالح ، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من عباده الصالحين المؤمنين ويسكنا فسيح جناته مع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والصالحين . آللهم آمين
أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بإذنه .
سالم الطائي
2011-06-05, 01:56 PM
- أخي الكريم / مكارم ،،، أكرمنا الله وإياك بالفقه في دينه ، والعمل الصالح .
- سلام الله عليك ورحمته وبركاته
- لي تعليق على ما سطرته في نقاط :
- أولا : قولك :(( لقد حكمت بأني قلت:" قال "، آية متشابهة وأنا ما قلت ذلك ))،أهـ، جزاك الله خيرا على هذا البيان ، لكني فهمت من مشاركتك أنك تقول بأن الآية من الآيات المتشابهات، وعليه فقد اتفقنا أنها ليست من قبيل الآيات المتشابهات ، ولا خلاف في ذلك .
- ثانيا : قولك :(( قوله تعالى :( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا )، 14 / القمر ، ظاهر الآية بأن السفينة تجري بعين الله عز وجل ، هل يتم نقلها هكذا على ظاهرها او نفكر بها في العقل ))،أهـ.
- قولك:" أن ظاهر الآية أن السفينة تجري بعين الله عز وجل "، أهـ ، هذا القول إنما هو فهم المعطلة والبدعيين ، ممن لا يعرفون تصاريف لغة العرب ، وما تحتمله من أوجه ، مع عدم الإخلال بالمعنى ، وهذا هو الفارق بين أهل السنة والجماعة وبين المبتدعة ، الذين يحكمون عقلهم في صفات الله تعالى ، وقد أدى بهم هذا الأمر إلى تعطيلهم للصفات الإلهية ، ولأن عقولهم لا تردعهم عن الكف عن الكلام والخوض في ذات الله تعالى ، تجدهم يقتحمون هذه الميادين دون تبصر ، ودون علم ، ودون الرجوع إلى الذين يعلمون وجهه من علماء المسلمين .
- يقول الشيخ ابن عثيمين - في الواسطية 203 - :(( قالت المعطلة: أجلبتم علينا بالخيل والرَّجِل في إنكاركم علينا التأويل، وأنتم أولتم فأخرجتم الآيةعن ظاهرها، فالله يقول:(( فإنك بأعيننا ))، فخذوا بالظاهر، وإذا أخذتم بالظاهر، كفرتم، وإذا لم تأخذوا بالظاهر، تناقضتم، فمرة تقولون: يجوز التأويل، ومرة تقولون: لا يجوز التأويل، وتسمونه تحريفاً، وهل هذا إلا تحكم بدين الله ؟،.*
- قلنا: نأخذ بالظاهر، وعلى العين والرأس، وهو طريقتنا، ولا نخالفه.
- قالوا: الظاهر من الآية أن محمد صلى الله عليه وسلم بعين الله، وسط العين، كما تقول: زيد بالبيت. زيدبالمسجد، فالباء للظرفية، فيكون زيد داخل البيت وداخل المسجد، فيكون قوله :(( بأعيينا ))، أي: داخل أعيننا* وإذا قلتم بهذا كفرتم، لأنكم جعلتم الله محلاً للخلائق، فأنتم حلولية، وإن لم تقولوا به، تناقضتم ؟،.*
- قلنا لهم: معاذ الله ثم معاذ الله ثم معاذ الله أن يكون ما ذكرتموه ظاهر القرآن، وأنتم إن اعتقدتم أن هذا ظاهر القرآن، كفرتم، لأن من اعتقد أن ظاهر القرآن كفر وضلال، فهو كافر ضال.
- فأنتم توبوا إلى الله من قولكم: إن هذا هو ظاهر اللفظ* واسألوا جميع أهل اللغة من الشعراء والخطباء: هل يقصدون بمثل هذه العبارة أن الإنسان المنظور إليه بالعين حال في جفن العين؟* اسألوا من شئتم من أهل اللغة أحياء وأمواتاً* .
- فأنت إذا رأيت أساليب اللغة العربية، عرفت أن هذا المعنى الذي ذكروه وألزمونا به لا يرد في اللغة العربية، فضلاً عن أن يكون مضافاً إلى الرب عز وجل، فإضافته إلى الرب كفر منكر، وهو منكر لغة وشرعاً وعقلاً.
- فإن قيل: بماذا تفسرون الباء في قوله:(( بأعيينا ))، ؟.
- قلنا: نفسرها بالمصاحبة، إذا قلت: أنت بعيني، يعني: أن عيني تصحبك وتنظر إليك، لا تنفك عنك، فالمعنى: أن الله عز وجل بقول لنبيه: اصبر لحكم الله، فإنك محوط بعنايتنا وبرؤيتنا لك بالعين حتى لا ينالك أحد بسوء ، ولا يمكن أن تكون الباء هنا للظرفية، لأنه يقتضي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم : في عين الله، وهذا محال ))، أهـ .
ثالثا : قولك :(( قال القاسمي : قال ربي حكاية لقوله الرسول لهم . كيف يكون حكاية لهم ، هذا يعني هناك رسول ثاني يقص عليه الله عز وجل قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما قاله . لهذا ما قاله القاسمي رحمه الله عز وجل لم يصيب المعنى الصحيح ))، أهـ .
- التعليق :
1 - قال القاسمي في تفسيره :(( " قال ربي "، حكاية لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ، وقرىء " قل " على الأمر له صلوات الله عليه " يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع "، أي لما أسروه " العليم " أي به فيجازيهم ))،أهـ .
2 - مراد القاسمي في تفسيره للآية على قراءة (( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم ))، أن الله تعالى حكى قول رسوله عليه الصلاة والسلام حال خطابه للكفار ، ردا عليهم فيما أسروا به ، فالرسول عليه الصلاة والسلام قال للكفار : إن الله يعلم القول في السماء والأرض ، أي يعلم ما تناجيتم به ، ولا تخفى عليه خافية في السماء والأرض ، هذا من جهة .
- ومن جهة ثانية ، فالضمير في (( قال )) مرجعه للرسول عليه الصلاة والسلام ، كما بين ذلك الآلوسي - على ما نقلت سابقا - وهو يطابق ما قاله القاسمي في تفسيره ، فالقاسمي قال :(( " قال ربي "، حكاية لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ))،أهـ ، أي أن الله تعالى حكى وأخبر وقص في القرآن حادثة قول الكفار فيما بينهم ، ورد الرسول عليه الصلاة والسلام عليهم ، هذا الرد الذي مضمونه (( أن الله يعلم القول ما في السماء والأرض ))، فلا يخفى عليه شيء .
- فالآية ينبغي أن تفهم في سياق ما قبلها ، وهو قوله تعالى :(( لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ))، 3 / الأنبياء .
رابعا : قولك :(( هذا يعني هناك رسول ثاني يقص عليه الله عز وجل قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما قاله ))، أهـ.
- بالنسبة لي لا أعرف كيف فهمت هذا الفهم من الآية ، والعبارة المذكورة غامضة ، لا أعرف قصدك منها ، حتى أستطيع الرد عليها ، أو إزالة شبهتك ، وكل ما أستطيع قوله : أنه من حيث اللغة باطل ، فمن أخبر بواقعة حدثت ، له أن يقول حصل كيت وكيت ، وقال فلان كذا وكذا ، وقال فلان ردا عليه كذا وكذا ، هذا ومعلوم أن القول يسند إلى قائله.
- وهو ما جاء في الآية على قراءة (( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، فالله تبارك وتعالى أسند القول إلى نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام ، فقال:((" قال "، أي محمد عليه الصلاة والسلام ، ردا على الكفار ، ( ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم )، هذا ووفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .
مكارم
2011-06-05, 04:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم . اما بعد .
أخي الكريم أخوتي الكرام .
1. أخي الكريم توضيح النقاط الاخيرة ليتم ختام النقط التي بدأت بها والتي قمت بتوضيحها لك بما أعنيه .
1. قولك بأنه : وهو ما جاء في الآية على قراءة (( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، فالله تبارك وتعالى أسند القول إلى نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام ، فقال:((" قال "، أي محمد عليه الصلاة والسلام ، ردا على الكفار ، ( ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم
تصحيح : (( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، النبي محمد صلى الله عليه وسلم أسند القول إلى الله عز وجل بما تكلم به وليس العكس ، فقال:((" قال "، أي محمد عليه الصلاة والسلام ، ردا على الكفار بما أوحى إليه الله عز وجل فتكلم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بما قاله الله سبحانه وتعالى ، ( ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم
مثال على ذالك : الله عز وجل يقول لنبي محمد صلى الله عليه وسلم . قل . من الذي يقول له قل الله عز وجل إذاً النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدل على أن من يقول له قل . الله عز وجل وليس النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقولها من نفسه بل تكلم بها الله عز وجل من ثم تكلم بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
2. لهذا ما قصدته بأنه هناك رسول ثاني كان لتوظيح لا أكثر ولا أقل . ليكون المعنى بإنه أذا كانت حكاية يقصها الله عز وجل كما يقص حكاية النبي عيسى وموسى وابراهيم عليهم الصلاة والسلام إذاً هناك رسول ثاني يحكي الله عز وجل له ما حصل لنبي محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا الجواب لمن يفسر كلمة قال . حكاية فإذا كانت حكاية قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه قال ربي يعلم القول . من باب السؤال لمن يقول الله عز وجل بان الرسول صلى الله عليه وسلم قال هل هناك من رسول ثاني . قطعاً لا يوجد لكن من يفسر قول الله عز وجل بهذه الطريقة بأنها حكاية لما حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم يكون بهذا الأتجاه .
3. ما قصدته بقوله تعالى . قوله تعالى :( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا )، 14 / القمر
لتوضيح الفرق بين العقل والنقل فإنبي بينت لك بأنها لا تأخذ على ضاهرها كما هيا عليه بل تأخذ بظاهرها بالتفكير بها في العقل . فتصبح تجري بمصاحبة نظر الله عز وجل لها ورعايته .
دون تعطيل أو تمثيل أو تشبيه أو تكييف . كما ذكرت انت في العقيدة الواسطية
نسأل الله عز وجل ان ينفعنا وياكم بالعلم النافع والقول الصحيح ويجعلنا من عباده المؤمنين . آللهم آمين .
صلى الله على محمد وصحبه وآله ومن اتبعهم وسلم .
أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي القدير لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بإذنه
سالم الطائي
2011-06-05, 09:30 PM
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- لي تعليق أرجو أن يكون الأخير ، وهو من نقاط :
- أولا : سأورد أقوال بعض المفسرين ، ليتضح لك المعنى ، وأنه ليس ما ذهبت إليه ، بل ما قررته سالفا هو الصحيح ، وأن المفسر (( القاسمي )) لم يخالف أقوال المفسرين فيما قرره ، وإليك البيان :
1 ) قال الإمام القرطبي - في الجامع 11 / 239 - :(( قوله تعالى :" قل ربي يعلم القول في السماء والأرض "، أي لا يخفى عليه شي مما يقال في السماء والأرض ، وفي مصاحف أهل الكوفة " قال ربي "، أي قال محمد : ربي يعلم القول ، أي هو عالم بما تناجيتم به ، وقيل: إن القراءة الأولى أولى ، لأنهم أسروا هذا القول فأظهر الله عز وجل عليه نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأمره أن يقول لهم هذا ، قال النحاس: والقراءتان صحيحتان وهما بمنزلة الآيتين، وفيهما من الفائدة أن النبي صلى الله عليه وسلم أُمر، وأنه قال كما أُمر ))،أهـ.
2 ) قال الشيخ السعدي - في تيسير الكريم 4 / 1054 - :(( ثم ذكر ما يتناجى به الكافرون الظالمون على وجه العناد ومقابلة الحق بالباطل ، وأنهم تناجوا وتواطؤوا فيما بينهم أن يقولوا في الرسول صلى الله عليه وسلم: إنه بشر مثلكم، فما الذي فضله عليكم وخصه من بينكم ؟، فلو ادعى أحد منكم مثل دعواه لكان قوله من جنس قوله، ولكنه يريد أن يتفضل عليكم ويرأس فيكم، فلا تطيعوه ولا تصدقوه، وإنه ساحر، وما جاء به من القرآن سحر، فانفروا عنه ونفروا الناس.
- وقولوا (( أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ))، هذا وهم يعلمون أن رسول الله حقا بما يشاهدون من الآيات الباهرة ما لم يشاهد غيرهم، ولكن حملهم على ذلك الشقاء والظلم والعناد ، والله تعالى قد أحاط علما بما تناجوا به، وسيجازيهم عليه، ولهذا قال (( قال ربي يعلم القول )) الخفي والجلي (( في السماء والأرض )) أي في جميع ما احتوت عليه أقطارهما ))،أهـ.
- ثانيا : قولك :(( النبي محمد صلى الله عليه وسلم أسند القول إلى الله عز وجل بما تكلم به وليس العكس ))،أهـ.
- يا سبحان الله ، أطبق أهل التفسير على نقيض ما تقول ، وأن ضمير (( قال )) يرجع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، موجها خطابه للكفار ، الذين تناجوا القول - على ما سلف بيانه - قائلا لهم (( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، ثم تأتي أخي الكريم بهذا الفهم الذي لم يسبقك إليه عالم ، ولكي يتبين لك بطلان قولك، أوجه لك سؤال من شقين :
1 - من سبقك إلى هذا الفهم ؟، اذكر لنا عالما قال بقولك .
2 - ماذا تقول في القراءة الأخرى لنفس الآية :(( قل ربي يعلم القول في السماء والأرض ))،.
- ثالثا : أوجه لك نصيحة بشأن ما ذكرته ( أخي الكريم - مكارم ) في الفقرة التي بدايتها:(( ليكون المعنى بإنه أذا كانت حكاية يقصها الله عز وجل كما يقص حكاية النبي عيسى وموسى وابراهيم عليهم الصلاة والسلام إذاً هناك رسول ثاني يحكي الله عز وجل له ما حصل لنبي محمد صلى الله عليه وسلم ... الخ ))، أهـ، وهي :
- لا تحسبن أن الانفراد بقول لم يقله عالم إنما هو من الفهم ، والسبق بما لم تأت به الأوائل ، بل قد يكون القول أقرب إلى الابتداع أو الشذوذ منه إلى الحق ، واعتبر بما قاله الشيخ ابن عثيمين ، وقوله وإن كان في باب الأحكام الشرعية ، إلا أنه نافع في كل أبواب الشرع ، ومنها باب التفسير .
- يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - في شرح صحيح البخاري 3 / 14 - :
- (( وبهذا نعرف أنه يجب على الإنسان أن يتريث في الأحكام التي يرتبها على الأدلة ، وألا يتعجل ، ولا سيما إذا كان القول الذي ذهب إليه قولا شاذا لم يقل به أحد قبله ، وكان قد عمل بخلافه الأكثر من العلماء، لأن الصواب إلى الأكثر أقرب من الصواب إلى الأقل ))،أهـ، فاعتبر بهذه النصيحة ، وانظر في قولك ، من قال به من العلماء ؟،
- وأوكد لك أخيرا ، أن العلامة القاسمي قال ما قرره قبله أهل التفسير ، وأن قوله لا يخالف قول ابن جرير الطبري ، وأنه لم يشذ عن المفسرين ، وهناك إطباق من المفسرين على معنى الآية ، ولو كان فيها أدنى احتمال لذكره علماء التفسير ، مثلما ذكروا القراءات التي في الآيات الكريمة ، ووجه كل قراءة من الناحية التفسيرية ، مع ملاحظة أنني لم أستوعب ما قلته في الفرق بين (( قال )) وبين (( قل ))، فإن كان أحد الإخوة استوعبه فليرد عليه ، أو ليبين مغزى الكاتب ، فلا أريد أن أسطر شيئا لست متأكدا منه ، فالله الله في دينك ، وتمعن في التفاسير قبل أن تحدث قولا ليس عليه آثارة من علم، والله ولي التوفيق .
مكارم
2011-06-05, 09:43 PM
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- لي تعليق أرجو أن يكون الأخير ، وهو من نقاط :
- أولا : سأورد أقوال بعض المفسرين ، ليتضح لك المعنى ، وأنه ليس ما ذهبت إليه ، بل ما قررته سالفا هو الصحيح ، وأن المفسر (( القاسمي )) لم يخالف أقوال المفسرين فيما قرره ، وإليك البيان :
1 ) قال الإمام القرطبي - في الجامع 11 / 239 - :(( قوله تعالى :" قل ربي يعلم القول في السماء والأرض "، أي لا يخفى عليه شي مما يقال في السماء والأرض ، وفي مصاحف أهل الكوفة " قال ربي "، أي قال محمد : ربي يعلم القول ، أي هو عالم بما تناجيتم به ، وقيل: إن القراءة الأولى أولى ، لأنهم أسروا هذا القول فأظهر الله عز وجل عليه نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأمره أن يقول لهم هذا ، قال النحاس: والقراءتان صحيحتان وهما بمنزلة الآيتين، وفيهما من الفائدة أن النبي صلى الله عليه وسلم أُمر، وأنه قال كما أُمر ))،أهـ.
2 ) قال الشيخ السعدي - في تيسير الكريم 4 / 1054 - :(( ثم ذكر ما يتناجى به الكافرون الظالمون على وجه العناد ومقابلة الحق بالباطل ، وأنهم تناجوا وتواطؤوا فيما بينهم أن يقولوا في الرسول صلى الله عليه وسلم: إنه بشر مثلكم، فما الذي فضله عليكم وخصه من بينكم ؟، فلو ادعى أحد منكم مثل دعواه لكان قوله من جنس قوله، ولكنه يريد أن يتفضل عليكم ويرأس فيكم، فلا تطيعوه ولا تصدقوه، وإنه ساحر، وما جاء به من القرآن سحر، فانفروا عنه ونفروا الناس.
- وقولوا (( أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ))، هذا وهم يعلمون أن رسول الله حقا بما يشاهدون من الآيات الباهرة ما لم يشاهد غيرهم، ولكن حملهم على ذلك الشقاء والظلم والعناد ، والله تعالى قد أحاط علما بما تناجوا به، وسيجازيهم عليه، ولهذا قال (( قال ربي يعلم القول )) الخفي والجلي (( في السماء والأرض )) أي في جميع ما احتوت عليه أقطارهما ))،أهـ.
- ثانيا : قولك :(( النبي محمد صلى الله عليه وسلم أسند القول إلى الله عز وجل بما تكلم به وليس العكس ))،أهـ.
- يا سبحان الله ، أطبق أهل التفسير على نقيض ما تقول ، وأن ضمير (( قال )) يرجع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، موجها خطابه للكفار ، الذين تناجوا القول - على ما سلف بيانه - قائلا لهم (( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، ثم تأتي أخي الكريم بهذا الفهم الذي لم يسبقك إليه عالم ، ولكي يتبين لك بطلان قولك، أوجه لك سؤال من شقين :
1 - من سبقك إلى هذا الفهم ؟، اذكر لنا عالما قال بقولك .
2 - ماذا تقول في القراءة الأخرى لنفس الآية :(( قل ربي يعلم القول في السماء والأرض ))،.
- ثالثا : أوجه لك نصيحة بشأن ما ذكرته ( أخي الكريم - مكارم ) في الفقرة التي بدايتها:(( ليكون المعنى بإنه أذا كانت حكاية يقصها الله عز وجل كما يقص حكاية النبي عيسى وموسى وابراهيم عليهم الصلاة والسلام إذاً هناك رسول ثاني يحكي الله عز وجل له ما حصل لنبي محمد صلى الله عليه وسلم ... الخ ))، أهـ، وهي :
- لا تحسبن أن الانفراد بقول لم يقله عالم إنما هو من الفهم ، والسبق بما لم تأت به الأوائل ، بل قد يكون القول أقرب إلى الابتداع أو الشذوذ منه إلى الحق ، واعتبر بما قاله الشيخ ابن عثيمين ، وقوله وإن كان في باب الأحكام الشرعية ، إلا أنه نافع في كل أبواب الشرع ، ومنها باب التفسير .
- يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - في شرح صحيح البخاري 3 / 14 - :
- (( وبهذا نعرف أنه يجب على الإنسان أن يتريث في الأحكام التي يرتبها على الأدلة ، وألا يتعجل ، ولا سيما إذا كان القول الذي ذهب إليه قولا شاذا لم يقل به أحد قبله ، وكان قد عمل بخلافه الأكثر من العلماء، لأن الصواب إلى الأكثر أقرب من الصواب إلى الأقل ))،أهـ، فاعتبر بهذه النصيحة ، وانظر في قولك ، من قال به من العلماء ؟،
- وأوكد لك أخيرا ، أن العلامة القاسمي قال ما قرره قبله أهل التفسير ، وأن قوله لا يخالف قول ابن جرير الطبري ، وأنه لم يشذ عن المفسرين ، وهناك إطباق من المفسرين على معنى الآية ، ولو كان فيها أدنى احتمال لذكره علماء التفسير ، مثلما ذكروا القراءات التي في الآيات الكريمة ، ووجه كل قراءة من الناحية التفسيرية ، مع ملاحظة أنني لم أستوعب ما قلته في الفرق بين (( قال )) وبين (( قل ))، فإن كان أحد الإخوة استوعبه فليرد عليه ، أو ليبين مغزى الكاتب ، فلا أريد أن أسطر شيئا لست متأكدا منه ، فالله الله في دينك ، وتمعن في التفاسير قبل أن تحدث قولا ليس عليه آثارة من علم، والله ولي التوفيق .
بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم . اما بعد
أخي الكريم ما لا تريد ان تفهمه من ما أقصده بأنه قال تكلم بها الله عز وجل . وليس النبي محمد صلى الله عليه وسلم . لكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بلغ بما تكلم به الله عز وجل . بمعنى الكلام الذي في القرآن الكريم كلام الله عز وجل حتى . قل . وقال . وكل حرف من الله عز وجل كلام الله عز وجل . وليس كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسول بمعنى ناقل الكلام عن الله عز وجل . دون زيادة أو نقصان .
مثال على ذالك : قال ربي يعلم القول . من الذي قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم . لكن من الذي تكلم في الأصل الله عز وجل فيكون بداية الكلام الله عز وجل . ليأمر النبي محمد بما يقول عن طريق الوحي فيكون النبي محمد صلى الله عليه وسلم ناقل كلام الله عز وجل ومبلغه للناس فيكون كلام الله عز وجل وليس كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم . حتى بقوله تعالى : قل . فإن الله عز وجل يأمر النبي محمد بأن يقول . قل فتكون أول من تكلم بها الله عز وجل . وليس النبي محمد صلى الله عليه وسلم بل النبي محمد صلى الله عليه وسلم . نقل كلمة قل بان الله عز وجل الذي قال له قل . ولم يقلها من ذات نفسه بل دل على ان الله عز وجل الذي قال له قل
2. من الفطرة تعلم بان عندما يتكلم الله عز وجل بقوله قال يقص من خلالها حكاية لنبي محمد صلى الله عليه وسلم تكون من الماضي فيقول له قال النبي ابراهيم عليه الصلاة والسلام كذا وكذا كما تكلم الله عز وجل عن قصص الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والرجال الصالحين عليهم الصلاة والسلام . لهذا لا داعي لتفسير هذا من مفسر . كونه واضح وصريح لا شذوذ فيه كما وصفت انت
لكن على ما يبدو لديك تقصير في فهم ما اعنيه .
صلى الله على محمد وآله وصحبه ومن اتبعهم وسلم
أقول قولي هذا واستغفر الله العلي القدير لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بإذنه
سالم الطائي
2011-06-06, 08:23 AM
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- لي تعليق من نقاط :
- أولا : قولك :(( لكن على ما يبدو لديك تقصير في فهم ما اعنيه ))،أهـ، لا أقول سوى : أضحك الله سنك، يعلم الله أنني ضحكت حين قرأت هذه العبارة، سامحك الله، وهل تدري ما علة (( تقصير في فهم ما اعنيه )) ؟، العلة هي أن أسلوبك اللغوي يكد الذهن كدا ، ويُرهقه إرهاقا ، فسامحنا الله وإياك.
- ثانيا : قولك :(( ما أقصده بأنه قال تكلم بها الله عز وجل . وليس النبي محمد صلى الله عليه وسلم . لكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بلغ بما تكلم به الله عز وجل .. الخ ))، أهـ .
- أقول : لا خلاف في أن القرآن الكريم كله كلام الله تبارك وتعالى ، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام مبلغ ما أوحي إليه ، وأنه ليس له - عليه الصلاة والسلام - في القرآن الكريم حرف واحد ، يقول الحافظ عبدالغني المقدسي - في الاقتصاد في الاعتقاد / 132 - :(( والقرآن كلام الله عز وجل، ووحيه، وتنزيله، والمسموع من القاري كلام الله عز وجل، قال الله عز وجل:" فأجره حتى يسمع كلام الله "، وإنما سمعه من التالي ))،أهـ، ولأهل السنة أقوال كثيرة في ذلك .
- ثالثا : قولك :(( مثال على ذلك : قال ربي يعلم القول . من الذي قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم . لكن من الذي تكلم في الأصل الله عز وجل فيكون بداية الكلام الله عز وجل ... الخ ))،أهـ، وتعليقا أقول :
1 ) سبق أن قلتُ: لا خلاف في أن الله تعالى تكلم بالقرآن الكريم جميعه، وقد بلغ - عليه الصلاة والسلام - الرسالة ، وأدى الأمانة ، وشهد الله تعالى له بذلك ، فقال سبحانه :(( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ))، الآية، هذا من القرآن الكريم.
- ومن السنة عن أنس قال جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اتق الله وأمسك عليك زوجك، قال أنس: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه "، أخرجه البخاري.
2 ) كون أن الكلام الوارد في القرآن الكريم كلام الله تعالى، لا ينفي أن يكون المراد به الإخبار عن حادثة وقعت للرسول عليه الصلاة والسلام،كما هو شأن قوله تعالى :(( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، ولذلك أرجع المفسرون ضمير ( قال ) للرسول عليه الصلاة والسلام ، فالله تعالى يخبر عما قاله الرسول للكفار حين أسروا النجوى ، فرد عليهم الرسول :(( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، وهذا ما أطبق عليه أهل التفسير .
- وخذ مثالا آخر، وهو قول الله تعالى : (( وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ))، فهذا لا شك في كونه كلام الله تعالى ، لكنه في الحين نفسه إخبار من الله تعالى عن محاورة جرت بين الصاحبين ، على ما جاء في قصتهما بسورة الكهف ، وقس على هذا ما قصه الله تعالى من قصص الأولين ، فكونه كلام الله تعالى لا ينفي أن يكون إخبارا عما وقع للأمم السالفة ، أو إخبارا عن قصص الرسل والأنبياء ، والله تعالى يحكي في القرآن الكريم محاورات جرت بين الرسل وأقوامهم ، بل ما هو أكبر من هذا ، وهو كلام الله تعالى مع إبليس ، يقول تعالى:(( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين ، قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ))، الآيات.
3 ) - يقول المفسر ابن عطية الأندلس – المحرر / 29 : (( اعلم أن القصد إلى إيجاز العبارة قد يسوق المتكلم في التفسير إلى أن يقول : خاطب الله بهذه الآية المؤمنين ، وشرَّف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون ، وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت:(( قصيه ))، ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله:(( ألستُ بربكم ))، ونحو هذا من إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع ، وقد استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقهاء ، واستعملها أبو المعالي في الإرشاد ، وذكر بعض الأصوليين أنه لا يجوز أن يقال : حكى الله ، ولا ما جرى مجراه .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا على تقرير هذه الصفة له، وثبوتها مستعملةً كسائر أوصافه تبارك وتعالى ، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام، والمراد منه: حكت الآية أو اللفظ، فذلك استعمالٌ عربيٌ شائعٌ ، وعليه مشى الناس ، وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي ، لكنِّي قدمتُ هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادراً ، واعتذاراً عمَّأ وقع فيه المفسرون من ذلك ))،أهـ..
- وعليه فيجوز لنا أن نقول: حكى الله تعالى عن إبليس أنه قال: (( أنا خير منه ))، وحكى عن رسوله محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال للكفار (( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، وهذا استعمال عربي شائع ، كما قال ابن عطية .
4 - يضاف إلى ذلك أن القرآن الكريم أضيف إلى الله تعالى ، وإلى جبريل عليه السلام ، وإلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، يقول الشيخ ابن عثيمين – الواسطية / 277 - : (( مثال الأول قول الله عز وجل : (( فأجره حتى يسمع كلام الله )) فيكون منه بدأ أي من الله ، ومثال الثاني : إضافته إلى جبريل قوله تعالى : (( إنه لقول رسول كريم ، ذي قوة عند ذي العرش مكين ))، ومثال الثالث : إضافته إلى محمد عليه الصلاة والسلام قوله تعالى : (( إنه لقول رسول كريم ، وما هو بقول شاعر )) لكن أضيف إليهما لأنهما يبلغانه ، لا لأنهما ابتدآه ))،أهـ، فالقرآن الكريم أضيف إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وأضيف إلى جبريل عليه السلام بصفة كونهما قد بلغاه ، لا بصفة كونهما ابتدآءاه .
- رابعا : قولك :(( من الفطرة تعلم بان عندما يتكلم الله عز وجل بقوله قال يقص من خلالها حكاية لنبي محمد صلى الله عليه وسلم تكون من الماضي فيقول له قال النبي ابراهيم عليه الصلاة والسلام كذا وكذا كما تكلم الله عز وجل عن قصص الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والرجال الصالحين عليهم الصلاة والسلام . لهذا لا داعي لتفسير هذا من مفسر، كونه واضح وصريح لا شذوذ فيه كما وصفت انت ))،أهـ.
- تعليق :
- الذي فهمته من ( مشاركاتك ) أن التعبير بــ (( قال )) إنما يكون حين يقص القرآن الكريم قصة ماضية ، وحين يُعبر بـ (( قل )) يكون لمن كان حاضرا - أرجو أن أكون وفقت في فهم مرادك - وأن التعبيرين كلاهما من الله تعالى ، فهو الذي تكلم بهما ، بل وبجميع كلمات القرآن الكريم ، وتعليقا على ذلك أقول :
1 ) لا خلاف في أن القرآن الكريم من كلام الله تعالى، وأنه سبحانه تكلم به، سواء كان الكلام في سياق القصة القرآنية ، أم في سياق الأحكام الشرعية، أم في سياق توحيد الله تعالى، أم في سياق المواعظ والاعتبار بما حل بالأمم العاصية، أم في غير ذلك من أغراض القرآن الكريم، فكله كلام الله تعالى.
2 ) لقد عنونت مشاركتك بـ (( لغز فقهي )) ثم غيرتها إلى (( سؤال فقهي )) وفي الحقيقة لا هي تحوي على لغز فقهي ، ولا هي تحوي على سؤال فقهي ، وكان الأولى عنونتها بـ (( توجيه آية قرآنية ))، وبكل حال سؤالي لك :
- سواء كانت الصيغة صيغة الماضي (( قال )) أم كانت بصيغة الأمر (( قل ))، ما الفارق المعنوي بينهما ؟، بتعبير آخر : ما هو أثرهما على قراءة الآية القرآنية الرابعة من سورة الأنبياء ؟، وهل في صيغة (( قال )) ما يدل على أن هناك (( رسول ثاني )) ؟، لا أدري كيف تفهم الآية ، والسبب لا يعود إلى (( قصور فهمي )) بل يعود إلى أسلوبك اللغوي الركيك ، والذي لا يستبين منه مقصدك ، والأولى بك بدلا من أن تحدث فهما أو رأيا لم تسبق إليه ، الأولى بك – وهي نصيحة – أن تكثر من الاطلاع والقراءة في علوم اللغة ، لكي ترفع شأن أسلوبك الكتابي ، وفقنا الله وإياك ، وإلا فما المراد بقولك :
- (( إذاً هناك رسول ثاني يحكي الله عز وجل له ما حصل لنبي محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا الجواب لمن يفسر كلمةقال . حكاية فإذا كانت حكاية قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه قال ربي يعلم القول . من باب السؤال لمن يقول الله عز وجل بان الرسول صلى الله عليه وسلم قال هل هناك من رسول ثاني . قطعاً لا يوجد لكن من يفسر قول الله عز وجل بهذه الطريقة بأنها حكاية لما حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم يكون بهذا الأتجاه )) أهـ، والله المستعان على ما تصفون ، وهو ولي التوفيق .
مكارم
2011-06-06, 05:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم . أم بعد .
أخي الكريم :
1. ثانيا : قولك :(( ما أقصده بأنه قال تكلم بها الله عز وجل . وليس النبي محمد صلى الله عليه وسلم . لكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بلغ بما تكلم به الله عز وجل .. الخ ))، أهـ .
- أقول : لا خلاف في أن القرآن الكريم كله كلام الله تبارك وتعالى ، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام مبلغ ما أوحي إليه ، وأنه ليس له - عليه الصلاة والسلام - في القرآن الكريم حرف واحد ، يقول الحافظ عبدالغني المقدسي - في الاقتصاد في الاعتقاد / 132 - :(( والقرآن كلام الله عز وجل، ووحيه، وتنزيله، والمسموع من القاري كلام الله عز وجل، قال الله عز وجل:" فأجره حتى يسمع كلام الله "، وإنما سمعه من التالي ))،أهـ، ولأهل السنة أقوال كثيرة في ذلك .
حسناً تم فهمك ما أقصد للقرآن الكريم كلام الله عز وجل
2. ثالثا : قولك :(( مثال على ذلك : قال ربي يعلم القول . من الذي قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم . لكن من الذي تكلم في الأصل الله عز وجل فيكون بداية الكلام الله عز وجل ... الخ ))،أهـ، وتعليقا أقول :
1 ) سبق أن قلتُ: لا خلاف في أن الله تعالى تكلم بالقرآن الكريم جميعه، وقد بلغ - عليه الصلاة والسلام - الرسالة ، وأدى الأمانة ، وشهد الله تعالى له بذلك ، فقال سبحانه :(( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ))، الآية، هذا من القرآن الكريم.
- ومن السنة عن أنس قال جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اتق الله وأمسك عليك زوجك، قال أنس: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه "، أخرجه البخاري.
2 ) كون أن الكلام الوارد في القرآن الكريم كلام الله تعالى، لا ينفي أن يكون المراد به الإخبار عن حادثة وقعت للرسول عليه الصلاة والسلام،كما هو شأن قوله تعالى :(( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، ولذلك أرجع المفسرون ضمير ( قال ) للرسول عليه الصلاة والسلام ، فالله تعالى يخبر عما قاله الرسول للكفار حين أسروا النجوى ، فرد عليهم الرسول :(( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، وهذا ما أطبق عليه أهل التفسير .
- وخذ مثالا آخر، وهو قول الله تعالى : (( وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ))، فهذا لا شك في كونه كلام الله تعالى ، لكنه في الحين نفسه إخبار من الله تعالى عن محاورة جرت بين الصاحبين ، على ما جاء في قصتهما بسورة الكهف ، وقس على هذا ما قصه الله تعالى من قصص الأولين ، فكونه كلام الله تعالى لا ينفي أن يكون إخبارا عما وقع للأمم السالفة ، أو إخبارا عن قصص الرسل والأنبياء ، والله تعالى يحكي في القرآن الكريم محاورات جرت بين الرسل وأقوامهم ، بل ما هو أكبر من هذا ، وهو كلام الله تعالى مع إبليس ، يقول تعالى:(( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين ، قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ))، الآيات.
تصحيح . قولك بأنه أرجع المفسرين ضمير قال للرسول عليه الصلاة والسلام . لا خلاف بذالك لكن الرسول تكلم عن الله عز وجل بأنه قال . لهذا المتكلم في الأصل الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم عن الله عز وجل بانه . قال ربي يعلم القول . كدلالة على الله عز وجل الذي قال .
إذاً كلمة قال . تكلم بها الله عز وجل في البداية وأوحى إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يتكلم بها.
2. تصحيح ما ذكرته بخصوص التالي : وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ))، فهذا لا شك في كونه كلام الله تعالى ، لكنه في الحين نفسه إخبار من الله تعالى عن محاورة جرت بين الصاحبين ، على ما جاء في قصتهما بسورة الكهف ، وقس على هذا ما قصه الله تعالى من قصص الأولين ، فكونه كلام الله تعالى لا ينفي أن يكون إخبارا عما وقع للأمم السالفة ، أو إخبارا عن قصص الرسل والأنبياء ، والله تعالى يحكي في القرآن الكريم محاورات جرت بين الرسل وأقوامهم ، بل ما هو أكبر من هذا ، وهو كلام الله تعالى مع إبليس ، يقول تعالى:(( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين ، قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ))، الآيات.
1. تصحيح : بما إنك تعلم هذا بإن الله عز وجل يقص هذه القصص
السؤال : الله عز وجل يقص هذه القصص على من
الجواب : على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
السؤال : متى حصلت هذه القصص
الجواب : حصلت هذه القصص في الماضي .
فعندما يقول الله عز وجل ( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين ، قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ))
هنا يتكلم الله عز وجل لنبي محمد صلى الله عليه وسلم ما حصل بينه في الماضي عندما خلق الله عز وجل آدم عليه الصلاة والسلام وبين إبليس . لهذا . كانت كلمة قال تدل على الماضي حسب مقام الآية الكريمة .
3. يقول المفسر ابن عطية الأندلس – المحرر / 29 : (( اعلم أن القصد إلى إيجاز العبارة قد يسوق المتكلم في التفسير إلى أن يقول : خاطب الله بهذه الآية المؤمنين ، وشرَّف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون ، وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت:(( قصيه ))، ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله:(( ألستُ بربكم ))، ونحو هذا من إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع ، وقد استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقهاء ، واستعملها أبو المعالي في الإرشاد ، وذكر بعض الأصوليين أنه لا يجوز أن يقال : حكى الله ، ولا ما جرى مجراه .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:وهذا على تقرير هذه الصفة له، وثبوتها مستعملةً كسائر أوصافه تبارك وتعالى ، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام، والمراد منه: حكت الآية أو اللفظ، فذلك استعمالٌ عربيٌ شائعٌ ، وعليه مشى الناس ، وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي ، لكنِّي قدمتُ هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادراً ، واعتذاراً عمَّأ وقع فيه المفسرون من ذلك ))،أهـ..
- وعليه فيجوز لنا أن نقول: حكى الله تعالى عن إبليس أنه قال: (( أنا خير منه ))، وحكى عن رسوله محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال للكفار (( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، وهذا استعمال عربي شائع ، كما قال ابن عطية .
تصحيح : أنت تقوم على فهم القرآن الكريم في زمننا هذا عما حصل في ذالك الزمن
بينما انا أقوم بفهم القرآن الكريم في زمننا هذا كأني موجود في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
مثال على ذالك : وعليه فيجوز لنا أن نقول: حكى الله تعالى عن إبليس أنه قال: (( أنا خير منه ))، وحكى عن رسوله محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال للكفار (( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، وهذا استعمال عربي شائع ، كما قال ابن عطية .
تصحيح : أنت تفهم القرآن الكريم بما حصل من أمور وما سوف يحصل في المستقبل . في زمنك هذا ومن خلال هذا الفهم يكون معتقدك بأنه الله عز وجل يحكي ما حصل لنبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله قال ربي يعلم القول . ويحكي لما حصل مع إبليس .
بينما أنا لا أقوم بفهم القرآن كما تفهمه انت . فإني كما ذكرت لك بأني أقوم بفهم القرآن الكريم في زمننا هذا كأني موجود في ذالك الزمن
لهذا عندما يتكلم الله عز وجل عن إبليس يكون في النسبة لي حكاية لله عز وجل عن إبليس ما حصل بينهم .
وعندما يتكلم الله عز وجل عن قصة الكهف تكون حكاية في الماضي عما حصل بينهم .
لكن عندما يتكلم الله عز وجل عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى : قال ربي يعلم القول
هنا لا تكون حكاية في النسبة لي بل واقع كانه حصل الأن كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم موجود وعندما يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم . مثال على ذالك صديق لي في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يأتي إلي ويقول لي يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم . قال ربي يعلم القول . كوني أنا في ذالك الزمن فيكون النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقصد الله عز وجل بانه قال ربي يعلم القول . فتكون كلمة قال في مقام هذه الآية الكريمة ليست من الماضي بل تبيلغ بانه الله عز وجل الذي قال . قال الله عز وجل يتكلم النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل بانه قال . . ولا تكون على اساس حكاية يقصها الله عز وجل ما حصل في الماضي .
4. ) لقد عنونت مشاركتك بـ ((لغز فقهي )) ثم غيرتها إلى (( سؤال فقهي )) وفي الحقيقة لا هي تحوي على لغز فقهي ، ولا هي تحوي على سؤال فقهي ، وكان الأولى عنونتها بـ (( توجيه آية قرآنية ))، وبكل حال سؤالي لك :
- سواء كانت الصيغة صيغة الماضي (( قال )) أم كانت بصيغة الأمر (( قل ))، ما الفارق المعنوي بينهما ؟، بتعبير آخر : ما هو أثرهما على قراءة الآية القرآنية الرابعة من سورة الأنبياء ؟، وهل في صيغة (( قال )) ما يدل على أن هناك (( رسول ثاني )) ؟، لا أدري كيف تفهم الآية ، والسبب لا يعود إلى (( قصور فهمي )) بل يعود إلى أسلوبك اللغوي الركيك ، والذي لا يستبين منه مقصدك ، والأولى بك بدلا من أن تحدث فهما أو رأيا لم تسبق إليه ، الأولى بك – وهي نصيحة – أن تكثر من الاطلاع والقراءة في علوم اللغة ، لكي ترفع شأن أسلوبك الكتابي ، وفقنا الله وإياك ، وإلا فما المراد بقولك :
- (( إذاً هناك رسول ثاني يحكي الله عز وجل له ما حصل لنبي محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا الجواب لمن يفسر كلمةقال . حكاية فإذا كانت حكاية قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه قال ربي يعلم القول . من باب السؤال لمن يقول الله عز وجل بان الرسول صلى الله عليه وسلم قال هل هناك من رسول ثاني . قطعاً لا يوجد لكن من يفسر قول الله عز وجل بهذه الطريقة بأنها حكاية لما حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم يكون بهذا الأتجاه )) أهـ، والله المستعان على ما تصفون ، وهو ولي التوفيق .
تصحيح : قولك بانه . يجب ان يكون ليس سؤال فقهي بل توجيه آية قرآنية كريمة هذا في النسبة لك أما في النسبة لي فأني أرها سؤال فقهي .
2. الفرق بين . معنى قال . وقل .
مثال على ذالك . قال الله عز وجل . دلالة على إنه الله عز وجل الذي قال .
مثال على ذالك . الله عز وجل محرم الربا والزنا وشرب الخمر الخ
ماذا أقول انا . قال الله عز وجل لا تتعاملون في الربا . قال الله عز وجل لا تشربون الخمر . قال الله عز وجل لا تفعلون الزنا .
كذالك قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم . قال ربي يعلم القول في السماء والأرض. لعلمه بهذا مسبقاً من الوحي جبريل عليه الصلاة والسلام
بينما قل : تكون كالتالي في مثال :
محامي ومتهم . يقول له المحامي للمتهم . عند بدء المحكمة . قل له( للقاظي) بأنك مظلوم
أصبحت كلمة قل تنبيه مع ابلاغه بما سوف يقول . قل تعني . تكلم بكذا وكذا أذا كانت بطريقة السؤال أو الجواب
بطريقة السؤال . القاضي قل ( تكلم ) يا متهم لماذا قتلته
الجواب . المحامي يقول له . قل ( تكلم) بأنك لم تقتله . المحامي قام بأعطائه الجواب بما سوف يتكلم
لهذا ما يحصل بين المشركين والنبي محمد صلى الله عليه وسلم يكون الجواب عليهم عن طريق الله عز وجل . قل لهم كذا وكذا عن هؤلاء الأصنام . قل لهم بأن يوحدون الله عز وجل الخ
3. إذاً هناك رسول ثاني يحكي الله عز وجل له ما حصل لنبي محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا الجواب لمن يفسر كلمةقال . حكاية فإذا كانت حكاية قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه قال ربي يعلم القول . من باب السؤال لمن يقول الله عز وجل بان الرسول صلى الله عليه وسلم قال هل هناك من رسول ثاني . قطعاً لا يوجد لكن من يفسر قول الله عز وجل بهذه الطريقة بأنها حكاية لما حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم يكون بهذا الأتجاه )) أهـ، والله المستعان على ما تصفون ، وهو ولي التوفيق .
تصحيح : ما قصدته بأنه من يفهم من قوله تعالى : قال ربي يعلم القول في السماء والأرض . حيث إنه إنت تعتقد بأن الله عز وجل يتكلم عن قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم . فإن كان الله عز وجل يحكي عن قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ذالك الزمن لكان هناك رسول ثاني وقلت هذا انا على سبيل المثال من اجل التوضيح لا اكثر ولا أقل . ووضحت لك الفرق بين ما تفهمه وما افهمه انا في القرآن الكريم .
2. ما قلته انت والله المستعان عما تصفون فإن هذا الكلام مردود عليك . نحن لله الحمد نقدر الله عز وجل حسن قدره . من ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
صلى الله على محمد وآله وصحبه ومن اتبعهم وسلم
أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بأذنه
أبوبثينة الجزائري
2011-06-06, 06:27 PM
الله أكبر /
عشت ورأيت من لا يحسن صياغة جملة عربية صحيحة في معناها ومبنىاها، يتحدث عن القرآن بما سكت عنه في سؤال مني له.
ألم تر نصيحة إخوانك لك في مواضيعك الأولى ( عفوا مواظيعك).
والعجب كل العجب من الأخ سالم الذي يأخذ ويرد معه .
هداكم الله.
سالم الطائي
2011-06-06, 06:51 PM
- أخي / أبوبثينة الجزائري ،،، هدانا الله وإياك
- لي تعليق من نقاط :
أولا - لا يضيرنا أن نسع بعضنا بعضا بأخلاقنا ، وأن يرشدنا بعضنا بعضا إلى الحق ، وأين نحن من سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ؟، ومن صفاته الكريمة: صفة الحلم، وهذه بعض الشواهد :
1 - ما أصابه عليه الصلاة والسلام من قبيلة ثقيف، حيث قابله ساداتها بقبيح القول والفعل،
فأصابه عليه الصلاة والسلام من الهم والحزن ما أصابه ، حتى قال له ملك الجبال: إن شئت يا محمد أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال عليه الصلاة والسلام:( أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ) رواه البخاري.
2- لما كُسِرت رُباعيته صلى الله عليه وسلم وشُجَ وجهه يوم أُحد، شَقَ ذلك على أصحابه، وقالوا: يا رسول الله ادعُ على المشركين، فأجاب أصحابه قائلاً لهم:( إني لم أُبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة ) رواه مسلم.
ثانيا :- وبالنسبة لي فإني احتسب الأجر عند الله تعالى ، وأطلب منه المثوبة ، وقد يكون أخينا الكريم / مكارم ، يبحث عن الحق ، فلا يضيرنا أن نوجهه إليه بحسب مبلغ علمنا ، وأن نرشده إلى جوانب التقصير بألين العبارات ، وفي ديننا ما يحثنا على الرفق والأناة ، وفي اللغة ما يتأتى من خلاله أن نسع الناس بأحسن العبارات .
ثالثا : أطلب من الإخوة ممن رغب أن يتداخل في المشاركة ، أن يشارك في صلب الموضوع ، ويترك التجريح ، ونقد الذات ، إلى نقد الموضوع ، بإظهار الحق والانتصار إليه ، وبالنسبة لي فإني أقرن كلامي بأقوال علماء السنة والجماعة ، والله ولي التوفيق ، ولي عودة أخي الكريم / مكارم ، وفق الله الجميع لما فيه الخير والهدى .
سالم الطائي
2011-06-06, 11:03 PM
- لي تعليق أخير على المشاركة ، وهو من نقاط :
- أولا : أقوال جملة من المفسرين في الآية الكريمة:
- لي تعليق هو الأخير في هذه المشاركة ، وسأبذل لك النصح بحسب علمي ، والأمر لله من قبل ومن بعد ، فأقول:
أولا : أقوال جملة من المفسرين في الآية الكريمة :
1 ) قال الشوكاني – في فتح القدير 3 / 545 - : (( فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ما تناجوا به، وأمره الله سبحانه أن يجيب عليهم فقال : (( قل ربي يعلم القول في السماء والأرض )) أي لا يخفى عليه شيء مما يقال فيهما ، وفي مصاحف أهل الكوفة : (( قال ربي )) أي قال محمد: ربي يعلم القول ، فهو عالم بما تناجيتم به ))أهـ .
2 ) قال البيضاوي – في تفسيره / 437 - : (( ( قل ربي يعلم القول في السماء والأرض ) جهرا كان أو سرا ، فضلا عما أسروا به ، فهو آكد من قوله (( قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض )) ولذلك اختير هاهنا وليطابق قوله (( وأسروا النجوى )) في المبالغة ، وقرأ حمزة والكسائي وحفص (( قال )) بالإخبار عن الرسول صلى الله عليه وسلم ))،أهـ .
3 ) قال البغوي – في المعالم / 596 - : (( ( قال ) لهم محمد (( ربي يعلم القول في السماء والأرض )) قرأ حمزة والكسائي وحفص : (( قال ربي )) على الخبر عن محمد صلى الله عليه وسلم (( يعلم القول في السماء والأرض )) أي لا يخفى عليه شيء ))،أهـ .
ثانيا : الرد على جملة من أقوالك :
1 ) تقول:(( قولك بأنه أرجع المفسرين ضمير قال للرسول عليه الصلاة والسلام . لا خلاف بذالك لكن الرسول تكلم عن الله عز وجل بأنه قال لهذا المتكلم في الأصل الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم عن الله عز وجل بانه قال ربي يعلم القول كدلالة على الله عز وجل الذي قال )).
1 ) يا سبحان الله ، من اتكل على فهمه المجرد ضل عن سواء السبيل ، أتحسب أن جماهير المفسرين لم يفهموا الآية القرآنية ، وأنك فهمتها على وجهها ؟، أتحسب أنه غاب عن العلماء تفسيرك الذي ينبغي أن يوصف بالشذوذ ، وينكر أشد النكران ، ولو كنت تعي وتفقه ما تقول ، لكان في ذلك زاجرا لك عن هذا القول الشنيع ، ويكفي لتصور شناعة قولك ، أن معنى الآية القرآنية على تفسيرك المبتدع هو :(( ( قال ) أي الله ، (( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، ولو تدبرت معنى الآية - على قولك - لعلمت فساده وبطلانه .
2 ) القرآن كلام الله تعالى ، وهذا لا ينفي أن يتضمن كلامه سبحانه إخبارا عما وقع للأمم السالفة ، أو إخبارا عن قصص الرسل والأنبياء ، والله تعالى يحكي في القرآن الكريم محاورات جرت بين الرسل وأقوامهم ، وبين الله تعالى ومخلوقاته كإبليس والسماء والأرض ، كل ذلك جريا على أساليب العرب ، مع مجيئه على أعلا مراتب الإعجاز والبلاغة التي أعجزت الخلق عن الإتيان بمثله .
3 ) نقلت لك أقوال المفسرين فيما مضى من مشاركات ، وفي هذه المشاركة نقلت أقوال ثلة من المفسرين ، أوكلهم أخطأ – وقد أرجعوا الضمير في (( قال )) إلى الرسول عليه الصلاة والسلام - وأصبت إيها الكريم ؟، ثم ماذا نفعل في التفاسير التي أطبقت على هذا التفسير طيلة هذه القرون ، والمسلمون يقرأونها ، ويستندون إليها في نهل العلم ؟، أكلها احتوت على خطأ وجئت إيها الكريم لتكتشف الخطأ بأسلوب لغوي لا يستقيم معناه ؟، تدبر ما نقلته لك سابقا عن الشيخ ابن عثيمين ، فهو نافع لك .
2 ) تقول:(( أنت تقوم على فهم القرآن الكريم في زمننا هذا عما حصل في ذالك الزمن بينما انا أقوم بفهم القرآن الكريم في زمننا هذا كأني موجود في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ))، أهـ.، وتقول :(( فإني كما ذكرت لك بأني أقوم بفهم القرآن الكريم في زمنناهذا كأني موجود في ذالك الزمن ))،أهـ،.
- التعليق :
- ومن أين لك بهذا المنهج ؟، اذكر لنا عالما من علماء المسلمين قال بقولك ، إلا أن يكون مبتدعة الصوفية والطرقية ، ممن يستحضرون – بزعمهم – شخص الرسول عليه الصلاة والسلام ، أو يكون من ملاحدة وحدة الوجود كابن عربي وأضرابه ممن يدعون أنهم تلقوا الوحي من الله تعالى ، أو تلقوا العلم اللدني من الرسول عليه الصلاة والسلام .
- إن حسن ظن المرء بنفسه - وبالأخص حين يبتدع رأيا أو منهجا شاذا - لهو مدعاة إلى السقوط في مهواة البدع والابتداع ، ألا تسأل نفسك : هل كان هذا من منهج من سلف من علماء الأمة ؟، هل غاب هذا المنهج عن أهل التفسير حين تعرضهم لتفسير كلام الله تعالى ؟، أتحسب أنك سبقت إلى فضيلة لم يسبقوك إليها ؟، أم تحسب أنك على شيء ؟،.
- إن تفسير القرآن الكريم له منهج معروف عند العلماء ، وقد سُطر في إبراز معالمه عدة مصنفات ، وهو ليس بآلة تخترع ، بل له ضوابط ومعالم تجعل من التفسير مقبولا عند العلماء ، ولذلك تجد العلماء رفضوا تفاسير المبتدعة لآيات القرآن ، فليس كل تفسير مقبول ، وليس كل منهج – يُدعى أنه منهج لتفسير القرآن – يقبله أهل الشأن ، بل هناك مناهج مبتدعة ، كل هذا حفظا لكلام الله تعالى من التحريف أو التعطيل ، وصيانة لكتاب المسلمين الأول - وهو القرآن - من عبث العابثين ، وفعلك أنت ومنهجك الذي تدعيه إنما هو عبث لا أقل ولا أكثر ، وصرف للمعنى إلى ما لا يحتمله اللفظ القرآني ، فلفظة (( قال )) ضميرها يعود إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فالله تعالى يخبر عن رسوله أنه (( قال )) للمشركين ، ورد عليهم بقوله (( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، فتأتي أنت وتخترع من عندياتك منهجا – لا يعرفه عالم من علماء الأمة - في حين أن هذا ليس من شأنك ، وأنت لا تملك أدوات الاجتهاد ، بل لا تملك اللغة العربية ، فماذا يكون هذا ؟، إنه عين البدعة والابتداع .
3 ) تقول:(( لكن عندما يتكلم الله عز وجل عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: قال ربي يعلم القول ، هنا لا تكون حكاية في النسبة لي بل واقع كانه حصل الأن كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم موجود ))،أهـ .
- تعليق :
- يبدو أن دينك رقيق عندك ، ألا تسأل نفسك : من قدوتك في هذا المنهج ؟، وما هو الدليل على صحة هذا المنهج الذي ارتضيته لنفسك ؟، أم أن الأمر لا يعدو الابتداع لمنهج ما أنزل الله به من سلطان ؟،.
- وقولك (( كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم موجود ))، فيه رائحة التصوف ، وهو كلام يمس العقيدة ، فهل تعتقد أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام موجود الآن ؟، لن أخوض في تفاصيل ، ولكني أقول قولا مجملا :
- لا يبدو من كلامك أنك متمكن في اللغة ، وأن تعابيرك تخونك – نُحسن الظن – فالأولى بك أن تكف عن القول في القرآن بمحض الرأي الذي ليس عليه دليل ولا برهان ، وأن تزجر نفسك عن الخوض في مسائل التوحيد ، فهو خير لك ، وننصحك أن تهتم بشأنك بحيث تبدأ باللغة ثم التوحيد الخالص ثم الفقه ، أو توزع أوقاتك على مدارسة هذه العلوم يوميا ، بحيث تنهض على قدميك ، وتستطيع التعبير عما يختلج في فكرك بلغة مستقيمة الشأن ، لا ركة فيها ولا اعوجاج ولا غموض ولا طلاسم .
4 ) تقول: (( مثال على ذالك صديق لي في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يأتي إلي ويقول لي يقولالنبي محمد صلى الله عليه وسلمقال ربي يعلم القول . كوني أنافي ذالك الزمن فيكون النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقصد الله عز وجل بانه قال ربييعلم القول . فتكون كلمة قال في مقام هذه الآية الكريمة ليست من الماضي بل تبيلغبانه الله عز وجل الذي قال ))،أهـ.
- التعليق:
1 ) - يا سبحان الله على هذا الفهم ، لماذا تترك فهوم العلماء الراسخين في العلم ، والذين بينوا أن ضمير (( قال )) يرجع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، تتركه إلى فهم ترتكن فيه إلى عقلك المجرد ، وليس عليه دليل ، ولم يقل به عالم ، وقد قلنا لك سابقا : اذكر لنا عالما يقول بقولك ، ولكن لم تجب على السؤال .
- ثم من أين لك أن الرسول يقصد بقول (( قال )) أي الله عز وجل ؟، اذكر لنا أثرا مسندا صحيحا إلى الرسول أنه فسر الآية على ما تقول ، ولن تجد إلى ذلك سبيلا ، بل هو من عندياتك التي تتقيأها علينا .
- وقولك : (( فتكون كلمة قال .. ليست من الماضي ))، هو إيضا من إفرازات عقلك المجرد عن الدليل والحجة النيرة ، وأنت لا تكتفي بذكر القول دون دليل ، بل تضيف إليه تلاعب في اللغة على ما تهوى ، ثم تُنزل هذا التلاعب على تفسير الآية ، فتفسرها بعقلك المجرد ، الذي تعتمد فيه على ما تميل إليه نفسك وتهواه .
2 ) إن من شأن المسلم أن يكون وقافا عند حدود الله تعالى ، لا يتجاوزها ، ولا يتخطاها ، والمسلم الحريص على دينه يحذر من الابتداع في دين الله تعالى ، فضلا عن القول في كلام الله تعالى برأي محض ، لم يأت عليه ببرهان ، وقد قال الله تعالى : (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )) 36 / الإسراء ، قال القرطبي : (( أي لا تتبع ما لا تعلم ولا يعنيك ))،أهـ، وأنت في قولك هذا جاهل ، تتبع الجهل المركب ، تحسب أنك على شيء وأنت لست على شيء ، وتجادل في كتاب الله تعالى بلا بينة أو أثارة من علم ، وكل هذا حرام ، تأثم عليه ، فاطلب لنفسك السلامة .
5 ) تقول:(( نحن لله الحمد نقدر الله عز وجلحسن قدره . من ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم ))، أهـ، وتعليقا أقول : إن الأصح أن تقول (( نقدر الله حق قدره )) لا أن تقول (( نقدر الله حسن قدره ))، ولو كنت تقدر الله تعالى حق قدره لوقفت حيث وقف العلماء في تفسير هذه الآية ، ولو كنت تقدر الله حق قدره لما اخترعت من عند نفسك منهجا يقرب من مناهج التصوف والبدعيين .
- إنها كلمة أخيرة في هذه المشاركة – وأنت وشأنك – اتبع ولا تبتدع ، فقد كفيت ، والعصمة إنما تكون في كتاب الله تعالى وسنة رسوله بفهم السلف الصالح ، ومن السلف الصالح علماء الأمة ممن لهم قدم صدق فيها ، وقد أوردت لك تفاسير العلماء في الآية ، وبينت لك ما هو الحق في تفسيرها ، فقف عنده ، وطالع الكتب المصنفة في مناهج التفسير ، ومنها رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير ، بعنوان (( مقدمة في التفسير )) ، هذا ما يحضرني الآن ، واسأل إخوانك في المنتدى ستجد عندهم الفائدة ، بدلا من أن تخترع من عند نفسك فهما ستسأل عنه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، جعلنا الله وإياكم منهم ، والله ولي التوفيق .
مكارم
2011-06-07, 02:34 AM
- لي تعليق أخير على المشاركة ، وهو من نقاط :
- أولا : أقوال جملة من المفسرين في الآية الكريمة:
- لي تعليق هو الأخير في هذه المشاركة ، وسأبذل لك النصح بحسب علمي ، والأمر لله من قبل ومن بعد ، فأقول:
أولا : أقوال جملة من المفسرين في الآية الكريمة :
1 ) قال الشوكاني – في فتح القدير 3 / 545 - : (( فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ما تناجوا به، وأمره الله سبحانه أن يجيب عليهم فقال : (( قل ربي يعلم القول في السماء والأرض )) أي لا يخفى عليه شيء مما يقال فيهما ، وفي مصاحف أهل الكوفة : (( قال ربي )) أي قال محمد: ربي يعلم القول ، فهو عالم بما تناجيتم به ))أهـ .
2 ) قال البيضاوي – في تفسيره / 437 - : (( ( قل ربي يعلم القول في السماء والأرض ) جهرا كان أو سرا ، فضلا عما أسروا به ، فهو آكد من قوله (( قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض )) ولذلك اختير هاهنا وليطابق قوله (( وأسروا النجوى )) في المبالغة ، وقرأ حمزة والكسائي وحفص (( قال )) بالإخبار عن الرسول صلى الله عليه وسلم ))،أهـ .
3 ) قال البغوي – في المعالم / 596 - : (( ( قال ) لهم محمد (( ربي يعلم القول في السماء والأرض )) قرأ حمزة والكسائي وحفص : (( قال ربي )) على الخبر عن محمد صلى الله عليه وسلم (( يعلم القول في السماء والأرض )) أي لا يخفى عليه شيء ))،أهـ .
ثانيا : الرد على جملة من أقوالك :
1 ) تقول:(( قولك بأنه أرجع المفسرين ضمير قال للرسول عليه الصلاة والسلام . لا خلاف بذالك لكن الرسول تكلم عن الله عز وجل بأنه قال لهذا المتكلم في الأصل الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم عن الله عز وجل بانه قال ربي يعلم القول كدلالة على الله عز وجل الذي قال )).
1 ) يا سبحان الله ، من اتكل على فهمه المجرد ضل عن سواء السبيل ، أتحسب أن جماهير المفسرين لم يفهموا الآية القرآنية ، وأنك فهمتها على وجهها ؟، أتحسب أنه غاب عن العلماء تفسيرك الذي ينبغي أن يوصف بالشذوذ ، وينكر أشد النكران ، ولو كنت تعي وتفقه ما تقول ، لكان في ذلك زاجرا لك عن هذا القول الشنيع ، ويكفي لتصور شناعة قولك ، أن معنى الآية القرآنية على تفسيرك المبتدع هو :(( ( قال ) أي الله ، (( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، ولو تدبرت معنى الآية - على قولك - لعلمت فساده وبطلانه .
2 ) القرآن كلام الله تعالى ، وهذا لا ينفي أن يتضمن كلامه سبحانه إخبارا عما وقع للأمم السالفة ، أو إخبارا عن قصص الرسل والأنبياء ، والله تعالى يحكي في القرآن الكريم محاورات جرت بين الرسل وأقوامهم ، وبين الله تعالى ومخلوقاته كإبليس والسماء والأرض ، كل ذلك جريا على أساليب العرب ، مع مجيئه على أعلا مراتب الإعجاز والبلاغة التي أعجزت الخلق عن الإتيان بمثله .
3 ) نقلت لك أقوال المفسرين فيما مضى من مشاركات ، وفي هذه المشاركة نقلت أقوال ثلة من المفسرين ، أوكلهم أخطأ – وقد أرجعوا الضمير في (( قال )) إلى الرسول عليه الصلاة والسلام - وأصبت إيها الكريم ؟، ثم ماذا نفعل في التفاسير التي أطبقت على هذا التفسير طيلة هذه القرون ، والمسلمون يقرأونها ، ويستندون إليها في نهل العلم ؟، أكلها احتوت على خطأ وجئت إيها الكريم لتكتشف الخطأ بأسلوب لغوي لا يستقيم معناه ؟، تدبر ما نقلته لك سابقا عن الشيخ ابن عثيمين ، فهو نافع لك .
2 ) تقول:(( أنت تقوم على فهم القرآن الكريم في زمننا هذا عما حصل في ذالك الزمن بينما انا أقوم بفهم القرآن الكريم في زمننا هذا كأني موجود في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ))، أهـ.، وتقول :(( فإني كما ذكرت لك بأني أقوم بفهم القرآن الكريم في زمنناهذا كأني موجود في ذالك الزمن ))،أهـ،.
- التعليق :
- ومن أين لك بهذا المنهج ؟، اذكر لنا عالما من علماء المسلمين قال بقولك ، إلا أن يكون مبتدعة الصوفية والطرقية ، ممن يستحضرون – بزعمهم – شخص الرسول عليه الصلاة والسلام ، أو يكون من ملاحدة وحدة الوجود كابن عربي وأضرابه ممن يدعون أنهم تلقوا الوحي من الله تعالى ، أو تلقوا العلم اللدني من الرسول عليه الصلاة والسلام .
- إن حسن ظن المرء بنفسه - وبالأخص حين يبتدع رأيا أو منهجا شاذا - لهو مدعاة إلى السقوط في مهواة البدع والابتداع ، ألا تسأل نفسك : هل كان هذا من منهج من سلف من علماء الأمة ؟، هل غاب هذا المنهج عن أهل التفسير حين تعرضهم لتفسير كلام الله تعالى ؟، أتحسب أنك سبقت إلى فضيلة لم يسبقوك إليها ؟، أم تحسب أنك على شيء ؟،.
- إن تفسير القرآن الكريم له منهج معروف عند العلماء ، وقد سُطر في إبراز معالمه عدة مصنفات ، وهو ليس بآلة تخترع ، بل له ضوابط ومعالم تجعل من التفسير مقبولا عند العلماء ، ولذلك تجد العلماء رفضوا تفاسير المبتدعة لآيات القرآن ، فليس كل تفسير مقبول ، وليس كل منهج – يُدعى أنه منهج لتفسير القرآن – يقبله أهل الشأن ، بل هناك مناهج مبتدعة ، كل هذا حفظا لكلام الله تعالى من التحريف أو التعطيل ، وصيانة لكتاب المسلمين الأول - وهو القرآن - من عبث العابثين ، وفعلك أنت ومنهجك الذي تدعيه إنما هو عبث لا أقل ولا أكثر ، وصرف للمعنى إلى ما لا يحتمله اللفظ القرآني ، فلفظة (( قال )) ضميرها يعود إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فالله تعالى يخبر عن رسوله أنه (( قال )) للمشركين ، ورد عليهم بقوله (( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، فتأتي أنت وتخترع من عندياتك منهجا – لا يعرفه عالم من علماء الأمة - في حين أن هذا ليس من شأنك ، وأنت لا تملك أدوات الاجتهاد ، بل لا تملك اللغة العربية ، فماذا يكون هذا ؟، إنه عين البدعة والابتداع .
3 ) تقول:(( لكن عندما يتكلم الله عز وجل عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: قال ربي يعلم القول ، هنا لا تكون حكاية في النسبة لي بل واقع كانه حصل الأن كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم موجود ))،أهـ .
- تعليق :
- يبدو أن دينك رقيق عندك ، ألا تسأل نفسك : من قدوتك في هذا المنهج ؟، وما هو الدليل على صحة هذا المنهج الذي ارتضيته لنفسك ؟، أم أن الأمر لا يعدو الابتداع لمنهج ما أنزل الله به من سلطان ؟،.
- وقولك (( كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم موجود ))، فيه رائحة التصوف ، وهو كلام يمس العقيدة ، فهل تعتقد أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام موجود الآن ؟، لن أخوض في تفاصيل ، ولكني أقول قولا مجملا :
- لا يبدو من كلامك أنك متمكن في اللغة ، وأن تعابيرك تخونك – نُحسن الظن – فالأولى بك أن تكف عن القول في القرآن بمحض الرأي الذي ليس عليه دليل ولا برهان ، وأن تزجر نفسك عن الخوض في مسائل التوحيد ، فهو خير لك ، وننصحك أن تهتم بشأنك بحيث تبدأ باللغة ثم التوحيد الخالص ثم الفقه ، أو توزع أوقاتك على مدارسة هذه العلوم يوميا ، بحيث تنهض على قدميك ، وتستطيع التعبير عما يختلج في فكرك بلغة مستقيمة الشأن ، لا ركة فيها ولا اعوجاج ولا غموض ولا طلاسم .
4 ) تقول: (( مثال على ذالك صديق لي في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يأتي إلي ويقول لي يقولالنبي محمد صلى الله عليه وسلمقال ربي يعلم القول . كوني أنافي ذالك الزمن فيكون النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقصد الله عز وجل بانه قال ربييعلم القول . فتكون كلمة قال في مقام هذه الآية الكريمة ليست من الماضي بل تبيلغبانه الله عز وجل الذي قال ))،أهـ.
- التعليق:
1 ) - يا سبحان الله على هذا الفهم ، لماذا تترك فهوم العلماء الراسخين في العلم ، والذين بينوا أن ضمير (( قال )) يرجع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، تتركه إلى فهم ترتكن فيه إلى عقلك المجرد ، وليس عليه دليل ، ولم يقل به عالم ، وقد قلنا لك سابقا : اذكر لنا عالما يقول بقولك ، ولكن لم تجب على السؤال .
- ثم من أين لك أن الرسول يقصد بقول (( قال )) أي الله عز وجل ؟، اذكر لنا أثرا مسندا صحيحا إلى الرسول أنه فسر الآية على ما تقول ، ولن تجد إلى ذلك سبيلا ، بل هو من عندياتك التي تتقيأها علينا .
- وقولك : (( فتكون كلمة قال .. ليست من الماضي ))، هو إيضا من إفرازات عقلك المجرد عن الدليل والحجة النيرة ، وأنت لا تكتفي بذكر القول دون دليل ، بل تضيف إليه تلاعب في اللغة على ما تهوى ، ثم تُنزل هذا التلاعب على تفسير الآية ، فتفسرها بعقلك المجرد ، الذي تعتمد فيه على ما تميل إليه نفسك وتهواه .
2 ) إن من شأن المسلم أن يكون وقافا عند حدود الله تعالى ، لا يتجاوزها ، ولا يتخطاها ، والمسلم الحريص على دينه يحذر من الابتداع في دين الله تعالى ، فضلا عن القول في كلام الله تعالى برأي محض ، لم يأت عليه ببرهان ، وقد قال الله تعالى : (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )) 36 / الإسراء ، قال القرطبي : (( أي لا تتبع ما لا تعلم ولا يعنيك ))،أهـ، وأنت في قولك هذا جاهل ، تتبع الجهل المركب ، تحسب أنك على شيء وأنت لست على شيء ، وتجادل في كتاب الله تعالى بلا بينة أو أثارة من علم ، وكل هذا حرام ، تأثم عليه ، فاطلب لنفسك السلامة .
5 ) تقول:(( نحن لله الحمد نقدر الله عز وجلحسن قدره . من ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم ))، أهـ، وتعليقا أقول : إن الأصح أن تقول (( نقدر الله حق قدره )) لا أن تقول (( نقدر الله حسن قدره ))، ولو كنت تقدر الله تعالى حق قدره لوقفت حيث وقف العلماء في تفسير هذه الآية ، ولو كنت تقدر الله حق قدره لما اخترعت من عند نفسك منهجا يقرب من مناهج التصوف والبدعيين .
- إنها كلمة أخيرة في هذه المشاركة – وأنت وشأنك – اتبع ولا تبتدع ، فقد كفيت ، والعصمة إنما تكون في كتاب الله تعالى وسنة رسوله بفهم السلف الصالح ، ومن السلف الصالح علماء الأمة ممن لهم قدم صدق فيها ، وقد أوردت لك تفاسير العلماء في الآية ، وبينت لك ما هو الحق في تفسيرها ، فقف عنده ، وطالع الكتب المصنفة في مناهج التفسير ، ومنها رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير ، بعنوان (( مقدمة في التفسير )) ، هذا ما يحضرني الآن ، واسأل إخوانك في المنتدى ستجد عندهم الفائدة ، بدلا من أن تخترع من عند نفسك فهما ستسأل عنه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، جعلنا الله وإياكم منهم ، والله ولي التوفيق .
بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم . أما بعد .
أخي الكريم ما يعجبني فيك حكمك على الموقف . عجيب من عدة نواحي سامحك الله عز وجل
2. لماذا أنت متناقض في كلامك . ألم تقل أنت سابقاً بأن قال من كلام الله عز وجل لماذا أذن الأن تقول عكس ما قلته سابقاً بأنها قالها النبي محمد صلى الله عليه وسلم . لقولك التالي : ثم من أين لك أن الرسول يقصد بقول (( قال )) أي الله عز وجل ؟، اذكر لنا أثرا مسندا صحيحا إلى الرسول أنه فسر الآية على ما تقول ، ولن تجد إلى ذلك سبيلا ، بل هو من عندياتك التي تتقيأها علينا
السؤال إذا كانت قال ليست من كلام الله عز وجل كما تقول انت وأن قال تعني بأنه الله عز وجل الذي قال أذاً من الذي تكلم في بادء الأمر بكلمة ( قال ) اليس الله عز وجل .
كما تكلم الله عز وجل بكلمة ( قل ) أذاً كلمة ( قال ) وكلمة ( قل ) من كلام الله عز وجل أوحى بهم إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليتكلم بهم . هذا ما قصدته أنا ياأخي الكريم لكن أنت . أتهمتني في التبدع والشذوذ وأمور كثيرة . سامحك الله عز وجل على ما ذكرته
وكل كلامي السابق كان فقط من أجل توضيح لك وجهة نظري لا أكثر ولا أقل . واعوذ بالله سبحانه وتعالى من التبدع والقول دون علم . فإني أفضل ان اموت ولا اتكلم بكلمة او حرف فيه بدعة او لم يقله الله عز وجل .
لكن أنت شبكت الأمور ببعضا البعض . كثيراً والأمر بسيط لا يحتاج كل هذا .
بينما ما قصدته أنا بسيط جداً كل ما أقصده .
التالي
قال ربي يعلم القول في السماء والأرض . هذا كلام الله عز وجل أليس كذالك .
الجواب نعم .
أذاً . قال .من كلام الله عز وجل
لكن ما تعتقده انت بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تكلم بها من ثم تكلم بها الله عز وجل عكس ما اعتقده انا بأنه الله عز وجل تكلم بها من ثم النبي محمد صلى الله عليه وسلم تكلم بها
هذه على ما يبدو نقطة سوء الفهم بيننا
لهذا وضح أنت ما تعتقده . هل ما تعتقد بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تكلم بها من ثم الله عز وجل . أو ماذا . هذا ما أريد ان افهمه منك .
3. أخي الكريم . هل ممكن ان تجيبني على هذا السؤال حسب ما ذكرت أنت .
فالله تعالى يخبر عن رسوله أنه (( قال )) للمشركين ، ورد عليهم بقوله (( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))
فالله تعالى يخبر عن رسوله أنه ( قال ) لمن يخبر الله عز وجل . كيف يخبر الله عز وجل عن الرسول صلى الله عليه وسلم وما زال الرسول صلى الله عليه وسلم موجود .
لهذا بعدما تجيب انشاء الله عز وجل . أوضح لك الصورة بشكل أوضح
4. أخي الكريم اتمنى ان لا تقول شيئ لم اقوله أنا لم أقل لك كما ذكرن انت . وقولك (( كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم موجود ))، فيه رائحة التصوف ، وهو كلام يمس العقيدة ، فهل تعتقد أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام موجود الآن ؟ طبعاً لا اعتقد هذا من يعتقد هذا يكون مجون أو من السفه في عقله . لكن ما قصدته باني أتخيل نفسي في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم اتخيل اخي الكريم أتخيل . خيال يعني وليس كما ذكرت انت سامحك الله عز وجل .
5. هل وضحت لي ما تقصده أكثر . بقولك أن معنى الآية القرآنية على تفسيرك المبتدع هو :(( ( قال ) أي الله ، (( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، ولو تدبرت معنى الآية - على قولك - لعلمت فساده وبطلانه
سامحك الله اخي الكريم . أنا لم اقل هذا . بل ما قصدت بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتكلم عن الله عز وجل بانه قال ربي بمعنى ثاني النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتكلم مع المشركين بقوله قال ربي ولكن قال ربي ليست من كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بل من كلام الله عز وجل لكن اوحى بها ألى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليتكلم بها فهمت قصدي .
.............................. .............................. .............................. ............
صلى الله على محمد وآله وصحبه ومن اتبعهم وسلم .
أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي القدير لي ولكم والسلام عليكم
مكارم
2011-06-07, 03:01 PM
1. أخي الكريم : فكر بعقلك في قوله تعالى : قال ربي يعلم القول .
التفسير :
قال . كلمة الله عز وجل أوحى بها ألى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليتكلم بها بعدما أطلعه الله عز وجل بما حصل مع المشركين عندما اسروى النجوى . فرد عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله . قال ربي .
كأنك تقول قال الله لا تقربوا الزنى تعظ الناس بكلام الله عز وجل . أو كأنك تقول أنت قال ربي لا تقربوا الربا
لهذا السبب عندما يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم . قال ربي يعلم القول . ماذا كانت أجابت المشركين
بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ . لهذا السبب هم كذبوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال لهم . قال ربي يعلم القول . لهذا عندما دل النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الله عز وجل بقوله . قال ربي يعلم القول . المشركين لم يصدقوا هذا بعتقدهم بأن الله عز وجل لم يقول هذا . لبشر مثلهم . وكذبوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقولهم اضغاث احلام بل افتراه بل هو شاعر . لماذا قالوا هذا المشكرين . قالوا هذا المشركين لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتكلم عن الله عز وجل بأنه . قال ربي يعلم القول . فهم المشركين مؤمنين بربوبية الله عز وجل بأنه خالق السموات والأرض وكل شيئ . لهذا السبب لم يصدقوا بأن الله عز وجل أوحى إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقال له بأن يقول : قال ربي يعلم القول .
نستنتج : بإنه عندما يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم . قل . تكون أمر تبيلغ وأرشاد عن طريق الوحي .
وعندما يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم . قال . فعن الله عز وجل قال . عن طريق الوحي .
2. لا يمكن أن تكون الآية الكريمة كما قلت أنت . فالله تعالى يخبر عن رسوله أنه (( قال )) للمشركين ، ورد عليهم بقوله (( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))
للأسباب التالية :
1. السورة مكية . بمعنى بدء رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم . لهذا كيف يخبر الله عز وجل عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم . وليس هناك رسول سوى النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. وعلى سبيل المثال الله عز وجل يخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم
السؤال : لمن يخبر الله عز وجل بأن الرسول صلى الله عليه وسلم . قال للمشركين . كما تدعي أنت . والرسول صلى الله عليه وسلم موجود .
2. على سبيل المثال أذا قدرنا كانت السورة مدنية . ربما كان كما تعتقد انت يخبر الله عز وجل قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بدء رسالته .
سالم الطائي
2011-06-07, 08:49 PM
- بدلا من الرد على مجمل أسألتك ، أقول : إن مما يعين على حسم الموضوع ، ورفع الكلام بيننا ، أن نذكر بعض القواعد التي لا يرفضها إلا المبتدعة ، من أهل الأهواء ممن يتبعون المتشابه من القول ، فمن القواعد المهمة في ذلك ما يلي :
أولا : قاعدة :(( تحمل نصوص الكتاب على معهود الأميين في الخطاب ))، أي لا بد في فهم الشريعة من اتباع ما عهده العرب في خطاباتهم ، ومن معهود خطابات العرب ، أنهم أحيانا يسندون القول إلى قائله ، كما تقول: قال أحمد سأذهب للمسجد ، وأحيانا يذكرون القول دون نسبته لقائله ، اكتفاءً منهم بدلالة السياق ، فيكون القائل ضميرا مستترا ، كما تقول : ذهب أحمد إلى المسجد ، وقبل أن يذهب حصد زرعه ، وأكل طعامه ، وأوصى بناته بالصلاة ، وقال لزوجته: اطحني القمح ، فسياق الكلام يدل على أن القائل لزوجته هو أحمد ، ولم يذكر لدلالة السياق عليه .
وخذ مثالا من القرآن ، قال الله تعالى:(( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا )) 8 / الفرقان ، وقال تعالى :(( وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ))، 4 / ص ، وهذا في اللغة يُعرف بباب الفاعل ، وهو – كما جاء في تلقين المتعلم من النحو - لابن قتيبة ، صـ 77 -:(( كل من حدثت عنه أنه فعل ، أو لم يفعل ، أو لا يفعل ، أو هل فعل ))، ففي هذه الآيات نسبت الأقوال إلى قائليها ، وفي قوله تعالى:(( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض )) نسب القول إلى قائله بدلالة السياق ، فــ (( قال )) فعل ماضي ، الفاعل : ضمير مستتر تقديره هو – أي الرسول عليه الصلاة والسلام – ودلالة السياق تدل على أنه المراد ، وهذه الدلالة نأخذها من :
1 – قوله في الآية الثالثة :(( وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ))، فالمعني هنا بلفظة (( بشر )) محمد عليه الصلاة والسلام ، فهم قد إنكروا أن يكون محمد رسول من الله ، والآية القرآنية تتحدث عما أسره الكفار من مناجاتهم ، التي دارت حول إنكارهم لرسالة محمد ، وأن ما جاء به – أي القرآن - سحر ، فمن هنا قال لهم الرسول عليه الصلاة والسلام بأن ما تناجيتم به وأسررتموه يعلمه (( ربي )) فلا تخفى عليه خافية في السماء والأرض ، فنزل الوحي الإلهي بكلام الله تعالى عن هذه الواقعة – واقعة إنكار الكفار لرسالة محمد ومناجاتهم فيما بينهم ورد الرسول عليهم - وهذا هو توجيه قراءة (( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض ))،.
– ودلالة ثانية على أن ضمير (( قال )) يرجع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، نأخذها من قول الله تعالى في الآية (( قال ربي )) فالياء هنا ياء النسب ، فالقائل نسب ( الرب ) جل جلاله إلى نفسه ، أي أن الله ربه ، الذي رباه بنعمه ، وخلقه فأحسن إليه ، وهذا شأن المخلوق مع الخالق ، فجائز أن تقول : ربي لا تخفى عليه خافية ، هذا والفاعل على قراءة (( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض )) هو الرسول عليه الصلاة والسلام ، لكنك تريد أن تجعل الفاعل هو الله تعالى ، ولذلك قلت لك :
- على تفسيرك المبتدع يكون معنى الآية (( ( قال ) أي الله ، ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، وهذا كفرُ ممن يلتزم به ، أو يعتقده ، إذ جعل لله تعالى ربا ، ويعلم الله أنني كنتُ قد كتبتُ هذه الجملة ، لكني آثرتُ حذفها ، واقتصرتُ على مجرد تنبيهك إلى شناعة قولك وتفسيرك الذي تذهب إليه ، وهو تفسير لا يدخل في (( بدع التفاسير ))كما يعبر الزمخشري المعتزلي ، بل يدخل في باب الردة عن الدين ، والعياذ بالله تعالى ، ولذا أنبهك إلى شناعة ما يلزم على قولك ، وانصحك بعدم الاسترسال فيما لا تعرفه ، خاصة وأنك ضعيف لغويا ، فقف حيث وقف علماء التفسير ، فلن تأت بشيء جديد لم يأتوا به ، وعقلك وفهمك دون عقولهم وأفهامهم .
- علما أن هذه النسبة جاءت في القرآن الكريم كثيرا على لسان الأنبياء والرسل، والقرآن يفسر بعضه بعضا ، فمن ذلك قول الله تعالى:(( إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت )) وقال تعالى :(( لقد أبلغتكم رسالة ربي ))، وقال تعالى:(( إن ربي لغفور رحيم ))، وانظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ، فستجد الكثير من ذلك .
3 – ودلالة ثالثة على أن ضمير (( قال )) يرجع إلى الرسول ، وهو قوله تعالى في إثر الآية الرابعة ،:(( بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ))، 5 / الأنبياء ، فالسياق يبين أن الكفار يتحدثون عن القرآن وأنه ( أضغاث أحلام ) ، وينكرون رسالة محمد ، وأنه افترى القرآن من عند نفسه ، أو أن محمد شاعر وما جاء به شعر ، ثم يطلبون من الرسول أن يأتي لهم بآية كونية على صدق ما جاء به ، فالسياق كله في القرآن ومحمد عليه الصلاة والسلام ، ثم تأتي أنت إيها الكريم ، وتحرف في معاني كلام الله تعالى ، وتريد أن تصرف (( قال )) إلى الله تعالى ، ولا تتدبر فيما يلزمك على هذا التحريف لا التفسير ، فليس هذا من التفسير في شيء .
ثانيا :قاعدة : القرآن كلام الله تعالى .
- يقول ابن أبي العز الحنفي – في شرح الطحاوية / 89 - :(( فالقرآن إما خبر عن الله واسمائه وصفاته ، وهو التوحيد العلمي الخبري ، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له ، وخلع ما يعبد من دونه ، وهو التوحيد الإرادي الطلبي ، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته ، فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته ، وإما خبر عن إكرامه لأهل توحيده ، وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة ، فهو جزاء توحيده ، وإما خبر عن أهل الشرك ، وما فعل بهم في الدنيا من النكال ، وما يحل بهم في العقبى من العذاب ، فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد ))،أهـ، هذا القول من ابن أبي العز الحنفي ، والذي يدور حول تقسيم آيات القرآن الكريم ، وأن منها ما هو إخبار عن المشركين ، وإخبار عن المؤمنين ، فضلا عن تضمن القرآن لأيات التوحيد وما يتصل به ، وبعض الأحكام الشرعية ، أقول : هذا القول لم يمنعه من أن يقرر عقيدة أهل السنة والجماعة ، والمتمثلة في أن القرآن الكريم – حروفه ومعانيه – من كلام الله تعالى ، وهذا عين ما قلته سالفا ، فلا تعارض في كلامي ، ولم أقرر إلا ما قرره أهل السنة ، فلا تعارض بين أن يكون القرآن كله كلام الله تعالى ، وبين أن يخبر الله تعالى عن محاورات الرسل مع أقوامهم ، فهذا الإخبار عن وقائع وأحداث جرت بين الرسل وأقوامهم ، كإخبار الله عن رسوله نوح أو هود أو صالح أو شعيب أو موسى ، أو يوسف أو غيرهم ، فهي وقائع وقعت ، أخبر الله تعالى بها في كتابه ، وتكلم سبحانه عنها في وحيا أوحاه إلى رسوله عليه الصلاة والسلام ، وهذا الوحي هو القرآن الكريم .
- علما أن مسألتك هذه تذكرني بمسألة (( القول قول الباري ، والصوت صوت القارىء )) ، فأنت تتلوا القرآن الكريم بصوتك ، لكن القرآن يبقى كلاما لله - عز وجل - تكلم به ، يقول الإمام البخاري – في خلق أفعال العباد / 99 - : (( القراءة هي التلاوة ، والتلاوة غير المتلو ))،أهـ ، فصوتك حال قراءتك للقرآن ليس هو المتلو ، أي: القرآن الكريم ، فصوتك مخلوق ، والقرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ، وأقوال أهل السنة في هذا كثيرة ، وكذلك الشأن في إخبار الله تعالى عن وقائع الأمم السالفة – مثلا – فهذا الإخبار المقروء في القرآن الكريم هو كلام الله تعالى – كما هو الشأن في جميع ما نقرأه في القرآن فكله كلام الله تعالى تكلم به - لكن وقائع الرسل مع أقوامهم – مثلا – التي وقعت قبل إخبار الله تعالى لنا بها في كتابه الكريم ، هذه الوقائع تنسب إلى فاعليها أو قائليها ، ومن حين تكلم الله تعالى بها ، وأوحاها إلى رسوله عليه الصلاة والسلام أصبحت كلاما لله تعالى ، غير أنه من الجائز أن تقول : قال الله تعالى مخبرا عن نبيه أنه قال مقول الآية ، وقد نقلتُ لك قول المفسر ابن عطية الأندلسي وقوله (( هذا أسلوب عربي شائع ))، والقرآن نزل بلغة العرب ، وأساليب العرب تحتمل ذلك ، فما هو وجه الإنكار ؟، وقوله (( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض )) كلام الله تعالى ، إخبارا عن قول رسوله محمد عليه الصلاة والسلام للكفار ، ورده عليهم ، وماذا في ذلك ؟،.
ثالثا : قاعدة : ذم التحريف وأنه ليس من التفسير .
- قال الله تعالى: (( يحرفون الكلم عن مواضعه ))، 41 / المائدة ، والمعنى – كما قال ابن كثير في تفسيره - :(( أي فسدت فهومهم ، وساء تصرفهم في آيات الله ، وتأول كتابه على غير ما أنزله ، وحملوه على غير مراده ، وقالوا عليه ما لم يقل ، عياذا بالله من ذلك ))،أهـ، وهذا ما فعلته إيها الكريم ، فقد حرفت في كلام الله تعالى ، وتأولته على غير ما نزل عليه ، وأسأت الفهم ، وقد نقلتُ لك أقوال جمهرة من المفسرين ، أفليس لك بهم أسوة ؟، بينما أنت لم تأت بعالم واحد قال بقولك ، وإنما هو رأي محض قلته من عند نفسك ، وقد أبنا بطلانه وفساده ، والله ولي التوفيق .
رابعا : قاعدة مجملة في منهج التفسير .
- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – في مقدمة التفسير بشرح ابن عثيمين / 127 ، 129 ، 138 - : (( إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن ، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن ..، وإذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة – رضي الله عنهم – وإذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين ))،أهـ، فهذا منهج التفسير ، وأنت إيها الكريم رجعت إلى ماذا في تفسيرك وفي فهمك ؟، فلا تأتي بدليل من قرآن ولا من سنة ولا من قول صحابي ولا من قول تابعي ولا من قول عالم من علماء التفسير ، وإنما تطلق الكلام على عواهنه ، ولذا كان كلامك مجرد رأي محض ، وهو من الآراء المذمومة ، وقد بينت لك سالفا ما يلزم على قولك ، والله المستعان .
خامسا : وهي النقطة الأخيرة ، لم أتعرض لأقوالك لأنني – وبصراحة – تعبت ، ولكني لم أتعب من نصحك ( أخي الكريم – مكارم )، ولذا سطرت هذه القواعد علها تنفعك ، وبما أنك مهتم بتفسير القرآن الكريم فسأشير عليك ببعض المصنفات التي تبين لك منهج أهل السنة والجماعة في التفسير ، طالعها واقرأها فهي مفيدة ، تعينك على فهم كلام الله تعالى ، وترسم لك طريق السنة والجماعة ، وتبين لك طرق الزائغين الهالكين من أهل البدع والأهواء ، فمن ذلك :
1 – أسباب الخطأ في التفسير ، د . طاهر محمود محمد يعقوب ، دار ابن الجوزي .
2 – قواعد الترجيح عند المفسرين ، لحسين بن علي الحربي ، دار القاسم .
3 – قواعد التفسير جمعا ودراسة ، لخالد بن عثمان السبت ، دار ابن عفان .
4 – شرح ابن عثيمين لمقدمة التفسير لابن تيمية ، والأصل موجود في مجموع الفتاوى .
5 – التفسير والمفسرون ، لمحمد حسين الذهبي .
6 – منهج المدرسة العقلية ، لفهد الرومي .
- فهذا ما أشير به عليك ، وقد يكون عند الإخوة ما ليس لدي ، فاسأل إخوانك بما ينفعك في الدنيا والآخرة ، وتجنب الانفراد بما هو شاذ ، ولا تستقل بفهمك ، فأفهامنا غير معصومة ، وإنما استرشد بأقوال العلماء ، سواء كانوا من علماء التفسير أم التوحيد أم الفقه أم الحديث ، وانتفع بكلمة الشيخ ابن عثيمين ، فهي نافعة لنا ولك ، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ، ولا أراك - بإذن الله تعالى - إلا حريصا على اتباع الحق والظفر به ، وقد قدمته لك ، نقلا عن جمهرة من المفسرين ، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .
مكارم
2011-06-07, 09:38 PM
- بدلا من الرد على مجمل أسألتك ، أقول : إن مما يعين على حسم الموضوع ، ورفع الكلام بيننا ، أن نذكر بعض القواعد التي لا يرفضها إلا المبتدعة ، من أهل الأهواء ممن يتبعون المتشابه من القول ، فمن القواعد المهمة في ذلك ما يلي :
أولا : قاعدة :(( تحمل نصوص الكتاب على معهود الأميين في الخطاب ))، أي لا بد في فهم الشريعة من اتباع ما عهده العرب في خطاباتهم ، ومن معهود خطابات العرب ، أنهم أحيانا يسندون القول إلى قائله ، كما تقول: قال أحمد سأذهب للمسجد ، وأحيانا يذكرون القول دون نسبته لقائله ، اكتفاءً منهم بدلالة السياق ، فيكون القائل ضميرا مستترا ، كما تقول : ذهب أحمد إلى المسجد ، وقبل أن يذهب حصد زرعه ، وأكل طعامه ، وأوصى بناته بالصلاة ، وقال لزوجته: اطحني القمح ، فسياق الكلام يدل على أن القائل لزوجته هو أحمد ، ولم يذكر لدلالة السياق عليه .
وخذ مثالا من القرآن ، قال الله تعالى:(( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا )) 8 / الفرقان ، وقال تعالى :(( وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ))، 4 / ص ، وهذا في اللغة يُعرف بباب الفاعل ، وهو – كما جاء في تلقين المتعلم من النحو - لابن قتيبة ، صـ 77 -:(( كل من حدثت عنه أنه فعل ، أو لم يفعل ، أو لا يفعل ، أو هل فعل ))، ففي هذه الآيات نسبت الأقوال إلى قائليها ، وفي قوله تعالى:(( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض )) نسب القول إلى قائله بدلالة السياق ، فــ (( قال )) فعل ماضي ، الفاعل : ضمير مستتر تقديره هو – أي الرسول عليه الصلاة والسلام – ودلالة السياق تدل على أنه المراد ، وهذه الدلالة نأخذها من :
1 – قوله في الآية الثالثة :(( وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ))، فالمعني هنا بلفظة (( بشر )) محمد عليه الصلاة والسلام ، فهم قد إنكروا أن يكون محمد رسول من الله ، والآية القرآنية تتحدث عما أسره الكفار من مناجاتهم ، التي دارت حول إنكارهم لرسالة محمد ، وأن ما جاء به – أي القرآن - سحر ، فمن هنا قال لهم الرسول عليه الصلاة والسلام بأن ما تناجيتم به وأسررتموه يعلمه (( ربي )) فلا تخفى عليه خافية في السماء والأرض ، فنزل الوحي الإلهي بكلام الله تعالى عن هذه الواقعة – واقعة إنكار الكفار لرسالة محمد ومناجاتهم فيما بينهم ورد الرسول عليهم - وهذا هو توجيه قراءة (( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض ))،.
– ودلالة ثانية على أن ضمير (( قال )) يرجع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، نأخذها من قول الله تعالى في الآية (( قال ربي )) فالياء هنا ياء النسب ، فالقائل نسب ( الرب ) جل جلاله إلى نفسه ، أي أن الله ربه ، الذي رباه بنعمه ، وخلقه فأحسن إليه ، وهذا شأن المخلوق مع الخالق ، فجائز أن تقول : ربي لا تخفى عليه خافية ، هذا والفاعل على قراءة (( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض )) هو الرسول عليه الصلاة والسلام ، لكنك تريد أن تجعل الفاعل هو الله تعالى ، ولذلك قلت لك :
- على تفسيرك المبتدع يكون معنى الآية (( ( قال ) أي الله ، ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، وهذا كفرُ ممن يلتزم به ، أو يعتقده ، إذ جعل لله تعالى ربا ، ويعلم الله أنني كنتُ قد كتبتُ هذه الجملة ، لكني آثرتُ حذفها ، واقتصرتُ على مجرد تنبيهك إلى شناعة قولك وتفسيرك الذي تذهب إليه ، وهو تفسير لا يدخل في (( بدع التفاسير ))كما يعبر الزمخشري المعتزلي ، بل يدخل في باب الردة عن الدين ، والعياذ بالله تعالى ، ولذا أنبهك إلى شناعة ما يلزم على قولك ، وانصحك بعدم الاسترسال فيما لا تعرفه ، خاصة وأنك ضعيف لغويا ، فقف حيث وقف علماء التفسير ، فلن تأت بشيء جديد لم يأتوا به ، وعقلك وفهمك دون عقولهم وأفهامهم .
- علما أن هذه النسبة جاءت في القرآن الكريم كثيرا على لسان الأنبياء والرسل، والقرآن يفسر بعضه بعضا ، فمن ذلك قول الله تعالى:(( إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت )) وقال تعالى :(( لقد أبلغتكم رسالة ربي ))، وقال تعالى:(( إن ربي لغفور رحيم ))، وانظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ، فستجد الكثير من ذلك .
3 – ودلالة ثالثة على أن ضمير (( قال )) يرجع إلى الرسول ، وهو قوله تعالى في إثر الآية الرابعة ،:(( بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ))، 5 / الأنبياء ، فالسياق يبين أن الكفار يتحدثون عن القرآن وأنه ( أضغاث أحلام ) ، وينكرون رسالة محمد ، وأنه افترى القرآن من عند نفسه ، أو أن محمد شاعر وما جاء به شعر ، ثم يطلبون من الرسول أن يأتي لهم بآية كونية على صدق ما جاء به ، فالسياق كله في القرآن ومحمد عليه الصلاة والسلام ، ثم تأتي أنت إيها الكريم ، وتحرف في معاني كلام الله تعالى ، وتريد أن تصرف (( قال )) إلى الله تعالى ، ولا تتدبر فيما يلزمك على هذا التحريف لا التفسير ، فليس هذا من التفسير في شيء .
ثانيا :قاعدة : القرآن كلام الله تعالى .
- يقول ابن أبي العز الحنفي – في شرح الطحاوية / 89 - :(( فالقرآن إما خبر عن الله واسمائه وصفاته ، وهو التوحيد العلمي الخبري ، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له ، وخلع ما يعبد من دونه ، وهو التوحيد الإرادي الطلبي ، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته ، فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته ، وإما خبر عن إكرامه لأهل توحيده ، وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة ، فهو جزاء توحيده ، وإما خبر عن أهل الشرك ، وما فعل بهم في الدنيا من النكال ، وما يحل بهم في العقبى من العذاب ، فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد ))،أهـ، هذا القول من ابن أبي العز الحنفي ، والذي يدور حول تقسيم آيات القرآن الكريم ، وأن منها ما هو إخبار عن المشركين ، وإخبار عن المؤمنين ، فضلا عن تضمن القرآن لأيات التوحيد وما يتصل به ، وبعض الأحكام الشرعية ، أقول : هذا القول لم يمنعه من أن يقرر عقيدة أهل السنة والجماعة ، والمتمثلة في أن القرآن الكريم – حروفه ومعانيه – من كلام الله تعالى ، وهذا عين ما قلته سالفا ، فلا تعارض في كلامي ، ولم أقرر إلا ما قرره أهل السنة ، فلا تعارض بين أن يكون القرآن كله كلام الله تعالى ، وبين أن يخبر الله تعالى عن محاورات الرسل مع أقوامهم ، فهذا الإخبار عن وقائع وأحداث جرت بين الرسل وأقوامهم ، كإخبار الله عن رسوله نوح أو هود أو صالح أو شعيب أو موسى ، أو يوسف أو غيرهم ، فهي وقائع وقعت ، أخبر الله تعالى بها في كتابه ، وتكلم سبحانه عنها في وحيا أوحاه إلى رسوله عليه الصلاة والسلام ، وهذا الوحي هو القرآن الكريم .
- علما أن مسألتك هذه تذكرني بمسألة (( القول قول الباري ، والصوت صوت القارىء )) ، فأنت تتلوا القرآن الكريم بصوتك ، لكن القرآن يبقى كلاما لله - عز وجل - تكلم به ، يقول الإمام البخاري – في خلق أفعال العباد / 99 - : (( القراءة هي التلاوة ، والتلاوة غير المتلو ))،أهـ ، فصوتك حال قراءتك للقرآن ليس هو المتلو ، أي: القرآن الكريم ، فصوتك مخلوق ، والقرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ، وأقوال أهل السنة في هذا كثيرة ، وكذلك الشأن في إخبار الله تعالى عن وقائع الأمم السالفة – مثلا – فهذا الإخبار المقروء في القرآن الكريم هو كلام الله تعالى – كما هو الشأن في جميع ما نقرأه في القرآن فكله كلام الله تعالى تكلم به - لكن وقائع الرسل مع أقوامهم – مثلا – التي وقعت قبل إخبار الله تعالى لنا بها في كتابه الكريم ، هذه الوقائع تنسب إلى فاعليها أو قائليها ، ومن حين تكلم الله تعالى بها ، وأوحاها إلى رسوله عليه الصلاة والسلام أصبحت كلاما لله تعالى ، غير أنه من الجائز أن تقول : قال الله تعالى مخبرا عن نبيه أنه قال مقول الآية ، وقد نقلتُ لك قول المفسر ابن عطية الأندلسي وقوله (( هذا أسلوب عربي شائع ))، والقرآن نزل بلغة العرب ، وأساليب العرب تحتمل ذلك ، فما هو وجه الإنكار ؟، وقوله (( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض )) كلام الله تعالى ، إخبارا عن قول رسوله محمد عليه الصلاة والسلام للكفار ، ورده عليهم ، وماذا في ذلك ؟،.
ثالثا : قاعدة : ذم التحريف وأنه ليس من التفسير .
- قال الله تعالى: (( يحرفون الكلم عن مواضعه ))، 41 / المائدة ، والمعنى – كما قال ابن كثير في تفسيره - :(( أي فسدت فهومهم ، وساء تصرفهم في آيات الله ، وتأول كتابه على غير ما أنزله ، وحملوه على غير مراده ، وقالوا عليه ما لم يقل ، عياذا بالله من ذلك ))،أهـ، وهذا ما فعلته إيها الكريم ، فقد حرفت في كلام الله تعالى ، وتأولته على غير ما نزل عليه ، وأسأت الفهم ، وقد نقلتُ لك أقوال جمهرة من المفسرين ، أفليس لك بهم أسوة ؟، بينما أنت لم تأت بعالم واحد قال بقولك ، وإنما هو رأي محض قلته من عند نفسك ، وقد أبنا بطلانه وفساده ، والله ولي التوفيق .
رابعا : قاعدة مجملة في منهج التفسير .
- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – في مقدمة التفسير بشرح ابن عثيمين / 127 ، 129 ، 138 - : (( إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن ، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن ..، وإذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة – رضي الله عنهم – وإذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين ))،أهـ، فهذا منهج التفسير ، وأنت إيها الكريم رجعت إلى ماذا في تفسيرك وفي فهمك ؟، فلا تأتي بدليل من قرآن ولا من سنة ولا من قول صحابي ولا من قول تابعي ولا من قول عالم من علماء التفسير ، وإنما تطلق الكلام على عواهنه ، ولذا كان كلامك مجرد رأي محض ، وهو من الآراء المذمومة ، وقد بينت لك سالفا ما يلزم على قولك ، والله المستعان .
خامسا : وهي النقطة الأخيرة ، لم أتعرض لأقوالك لأنني – وبصراحة – تعبت ، ولكني لم أتعب من نصحك ( أخي الكريم – مكارم )، ولذا سطرت هذه القواعد علها تنفعك ، وبما أنك مهتم بتفسير القرآن الكريم فسأشير عليك ببعض المصنفات التي تبين لك منهج أهل السنة والجماعة في التفسير ، طالعها واقرأها فهي مفيدة ، تعينك على فهم كلام الله تعالى ، وترسم لك طريق السنة والجماعة ، وتبين لك طرق الزائغين الهالكين من أهل البدع والأهواء ، فمن ذلك :
1 – أسباب الخطأ في التفسير ، د . طاهر محمود محمد يعقوب ، دار ابن الجوزي .
2 – قواعد الترجيح عند المفسرين ، لحسين بن علي الحربي ، دار القاسم .
3 – قواعد التفسير جمعا ودراسة ، لخالد بن عثمان السبت ، دار ابن عفان .
4 – شرح ابن عثيمين لمقدمة التفسير لابن تيمية ، والأصل موجود في مجموع الفتاوى .
5 – التفسير والمفسرون ، لمحمد حسين الذهبي .
6 – منهج المدرسة العقلية ، لفهد الرومي .
- فهذا ما أشير به عليك ، وقد يكون عند الإخوة ما ليس لدي ، فاسأل إخوانك بما ينفعك في الدنيا والآخرة ، وتجنب الانفراد بما هو شاذ ، ولا تستقل بفهمك ، فأفهامنا غير معصومة ، وإنما استرشد بأقوال العلماء ، سواء كانوا من علماء التفسير أم التوحيد أم الفقه أم الحديث ، وانتفع بكلمة الشيخ ابن عثيمين ، فهي نافعة لنا ولك ، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ، ولا أراك - بإذن الله تعالى - إلا حريصا على اتباع الحق والظفر به ، وقد قدمته لك ، نقلا عن جمهرة من المفسرين ، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .
بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم . أما بعد .
أخي الكريم أولاً جزاك الله خيراً
2. قولك الكلام التالي : على تفسيرك المبتدع يكون معنى الآية (( ( قال ) أي الله ، ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، وهذا كفرُ ممن يلتزم به ، أو يعتقده ، إذ جعل لله تعالى ربا ، ويعلم الله أنني كنتُ قد كتبتُ هذه الجملة ، لكني آثرتُ حذفها ، واقتصرتُ على مجرد تنبيهك إلى شناعة قولك وتفسيرك الذي تذهب إليه
أعلم جيداً بأني لم أجعل لله عز وجل رباً لعياذ بالله عز وجل من هذا كيف يكون هذا أخي الكريم والانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام جائوا برسالة التوحيد في الربوبية والألوهية . وكانت محاربة النبي محمد صلى الله عليه وسلم المشركين كونهم كانوا يشركون في الألوهية . فكانت رسالتهم الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام . انفراد الله عز وجل في العبادة .
على العموم سامحك الله عز وجل .
لكن ما قصدته في كلامي في المختصر المفيد .
1. الله عز وجل أوحى إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بان يتكلم بصيغة قال . فتكون . قال ربي . يبلغ عن الله عز وجل بأنه قال . كأنك تقول قال ربي حلل الزواج . فيكون عندما يكون النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتكلم بقوله قال . فعن الله عز وجل قال تكلم يعني .
لهذا تعود كلمة قال لنبي محمد صلى الله عليه وسلم من باب التبليغ بما أوحى إليه الله عز وجل . لا من باب القول من نفسه .
فيكون في بادء الامر . قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تكلم الله عز وجل للوحي . قال ربي يعلم القول . يقصد الله عز وجل نفسه الكريمة . من ثم أبلغ الوحي جبريل عليه الصلاة والسلام . لنبي محمد صلى الله عليه وسلم . قال ربي يعلم القول . من ثم أبلغ النبي محمد صلى الله عليه وسلم . الناس . بقوله . قال ربي يعلم القول . كذالك عندما يقول الله عز وجل للوحي جبريل عليه الصلاة والسلام . الحمد لله رب العالمين يقصد نفسه الكريمة . فيبلغ الوحي جبريل عليه الصلاة والسلام . النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
الحمد لله رب العالمين .
لهذا . ربي عز وجل . والله سبحانه وتعالى . واحد لا فرق . كأنك تقول . الرب . الرحمن . الرحيم . السميع . كلهم يعودون لأسم واحد . الله عز وجل .
وبما أن القرآن الكريم . كلام الله عز وجل . يجب ان يكون المتكلم في الأساس الله عز وجل . كون الله عز وجل لا يتكلم عن نبي أو رسول عليهم الصلاة والسلام . بل الله عز وجل يقول لهم ما يتكلمون .
كانك انت تكتب رسالة . لا يجوز انت تكتب ما كتبه زميلك .
فهمت قصدي . هذا ما أعنيه . كل ما أعنيه تنزيه الله عز وجل وتقديره حق قدره . بأسناد كل كلمة وحرف في القرآن الكريم . تكلم بها الله عز وجل من ذات نفسه الكريمة . لم ولن يتكلم بها نبي او رسول عليهم الصلاة والسلام قبله .
صلى الله على محمد وصحبه وآله ومن اتبعهم . وسلم
اقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته باذنه .
سالم الطائي
2011-06-08, 11:19 AM
- هذا تعليق أخير، يقرب لك المسألة، ويعرفك بالحق فيها، وأنه لا منافاة بين أن يكون القرآن الكريم كلام الله تعالى ، وأن يكون إخبارا عن وقائع وقعت، بل قد ينزل القرآن على لسان بعض الصحابة ، وإليك البيان:
أولا: - قال السيوطي – في الإتقان ج 1 ص 99 وبعدها - : (( النوع العاشر : فيما أنزل من القرآن على لسان بعض الصحابة ))، هو في الحقيقة نوع من أسباب النزول والأصل فيه موافقات عمر ، وقد أفردها بالتصنيف جماعة ، وأخرج الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه "، قال ابن عمر: وما نزل بالناس أمر قط فقالوا وقال ، إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر "، وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال :" كان عمر يرى الرأي، فينزل به القرآن "، وأخرج البخاري عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى ؟، فنزلت: (( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ))، وقلت : يا رسول الله ، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن ؟، فنزلت آية الحجاب ، واجتمع على رسول الله صلى الله عليه نساؤه في الغيرة، فقلت لهن:" عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن "، فنزلت كذلك ، وأخرج مسلم عن ابن عمر عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث : في الحجاب، وفي أسارى بدر، وفي مقام إبراهيم "، إلى آخر ما ذكره الإمام السيوطي في الإتقان .
ثانيا:- فهذه الأحاديث تبين أن القرآن الكريم قد ينزل على نحو مما تكلم به الصحابة ، ولذلك بوب السيوطي هذا الفصل بعنوان (( فيما أنزل من القرآن على لسان بعض الصحابة ))، فما وجه الإنكار أن يُخبر الله تعالى عن نبيه عليه الصلاة والسلام أنه (( قال )) للمشركين (( ربي يعلم القول في السماء والأرض ))، وأن تكون الآية نزلت على نحو مما قاله الرسول للمشركين ، كما نزلت آيات على لسان عمر ، ومقوله الذي قاله :
1 - في اتخاذ مقام إبراهيم مصلى .
2 - وفي آية الحجاب .
3 - وفي أسارى بدر .
4 - وفي آية " عسى ربه أن طلقكن "، ولاحظ قول عمر: فنزلت كذلك ، أي أنه قال قولته تلك ، فنزلت الآية القرآنية على نحو مما تكلم به ، وهذا لا ينفي أن تكون الآية من كلام الله تعالى ، تكلم الله تعالى بها ، وأنزلها على نبيه عليه الصلاة والسلام وحياً يتُلى .
ثالثا: - فهذا هو منهج العلماء ، وهذه هي فهومهم للقرآن الكريم ، أوتظن أن في ذلك منقصة للقرآن الكريم ؟، أو أن في ذلك نفياً أن يكون القرآن الكريم كلام الله تعالى ؟، لا شك في بطلان هذا الفهم ، فليس في ذلك منقصة للقرآن الكريم ، بل فيه منقبة له ، وهو أنه نزل بلغة العرب واستعمالاتهم ، ورغمها لم يستطيعوا الإتيان بمثله أو بسورة منه ، دلالة على كونه من عند رب العالمين ، أعجز العرب – فضلا عن العجم – عن أن يجاروه أو يأتوا آية بآية من مثله.
- وأرجو بهذا النقل عن الإمام السيوطي أن تكون شبهتك قد زالت ، علما أنني سأكتفي بهذا التعليق الأخير لي في هذا الموضوع ، وإنما أحببتُ أن أورد كلام السيوطي ، في أن القرآن قد ينزل على لسان الصحابة ، ومع ذلك يبقى قرآنا ، وكلاما لله تعالى ، فما الظن برسول الله عليه الصلاة والسلام ، وهو أفصح الخلق ، وأفصح من عمر ؟، أفنستنكر أن يكون القرآن نزل على لسانه – عليه الصلاة والسلام ؟، وبهذا أرجو أن تكون شبهتك مجرد سرابُ بقيعة يحسبه الظمأن ماء ، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، والله ولي التوفيق .
مكارم
2011-06-08, 05:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم . أما بعد
أخي الكريم وفقك الله عز وجل وفتح عليك من علمه ورزقه الواسع وللجميع أيضاً . آللهم آمين
أما بخصوص ما ذكرته . فأني أوفاقك الرأي . ويزيد الأنسان تعلق في الأيمان في الله عز وجل . من ثم بأنه القرآن الكريم كلام الله عز وجل .
السؤال الثاني أخي الكريم . بما إنه الذي ذكرته . قال . جائت عن لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
إذاً هناك بعض المفسرين لم يصيبوا في تفسيرهم . بقولهم . قال . و . قل . لا فرق بينهم . بل في توضيحك هذا يتبين بأنه هناك فرق كبير بينهم . وهو إنه . قال . تكون نزلت عن لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما ذكرت أنت في توضيحك الأخير . لكن قل . لا تكون نزلت عن لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم . بل تكون مباشرة من الله عز وجل تكلم بها من نفسه الكريمة ويجب انفراد الله عز وجل في هذا .
وهذا بعض ما ذكرته أنت عن العلماء المفسرين .
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر (( قل ربي )) على الأمر لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وهو كذلك في مصاحف البصرة ، والقراءتان عند الطبري متفقتا المعنى ، فبأيهما قرأ القارىء فمصيب ))، أهـ .
2 ) قال الشيخ الهرري - في حدائق الروح 18 / 18 - :(( قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم ، والأعمش وطلحة وابن أبي ليلى وأيوب وخلف وابن سعدان وابن جبير الأنطاكي وابن جرير (( قال ربي )) على معنى الخبر عن نبيه صلى الله عليه وسلم، وكذا في مصاحف الكوفيين ، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم (( قل ربي )) على الأمر لنبيه صلى الله عليه وسلم ))، أهـ .
رابعا : قال ابن عاشور - في التحرير 17 / 12 - :(( أطلع الله رسوله على نجواهم فلم يتم لهم ما أرادوا من الإسرار بها ، فبعد أن حكى ما تناجوا به أمره أن يخبرهم بأن الله الذي علم نجواهم ، يعلم كل قول في السماء والأرض من جهر أو سر ... ، وأعلمهم بأنه المتصف بتمام العلم للمسموعات وغيرها بقوله (( وهو السميع العليم ))، وقرأ الجمهور (( قل )) بصيغة الأمر ، وقرأ حمزة والكساءئي وحفص وخلف (( قال )) بصيغة الماضي ... أي قال الرسول لهم ، حكى الله ما قاله الرسول لهم ، وإنما قاله عن وحي فكان في معنى قراءة الجمهور (( قل ربي يعلم القول )) لأنه إذا أمر بأن يقوله فقد قاله ))، أهـ.
خامسا : يقول صديق بن حسن القنوجي البخاري - في فتح البيان 4 / 335 - :(( " قل ربي يعلم القول في السماء والأرض "، أي لا يخفى عليه شيء مما يقال فيهما ، وفي مصاحف أهل الكوفة (( قال ربي )) أي قال محمد : ربي يعلم ، فهو عالم بما تناجيتم به ، قيل: الأولى أولى ، لأنهم أسروا هذا القول فأطلع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك وأمره أن يقول لهم هذا ، قال النحاس : والقراءتان صحيحتان وهما بمنزلة آيتين ))،أهـ .
- فهذه بعض النقولات عن العلماء ، ودلالة القراءتين متحدٌ ، يدور حول أن علم الله عز وجل يشمل كل شيء ، بحيث لا تخفى عليه خافية في السماء والأرض
لهذا أخي الكريم : ما ردك . هل توافقني الرأي .
صلى الله على محمد وصحبه وآله ومن اتبعهم وسلم
أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي القدير لي ولكم والسلام عليكم
سالم الطائي
2011-06-08, 09:29 PM
- أولا : لا خلاف بين علماء التفسير في تفسيرهم للآية الرابعة من سورة الأنبياء ، وجميعهم أصاب الحق في تفسيره ، يبين ذلك بجلاء تفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري :
أولا : - قال رحمه الله :(( الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى:" قَالَ رَبِّي يَعْلَم الْقَوْل فِي السَّمَاء وَالْأَرْض وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم "، اِخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : " قُلْ رَبِّي " فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء أَهْل الْمَدِينَة وَالْبَصْرَة وَبَعْض الْكُوفِيِّينَ : " قُلْ رَبِّي " عَلَى وَجْه الْأَمْر ، وَقَرَأَهُ بَعْض قُرَّاء مَكَّة وَعَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة : { قَالَ رَبِّي } عَلَى وَجْه الْخَبَر ، وَكَأَنَّ الَّذِينَ قَرَءُوهُ عَلَى وَجْه الْأَمْر أَرَادُوا مِنْ تَأْوِيله : قُلْ يَا مُحَمَّد لِلْقَائِلِينَ { أَفَتَأْتُونَ السِّحْر وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ } رَبِّي يَعْلَم قَوْل كُلّ قَائِل فِي السَّمَاء وَالْأَرْض , لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْء ; وَهُوَ السَّمِيع لِذَلِكَ كُلّه وَلِمَا يَقُولُونَ مِنْ الْكَذِب , الْعَلِيم بِصِدْقِي وَحَقِيقَة مَا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ وَبَاطِل مَا تَقُولُونَ وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْأَشْيَاء كُلّهَا ، وَكَأَنَّ الَّذِينَ قَرَءُوا ذَلِكَ قَالَ عَلَى وَجْه الْخَبَر أَرَادُوا : قَالَ مُحَمَّد : رَبِّي يَعْلَم الْقَوْل ; خَبَرًا مِنْ اللَّه عَنْ جَوَاب نَبِيّه إِيَّاهُمْ ، وَالْقَوْل فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فِي قِرَاءَة الْأَمْصَار , قَدْ قَرَأَ بِكُلِّ وَاحِدَة مِنْهُمَا عُلَمَاء مِنْ الْقُرَّاء , وَجَاءَتْ بِهِمَا مَصَاحِف الْمُسْلِمِينَ مُتَّفِقَتَا الْمَعْنَى ; وَذَلِكَ أَنَّ اللَّه إِذَا أَمَرَ مُحَمَّدًا بِقِيلِ ذَلِكَ قَالَهُ , وَإِذَا قَالَهُ فَعَنْ أَمْر اللَّه قَالَهُ , فَبِأَيَّتِهِمَ ا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب الصَّوَاب فِي قِرَاءَته ))،أهـ.
ثانيا : قولك :(( إذاً هناك بعض المفسرين لم يصيبوا في تفسيرهم، بقولهم: " قال "، وقل "،لا فرق بينهم، بلفي توضيحك هذا يتبين بأنه هناك فرق كبير بينهم ))،أهـ، وتعليقا :
1 – المفسرون متفقون في تفسيرهم للآية الكريمة ، ولا خلاف بينهم في ذلك ، والفرق بين قراءة (( قال )) وقراءة (( قل )) بينه علماء التفسير كما نقلت لك سابقا ، يُوضحه :
2 – الفرق بين قراءة (( قال )) وقراءة (( قل ))، أن قراءة (( قال )) إخبار من الله تعالى عن جواب نبيه عليه الصلاة والسلام للمشركين ، أما على قراءة (( قل )) فتكون أمر من الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام ، فهذا هو الفرق ، ولا خلاف بين العلماء في تقرير ذلك ، فكلهم يقررون هذا التفسير على كلا القراءتين ، ومعنى الآية – على القراءتين – واحدٌ ، وهو أن الله تعالى لا تخفى عليه خافية ، فعلمه أحاط بكل شيء .
3 – خلاف العلماء إنما هو في صياغتهم لتعابيرهم حال تفسيرهم للآية الكريمة، وبيان ذلك:
1 ) قال الشيخ الهرري - في حدائق الروح 18 / 18 - :(( (( قال ربي )) على معنى الخبر عن نبيه صلى الله عليه وسلم،وكذا في مصاحف الكوفيين ،وقرأ ابن كثير وغيره (( قل ربي)) على الأمر لنبيه صلى الله عليه وسلم ))،أهـ.
2 ) قال ابن عاشور - في التحرير 17 / 12 - :(( وقرأ الجمهور( قل) صيغة الأمر،وقرأ حمزة والكسائي وحفص وخلف( قال) بصيغة الماضي ... أي قال الرسول لهم ، حكى الله ما قاله الرسول لهم ))،أهـ.
3 ) يقول صديق بن حسن القنوجي البخاري - فيفتح البيان 4 / 335 - :(( " قل ربي يعلم القول في السماء والأرض "،أي لا يخفىعليه شيء مما يقال فيهما ، وفي مصاحف أهل الكوفة( قال ربي ) أي قال محمد : ربي يعلم ، فهو عالم بما تناجيتمبه ))،أهـ.
ثالثا : - فهذه الأقوال جميعها تتفق مع قول إمام المفسرين ابن جرير الطبري ، وجميع المفسرين أصابوا في تفاسيرهم للآية ، فلا تعارض ولا تناقض بين العلماء ، فقراءة (( قال )) بصيغة الماضي إخبار عن رد الرسول على المشركين ، وقراءة (( قل )) بصيغة الأمر للرسول أن يجيب المشركين ، والمعنى – على القراءتين – لا يختلف ، وهو يدور حول أن الله يعلم الغيب والشهادة ، والقراءتين من كلام الله تعالى ، لثبوتهما عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ولذلك قال ابن جرير الطبري : (( وَجَاءَتْ بِهِمَا مَصَاحِف الْمُسْلِمِينَ مُتَّفِقَتَا الْمَعْنَى ; وَذَلِكَ أَنَّ اللَّه إِذَا أَمَرَ مُحَمَّدًا بِقِيلِ ذَلِكَ قَالَهُ , وَإِذَا قَالَهُ فَعَنْ أَمْر اللَّه قَالَهُ , فَبِأَيَّتِهِمَ ا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب الصَّوَاب فِي قِرَاءَته ))،أهـ.
رابعا : لقد نقلت لك ما فيه كفاية من أقوال المفسرين ، وليس هناك حاجة إلى المزيد منها ، وهذه آخر مشاركة في هذا الموضوع – فيعلم الله أنني أرهقت - وإذا لم تفهم فاتهم فهمك ، ولا تتهم فهوم العلماء ، الذين خدموا كتاب الله تعالى ، تفسيرا ، وإعرابا ، وقراءة ، وتوجيها للقراءات ، وفي غير ذلك من علوم القرآن ، ولو كان هناك تناقض بين أقوال المفسرين ، لوجدت علماء التفسير أنفسهم يتعقبون المخطىء ، ويظهرون خطأه ، ويصوبونه .
- فمن تكون إيها الكريم حتى تظن أن بعض المفسرين لم يُصيبوا في تفسيرهم للآية ؟، ثم جئت في القرن الخامس عشر الهجري لتكتشف الخطأ ، ولو أنك تتمعن – قبل أن تسطر مشاركتك – في تفاسير الآية ، لكان في ذلك خيرا لك ، ولما طرحت أسئلة هي من الوضوح ما لا تحتاج إلى بيان ورد ، والله ولي التوفيق .
مكارم
2011-06-09, 02:23 AM
- أولا : لا خلاف بين علماء التفسير في تفسيرهم للآية الرابعة من سورة الأنبياء ، وجميعهم أصاب الحق في تفسيره ، يبين ذلك بجلاء تفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري :
أولا : - قال رحمه الله :(( الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى:" قَالَ رَبِّي يَعْلَم الْقَوْل فِي السَّمَاء وَالْأَرْض وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم "، اِخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : " قُلْ رَبِّي " فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء أَهْل الْمَدِينَة وَالْبَصْرَة وَبَعْض الْكُوفِيِّينَ : " قُلْ رَبِّي " عَلَى وَجْه الْأَمْر ، وَقَرَأَهُ بَعْض قُرَّاء مَكَّة وَعَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة : { قَالَ رَبِّي } عَلَى وَجْه الْخَبَر ، وَكَأَنَّ الَّذِينَ قَرَءُوهُ عَلَى وَجْه الْأَمْر أَرَادُوا مِنْ تَأْوِيله : قُلْ يَا مُحَمَّد لِلْقَائِلِينَ { أَفَتَأْتُونَ السِّحْر وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ } رَبِّي يَعْلَم قَوْل كُلّ قَائِل فِي السَّمَاء وَالْأَرْض , لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْء ; وَهُوَ السَّمِيع لِذَلِكَ كُلّه وَلِمَا يَقُولُونَ مِنْ الْكَذِب , الْعَلِيم بِصِدْقِي وَحَقِيقَة مَا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ وَبَاطِل مَا تَقُولُونَ وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْأَشْيَاء كُلّهَا ، وَكَأَنَّ الَّذِينَ قَرَءُوا ذَلِكَ قَالَ عَلَى وَجْه الْخَبَر أَرَادُوا : قَالَ مُحَمَّد : رَبِّي يَعْلَم الْقَوْل ; خَبَرًا مِنْ اللَّه عَنْ جَوَاب نَبِيّه إِيَّاهُمْ ، وَالْقَوْل فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فِي قِرَاءَة الْأَمْصَار , قَدْ قَرَأَ بِكُلِّ وَاحِدَة مِنْهُمَا عُلَمَاء مِنْ الْقُرَّاء , وَجَاءَتْ بِهِمَا مَصَاحِف الْمُسْلِمِينَ مُتَّفِقَتَا الْمَعْنَى ; وَذَلِكَ أَنَّ اللَّه إِذَا أَمَرَ مُحَمَّدًا بِقِيلِ ذَلِكَ قَالَهُ , وَإِذَا قَالَهُ فَعَنْ أَمْر اللَّه قَالَهُ , فَبِأَيَّتِهِمَ ا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب الصَّوَاب فِي قِرَاءَته ))،أهـ.
ثانيا : قولك :(( إذاً هناك بعض المفسرين لم يصيبوا في تفسيرهم، بقولهم: " قال "، وقل "،لا فرق بينهم، بلفي توضيحك هذا يتبين بأنه هناك فرق كبير بينهم ))،أهـ، وتعليقا :
1 – المفسرون متفقون في تفسيرهم للآية الكريمة ، ولا خلاف بينهم في ذلك ، والفرق بين قراءة (( قال )) وقراءة (( قل )) بينه علماء التفسير كما نقلت لك سابقا ، يُوضحه :
2 – الفرق بين قراءة (( قال )) وقراءة (( قل ))، أن قراءة (( قال )) إخبار من الله تعالى عن جواب نبيه عليه الصلاة والسلام للمشركين ، أما على قراءة (( قل )) فتكون أمر من الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام ، فهذا هو الفرق ، ولا خلاف بين العلماء في تقرير ذلك ، فكلهم يقررون هذا التفسير على كلا القراءتين ، ومعنى الآية – على القراءتين – واحدٌ ، وهو أن الله تعالى لا تخفى عليه خافية ، فعلمه أحاط بكل شيء .
3 – خلاف العلماء إنما هو في صياغتهم لتعابيرهم حال تفسيرهم للآية الكريمة، وبيان ذلك:
1 ) قال الشيخ الهرري - في حدائق الروح 18 / 18 - :(( (( قال ربي )) على معنى الخبر عن نبيه صلى الله عليه وسلم،وكذا في مصاحف الكوفيين ،وقرأ ابن كثير وغيره (( قل ربي)) على الأمر لنبيه صلى الله عليه وسلم ))،أهـ.
2 ) قال ابن عاشور - في التحرير 17 / 12 - :(( وقرأ الجمهور( قل) صيغة الأمر،وقرأ حمزة والكسائي وحفص وخلف( قال) بصيغة الماضي ... أي قال الرسول لهم ، حكى الله ما قاله الرسول لهم ))،أهـ.
3 ) يقول صديق بن حسن القنوجي البخاري - فيفتح البيان 4 / 335 - :(( " قل ربي يعلم القول في السماء والأرض "،أي لا يخفىعليه شيء مما يقال فيهما ، وفي مصاحف أهل الكوفة( قال ربي ) أي قال محمد : ربي يعلم ، فهو عالم بما تناجيتمبه ))،أهـ.
ثالثا : - فهذه الأقوال جميعها تتفق مع قول إمام المفسرين ابن جرير الطبري ، وجميع المفسرين أصابوا في تفاسيرهم للآية ، فلا تعارض ولا تناقض بين العلماء ، فقراءة (( قال )) بصيغة الماضي إخبار عن رد الرسول على المشركين ، وقراءة (( قل )) بصيغة الأمر للرسول أن يجيب المشركين ، والمعنى – على القراءتين – لا يختلف ، وهو يدور حول أن الله يعلم الغيب والشهادة ، والقراءتين من كلام الله تعالى ، لثبوتهما عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ولذلك قال ابن جرير الطبري : (( وَجَاءَتْ بِهِمَا مَصَاحِف الْمُسْلِمِينَ مُتَّفِقَتَا الْمَعْنَى ; وَذَلِكَ أَنَّ اللَّه إِذَا أَمَرَ مُحَمَّدًا بِقِيلِ ذَلِكَ قَالَهُ , وَإِذَا قَالَهُ فَعَنْ أَمْر اللَّه قَالَهُ , فَبِأَيَّتِهِمَ ا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب الصَّوَاب فِي قِرَاءَته ))،أهـ.
رابعا : لقد نقلت لك ما فيه كفاية من أقوال المفسرين ، وليس هناك حاجة إلى المزيد منها ، وهذه آخر مشاركة في هذا الموضوع – فيعلم الله أنني أرهقت - وإذا لم تفهم فاتهم فهمك ، ولا تتهم فهوم العلماء ، الذين خدموا كتاب الله تعالى ، تفسيرا ، وإعرابا ، وقراءة ، وتوجيها للقراءات ، وفي غير ذلك من علوم القرآن ، ولو كان هناك تناقض بين أقوال المفسرين ، لوجدت علماء التفسير أنفسهم يتعقبون المخطىء ، ويظهرون خطأه ، ويصوبونه .
- فمن تكون إيها الكريم حتى تظن أن بعض المفسرين لم يُصيبوا في تفسيرهم للآية ؟، ثم جئت في القرن الخامس عشر الهجري لتكتشف الخطأ ، ولو أنك تتمعن – قبل أن تسطر مشاركتك – في تفاسير الآية ، لكان في ذلك خيرا لك ، ولما طرحت أسئلة هي من الوضوح ما لا تحتاج إلى بيان ورد ، والله ولي التوفيق .
بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم . أما بعد .
أخي الكريم . جزاك الله خيراً ووفقك إلى أكثر من هذا علماً وجعلك من عباده الصالحين المؤمنين . جميعاً . آللهم آمين
لدي تعليق من عدة نقاط .
1. أعلم رحمك الله . آمين . بأنه عجبني فيك روحك الجيدة وصبرك وهذه ميزة نادرة عند كثير من الناس . لهذا حافظ عليها ولا تشتكي . وأعلم أجرك على الله عز وجل أن شاء الله .
2. أخي الكريم . بخصوص ما وضحته بقول . قال . و . قل . بقولك التالي .
الفرق بين قراءة (( قال )) وقراءة (( قل ))، أن قراءة (( قال )) إخبار من الله تعالى عن جواب نبيه عليه الصلاة والسلام للمشركين ، أما على قراءة (( قل )) فتكون أمر من الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام ، فهذا هو الفرق ، ولا خلاف بين العلماء في تقرير ذلك ، فكلهم يقررون هذا التفسير على كلا القراءتين ، ومعنى الآية – على القراءتين – واحدٌ ، وهو أن الله تعالى لا تخفى عليه خافية ، فعلمه أحاط بكل شيء
1. بكل تأكيد الله عز وجل يعلم القول في السماء والأرض ويعلم ما توسوس به نفس الأنسان كما ذكر في الآيات الكريمة .
2. لقد فهمت قصدك . قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله قال يكون تثبيت من الله عز وجل عن لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه قال .
3. وقول القراءة الثانية قل تكون عن امر الله عز وجل بان يقول كون كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما قال الله عز وجل .
وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} (3) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم
أخيراً اخي الكريم . أني لم اتهم بعض العلماء سامحك الله عز وجل بل كان قصدي من باب العلم لا أكثر ولا أقل . كذالك العلماء ما وصلوا إلى ما هم عليه إلى بفضل الله عز وجل ومنته وكرمه عليهم . لخدمة الامة الأسلامية نسأل الله عز وجل أن يرزقنا العلم كما رزقهم إنه جواد كريم . آللهم آمين
صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه ومن أتبعهم وسلم
أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . آمين
سالم الطائي
2011-06-13, 12:16 AM
- ما سيأتي من كلام ، ليس له صلة بكلام ( الأخ – مكارم )، وإنما سطرته لذكر بعض عقائد أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم ، ولتصحيح بعض ما ورد من قولي في بعض المشاركات ، وكذلك لذكر بعض التساؤلات ، التي نود أن نجد عنها جوابا من الإخوة الكرام ، ولذلك فلا تعارض بين قولي السابق :" إنها آخر مشاركة في هذا الموضوع "، وبين ما سيأتي ذكره ، والذي أبتغي من ذكره أن أجد جوابا على ما سأطرحه من تساؤلات ، فأقول :
النقطة الأولى : - تعليقا على ما ورد في (( مشاركتي عن الإمام السيوطي ))، والذي أفرد فصلا في كتابه (( الإتقان )) بعنوان (( فيما نزل من القرآن على لسان الصحابة ))، أقول:
1 ) القرآن الكريم كلام الله تعالى حروفه ومعانيه ، وليس لرسول الله عليه الصلاة والسلام فيه – فضلا عن الخلق من الجن والإنس – حرف واحد ، وحاشاه عليه الصلاة والسلام من أن يزيد في كلام ربه تعالى ما ليس منه ، أو ينقص منه ما هو منه .
2 ) أن الكلام المحكي في القرآن الكريم عن رسل الله وأنبيائه ، أو عن مخلوقاته كالسماء والأرض ، أو ما حكاه رب العزة عن إبليس ، أو المحاورات التي جرت بين رسله – عليهم السلام – وبين أقوامهم ، كل هذه المحاورات إنما هو – حرفٌ ومعنى - كلام الله تعالى، غير أنه يجوز نسبة تلكم الأقوال إلى من نسبت إليه باعتبار المعنى ، فيقال: حكى الله عن موسى – عليه السلام – أنه قال: ...، وأخبر الله تعالى عن يوسف أنه قال: ...، ومن أصدق من الله قيلا، وإليك بعض أقوال العلماء :
أولا :جاء في فتاوى موقع (( الإسلام سؤال وجواب )) جوابا على أحد الأسئلة ما نصه :
- (( لا بد أن نعرف في بداية الجواب أن الكلام المحكي في القرآن الكريم على ألسنة المتكلمين إنما هو بالمعنى وليس باللفظ ، وذلك لدليلين ظاهرين :
1- أن القرآن كلام الله ، وليس كلام أحد من المخلوقين ، ولما كان كذلك كانت الأقوال المحكية على ألسنة المتكلمين بها من الناس والدواب ، هي من كلام الله ، يقص به أخبار الأولين ، وينقل كلامهم . فهي تنسب إليهم باعتبار مضمون الكلام ومعناه .
2- أن لغات الأمم السابقة لم تكن هي العربية الواردة في القرآن الكريم ، وبذلك نجزم أن الكلام المنقول على ألسنتهم إنما هو كلام الله عز وجل ، متضمنا معاني كلام المذكورين من الأمم السابقة ))،أهـ .
ثانيا : جاء في فتاوى اللجنة الدائمة ، جوابا على سؤال ، ما نصه :
- (( الكلام يطلق على اللفظ والمعنى ، ويطلق على كل واحد منهما وحده بقرينة ، وناقله عمن تكلم به من غير تحريف لمعناه ولا تغيير لحروفه ونظمه : مُخبِرٌ مُبَلِّغٌ فقط ، والكلام إنما هو لِمَن بدأه ، أمَّا إن غيَّر حروفه ونظمه مع المحافظة على معناه ، فينسب إليه اللفظ : حروفه ومعناه ،وينسب من جهة معناه إلى من تكلم به ابتداءً ، ومن ذلك ما أخبر الله به عن الأمم الماضية ، كقوله تعالى:( وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ) غافر/27، وقوله:( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ) غافر/36.
فهاتان تسميان قرآناً ، وتنسبان إلى الله كلاماً له باعتبار حروفهما ونظمهما ؛ لأنهما من الله لا من كلام موسى وفرعون ؛ لأن النظم والحروف ليس منهما ، وتنسبان إلى موسى وفرعون باعتبار المعنى ، فإنه كان واقعاً منهما ، وهذا وذاك قد علمهما الله في الأزل وأمر بكتابتهما في اللوح المحفوظ ، ثم وقع القول من موسى وفرعون بلغتهما طبق ما كان في اللوح المحفوظ ، ثم تكلم الله بذلك بحروف أخرى ونظم آخر في زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فنسب إلى كلٍّ منهما باعتبار ))،أهـ، انظر : فتاوى اللجنة ج 4 ص 6 وبعدها .
ثالثا : جاء في فتاوى موقع (( الإسلام ويب )) ردا على سؤال ، ما نصه :
- (( فلا داعي للقلق والحيرة، فالقرآن الكريم هو كلمة الله الأخيرة إلى الناس كافة، وهو ختام وحي السماء، ومجمع هدي الأنبياء، ومعجزة الرسول الصادق المصدوق.
وإعجاز القرآن الكريم يتمثل في أوجه كثيرة منها بلاغته وأسلوبه، كما يتمثل في صدق أخباره عن الماضي، وإخباره عن المغيبات، وفي تشريعاته وتربيته وتزكيته للنفوس وغير ذلك من أوجه الإعجاز الفلكية والطبية، فهو كتاب هداية وإعجاز، وما أشار إليه السائل هو من باب إخبار القرآن الكريم عن أولئك القوم وبيان قصصهم لأخذ الدروس والعظات والعبر منها، والرد على حججهم الباطلة وشبههم الواهية بالأدلة القاطعة والبراهين الواضحة؛ كما قال تعالى: وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً {الفرقان:33} وقال: وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {هود:120}
وقد حكى لنا القرآن الكريم الكثير من أقوال الصالحين والطالحين على اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم ولغاتهم بأسلوب عجيب لا يمكن للناس أن يأتوا بمثله ، وحكاية القرآن الكريم لأقوال أولئك الأقوام ليس معناه أنهم يمكن أن يأتوا بمثل القرآن، ولهذا فإن بلغاء العرب الذين حكى القرآن بعض أقوالهم لم يستطيعوا أن يحاكوا القرآن فوقفوا عاجزين مقرين بأنه ليس من كلام البشر، وقصصهم في هذا كثيرة عجيبة لا يتسع المقام لذكرها، نرجو أن تطلع عليها في كتب علوم القرآن وغيرها، والحاصل أن المحكي هو معنى ما قالوا وليس نصه، والفرق واضح بين ، والله أعلم ))أهـ.
رابعا : جاء في رد للشيخ صالح الفوزان على بعض المقالات ، ما نصه :
- (( وأقول للكاتب إن هذا التقسيم غير صحيح فالقرآن الكريم هو كلام الله كله والأقسام التي يتناولها كلها كلام الله وهي كثيرة منها ما يتعلق بالله كالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك وذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله ومنها التشريعات من تحليل وتحريم وحكم بين الناس فيما أختلفوا فيه ومنها الأمثال المضروبة ومنها القصص ومنها الأخبار عن المستقبل في الدنيا والآخرة ومنها الوعد والوعيد فما يقصه الله عن أهل الإيمان من الرسل وأتباعهم فهو للاقتداء بهم وما يقصه عن الكفرة والجبابرة فهو للتحذير من طريقتهم فقد يذكر كلام الرسل وأتباعهم ويذكر كلام الكفرة وأتباعهم فالقصص - بفتح الصاد - هو كلام الله قال تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ)، (نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ)، وأما المقصوص المحكي فهو كلام البشر ذكره الله إما للإقتداء بهم أن كانوا صالحين وإما للتنفير من طريقتهم إن كانوا كافرين - وكذلك ليس للرسول صلى الله عليه وسلم كلام جعله الله قرآنا - وإنما كلام الرسول صلى الله عليه وسلم يكون في سنته التي هي عبارة عن أقواله وأفعاله وتقريراته إلا ما حكاه الله من قول الرسول فهو كالذي يحكيه عن غيره من الرسل ))،أهـ .
النقطة الثانية : يُفهم من كلام الإمام السيوطي ، وعقده بابا بعنوان (( فيما نزل من القرآن على لسان الصحابة ))، أن القرآن الكريم قد ينزل على لسان الصحابة ، واستدل (( السيوطي )) على ذلك بموافقات عمر – رضي الله عنه - ، وهذا ما دفعني إلى كتابة ما كتبت ، وأن أستخلص أن القرآن قد ينزل على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام ، فهو أفصح الخلق ، وأضيف الآن القول:
- لم يتعقب صاحب كتاب (( علوم القرآن بين البرهان والإتقان / صــ 477 ))، الإمام السيوطي ، بشيء يُذكر، غير أنه ذكر ما استشهد به السيوطي من أحاديث ذكرا إجماليا ، ولم يُبد رأيه في الباب الذي عقده السيوطي ، وهو باب (( فيما نزل من القرآن على لسان الصحابة ))،.
- أضف إليه أن الإمام السيوطي عقد بابا آخر بعنوان (( النوع الخامس عشر: ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم ))، وأورد آثارا في ذلك ، منها حديث نزول سورة الأعلى ، إذ لما نزلت قال عليه الصلاة والسلام:" كلها في صحف إبراهيم "، وهذا الباب قد أزال العلماء مشكله ، إذ حملوا هذا الحديث على وجود المعنى ، لا أنها موجودة بحروفها في صحف إبراهيم عليه السلام .
- يقول الإمام القرطبي:(( ولم يُرد – أي الله تعالى – في قوله :" إن هذا لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم وموسى "، أن هذه الألفاظ بعينها في تلك الصحف، وإنما هو المعنى، أي إن هذا الكلام وارد في تلك الصحف ))،أهـ، وقد وجه د . حازم سعيد – في علوم القرآن بين البرهان والإتقان / 480 – الأحاديث التي ذكرها السيوطي بقوله :(( والذي أراه أن ما صح وثبت مرفوعا ..، يُراد به التوافق والتشابه في المعاني ، لا أن ألفاظ القرآن الكريم نزلت بأعيانها على الأنبياء السابقين ))،أهـ، ود. حازم سعيد ، لم يفعل هذا ولا أدنى منه في باب (( فيما نزل من القرآن على لسان الصحابة ))، ومن لديه الكتاب فليرجع إليه ليتأكد مما قررته .
النقطة الثالثة : إن كان لدى أحد الإخوة ما يرفع التعارض الظاهر بين : أن القرآن الكريم كلام الله تعالى – حروفه ومعانيه – وبين الباب الذي عقده الإمام السيوطي ، واستشهاده بموافقات عمر – رضي الله عنه – فليتفضل مشكورا ، وكل ما استطيع قوله :
1 ) - القرآن الكريم – حروفه ومعانيه – كلام الله تعالى ، ندين بذلك ، ونلقى الله تعالى عليه ، ولكن يبقى ضرورة رفع الإشكال الوارد على هذا ، والمتمثل في موافقات عمر ، فماذا نفعل بها ؟، وكيف نوجهها والقرآن الكريم كلام الله تعالى ؟، وهذه الموافقات ثابتة في كتب أئمة الحديث.
2 ) - إذا كانت الأقوال المنسوبة في القرآن الكريم إلى أشخاصها تجوز نسبتها على أنها أقوالهم بالمعنى – كما نقلنا في ذلك عدة فتاوى - فكيف نوجه قول عمر – رضي الله عنه – بشأن آية (( عسى ربه إن طلقكن )) الآية ، وآية اتخاذ مقام إبراهيم مصلى ، فالظاهر أن عمر تكلم بهذا الكلام ، فكيف نوجهه مع أن القرآن الكريم كلام الله تعالى ؟، وكيف نوجهه مع أقوال علماء السنة والجماعة التي نقلتها آنفا ، عن اللجنة الدائمة للإفتاء وغيرهم ؟،.
3 ) كيف نوجه كلام الإمام السيوطي في الباب الذي عقده بعنوان (( فيما نزل من القرآن على لسان الصحابة )) والذي يُفهم منه أن القرآن الكريم قد ينزل على مقول ولسان أحد الصحابة ؟،.
4 ) هل نحمل أحاديث (( موافقات عمر ))، على أنها فضل الله تعالى يؤتيه من يشآء ، أو نجعلها من المتشابه الذي يُرد إلى المحكم ونجعلها من باب حكاية قول عمر؟، أو نجعلها من باب إكرام الله تعالى لهذه الأمة ، ولرسولها عليه الصلاة والسلام ؟، والشاهد : على ماذا نحملها ؟،.
- وختاما : لا أخفي القارىء الكريم أن (( موافقات عمر )) وكلام (( الإمام السيوطي )) هو الذي دفعني إلى كتابة ما كتبته سابقا في (( مشاركتي عن الإمام السيوطي )) ، وهو الذي أوجد لدي الشبهة ، وعليه فبرجاء من كان له علم في ذلك ولديه الإجابة على التساؤلات التي طرحتها ، فلا يبخل علينا ، أو من كان على اتصال بعالم أو شيخ - وأعني بالاتصال اللقاء والمقابلة لا الهاتف - أن يعرض الأمر على شيخه ، ويفيدنا بالجواب ، وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والهدى .
مكارم
2011-06-13, 02:51 AM
- ما سيأتي من كلام ، ليس له صلة بكلام ( الأخ – مكارم )، وإنما سطرته لذكر بعض عقائد أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم ، ولتصحيح بعض ما ورد من قولي في بعض المشاركات ، وكذلك لذكر بعض التساؤلات ، التي نود أن نجد عنها جوابا من الإخوة الكرام ، ولذلك فلا تعارض بين قولي السابق :" إنها آخر مشاركة في هذا الموضوع "، وبين ما سيأتي ذكره ، والذي أبتغي من ذكره أن أجد جوابا على ما سأطرحه من تساؤلات ، فأقول :
النقطة الأولى : - تعليقا على ما ورد في (( مشاركتي عن الإمام السيوطي ))، والذي أفرد فصلا في كتابه (( الإتقان )) بعنوان (( فيما نزل من القرآن على لسان الصحابة ))، أقول:
1 ) القرآن الكريم كلام الله تعالى حروفه ومعانيه ، وليس لرسول الله عليه الصلاة والسلام فيه – فضلا عن الخلق من الجن والإنس – حرف واحد ، وحاشاه عليه الصلاة والسلام من أن يزيد في كلام ربه تعالى ما ليس منه ، أو ينقص منه ما هو منه .
2 ) أن الكلام المحكي في القرآن الكريم عن رسل الله وأنبيائه ، أو عن مخلوقاته كالسماء والأرض ، أو ما حكاه رب العزة عن إبليس ، أو المحاورات التي جرت بين رسله – عليهم السلام – وبين أقوامهم ، كل هذه المحاورات إنما هو – حرفٌ ومعنى - كلام الله تعالى، غير أنه يجوز نسبة تلكم الأقوال إلى من نسبت إليه باعتبار المعنى ، فيقال: حكى الله عن موسى – عليه السلام – أنه قال: ...، وأخبر الله تعالى عن يوسف أنه قال: ...، ومن أصدق من الله قيلا، وإليك بعض أقوال العلماء :
أولا :جاء في فتاوى موقع (( الإسلام سؤال وجواب )) جوابا على أحد الأسئلة ما نصه :
- (( لا بد أن نعرف في بداية الجواب أن الكلام المحكي في القرآن الكريم على ألسنة المتكلمين إنما هو بالمعنى وليس باللفظ ، وذلك لدليلين ظاهرين :
1- أن القرآن كلام الله ، وليس كلام أحد من المخلوقين ، ولما كان كذلك كانت الأقوال المحكية على ألسنة المتكلمين بها من الناس والدواب ، هي من كلام الله ، يقص به أخبار الأولين ، وينقل كلامهم . فهي تنسب إليهم باعتبار مضمون الكلام ومعناه .
2- أن لغات الأمم السابقة لم تكن هي العربية الواردة في القرآن الكريم ، وبذلك نجزم أن الكلام المنقول على ألسنتهم إنما هو كلام الله عز وجل ، متضمنا معاني كلام المذكورين من الأمم السابقة ))،أهـ .
ثانيا : جاء في فتاوى اللجنة الدائمة ، جوابا على سؤال ، ما نصه :
- (( الكلام يطلق على اللفظ والمعنى ، ويطلق على كل واحد منهما وحده بقرينة ، وناقله عمن تكلم به من غير تحريف لمعناه ولا تغيير لحروفه ونظمه : مُخبِرٌ مُبَلِّغٌ فقط ، والكلام إنما هو لِمَن بدأه ، أمَّا إن غيَّر حروفه ونظمه مع المحافظة على معناه ، فينسب إليه اللفظ : حروفه ومعناه ،وينسب من جهة معناه إلى من تكلم به ابتداءً ، ومن ذلك ما أخبر الله به عن الأمم الماضية ، كقوله تعالى:( وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ) غافر/27، وقوله:( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ) غافر/36.
فهاتان تسميان قرآناً ، وتنسبان إلى الله كلاماً له باعتبار حروفهما ونظمهما ؛ لأنهما من الله لا من كلام موسى وفرعون ؛ لأن النظم والحروف ليس منهما ، وتنسبان إلى موسى وفرعون باعتبار المعنى ، فإنه كان واقعاً منهما ، وهذا وذاك قد علمهما الله في الأزل وأمر بكتابتهما في اللوح المحفوظ ، ثم وقع القول من موسى وفرعون بلغتهما طبق ما كان في اللوح المحفوظ ، ثم تكلم الله بذلك بحروف أخرى ونظم آخر في زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فنسب إلى كلٍّ منهما باعتبار ))،أهـ، انظر : فتاوى اللجنة ج 4 ص 6 وبعدها .
ثالثا : جاء في فتاوى موقع (( الإسلام ويب )) ردا على سؤال ، ما نصه :
- (( فلا داعي للقلق والحيرة، فالقرآن الكريم هو كلمة الله الأخيرة إلى الناس كافة، وهو ختام وحي السماء، ومجمع هدي الأنبياء، ومعجزة الرسول الصادق المصدوق.
وإعجاز القرآن الكريم يتمثل في أوجه كثيرة منها بلاغته وأسلوبه، كما يتمثل في صدق أخباره عن الماضي، وإخباره عن المغيبات، وفي تشريعاته وتربيته وتزكيته للنفوس وغير ذلك من أوجه الإعجاز الفلكية والطبية، فهو كتاب هداية وإعجاز، وما أشار إليه السائل هو من باب إخبار القرآن الكريم عن أولئك القوم وبيان قصصهم لأخذ الدروس والعظات والعبر منها، والرد على حججهم الباطلة وشبههم الواهية بالأدلة القاطعة والبراهين الواضحة؛ كما قال تعالى: وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً {الفرقان:33} وقال: وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {هود:120}
وقد حكى لنا القرآن الكريم الكثير من أقوال الصالحين والطالحين على اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم ولغاتهم بأسلوب عجيب لا يمكن للناس أن يأتوا بمثله ، وحكاية القرآن الكريم لأقوال أولئك الأقوام ليس معناه أنهم يمكن أن يأتوا بمثل القرآن، ولهذا فإن بلغاء العرب الذين حكى القرآن بعض أقوالهم لم يستطيعوا أن يحاكوا القرآن فوقفوا عاجزين مقرين بأنه ليس من كلام البشر، وقصصهم في هذا كثيرة عجيبة لا يتسع المقام لذكرها، نرجو أن تطلع عليها في كتب علوم القرآن وغيرها، والحاصل أن المحكي هو معنى ما قالوا وليس نصه، والفرق واضح بين ، والله أعلم ))أهـ.
رابعا : جاء في رد للشيخ صالح الفوزان على بعض المقالات ، ما نصه :
- (( وأقول للكاتب إن هذا التقسيم غير صحيح فالقرآن الكريم هو كلام الله كله والأقسام التي يتناولها كلها كلام الله وهي كثيرة منها ما يتعلق بالله كالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك وذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله ومنها التشريعات من تحليل وتحريم وحكم بين الناس فيما أختلفوا فيه ومنها الأمثال المضروبة ومنها القصص ومنها الأخبار عن المستقبل في الدنيا والآخرة ومنها الوعد والوعيد فما يقصه الله عن أهل الإيمان من الرسل وأتباعهم فهو للاقتداء بهم وما يقصه عن الكفرة والجبابرة فهو للتحذير من طريقتهم فقد يذكر كلام الرسل وأتباعهم ويذكر كلام الكفرة وأتباعهم فالقصص - بفتح الصاد - هو كلام الله قال تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ)، (نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ)، وأما المقصوص المحكي فهو كلام البشر ذكره الله إما للإقتداء بهم أن كانوا صالحين وإما للتنفير من طريقتهم إن كانوا كافرين - وكذلك ليس للرسول صلى الله عليه وسلم كلام جعله الله قرآنا - وإنما كلام الرسول صلى الله عليه وسلم يكون في سنته التي هي عبارة عن أقواله وأفعاله وتقريراته إلا ما حكاه الله من قول الرسول فهو كالذي يحكيه عن غيره من الرسل ))،أهـ .
النقطة الثانية : يُفهم من كلام الإمام السيوطي ، وعقده بابا بعنوان (( فيما نزل من القرآن على لسان الصحابة ))، أن القرآن الكريم قد ينزل على لسان الصحابة ، واستدل (( السيوطي )) على ذلك بموافقات عمر – رضي الله عنه - ، وهذا ما دفعني إلى كتابة ما كتبت ، وأن أستخلص أن القرآن قد ينزل على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام ، فهو أفصح الخلق ، وأضيف الآن القول:
- لم يتعقب صاحب كتاب (( علوم القرآن بين البرهان والإتقان / صــ 477 ))، الإمام السيوطي ، بشيء يُذكر، غير أنه ذكر ما استشهد به السيوطي من أحاديث ذكرا إجماليا ، ولم يُبد رأيه في الباب الذي عقده السيوطي ، وهو باب (( فيما نزل من القرآن على لسان الصحابة ))،.
- أضف إليه أن الإمام السيوطي عقد بابا آخر بعنوان (( النوع الخامس عشر: ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم ))، وأورد آثارا في ذلك ، منها حديث نزول سورة الأعلى ، إذ لما نزلت قال عليه الصلاة والسلام:" كلها في صحف إبراهيم "، وهذا الباب قد أزال العلماء مشكله ، إذ حملوا هذا الحديث على وجود المعنى ، لا أنها موجودة بحروفها في صحف إبراهيم عليه السلام .
- يقول الإمام القرطبي:(( ولم يُرد – أي الله تعالى – في قوله :" إن هذا لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم وموسى "، أن هذه الألفاظ بعينها في تلك الصحف، وإنما هو المعنى، أي إن هذا الكلام وارد في تلك الصحف ))،أهـ، وقد وجه د . حازم سعيد – في علوم القرآن بين البرهان والإتقان / 480 – الأحاديث التي ذكرها السيوطي بقوله :(( والذي أراه أن ما صح وثبت مرفوعا ..، يُراد به التوافق والتشابه في المعاني ، لا أن ألفاظ القرآن الكريم نزلت بأعيانها على الأنبياء السابقين ))،أهـ، ود. حازم سعيد ، لم يفعل هذا ولا أدنى منه في باب (( فيما نزل من القرآن على لسان الصحابة ))، ومن لديه الكتاب فليرجع إليه ليتأكد مما قررته .
النقطة الثالثة : إن كان لدى أحد الإخوة ما يرفع التعارض الظاهر بين : أن القرآن الكريم كلام الله تعالى – حروفه ومعانيه – وبين الباب الذي عقده الإمام السيوطي ، واستشهاده بموافقات عمر – رضي الله عنه – فليتفضل مشكورا ، وكل ما استطيع قوله :
1 ) - القرآن الكريم – حروفه ومعانيه – كلام الله تعالى ، ندين بذلك ، ونلقى الله تعالى عليه ، ولكن يبقى ضرورة رفع الإشكال الوارد على هذا ، والمتمثل في موافقات عمر ، فماذا نفعل بها ؟، وكيف نوجهها والقرآن الكريم كلام الله تعالى ؟، وهذه الموافقات ثابتة في كتب أئمة الحديث.
2 ) - إذا كانت الأقوال المنسوبة في القرآن الكريم إلى أشخاصها تجوز نسبتها على أنها أقوالهم بالمعنى – كما نقلنا في ذلك عدة فتاوى - فكيف نوجه قول عمر – رضي الله عنه – بشأن آية (( عسى ربه إن طلقكن )) الآية ، وآية اتخاذ مقام إبراهيم مصلى ، فالظاهر أن عمر تكلم بهذا الكلام ، فكيف نوجهه مع أن القرآن الكريم كلام الله تعالى ؟، وكيف نوجهه مع أقوال علماء السنة والجماعة التي نقلتها آنفا ، عن اللجنة الدائمة للإفتاء وغيرهم ؟،.
3 ) كيف نوجه كلام الإمام السيوطي في الباب الذي عقده بعنوان (( فيما نزل من القرآن على لسان الصحابة )) والذي يُفهم منه أن القرآن الكريم قد ينزل على مقول ولسان أحد الصحابة ؟،.
4 ) هل نحمل أحاديث (( موافقات عمر ))، على أنها فضل الله تعالى يؤتيه من يشآء ، أو نجعلها من المتشابه الذي يُرد إلى المحكم ونجعلها من باب حكاية قول عمر؟، أو نجعلها من باب إكرام الله تعالى لهذه الأمة ، ولرسولها عليه الصلاة والسلام ؟، والشاهد : على ماذا نحملها ؟،.
- وختاما : لا أخفي القارىء الكريم أن (( موافقات عمر )) وكلام (( الإمام السيوطي )) هو الذي دفعني إلى كتابة ما كتبته سابقا في (( مشاركتي عن الإمام السيوطي )) ، وهو الذي أوجد لدي الشبهة ، وعليه فبرجاء من كان له علم في ذلك ولديه الإجابة على التساؤلات التي طرحتها ، فلا يبخل علينا ، أو من كان على اتصال بعالم أو شيخ - وأعني بالاتصال اللقاء والمقابلة لا الهاتف - أن يعرض الأمر على شيخه ، ويفيدنا بالجواب ، وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والهدى .
بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم . اما بعد .
أخي الكريم بعد ما قرات موضوعك تبين لي بأنه هناك تناقض بما كتبته انت عن السيوطي بما يخص كلام الله عز وجل .
ومن خلال ذالك فان الشبهة لديك هيا التالية .
كيف يكون كلام الله عز وجل . ناتج عن قول الصحابة رضي الله عنهم . كما ذكرت انت عن عمر رضي الله عنه بانه هناك آيات نزلت تكلم بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وبعد البحث تبين اخي الكريم بأن عمر بن الخطاب وعضهم لكن لم يتم تنزيل كلام الله عز وجل كما قاله عمر رضي الله عنه . لكنه يدل على المقصود بما قاله عمر رضي الله عنه لكن ليس نفس الكلام والحرف . مثال على ذالك . انت تقول: مرحباً
انا أقول السلام عليكم . هناك فرق في القول لكن المعنى واحد وهو السلام .
وهذا دليل ثاني : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن حميد ، عن أنس ، قال : قال عمر بن الخطاب (http://majles.alukah.net/showalam.php?ids=2): بلغني عن أمهات المؤمنين شيء ، فاستقريتهن أقول : [ ص: 489 ] لتكففن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن ، حتى أتيت على إحدى أمهات المؤمنين ، فقالت : يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت؟ فكففت ، فأنزل الله ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات (http://majles.alukah.net/#docu)) . . . الآية
فقوله تعالى . عسى ربه . يكون تحذير من الله عز وجل لزوجات النبي عليهم الصلاة والسلام جميعاً .
وبنفس الوقت يكون سبب تنزيل الآية الكريمة كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه لهم .
هناك أيضاً آيات عديدة يكون فيها كلمى عسى . مثال على ذالك .
قوله تعالى : عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا
قوله تعالى : عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
قوله تعالى : لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا
لهذا هناك آيات قرأنية تخص النبي صلى الله عليه وسلم ومنها هذه الآية الكريمة
قوله تعالى : عسى ربه إن طلقكن . هذه تحذير من الله عز وجل يعني كلام الله عز وجل وليس كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
لهذا يجب ان نقدر الله عز وجل حق قدره ولا نشرك احد بكلام الله عز وجل وأنفراده في الكلام كما نفرد الله عز وجل في صفاته الكريمة وأسمائه الحسنى .
لهذا يجوز هناك خلاف عند السيوطي . ومن وافقه الحديث .
لكن لا نأخذ في المنقول بما يخلاف كلام الله عز وجل وناخذ بكلام من يقول بان ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه . انزله الله عز وجل كما قاله . يجوز نفس القصد بالتنبيه والوعظ لكن ليس نفس الكلام .
صلى الله على محمد وصحبه وآله ومن اتبعهم وسلم
أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي القدير لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . آمين
سالم الطائي
2011-06-13, 01:21 PM
- إلحاقا لما سلف من مشاركة ، أقول :
- أولا : وقفت على قاعدة في كتاب (( قواعد التفسير جمعا ودراسة 2 / 762 )) د. خالد السبت ، تُضم إلى ما قرره علماء اللجنة الدائمة ، والقاعدة منقولة عن كتاب ( البرهان ) للإمام الزركشي ، وكتاب ( الموافقات ) للإمام الشاطبي - ونصها :
- (( قاعدة :" ما ورد في القرآن حكاية عن غير أهل اللسان من القرون الخالية ، إنما هو من معروف معانيهم وليس بحقيقة ألفاظهم "، وذكر أمثلة منها :
قال تعالى مخبرا عن لوط عليه السلام : " قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ . وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ . قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ . قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ "، الحجر / 68 - 71 ، وقد ذكر الله عز وجل خبره في سورة هود فقال :" قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيد . قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ " هود / 78 - 79 ، فالواقعة واحدة وإنما تنوع التعبير عنها في القرآن ))،أهـ.
- وعليه فيستفاد من هذا ، أن ما حكاه القرآن الكريم عن غير أهل اللسان من القرون الخالية إنما هو حكاية عن معاني كلامهم وما جرى بينهم وبين رسلهم من محاورات ، وليس بحقيقة ألفاظهم على ما ورد في القاعدة المذكورة المنقولة في الأصل عن الإمامين الزركشي والشاطبي .
- ثانيا : نود ممن كان لديه علم بخصوص ما أورده (( الإمام السيوطي )) من (( موافقات عمر )) ، ألا يبخل علينا بعلمه ، وأن يساهم في إزالة الإشكال عنا ، وشكرا لك (( أخي - مكارم )) على مشاركتك ، ونطلب من الإخوة الكرام (( مشرفين )) أو (( أعضاء )) الإدلاء بعلمهم ، وفوق كل ذي علم عليم ، فاللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك هدي من تشآء إلى صراط مستقيم والله ولي التوفيق .
سالم الطائي
2011-06-17, 09:47 PM
- الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام ، ونسأله سبحانه أن يفقهنا في دينه ، ويعلمنا ما ينفعنا لآخرتنا ودنيانا ، هذا وإلحاقا لما سبق ، وإجابة عن سؤالي بشأن ( موافقات عمر ) وكلام ( الإمام السيوطي ) ، أقرر النقاط الآتية :
- أولا : القرآن الكريم كلام الله تعالى ، حروفه ومعانيه .
- يقول د. محمد أبو شهبة – في المدخل / 62 - :(( القرآن الكريم كلام الله سبحانه ، وهو الذي يدل عليه قوله تعالى: (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه))، وأن القرآن لفظه ومعناه من عند الله سبحانه ، قال تعالى: (( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ))، (( حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم ))، وقال (( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل )).
وأن الذي نزل به هو أمين الوحي جبريل عليه السلام ، قال تعالى (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين ، بلسان عربي مبين )) وأن الذي نزل به جبريل هو هذا اللفظ العربي ، من غير أن يكون له فيه شيء ما ، ومن غير أن يزيد فيه حرفا ، أو ينقص منه حرفا .
وكذلك ليس للنبي صلى الله عليه وسلم في القرآن شيء إلا التبليغ ، وهذا هو الحق الذي يجب على كل مسلم أن يعتقده ويؤمن به ..... ، وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كما نزل إلى الأمة من غير زيادة ولا نقصان ، ولا تحريف ولا تبديل ، ولا كتمان لشيء منه ))، أهـ .
- ثانيا :أقل ما وقع به التحدي .
- يقول د . محمد أبو شهبة – في المدخل / 7 وبعدها - :(( وقد وقع التحدي بالقرآن على مرات متعددة ، كي تقوم عليهم الحجة تلو الحجة ، وتنقطع المعذرة ، تحداهم أولا أن يأتوا بمثله فعجزوا وما استطاعوا ..، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله ، فما قدروا ... ، ثم تحداهم مرة ثالثة بأن يأتوا بسورة منه ، أي سورة مهما قصرت ، كسورة الكوثر ، فما رفعوا بذلك رأسا ))، أهـ .
- ثالثا :مصادر القرآن الكريم .
- لقد كتبتُ هذا العنوان – رغم أعتقادنا أن مصدر القرآن الكريم هو الله تعالى ، أي أن الله تعالى تكلم به ، وكلف جبريل عليه السلام بإبلاغه إلى رسوله محمد عليه الصلاة والسلام ، ليبلغه للخلق أجمعين من الجن والإنس ، وقد فعل عليه الصلاة والسلام ، فبلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله تعالى حق جهاده حتى آتاه اليقين ، وليس لجبريل عليه السلام ، ولا لمحمد عليه الصلاة والسلام حرف فيه .
- أقول : لقد كتبت هذا العنوان لأنبه القارىء الكريم إلى أن هذا العنوان إنما هو ( عنوان عام ) للمستشرقين وأذنابهم ممن يطعنون في القرآن الكريم ، وجُــل طعونهم تدور حول نفي أن يكون القرآن الكريم كلام الله تعالى .
- فنراهم يقولون : بأن القرآن الكريم مأخوذ من الكتب السماوية السابقة ، أو يقولون : بأن محمداً عليه الصلاة والسلام هو من صاغه متأثراً ببيئته ، أو يزعمون : بأنه عليه الصلاة والسلام أخذ بعضه من عمر ، وتارة رابعة يقولون : بأنه عليه الصلاة والسلام أخذه من ورقة بن نوفل أو من الراهب بحيرا ، وزعم خامس وهو : أنه فيه آية من تأليف أبي بكر ، وغير ذلك من مزاعم إلحادية .
- وهذه المزاعم الإلحادية يبتغون منها نفي أن يكون القرآن الكريم كلام الله تعالى ، وغايتهم الكبرى نفي أن يكون القرآن الكريم كتاب سماوي من عند الله تعالى ، وبالتالي نفي أن يكون الإسلام آخر الأديان السماوية .
- هذا ومزاعمهم الإلحادية لا تخرج عما قاله الله تعالى إخبارا عن الكفار :(( يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين ))، وقال الله تعالى (( وقالوا أساطير الأوليين أكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ))، وقال الله عز وجل (( وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأوليين )) ، وغيرها من آيات قرآنية تقرر هذا المعنى .
- ولقد وجدت من خلال بحثي في الموضوع ، وبالأخص (( موافقات عمر ))، وكلام (( الإمام السيوطي )) أن هذه (( الموافقات )) اتكأ عليها فريقان هما :
1 ) النصارى ، ويمثلهم المستشرق (( دوزي ))، الذي يزعم أن في القرآن الكريم آيات من قول عمر رضي الله عنه ، بل بعض النصارى يزعم أن هناك آية من تأليف أبي بكر الصديق ، وهي قوله تعالى (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ))، 144 / آل عمران ، ولسنا في وارد تتبع مزاعم النصارى أو غيرهم ، ولكني ذكرت هذا حتى أعرف القارىء الكريم إلى طعون أهل الكتاب في كتاب الله تعالى .
2 ) الرافضة ، ومنهم المدعو (( علي الكوراني ))، فقد وجدتهم يطعنون في ( موافقات عمر )، بدعوى أنها تحتوي على طعن في عصمة النبي عليه الصلاة والسلام ، وأن فيها تفضيلا لبعض الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم ، مكذبين بذلك هذه الروايات ، وكره الرافضة لعمر رضي الله عنه ، أشهر من نار على علم .
- رابعا : لا تحوي مكتبتي المتواضعة على كتاب في الرد على شبهات النصارى ونقض طعونهم في القرآن الكريم ، وقد فتشتُ في مواقع الشبكة على كتاب يبحث موضوع ( الموافقات ) وكلام ( السيوطي ) غير أني لم أظفر ببغيتي ، وفي الحين نفسه وجدت ببعض كتب (( علوم القرآن )) ما يتأتى من خلاله الرد على تلكم الشبهة ، كما تحصلت على ردود مقتضبة بشأن (( موافقات عمر )) وكلام (( الإمام السيوطي ))،.
- وهي وإن كانت لا تروي غليلا ، إلا أنها تبلل الشفاه ببعض النداوة ، خاصة مع عدم تجاوب الإخوة في الذود عن كتاب الله تعالى ( القرآن الكريم )، إذ القرآن الكريم ليس كتاب فلان أو فلان ، بل هو كتاب الله عز شأنه، وواجب الذود عنه، والدفع عن حياضه يقع على عاتق كل مسلم، بحسب ما أوتي من علم وقدرة، والله المستعان ، وعليه يقال بشأن توجيه كلام (( الإمام السيوطي )) و (( موافقات عمر ))، ما يلي :
1 ) يقول الإمام السيوطي – الإتقان جــ 1 صــ 99 - :(( النوع العاشر : فيما أنزل من القرآن على لسان بعض الصحابة : هو في الحقيقة نوع من أسباب النزول ، والأصل فيه موافقات عمر ))، أهـ .
- إذن فحقيقة ( موافقات عمر ) أنها أسباب نزول للآيات التي طابق فيها (( رأي عمر )) حكم (( الله تعالى ))، فنزل الحكم الشرعي موافقا لــ (( رأي عمر ))، يقول أحد الأفاضل دفاعا عن (( الإمام السيوطي ))، ما نصه :(( شتان بين ورود الوحي على لسان عمر ، وبين موافقة القرآن القرآن لرأي رآه عمر ، ذلك أن موافقة القرآن لما رآه عمر ، أو غيره من الصحابة لا ضير منها ، لأن الحق يمكن أن ينطق به حتى من لا يتوقع منه ذلك ، فما بالك بعمر بن الخطاب ..، والملقب بالفاروق ، فمن كان هذا حاله ، هل نستكثر عليه أن يكون ذا رأي راجح ، وفهم صائب ، وفكر نير ، وعزم صادق ))، أهـ، ويؤكد هذا :
2 ) ما قاله الشيخ محمد عبدالعظيم الزرقاني– في مناهل العرفان 1 / 89 وبعدها -:(( سبب النزول هو ما نزلت الآية أو الآيات متحدثة عنه أو مبينة لحكمه أيام وقوعه ، والمعنى أنه حادثة وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو سؤال وجه إليه ، فنزلت الآية أو الآيات من الله تعالى ببيان ما يتصل بتلك الحادثة ، أو بجواب هذا السؤال ، سواء كانت تلك الحادثة خصومة دبت ...، أم كانت تلك الحادثة تمنيا من التمنيات ، ورغبة من الرغبات ، كموافقات عمر – رضي الله عنه – التي أفردها بعضهم بالتأليف ، ومن أمثلتها ما أخرجه البخاري وغيره عن أنس رضي الله عنه قال : قال عمر: (( وافقت ربي في ثلاث .. الحديث ...، الخ ))،أهـ .
- فكلام الشيخ (( الزرقاني )) يتطابق مع كلام (( الإمام السيوطي ))، في أن (( موافقات عمر )) لا تعدو أن تكون أسبابا لنزول الآيات القرآنية المذكورة في (( موافقاته )، وكلام الشيخ ( الزرقاني ) أكثر وضوحا بحسب رأيي ، وأن عمر كان يتمنى ويرغب – مثلا - في حجب نساء النبي عليه الصلاة والسلام ، فتنزل الآية موافقة لرأيه ، وكان يتمنى أن لو اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فتنزل الآية على وفق رأيه ، أو يرى في أسارى بدر رأيا فينزل القرآن موافقا لرأيه ، وقس على هذا بقية موافقاته رضي الله عنه.
- والفضل في هذا ليس لعمر ، بل لله تعالى الذي جعل الحق على لسان عمر ، فعن ابن عمر، قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر وقلبه "، فــ (( موافقات عمر )) إنما هي فضل من الله تعالى على عمر ، وكرامة له ، وكون رأيه – في بعض المواطن - يوافق ما نزل به القرآن ، لا ينفي أن القرآن كلام الله تعالى تكلم به ، حروفه ومعانيه منه سبحانه وتعالى ، ليس لأحد فيه شيء ، ومما يبين هذا :
3 ) وخذ مثالا على ذلك ، قول الله تعالى:(( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ))، 125 / البقرة ، يقول أحد الأفاضل ردا على النصارى في قولهم : إن الآية من مقول عمر:((المسلمون وخاصة الصحابة يعلمون أنها من كلام الله ، ويعرفون سبب نزولها ، ومكان وتاريخ نزولها ، حيث قال عمر للنبي عليه الصلاة والسلام : لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى ، فنزلت الآية قوله تعالى :(( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ))، والفرق واضح بين لفظ عمر ، ولفظ الآية ، فالآية الكريمة جاءت بلفظ الأمر ، وعلى سبيل الوجوب ، أما كلام عمر فجاء بصيغة الماضي مقروناً بالتمني ، والذي عبر عنه بالحرف لو ))، أهـ، وكذلك يقال بشأن قول عمر – على رواية البخاري - (( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله ))، : فنزلت هكذا ، يقال :
- عمر رضي الله عنه تمنى أن يبُدل الله عز وجل نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام أزواجا خيرا من أزواجه ، وهذا القول إنما صدر من عمر – رضي الله عنه – حبا منه لرسول الله عليه الصلاة والسلام ، وتنفيسا منه عليه مما فعلنُ به أزواجه ، فقال قولته على وجه التمني والرغبة تنفيسا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فنزلت الآية الكريمة موافقة لرأي عمر ، والفضل في ذلك كله لله تعالى الذي جعل الحق على لسان عمر ، وليس لعمر ، الذي أخطأ في مواطن أخرى ولم ينزل القرآن برأيه ، فهو محدث ملهم ، ومرتبة المحدث – كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية أدنى من مرتبة الصديق – ويبين ذلك ما يلي :
4 ) إسلام عمر متأخر عن إسلام الصديق ، فقد كان عمر كافرا برهة من الدهر ، والقرآن الكريم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعمر حال كفره كان ممن يُعذب ويفتن المسلمين عن دينهم ، والقرآن الكريم ينزل ، والوحي يترى على رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فأينها ( موافقات عمر ) ؟، إن عمر بن الخطاب ابن الإسلام ، فالإسلام هو الذي صنع منه شخصية مغايرة لشخصيته حال كفره ، وقد ثبت عنه أنه كان يعبد صنما من تمر ، أفيصح بعد هذا أن نجعل من (( موافقات عمر )) شبهة تعترض كلام الله تعالى ؟،.
- ثم يقال: أين (( موافقة عمر )) من حادثة صلح الحديبية الشهيرة التي اعترض فيها عمر على رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فهل نزل القرآن على رأيه في هذه الحادثة ؟، التي قال عنها عمر نفسه :(( فما زلت أصوم وأتصدق وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ ))، وثبت عنه أنه كان يحلف بأبيه ، فعن ابنعمر (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12)رضي الله عنهماأنه أدركعمر بن الخطابفي ركب وهو يحلف بأبيه ، فناداهم رسول الله صلى الله عليهوسلمألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفافليحلف بالله وإلا فليصمت "، فموافقته للحق إنما هي بفضل الله تعالى ، الذي جعل الحق على لسانه وقلبه ، فعمر ابن الإسلام ، وليس الإسلام ابنه ، رضي الله عنه وأرضاه .
- وأين نحن من قول الله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكملبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون ))، قال ابن أبي مليكة : كاد الخيران أن يهلكا : أبو بكر وعمر ، رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم ،( انظر : أسباب النزول للواحدي / 612 )، فهذا القرآن الكريم نزل بسبب حادثة رفع ( الخيران أبو بكر وعمر ) صوتهما عند الرسول عليه الصلاة والسلام ، وهما المقصودان في خطاب النهي قصدا أوليا ، فهذا يبين أن القرآن الكريم قد ينزل على خلاف رأي عمر وصنيعه ، وتضاف هذه الحادثة إلى حادثة صلح الحديبية .
- ونكرر القول : أن القرآن كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حال كفر عمر ، وقبل إسلامه – بل حال كفر أكثر أهل مكة – وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ بِالْمَوْقَفِ ، وَيَقُولُ : " إِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي "، فالرسول عليه الصلاة والسلام ينسب القرآن الكريم إلى الله تعالى ، وأنه كلام الباري عز وجل ، لنخلص من هذا كله إلى :
- أن القرآن الكريم كلام الله تعالى – حروفه ومعانيه – ليس لأحد من البشر حرف واحد فيه ، وليس للرسول محمد عليه الصلاة والسلام إلا بلاغ كلام الله تعالى إلى الخلق أجمعين من الجن والإنس ، وليس لجبريل عليه السلام فيه إلا التبليغ إلى النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ، يضاف إلى هذا :
5 ) أن نزول الآيات القرآنية موافقة لرأي بعض الصحابة فيه تثبيت للمؤمنين ، وامتحان للكافرين والمنافقين ، والله يفعل ما يشآء ، قال الله تعالى (( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )) وقال سبحانه (( والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب ))، وقد اقتضت مشيئته سبحانه ذلك ، فعلينا التسليم والإيمان ، وترك القال والقيل ، وهو الوجه الأخير :
6 ) قال الله تعالى : (( فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ، إن هذا إلا قول البشر ، سأصليه سقر ))، وقال سبحانه (( كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه )) وقال عز وجل (( والذي أنزل إليك من ربك الحق ))، وقال سبحانه (( وما تنزلت به الشياطين ، وما ينبغي لهم وما يستطيعون ، إنهم عن السمع لمعزولون ))، وقال سبحانه (( تنزيل العزيز الرحيم )) وقال عز وجل (( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم )) وقال تعالى (( تنزيل من حكيم حميد ))، وقال سبحانه (( تنزيل من رب العالمين ))، وقال عز وجل (( وكذلك أنزلنا إليك الكتاب )) وقال الله تعالى (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ))، وغيرها من آيات كريمة تدل دلالة بينة على أن الله تعالى تكلم بهذا القرآن ، وأن القرآن الكريم – حروفه ومعانيه - كلامه سبحانه وحده لا شريك له.
- وعليه فلا نترك آيات الله تعالى المحكمة إلى أحاديث دلالتها محتملة ، بل يمكن ردها إلى المحكم من القرآن ومن السنة كقوله عليه الصلاة والسلام :" إِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي "، فقد وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه (( كلام ربي )) عز شأنه وجل جلاله ، ويمكن كذلك تخريج تلكم الأحاديث على قواعد العلماء كأسباب النزول ، وتوجيهها الوجهة الصحيحة التي لا تعارض المحكم من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام .
- هذا وقد سبق لنا توجيه كلام (( الإمام السيوطي )) رحمه الله ، وبهذا نرجو أن يكون التوجيه واضحا لا لبس فيه ، ومن كان لديه مزيد علم فليجد به على من لا علم له ، وكتاب الله تعالى (( القرآن الكريم )) هو كتاب المسلمين أجمعين ، وعلى المسلمين أن يذودوا عن كتاب ربهم ، وينقضوا شبهات النصارى وأذنابهم من الملاحدة – فضلا عن الرافضة -، هذا وما سطرته إن كان صوابا فمن الله تعالى ، وإن كان غير ذلك فاستغفر ربي العظيم ، والله المسؤول أن يوفقنا إلى سواء السبيل .
مكارم
2011-06-18, 05:15 PM
- الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام ، ونسأله سبحانه أن يفقهنا في دينه ، ويعلمنا ما ينفعنا لآخرتنا ودنيانا ، هذا وإلحاقا لما سبق ، وإجابة عن سؤالي بشأن ( موافقات عمر ) وكلام ( الإمام السيوطي ) ، أقرر النقاط الآتية :
- أولا : القرآن الكريم كلام الله تعالى ، حروفه ومعانيه .
- يقول د. محمد أبو شهبة – في المدخل / 62 - :(( القرآن الكريم كلام الله سبحانه ، وهو الذي يدل عليه قوله تعالى: (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه))، وأن القرآن لفظه ومعناه من عند الله سبحانه ، قال تعالى: (( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ))، (( حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم ))، وقال (( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل )).
وأن الذي نزل به هو أمين الوحي جبريل عليه السلام ، قال تعالى (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين ، بلسان عربي مبين )) وأن الذي نزل به جبريل هو هذا اللفظ العربي ، من غير أن يكون له فيه شيء ما ، ومن غير أن يزيد فيه حرفا ، أو ينقص منه حرفا .
وكذلك ليس للنبي صلى الله عليه وسلم في القرآن شيء إلا التبليغ ، وهذا هو الحق الذي يجب على كل مسلم أن يعتقده ويؤمن به ..... ، وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كما نزل إلى الأمة من غير زيادة ولا نقصان ، ولا تحريف ولا تبديل ، ولا كتمان لشيء منه ))، أهـ .
- ثانيا :أقل ما وقع به التحدي .
- يقول د . محمد أبو شهبة – في المدخل / 7 وبعدها - :(( وقد وقع التحدي بالقرآن على مرات متعددة ، كي تقوم عليهم الحجة تلو الحجة ، وتنقطع المعذرة ، تحداهم أولا أن يأتوا بمثله فعجزوا وما استطاعوا ..، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله ، فما قدروا ... ، ثم تحداهم مرة ثالثة بأن يأتوا بسورة منه ، أي سورة مهما قصرت ، كسورة الكوثر ، فما رفعوا بذلك رأسا ))، أهـ .
- ثالثا :مصادر القرآن الكريم .
- لقد كتبتُ هذا العنوان – رغم أعتقادنا أن مصدر القرآن الكريم هو الله تعالى ، أي أن الله تعالى تكلم به ، وكلف جبريل عليه السلام بإبلاغه إلى رسوله محمد عليه الصلاة والسلام ، ليبلغه للخلق أجمعين من الجن والإنس ، وقد فعل عليه الصلاة والسلام ، فبلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله تعالى حق جهاده حتى آتاه اليقين ، وليس لجبريل عليه السلام ، ولا لمحمد عليه الصلاة والسلام حرف فيه .
- أقول : لقد كتبت هذا العنوان لأنبه القارىء الكريم إلى أن هذا العنوان إنما هو ( عنوان عام ) للمستشرقين وأذنابهم ممن يطعنون في القرآن الكريم ، وجُــل طعونهم تدور حول نفي أن يكون القرآن الكريم كلام الله تعالى .
- فنراهم يقولون : بأن القرآن الكريم مأخوذ من الكتب السماوية السابقة ، أو يقولون : بأن محمداً عليه الصلاة والسلام هو من صاغه متأثراً ببيئته ، أو يزعمون : بأنه عليه الصلاة والسلام أخذ بعضه من عمر ، وتارة رابعة يقولون : بأنه عليه الصلاة والسلام أخذه من ورقة بن نوفل أو من الراهب بحيرا ، وزعم خامس وهو : أنه فيه آية من تأليف أبي بكر ، وغير ذلك من مزاعم إلحادية .
- وهذه المزاعم الإلحادية يبتغون منها نفي أن يكون القرآن الكريم كلام الله تعالى ، وغايتهم الكبرى نفي أن يكون القرآن الكريم كتاب سماوي من عند الله تعالى ، وبالتالي نفي أن يكون الإسلام آخر الأديان السماوية .
- هذا ومزاعمهم الإلحادية لا تخرج عما قاله الله تعالى إخبارا عن الكفار :(( يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين ))، وقال الله تعالى (( وقالوا أساطير الأوليين أكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ))، وقال الله عز وجل (( وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأوليين )) ، وغيرها من آيات قرآنية تقرر هذا المعنى .
- ولقد وجدت من خلال بحثي في الموضوع ، وبالأخص (( موافقات عمر ))، وكلام (( الإمام السيوطي )) أن هذه (( الموافقات )) اتكأ عليها فريقان هما :
1 ) النصارى ، ويمثلهم المستشرق (( دوزي ))، الذي يزعم أن في القرآن الكريم آيات من قول عمر رضي الله عنه ، بل بعض النصارى يزعم أن هناك آية من تأليف أبي بكر الصديق ، وهي قوله تعالى (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ))، 144 / آل عمران ، ولسنا في وارد تتبع مزاعم النصارى أو غيرهم ، ولكني ذكرت هذا حتى أعرف القارىء الكريم إلى طعون أهل الكتاب في كتاب الله تعالى .
2 ) الرافضة ، ومنهم المدعو (( علي الكوراني ))، فقد وجدتهم يطعنون في ( موافقات عمر )، بدعوى أنها تحتوي على طعن في عصمة النبي عليه الصلاة والسلام ، وأن فيها تفضيلا لبعض الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم ، مكذبين بذلك هذه الروايات ، وكره الرافضة لعمر رضي الله عنه ، أشهر من نار على علم .
- رابعا : لا تحوي مكتبتي المتواضعة على كتاب في الرد على شبهات النصارى ونقض طعونهم في القرآن الكريم ، وقد فتشتُ في مواقع الشبكة على كتاب يبحث موضوع ( الموافقات ) وكلام ( السيوطي ) غير أني لم أظفر ببغيتي ، وفي الحين نفسه وجدت ببعض كتب (( علوم القرآن )) ما يتأتى من خلاله الرد على تلكم الشبهة ، كما تحصلت على ردود مقتضبة بشأن (( موافقات عمر )) وكلام (( الإمام السيوطي ))،.
- وهي وإن كانت لا تروي غليلا ، إلا أنها تبلل الشفاه ببعض النداوة ، خاصة مع عدم تجاوب الإخوة في الذود عن كتاب الله تعالى ( القرآن الكريم )، إذ القرآن الكريم ليس كتاب فلان أو فلان ، بل هو كتاب الله عز شأنه، وواجب الذود عنه، والدفع عن حياضه يقع على عاتق كل مسلم، بحسب ما أوتي من علم وقدرة، والله المستعان ، وعليه يقال بشأن توجيه كلام (( الإمام السيوطي )) و (( موافقات عمر ))، ما يلي :
1 ) يقول الإمام السيوطي – الإتقان جــ 1 صــ 99 - :(( النوع العاشر : فيما أنزل من القرآن على لسان بعض الصحابة : هو في الحقيقة نوع من أسباب النزول ، والأصل فيه موافقات عمر ))، أهـ .
- إذن فحقيقة ( موافقات عمر ) أنها أسباب نزول للآيات التي طابق فيها (( رأي عمر )) حكم (( الله تعالى ))، فنزل الحكم الشرعي موافقا لــ (( رأي عمر ))، يقول أحد الأفاضل دفاعا عن (( الإمام السيوطي ))، ما نصه :(( شتان بين ورود الوحي على لسان عمر ، وبين موافقة القرآن القرآن لرأي رآه عمر ، ذلك أن موافقة القرآن لما رآه عمر ، أو غيره من الصحابة لا ضير منها ، لأن الحق يمكن أن ينطق به حتى من لا يتوقع منه ذلك ، فما بالك بعمر بن الخطاب ..، والملقب بالفاروق ، فمن كان هذا حاله ، هل نستكثر عليه أن يكون ذا رأي راجح ، وفهم صائب ، وفكر نير ، وعزم صادق ))، أهـ، ويؤكد هذا :
2 ) ما قاله الشيخ محمد عبدالعظيم الزرقاني– في مناهل العرفان 1 / 89 وبعدها -:(( سبب النزول هو ما نزلت الآية أو الآيات متحدثة عنه أو مبينة لحكمه أيام وقوعه ، والمعنى أنه حادثة وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو سؤال وجه إليه ، فنزلت الآية أو الآيات من الله تعالى ببيان ما يتصل بتلك الحادثة ، أو بجواب هذا السؤال ، سواء كانت تلك الحادثة خصومة دبت ...، أم كانت تلك الحادثة تمنيا من التمنيات ، ورغبة من الرغبات ، كموافقات عمر – رضي الله عنه – التي أفردها بعضهم بالتأليف ، ومن أمثلتها ما أخرجه البخاري وغيره عن أنس رضي الله عنه قال : قال عمر: (( وافقت ربي في ثلاث .. الحديث ...، الخ ))،أهـ .
- فكلام الشيخ (( الزرقاني )) يتطابق مع كلام (( الإمام السيوطي ))، في أن (( موافقات عمر )) لا تعدو أن تكون أسبابا لنزول الآيات القرآنية المذكورة في (( موافقاته )، وكلام الشيخ ( الزرقاني ) أكثر وضوحا بحسب رأيي ، وأن عمر كان يتمنى ويرغب – مثلا - في حجب نساء النبي عليه الصلاة والسلام ، فتنزل الآية موافقة لرأيه ، وكان يتمنى أن لو اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فتنزل الآية على وفق رأيه ، أو يرى في أسارى بدر رأيا فينزل القرآن موافقا لرأيه ، وقس على هذا بقية موافقاته رضي الله عنه.
- والفضل في هذا ليس لعمر ، بل لله تعالى الذي جعل الحق على لسان عمر ، فعن ابن عمر، قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر وقلبه "، فــ (( موافقات عمر )) إنما هي فضل من الله تعالى على عمر ، وكرامة له ، وكون رأيه – في بعض المواطن - يوافق ما نزل به القرآن ، لا ينفي أن القرآن كلام الله تعالى تكلم به ، حروفه ومعانيه منه سبحانه وتعالى ، ليس لأحد فيه شيء ، ومما يبين هذا :
3 ) وخذ مثالا على ذلك ، قول الله تعالى:(( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ))، 125 / البقرة ، يقول أحد الأفاضل ردا على النصارى في قولهم : إن الآية من مقول عمر:((المسلمون وخاصة الصحابة يعلمون أنها من كلام الله ، ويعرفون سبب نزولها ، ومكان وتاريخ نزولها ، حيث قال عمر للنبي عليه الصلاة والسلام : لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى ، فنزلت الآية قوله تعالى :(( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ))، والفرق واضح بين لفظ عمر ، ولفظ الآية ، فالآية الكريمة جاءت بلفظ الأمر ، وعلى سبيل الوجوب ، أما كلام عمر فجاء بصيغة الماضي مقروناً بالتمني ، والذي عبر عنه بالحرف لو ))، أهـ، وكذلك يقال بشأن قول عمر – على رواية البخاري - (( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله ))، : فنزلت هكذا ، يقال :
- عمر رضي الله عنه تمنى أن يبُدل الله عز وجل نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام أزواجا خيرا من أزواجه ، وهذا القول إنما صدر من عمر – رضي الله عنه – حبا منه لرسول الله عليه الصلاة والسلام ، وتنفيسا منه عليه مما فعلنُ به أزواجه ، فقال قولته على وجه التمني والرغبة تنفيسا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فنزلت الآية الكريمة موافقة لرأي عمر ، والفضل في ذلك كله لله تعالى الذي جعل الحق على لسان عمر ، وليس لعمر ، الذي أخطأ في مواطن أخرى ولم ينزل القرآن برأيه ، فهو محدث ملهم ، ومرتبة المحدث – كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية أدنى من مرتبة الصديق – ويبين ذلك ما يلي :
4 ) إسلام عمر متأخر عن إسلام الصديق ، فقد كان عمر كافرا برهة من الدهر ، والقرآن الكريم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعمر حال كفره كان ممن يُعذب ويفتن المسلمين عن دينهم ، والقرآن الكريم ينزل ، والوحي يترى على رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فأينها ( موافقات عمر ) ؟، إن عمر بن الخطاب ابن الإسلام ، فالإسلام هو الذي صنع منه شخصية مغايرة لشخصيته حال كفره ، وقد ثبت عنه أنه كان يعبد صنما من تمر ، أفيصح بعد هذا أن نجعل من (( موافقات عمر )) شبهة تعترض كلام الله تعالى ؟،.
- ثم يقال: أين (( موافقة عمر )) من حادثة صلح الحديبية الشهيرة التي اعترض فيها عمر على رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فهل نزل القرآن على رأيه في هذه الحادثة ؟، التي قال عنها عمر نفسه :(( فما زلت أصوم وأتصدق وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ ))، وثبت عنه أنه كان يحلف بأبيه ، فعن ابنعمر (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12)رضي الله عنهماأنه أدركعمر بن الخطابفي ركب وهو يحلف بأبيه ، فناداهم رسول الله صلى الله عليهوسلمألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفافليحلف بالله وإلا فليصمت "، فموافقته للحق إنما هي بفضل الله تعالى ، الذي جعل الحق على لسانه وقلبه ، فعمر ابن الإسلام ، وليس الإسلام ابنه ، رضي الله عنه وأرضاه .
- وأين نحن من قول الله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكملبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون ))، قال ابن أبي مليكة : كاد الخيران أن يهلكا : أبو بكر وعمر ، رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم ،( انظر : أسباب النزول للواحدي / 612 )، فهذا القرآن الكريم نزل بسبب حادثة رفع ( الخيران أبو بكر وعمر ) صوتهما عند الرسول عليه الصلاة والسلام ، وهما المقصودان في خطاب النهي قصدا أوليا ، فهذا يبين أن القرآن الكريم قد ينزل على خلاف رأي عمر وصنيعه ، وتضاف هذه الحادثة إلى حادثة صلح الحديبية .
- ونكرر القول : أن القرآن كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حال كفر عمر ، وقبل إسلامه – بل حال كفر أكثر أهل مكة – وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ بِالْمَوْقَفِ ، وَيَقُولُ : " إِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي "، فالرسول عليه الصلاة والسلام ينسب القرآن الكريم إلى الله تعالى ، وأنه كلام الباري عز وجل ، لنخلص من هذا كله إلى :
- أن القرآن الكريم كلام الله تعالى – حروفه ومعانيه – ليس لأحد من البشر حرف واحد فيه ، وليس للرسول محمد عليه الصلاة والسلام إلا بلاغ كلام الله تعالى إلى الخلق أجمعين من الجن والإنس ، وليس لجبريل عليه السلام فيه إلا التبليغ إلى النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ، يضاف إلى هذا :
5 ) أن نزول الآيات القرآنية موافقة لرأي بعض الصحابة فيه تثبيت للمؤمنين ، وامتحان للكافرين والمنافقين ، والله يفعل ما يشآء ، قال الله تعالى (( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )) وقال سبحانه (( والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب ))، وقد اقتضت مشيئته سبحانه ذلك ، فعلينا التسليم والإيمان ، وترك القال والقيل ، وهو الوجه الأخير :
6 ) قال الله تعالى : (( فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ، إن هذا إلا قول البشر ، سأصليه سقر ))، وقال سبحانه (( كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه )) وقال عز وجل (( والذي أنزل إليك من ربك الحق ))، وقال سبحانه (( وما تنزلت به الشياطين ، وما ينبغي لهم وما يستطيعون ، إنهم عن السمع لمعزولون ))، وقال سبحانه (( تنزيل العزيز الرحيم )) وقال عز وجل (( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم )) وقال تعالى (( تنزيل من حكيم حميد ))، وقال سبحانه (( تنزيل من رب العالمين ))، وقال عز وجل (( وكذلك أنزلنا إليك الكتاب )) وقال الله تعالى (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ))، وغيرها من آيات كريمة تدل دلالة بينة على أن الله تعالى تكلم بهذا القرآن ، وأن القرآن الكريم – حروفه ومعانيه - كلامه سبحانه وحده لا شريك له.
- وعليه فلا نترك آيات الله تعالى المحكمة إلى أحاديث دلالتها محتملة ، بل يمكن ردها إلى المحكم من القرآن ومن السنة كقوله عليه الصلاة والسلام :" إِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي "، فقد وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه (( كلام ربي )) عز شأنه وجل جلاله ، ويمكن كذلك تخريج تلكم الأحاديث على قواعد العلماء كأسباب النزول ، وتوجيهها الوجهة الصحيحة التي لا تعارض المحكم من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام .
- هذا وقد سبق لنا توجيه كلام (( الإمام السيوطي )) رحمه الله ، وبهذا نرجو أن يكون التوجيه واضحا لا لبس فيه ، ومن كان لديه مزيد علم فليجد به على من لا علم له ، وكتاب الله تعالى (( القرآن الكريم )) هو كتاب المسلمين أجمعين ، وعلى المسلمين أن يذودوا عن كتاب ربهم ، وينقضوا شبهات النصارى وأذنابهم من الملاحدة – فضلا عن الرافضة -، هذا وما سطرته إن كان صوابا فمن الله تعالى ، وإن كان غير ذلك فاستغفر ربي العظيم ، والله المسؤول أن يوفقنا إلى سواء السبيل .
بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم اما بعد.
أخوتي أخواتي الكرام جزاكم الله خيراً وهداكم إلى اكثر من هذا رشداً ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا وياكم في جناته الفردوس الأعلى . آللهم آمين .
أخي الكريم :
بارك الله عز وجل بك وزادك علماً وهداية ورشدا. آمين
إنه لكلام جميل وحكيم حيث إنه جاء في مكانه المناسب لا تشعب فيه ولا تناقض
ومن هذا المنطلق كما ذكرت لك سابقاً. يجب أنفراد الله عز وجل في كلامه الكريم كما يكون انفراد الله عز وجل في صفاته وأسمائه الحسنى .
كما إنه كلام الله عز وجل يختلف عن كلام المخلوقين بما يليق عظمته وجلاله
فأن كان هناك آية شبيهة لما ذكره احد الصحابة رضي الله عنهم بما انزله الله عز وجل يكون سبب لنزول الآية الكريمة وتدل على شبه المعنى فقط . لكن ليست نفس اللفظ . حيث أن الله عز وجل كلامه يختلف عن كلام المخلوقين بما يليق عظمته وجلاله
أخيراً أقول كانت محاورة ممتازة ونافعة لطرفين وللقارئين والمشاركين .
نسأل الله عز وجل ان يثبتنا على الأيمان في الدنيا والأخرة وينفعنا بما يعلمنا اياه . ويجعلنا من عباده الصالحين . آمين
صلى الله على محمد وآله وصحبه ومن اتلعهم بأحسان وسلم .
أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي القدير لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . آمين
سالم الطائي
2011-06-18, 10:32 PM
شكرا لك (( أخي – مكارم )) على تعليقك ، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية ، وأن يعلمنا ما ينفعنا ، ولي تعليق سأضيف من خلاله بعض النقولات بشأن القرآن الكريم ، هي :
أولا : قال الشيخ الزرقاني – في مناهل العرفان / 43 :(( ولتعلم في هذا المقام أن الذي نزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن باعتبار أنه الألفاظ الحقيقية المعجزة من أول الفاتحة إلى آخِر الناس، وتلك الألفاظُ هي كلام الله وحده ))،أهـ .
- وقد قال عليه الصلاة والسلام: (( مَا مِن الأَنبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلا أُعطِيَ مَا مِثلهُ آمَنَ عَليهِ البَشَرُ ، وَإِنَّمَا كَانَ الذِي أُوتِيتُ وَحيًا أَوحَاهُ اللهُ إِليَّ ، فَأَرجُو أَن أَكُونَ أَكثَرَهُم تَابِعًا يَومَ القِيَامَةِ ))، ومعلوم أن معجزة الرسول عليه الصلاة والسلام هي القرآن الكريم - الذي هو كلام الله تعالى حروفه ومعانيه - وهو الوحي الذي أوحاه الله تعالى إلى نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام .
ثانيا : عرف صاحب العقيدة الطحاوية القرآن الكريم بأنه :(( كلام الله، منه بدأ -بلا كيفية- قولاً، وأنزله على رسوله وحياً ، وصدَّقه المؤمنون على ذلك حقاً ، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ، ليس بمخلوق ككلام البرية ، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر ))، أهـ .
ثالثا : يقول د. عبدالودود حنيف – في مصدر القرآن الكريم -: (( هو - أي القرآن الكريم - متعبد بتلاوته ، وهذا التعبد إنما ورد في خصوص القرآن ، وألفاظه ، دون أيِّ ألفاظ أو أساليب أخرى ، ولو كانت عربية مرادفة لألفاظ الأصل وأساليبه ، وهو معجز بلفظه ومعناه ، فلا تجوز قراءة القرآنِ بالمعنى ، ولما أنزل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم تحدى الله به العرب - وكانوا أفصح الفصحاء ومصاقع الخطباء - على أن يأتوا بمثله، وأمهلهم طول السنين فلم يقدروا ))، أهـ.، والله ولي التوفيق .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.