مصباح الحنون
2011-05-31, 02:04 AM
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :
فهذه صفحات أفتتحها ،
لأُفسِحَ المجال لكل مؤمنٍ
يعلَمُ من كتاب ربه
وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
فضيلة ومنقبة للصحابة
أن يَذْكُرَها ،
رداً على الكفار والمنافقين ،
الذين يجدون في قلوبهم غيظٌ على أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
،
فقد نصَّ القرآن على أنَّ منْ وَجَدَ في قلبه غيظاً على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر ،
والدليل قوله سبحانه :
" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا "
29 الفتح ،
أُنْظُرْ رحمك الله أيها المؤمن المُحبُّ لله وللرسول وللصحابة ،
كيف اتفقت جميع الكتب التي أُنزلت على أولي العزم من الرسل على تعديل الصحابة ،
ولولا الإطالة لاستفضتُ بذكر الدلائل من الآية على أفْضَليتهم ،
ثمَّ تأمَل الحِكْمة من قوله سبحانه :
" ليغيظ بهم الكفار "،
قال الإمام مالك :
في هذه الآية دليلٌ أن من اغتاظ من أصحاب الرسول فهو كافر ،
فهؤلاء الصحابة ،
والله بالنسبة لنا أغلى من أرواحنا ،
نفْديهم بكلِّ ما نمْلِك ،
فقد صدَّقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وآووْه ونصروه ،
وافتدوه بالمُهَجِ والأرواح ،
وبذلوا الغالي والنفيس ،
وقدموا حبه عليه الصلاة والسلام على كل شيء ،
على الآباء والأبناء ،
والأهل والعشيرة والأموال ،
بل قدموا حبه على الأنفس ،
فمن واجب الحبِّ لرسول الله عليه الصلاة والسلام:" حبهم "،
ومن واجب الدفاع عن الرسول عليه الصلاة والسلام : " الدفاع عنهم "
فَهُمْ واللهِ في سُويْداءِ القلْب ،
ووالله لأن أُبْتَلى بفقْدِ الأهْلِ والولد والمال !
أهونُ عليَّ من أن أُبْتلى برؤية مُتَنَقِّصٍ لهُم ،
وقدْ وهبْتُ نفسي لله ،
لإن ابتُليتُ بلُقْيا من يعتدي عليهم فنحري دون نحره ،
ولا يفارق سوادي سواده حتى يقتل أحدنا الآخر ،
فأي لذة للعيش بعد السماع أو السماح بالطعن بخير من وطئ الحصى بعد الأنبياء والرسل ،
رضي الله عنهم وأرضاهم ،
ولعن الله مُبْغِضيهم وشانئِيهم ،
فيا أيُّها الأُخوة :
وفاءً مني ومنكم لهذا الجيل الفريد والرعيل الرشيد ،
نفتح هذا الفتْح لذكرِ فضائلهم ،
ونشر محاسنهم ،
ولا ندَّعي أنَّنا بهذا نُجَلِّي صورتَهُم ،
لا والله !!!
فمن اعتقد ذلك فقد أَبْعَدَ النَجْعَة ،
فأيُّ عاقلٍ يستطيعُ أن يقولَ :
أن الشمس تحتاج إلى ضياء ،
والقمر يحتاج إلى نور ؟!!!
إلاَّ من أَعْمى اللهُ بصيرتَه وحُجِبَ عن الرؤية ،
فلم يعُدْ يرى الظلام من النور ،
وَفَقَدَ حِسَّ الذوْق ،
فلم يعُدْ يُميِّز بين الظل والحرور ،
فهؤلاء لا مُعوِّلَ عليهم ،
إذ لا يستحقون العيش أصلاً ،
فنحن إذ نذكر فضائل الصحابة ومناقبهم ومآثرهم لنتجلى نحن بذكرهم فإن في ذكرهم هناء ،
وارتقاءٌ إيمانيٌ مُنْقَطِعَ الشبيه والنظير ،
بعد ذكر الله ورسوله ،
فليس يحتاج مثلهم رضي الله عنهم أن يُجلَّى ،
وكيف ذلك !
وقد قال الله جل جلاله عنهم :
" رضي الله عنهم ورضوا عنه "
ويا حبذا أن يُرفَعَ هذا الموضوع ،
ويبقى ثابتاً ما حييْنا ،
وما بقيَ المُنْتَدى ،
إلى أن نلقاهُ في ميزان الحسناتِ يوم نلقى الله ،
فما أجمل أن تكون آثارُ العبدِ في حياته وبعد موته بيْن ذكر مآثر الأطهار الأبرار ،
ويا حسرة على من كانت آثاره سوداء قاتمة ،
ملؤها أخبار الفجار والتنقصُّ من الأخيار ،
لا هي تُضيءُ له السبيل ليسْتنير ،
ولا هي تضيءُ لِلَّلاحِق فيقْتبسَ من نور السابق ،
إنما هي ظلماتٌ بعضُها فوق بعض
إذا أخرج يده لم يكد يراها ،
ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ،
فهل يستوي مقام الرضا والترضي
من مقام اللعن والتبري ؟ !!! ،
فإلى كل مُحبٍ للصحابة :
هذا مصباح يناديكم أن أغيظوا الكفار والمنافقين ،
واذكروا فضائل الصحابة المرضيين ،
بدءاً بالقرآن ،
ثم بالسنة ،
ثم بأقوال السلف ،
لتصبح هذه الصفحات قبسات نضيء بها لمن خلفنا ، نور ننَّورُ به درب السالكين ،
ونار نحرق بها قلوب الناكبين ،
أللهم إن كان قولي ومدادي هذا خالصاً لوجهك فاجعل له القبول ،
وإن كان غير ذلك فارزقني وإخواني تمام الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن ،
أللهم إني هدت إليك فاغفر اللهم الزلات ،
وتجاوز عن السيئات ،
إنك يا مولانا قريب مجيب الدعوات ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وكتبه أخوكم مصباح الحنون
الخميس 24 جمادى الأول 1432
طرابلس الشام حرسها الله
والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :
فهذه صفحات أفتتحها ،
لأُفسِحَ المجال لكل مؤمنٍ
يعلَمُ من كتاب ربه
وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
فضيلة ومنقبة للصحابة
أن يَذْكُرَها ،
رداً على الكفار والمنافقين ،
الذين يجدون في قلوبهم غيظٌ على أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
،
فقد نصَّ القرآن على أنَّ منْ وَجَدَ في قلبه غيظاً على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر ،
والدليل قوله سبحانه :
" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا "
29 الفتح ،
أُنْظُرْ رحمك الله أيها المؤمن المُحبُّ لله وللرسول وللصحابة ،
كيف اتفقت جميع الكتب التي أُنزلت على أولي العزم من الرسل على تعديل الصحابة ،
ولولا الإطالة لاستفضتُ بذكر الدلائل من الآية على أفْضَليتهم ،
ثمَّ تأمَل الحِكْمة من قوله سبحانه :
" ليغيظ بهم الكفار "،
قال الإمام مالك :
في هذه الآية دليلٌ أن من اغتاظ من أصحاب الرسول فهو كافر ،
فهؤلاء الصحابة ،
والله بالنسبة لنا أغلى من أرواحنا ،
نفْديهم بكلِّ ما نمْلِك ،
فقد صدَّقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وآووْه ونصروه ،
وافتدوه بالمُهَجِ والأرواح ،
وبذلوا الغالي والنفيس ،
وقدموا حبه عليه الصلاة والسلام على كل شيء ،
على الآباء والأبناء ،
والأهل والعشيرة والأموال ،
بل قدموا حبه على الأنفس ،
فمن واجب الحبِّ لرسول الله عليه الصلاة والسلام:" حبهم "،
ومن واجب الدفاع عن الرسول عليه الصلاة والسلام : " الدفاع عنهم "
فَهُمْ واللهِ في سُويْداءِ القلْب ،
ووالله لأن أُبْتَلى بفقْدِ الأهْلِ والولد والمال !
أهونُ عليَّ من أن أُبْتلى برؤية مُتَنَقِّصٍ لهُم ،
وقدْ وهبْتُ نفسي لله ،
لإن ابتُليتُ بلُقْيا من يعتدي عليهم فنحري دون نحره ،
ولا يفارق سوادي سواده حتى يقتل أحدنا الآخر ،
فأي لذة للعيش بعد السماع أو السماح بالطعن بخير من وطئ الحصى بعد الأنبياء والرسل ،
رضي الله عنهم وأرضاهم ،
ولعن الله مُبْغِضيهم وشانئِيهم ،
فيا أيُّها الأُخوة :
وفاءً مني ومنكم لهذا الجيل الفريد والرعيل الرشيد ،
نفتح هذا الفتْح لذكرِ فضائلهم ،
ونشر محاسنهم ،
ولا ندَّعي أنَّنا بهذا نُجَلِّي صورتَهُم ،
لا والله !!!
فمن اعتقد ذلك فقد أَبْعَدَ النَجْعَة ،
فأيُّ عاقلٍ يستطيعُ أن يقولَ :
أن الشمس تحتاج إلى ضياء ،
والقمر يحتاج إلى نور ؟!!!
إلاَّ من أَعْمى اللهُ بصيرتَه وحُجِبَ عن الرؤية ،
فلم يعُدْ يرى الظلام من النور ،
وَفَقَدَ حِسَّ الذوْق ،
فلم يعُدْ يُميِّز بين الظل والحرور ،
فهؤلاء لا مُعوِّلَ عليهم ،
إذ لا يستحقون العيش أصلاً ،
فنحن إذ نذكر فضائل الصحابة ومناقبهم ومآثرهم لنتجلى نحن بذكرهم فإن في ذكرهم هناء ،
وارتقاءٌ إيمانيٌ مُنْقَطِعَ الشبيه والنظير ،
بعد ذكر الله ورسوله ،
فليس يحتاج مثلهم رضي الله عنهم أن يُجلَّى ،
وكيف ذلك !
وقد قال الله جل جلاله عنهم :
" رضي الله عنهم ورضوا عنه "
ويا حبذا أن يُرفَعَ هذا الموضوع ،
ويبقى ثابتاً ما حييْنا ،
وما بقيَ المُنْتَدى ،
إلى أن نلقاهُ في ميزان الحسناتِ يوم نلقى الله ،
فما أجمل أن تكون آثارُ العبدِ في حياته وبعد موته بيْن ذكر مآثر الأطهار الأبرار ،
ويا حسرة على من كانت آثاره سوداء قاتمة ،
ملؤها أخبار الفجار والتنقصُّ من الأخيار ،
لا هي تُضيءُ له السبيل ليسْتنير ،
ولا هي تضيءُ لِلَّلاحِق فيقْتبسَ من نور السابق ،
إنما هي ظلماتٌ بعضُها فوق بعض
إذا أخرج يده لم يكد يراها ،
ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ،
فهل يستوي مقام الرضا والترضي
من مقام اللعن والتبري ؟ !!! ،
فإلى كل مُحبٍ للصحابة :
هذا مصباح يناديكم أن أغيظوا الكفار والمنافقين ،
واذكروا فضائل الصحابة المرضيين ،
بدءاً بالقرآن ،
ثم بالسنة ،
ثم بأقوال السلف ،
لتصبح هذه الصفحات قبسات نضيء بها لمن خلفنا ، نور ننَّورُ به درب السالكين ،
ونار نحرق بها قلوب الناكبين ،
أللهم إن كان قولي ومدادي هذا خالصاً لوجهك فاجعل له القبول ،
وإن كان غير ذلك فارزقني وإخواني تمام الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن ،
أللهم إني هدت إليك فاغفر اللهم الزلات ،
وتجاوز عن السيئات ،
إنك يا مولانا قريب مجيب الدعوات ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وكتبه أخوكم مصباح الحنون
الخميس 24 جمادى الأول 1432
طرابلس الشام حرسها الله