مشاهدة النسخة كاملة : الترجمة الكاملة للإمام عثمان بن عمر بن أبي بكر الناشري الزبيدي تأليف فرغلي عرباوي
فرغلي عرباوي
2011-05-28, 07:00 PM
الترجمة الكاملة للإمام عثمان بن عمر بن أبي بكر الناشري الزبيدي اليمني تأليف فرغلي عرباوي
فرغلي عرباوي
2011-05-28, 07:04 PM
التَّرْجَمَةُ الْكَامِلَةُ
للإمام عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ النَّاشِرِيِّ الزَّبِيدِيِّ الْيَمَنِيِّ (ت848هـ)
تأليف
أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم صوتيات التجويد والقراءات
والمدرس سابقاً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الباب الأوَّل: الدِّراسة
مقدِّمة الدِّراسة
إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيِّئات أعمالنا، منْ يهده اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(آل عمران:102).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)(النساء :1).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)(الأحزا ب:70-71).
أمَّا بعد: فإنَّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمَّد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثَاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٍ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النَّار.
ثم أمَّا بعد: فاعلم - أيَّدك الله بنصره – أن الإمام الناشري الزبيدي من أنجب تلامذة الحافظ ابن الجزري الدمشقي (ت833هـ) – رحمه الله تعالى -، قرأ عليه واستفاد من علمه الجمِّ عندما قدم ابن الجزري إلى اليمن، وفي خلال هذه الفترة قام الإمام الناشري الزبيدي بتصنيف عدَّة كتب في القراءات والتجويد تسهيلاً على أهل اليمن، ثم جاء تصنيفه لما اشتهر من الروايات في بلدته، مثل: رواية قالون عن نافع المدني، ورواية حفص عن عاصم الكوفي، ورواية الدوري عن أبي عمرو البصري، بالإضافة إلى شرحه للدُّرَّة المضيئة لشيخه ابن الجزري.
وبعد أن وقفت على هذه المخطوطات للإمام الناشري الزبيدي أحببتُ أن أُتحف أهل اليمن خاصَّة بقيامي بتحقيق عدَّة كتب للناشري الزبيدي، وأتحف عشاق البحث عن كتب تلامذة ابن الجزري عامَّة بهذه الكتب الآتي ذكرها:
الأوَّل: الإيضاح في شرح الدُّرة.
الثاني: الهداية إلى تحقيق الرواية.
الثالث: دُرَّة الناظم في رواية حفص عن عاصم.
وكلها من تصنيف العلامة الناشري الزبيدي، بالإضافة إلى إتحاف أهل الانترنت بترجمة خاصة له بعنوان: (الترجمة الكاملة للإمام عثمان بن عمر الناشري الزبيدي). وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبَّل مني هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به الأمَّة عامَّة، وأهل القرآن خاصة، وأعوذ به من الخذلان.
أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم صوتيات التجويد والقراءات
والمدرس بالأزهر الشريف – قسم القراءات
المنيا – مصر
7/5/2011 م
Fargh22@yahoo.com
Fargh22@hotmail.com (Fargh22@hotmail.com)
الفصل الأوَّل
ترجمة الشارح الناشري الزَّبيدي
اسمه
الإمام الناشري الزَّبيدي شارح الدرة صاحب شخصية مرموقة معروفة، والمصادر التي ترجمت له تفاوتت في ذكر اسمه ونسبه بين الإطناب والإيجاز.
وفممن أطنب في ذكر اسمه ونسبه الإمام السخاوي (ت902هـ) في الضوء اللامع قال عنه: " عثمان بن عمر بن أبي بكر بن علي بن محمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله العفيف الناشري المقرئ الشافعي "([1] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn1)).
بينما أوجز في ذكر اسمه الزركلي (ت1396هـ) فقال: " عثمان بن عمر بن أبي بكر الناشري، عفيف الدين "([2] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn2)). قلتُ: اشتهر (بالناشري الزَّبيدي)، وبـ: (عفيف الدين الناشري) ([3] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn3)).
مولده
اختلفت رواية السخاوي (ت902هـ) في تحديد تاريخ ولادته، فقال في الرواية الأولى: " مولده سنة خمس وثمانمائة "([4] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn4))، وقال في الرواية الثانية: " ومولده إنما هو في ربيع الثاني سنة أربع "([5] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn5)) وثمانمائة، ورجَّح الأخير بقوله: " مولده سنة خمس وثمانمائة، ومات بعد الأربعين. أفادنيه حمزة الناشري، وفي أثناء كتابه في الناشريين مما يدخل في ترجمته أشياء ومولده إنما هو في ربيع الثاني سنة أربع ... "([6] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn6)).
كنيته
(عفيف الدين) ([7] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn7)). واشتهر عند السخاوي بـ: (العفيف الناشري) ([8] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn8)).
نسبته
النَّاشِري: بفتح النون المشدَّدة وكسر الشين المعجمة وفي آخرها الراء، منسوب إلى ناشِرة بن الأبيض بن كِنانة بن مريسة بن عامر بن عمرو ابن عُلة بن جَلْد، بطن من همدان، وعامتهم بمصر والكوفة([9] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn9)).
ونسب أيضاً إلى مدينة زَبِيد: مدينة مشهورة باليمن، وصفها ابن بطوطة في رحلته فقال: " زَبِيدٌ: مدينة عظيمة باليمن بينها وبين صنعاء أربعون فرسخاً، وليس باليمن بعد صنعاء أكبر منها، ولا أغنى من أهلها، واسعة البساتين كثيرة المياه والفواكه من الموز وغيره. وهي برية لا شطية إحدى قواعد بلاد اليمن " وهي – أي زبيد - بفتح الزاي وكسر الباء الموحدة ... "([10] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn10)).
نشأته
نشأ الزبيدي الناشري بمدينة زبيد يتيماً فتكفله أعمامه، فقد " مات أبوه وعمره أربع سنين، فكفله عمه الإمام العلامة ولي الله شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الناشري مدَّة يسيرة، ثم لما توفي عمه المذكور انتقل إلى عمه الآخر شيخ الإسلام شمس الدين علي بن أبي بكر الناشري، فحفظ القرآن العظيم، ثم جمع القراءات السبع عند المقرئ شهاب الدين أحمد بن محمد الأشعري قبل بلوغ عمره عشرين سنة، وكان موفَّقاً في صغره، كما قيل في المثل: عاش طفل ما مربِّيه أب "([11] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn11)).
ودرس بمدارسها العلوم الإسلامية التي يتلقَّاها الطالب في بداية طلبه للعلم الشرعي، والتي سيكون لها تأثيرٌ إيجابي على حياته العلمية مستقبلاً.
وتمذَّهب بالمذهب الشافعي المنتشر في اليمن وقتئذ، وعاش في بيئة اجتماعية تحب العلم وتقدِّر العلماء والفقهاء، فنشأ محبًّا للعلوم الشرعيَّة، على الرغم من وجود بعض المظاهر السلبية التي كانت تتمثَّل في الاضطراب المذهبي بين الشيعة والسُّنَّة، فإنه لم يتأثر بمنهج الشيعة في العلم والاعتقاد بل تلقَّاه على مذهب أهل السُّنَّة الشافعية.
وبعد أن استوى في العلم على سوقه درَّس في مدارس مدينة زبيد، ثم انتقل إلى تعز بترتيب من السلطان الظاهري يحيى بن إسماعيل بن العباس الرسولي، ورتبه السلطان مدرساً بمدرسة الظاهرية والمرشدية، فأقام بها نحو عشر سنين، وكذلك درَّس في غيرها من المدارس كالمدرسة الجلالية، ثم لما تغيَّر حال تعز سنة ثمان وأربعين وثمانمائة ووقع فيها ما وقع من الفتن، انتقل إلى مدينة (إِبٍّ) بدعوة أميرها أسد الدين أحمد بن الليث السيري الهمداني، فتصدر للفتوى والإقراء، وجُعل مدرساً للمدرسة الأسدية التي أنشأها السلطان هناك، وإماماً ومدرساً للقراءات فيها، ويذكر أن الأمير أسد الدين تلقَّاه أحسن ملقى، وأكرمه وقابله بما يقابل مثله، ورتب له من النفقة ما يقوم بها حاله، وأحسن إليه إحساناً تامًّا، فطالت مدَّة إقامته حتى وافته المنية([12] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn12)).
سيرته وثناء العلماء عليه
لقد كان للعالم والفقيه مكانة رائدة في البيئة اليمنية، وكانت حلقات العلم رائجة سبب وجود شيوخ كبار في فنون العلم كالفقه والحديث والقراءات والأدب والشعر؛ بل حتى الأمراء والحكام كانت لهم عناية فائقة بالعلم والعلماء.
وكان للإمام الزبيدي حظ وافر في كثير من العلوم الشرعية التي برع وتفوَّق فيها، مثل اشتهاره بالمهارة في علوم القراءات والتصنيف فيها، واشتهر عنه الضبط والحذق والإتقان في القراءة، وكان لقدوم الحافظ ابن الجزري المقرئ (ت833هـ) لليمن وتتلمذ الزبيدي عليه الأثر الكبير في بناء شخصيته العلمية في مجال الإقراء والروايات والأسانيد والتصنيف، وبعد أن تلقَّى منظومة الدُّرَّة من ناظمها وأجازه بها قام - رحمه الله - بشرحها شرحاً موجزاً مفيداً، ثم قام بعرضه على ابن الجزري بمدينة زبيد في عام (828هـ)، ومما لا ريب فيه فقد أثنى على هذا الشرح الناظم وأشاد بالشارح لما بذله من مجهود في بناء الشرح، مما جعل لهذا الشرح على الدُّرَّة مزيَّة على غيره من الشروح التي تناولت الدُّرَّة بالشرح والتحليل.
ومن العلوم التي تفوق فيها أيضاً الزبيدي التحقيق لعلوم كثيرة منها التاريخ والفقه والأدب والشعر، ووقفت له في بعض كتبه على نزر يسير من أشعاره منهامَا قَالَه عِنْد انْتِقَاله من زبيد إِلَى تعز([13] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn13)):
تَذَكَّرْتُ فِي نَفْسِي فَلَمْ أَرَ زلَّةً
كَزَلَّةِ مَنْ بَاعَ التَّهَائِم بْالْجَبَلِ
وَأَصْبَحَ عَنْ ربع الأَحِبَّةِ نَازِحاً
يسائلُ عَنْ هَذَا وَعَنْ ذَاكَ مَا فَعَل
وله أيضاً([14] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn14)):
يقولون لي ضيعت عمرك فانتبه
وشمر فقد وافاك شهر محرم
فقلت بهم ما لي سوى أن عادتي
منامي على الأجفان فيه محرم
وله أيضاً:
إذا لم يكن هذا المقال بنافع
فيا ليتني أمضيت في الصمت عمريا
ولا راقبت نفسي كل حين ولحظة
ولاقيت ربي لا عليَّ ولا ليا
وعندما ذاع صيته بمدارس زبيد عيَّنه الأمير الظاهر للقيام بالتدريس في مدرسته الخاصة، ووصفته بعض التراجم بأنه كان مبارك التدريس، وذلك لأن كثيراً من روَّاد العلم انتفعوا واستفادوا من علمه.
قال عنه السخاوي (ت902هـ): " وكان فقيهاً مقرئاً ... عالماً محققاً لعلوم جمَّة منها الفقه والقراءات والفرائض وغيرها، مع مشاركة في الأدب والشعر. وكان مبارك التدريس انتفع به جماعة كثيرون وولي أيضاً إمامة الظاهرية فلما اختل الأمر انتقل إلى (إِبٍّ) ([15] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn15)) في أواخر جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين باستدعاء مالكها أسد الدين أحمد بن الليث السيري الهمذاني صاحب حصن جب فرتبه مدرساً بمدرسة الأسدية التي أنشأها هناك وأضاف إليه إمامتها وتدريس القراءات بها، وكذا أعطاه تدريس غيرها كالجلالية وتصدر للفتوى والإقراء ... "([16] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn16)).
وقال عنه البريهي السكسكي (ت902هـ): " كَانَ رَحمَه الله أحد الْأَئِمَّة الْإِفْرَاد والبلغاء الأمجاد متصرُّفاً بالْكلَام بِمَا يَشَاء كَيفَ شَاءَ، مُطيعًا لَهُ على البديهة الْإِنْشَاء حسن المحاضرة، بليغ الْعبارَة ذَا فطنة وبلاغة مَشْهُور بالذكاء وجودة الْفَهم والبراعة مَعَ حسن أَخْلَاق جميلَة "([17] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=504882#_ftn17)).
ومن تلك الرحلة في سيرته وثناء العلماء عليه، نعلم أن الزبيدي الناشري جمع العلم وحصَّله واستوى على أشده، مما أكسبته قدرات علمية عالية على التأليف، والرؤية العميقة في فَهم مدلولات النصوص والروايات، وذاك من مفاتيح شخصيته التي تميَّز بها.
([1]) ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (3/3)،معجم المؤلفين لرضا كحالة (6/265). هدية العارفين (1/347)،إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون (1/181)، الأعلام للزركلي (4/211)،كشف الظنون لحاجي خليفة (1/310)،طبقات صلحاء اليمن للبريهي السكسكي (1/114-117).
([2]) ينظر: الأعلام للزركلي (4/211).
([3]) ينظر: طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/114)،الأعلام للزركلي (4/211).
([4]) ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (3/3).
([5]) ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (3/3).
([6]) ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (3/3).
([7]) ينظر: هدية العارفين (1/347)،إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون (1/181)، معجم المؤلفين لرضا كحالة (6/265)، الأعلام للزركلي (4/211).
([8]) ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (1/ 254).
([9]) ينظر: الأنساب للسمعاني (5/444)،عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب (ص34)،معجم قبائل العرب (3/1166).
([10]) ينظر: رحلة ابن بطوطة (ص116)،معجم البلدان (2/389).
([11]) ينظر: طبقات صلحاء اليمن للبريهي (ص115).
([12]) ينظر: طبقات صلحاء اليمن للبريهي (ص116).
([13]) ينظر: طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/117).
([14]) ينظر: طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/117).
([15]) (إِبُّ): بفتح الهمزة وتشديد الباء إلى أب قرية باليمن وبالضم إلى قرية أبة من عمل تونسب وبالكَسْرَة قُرَية باليمن من ذِي جَبَلَةَ؛ قال أَبو طاهر؛ وكذا يقوله أَهلُ اليمن بالكسر ولا يعرفون الفتح كذا في المعجم. ينظر: لب اللباب في تحرير الأنساب (ص2)، تاج العروس للزبيدي (ص273).
([16]) ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (3/3).
([17]) ينظر: طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/114-115).
([18]) قال عنه السخاوي: " العفيف الناشري تلميذ ابن الجزري ". ينظر: الضوء اللامع للسخاوي (5/207)، وقال في موضع آخر: " العفيف الناشري المقري ... وأخذ القراءات عن ابن الجزري تلا عليه ختمة للعشر ". ينظر: الضوء اللامع للسخاوي (3/3)، وقال عنه البريهي: " ثمَّ لما وَفد المقرئ شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجَزرِي إِلَى الْيمن جمع عَلَيْهِ علم الْقرَاءَات للعشرة، وَقَرَأَ وَسمع عَلَيْهِ كتباً كَثِيرَة وأجاز لَهُ ". ينظر: طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/116).
([19]) أحمد بن القاضي موفق الدين علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله الشهاب أبو الفضل الناشري اليماني. ولد سنة تسع وثمانين وسبعمائة، وحفظ المنهاج وكثيراً من الفوائد الأدبية، وحضر مجالس عمه الشهاب أحمد، وسمع المجد اللغوي، وابن الجزري، وقرأ العربية على عبد الله بن محمد الناشري، والفرائض على علي بن أحمد الجلاد، وأخذ عنه العفيف الناشري، ووصفه بالفضل والأخلاق الحسنة والشمائل المرضية، مع مداومة العبادة والقيام والأوراد، وأنه ولي قضاء زبيد نيابة عن والده من سنة اثنتين وعشرين إلى أن مات في سنة (854هـ). ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (1/ 254)،طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/115).
([20]) أبو بكر بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله الناشري اليماني، ولد تقريباً سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة، وتفقه بأبيه وبعمه الشهاب أحمد، وسمع الجمال بن ظهيرة، والنفيس العلوي، وكان فقيهاً راسخاً مديماً لخدمة العلم ولي تدريس الصلاحية بالسلامة وخطابة مسجد الجند والإعادة بنظامية زبيد، وناب عن أبيه في قضاء زبيد، والتدريس بالمؤيدية بتعز، وانتفع به جماعة كأخيه حافظ الدين، وابن أخيه عفيف الدين، وله حواش وعلى المنهاج مفيدة، وشعر جيد، مات في المحرم سنة (821هـ) في حياة أبيه. ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (5/246)، طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/115).
([21]) أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد، أبو العباس اليماني الأشعري شيخ القراءات في عصره باليمن مطلقاً. ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة، ثم مال إلى أنه سبع بتقديم السين، ممن انتفع به العفيف الناشري في القراءات، وأرخ وفاته في ليلة الجمعة ثاني عشر شعبان سنة إحدى وأربعين، وصلى عليه بمسجد الأشاعر بعد صبح يوم الجمعة، ودفن عند شيخه المقرئ أبي بكر بن علي بن نافع. ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (1/ 317)، طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/115).
([22]) علي بن محمد النور الشرعبي التعزي اليماني المقري. كان آخر من بقي باليمن من شيوخ القراء أهل الضبط والإتقان، وممن جمع حسن الأداء والتحقيق بحيث إنه كان إذا قرأ لا يتمكن من قراءة الفاتحة من المأمومين إلا من لا ذوق له، وتفرد بذلك في اليمن مدة. وهو ممن لقي ابن الجزري بالديار المصرية، وقرأ ببعض الروايات، ثم أكمل عليه العشر باليمن، وكذا قرأ بمصر على ابن الزراتيتي في آخرين فيهم كثرة، وخطب بالجامع المظفري بتعز، وأقرأ به؛ وكان يتوسوس في الطهارة، ويتردد في النية تردداً زائداً مع صدق وجد وصدع بالحق. مات سنة إحدى وسبعين تقريباً رحمه الله وإيانا. ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (3/155)،طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/115).
([23]) إسماعيل بن إبراهيم، الشرف الزبيدي، أحد مشايخ النحو بزبيد، لازم السراج عبد اللطيف الشرجي حتى مهر فيه، وفي الصرف واللغة، بحيث إنه لما قدم البدرُ الدماميني زبيد، لم يكن بها من يُجاريه سواه، فكان لذلك يبالغ في احترامه، وينصفه، ويعترف بفضله وتقدمه في فنه، وكان له مع ذلك اشتغال بالفقه. مات في سنة سبع وثلاثين وثمانمائة. كذا ذكره السخاوي، في "الضوء اللامع"، وقال: أفاده لي بعض فُضلاء اليمن. وممن أخذ عنه العفيف الناشري، وقال: إنه شيخ نحاة عصره. ينظر: الطبقات السنية في تراجم الحنفية (ص174).
([24]) عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن علي القاضي زين الدين أبو زيد بن أبي عبد الله بن قاضي الجماعة أبي زيد العدناني التونسي المغربي المالكي ويعرف بابن البرشكي - بكسر الموحدة والمهملة ثم معجمة ساكنة تليها كاف. ذكره شيخنا في أنبائه فقال: صاحبنا المحدث الرحال الفاضل أخذ ببلاده عن وجماعة وأجاز له التنوخي، ورحل إلى المشرق قديماً في سنة ست عشرة فحج وحمل عن المشايخ قال وكان حسن الأخلاق لطيف المجالسة كريم الطباع انتهى. وقد حج قاضياً على ركب المغاربة سنة خمس وعشرين وسمع من لفظ شيخنا في البخاري وسمع في سنة سبع وعشرين على النور الفوي من لفظ الكلوتاتي سنن الدارقطني بفوت يسير وجمع جزءاً سماه طرد المكافحة عن سند المصافحة وحدث به سمعه منه الفضلاء، وممن روى عنه التقي بن فهد وكذا العفيف الناشري. مات في سنة تسع وثلاثين هو وزوجته ابنة الفاسي وولده منها. ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (2/277)،طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/115).
([25]) علي بن محمد بن عبد العلي بن قحر - بضم القاف وسكون المهملة بعدها راء - موفق الدين العكي الزبيدي الشافعي. ولد سنة ثمان وخمسين وسبعمائة، وتفقه بأحمد بن أبي بكر الحضرمي وبه انتفع وبالشهاب أحمد بن أبي بكر الناشري، والجمال الريمي، ومهر فيه وتقدم إلى أن صار مفتى زبيد وفقيهها والمرجوع إليه في ذلك وأكبر مفتيها سناً، وأخذ الناس عنه، وهو أوَّل من ولي من الشافعية إمامة مسجد الأشاغر بها في سنة تسع وسبعين وسبعمائة. مات في ثاني أو أوَّل شوال سنة اثنتين وأربعين. وقال المقريزي: إليه انتهت رياسة العلم والفتوى بزبيد، وقال العفيف الناشري: الفقيه العلامة أحد المفتين بزبيد تفقه بجماعة كثيرين واجتهد في طلب العلم فبرع فيه وطار ذكره وعظم قدره قرأت عليه منهاج النووي. ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (3/121).
([26]) عمر بن عيسى بن إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو حفص الناشري. حفظ الشاطبية، وأكثر المنهاج، وأخذ عن جماعة من أهله، وقرأ أكثر القراءات على الشهاب أحمد بن محمد الأسعردي، وانتفع به في القراءات العفيف الناشري، وهو المترجم له في آخرين ممن انتفع به سيما الصبيان الذين كان يعلمهم القرآن، وأم بمسجد خليجان عند الصلاحية بزبيد وقطنها؛ قليل المخالطة للناس لكونه لا يستطيع سماع الباطل لكونه كان يتعانى الكيمياء مع جودة الخط والشعر. مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين. ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (3/206).
([27]) أبو القاسم بن محمد بن أبي بكر الجبيلي قاضي الجند، تفقه بالشهاب أحمد ابن أبي بكر الناشري، وجمع من العلوم، والكتب ما لم يجتمع لغيره مع اشتهاره بالديانة والأمانة وذكره بالورع التام، مات بقرية السمكر سنة سبع وثلاثين، ذكره العفيف الناشري، وقال: إنه قرأ عليه فصبح ثعلب. ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (5/303).
([28]) محمد بن سعيد بن علي بن محمد بن كبن - بفتح الكاف ثم موحدة مشدَّدة وآخره نون - ابن عمر بن علي بن إسحاق بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الجمال القرشي الطبري الأصل اليماني العدني الشافعي القاضي ربيب القاضي محب الدين الطبري، ويعرف بابن كبن. ولد في ذي الحجة سنة ست وسبعين وسبعمائة بعدن من اليمن، ونشأ بها، وقرأ كما وجده النفيس العلوي بخطه في فنون شتى على قاضي عدن الرضي أبي بكر بن محمد الحبيشي، ومهر في الفقه وتصدى للتدريس والإفتاء. مات في سابع رمضان سنة اثنتين وأربعين بعدن ... ذكره العفيف الناشري في كتابه استطراداً وقال إنه أخذ عنه وأحسن ترجمته، وأرخه في يوم الأحد ثامن رمضان. محمد بن سعيد بن أبي الفتح. ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (4/27-28)،معجم المؤلفين لرضا كحالة (10/33).
([29]) محمد بن عمر بن شوعان أبو عبد الله أحد فقهاء الحنفية المتضلعين من العقليات والنقليات. انتفع به جماعة مع غلبة التقشف عليه والعفاف والديانة، قرأ عليه العفيف الناشري. ومات سنة سبع عشرة. ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (4/223)،إنباء الغمر بأبناء العمر (1/479).
([30]) سليمان بن إبراهيم بن عمر الفقيه نفيس الدين التعزي العلوي، عني بالحديث وأحب الرواية واستجيز له من جماعة من أهل مكة، وكان محباً في السماع، والرواية محثاً على ذلك مع عدم مهارة فيه فذكر لي أنه مر على صحيح البخاري مائة وخمسين مرَّة ما بين قراءة وسماع وإسماع ومقابلة، وحصل من شروحه كثيراً، وحدث بالكثير وكان محدث أهل بلده، وقرأ للكثير على شيخنا مجد الدين الشيرازي ونعم الرجل كان! لقيته بزبيد وبتعز في الرحلتين وحصل لي به أنس، وحدثني بجزء من حديثه يخرجه لنفسه زعم أنه مسلسل باليمنيين وليس بالأمر في غالبه كذلك: مات في ذي الحجة سنة (825هـ) وقد جاوز الثمانين. ينظر: إنباء الغمر بأبناء العمر (2/8)،طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/207-209).
([31]) أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر بن أحمد الكناني العسقلاني الأصل، ثم المصري، الشافعي، قاضي القضاة شيخ الإسلام، شهاب الدين، أبو الفضل بن نور الدين، بن قطب الدين، بن ناصر الدين، بن جلال الدين. فريد زمانه، وحامل لواء السنة في أوانه، ذهبي هذا العصر ونضاره، وجوهره الذي ثبت به على كثير من الاعصار فخاره، أمام هذا الفن للمقتدين، ومقدم عساكر المحدثين، وعمدة الوجود في التوهية والتصحيح، وأعظم الشهود والحكام في بابي التعديل والتجريح. شهد له بالإنفراد خصوصاً في شرح البخاري كل مسلم، وقضى له كل حاكم بأنه المعلم. له الحفظ الواسع الذي إذا وصفته فحدث عن البحر ابن حجر ولا حرج. والنقد الذي ضاهى به ابن معين فلا يمشي عليه بهرج هرج، والتصانيف التي ما شبهتها إلا بالكنوز والمطالب. فمن ثم قيض لها موانع تحول بينها وبين كل طالب. جمل الله به هذا الزمان الأخير، وأحيا به وبشيخه سنة الإملاء بعد انقطاعه من دهر كثير. ولد في ثاني عشر شعبان، سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة. وعني بالأدب والشعر حتى برع فيهما ونظم الكثير فأجاد، وهو ثاني السبعة الشهب من الشعراء. وكتب الخط المنسوب. ثم حبب إليه فن الحديث فأقبل عليه سماعاً وكتابة وتخريجاً وتعليقا وتصنيفا، ولازم حافظ عصره زين الدين العراقي حتى تخرج به واكب عليه أكبابا لا مزيد عليه حتى رأس فيه في حياة شيوخه وشهدوا له بالحفظ. وتفقه على الشيخ سراج الدين البلقيني، والشيخ سراج الدين ابن الملقن، والشيخ برهان الدين الأنباسي. وأخذ الأصول وغيرها عن العلامة عز الدين بن جماعة ولازمه طويلاً. ورحل إلى الشام والحجاز ودخل اليمن. فأجتمع بالعلامة مجد الدين الشيرازي صاحب القاموس. ثم رجع فأقبل بكليته على الحديث وصنف فيه التصانيف الباهرة. وولي وظائف سنية كتدريس الحديث بالشيخونية، وبجامع القلعة، وبالجمالية، وبالبيبرسية وتدريس الفقه بالمؤيدية وبالشيخونية وولي مشيخة الشيوخ بالبيبرسية، ومشيخة الصلاحية بجوار مشهد الإمام الشافعي رحمه الله تعالى. وولي قضاء القضاة بالديار المصرية، وأوَّل ما وليه سنة سبع وعشرين. ومن تصانيفه " فتح الباري شرح البخاري " ، ومقدمته تسمى " هدى الساري "، مات ليلة السبت ثامن عشر ذي الحجة، سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، ودفن بالقرافة. ينظر: نظم العقيان في أعيان الأعيان (1/13-17)،طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/115).
([32]) شرف الدّين إِسْمَاعِيل بن أبي بكر المقرئ الشاوري كَانَ إِمَامًا يضْرب بِهِ الْمثل فِي الذكاء مرتقياً أَعلَى ذرْوَة الْفضل بِلَا امتراء، نادرة الدَّهْر وَأعظم فضلاء الْعَصْر، مَلأ بِعِلْمِهِ الصُّدُور والسطور، وَأَبَان بمشكاة فهمه مَا كَانَ عويصاً على أَعْلَام الصُّدُور، لَهُ المصنفات الْكَثِيرَة الَّتِي سَارَتْ بهَا الركْبَان، والفوائد الجليلة المستفيضة فِي الْبلدَانِ برز فِي ميدان الْفَضَائِل، وَأمن من النَّاظر، والمناضل فَلَيْسَ يباريه مبار وَلَا يجاريه إِلَى غَايَة الْفضل مجار أصل بلد أَبِيه بلد بني شاور، وَهِي بَلْدَة مَعْرُوفَة، ثمَّ انْتقل إِلَى بَيت حُسَيْن فَأَقَامَ بهَا ثمَّ نَشأ لَهُ هَذَا الْوَلَد النجيب فَقَرَأَ على وَالِده طرفاً من الْعلم، ثمَّ انْتقل إِلَى مَدِينَة زبيد فَقَرَأَ على الإِمَام جمال الدّين الريمي، وعَلى غَيره من الْعلمَاء فِي الْفِقْه والنحو واللغة والْحَدِيث، حَتَّى برع بذلك وفَاق أَبنَاء جنسه واعترفوا بفضله، وَكَانَت لَهُ قريحة مطاوعة وبديهة عَجِيبَة فَأَنْشَأَ قصيدة إِلَى الْوَزير بن معيبد فَأعْطَاهُ نَحْو ألف دِينَار، ثمَّ أنشأ أُخْرَى إِلَى السُّلْطَان الْأَشْرَف بن الافضل فقرضها لَهُ الْوَزير بن معيبد، فَأَجَازَهُ السُّلْطَان عَلَيْهَا بألوف، واشتهر شعره فَعلم بذلك وَالِده فَكتب إِلَيْهِ ينهاه عَن الِاشْتِغَال بِغَيْر علم الشَّرْع، وعاتبه على هجره لَهُ، وَكتب إِلَيْهِ شعرًا فِي القصيدة الْمَعْرُوفَة الَّتِي أَولهَا يحثه فِيهَا على طلب الْعلم الشريف وَيتْرك الشّعْر ويصل وَالِديهِ.وعمر عمراً طَويلا حَتَّى نَيف على الثَّمَانِينَ من مولده ثمَّ توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى بزبيد سنة (837هـ) رَحمَه الله ونفع بِهِ. ينظر: طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/302-307)،الأعلام للزركلي (1/310).
([33]) شرف الدّين قَاسم بن عمر الدمتي كَانَ إِمَامًا فَاضلا قَرَأَ على الإِمَام وجيه الدّين الزوقري، وَالْإِمَام عفيف الدّين عُثْمَان العماكري بالفقه وعَلى غَيرهمَا، وَقَرَأَ وَسمع الحَدِيث على الشَّيْخ شمس الدّين الْجَزرِي، وَالْإِمَام نَفِيس الدّين، فَكل هَؤُلَاءِ أَجَازُوا لَهُ، واشتهر بِمَعْرِِفَة الْفِقْه وتحقيقه وتدقيقه، وَكَانَت ترد عَلَيْهِ الْفَتَاوَى من جَمِيع الْجِهَات فيشفي بِالْجَوَابِ ويجود بالعبارة، وَكَانَ لَا يقنع السَّائِل الْعَارِف إِلَّا بِجَوَاب هَذَا الْفَقِيه مَعَ كَثْرَة الْفُقَهَاء بِالْبَلَدِ وَكَانَ باذلاً نَفسه للطلبة وَعَلِيهِ السكينَة وَالْوَقار مُجْتَهداً بِالْعبَادَة معدوداً من الصلحاء الْعلمَاء وَمن الْمُحدثين الَّذين ينظرُونَ بِنور الله، وَكَانَ لَا يسْتَحل أَن يَأْخُذ شَيْئاً من الْوَقْف إِلَّا إِذا قَامَ بِمَا شَرطه الْوَاقِف، وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة (832هـ) وَدفن بالأجيناد. ينظر: طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/214).
([34]) محمد بن أبي بكر بن محمد بن الخياط، الحافظ الجليل المفتي حافظ البلاد اليمنية جمال الدين ابن الإمام رضي الدين، لازم الشيخ نفيس الدين العلوي في الحديث، فما مضى إلا اليسير حتى فاق عليه حتى كان لا يجاريه في شيء، وتخرج بالشيخ تقي الدين الفاسي، وأخذ عن القاضي مجد الدين الشيرازي واغتبط به حتى كان يكاتبه فيقول: إلى الليث ابن الليث، والماء ابن الغيث، ودرس جمال الدين بتعز وأفتى، وانتهت إليه رياسة العلم بالحديث هناك، وأخذ عن الشيخ شمس الدين الجزري لما دخل اليمن بأخرة، ومات بالطاعون. ينظر: إنباء الغمر بأبناء العمر (2/129).
([35]) إسماعيل بن إبراهيم الزبيدي الحنفي البومة. أحد مشايخ النحو بزبيد لازم السراج عبد اللطيف الشرجي حتى مهر فيه وفي الصرف وفي اللغة بحيث إنه لما قدم البدر الدماميني زبيد لم يكن في طلبة زبيد من يجاريه سواه، وكان لذلك يبالغ في احترامه وينصفه، ويعترف له بالفضيلة والتقدم في فنه هذا مع اشتغال في الفقه أيضاً. مات في سنة سبع وثلاثين. أفاده لي بعض فضلاء اليمن، وممن أخذ عنه قراءة وسماعاً العفيف الناشري، وقال أنه شيخ نحاة عصره برع في فنون وأم بمدرسة الجمال المزجاي ودرس بالصلاحية والرحمانية بزبيد في النحو وانتفع به جماعة؛ بل أخذ عنه خلق. ينظر: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي (1/447)،طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/290).
([36]) ينظر: طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/115).
([37]) الإِمَام الْعَلامَة الصَّالح الْعَامِل الزَّاهِد جمال الدّين الطّيب بن أَحْمد النَّاشِرِيّ فَهُوَ الإِمَام الْمجمع على جلالته وفضله وتضلعه فِي الْعُلُوم. قَرَأَ على وَالِده ولي الله القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد النَّاشِرِيّ، ثمَّ على غَيره من فُقَهَاء مَدِينَة زبيد وَغَيرهم بِجَمِيعِ فنون الْعلم وَأَجَازَ لَهُ الشُّيُوخ الْكِبَار فِي مَكَّة المشرفة وَالْمَدينَة الشَّرِيفَة عِنْد أَن سَافر لِلْحَجِّ والزيارة وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ مجد الدّين الشِّيرَازِيّ وَالشَّيْخ شمس الدّين الْجَزرِي، وَقد جمع الْمَشَايِخ الَّذين قَرَأَ عَلَيْهِم وأجازوا لَهُ فِي كراسة جعلهَا عِنْده، واشتهر بِحسن التدريس وَالصَّوَاب فِي الْفَتْوَى وناب لِعَمِّهِ القَاضِي شمس الدّين عَليّ النَّاشِرِيّ بِالْقضَاءِ الْأَكْبَر ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعد موت عَمه ورزق الجاه الْكَبِير عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَرَفعه السُّلْطَان الظَّاهِر على جَمِيع النَّاس بِمَا يسْتَحقّهُ من فضل الْعلم مَعَ ورعه وزهادته الْمجمع عَلَيْهِ وأحبه النَّاس وانتفعوا بِهِ انتفاعاً كثيراً، وَقصد للمهمات وأطاعوه وامتثلوا أمره وصنف كتاباً مُفِيداً نَحْو الشَّرْح للحاوي الصَّغِير سَمَّاهُ الْإِيضَاح نَحْو مجلدين أَتَى فِيهِ بمعظم الغرائب والنكت على بعض أَلْفَاظ الْحَاوِي، جمع فِيهِ متفرق الْكَلَام كالتحرير لأبي زرْعَة، والمفتاح لِابْنِ كبن والأذرعي والجواهر والمهمات، وَشرح الْحَاوِي وَغير ذَلِك من كَلَام الْمُتَأَخِّرين من أهل الْعَصْر وَغَيرهم وَقد اشْتهر وانتشر وتلقاه النَّاس عَامَّة فِي الْيمن وَمَكَّة وَالشَّام بِالْقبُولِ ومدحه بعض الْفُضَلَاء البلغاء فَقَالَ هُوَ كتاب عدم نَظِيره فِي مَا مضى من الْأَيَّام وَعز وجود مثله فِي الدهور والأعوام لم ينسج على منواله وَلَا يتَصَدَّى أحد من الْعلمَاء لمثاله فَمَا لمثله فِي الْوُجُود وجود كَمَا أَن نَظِير مُؤَلفه فِي الْعَالم لمفقود وَزَاد على ذَلِك شَيْئا كثيراً مِمَّا قد ذكرته فِي الأَصْل، وَقد مد الله فِي عمر هَذَا الإِمَام، وَبَارك لَهُ فِيهِ حَتَّى نَيف على ثَمَانِينَ سنة، ورزقه الله أَوْلَادًا نجبا،وَتُوفِّي الإِمَام جمال الدّين الطّيب النَّاشِرِيّ بِشَهْر شَوَّال سنة (874هـ) رَحمَه الله ونفع بِهِ. ينظر: طبقات صلحاء اليمن للبريهي (1/317-319).
فرغلي عرباوي
2011-05-28, 07:05 PM
تكملة الترجمة بهذا الرابط
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=20486
القارئ المليجي
2011-05-29, 11:54 AM
فتح الله لك، وزادك نفعًا وإفادةً لأهْل القُرآن.
محمد الحضرمي
2012-02-21, 07:10 AM
صدر حديثاً: (الإمام المقرئ عثمان الناشري الزبيدي وجهوده في علم القراءات) (http://www.tafsir.net/vb/tafsir30158/)
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.