سلمان أبو زيد
2007-02-14, 08:04 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أيُّها الأحباب:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
(( أنا مؤمن إن شاء الله )) [ فائدة في العقيدة ] (5)
قال الحافظ عبد الغني المقدسي ـ رحمه الله تعالى ـ :
والاستثناء في الإيمان سنة ماضية، فإذا سئل الرجل: أمؤمن أنت؟ قال: إن شاء الله ، روي ذلك عن عبد الله بن مسعود، وعلقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، وأبي وائل شقيق بن سلمة، ومسروق بن الأجدع، ومنصور بن المعتمر، وإبراهيم النخعي، ومغيرة بن مِقْسَم الضبي، وفضيل بن عياض، وغيرهم، وهذا استثناء على يقين، قال الله -عز وجل- (( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ))[سورة الفتح :27] .ا.هـ ["عقيدة الحافظ عبد الغني" ]
= = = = = = =
* قال شيخُنا الحبيب صــاحب الفضيلة العلامة عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي ـ حفظه الله ورعاه ـ معلقاً :
نعم، الاستثناء، يقول المؤلف: "والاستثناء في الإيمان سنة ماضية، فإذا سئل الرجل: أمؤمن أنت؟ قال: إن شاء الله ". يعني: أهل السنة والجماعة يرون أنه لا بأس في الاستثناء في الإيمان، ويكون الاستثناء راجعا إلى العمل لا إلى تصديق القلب، يقول: أمؤمن أنت؟ تقول: إن شاء الله . يعني بالنسبة للعمل؛ لأن الأعمال والواجبات متعددة، فلا يجزم الإنسان بأنه أدى ما عليه، بل يتهم نفسه ولا يزكي نفسه بأنه أدى ما عليه، فقال المؤمن: إن شاء الله .
أما بالنسبة للتصديق فهو مصدق الاستثناء لا يرجع إلى التصديق؛ ولهذا فإن أهل السنة والجماعة يرون أنه يجوز الاستثناء بالنسبة للعمل لا بالنسبة لأصل الإيمان والتصديق؛ ولهذا البعض إذا سأل قال: أمؤمن أنت؟ قال: نعم، قال: آمنت بالله ورسله وآمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله.
وأما المرجئة فلا يستثنون في الإيمان؛ لأن الإيمان شيء واحد عندهم لا يزيد ولا ينقص، الإيمان هو التصديق بالقلب، لا يزيد ولا ينقص، فلا تقل: إن شاء الله ؛ يقول: هل تشك في إيمانك؟ يسمون من يستثني إيمانه... يسمون أهل السنة الشكاكة، يقولون: أنتم شكاكة في إيمانكم، أنت ما تعرف نفسك أنك مؤمن ، الإنسان يعرف نفسه أنه مؤمن كما أنه يعرف أنه قرأ الفاتحة، وكما أنه يعرف نفسه أنه قرأ الفاتحة، وكما أنه يعرف نفسه أنه يحب الرسول ويبغض اليهود، ما يحتاج استثناء، كيف تشك فيما تقول: أنا مؤمن إن شاء ... تشك في إيمانك؟! يسمون أهل السنة الشكاكة.
وأما أهل السنة يقولون: لا، فيه تفصيل، إن كان الاستثناء راجعا إلى أصل الإيمان هذا ممنوع؛ أنت تريد ترجع إلى أصل الإيمان هذا ممنوع، أما إذا أردت أن شعب الإيمان متعددة والواجبات كثيرة، ولا تزكي نفسك ولا تدري بأنك ما أديت ما عليك، بل تتهم نفسك، هذا لا بأس، تقول: أنا مؤمن إن شاء الله .
وكذلك إذا أراد الإنسان التبرك بذكر اسم الله فيقول: إن شاء الله ، وكذلك إذا أراد عدم العلم بالعاقبة وأن العاقبة لا يعلمها إلا الله جاز الاستثناء، أما إذا أراد الشك في أصل الإيمان فهذا ممنوع؛ ولهذا قال المؤلف: "الاستثناء سنة ماضية، فإذا سئل الرجل: أمؤمن أنت؟ قال: إن شاء الله . روي هذا عن عبد الله بن مسعود، وعلقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، -هؤلاء الأخيار كلهم يرون الاستثناء- وأبي وائل شقيق بن سلمة، ومسروق بن الأجدع، ومنصور بن المعتمر، وإبراهيم النخعي"... هؤلاء كلهم من التابعين، عبد الله بن مسعود ومغيرة بن مِقْسَم الضبي وفضيل بن عياض وغيرهم من السلف.
يقول المؤلف: "وهذا استثناء على يقين" يعني: إن الاستثناء في الإيمان لا يعني الشك في أصل الإيمان؛ لأن المستثني إذا أراد الشك في أصل الإيمان هذا ممنوع، وإنما إذا أراد العمل فلا بأس، قال الله -عز وجل-: (( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ )) [سورة الفتح :27] هذا استثناء، فالله استثنى وهو لا يشك -سبحانه وتعالى-، ولهذا قال الله -تعالى-: (( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ )) .
أبو بكر الآجري -رحمه الله - يقول: إن أهل العلم يستثنون في الإيمان لا على جهة الشك، نعوذ بالله من الشك في الإيمان، ولكن خوف التزكية لأنفسهم من الاستكمال للإيمان، لا يدري أهو ممن يستحق حقيقة الإيمان أم لا؛ وذلك أن أهل العلم من أهل الحق إذا سُئِلوا: أمؤمن أنت؟ قال: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار.. وأشباه هذا، والناطق بهذا والمصدق به بقلبه مؤمن ، وإنما الاستثناء في الإيمان، لأنه لا يدري أهو ممن يستوجب ما نعت الله -عز وجل- به المؤمنين من حقيقة الإيمان أم لا.
هذا طريق الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين لهم بإحسان عندهم: أن الاستثناء في الأعمال لا يكون في القول والتصديق بالقلب، وإنما الاستثناء في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان . ا.هـ
(( المصدر )) :
[من الموقع الرسمي لصـاحب الفضيلة شيخنا العلامـة عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي - حفظه الله ورعاه - ]
(( أسعد الله أوقاتكم بكل خير.))
و كتب / سلمان بن عبدالقادر أبو زيد
ليلة السبت 27 جمادى الأولى 1427 هـ
أيُّها الأحباب:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
(( أنا مؤمن إن شاء الله )) [ فائدة في العقيدة ] (5)
قال الحافظ عبد الغني المقدسي ـ رحمه الله تعالى ـ :
والاستثناء في الإيمان سنة ماضية، فإذا سئل الرجل: أمؤمن أنت؟ قال: إن شاء الله ، روي ذلك عن عبد الله بن مسعود، وعلقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، وأبي وائل شقيق بن سلمة، ومسروق بن الأجدع، ومنصور بن المعتمر، وإبراهيم النخعي، ومغيرة بن مِقْسَم الضبي، وفضيل بن عياض، وغيرهم، وهذا استثناء على يقين، قال الله -عز وجل- (( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ))[سورة الفتح :27] .ا.هـ ["عقيدة الحافظ عبد الغني" ]
= = = = = = =
* قال شيخُنا الحبيب صــاحب الفضيلة العلامة عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي ـ حفظه الله ورعاه ـ معلقاً :
نعم، الاستثناء، يقول المؤلف: "والاستثناء في الإيمان سنة ماضية، فإذا سئل الرجل: أمؤمن أنت؟ قال: إن شاء الله ". يعني: أهل السنة والجماعة يرون أنه لا بأس في الاستثناء في الإيمان، ويكون الاستثناء راجعا إلى العمل لا إلى تصديق القلب، يقول: أمؤمن أنت؟ تقول: إن شاء الله . يعني بالنسبة للعمل؛ لأن الأعمال والواجبات متعددة، فلا يجزم الإنسان بأنه أدى ما عليه، بل يتهم نفسه ولا يزكي نفسه بأنه أدى ما عليه، فقال المؤمن: إن شاء الله .
أما بالنسبة للتصديق فهو مصدق الاستثناء لا يرجع إلى التصديق؛ ولهذا فإن أهل السنة والجماعة يرون أنه يجوز الاستثناء بالنسبة للعمل لا بالنسبة لأصل الإيمان والتصديق؛ ولهذا البعض إذا سأل قال: أمؤمن أنت؟ قال: نعم، قال: آمنت بالله ورسله وآمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله.
وأما المرجئة فلا يستثنون في الإيمان؛ لأن الإيمان شيء واحد عندهم لا يزيد ولا ينقص، الإيمان هو التصديق بالقلب، لا يزيد ولا ينقص، فلا تقل: إن شاء الله ؛ يقول: هل تشك في إيمانك؟ يسمون من يستثني إيمانه... يسمون أهل السنة الشكاكة، يقولون: أنتم شكاكة في إيمانكم، أنت ما تعرف نفسك أنك مؤمن ، الإنسان يعرف نفسه أنه مؤمن كما أنه يعرف أنه قرأ الفاتحة، وكما أنه يعرف نفسه أنه قرأ الفاتحة، وكما أنه يعرف نفسه أنه يحب الرسول ويبغض اليهود، ما يحتاج استثناء، كيف تشك فيما تقول: أنا مؤمن إن شاء ... تشك في إيمانك؟! يسمون أهل السنة الشكاكة.
وأما أهل السنة يقولون: لا، فيه تفصيل، إن كان الاستثناء راجعا إلى أصل الإيمان هذا ممنوع؛ أنت تريد ترجع إلى أصل الإيمان هذا ممنوع، أما إذا أردت أن شعب الإيمان متعددة والواجبات كثيرة، ولا تزكي نفسك ولا تدري بأنك ما أديت ما عليك، بل تتهم نفسك، هذا لا بأس، تقول: أنا مؤمن إن شاء الله .
وكذلك إذا أراد الإنسان التبرك بذكر اسم الله فيقول: إن شاء الله ، وكذلك إذا أراد عدم العلم بالعاقبة وأن العاقبة لا يعلمها إلا الله جاز الاستثناء، أما إذا أراد الشك في أصل الإيمان فهذا ممنوع؛ ولهذا قال المؤلف: "الاستثناء سنة ماضية، فإذا سئل الرجل: أمؤمن أنت؟ قال: إن شاء الله . روي هذا عن عبد الله بن مسعود، وعلقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، -هؤلاء الأخيار كلهم يرون الاستثناء- وأبي وائل شقيق بن سلمة، ومسروق بن الأجدع، ومنصور بن المعتمر، وإبراهيم النخعي"... هؤلاء كلهم من التابعين، عبد الله بن مسعود ومغيرة بن مِقْسَم الضبي وفضيل بن عياض وغيرهم من السلف.
يقول المؤلف: "وهذا استثناء على يقين" يعني: إن الاستثناء في الإيمان لا يعني الشك في أصل الإيمان؛ لأن المستثني إذا أراد الشك في أصل الإيمان هذا ممنوع، وإنما إذا أراد العمل فلا بأس، قال الله -عز وجل-: (( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ )) [سورة الفتح :27] هذا استثناء، فالله استثنى وهو لا يشك -سبحانه وتعالى-، ولهذا قال الله -تعالى-: (( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ )) .
أبو بكر الآجري -رحمه الله - يقول: إن أهل العلم يستثنون في الإيمان لا على جهة الشك، نعوذ بالله من الشك في الإيمان، ولكن خوف التزكية لأنفسهم من الاستكمال للإيمان، لا يدري أهو ممن يستحق حقيقة الإيمان أم لا؛ وذلك أن أهل العلم من أهل الحق إذا سُئِلوا: أمؤمن أنت؟ قال: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار.. وأشباه هذا، والناطق بهذا والمصدق به بقلبه مؤمن ، وإنما الاستثناء في الإيمان، لأنه لا يدري أهو ممن يستوجب ما نعت الله -عز وجل- به المؤمنين من حقيقة الإيمان أم لا.
هذا طريق الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين لهم بإحسان عندهم: أن الاستثناء في الأعمال لا يكون في القول والتصديق بالقلب، وإنما الاستثناء في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان . ا.هـ
(( المصدر )) :
[من الموقع الرسمي لصـاحب الفضيلة شيخنا العلامـة عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي - حفظه الله ورعاه - ]
(( أسعد الله أوقاتكم بكل خير.))
و كتب / سلمان بن عبدالقادر أبو زيد
ليلة السبت 27 جمادى الأولى 1427 هـ