تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القواعد الخمس التي اتفق عليها علماء الفقه والأصول وفروعها



أبو المنذر سراج الدين
2011-05-07, 09:04 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله أما بعد:
فإن القواعد الفقهية -كما عرفها العلماء- هي أصول ومبادئ كلية في نصوص موجزة تتضمن أحكاماً تشريعية عامة في الحوادث التي تدخل تحت موضوعها.
وقد صاغ الفقهاء قواعد كثيرة بعبارات موجزة تدخل تحتها فروع كثيرة من أبواب مختلفة من الفقه، وألفوا فيها كتباً كثيرة ومن هذه القواعد خمس قواعد متفق عليها، وقصرها بعضهم على أربعة فقط، وهي الأربع الأولى التي سنذكرها -إن شاء الله تعالى، وهذه القواعد هي:
القاعدة الأولى: اليقين لا يزول بالشك.
قال المقري في قواعده: المعتبر في الأسباب والبراءة وكل ما تترتب عليه الأحكام: العلم اليقين، ولما تعذر في أكثر الصور أقيم الظن مقامه لقربه منه وبقي الشك ملغى على الأصل. ومن فروع هذه القاعدة: لزوم البناء على اليقين لمن شك أصلى ثلاثا أو أربعا؟ لأن الأربعة وجبت بيقين ولا تبرأ الذمة إلا بيقين، ولهذا قلنا: اليقين لا يرفع بالشك. ومن فروعها: لزوم البينة على المدعي....
والأصل في هذه القاعدة ما جاء في الصحيحين وغيرهما من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة أيقطع الصلاة؟ قال: لا، حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً.
قال الولاتي: وهذه القاعدة تشتمل على قاعدة العمل باستصحاب الأصل، وتندرج تحتها قاعدة: إلغاء الشك في المانع، واعتباره في المقتضي الشرط.
القاعدة الثانية: إزالة الضرر، أو الضرر يزال.
أي وجوب إزالة الضرر عمن نزل به، والأصل في هذه القاعدة ما رواه مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا ضرر ولا ضرار.
قال الولاتي: لأن الشريعة مبنية على جلب المصالح ودفع المفاسد، وتندرج تحت هذه القاعدة، قاعدة: ارتكاب أخف الضررين.
ومن فروعها: شرع الزواجر من الحدود، والضمان، ورد المغصوب، أو ضمانه بالتلف، والتطليق بالإضرار، وبالإعسار..
القاعدة الثالثة: المشقة تجلب التيسير.
أي كلما وقعت المشقة حساً جاء التيسير شرعا.
والأصل في هذه القاعدة قوله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78].
ومن فروعها: الأخذ بالأخف والرخص كجواز القصر والجمع والفطر في السفر....
قال الولاتي: والمشقة قسمان: قسم لا تنفك عنه العبادة فلا يوجب تخفيفاً لأن العبادة قررت معه، كالوضوء في البرد والصوم في الحر...
وقسم تنفك عنه وهو ثلاثة أقسام: فإن كان في مرتبة الضروريات عفي عنه إجماعاً كما إذا كان فيه هلاك نفس أو تلف عضو.....
وإن كان في مرتبة التتميمات "التحسينات" لم يعف عنه إجماعاً كما إذا كان فيه مجرد جهد فقط، وإن كان في مرتبة الحاجيات: فمحل خلاف، كما إذا كان فيه مرض خفيف....
القاعدة الرابعة: العادة محكمة، أو العادة معتبرة.
قال الولاتي: إن كان ما تدخل فيه العادة أي عادة العوام القولية والفعلية من الأحكام الشرعية فهي عاملة فيه أي محكمة فيه: تخصصه إن كان عاماً، وتقيده إن كان مطلقاً، وتبينه إن كان مجملاً. والذي يدخل فيه عادة العوام القولية وتحكم فيه هو ألفاظ الناس في الأيمان والمعاملات من العقود والفسوخ، والاقرارات، والشهادات، والدعاوى؛ وهي في غلبة استعمال اللفظ في معنى غير معناه الأصلي، سواء كان جزئي معناه الأصلي أم لا حتى يصير هو المتبادر إلى الذهن منه عند الإطلاق، ويصير المعنى الأصلي كالمهجور، مثال تخصيص العرف للعام: حمل يمين من حلف ألا يركب دابة على ذوات الأربع فلا يحنث بركوب غيرها من كل ما يدب على وجه الأرض، فلفظ الدابة لغة يشمل كلما يدب على وجه الأرض، لكن العادة القولية خصصته بذوات الأربع.. وهكذا العادة الفعلية.
والأصل في هذه العادة قوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف:199].
وقوله صلى الله عليه وسلم لهند بنت عتبة: خذي من ماله ما يكفيك وولدك بالمعروف. والحديث في الصحيحين.
ومن فروعها: تقدير النفقات الواجبة للزوجات والأقارب.... وما هو الأنسب من متاع البيت للرجال، وما هو الأنسب للنساء عند النزاع في ذلك.....
القاعدة الخامسة: الأمور تتبع المقاصد، أو الأمور بمقاصدها.
يعني أن الأمور تتبع المقاصد فإن كان حسنا كان حسنا، وإن كان قبيحاً كان قبيحاً، والأصل في هذه القاعدة: قوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى. رواه البخاري ومسلم.
ومن فروعها: تمييز العبادات من العادات بالقصد، وتمييز مراتب العبادات بالقصد لأن القصد "النية" شرط صحة في العبادات المحضة، وشرط لحصول الثواب في جميع الأعمال.
وتندرج تحت هذه القاعدة قاعده: سد الذرائع إلى الفساد: وقيل: إن قاعدة تبع الأمور للمقاصد، ترجع إلى قاعدة: اليقين لا يرفع بالشك، لأن الشيء إذا لم يقصد فنحن على يقين من عدم حصوله.
قال الولاتي رحمه الله: وهذه القواعد ذكرها القاضي حسين وقال: إن فروع الفقه كلها آيلة إليها، وبحث بعضهم في ذلك فقال: إن في رجوع جميع الفقه إليها تعسفاً، لأن أصوله منتشرة تتضح بالتفصيل، ثم قال: وهذه القواعد الخمس لا خلاف بين العلماء في كونها أصولاً تبنى عليها فروع الشريعة، وإنما الخلاف بينهم في تفصيل ذلك.... ثم قال: وقال الشيخ عز الدين: أحكام الشرع كلها تعود إلى جلب المصالح، ودرء المفاسد. وقال الشيخ الشنقيطي في نشر البنود: ورجوع فروع الفقه إلى هذه الأصول فيه تكلف.... فلو زيدت الأصول التي ترجع إليها فروع الفقه مع وضوح الدلالة لزادت على المائتين.
والحاصل أن القواعد الخمس التي اتفق عليها علماء الفقه والأصول والتي لا خلاف بينهم في كونها أصولاً تبنى عليها الفروع هي:
1- اليقين لا يرفع بالشك.
2- وجوب إزالة الضرر.
3- المشقة تجلب التيسير.
4- العادة محكمة، أو العرف معتبر.
5- الأمور تتبع المقاصد.
وما نقلناه عن العلامة الولاتي هو من كتابه "شرح أصول المذهب"، وقد نظم ابن أبي قفة هذه القواعد بقوله:
وهذه خمس قواعد ذكره ===== أن فروع الفقه فيها تنحصر
هي اليقين حكمه لا يرفع ===== بالشك، بل حكم اليقين يتبع
وضرر يزال والتيسير مع ===== مشقة يدور حيثما تقــــــع
وكل ما العادة فيه تدخل ===== من الأمور فهي فيه تعمـــل
وللمقاصد الأمور تتبــــع ===== وقيل ذي إلى اليقين ترجع
وقيل للعرف، وذي القواعد ===== خمستها لا خلف فيها وارد
والله أعلم.

أمينه الهواري
2011-05-07, 09:23 PM
صحيح إجمالا

أما مفصلا:
فقال السيوطي في الأشباه وانظائر:
يتخرج عليها ما لا ينحصر من الصور الجزئية:
أربعين قعيدة متفق عليها
وعشرين مختلف فيها
فهي 60 قعيدة

أبو المنذر سراج الدين
2011-05-07, 10:37 PM
جزاك الله خيراًً

أبو المنذر سراج الدين
2011-05-09, 11:14 PM
وقد نظمها بعض الشافعية بقوله:
خَمسٌ مُقَرَّرَةٌ قَواعِدُ مَذهبٍ **** للشَّافِعيِّ فَكُنْ بهنَّ خَبِيرَا
ضَرَرٌ يُزَالُ وعَادةٌ قَد حُكِّمَتْ **** وَكَذا المَشَقَّةُ تَجْلِبُ التَّيسيرَا
والشَّكُّ لا تَرفعْ به متَيَقَّنا **** والقَصدَ أَخلِصْ إن أردتَ أُجُورَا

أبو المنذر سراج الدين
2011-05-21, 11:12 PM
الشك واليقين، يرفع الضرر === مشقة تجلب يسرا ينتظرْ
وحكّمِ العادةَ، فالمقاصدُ === كذاك تُروى الخمسةُ القواعدُ

طالبة فقه
2012-11-11, 10:43 PM
احسن الله اليكم ، قاعدة المشقه تجلب التيسير من القواعد الفقهية الكلية التي ترجع اليها جميع الاحكام الفقهية وهي تدل على ان الضيق او العنت او الحرج الذي يلحق بالمكلف عند قيامه بالمامور او اجتنابه للمنهي قد يصاحبة يسر وسهوله في هذا الحكم ويندرج تحت هذه القاعده قاعدة اذا ضاق الامر اتسع وقاعده لاواجب مع عجز ولا حرام مع الضروره وينطبق عليها كثير من المسائل الفقهية.

ابوخزيمةالمصرى
2012-11-17, 06:41 AM
جزاكم الله خيرا
ومشاركة مني أرجوا الجزاء من الرب الكريم
هاكم شروحها

شرح القواعد الفقهية الخمس الكبرى
لفضيلة الشيخ د. محمد بن عمر بازمول ( حفظه الله ورعاه )









01_الأمور بمقاصدها (http://www.archive.org/download/Bazmol_Moh/Qawa3id_Fiqhiya_001.mp3)

(http://www.archive.org/download/Bazmol_Moh/Qawa3id_Fiqhiya_001.mp3)


02_اليقين لا يزال بالشك
(http://www.archive.org/download/Bazmol_Moh/Qawa3id_Fiqhiya_002.mp3)


03_المشقة تجلب التيسير
(http://www.archive.org/download/Bazmol_Moh/Qawa3id_Fiqhiya_003.mp3)


04_الضرر يزال
(http://www.archive.org/download/Bazmol_Moh/Qawa3id_Fiqhiya_004.mp3)


05_العادة محكمة
(http://www.archive.org/download/Bazmol_Moh/Qawa3id_Fiqhiya_005.mp3)

ابوخزيمةالمصرى
2012-11-17, 06:47 AM
شرح القواعد الفقهية الخمس الكبرى

الشيخ هتلان بن علي الهتلان (http://ar.islamway.com/scholar/1408)

قاعدة الأمور بمقاصدها (http://ar.islamway.com/lesson/87462)

قاعدة اليقين لا يزول بالشك (http://ar.islamway.com/lesson/87463)

قاعدة المشقة تجلب التيسير (http://ar.islamway.com/lesson/87464)

قاعدة العادة محكمة (http://ar.islamway.com/lesson/87465)

قاعدة لا ضرر ولا ضرار (http://ar.islamway.com/lesson/87466)

طالبة فقه
2012-11-20, 01:33 AM
نفع الله بكم

شرح القواعد الفقهية الخمس الكبرى

الشيخ هتلان بن علي الهتلان (http://ar.islamway.com/scholar/1408)

قاعدة الأمور بمقاصدها (http://ar.islamway.com/lesson/87462)

قاعدة اليقين لا يزول بالشك (http://ar.islamway.com/lesson/87463)

قاعدة المشقة تجلب التيسير (http://ar.islamway.com/lesson/87464)

قاعدة العادة محكمة (http://ar.islamway.com/lesson/87465)

قاعدة لا ضرر ولا ضرار (http://ar.islamway.com/lesson/87466)

ليتكم تراجعون هذه الروابط فلايعمل منها شئ ،جزاكم الله خير

أبو المنذر سراج الدين
2012-11-21, 05:38 PM
جزاك الله خيرا اختنا طالبة فقه على مرورك الكريم
جزاك الله خيرا اخي أبو خزيمة المصري على مرورك الكريم

ابوخزيمةالمصرى
2015-05-23, 07:35 AM
وجزاكم مثله

أبو البراء محمد علاوة
2015-05-23, 02:23 PM
وقد نظمها الشاعر وهذا نص المنظومة:
إلهي لك الحمدُ الكثير على النِّعَمْ ... ففضلك لا يُحصي على العُرب والعُجْمِ
فقد جاءني فتحٌ لأنظـــــــــــ ـــــــــــــــ مَ دُرَّةً ... تَشِفُّ بحسنٍ عن مقْصَدِها العُظْـــــــــ ـــــــــــمِ
مُجَودة الإنشاءِ قلَّ نظيرُهـــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــا ... تَلَذُّ لِضَمٍّ إن يشا الصّبُّ أوِ: الشَّــــــــــ ـــمِّ
إذا ضَمِئَتْ نفْسٌ لديكَ إلى العلــــمِ ... ولم تستطِعْ صبراً على عِشْرَةِ البُهْـــــــــ ـــــــــمِ
فَشَمِّرَ لِنيلِ المَجْدِ والفخر ساعـــــــداً ... لِغير الجَنَى ما امتَدَّ يا صاحِ في يــــــــــــــ ـــومِ
فهذي دروسٌ خمسةٌ بعد عشـــــــــــــ ـرةٍ ... بَلَغْتُ بها الآمالَ في مجلسِ القــــــــــــ ـــــــــــومِ
تضمَّنَّ بالتحقيقِ خمسَ قواعِــــــــــ ــــــــــدٍ ... تقودُ لفقهِ الشافعيِّ أخِي الفَهْـــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ مِ
وهُنَّ مِئِينَ إن أردتَ توسعـــــــــــ ـــــــــــــــ ــــاً ... ولكنَّهُنْ أُفْرِغْنَ في أسْطُرٍ رُقْـــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــمِ
فأُولَى: "أُمورٌ وُثِّقَتْ بمقاصِـــــــــ ـــــــــــــــ دِ" ... تَدُلُّ عليها بالشكولِ وبالإسْــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـمِ
كأمرِ اجتهادٍ في العبادة قصــــــــــدُه ُ ... تَفَانَى بِطاعاتٍ لِكَبْحِ الْهَوَى الْمُصْمِــــــ ــــــــي
وثاني: "يَقِينٌ ليْسَ يُرْفَعُ يَا فتـــــــــــــ ى ... بشكٍّ" فَصُنْ فِكْراً لديْكَ من الوَهْـــــــــ ــــــــــــمِ
كما هو شأن الغُسْلِ يَنفِي قَذَارَةً ... فإنْ كُنتَ مُرْتَاباً فقَدْ جِيءَ بِالحَسْـــــــ ـــــــــــــــ ــــمِ
وثالثها: يَا خِلُّ فاعْلَمْ "مَشَقَـــــــــ ـــــّةٌ ... بلى تَجْلبُ التَّيْسِيرَ" للنَّفْسِ والجِسْــــــــ ـــــــــــــــ ـــمِ
فإنْ يَحْزُبَنْكَ الأمرُ لا بُدَّ في غَدٍ ... يَلِينُ كما شاءَ الإلهُ على رَغْـــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ مِ
ورابعُ هاتيكَ القواعِدِ: "عــــــــــــــ ــــــــادةٌ ... مُحَكَّمَةٌ" أو: مُحْكَمٌ فاسْبِرَنْ نَظْمِـــــــــ ـــــــــــــــ ـــــي
كشأْنِ اعتيادِ المرءِ أنَّ لِدَاتـــــــــ ـــــــــــــــ ــــِهِ ... على نافلاتٍ من دواعِي الأذَى تَحْمِــــي
وخامسها: "ضُرٌّ يُزَالُ" ويُنتقـــــــــ ــــى ... فَيَعقُبُهُ نَفعُ بالجنوحِ إلى السَّلْــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــمِ
كأكْلِكَ محظوراً وأنت على طوىً ... إذا خافَ عليكَ-الذاكرون-من الْحـــــــِرْم ِ
وخَتْمُ قَصِيدِي رِقَّةٌ ومَحَبَّـــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــةٌ ... لِهَادي الْوَرَى للنُّورِ من ظُلْمَةِ الْعَتْــــــــ ـــــــــــــمِ
هُنا صُغْتُهُ فِي سِجْنِ تِطْوانَ مُبْعَدَا ... عن الصَّحْبِ والأهلينَ أَرْزَحُ في الظُّلْمِ
به أبْتَغِي وجْهَ الإلهِ مُؤَمِّــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــلاً ... بِهِ الصَّفْحَ والغُفرانَ للذنبِ والْجُـــــــــ ـــــــــــــــ ـرْمِ