المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يجوز احصاء اسماء حسنى لله من افعاله المذكورة في الكتاب والسنة ؟



أحمد أبو الأنوار
2011-05-06, 04:50 AM
في حلقة على فضائية الشباب كان الداعية الدكتور محمد هداية يتكلم على اسماء لله مشهورة ولكنها غير صحيحة وبعضها لايليق بالله عز وجل وتعقبته على اليوتيوب لاني لم اثق في الجرائد التي شنعت عليه
فوجدته يقول ان الاسماء المذكورة في حديث الوليد بن مسلم من تأليفه وبها 21 اسم غير صحيح وان الحديث في صحيح البخاري ومسلم ذكر ان لله 99 اسما لكن لم يذكرهم
يقصد الحديث في سنن الترمذي ان الاسماء المذكورة مدرجه في الحديث ادرجها الوليد بن مسلم وسأذكر الحديث في النهاية
وقال ان معظم هذه الاسماء تم اخذها من الافعال
مثل اسمي الخافض و الرافع ماخوذه من الحديث ( يخفض القسط ويرفعه) في صحيح مسلم
واسم المعز المذل من الاية الكريمة
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران : 26])
وقال لو صح الاستشهاد بهذه الاية فان المنطق يقول ان نضيف اسم (المنزع)
وقال ان الافعال المذكورة في القرآن 375 فعل فهل يصح ان نحولها الى اسماء حسنى؟
فمثلا لا يجوز ان نسمى الله عز وجل (البنا) لانه قال في القرآن الكريم (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا )
كما ان اسم (المنتقم) ماخوذ من الاية (وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ [آل عمران : 4])
وانه لا يجوز ان نسمي الله المنتقم لانه لا ينتقم من المؤمنيين
وذكر اسماء قال انها لم ترد لا في كتاب ولا سنة كأسماء وان صحت كأفعال مثل
العدل - الجليل - المميت- الواجد - الماجد- الباعث-المقسط -المغني- المانع - الضار- النافع-المحصي-الباقي- الرشيد - الصبور

وقال ان الدراسة استمرت 3 سنوات وسبقتها دراسات لشيوخ قبله
هذا ما جمعته من كلامه بتصرف يسير
واذا سمحت الادارة ان اضع رابط الفيديو على اليوتيوب سأفعل
وقد تم هجوم عنيف عليه في الصحف اعتقد لظنهم ان نفيه لبعض الاسماء الحسنى يعني نفي الفعل
فمثلا هو ينفي اسم المنتقم لكن لا ينفي فعل الله انه ذو انتقام
فما القول الفصل في هكذا موضوع كبير وهام ؟

الحديث
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيّ ُ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً غَيْرَ وَاحِدٍ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ الْغَفَّارُ الْقَهَّارُ الْوَهَّابُ الرَّزَّاقُ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْحَكَمُ الْعَدْلُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ الْغَفُورُ الشَّكُورُ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ الْحَفِيظُ الْمُقِيتُ الْحَسِيبُ الْجَلِيلُ الْكَرِيمُ الرَّقِيبُ الْمُجِيبُ الْوَاسِعُ الْحَكِيمُ الْوَدُودُ الْمَجِيدُ الْبَاعِثُ الشَّهِيدُ الْحَقُّ الْوَكِيلُ الْقَوِيُّ الْمَتِينُ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ الْمُحْصِي الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الْوَاجِدُ الْمَاجِدُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ الْقَادِرُ الْمُقْتَدِرُ الْمُقَدِّمُ الْمُؤَخِّرُ الْأَوَّلُ الْآخِرُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ الْوَالِيَ الْمُتَعَالِي الْبَرُّ التَّوَّابُ الْمُنْتَقِمُ الْعَفُوُّ الرَّءُوفُ مَالِكُ الْمُلْكِ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ الْمُقْسِطُ الْجَامِعُ الْغَنِيُّ الْمُغْنِي الْمَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الْهَادِي الْبَدِيعُ الْبَاقِي الْوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُورُ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَدَّثَنَا بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ وَلَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ وَهُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نَعْلَمُ فِي كَبِيرِ شَيْءٍ مِنْ الرِّوَايَاتِ لَهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ذِكْرَ الْأَسْمَاءِ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَقَدْ رَوَى آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ هَذَا الْحَدِيثَ بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ فِيهِ الْأَسْمَاءَ وَلَيْسَ لَهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ

اكرم غانم اسماعيل
2011-05-23, 09:29 AM
أسماء الله تعالى كلها توقيفية : أي مأخوذة من القران الكريم والسنة النبوية الصحيحة إذ لا مجال للرأي والاجتهاد فيها . فلا يُزاد فيها ولا ينقص ، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) الإسراء/36 ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه ، أو إنكار ما سمى به نفسه ، جناية في حقه تعالى فوجب سلوك الأدب في ذلك. (4)
قال السفاريني :
لكنها في الحق توقيفية لنا بذا أدلة وفية (5)
( قال الله تعالى { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } الأعراف / 33 ، وإثبات اسم من أسماء الله لم يسم به نفسه هذا من القول عليه بلا علم ، فيكون حراما ، وقال تعالى { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } الإسراء / 36 ، وإثبات اسم - لم يسم الله به نفسه - لله ، من قفو ما ليس لنا به علم . ) . (6)
----------------------------
(4) القواعد المثلى – القاعدة الخامسة ‏/ ابن عثيمين ‏، وانظر بدائع الفوائد لابن القيم 1/285.
(5) الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية / السفاريني – البيت 35 .
(6) شرح العقيدة السفارينية / ابن عثيمين ص135.


قال الشيخ ابن عثيمين : ( إن أسماء الله وصفاته لا تؤخذ إلا من الكتاب والسنة ) و ( لا يمكن أن يوجد إجماع من السلف إلا مبنيا على الكتاب والسنة ، وحينئذ فالمرجع : هو الكتاب والسنة ، لأن الأسماء والصفات العلم بهما من باب العلم بالخبر، ليست أحكاما يدخل فيها القياس حتى نقول : ربما يكون إجماع عن قياس ، ولكنها أمور تدرك بالخبر .) ( ولكن – أحيانا – لا نطلع على دليل الكتاب والسنة ، لكننا نطلع على الإجماع ، فنقول : إن الإجماع هنا لا بد أن يكون مستندا إلى الكتاب والسنة . ) ٳ? (1)
وقال الشاطبي : ( وقد نص الأصوليون أن الإجماع لا يكون إلا عن دليل شرعي. ) ٳ? (2)
فإذا ورد الاسم في الكتاب والسنة على وجه الإطلاق ( التسمية ) كان من الأسماء الحسنى ، وخرج بهذا الشرط كل اسم ورد إخبارا أو قياسا أو اصطلاحا أو مقابلة أو مقيدا أو مضافا أو مشتقا من صفات الله وأفعاله سبحانه من إحصاء الأسماء الحسنى .
---------------------------------------
(1) شرح القواعد المثلى / ابن عثيمين – تخريج وتعليق أسامة عبد العزيز ص7 ، باختصار .
(2) الاعتصام / للشاطبى – ج1 / ص 194.
المصدر:الاسماء الحسنى في الكتاب والسنة / اكرم غانم اسماعيل
agtd61@yahoo.com

إبراهيم الحسني
2011-05-23, 06:19 PM
هذه المسألة كبيرة حقا كما قلتَ ، والأصل فيها هو التوقف إلى أن يرد الدليل الصحيح الصريح ؛ إذ الخوض في مثل هذه الأمور بأدلة عقلية أو نقلية ظنية أمر خطير على الدين ..
والظاهر من كلام السلف هو اشتقاق الصفة من الاسم لا العكس ..
والأسلم أن يتوقف المرء عند الأسماء والصفات التي ثبتت في الكتاب والسنة وفهمها السلف وأقروا بها ..
والله تعالى أعلم .