العطاب الحميري
2011-05-05, 07:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
دراسة الأحاديث و الآثار الواردة في النهي عن سبِّ تُبَّعِ الحِمْيَري والثناء عليه
روي قوله صلى الله عليه وسلم:(لاتسبوا تبعا فإنه قد أسلم) عن طريق ثلاثة من الصحابة رضي الله عنهم
أولا:عن سهل بن سعد الساعدي-رضي الله عنه-
روي عنه من طريقين:
أولا:عن عمرو بن جابر وتفرد عنه ابن لهيعة:
أخرجه ابن وهب في جامعه عنه (1/37) -ومن طريقه الطبري في التفسير(22/339) وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه(1/493)-وأخرجه أحمد(37/519) عن الحسن بن موسى-ومن طريقه ابن الجوزي في المنتظم(1/416) وابن عساكر في تاريخ دمشق(11/5)والثعلبي في تفسيره(8/354) ومن طريق الثعلبيِّ البغويُّ في معالم التنزيل(7/234)-وأخرجه الروياني في مسنده(2/232) عن عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ عن زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ-ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق(11/5)-وأخرجه ابن أبي حاتم-كما عند ابن كثير في التفسير(7/258)-من طريق الْوَلِيدِ بن مسلم، وأخرجه الطبراني في الكبير(6/203) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ،وفي الكبير أيضا(6/203) والأوسط(3/323) من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ ،وأخرجه ابن عبد الحكم في (فتوح مصر)(1/305) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار وعثمان بن صالح ثمانيتهم(ابن وهب و الحسن و زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ والْوَلِيدُوسَع ِيدُ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ و أبو الأسود وعثمان) عن ابن لهيعة به.
قلت : هذا الإسناد فيه ابن لهيعة وهو على الصحيح ضعيف مطلقا،ناهيك أن فيه شيخه عمرو بن جابر أبو زرعة المصري،وهو هالك كما في الميزان،وأما قول الطبراني في الأوسط:( لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ) فثمة طريق آخر وهو ما أخرجه الدارقطني كما سيأتي.
ثانيا:أبو حازم ابن دينار
أخرجه الدارقطنىُّ فى " غرائب مالكٍ " - كما فى " تخريج أحاديث الكشاف " (3 / 269) للزيلعىّ - من طريق حبيب، عن مالكٍ، عن أبى حازم ابن دينار به.
قال الدارقطنىُّ-عقب تخريجه في غرائب مالك-: (تفرد به حبيب، عن مالكٍ)وحبيب هذا متروك، وقدكذبه أبو داود كما في التهذيب.
ثانيا:عن ابن عباس رضي الله عنه
رواه عنه عكرمة،واختلف عليه:
1- فرواه سفيان الثوري عن سماك بن حرب عنه به مرفوعا.
أخرج ذلك الطبراني في الكبير(11/296) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ،و الأوسط(2/112) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ ،وأبو بكر النصيبي في فوائده(مخطوط/77)-ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد(4/335)-حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصِّدِّيقِ الْبَلْخِيُّ كلهم(أحمد بن علي وأحمد بن محمد وأبو حامد) عن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ الْمَكِّيُّ عن مُؤَمَّلِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه(1/491)حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعَدَةَ الْأَصْبَهَانِي ُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْأَصْبَهَانِي ُّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى،وابن مردويه فى " تفسيره " - كما فى " تخريج أحاديث الكشاف " (3 / 270) للزيلعى -، من طريق محمد بن زكريا ثنا أبو حذيفة النهدي ثلاثتهم(مؤمل وعباد وأبو حذيفة) عن الثَّوْرِيُّ به .
قلت: هذا الطريق لا يصح ، فأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ البزي مع أنه ثبت في القراءة إلا أنه في الحديث ضعيف،فقد ضعفه أبو حاتم الرازي وقال:( لست أحدث عنه)،وقال العقيلي: منكر الحديث ويوصل الأحاديث،انظر ميزان الإعتدال(1/144) ولم يذكر الإمام الذهبي أن الإمام ابن حبان ذكره في الثقات(8/37)،وأما محمد بن زكريا فلم أرَ فيه توثيقاً معتبراً، بل قال فيه ابن مندة:(تكلم في سماعه) ميزان الإعتدال (3/549)،ناهيك أن رواية سماك عن عكرمة قد تكلم فيها، ومن أهل الحديث من فصل فيها ومنهم من ضعفها مطلقا.
2-ورواه زكريا بن يحيى البدي عنه موقوفاً على ابن عباس قال:(لا يشتبهن عليكم أمر تبَّع فإنَّه كان مسلماً)
أخرج ذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق(11/6) أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا أبو طاهر المخلص
أخبرنا رضوان بن أحمد بن جالينوس أخبرنا أحمد بن عبد الجبار
حدثنا يونس بن بكير عن زكريا عنه.
قلت:هذا الإسناد لا عبرة به،فزكرياء بن يحيى البدي،قال عنه ابن معين:(ليس بثقة)([1] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1))
ثالثا:حديث أبي هريرة رضي الله عنها، إلا أنه جاء فيه:(وهو أول من كسا البيت)
رواه همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه
وعن همام راويان:
1-معمر بن راشد،أخرج ذلك الحارث بن أسامة-كما في المطالب العالية(1/448)-وابن عدي في الكامل(6/241)وتمام في فوائده(4/81) والذهبي في السير(9/469) كلهم عن محمد بن عمر الواقدي عن معمر به.
قال الحافظ في المطالب(1/448):(تَفَرَّدَ بِهِ الْوَاقِدِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ) قلت:بل متروك، كما قال الحافظ نفسه في التقريب (2/498) وقد عد ابن عدي هذا الحديث من أوابد الواقدي كما في الكامل.
2- إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، أخرج ذلك الأزرقي في أخبار مكة(1/300)حدثنا عم أبي أبو محمد قال : حدثنا أبو الوليد قال : حدثني جدي ، قال : حدثنا إبراهيم به.
هذا الإسناد فيه إبراهيم بن أبي يحيى، وهو متروك أيضا كما في التقريب
(1/93) زد على هذا أن الأزرقي نفسه صاحب أخبار مكة غير معروف، كما قال العلامة المعلمي رحمه الله في كتابه عن مقام إبراهيم عليه السلام (ص/ 56): (الأزرقي نفسه لم يوثِّقه أحدٌ من أئمة الجرح والتعديل ، ولم يذكره البخاري ، ولاابن أبي حاتم ، بل قال الفاسي في ترجمته من العقد الثمين : ( لم أرَ من ترجمه)فهو على قاعدة أئمة الحديث : مجهول الحال)
رابعا:أثر عائشة رضي الله عنها في الثناء على تبع بالصلاح
وهو قولها: (كَانَ تُبَّعٌ رَجُلًا صَالِحًا، أَلَا تَرَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ذَمَّ قَوْمَهُ وَلَمْ يَذُمَّهُ؟)
رواه عنها راويان:
1 -عروة بن الزبير
أخرجه الحاكم في المستدرك(2/488)
أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ الْقُشَيْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عنه.
2- قتادة بن دعامة
ورواه عنه
1- ابن أبي عروبة
أخرج ذلك ابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه(1/494)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُف حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ،حَدَّثَ نَا شُعَيْبٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ به ، إلا أن أوله(لَا تَسُبُّوا تُبَّعًا)
2- معمر
ورواه عنه راويان
1- ابن ثور ، كما أخرجه الطبري(22/40)
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور عنه.
2- عبد الرزاق
ورواه عنه
1- إسحاق بن إبراهيم الدبري، في التفسير(3/186) عنه.
2- الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى،كما رواه ابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه(1/493)حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُشَيْشٍ عنه.
الحكم على هذا الأثر
روى ابْنُ رَافِعٍ عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ موصولا إلى عائشة رضي الله عنها،ورواه الدبري عن عبد الرزاق منقطعا بين قتادة وعائشة،والذي يظهر لي أن ابن رافع أو من فوقه قد سلك الجادة في الرواية وأن الصواب عن عبد الرزاق هي رواية الدبري ،ولو ثبتت رواية الحسين بن يحيى لكانت متابعة تامة للدبري،لكنها لم تثبت لا سيما وابن خشيش لم أجد له ترجمة ولم أرَ من وثقه.
ومع هذا فرواية ابن ثور عن معمر كرواية الدبري تعدُّ متابعة له وإن كانت قاصرة، وكلا الرويتان-الصحيحة عن عبد الرزاق ورواية ابن ثور- توكدان على متابعة معمر لابن أبي عروبة متابعة تامة وإن كان الراوي عنه-شعيب بن إسحاق- ممن سمع بعد الإختلاط،وإن كنت مع هذا أيضا لم أعرف أحمد بن يوسف في سند ابن أبي عروبة.
وبهذا تعلم أن قول الحاكم عقب إخراجه أثر عائشة في المستدرك(هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ) فيه نظر،وأن الصواب هو أن هذا الأثر منقطع بين قتادة وعائشة رضي الله عنها.
الخلاصة
لا يصح في هذا الباب شيء مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم،ولا يصح أيضا عن الصحابة رضي الله عنهم.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــ
[1] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1)الجرح والتعديل(3/602)
دراسة الأحاديث و الآثار الواردة في النهي عن سبِّ تُبَّعِ الحِمْيَري والثناء عليه
روي قوله صلى الله عليه وسلم:(لاتسبوا تبعا فإنه قد أسلم) عن طريق ثلاثة من الصحابة رضي الله عنهم
أولا:عن سهل بن سعد الساعدي-رضي الله عنه-
روي عنه من طريقين:
أولا:عن عمرو بن جابر وتفرد عنه ابن لهيعة:
أخرجه ابن وهب في جامعه عنه (1/37) -ومن طريقه الطبري في التفسير(22/339) وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه(1/493)-وأخرجه أحمد(37/519) عن الحسن بن موسى-ومن طريقه ابن الجوزي في المنتظم(1/416) وابن عساكر في تاريخ دمشق(11/5)والثعلبي في تفسيره(8/354) ومن طريق الثعلبيِّ البغويُّ في معالم التنزيل(7/234)-وأخرجه الروياني في مسنده(2/232) عن عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ عن زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ-ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق(11/5)-وأخرجه ابن أبي حاتم-كما عند ابن كثير في التفسير(7/258)-من طريق الْوَلِيدِ بن مسلم، وأخرجه الطبراني في الكبير(6/203) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ،وفي الكبير أيضا(6/203) والأوسط(3/323) من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ ،وأخرجه ابن عبد الحكم في (فتوح مصر)(1/305) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار وعثمان بن صالح ثمانيتهم(ابن وهب و الحسن و زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ والْوَلِيدُوسَع ِيدُ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ و أبو الأسود وعثمان) عن ابن لهيعة به.
قلت : هذا الإسناد فيه ابن لهيعة وهو على الصحيح ضعيف مطلقا،ناهيك أن فيه شيخه عمرو بن جابر أبو زرعة المصري،وهو هالك كما في الميزان،وأما قول الطبراني في الأوسط:( لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ) فثمة طريق آخر وهو ما أخرجه الدارقطني كما سيأتي.
ثانيا:أبو حازم ابن دينار
أخرجه الدارقطنىُّ فى " غرائب مالكٍ " - كما فى " تخريج أحاديث الكشاف " (3 / 269) للزيلعىّ - من طريق حبيب، عن مالكٍ، عن أبى حازم ابن دينار به.
قال الدارقطنىُّ-عقب تخريجه في غرائب مالك-: (تفرد به حبيب، عن مالكٍ)وحبيب هذا متروك، وقدكذبه أبو داود كما في التهذيب.
ثانيا:عن ابن عباس رضي الله عنه
رواه عنه عكرمة،واختلف عليه:
1- فرواه سفيان الثوري عن سماك بن حرب عنه به مرفوعا.
أخرج ذلك الطبراني في الكبير(11/296) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ،و الأوسط(2/112) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ ،وأبو بكر النصيبي في فوائده(مخطوط/77)-ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد(4/335)-حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصِّدِّيقِ الْبَلْخِيُّ كلهم(أحمد بن علي وأحمد بن محمد وأبو حامد) عن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ الْمَكِّيُّ عن مُؤَمَّلِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه(1/491)حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعَدَةَ الْأَصْبَهَانِي ُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْأَصْبَهَانِي ُّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى،وابن مردويه فى " تفسيره " - كما فى " تخريج أحاديث الكشاف " (3 / 270) للزيلعى -، من طريق محمد بن زكريا ثنا أبو حذيفة النهدي ثلاثتهم(مؤمل وعباد وأبو حذيفة) عن الثَّوْرِيُّ به .
قلت: هذا الطريق لا يصح ، فأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ البزي مع أنه ثبت في القراءة إلا أنه في الحديث ضعيف،فقد ضعفه أبو حاتم الرازي وقال:( لست أحدث عنه)،وقال العقيلي: منكر الحديث ويوصل الأحاديث،انظر ميزان الإعتدال(1/144) ولم يذكر الإمام الذهبي أن الإمام ابن حبان ذكره في الثقات(8/37)،وأما محمد بن زكريا فلم أرَ فيه توثيقاً معتبراً، بل قال فيه ابن مندة:(تكلم في سماعه) ميزان الإعتدال (3/549)،ناهيك أن رواية سماك عن عكرمة قد تكلم فيها، ومن أهل الحديث من فصل فيها ومنهم من ضعفها مطلقا.
2-ورواه زكريا بن يحيى البدي عنه موقوفاً على ابن عباس قال:(لا يشتبهن عليكم أمر تبَّع فإنَّه كان مسلماً)
أخرج ذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق(11/6) أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا أبو طاهر المخلص
أخبرنا رضوان بن أحمد بن جالينوس أخبرنا أحمد بن عبد الجبار
حدثنا يونس بن بكير عن زكريا عنه.
قلت:هذا الإسناد لا عبرة به،فزكرياء بن يحيى البدي،قال عنه ابن معين:(ليس بثقة)([1] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1))
ثالثا:حديث أبي هريرة رضي الله عنها، إلا أنه جاء فيه:(وهو أول من كسا البيت)
رواه همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه
وعن همام راويان:
1-معمر بن راشد،أخرج ذلك الحارث بن أسامة-كما في المطالب العالية(1/448)-وابن عدي في الكامل(6/241)وتمام في فوائده(4/81) والذهبي في السير(9/469) كلهم عن محمد بن عمر الواقدي عن معمر به.
قال الحافظ في المطالب(1/448):(تَفَرَّدَ بِهِ الْوَاقِدِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ) قلت:بل متروك، كما قال الحافظ نفسه في التقريب (2/498) وقد عد ابن عدي هذا الحديث من أوابد الواقدي كما في الكامل.
2- إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، أخرج ذلك الأزرقي في أخبار مكة(1/300)حدثنا عم أبي أبو محمد قال : حدثنا أبو الوليد قال : حدثني جدي ، قال : حدثنا إبراهيم به.
هذا الإسناد فيه إبراهيم بن أبي يحيى، وهو متروك أيضا كما في التقريب
(1/93) زد على هذا أن الأزرقي نفسه صاحب أخبار مكة غير معروف، كما قال العلامة المعلمي رحمه الله في كتابه عن مقام إبراهيم عليه السلام (ص/ 56): (الأزرقي نفسه لم يوثِّقه أحدٌ من أئمة الجرح والتعديل ، ولم يذكره البخاري ، ولاابن أبي حاتم ، بل قال الفاسي في ترجمته من العقد الثمين : ( لم أرَ من ترجمه)فهو على قاعدة أئمة الحديث : مجهول الحال)
رابعا:أثر عائشة رضي الله عنها في الثناء على تبع بالصلاح
وهو قولها: (كَانَ تُبَّعٌ رَجُلًا صَالِحًا، أَلَا تَرَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ذَمَّ قَوْمَهُ وَلَمْ يَذُمَّهُ؟)
رواه عنها راويان:
1 -عروة بن الزبير
أخرجه الحاكم في المستدرك(2/488)
أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ الْقُشَيْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عنه.
2- قتادة بن دعامة
ورواه عنه
1- ابن أبي عروبة
أخرج ذلك ابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه(1/494)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُف حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ،حَدَّثَ نَا شُعَيْبٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ به ، إلا أن أوله(لَا تَسُبُّوا تُبَّعًا)
2- معمر
ورواه عنه راويان
1- ابن ثور ، كما أخرجه الطبري(22/40)
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور عنه.
2- عبد الرزاق
ورواه عنه
1- إسحاق بن إبراهيم الدبري، في التفسير(3/186) عنه.
2- الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى،كما رواه ابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه(1/493)حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُشَيْشٍ عنه.
الحكم على هذا الأثر
روى ابْنُ رَافِعٍ عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ موصولا إلى عائشة رضي الله عنها،ورواه الدبري عن عبد الرزاق منقطعا بين قتادة وعائشة،والذي يظهر لي أن ابن رافع أو من فوقه قد سلك الجادة في الرواية وأن الصواب عن عبد الرزاق هي رواية الدبري ،ولو ثبتت رواية الحسين بن يحيى لكانت متابعة تامة للدبري،لكنها لم تثبت لا سيما وابن خشيش لم أجد له ترجمة ولم أرَ من وثقه.
ومع هذا فرواية ابن ثور عن معمر كرواية الدبري تعدُّ متابعة له وإن كانت قاصرة، وكلا الرويتان-الصحيحة عن عبد الرزاق ورواية ابن ثور- توكدان على متابعة معمر لابن أبي عروبة متابعة تامة وإن كان الراوي عنه-شعيب بن إسحاق- ممن سمع بعد الإختلاط،وإن كنت مع هذا أيضا لم أعرف أحمد بن يوسف في سند ابن أبي عروبة.
وبهذا تعلم أن قول الحاكم عقب إخراجه أثر عائشة في المستدرك(هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ) فيه نظر،وأن الصواب هو أن هذا الأثر منقطع بين قتادة وعائشة رضي الله عنها.
الخلاصة
لا يصح في هذا الباب شيء مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم،ولا يصح أيضا عن الصحابة رضي الله عنهم.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــ
[1] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1)الجرح والتعديل(3/602)