تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المنهج لا الأشخاص



أبو مصعب الملالي
2011-04-27, 03:02 PM
المنهج لا الأشخاص
لم يكن بين هارون عليه السلام وسحرة فرعون مناقشة ولا حوار، ولا ألقى لهم عصى ولا أخرج لهم يداً بيضاء، ومع ذلك قالوا {آمنا برب هارون وموسى } وسبب ذلك أنهم أرادوا الإعلان أن إيمانهم بالمبدأ والمنهج لا بالشخص والمعجزة فقط، وكأنهم يقولون آمنا برب هارون الذي لم يحاورنا ولم يبطل سحرنا تماماً كما آمنا برب موسى عليه السلام .
ويوم حلَّ الحدث العظيم والخطب الجسيم بوفاة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ذهلت عقولُ الصحابة، وانعقدت ألسنتهم، ولم يصدق بعضهم الأمر لأنهم فُجعوا فيمن تعلقت به قلوبهم محبةً وتقديراً، وارتبطت به حياتهم قدوةً وتعليماً ،وهنا قام أبو بكر الصديق - رضي الله عنه- معلناً أن الارتباط بالمنهج أساسُ الاستمرار فقال: "من كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات، ومن كان يعبد الله فإنالله حي لا يموت " .
وهذا يدل على أن المحبة والوفاء للمصطفى - صلى الله عليه وسلم - وحسن الفهم والتعلم منه هو الارتباط بمنهجه والتمسك بسنته ورفع رايته دون ضعف ولا خور، وهكذا فعل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه- في خلافته.
ومن هنا لابد للداعية أن يعرف أن " الارتباط بالمنهج لا بالأشخاص " مبدأ أصيل في الدعوة ، لابد أن يلقنه للناس ويوصله لهم من خلال كلماته وكتاباته ، وأن يطبعه في نفوس المدعوين من خلال مواقفه وأحواله ، وذلك يعود عليه وعلى الناس بالفائدة ويحميهم من الزيغ والانحراف.
فالداعية يعرف بهذا المنهج نفسه ويقدرها قدرها فلا يغرّه ثناء الناس ومبالغتهم في وصفه بما ليس فيه بل يكون حذراً من مثل هذا بحيث لا يقبل المبالغة في الاقتداء به والمدح له وإن رأى غلواً فيه ردد مقولة أبي بكر رضي الله عنه " اللهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالا يعلمون " .
واستمع إلى نصيحة عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- وهو يقول : " لا يغلبن جهلُ الناس بك علمك بنفسك " فالداعية يتعلم التواضع ويدرك أن الفضل والمنّة لله أولاً وآخراً ، ويستحضر قوله تعالى : { ولا تمنن تستكثر } ويتأسى بقول ميمون بن مهران لما قال له رجل : " يا أبا أيوب ما يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم " فلم يفرح بذلك وينتفخ تعاظماً وكبرياءً بل قال : " على رسلكَ ما يزال الناس بخير ما اتقوا ربهم " و مع ما سبق يدرك الداعية أيضاً أن الله ناصر دينه به أو بغيره ، فالشرف و الفائدة له إنه هو بذل واجتهد،وإنه تخلى ونكص فالركب ماضٍ والدعوة سائرة وهو الخاسر الأكبر ، ولن تتوقف المسيرة بوقوفه { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم } .
فأنت أيها الداعية مهما بلغت و بذلت عبد ضعيف فخذ العبرة من الداعية المجاهد نور الدين محمود قال له قائل: بالله لا تخاطر بنفسك فإن أصبت في معركة لا يبقى من المسلمين أحد إلا أخذه السيف فقال محمود : " ومن محمود حتى يقال هذا ؟حفظ الله الإسلام قبلي، لا إله إلا هو".
والناس يستفيدون من هذا المنهج استقلال شخصياتهم ، ويعلمون أنهم متعبدون بالكتاب والسنة ، وأن العالم والداعية له فضل وقدر لكنهم ليسوا إمّعات يتبعونه في كل شئ وإن كان خطأً ! بل كما أوصاهم المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم ) .
ثم هم يعصمون من الانحراف في تقديس الأشخاص أو الخطأ في المفاهيم والتصورات وهذا ما قصده عمر - رضي الله عنه- عندما قال: " لأنزعن خالداً حتى يُعلَم أن الله إنما ينصر دينه" يعني بغير خالد، وهذا كله لا يطغى على أهمية القدوة أويلغي أثرها ولكنه يضع الأمور في نصابها .
وفّق الله الجميع

ربيع الأديب
2011-04-29, 02:27 AM
بارك الله فيك / مقالٌ قويٌّ

ريهام سامح
2011-04-29, 03:41 AM
قال ابن القيم في نونيته:


يا من يريد نجاته يوم الحسا ب
من الجحيم ومـوقد النيران


اتبــع رســول الله في الأقو
ال والأعمال لا تخرج عن القرآن


وخذ الصحيحين اللذين هما
لعقد الدين والإيمان واسطتان


واقرأهما بعد التجرد من هوى
وتعصب وحمية الشيطان


واجعلهما حكما ولا تحكم على
ما فيها أصلا بقول فلان


وانصر مقالته كنصرك للذي
قلدته من غير ما برهان


قدر رسول الله عندك وحده
والقول منه إليك ذو تبيان


ماذا ترى فرضا عليك معيناً
إن كنت ذا عقل وذا إيمان


عرض الذي قالوا على أقواله
أو عكس ذاك فذانك الأمران


هي مفرق الطرقات بين طريقنا
وطريق أهل الزيغ والعدوان


قدر مقالات العباد جميعهم
عدما وراجع مطلع الإيمان


فالرب رب واحد وكتابه
حق وفهم الحـق منـه دان


ورسوله قد أوضح الحق المبيــــن
بغاية الإيضـاح والتبيان


ما ثم أوضح من عبارته فلا
يحتاج سامعها إلى تبيان


والنصح منه فوق كل نصيحة
والعلم مأخوذ عن الرحمن


فلأي شيء يعدل الباغي الهدى
عن قوله لولا عمى الخذلان


فالنقل عنه مصدق والقول من
ذي عصمة ما عندنا قولان


والعكس عند سواه في الأمرين يا
من يهتدي هل يستوي النقلان


تالله قد لاح الصباح لمن له
عينان نحو الفجر ناظرتان

ريهام سامح
2011-04-29, 05:18 AM
قوله تعالى (( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ))

لما نزلت الآية ((اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ ...)) قال عدي بن حاتم : ما كنا نعبدهم يا رسول الله ،
قال(صلى الله عليه وآله): أليس كانوا يحـلون لكم ويحرمون ، فتأخذون بقولهم ،
قال عدي : نـعـم ،
قال: رسول الله(صلى الله عليه وآله): هو ذاك.


: ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم (http://mouslima.ibda3.org/#docu)(

ريهام سامح
2011-04-29, 09:38 AM
http://www.alukah.net/Social/0/24959/

أمة الوهاب شميسة
2011-04-29, 04:14 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم .

البيهقي
2011-04-29, 04:26 PM
أخي أبو مصعب الملالي ..

شكرا لك على موضوعك الرائع ..

وجزاك ربي الجنة .

أبو مصعب الملالي
2011-04-29, 05:34 PM
جزاكم الله خيرا

أبو مصعب الملالي
2011-05-08, 01:58 AM
يرفع

ابوسعيد الذرحاني
2011-05-13, 07:44 AM
يرفع
بارك الله فيك , وسددخطاك , وجزاك الجنه .
مقال رائع .

أبو مصعب الملالي
2011-05-15, 06:27 PM
رفع الله قدرك أخي وبارك فيك