سيدة ريفية
2011-03-27, 07:16 PM
هذه قصة من ذاكرة قريتي بيد انها ليست تماما كما جرى في الواقع ولا الاسماء ذاتهاا
تطل ليليان من شرفة في الطابق الثاني من أعلى وأجمل بناية في القرية ...تسأل بلكنتها الجميلة
وتدخل مسرعة لأداء فرضها ..يؤذن المغرب ويصمت الشارع وأكون قد أقلقت صمته بصوت أنفاسي وأنا أتعقب عتبة بيتنا الريفي الملقى غنجا في أطراف الوادي ..
اقترب يا باب بيتنا وجردني من كل شيء حتى من تلافيف عقلي ..لو وجدت له بقية ..
وقبل الوصول اليه تسرقني عيني لمخدع ليليان ..
تلوح لي كعادتها ..
- مسكين أنت يا حور ..جئت متأخرة ..أشري سيارة ..تعب بزاااف .
آه
ليليان..كم أود أن أثرثر إليك أحكي لك هموم امرأة ريفية .. تعاند جلدتها ..تريد أن تكبر خارج قريتها هنا الناس تكبر لتتفرقع كالبالونات قريتنا اشتراكية في عالم النجاح ..هنا يا ليليان قرية تنقلب على أحشائها تلتهمها وليس لك مزية فيها إلا أن تكون نسخة كربونية ممن سبقوك ..والويل لك إن صرت غيرها ..
ليليان أفهم سر كرههم لك ...
وتفهمين سر حبي لك ..
كنت صغيرة جدا ..حين جئت القرية ووقفت قرب ورشة بناء بيتنا ..كنت تتحدثين بالايطالية وهو يترجم للجميع كلامك ..
. سائحة هي في ديار المحرومين وبعد سنوات عادت لليان فاطمة سيدة مسلمة لرجل يصغرها بعقد و نصف من العمر تنعي أمه شبابه ويعاديها شارع من آل......
لا أحد يصدق زعمه انه أحبها ..وأنها سيدة تختلف عن الجميع ...
لكني أصدق أن روحا ترفرف في جنباتها ليست ككل الأرواح وزانها عبق الإسلام
فصارت بحق روضة لا يمل فيها الثاوي البتة ..
تستيقظ القرية ذات صباح متعب وقد عودنا التعب الملول زياراته التي لا تكل فيدخل كل صباح ويلقي سرة اكله النتن لنغمس رغم مرارتنا لقمنا فيها قبل ان نرفعها لافواهنا
القرية الخضراء التي تحشوك فرحا وتجعلك تخلع نعليك وانت تدخلها وتجعلك تنسى ضوضاء العالم خلف اسوارها ما عادت كما كانت منذ ان سكن الخوف ليلتها
حين قدموا وشحذوا في مسلخ الفتن سيوفهم وحزوا بعض الرؤوس ..صرنا غرباء وصرنا نلعن البسمة نحسبها شامتة ونربت على اخاديد الدمع نخالها حبا نهدهد به احزاننا .و القرية التي لم تتشرب بعد بقع الدم الذي فر من الرؤوس المقطوفة ..ها هي ترقص ذات ليلة رمضانية رقصة الموت الذي تمارسه الارض حين تضجر من ساكنيها ..فتلتهم البعض وتكسر مزهريات البعض وبعضهم تطلقه للدوار ...
ليليان هنا ..لا زالت تسأل عن الفجر ..والمغرب ..ولا تبالي بمراسلات القنصل الايطالي
تخرج ككل صباح تبتسم للمارين وتكنس امام باب بيتها ..ثم تتوجه الى بستانها الذي اراه من باب بيتنا الخلفي ترمي بقدرها في ضراعة وسكون وطمأنينة اليه تشاركه فتنه خوفه ومأساة وطنه فقط لانها امرأة تحب بشراكة واخلاص ..
تذكرني ليليان بام اللبان التي تربعت اسطورة سحر الشرق والتي احبت البدوي مجول وباعت تلك الليدي عالمها من اجله ..ثمة قناعات تناطح السحاب و الصعود الى قممها والتعلل بنسائمها ليس مطية للجميع ..اننا نبدأ ببناء ذاتنا حين نستكمل لبنات قناعاتنا ونجيد رس اسس تقاوم زلازل التغيير ..والتنديد
القرية لا تزال هي هي تفتح بابها العتيق للضيف الملول التعب والاحزان ..وليليان تفتح صدرها الحنون لكل محزون ..كأن جنان الحنان قطف منها كل تيجان حسنها وأودعت هذا الصدر الكبير ...لكنه حسن ذكي لا يدركه إلا لبيب فلليان قاسية في عرف الكسالى والتافهين وليليان رياح الخير واللقاح في ظن الرصينين ,,
استيقظت القرية على كابوس جديد حذر خفر ...وشوارع حبلى غيبة ونميمة ..ويوم يقلع اضراس ساعاته بكلابة الغضب ..
هي* زوغة* كما تناديها ليليان ام عازبة وضعت صغيرتها التي لا اب لها....
من الفاعل ؟؟ واين كان ابو هذه اليتيمة ليحضنها فلا تقترف الخطيئة وتجلب العاروالشنار لأهلها وعشيرتها وقريتها ...
سكير ذاك الذي يسمى والدها ما عناه ان يتزوج بعد وفاة أمها
وهو يقطف الرذيلة أينما اتفق ..ولكن الرذيلة أبت إلا وان تزهر في حوضه الذي ما حض عليه ..باغتته واستفاق بل صحا من ثمالة كأسه على نخب الفضيحة وما هو بدار ..
صحت مروءته ورجولته .. واهتز شارب الشهامة المهترئة الكذوبة فيه ...فجاة على صوت غير مرغوب ...وانفاس ولدتها انفاس الزناة ..
فغرب نهار القرية على ام فتية تحضن كومة لحم بلا هوية ..يتبعها صبية يترصدون أخبارا تنقل الى العجائز والنسوان اللواتي يقترفن الهذر والثرثرة ويبعن ساعات يومهن لشيء اسمه ..قال وقيل
يصنع لهن دنان خمر معتق ينسيهن قساوة العيش وغبن الايام ..
يتفكهن ويضحكن حتى تسيل الدموع ..
قمة الضحك دمع فار من بكائية متعالية شامخة نحبسها وندعي أننا ملأى فرحا ثم نسكب ذاك الدمع الهتون ذات ضحك هيستيري ولو صمتت ساعات الدهر وسمعت تلك الدموع لقالت :
لهف نفسي اشبع في قوافل الضحكات حتى لا أسفر عن وجه الموت في الأحياء..
كانت السماء مطرا والغيوم دانية مستفزة تخفي تضاريس اليوم وتحيك لليل عروات تتكاثر لتلبس القرية كنزتها الصوفية الحالكة ..
لليان ..لا تدري لما يتحلق الصبية ويتكاثرون ولما يتغامزون يتهامسون ..تنتظر المغرب من شرفتها ويغطي خمارها الأبيض الحريري جزءا من وجهها الوضيء تتبع خصيلات شعرها الأشقر باناملها المرتجفة بردا المشربة حمرة فتبدو كشقائق نعمان تتهادى ...
كانت الصغيرة أم الرضيعة قد بدأت تترك القرية خلف أعقاب رجليها ..وتمد جسيمها وصغيرتها لبراثن المجهول ...الشارع صمت ونقر المطر على السقوف الزنكية زاد صوته ارتفع يبدو ان الطبيعة تحتج حين لم يحتج بنو البشر ...
كانت تمشي ثم تلتفت للقرية وليل يلتفت اليها يغطيها.....
الليل ليس ستارا كما علموها ,,
,سيصبح ليلها بهلوانا يراقصها على شتى الحبال..
ثم ساحرا يغريها بالعجاب يخطف بصرها ويلاعب بصيرتها ..
.ثم ارجوحة ترميها في الهواء هنيهة تنسيها المنطق وان الجاذبية محض خيال لتلقيها من جديد بقوة تسحق ضعف الصدور وتفرحها في الان ذاته للحظات ..
كانت جبال القرية التي تحوطها كاسور يملأ معصم عجوز بدينة قد لعنت خضرتها التي ما اصطبغت في النفوس واثمرت شفقة واستبقت باب الليل فاعتمرت سوادا وكأنها تشي.بدفين صدورهم ...
زوغة ..زوغة ...زوغة التفت الفتاة فاذا ليليان تهرع اليها وترمي بكساء احمر قاني على الرضيعة تلفها بحنو تضمها الى صدرها وتحذب اليها زوغة بقوة:
امشي معي ..
في صبيحة الغد كانت كل صينيات الشاي زوغة وليليان وكل القرية ..تنبح وتعوي
عدت ليلتها من سفر لي ..لافتح بريد القرية واجده مثقلا بملف زوغة وليليان
ولأجد شارب والدها قد اجتث من بصيلاته مرتين ...
ليليان قالت لا ...حين صمت الجميع ..وردت على الفضيحة بتحدي وستر وعمل لا يفقهه الا كبار النفوس ..
ماذا يدور في رأسها ؟؟ وماذا تبغي بفعلها ..؟؟
كان زوجها في ايطاليا وقسمت امه ان يطرد المرأتين معا حال عودته ...
امنيات هي فقط ...واستعراض يشبه جيوش الشعوب العربية في اعياد النصر ,,
فهو لن يقول لليان لا ...لانها لا تقول للانسانية لا ...وهو انسان فوق الانسان
توارت حكايا القرية القديمة واشتعل رأسها شيب نمائم والكل يتلصص شرفاتها
رأوها تكنس ...وراوا لليان تحمل الصبية بين يديها ..صارت زوغة انظف واجمل ...
وذا صبي رافق اليتيم الذي تربيه لليان وعاد لجمع النساء بحكاية الغرفة الحلم التي تعيش فيها زوغة وصغيرتها ..
خرجت لليان من صمتها واقسمت انها ستحاكم الجاني وستخسر كما قالت :
شكارة – كيس كبير – دراهم لتنعم الصغيرة بدفء اسرة ..
صار للقرية حاجب مقطب .. وزفير يسمع ..وحجارة ترجم مداخل فيلتها ....وصار لها اعداء...
فهي العجوز التي سرقت شباب زوجها
والانسانة التي انقذت بقايا شرف عائلة زوغة..
والقاضية التي اشعلت فتيل حرب على والد الصغيرة ...
عاد الفاعل ..من الخدمة العسكرية ليلتحف الليل ويدق باب ليليان ..مقرا معترفا ويتحرك شيء بداخله لا يفهمه إلا الإباء ...يرق قلبه ربما لأنه عاد ناجيا من الموت الذي ظل يلاحق الجيش الوطني من ألوية الموت ..فأدرك كم كان سيكون مفلسا أمام خالقه بخطيئته ..
لكن عرف القرية يمنعه ...هو رجل ..له الحق أن يرتكب المعاصي ثم يغسل ذنوبه بالماء والثلج والبرد ويطوي صفحة معاصيه و تاريخ الرجل عادة يمحى ويعاد آخر منير ..والناس تنسى خطايا آدم وتخلد خطايا حواء فالخطيئة أنثى من سوء حظ المرأة ..
لكن لليان قالت : علمني زوجي أن الإسلام لا يفرق بين خطيئة الرجل وخطيئة المرأة وكلاهما عند الله عاصي وبنفس المقدار ..
نبهتني لليان أن عدوا شرسا يواجه الإسلام يطلق عليه اسم الأعراف ..بعضها ورم خبيث وبعضها زرع لا ثمر له...
وغيرها من اعراف كشجر السرو طول بلا ثمر ....هي لا تغرف مثلنا من برك او اغادير انها تعلمت ورود البحر منذ البدء ..
هي كانت ...ثم صارت ...وبين كانت وما صارت نقطة تحولها الى قوة عظيمة رفعتها عن سلطة الاعراف والخوف من الناس...
اني اعرف الورد الورود الذي تقبل عليه لليان ..فما يثنيني عنه ؟؟؟
ولم ؟؟ هي ترتفع قامتها عن القرية وأنا تدوسني بعض الأقدام ؟؟؟
كنت انتظر كمئات العاجزين في قريتي ان تصنع لليان المعجزة وتزف زوغة إلى أب ابنتها
وتخرس القرية هنيهة لتمضغ حكاية أخرى ...
لكن شيئا من هذا لم يحدث وكبرت الصغيرة حتى أطفأت شمعتها الأولى في بيت ليليان ..
وعلا صوت بعض الهمسات زوج لليان شغفته زوغة حبا ...وما تراه الا .....
-عيب حرام ...
-لا تقل هذا ..كيف تعض كفا احسنت اليها ...
-لا بل ماتنتظر من جمع النار بالبنزين ...
- ليت المسكينة لليان تسمع ...
شيء بداخلي اومأ لي انها مؤامرة دبرت بليل ...
أغمضت القرية جفونها مرارا وتكرارا ,,على صوت كريات الثلج التي تتدحرج من افواه النساء وتصل الى الواقع دون ان تذاب بوهج الحقيقة..
ونمي الى الشقراء الحنون ..الخبر فصكت وجهها الوضيء وظلت صموت لا تكلم انسيا ..
حتى كان المغرب من ذات يوم كئيب ..وعاد المشهد ذاته فتاة برضيعة وطريق مجهول يفتح فوهته ويبرز براثنه ..غير ان الفناة اعتصمت قبالة فيلا لليان على اعتاب المدرسة المقابلة
كنت من شق نافذة من نوافذ بيتنا اتابع ما يحدث ...
والف تساؤل يدير رحى عقلي ...
n لا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ...من يا حور ؟؟ الزانية والزاني ..الكل يجلد الزانية واين الزاني ؟؟؟
n إنها العبرة لكل فتاة ........ و هل يعتبر الراعي الذي أهمل رعيته ؟؟؟
n حين زنت الغامدية وجاءت لتنال حدها بين يديه – عليه الصلاة والسلام – أومأ إليها أن ترعى الرضيع الى ان يشتد عوده؟؟ ويحي.. وعود التي بين يدي زوغة من يرأف به ؟
n لماذا لم تسلك زوغة مخرج القرية لتعثر على خيط مصيرها المرسوم وتنسى عالما تفنن في تعذيبها إهمالا وتجريحا وتجويعا وسكوتا عن رأب صدع شارك الجميع فيه ؟؟ أأدركت أن العالم خارج القرية أكثر غدرا واستغلالا ؟؟؟ استرضى أن تعيش في أحراش القرية ..ككل الكلاب المشردة التي تحنو عليها أيادي الصيادين البيض لترد الجميل في أماسي الصيد ..وماذا ستصطاد زوغة وهي التي كانت للجميع صيد .
n ثم مابال لليان تصدق زعم عجائز الحي ونساءه ..؟؟ اتراها فعلا رأت ما يؤكد زعمهم
وكتمت في صدرها الاحساس ..وما يمنع شاب من اغراء شابة يراها في بيته جيئة وذهابا ؟؟..والفطرة سطرت بند الانجذاب ...
عدت الى انفاسي اعدل جريانها والى عقلي اوقف صوت رحاه ..والى يدي التي كفت ان تكون معطاء مغيثة لأنني لا زلت وسأظل فتاة ..حتى وان كومت على قلبي مستودعات الماس فآدم من يلون يدي بالبياض أو يغلها إلى عنقي ما لم أعلن لحظة الانعتاق ...
لم اقو أن ارفع لقمة إلى فمي وفي الخارج صوت الرضيعة يدق أبواب الإنسانية
لم تجب فالانسا نية كانت والأعراف في نزال ...وحين يطول هذا النزال يفقد العالم توازنه وتطحن المنازلة العابرون خطأ أو قصدا ساحة * الانسعرافية *
اقبل الليل سريعا كمتعجل يرنو اخذ مكانه في وليمة وعيونه على الاطباق لا تنفك ...رأيت الليل ذاك اليوم يلقي بكل اشطانه على زوغة وصغيرتها كانه استجمع كل حلكته وخص بها تلك البقعة الكئيبة ...من بعيد كان يقف شقيقها المدعو حمي ... فتى لم يجاوز العاشرة يعرف الانسانية حق المعرفة ولا يعترف بالاعراف او يفهمها ,,,يسمع بالخطيئة كثيرا ولا يعترف الا بشقيقة له ..في الليل تحضن كومة لحم ولا يغطيها سقف ...مشاهد متناثرة وقصة لم ولن يفهمها ....وكلنا نصبح في لحظات كهذه ك*حمي *لا نفهم او لا نجيد ربط المشاهد المتناثرة مالم يعجل القدر بربطها واخراجها ..بالصورة التي يريدها الخالق في الاخير.
كل القصص تعاهدت ان تلقي بمرساتها في تلك الليلة الكالحة الحالكة ... قصص مراسلات القنصل الايطالي وليليان ..قصة زوغة والخطيئة ..وقصة الأفواه المكممة والإنسانية التي ترفع دوما راياتها البيض لجيوش الأعراف التتارية ..
وقصتي مع الصمت الصاخب ...الذي اينع حقول القصب الهادر ..
كانوا كثر احدثوا فوضى في حواس الجميع فصرنا نراهم باسماعنا التي تلقفت وقع احذيتهم العسكرية وشممنا روائح حقدهم بدقات قلوبنا ولمسنا مدياتهم التي اعتادت شق الاحلام بابصارنا ...دوت في القرية صفارات الانذار ...واحكم غلق الابواب والأفواه ...ماذا ستفعل يا ترى حين تقف وجها لوجه أمام من بسط كفه ليقتلك وقد كان بالامس يبسط كفه لتلاعبه في تلك البقعة... تلك البقعة ذاتها التي ستروى بدماءك ..وانت تبسط أمامه حيرتك لما تسلبني حق الحياة ؟؟ وقد سلبتك بالامس شجن الضجر حينا لهونا معا ..هل ستفاوضه لحظتها والوقت الوقت أثمن ما يملكه الغدر ؟؟..
أم ستقف مسمرا في مكانك تقاسم شقه الذي غيبته الفكرة القاتلة ..تقاسمه ذكريات طفولتكما معا ...وقد تصرخ في وجهه ..هي أشياء لا تشترى يا صاحي ..فاترك لي نبض الروح ..
وستصرخ الرصاصة – هذا ان عز عليه لون وريدك - :
لا تفاوض ..لا تفاوض
بين ليليان وزوجها وزوغة والطفلة والرصاصة أشياء لا تشترى لا تباع ...
قلب نابض ...يصمت فجأة ويترك بعض الحروف المتناثرة:
زوغة ادخليها الى القبو .....
ورجل كان بالأمس يلقن لليان الشهادة ويأتي اليوم هرعا بلباس افغاني ليحز رأسها ......ويكبر اربعا ...اهي غنيمة ؟؟ ام انتصار لدولة في دولة ؟؟ام هي سوق يرفع سهمها بعدد الرؤوس المقطوفة ...
بعض الحكايا تأـي كلحظات الغدر سريعة مباغتة وتطوى دون ان تمنحك حق الصراخ في وجهه الالم الحتمي ..لكنها الحياة لحظات واشياء وافكار وشخوص ..
لحظة سقيت بفكرة غامضة فأعشبت الاما قاهرة واهات ساخرة في احايين كثيرة ..
واشياء ممتعة لا نمل صحبتها قد نزهد فيها لأن الفكرة كانت سلطان ..
واشخاص في لحظات فقدوا الاشياء والافكار لانهم امنوا بان الحياة فكرة ساحرة فسافروا الى بلاد العجائب ..
أبدا قد تصبح الحياة فكرة سافرة تلد سفاحا افكارا قاتلة ....
تطل ليليان من شرفة في الطابق الثاني من أعلى وأجمل بناية في القرية ...تسأل بلكنتها الجميلة
وتدخل مسرعة لأداء فرضها ..يؤذن المغرب ويصمت الشارع وأكون قد أقلقت صمته بصوت أنفاسي وأنا أتعقب عتبة بيتنا الريفي الملقى غنجا في أطراف الوادي ..
اقترب يا باب بيتنا وجردني من كل شيء حتى من تلافيف عقلي ..لو وجدت له بقية ..
وقبل الوصول اليه تسرقني عيني لمخدع ليليان ..
تلوح لي كعادتها ..
- مسكين أنت يا حور ..جئت متأخرة ..أشري سيارة ..تعب بزاااف .
آه
ليليان..كم أود أن أثرثر إليك أحكي لك هموم امرأة ريفية .. تعاند جلدتها ..تريد أن تكبر خارج قريتها هنا الناس تكبر لتتفرقع كالبالونات قريتنا اشتراكية في عالم النجاح ..هنا يا ليليان قرية تنقلب على أحشائها تلتهمها وليس لك مزية فيها إلا أن تكون نسخة كربونية ممن سبقوك ..والويل لك إن صرت غيرها ..
ليليان أفهم سر كرههم لك ...
وتفهمين سر حبي لك ..
كنت صغيرة جدا ..حين جئت القرية ووقفت قرب ورشة بناء بيتنا ..كنت تتحدثين بالايطالية وهو يترجم للجميع كلامك ..
. سائحة هي في ديار المحرومين وبعد سنوات عادت لليان فاطمة سيدة مسلمة لرجل يصغرها بعقد و نصف من العمر تنعي أمه شبابه ويعاديها شارع من آل......
لا أحد يصدق زعمه انه أحبها ..وأنها سيدة تختلف عن الجميع ...
لكني أصدق أن روحا ترفرف في جنباتها ليست ككل الأرواح وزانها عبق الإسلام
فصارت بحق روضة لا يمل فيها الثاوي البتة ..
تستيقظ القرية ذات صباح متعب وقد عودنا التعب الملول زياراته التي لا تكل فيدخل كل صباح ويلقي سرة اكله النتن لنغمس رغم مرارتنا لقمنا فيها قبل ان نرفعها لافواهنا
القرية الخضراء التي تحشوك فرحا وتجعلك تخلع نعليك وانت تدخلها وتجعلك تنسى ضوضاء العالم خلف اسوارها ما عادت كما كانت منذ ان سكن الخوف ليلتها
حين قدموا وشحذوا في مسلخ الفتن سيوفهم وحزوا بعض الرؤوس ..صرنا غرباء وصرنا نلعن البسمة نحسبها شامتة ونربت على اخاديد الدمع نخالها حبا نهدهد به احزاننا .و القرية التي لم تتشرب بعد بقع الدم الذي فر من الرؤوس المقطوفة ..ها هي ترقص ذات ليلة رمضانية رقصة الموت الذي تمارسه الارض حين تضجر من ساكنيها ..فتلتهم البعض وتكسر مزهريات البعض وبعضهم تطلقه للدوار ...
ليليان هنا ..لا زالت تسأل عن الفجر ..والمغرب ..ولا تبالي بمراسلات القنصل الايطالي
تخرج ككل صباح تبتسم للمارين وتكنس امام باب بيتها ..ثم تتوجه الى بستانها الذي اراه من باب بيتنا الخلفي ترمي بقدرها في ضراعة وسكون وطمأنينة اليه تشاركه فتنه خوفه ومأساة وطنه فقط لانها امرأة تحب بشراكة واخلاص ..
تذكرني ليليان بام اللبان التي تربعت اسطورة سحر الشرق والتي احبت البدوي مجول وباعت تلك الليدي عالمها من اجله ..ثمة قناعات تناطح السحاب و الصعود الى قممها والتعلل بنسائمها ليس مطية للجميع ..اننا نبدأ ببناء ذاتنا حين نستكمل لبنات قناعاتنا ونجيد رس اسس تقاوم زلازل التغيير ..والتنديد
القرية لا تزال هي هي تفتح بابها العتيق للضيف الملول التعب والاحزان ..وليليان تفتح صدرها الحنون لكل محزون ..كأن جنان الحنان قطف منها كل تيجان حسنها وأودعت هذا الصدر الكبير ...لكنه حسن ذكي لا يدركه إلا لبيب فلليان قاسية في عرف الكسالى والتافهين وليليان رياح الخير واللقاح في ظن الرصينين ,,
استيقظت القرية على كابوس جديد حذر خفر ...وشوارع حبلى غيبة ونميمة ..ويوم يقلع اضراس ساعاته بكلابة الغضب ..
هي* زوغة* كما تناديها ليليان ام عازبة وضعت صغيرتها التي لا اب لها....
من الفاعل ؟؟ واين كان ابو هذه اليتيمة ليحضنها فلا تقترف الخطيئة وتجلب العاروالشنار لأهلها وعشيرتها وقريتها ...
سكير ذاك الذي يسمى والدها ما عناه ان يتزوج بعد وفاة أمها
وهو يقطف الرذيلة أينما اتفق ..ولكن الرذيلة أبت إلا وان تزهر في حوضه الذي ما حض عليه ..باغتته واستفاق بل صحا من ثمالة كأسه على نخب الفضيحة وما هو بدار ..
صحت مروءته ورجولته .. واهتز شارب الشهامة المهترئة الكذوبة فيه ...فجاة على صوت غير مرغوب ...وانفاس ولدتها انفاس الزناة ..
فغرب نهار القرية على ام فتية تحضن كومة لحم بلا هوية ..يتبعها صبية يترصدون أخبارا تنقل الى العجائز والنسوان اللواتي يقترفن الهذر والثرثرة ويبعن ساعات يومهن لشيء اسمه ..قال وقيل
يصنع لهن دنان خمر معتق ينسيهن قساوة العيش وغبن الايام ..
يتفكهن ويضحكن حتى تسيل الدموع ..
قمة الضحك دمع فار من بكائية متعالية شامخة نحبسها وندعي أننا ملأى فرحا ثم نسكب ذاك الدمع الهتون ذات ضحك هيستيري ولو صمتت ساعات الدهر وسمعت تلك الدموع لقالت :
لهف نفسي اشبع في قوافل الضحكات حتى لا أسفر عن وجه الموت في الأحياء..
كانت السماء مطرا والغيوم دانية مستفزة تخفي تضاريس اليوم وتحيك لليل عروات تتكاثر لتلبس القرية كنزتها الصوفية الحالكة ..
لليان ..لا تدري لما يتحلق الصبية ويتكاثرون ولما يتغامزون يتهامسون ..تنتظر المغرب من شرفتها ويغطي خمارها الأبيض الحريري جزءا من وجهها الوضيء تتبع خصيلات شعرها الأشقر باناملها المرتجفة بردا المشربة حمرة فتبدو كشقائق نعمان تتهادى ...
كانت الصغيرة أم الرضيعة قد بدأت تترك القرية خلف أعقاب رجليها ..وتمد جسيمها وصغيرتها لبراثن المجهول ...الشارع صمت ونقر المطر على السقوف الزنكية زاد صوته ارتفع يبدو ان الطبيعة تحتج حين لم يحتج بنو البشر ...
كانت تمشي ثم تلتفت للقرية وليل يلتفت اليها يغطيها.....
الليل ليس ستارا كما علموها ,,
,سيصبح ليلها بهلوانا يراقصها على شتى الحبال..
ثم ساحرا يغريها بالعجاب يخطف بصرها ويلاعب بصيرتها ..
.ثم ارجوحة ترميها في الهواء هنيهة تنسيها المنطق وان الجاذبية محض خيال لتلقيها من جديد بقوة تسحق ضعف الصدور وتفرحها في الان ذاته للحظات ..
كانت جبال القرية التي تحوطها كاسور يملأ معصم عجوز بدينة قد لعنت خضرتها التي ما اصطبغت في النفوس واثمرت شفقة واستبقت باب الليل فاعتمرت سوادا وكأنها تشي.بدفين صدورهم ...
زوغة ..زوغة ...زوغة التفت الفتاة فاذا ليليان تهرع اليها وترمي بكساء احمر قاني على الرضيعة تلفها بحنو تضمها الى صدرها وتحذب اليها زوغة بقوة:
امشي معي ..
في صبيحة الغد كانت كل صينيات الشاي زوغة وليليان وكل القرية ..تنبح وتعوي
عدت ليلتها من سفر لي ..لافتح بريد القرية واجده مثقلا بملف زوغة وليليان
ولأجد شارب والدها قد اجتث من بصيلاته مرتين ...
ليليان قالت لا ...حين صمت الجميع ..وردت على الفضيحة بتحدي وستر وعمل لا يفقهه الا كبار النفوس ..
ماذا يدور في رأسها ؟؟ وماذا تبغي بفعلها ..؟؟
كان زوجها في ايطاليا وقسمت امه ان يطرد المرأتين معا حال عودته ...
امنيات هي فقط ...واستعراض يشبه جيوش الشعوب العربية في اعياد النصر ,,
فهو لن يقول لليان لا ...لانها لا تقول للانسانية لا ...وهو انسان فوق الانسان
توارت حكايا القرية القديمة واشتعل رأسها شيب نمائم والكل يتلصص شرفاتها
رأوها تكنس ...وراوا لليان تحمل الصبية بين يديها ..صارت زوغة انظف واجمل ...
وذا صبي رافق اليتيم الذي تربيه لليان وعاد لجمع النساء بحكاية الغرفة الحلم التي تعيش فيها زوغة وصغيرتها ..
خرجت لليان من صمتها واقسمت انها ستحاكم الجاني وستخسر كما قالت :
شكارة – كيس كبير – دراهم لتنعم الصغيرة بدفء اسرة ..
صار للقرية حاجب مقطب .. وزفير يسمع ..وحجارة ترجم مداخل فيلتها ....وصار لها اعداء...
فهي العجوز التي سرقت شباب زوجها
والانسانة التي انقذت بقايا شرف عائلة زوغة..
والقاضية التي اشعلت فتيل حرب على والد الصغيرة ...
عاد الفاعل ..من الخدمة العسكرية ليلتحف الليل ويدق باب ليليان ..مقرا معترفا ويتحرك شيء بداخله لا يفهمه إلا الإباء ...يرق قلبه ربما لأنه عاد ناجيا من الموت الذي ظل يلاحق الجيش الوطني من ألوية الموت ..فأدرك كم كان سيكون مفلسا أمام خالقه بخطيئته ..
لكن عرف القرية يمنعه ...هو رجل ..له الحق أن يرتكب المعاصي ثم يغسل ذنوبه بالماء والثلج والبرد ويطوي صفحة معاصيه و تاريخ الرجل عادة يمحى ويعاد آخر منير ..والناس تنسى خطايا آدم وتخلد خطايا حواء فالخطيئة أنثى من سوء حظ المرأة ..
لكن لليان قالت : علمني زوجي أن الإسلام لا يفرق بين خطيئة الرجل وخطيئة المرأة وكلاهما عند الله عاصي وبنفس المقدار ..
نبهتني لليان أن عدوا شرسا يواجه الإسلام يطلق عليه اسم الأعراف ..بعضها ورم خبيث وبعضها زرع لا ثمر له...
وغيرها من اعراف كشجر السرو طول بلا ثمر ....هي لا تغرف مثلنا من برك او اغادير انها تعلمت ورود البحر منذ البدء ..
هي كانت ...ثم صارت ...وبين كانت وما صارت نقطة تحولها الى قوة عظيمة رفعتها عن سلطة الاعراف والخوف من الناس...
اني اعرف الورد الورود الذي تقبل عليه لليان ..فما يثنيني عنه ؟؟؟
ولم ؟؟ هي ترتفع قامتها عن القرية وأنا تدوسني بعض الأقدام ؟؟؟
كنت انتظر كمئات العاجزين في قريتي ان تصنع لليان المعجزة وتزف زوغة إلى أب ابنتها
وتخرس القرية هنيهة لتمضغ حكاية أخرى ...
لكن شيئا من هذا لم يحدث وكبرت الصغيرة حتى أطفأت شمعتها الأولى في بيت ليليان ..
وعلا صوت بعض الهمسات زوج لليان شغفته زوغة حبا ...وما تراه الا .....
-عيب حرام ...
-لا تقل هذا ..كيف تعض كفا احسنت اليها ...
-لا بل ماتنتظر من جمع النار بالبنزين ...
- ليت المسكينة لليان تسمع ...
شيء بداخلي اومأ لي انها مؤامرة دبرت بليل ...
أغمضت القرية جفونها مرارا وتكرارا ,,على صوت كريات الثلج التي تتدحرج من افواه النساء وتصل الى الواقع دون ان تذاب بوهج الحقيقة..
ونمي الى الشقراء الحنون ..الخبر فصكت وجهها الوضيء وظلت صموت لا تكلم انسيا ..
حتى كان المغرب من ذات يوم كئيب ..وعاد المشهد ذاته فتاة برضيعة وطريق مجهول يفتح فوهته ويبرز براثنه ..غير ان الفناة اعتصمت قبالة فيلا لليان على اعتاب المدرسة المقابلة
كنت من شق نافذة من نوافذ بيتنا اتابع ما يحدث ...
والف تساؤل يدير رحى عقلي ...
n لا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ...من يا حور ؟؟ الزانية والزاني ..الكل يجلد الزانية واين الزاني ؟؟؟
n إنها العبرة لكل فتاة ........ و هل يعتبر الراعي الذي أهمل رعيته ؟؟؟
n حين زنت الغامدية وجاءت لتنال حدها بين يديه – عليه الصلاة والسلام – أومأ إليها أن ترعى الرضيع الى ان يشتد عوده؟؟ ويحي.. وعود التي بين يدي زوغة من يرأف به ؟
n لماذا لم تسلك زوغة مخرج القرية لتعثر على خيط مصيرها المرسوم وتنسى عالما تفنن في تعذيبها إهمالا وتجريحا وتجويعا وسكوتا عن رأب صدع شارك الجميع فيه ؟؟ أأدركت أن العالم خارج القرية أكثر غدرا واستغلالا ؟؟؟ استرضى أن تعيش في أحراش القرية ..ككل الكلاب المشردة التي تحنو عليها أيادي الصيادين البيض لترد الجميل في أماسي الصيد ..وماذا ستصطاد زوغة وهي التي كانت للجميع صيد .
n ثم مابال لليان تصدق زعم عجائز الحي ونساءه ..؟؟ اتراها فعلا رأت ما يؤكد زعمهم
وكتمت في صدرها الاحساس ..وما يمنع شاب من اغراء شابة يراها في بيته جيئة وذهابا ؟؟..والفطرة سطرت بند الانجذاب ...
عدت الى انفاسي اعدل جريانها والى عقلي اوقف صوت رحاه ..والى يدي التي كفت ان تكون معطاء مغيثة لأنني لا زلت وسأظل فتاة ..حتى وان كومت على قلبي مستودعات الماس فآدم من يلون يدي بالبياض أو يغلها إلى عنقي ما لم أعلن لحظة الانعتاق ...
لم اقو أن ارفع لقمة إلى فمي وفي الخارج صوت الرضيعة يدق أبواب الإنسانية
لم تجب فالانسا نية كانت والأعراف في نزال ...وحين يطول هذا النزال يفقد العالم توازنه وتطحن المنازلة العابرون خطأ أو قصدا ساحة * الانسعرافية *
اقبل الليل سريعا كمتعجل يرنو اخذ مكانه في وليمة وعيونه على الاطباق لا تنفك ...رأيت الليل ذاك اليوم يلقي بكل اشطانه على زوغة وصغيرتها كانه استجمع كل حلكته وخص بها تلك البقعة الكئيبة ...من بعيد كان يقف شقيقها المدعو حمي ... فتى لم يجاوز العاشرة يعرف الانسانية حق المعرفة ولا يعترف بالاعراف او يفهمها ,,,يسمع بالخطيئة كثيرا ولا يعترف الا بشقيقة له ..في الليل تحضن كومة لحم ولا يغطيها سقف ...مشاهد متناثرة وقصة لم ولن يفهمها ....وكلنا نصبح في لحظات كهذه ك*حمي *لا نفهم او لا نجيد ربط المشاهد المتناثرة مالم يعجل القدر بربطها واخراجها ..بالصورة التي يريدها الخالق في الاخير.
كل القصص تعاهدت ان تلقي بمرساتها في تلك الليلة الكالحة الحالكة ... قصص مراسلات القنصل الايطالي وليليان ..قصة زوغة والخطيئة ..وقصة الأفواه المكممة والإنسانية التي ترفع دوما راياتها البيض لجيوش الأعراف التتارية ..
وقصتي مع الصمت الصاخب ...الذي اينع حقول القصب الهادر ..
كانوا كثر احدثوا فوضى في حواس الجميع فصرنا نراهم باسماعنا التي تلقفت وقع احذيتهم العسكرية وشممنا روائح حقدهم بدقات قلوبنا ولمسنا مدياتهم التي اعتادت شق الاحلام بابصارنا ...دوت في القرية صفارات الانذار ...واحكم غلق الابواب والأفواه ...ماذا ستفعل يا ترى حين تقف وجها لوجه أمام من بسط كفه ليقتلك وقد كان بالامس يبسط كفه لتلاعبه في تلك البقعة... تلك البقعة ذاتها التي ستروى بدماءك ..وانت تبسط أمامه حيرتك لما تسلبني حق الحياة ؟؟ وقد سلبتك بالامس شجن الضجر حينا لهونا معا ..هل ستفاوضه لحظتها والوقت الوقت أثمن ما يملكه الغدر ؟؟..
أم ستقف مسمرا في مكانك تقاسم شقه الذي غيبته الفكرة القاتلة ..تقاسمه ذكريات طفولتكما معا ...وقد تصرخ في وجهه ..هي أشياء لا تشترى يا صاحي ..فاترك لي نبض الروح ..
وستصرخ الرصاصة – هذا ان عز عليه لون وريدك - :
لا تفاوض ..لا تفاوض
بين ليليان وزوجها وزوغة والطفلة والرصاصة أشياء لا تشترى لا تباع ...
قلب نابض ...يصمت فجأة ويترك بعض الحروف المتناثرة:
زوغة ادخليها الى القبو .....
ورجل كان بالأمس يلقن لليان الشهادة ويأتي اليوم هرعا بلباس افغاني ليحز رأسها ......ويكبر اربعا ...اهي غنيمة ؟؟ ام انتصار لدولة في دولة ؟؟ام هي سوق يرفع سهمها بعدد الرؤوس المقطوفة ...
بعض الحكايا تأـي كلحظات الغدر سريعة مباغتة وتطوى دون ان تمنحك حق الصراخ في وجهه الالم الحتمي ..لكنها الحياة لحظات واشياء وافكار وشخوص ..
لحظة سقيت بفكرة غامضة فأعشبت الاما قاهرة واهات ساخرة في احايين كثيرة ..
واشياء ممتعة لا نمل صحبتها قد نزهد فيها لأن الفكرة كانت سلطان ..
واشخاص في لحظات فقدوا الاشياء والافكار لانهم امنوا بان الحياة فكرة ساحرة فسافروا الى بلاد العجائب ..
أبدا قد تصبح الحياة فكرة سافرة تلد سفاحا افكارا قاتلة ....