تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غنيمة ... بل غنائم كثيرة !!!



راجي القبول
2011-03-23, 01:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



يقول صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ)، واختصار معنى كلمة مغبون هنا هو أن كثيراً من الناس لا يؤدون شكر الله على هاتين النعمتين فيخسرون خسارة عظيمة.

إن من أوقات الفراغ التي أريد أن أحدثكم عنها في مقالتي هذه هي الأوقات التي نقضيها في الذهاب والإياب من وإلى العمل، إنها أوقات غنيمة باردة، بل غنائم كثيرة، هذه الأوقات التي يضيّعها كثير، هذه الأوقات العظيمة التي يُمكن أن تُغير حياتنا كلها لو استثمرناها على الشكل الأمثل.

كثير منا للأسف الشديد يُضيع هذه الأوقات في النظر من النافذة والتفكير بهموم الدنيا ومشاكلها، وبعضنا إذا كان معه من يعرفه فإنه يُضيع الوقت في القيل والقال فيما لا ينفع بل وقد يضر، فسبحان الله، كم هو الفرق شاسع وعظيم بين من استغل هذه الأوقات في مرضات ربه والتقرب إليه وبين من أضاعها فيما لا ينفع بل أضاعها فيما يُغضب الله سبحانه وتعالى.

إن الذاهب إلى العمل إما أن يكون راكباً (أو ماشياً) وإما أن يكون سائقاً، ولكل صنف أحوال وظروف تتطلب منه طريقة معينة لاستغلال وقته مع تشابه الطرق أحياناً، فمثلاً، الراكب يستطيع أن يُخرج مصحفه من جيبه فور ركوبه السيارة أو الحافلة ويبدأ بالقراءة إلى أن يصل إلى وُجهته، ولك أن تتخيل عدد الحسنات التي يكسبها ولك أن تتخيل صفاء الروح الذي سيشعر به إن قرأ بتدبر، كذلك أخي الراكب، تستطيع أن تذكر ربك ذكراً كثيراً في طريقك إلى العمل، فيمكنك أن تسبح الله وتحمده 100 مرة، ثم تستغفر الله 100 مرة ثم تقول " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" 100 مرة، وإن لم ترغب في العد فأكثر من "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، وسأخبرك عن أجرها جميعاً لاحقاً.

وهنا أوجّه ملاحظة إلى إخواني الركاب ... لا يضركم ولا يثبطكم ولا يقلل من عزيمتكم إخواني تشغيل بعد السائقين هداهم الله للأغاني والكلام الفارغ، بل عليكم بالإكثار من الذكر والإستمرار في قراءة القرآن وهذا من الجهاد أعاننا وأعانكم الله.

بالنسبة لأخي السائق، فقد تكون القراءة من المصحف صعبة أو غير ممكنة، فيقرأ مما يحفظ، وإن لم يكن يحفظ فعليه بالأذكار التي ذكرناها سابقاً، ولا بأس من استخدام "السبحة" ذات الـ 100 حبة في العد، لأن العد على الأصابع للسائق قد يكون فيه مشقة لانشغاله بأعباء القيادة، كذلك أخي المبارك، يمكنك بعد الإنتهاء من الأذكار أن تستمع إلى محاضرة مفيدة أو تلاوة مباركة.

إن وقت الذهاب إلى العمل إخواني يكون –في الأغلب- في أول النهار، فمن أرضى الله في أول يومه حفظه الله ووفقه في سائر يومه، ووقت العودة من العمل عند كثير من الناس يكون في آخر النهار، ومن اجتهد في الذكر وتلاوة القرآن إرضاءاً لربه، بارك الله له في ليله ووفقه ويسر أمره.

جرّب أخي المبارك ... جرّب المداومة على الذكر والقرآن في ذهابك وإيابك وستشعر بانتعاش الروح وسعادة النفس وإقبالها على ربها. قد يكون الأمر صعباً في البداية لأن الشيطان حريص على أن يُبعدك عن كل خير، فاستعن بالله واسأله الإعانة والثبات.

وفي الختام أحبتي أذكركم بفضائل الأعمال التي أوصيت نفسي وإياكم بها والأحاديث كلها صحيحة:
*** قال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها).
*** قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر).
*** قال صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك).
*** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا أيها الناس، توبوا إلي الله واستغفروه، فإني أتوب في اليوم مائة مرة).
*** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس).
*** قال صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله).

تأملوا أحبتي هذه الفضائل التي يمُنّ الله بها علينا ... أعمال يسيرة وأجور عظيمة عظيمة ...

أحبتي أريد أن أقول: إن أوقاتنا وأنفاسنا غالية، فلنستغلها في ذكر الله سبحانه ... فهو زاد الراكب والراجل ومتعته وتسليته ... وأذكركم أحبتي بهذا الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من إن تلقوا عدوكم فيضربُ أعناقكم وتضربوا أعناقهم؟! قالوا: بلى يارسول الله قال: ذكـر الله).

دمتم بخير.
أخوكم المحب.

أبو عبد الرحمن العتيبي
2011-03-25, 10:29 AM
جزاك الله خيرا ، وبارك فيك .

راجي القبول
2011-03-26, 11:47 AM
جزاك الله خيرا ، وبارك فيك .

وفيك بارك ... رفع الله قدرك