تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل هذه الكلمات صحيحة من الناحية العقدية والشرعية؟



هاني العزوزي
2011-03-17, 08:52 PM
اخواني سمعت احد دكاترة الجامعة علي شاشة التلفاز وهو يؤيد قوله بضرورة الا نخاطب الناس بعقلية المخوف لهم من ذكر الموت وعذاب القبر وغيره فقال :ـ ( وقديما قال احدهم لو خيرت بين عقلي وديني لاخترت عقلي فبعقلي اعرف ديني فان ديني اسقط التكاليف عن المجانين )
اخواني اشعر في قلبي بعدم ارتياح لهذه الكلمات ، واشعر ان هذا الرجل غير موفق فيما طرحه
فالعقل عند الكفرة هو الذي عبد غير الله ام لم يكن لهم عقول وزلت به المعتزلة والجهمية
،اما الدين فهو الصراط امستقيم وبه النجاة يوم الدين .
لذلك ارجو منكم اخواني ايضاح ما بهذه الكلمات من الخطر او المخالفة
والسلام عليكم ورمة الله بركاته

صلاح عباس فقير
2011-03-19, 10:23 AM
أخي هانئ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
في اعتقادي ليس من بأس في هذه الكلمات في حدّ ذاتها، وأما استدلاله بقول القائل:
(لو خيرت بين عقلي وديني لاخترت عقلي فبعقلي اعرف ديني فان ديني أسقط التكاليف عن المجانين)!
فلو كان يعتقد إمكان وجود مثل هذا التخيير بين العقل والدين، فعندئذٍ يثور الإشكال، لأن ذلك سيجعله قريباً من قول القائلين بالقانون الكلي الذي قرره الرازي، وسار على نهجه أهل الكلام، ألا وهو قولهم فيما معناه أنّ العقل والنقل إذا تعارضا، فينبغي أن نتّبع العقل، لماذا؟ قال: لأنه هو الذي قادنا إلى الإيمان بالنقل أولاً!
والمقرر لدى أهل السنة والجماعة: أن العقل والنقل لا ينبغي أن يتعارضا مطلقاً!
وبالجملة، فالعقل له مكانته الكبيرة في الشريعة، ولكن ينبغي الانتباه إلى أن العقل بطبيعته لا يكون مستقلاً بالحكم، وإنما دائماً تكون هناك رؤية تؤطره، وبالتالي فليس هناك عقل واحد، هناك عقل أشعري، وهناك عقل رأسمالي، وهناك عقل ماركسي، وهكذا كذلك هناك عقلٌ شرعيٌّ، أي اختار أن يكون الشرع قاعدة له ومنطلقاً ورؤيةً! وكلامنا هنا يتعلق بالعقل المسموع، أو العقل المكوَّن، وهو النوع الثاني من نوعي العقل، أما النوع الأول فهو العقل المطبوع، وهو ذلك الذي يستند إلى مبادئ المنطق الأساسية والفطرية، وهو الذي يهدي الله به من شاء إلى صراط مستقيم، وطبعاً العقل المسموع هو ثمرة لنظر العقل المطبوع في النصوص أو في الأشياء عموماً!
أرجو أن يكون قد تبين الأمر، والله تعالى أعلم!

هاني العزوزي
2011-03-20, 05:02 PM
تبين اخي وجزاك الله عني كل خير