المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخواتي هنا فلنتدارس معا العلم الشرعي ... اقبلن يقبل الله عليكن



سنبلة قلم
2011-03-11, 02:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا ، أمابعــد :


أخواتي : السلام عليكن ورحمة الله وبركاته :


هنا في منتدانا لا أجد -أوقد يوجد فلم انتبه-تدارس للعلم الشرعي بيننا
بل أكثر حديثنا في الزهد والرقائق أو أمورا في الحياة وقليلا مانتطرق للمسائل المهمة
التي ينبغي علينا تعلمها فأحببت من باب النفع والإفادة للجميع أن نتدارس هنا العلم الشرعي بما فتحه الله علينا ، لا أكثر عليكن الحديث : )
فسأبدأ إن شاء الله هنا بنقل -أقول (نقل) فأنا أقل شأنا من أن اشرحها فلست أهلا لذلك
سأنقل إن شاء الله تعالى شرح الأصول الثلاثة بشرح الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى


وكما تعلمن الأصول الثلاثة مهمة جدا فهي الأسئلة التي يسألها الله العبد في أول منازل الآخرة وهو القبر فيجب علينا تعلمها ، طبعا الأصول الثلاثة رسالة قصيرة جدا والمؤلف رحمه الله الشيخ محمد بن عبدالوهاب نفع الله برسالته هذه(الأصول الثلاثة) نفعا عظيما فلا أظن أن هناك عالما لم يشرحها أو قدمها لطلابه يحفظونها ولو قرأت المتن لوجدت أن كلها قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم قال أهل العلم الراسخين، وذكر فيها رحمه الله 60دليلا بالرغم من قصرها فهي أظن لاتتعدى 24صفحة !


وحري بطالبة العلم أن تبدأ طلب العلم بعد حفظ القرآن بحفظ هذه الرسالة ،
وأنا إن شاء الله سأنقلها إليكن على فترات وليس كل الشرح دفعة واحدة حتى لاتفتر بعض الأخوات عندما تجد الكم الهائل من العلم فتفتر عن القراءة وتمل : (


أخيرا : من من الله عليها بحضور دورات علمية لشرح الأصول أو استمعت أو قرأت شروح أخرى للأصول غير شرح الشيخ بن عثيمين رحمه الله فلتضفه هنا في وقته المناسب جزاها الله خيرا ،،



وإن شاء الله إن يسر الله لي سأنقل الشرح كل أربعاء من كل اسبوع وإن تأخرت فالمعذرة أخواتي ، نسأل الله التيسير والعون


:::


ليست هذه الصفحة مقتصرة على شرح الأصول الثلاثة فعندما ننتهي من شرح الأصول سنبدأ برسالة أخرى إن شاء الله


:::

وقـفـة


السنبلة الثامنة عشرة


كان ابن باز -رحمه الله تعالى -إذا قابل طفلا سأله :
من ربك ؟ مادينك ؟ من نبيك ؟


ليؤصل ذلك في نفوس الأطفال وهذه الأسئلة هي الأصول الثلاثة التي يجب على العبد
معرفتها وهي أول مايسأل عنه العبد إذا وضع في قبره فجميل أن نسأل أطفالنا هذه الأسئلة
بــــــــدلا من (أتحفظ أنشودة) ؟


!!!
فحري بالأم المربية أن تؤصل في أبنائها قواعد الإسلام
منذ الصغر !!!


:::


وصلى الله وسلم على نبينا محمدوعلى آله وصحبه وسلم .

أم علي طويلبة علم
2011-03-11, 02:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا ، أمابعــد :


أخواتي : السلام عليكن ورحمة الله وبركاته :


هنا في منتدانا لا أجد -أوقد يوجد فلم انتبه-تدارس للعلم الشرعي بيننا
بل أكثر حديثنا في الزهد والرقائق أو أمورا في الحياة وقليلا مانتطرق للمسائل المهمة
التي ينبغي علينا تعلمها فأحببت من باب النفع والإفادة للجميع أن نتدارس هنا العلم الشرعي بما فتحه الله علينا ،
وصلى الله وسلم على نبينا محمدوعلى آله وصحبه وسلم ،،


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فعلا أخيتي هذا هو الملاحظ في المنتديات النسائية بشكل عام
بارك الله فيك ،، ونفع الله بك الأمة ،، انتظر موضوعك في شرح الأصول

سنبلة قلم
2011-03-17, 11:48 PM
بسم الله ابدأ مستعينة بالله تعالى ، وسأقسم الشرح في اليوم إلى أجزاء حتى يسهل فهمها وتدارسها :






المتــن :




(بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل؛ الأولى: العلم وهو: معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة )






الشــرح





(1)




بسم( ١) الله(٢ )



١) ابتدأ المؤلف رحمه الله كتابه بالبسملة اقتداء بكتاب الله عز وجل مبدوء بالبسملة،



واتباعًا لحديث "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر"( ١) واقتداء بالرسول



صلى الله عليه وسلم، فإنه يبدأ كتبه بالبسملة.



الجار واﻟﻤﺠرور متعلق بمحذوف فعل مؤخر مناسب للمقام تقديره بسم الله أكتب أو



أصنف.



وقدرناه فعلا ً لأن الأصل في العمل الأفعال.



وقدرناه مؤخرًا لفائدتين:



الأولى: التبرك بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.



الثانية: إفادة الحصر لأن تقديم المتعلق يفيد الحصر.



وقدرناه مناسبًا لأنه أدل على المراد فلو قلنا مثلا ً عندما نريد أن نقرأ كتابًا بسم الله نبتدئ ما يدري بماذا نبتدئ؟ لكن بسم الله أقرأ يكون أدل على المراد الذي أبتدئ به.



٢) الله: علم على الباري جل وعلا وهو الاسم الذي تتبعه جميع الأسماء حتى إنه في قوله



تعالى: ﴿الر كِتَابٌ َأنْزَْلنَاهُ إَِليْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُُّلمَاتِ إَِلى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إَِلى



صِرَاطِ اْلعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِي َلهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الَْأرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾ (إبراهيم




لا نقول إن لفظ الجلالة ﴿الله﴾ صفة بل نقول هي عطف بيان لئلا يكون لفظ الجلالة



تابعًا تبعية النعت للمنعوت






(2)




الرحمن( ١) الرحيم(2) اعلم(3)



١) الرحمن: اسم من الأسماء المختصة بالله عز وجل لا يطلق على غيره والرحمن معناه



المتصف بالرحمة الواسعة.



٢) الرحيم: يطلق على الله عز وجل وعلى غيره، ومعناه ذو الرحمة الواصلة، فالرحمن ذو الرحمة الواسعة، والرحيم ذو الرحمة الواصلة فإذا جمعا صار المراد بالرحيم الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده كما قال الله تعالى: ﴿يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإَِليْهِ تُقَلبُون﴾ العنكبوت



٣) العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا



ومراتب الإدراك ست:



الأولى: العلم وهو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا.



الثانية: الجهل البسيط وهو عدم الإدراك بالكلية.



الثالثة: الجهل المركب وهو إدراك الشيء على وجه يخالف ما هو عليه.



الرابعة: الوهم وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح.



الخامسة: الشك وهو إدراك الشيء مع احتمال مساو.



السادسة: الظن وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح.



والعلم ينقسم إلى قسمين: ضروري ونظري.



فالضروري ما يكون إدراك المعلوم فيه ضروريًا بحيث يضطر إليه من غير نظر ولا



استدلال كالعلم بأن النار حارة مثلا.






(3)





رحمك الله( ١) أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل( ٢)؛ الأولى: العلم وهو: معرفة الله( ٣)




١) رحمك الله أفاض عليك من رحمته التي تحصل ﺑﻬا على مطلوبك وتنجو من محذورك،



فالمعنى غفر الله لك ما مضى من ذنوبك، ووفقك وعصمك فيما يستقبل منها هذا إذا



أفردت الرحمة أما إذا قرنت بالمغفرة فالمغفرة لما مضى من الذنوب، والرحمة والتوفيق للخير



والسلامة من الذنوب في المستقبل.



وصنيع المؤلف رحمه الله تعالى يدل على عنايته وشفقته بالمخاطب وقصد الخير له.



٢) هذه المسائل التي ذكرها المؤلف رحمه الله تعالى تشمل الدين كله فهي جديرة بالعناية



لعظم نفعها.



٣) أي معرفة الله عز وجل بالقلب معرفة تستلزم قبول ما شرعه والإذعان والانقياد له،



وتحكيم شريعته التي جاء ﺑﻬا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ويتعرف العبد على ربه



بالنظر في الآيات الشرعية في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.



والنظر في الآيات الكونية التي هي المخلوقات، فإن الإنسان كلما نظر في تلك الآيات



ازداد علمًا بخالقه ومعبوده قال الله عز وجل: ﴿وَفِي الَْأرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ *وَفِي َأنْفُسِكُمْ َأَفلا تُبْصِرُون﴾الذا يات






(4)




ومعرفة نبيه( ١) ومعرفة دين الإسلام(2)



١) أي معرفة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم المعرفة التي تستلزم قبول ما جاء به من الهدى ودين الحق، وتصديقه فيما أخبر، وامتثال أمره فيما أمر، واجتناب ما ﻧهى عنه



وزجر، وتحكيم شريعته والرضا بحكمه قال الله عز وجل: ﴿َفلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى



يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ُثمَّ لا يَجِدُوا فِي َأنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا َقضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾



النساء وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قوْ لَ الْمُؤْمِنِينَ إَِذا دُعُوا إَِلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ



بَيْنَهُمْ أًنْ يَُقوُلوا سَمِعْنَا وََأطَعْنَا وَُأوَلئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (النور: ٥١ ). وقال تعالى: ﴿َفإِنْ



تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ َفرُدُّوهُ إَِلى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِ نْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ َذلِكَ خَيْرٌ
وََأحْسَنُ تَْأوِيلاً﴾ (النساء:الآية ٥٩ ) وقال عز وجل: ﴿َفلْيَحْذَر الَّذِينَ يُخَالُِفون َ عَنْ َأمْرِهِ َأن ْ
تُصِيبَهُمْ فِتْنٌَة َأوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ َألِيمٌ﴾ (النور:الآية ٦٣ ) قال الإمام أحمد رحمه الله: "أتدري
ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك".


٢) قوله معرفة دين الإسلام: الإسلام بالمعنى العام هو التعبد لله بما شرع منذ أن أرسل الله



الرسل إلى أن تقوم الساعة كما ذكر عز وجل ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع



السابقة كلها إسلام لله عز وجل: قال الله تعالى عن إبراهيم: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَْلنَا مُسْلِمَيْنِ َلكَ



وَمِنْ ُذرِّيَّتِنَا أُمًَّة مُسْلِمًَة َلكَ وََأرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عََليْنَا إِنَّكَ َأنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ البقرة



والإسلام بالمعنى الخاص بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يختص بما بعث به



محمد صلى الله عليه وسلم لأن ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم نسخ جميع الأديان



السابقة فصار من أتبعه مسلمًا ومن خالفه ليس بمسلم ، فأتباع الرسل مسلمون في زمن



رسلهم،فاليهود مسلمون في زمن موسى صلى الله عليه وسلم والنصارى مسلمون في زمن عيسى



صلى الله عليه وسلم، وأما حين بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكفروا به فليسوا



بمسلمين.



وهذا الدين الإسلامي هو الدين المقبول عند الله النافع لصاحبه قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ



الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام﴾ آل عمران وقال: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ َ غيْرَ الإسلام دِينًا َفَلنْ



يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ آل عمران وهذا الإسلام هو الإسلام



الذي امتن به على محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، قال الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ َأكمَْلتُ َلكمْ



دِينَكُمْ وََأتْمَمْتُ عََليْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ َلكُمُ الإسلام دِينًا﴾






(5)




بالأدلة( ١)



(1)قوله: بالأدلة جمع دليل وهو ما يرشد إلى المطلوب، والأدلة على معرفة ذلك سمعية



وعقلية، فالسمعية ما ثبت بالوحي وهو الكتاب والسنة، والعقلية ما ثبت بالنظر والتأمل،



وقد أكثر الله عز وجل من ذكر هذا النوع في كتابه فكم من آية قال الله فيها ومن آياته



كذا وكذا وهكذا يكون سياق الأدلة العقلية الدالة على الله تعالى.



وأما معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالأدلة السمعية فمثل قوله تعالى:﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ



اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ (الفتح:الآية ٢٩ ) الآية. وقوله: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُول َقدْ خََلتْ مِنْ َقبْلِهِ



الرُّسُل﴾ آل عمران بالأدلة العقلية بالنظر والتأمل فيما أتى به من الآيات



البينات التي أعظمها كتاب الله عز وجل المشتمل على الأخبار الصادقة النافعة والأحكام



المصلحة العادلة، وما جرى على يديه من خوارق العادات، وما أخبر به من أمور الغيب



التي لا تصدر إلا عن وحي والتي صدقها ما وقع منها.




انتهى شرح هذا اليوم نكمل الشرح الأسبوع القادم إن شاء الله واعتذر لتأخر شرح اليوم إذ كان المفروض أنه يوم الأربعاء لكن لظروف تأخرت

مروة عاشور
2011-03-20, 07:59 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,,

بارك الله فيكِ
هل هذا الشرح للشيخ العثيمين؟
عندي شرح الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - طبعة "مؤسسة الرسالة", سأتابع من خلاله معكِ إن شاء الله..

سنبلة قلم
2011-03-23, 08:06 PM
[quote=التوحيد;476445]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,,

بارك الله فيكِ
وفيكِ
هل هذا الشرح للشيخ العثيمين؟

نعم ، أظنك لم تنتبهي لما كتبت في المقدمة ذكرت أن الشرح سيكون للشيخ بن عثيمين : )

عندي شرح الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - طبعة "مؤسسة الرسالة", سأتابع من خلاله معكِ إن شاء الله

إن كان هناك اضافة مهمة لم يذكرها الشيخ بن عثيمين في شحره وذكرها الفوزان بكتابه
فلا بأس بذكرها هنا ، لكني أظن شرح بن عثيمين رحمه الله ليس كغيره فهو يفصل غالبا ويذكر فتاوى أما الفوزان وفقه الله قرأت له شرح الواسطية فكان شرحه مختصرا
وكلهم خير غفر الله لنا و لهم

سنبلة قلم
2011-03-23, 10:35 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آلـه وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد :


نبدأ اليوم بمشيئة الله الدرس الثاني من شرح الأصول ،سائلين المولى جل وعلا السداد والتوفيق

****

تابع المـتـن

الثانية العمل به الثالثة: الدعوة إليه الرابعة: الصبر على الأذى فيه والدليل على قوله تعالى: ﴿و العصر*إن الإنسان لفي خسر *إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر﴾

****
الشرح



(1)

الثانية العمل به (1) الثالثة: الدعوة إليه(2)

(1) قوله العمل به أي العمل بما تقتضيه هذه المعرفة من الإيمان بالله والقيام بطاعته بامتثال
أوامره واجتناب نواهيه من العبادات الخاصة، والعبادات المتعدية، فالعبادات الخاصة مثل
الصلاة، والصوم، والحج، والعبادات المتعدية كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد
في سبيل الله وما أشبه ذلك.
والعمل في الحقيقة هو ثمرة العلم،فمن عمل بلا علم فقد شابه النصارى،ومن علم ولم
يعمل فقد شابه اليهود.
(٢) أي الدعوة إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من شريعة الله تعالى على مراتبها الثلاث أو الأربع التي ذكرها الله عز وجل في قوله
﴿ادْعُ إَِلى سَبِيلِ رَبِّك بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾
والرابعة قوله: ﴿وَلا تُجَادُِلوا َأهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ َأحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ َ ظَلمُوا مِنْهُمْ﴾
ولا بد لهذه الدعوة من علم بشريعة الله عز وجل حتى تكون الدعوة عن علم وبصيرة.
لقوله تعالى: ﴿ُقل ْ هَذِهِ سَبِيلِي َأدْعُو إَِلى اللَّهِ عََلى بَصِيرَةٍ َأنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَا ن َ اللَّهِ وَمَاَأنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾

والبصيرة تكون فيما يدعو إليه بأن يكون الداعيةعالمًا بالحكم الشرعي، وفي كيفية الدعوة، وفي حال المدعو.
ومجالات الدعوة كثيرة منها: الدعوة إلى الله تعالى بالخطابة، وإلقاء المحاضرات، ومنها
الدعوة إلى الله بالمقالات، ومنها الدعوة إلى الله بحلقات العلم، ومنها الدعوة إلى الله بالتأليف ونشر الدين عن طريق التأليف،ومنها الدعوة إلى الله في اﻟﻤﺠالس الخاصة فإذا جلس الإنسان في مجلس في دعوة مثلا ً فهذا مجال للدعوة إلى الله عز وجل ولكن ينبغي أن تكون على وجه لا ملل فيه ولا إثقال،
ويحصل هذا بأن يعرض الداعية مسألة علمية على الجالسين ثم تبتدئ المناقشة ومعلوم أن
المناقشة والسؤال والجواب له دور كبير في فهم ما أنزل الله على رسوله وتفهيمه، وقديكون أكثر فعالية من إلقاء خطبة أو محاضرة إلقاء مرسلا ً كما هو معلوم. والدعوة إلى الله عز وجل هي وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام وطريقة من تبعهم بإحسان، فإذا عرف الإنسان معبوده، ونبيه، ودينه ومنَّ الله عليه بالتوفيق لذلك فإن عليه السعي في إنقاذ أخوانه بدعوﺗﻬم إلى الله عز وجل وليبشر بالخير،
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبى طالب رضي الله عنه يوم خيبر:
"انفذ على رسلك حتى تترل بساحتهم،ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا ً خير لك من حمر النعم"
متفق على صحته.
ويقول صلى الله عليه وسلم :
فيما رواه مسلم: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا) وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم أيضًا: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)
= يتبع

سنبلة قلم
2011-03-23, 10:39 PM
(2)


الرابعة: الصبر على الأذى فيه(1)


(1) الصبر حبس النفس على طاعة الله، وحبسها عن معصية الله، وحبسها عن التسخط
من أقدار الله فيحبس النفس عن التسخط والتضجر والملل، ويكون دائمًا نشيطًا في الدعوة
إلى دين الله وإن أوذي، لأن أذية الداعين إلى الخير من طبيعة البشر إلا من هدى الله
قال الله تعالى: لنبيه صلى الله عليه وسلم:
﴿وََلَقدْ ُ كذِّبَتْ رُسُل ٌ مِنْ َقبْلِكَ َفصَبَرُوا عََلى مَاكذِّبُوا وَُأوُذوا حَتَّى َأتَاهُمْ نَصْرُنَا﴾
وكلما قويت الأذية قرب النصر،وليس النصر مختصًا بأن ينصر الإنسان في حياته ويرى أثر دعوته قد تحقق بل النصر يكون ولو بعد موته بأن يجعل الله في قلوب الخلق قبو ً لا لما دعا إليه وأخذًا به وتمسكًا به فإن هذايعتبر نصرًا لهذا الداعية وإن كان ميتًا، فعلى الداعية أن يكون صابرًا على دعوته مستمرًافيها. صابرًا على ما يدعو إليه من دين الله عز وجل صابرًا على ما يعترض دعوته. صابرًاعلى ما يعترضه هو من الأذى، وها هم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أوذوا بالقول
وبالفعل قال الله تعالى: ﴿كَذَلِكَ مَا َأتَى الَّذِينَ مِنْ َقبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا َقاُلوا سَاحِرٌ َأوْمَجْنُون ٌ ﴾
وقال عز وجل: ﴿ وَكَذلِكَ جَعَْلنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا﴾
ولكن على الداعية أن يقابل ذلك بالصبر وأنظر إلى قول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم:
﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّْلنَا عََليْكَ الُْقرْآن تَنْزِيلا ً ﴾ كان من المنتظر أن يقال فاشكر نعمة ربك ولكنه عز وجل
قال: ﴿َفاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ﴾ وفي هذا إشارة إن كل من قام ﺑﻬذا
القرآن فلابد أن يناله ما يناله مما يحتاج إلى صبر، وأنظر إلى حال النبي صلى الله عليه وسلم
حين ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول:
"اللهم أغفر لقومي فإﻧﻬم لا يعلمون"
فعلى الداعية أن يكون صابرًا محتسبًا.


والصبر ثلاثة أقسام:
١- صبر على طاعة الله.
٢- صبر عن محارم الله.
٣- صبر على أقدار الله التي يجريها إما مما لا كسب للعباد فيه، وإما مما يجريه الله على أيدي بعض العباد من الإيذاء والاعتداء.

=يتبع

سنبلة قلم
2011-03-23, 10:43 PM
(3)


والدليل على قوله تعالى: ﴿و العصر*إن الإنسان لفي خسر *إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر﴾(1)
قوله والدليل أي على هذه المراتب الأربع قوله تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ﴾ أقسم
الله عز وجل في هذه السورة بالعصر الذي هو الدهر وهو محل الحوادث من خير وشر،
فأقسم الله عز وجل به على أن الإنسان كل الإنسان في خسر إلا من اتصف ﺑﻬذه الصفات الأربع: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.


قال ابن القيم –رحمه الله تعالى-: جهاد النفس أربع مراتب:
إحداها: أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها
ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به.
الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه.
الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه.
الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ويتحمل ذلك كله لله، فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين".
فالله عز وجل أقسم في هذه السورة بالعصر على أن كل إنسان فهو في خيبة وخسر مهماكثر ماله وولده وعظم قدره وشرفه
إلا من جمع هذه الأوصاف الأربعة:
أحدها: الإيمان ويشمل كل ما يقرب إلى الله تعالى من اعتقاد صحيح وعلم نافع
الثاني: العمل الصالح وهو كل قول أو فعل يقرب إلى الله بأن يكون فاعله لله مخلصًا
ولمحمد صلى الله عليه وسلم متبعًا.
الثالث: التواصي بالحق وهو التواصي على فعل الخير والحث عليه والترغيب فيه.
الرابع: التواصي بالصبر بأن يوصي بعضهم بعضًا بالصبر على فعل أوامر الله تعالى، وترك
محارم الله، وتحمل أقدار الله.
والتواصي بالحق والتواصي بالصبر يتضمنان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذين ﺑﻬماقوام الأمة وصلاحها ونصرها وحصول الشرف والفضيلة لها: (كُـنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَْأمُرُو ن َ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْ ن َ عَنِ الْمُنْكَر وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)


انتهى الدرس الثاني والحمدلله وصلى الله وسلم على نبينا محمدوعلى آله وصحبه وسلم

مروة عاشور
2011-03-24, 11:18 AM
إن كان هناك اضافة مهمة لم يذكرها الشيخ بن عثيمين في شحره وذكرها الفوزان بكتابه
فلا بأس بذكرها هنا ، لكني أظن شرح بن عثيمين رحمه الله ليس كغيره فهو يفصل غالبا ويذكر فتاوى أما الفوزان وفقه الله قرأت له شرح الواسطية فكان شرحه مختصرا
وكلهم خير غفر الله لنا و لهم

بارك الله فيكِ

في الحقيقة لم أرَ كابن عثيمين - رحمه الله - في تبسيط الشرح وتنشيط الحضور أثناء حديثه, لكنّ لا أُنكر أن شرح الفوزان - حفظه الله - للأصول الثلاثة ممتاز وغير مختصر, بل متوسط وماتع في آن.. نفع الله بعلمهم وحفظ حيهم وغفر لميتهم.. آمين

مروة عاشور
2011-03-24, 11:20 AM
نفع الله بكِ وبما تنقلين أختنا الكريمة

لا أدري لماذا يحدث خطأ عند نقل بعض الآيات, برجاء مراجعتها..

أم عبد الرحمن طالبة علم
2011-03-24, 11:34 AM
جزى الله مشايخنا كل الخير على ما قدموه من خدمة لدين الله، وجزاك الله خيرا على النقل.
أنا من المتابعات معك بإذن الله.
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى.

سنبلة قلم
2011-03-24, 12:03 PM
نفع الله بكِ وبما تنقلين أختنا الكريمة

لا أدري لماذا يحدث خطأ عند نقل بعض الآيات, برجاء مراجعتها..

جزاكِ الله خيرا ، لكن هل تقصدين الخطأ في الحركات ؟؟

مع أني راجعتها فلا اادري لم حدث الخلل ؟

سنبلة قلم
2011-04-08, 12:42 AM
عذرا أخياتي لتوقف الدرس لظروف طارئة بإذن الله اكمل قريبا ، دعواتكن لي بالتيسير ...

سنبلة قلم
2011-04-10, 02:49 PM
نكمــــــــــــ ـــل بمشيئة الله ..

سنبلة قلم
2011-04-10, 03:23 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات برحمتك يا ارحم الراحمين


تابع المتن


قال الشافعي رحمه الله تعالى: (لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم)
وقال البخاريُّ رحمه الله تعالى: (باب العلم قبل القول والعمل)والدليل قوله تعالى(فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك)فبدأ بالعلم قبل القول والعمل


******



(1)



قال الشافعي رحمه الله تعالى (1) لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم(2)


(1) الشافعي هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي
القرشي، ولد في غزة سنة ١٥٠ ه وتوفي بمصر سنة ٢٠٤ ه وهو أحد الأئمة الأربعة على الجميع رحمة الله تعالى


(2) مراده رحمه الله أن هذه السورة كافية للخلق في الحث على التمسك بدين الله بالإيمان، والعمل الصالح، والدعوة إلى الله، والصبر على ذلك، وليس مراده أن هذه السورة كافية للخلق في جميع الشريعة.
وقوله: "لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم" لأن العاقل البصير إذا
سمع هذه السورة أو قرأها فلا بد أن يسعى إلى تخليص نفسه من الخسران وذلك باتصافه
بهذه الصفات الأربع: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر .



(2)


وقال البخاريُّ رحمه الله تعالى(1): باب العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى(فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك) فبدأ بالعلم قبل القول والعمل (2)


(1) البخاري هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، ولد ببخارى في شوال سنة أربعة وتسعين ومائة ونشأ يتيمًا في حجر والدته، وتوفي رحمه الله في خرتنك بلدة على فرسخين من سمرقند ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين.


(2) أستدل البخاري رحمه الله بهذه الآية على وجوب البداءة بالعلم قبل القول والعمل وهذا دليل أثري يدل على أن الإنسان يعلم أولا ثم يعمل ثانيًا، وهناك دليل عقلي نظري يدل على أن العلم قبل القول والعمل وذلك لأن القول أو العمل لا يكون صحيحًا مقبولا حتى يكون على وفق الشريعة، ولا يمكن أن يعلم الإنسان أن عمله على وفق الشريعة إلا بالعلم، ولكن هناك أشياء يعلمها الإنسان بفطرته كالعلم بأن الله إله واحد فإن هذا قد فطر عليه العبد ولهذا لا يحتاج إلى عناء كبير في التعلم، أما المسائل الجزئية المنتشرة فهي التي تحتاج إلى تعلم وتكريس جهود.


انتهى الدرس الثالث وبالله التوفيق ،،،

سنبلة قلم
2011-04-20, 07:57 PM
بسم الله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ،نكمل بمشيئة الله شرح الأصول للشيخ بن عثيمين رحمه الله ،وبالله نستعين :



تابع المتن
(اعلم رحمك الله: أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل ﺑهن
الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا)


الشرح


(1)
اعلم رحمك الله: أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل ﺑهن
الأولى: أن الله خلقنا(1)


(1) ودليل ذلك أعني أن الله خلقنا سمعي وعقلي: أما السمعي فكثير ومنه قوله عز وجل: (هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون)
وقوله (ولقدخلقناكم ثم صورناكم) وقوله تعالى (ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون)
وقوله: (ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون)
وقوله: (خلق الإنسان من صلصال كالفخار) وقوله: (الله خالق كل شيء) وقوله: (والله خلقكم وماتعملون)
وقوله: (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) إلى غيرذلك من الآيات.
أما الدليل العقلي على أن الله خلقنا فقد جاءت الإشارة إليه في قوله تعالى: (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) فإن الإنسان لم يخلق نفسه لأنه قبل وجوده عدم
والعدم ليس بشيء وما ليس بشيء لا يوجد شيئًا، ولم يخلقه أبوه ولا أمه ولا أحد من
الخلق، ولم يكن ليأتي صدفة بدون موجد؛ لأن كل حادث لا بد له من محدث؛ ولأن
وجود هذه المخلوقات على هذا النظام البديع والتناسق المتآلف يمنع منعًا باتًا أن يكون
صدفة. إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظمًا حال بقائه
وتطوره، فتعين بهذا أن يكون الخالق هو الله وحده فلا خالق ولا آمر إلا الله، قال الله تعالى: (ألا له الخلق والأمر) ولم يعلم أن أحدًا من الخلق أنكر ربوبية الله سبحانه وتعالى إلا على وجه المكابرة كما
حصل من فرعون، وعندما سمع جبير بن مطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورةالطور فبلغ قوله تعالى:
(أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون*أم خلقوا السموات والأرض بل لايوقنون*أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون)
وكان جبير بن مطعم يومئذ مشركًا فقال: "كاد قلبي أن يطير وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي



(2)


ورزقنا (1)


(1)أدلة هذه المسألة كثيرة من الكتاب والسنة والعقل أما الكتاب: فقال الله تعالى: ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) وقال تعالى: (قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله) وقوله: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمّن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) والآيات في هذاكثيرة. وأما السنة: فمنها قوله صلى الله عليه وسلم في الجنين يبعث إليه ملك فيؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله، وعمله وشقي أم سعيد
وأما الدليل العقلي على أن الله رزقنا فلأننا لا نعيش إلا على طعام وشراب، والطعام والشراب خلقه الله عز وجل كما قال الله تعالى:
(أفرأيتم ماتحرثون*أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون* لونشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون*إنا لمغرمون*بل نحن محرومون*أفرأيتم الماء الذي تشربون*أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون*لونشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون)
ففي هذه الآيات بيان أن رزقنا طعامًا وشرابًا من عند الله عز وجل.



انتهى درس اليوم وبالله التوفيق ،،،

سنبلة قلم
2011-05-04, 07:42 PM
سأتوقف عن كتابة الشرح لمدة شهر تقريبا ، وبعدها نكمل بإذن الله
دعواتكن لي بالتيسير ياأحبــــــــــ ـــــــــة : )

أم البشرى
2011-05-08, 12:28 AM
وفقك الله أختنا الفاضلة على الجهد الرائع والفوائد الجمة
نفعنا بك وبما تقدمينه فالأيام تطوى والأجر يبقى
متابعة معك وفي إنتظار عودتك إن شاء المولى .

مروة عاشور
2011-06-05, 01:35 PM
سأتوقف عن كتابة الشرح لمدة شهر تقريبا ، وبعدها نكمل بإذن الله
دعواتكن لي بالتيسير ياأحبــــــــــ ـــــــــة : )


أعانكِ الله ويسر أمركِ

في انتظار عودتكِ لإتمام النقل

رزقنا الله وإياكِ العلم النافع.

سنبلة قلم
2011-06-12, 05:23 PM
حيا الله الأحبة ، الحمدلله الذي يسرلنا هذا اللقاء في مثل هذه المجالس الطيبة المباركة،نسأل الله المزيد من فضله

نستأنف بمشيئة الله تعالى ...

رحمة النساء فقير رب
2011-06-16, 12:30 AM
بارك الله فيكم

سنبلة قلم
2011-07-09, 12:54 PM
اعتذر أحبة على الإنقطاع ،وفي كل مرة أقول اكمل ولااكمل : )
إن شاء الله نتابع ...

سنبلة قلم
2011-07-09, 12:55 PM
وفقك الله أختنا الفاضلة على الجهد الرائع والفوائد الجمة
نفعنا بك وبما تقدمينه فالأيام تطوى والأجر يبقى
متابعة معك وفي إنتظار عودتك إن شاء المولى .


جزاك الله خيرا ، والله إنا مقصرون نسأل الله الإخلاص والقبول

سنبلة قلم
2011-07-09, 12:56 PM
أعانكِ الله ويسر أمركِ

في انتظار عودتكِ لإتمام النقل

رزقنا الله وإياكِ العلم النافع.


جزاك الله خيرا على الدعوات الطيبات

سنبلة قلم
2011-07-09, 12:57 PM
بارك الله فيكم


وفيكِ بارك الله أخية ،،

سنبلة قلم
2011-07-09, 01:08 PM
تابع المتن
ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار والدليل قوله تعالى: (إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا*فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا )


الشرح


(1)
ولم يتركنا هملا (1 )بل أرسل إلينا رسولا (٢)
(1) هذا هو الواقع الذي تدل عليه الأدلة السمعية والعقلية:
أما السمعية فمنها قوله تعالى: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون *فتعالى الله الملك الحق لاإله إلا هو)
وقوله (أيحسب الإنسان أن يترك سدى *ألم يك نطفة من مني يمنى *ثم كان علقة فخلق فسوى *فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى*أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى )
وأما العقل: فلأن وجود هذه البشرية لتحيا ثم تتمتع كما تتمتع الأنعام ثم تموت إلى غيربعث ولا حساب أمر لا يليق بحكمة الله عز وجل بل هو عبث محض، ولا يمكن أن يخلق الله هذه الخليقة ويرسل إليها الرسل ويبيح لنا دماء المعارضين المخالفين للرسل عليهم الصلاة والسلام ثم تكون النتيجة لا شيء، هذا مستحيل على حكمة الله عز وجل.
(2) أي أن الله عز وجل أرسل إلينا معشر هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم رسولا يتلو علينا آيات ربنا، ويزكينا، ويعلمنا الكتاب والحكمة، كما أرسل إلى من قبلنا،قال الله تبارك وتعالى: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) ولا بد أن يرسل الله الرسل إلى الخلق لتقوم عليهم الحجة وليعبدوا الله بما يحبه ويرضاه قال الله تبارك وتعالى: (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط .......الآية )النساء163-165 ولا يمكن أن نعبدالله بما يرضاه إلا عن طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام لأﻧﻬم هم الذين بينوا لنا ما يحبه الله ويرضاه، وما يقربنا إليه عز وجل فبذلك كان من حكمة الله أن أرسل إلى الخلق رسلا مبشرين ومنذرين الدليل قوله تعالى: (إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا*فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا )


(2)


فمن أطاعه دخل الجنة(1)ومن عصاه دخل النار(2) والدليل قوله تعالى: (إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا*فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا )



(1) هذا حق مستفاد من قوله تعالى: (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون *وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين) ومن قوله تعالى: (ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم) ومن قوله تعالى: (ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون) وقوله: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الّذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) وقوله: (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) والآيات في ذلك كثيرة.
ومن قوله صلى الله عليه وسلم "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" فقيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار" رواه البخاري.
(2) هذا أيضًا حق مستفاد من قوله تعالى: (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) وقوله: ( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) وقوله: (ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا) ومن قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: "ومن عصاني دخل النار".


ا.هـ

هدير
2011-07-12, 12:23 AM
جزاكم الله خيرا

أقترااااااااااا اااح لماذا لا نحفظ المتن
ونسمع لبعض ؟

سنبلة قلم
2011-07-15, 10:24 PM
جزاكم الله خيرا

أقترااااااااااا اااح لماذا لا نحفظ المتن
ونسمع لبعض ؟

وإياكِ يارب ..

اقتراح ممتاز وحري بطالبة العلم أن تبدأ بحفظ المتون في بداية الطلب
وبودي لوأن لدي وقت لسمعت لكن كلكن لكن نسأل الله أن يبارك لنا في الأوقات
ولعل من الأخوات إن شاء الله ممن تكون أهلا لهذه المهمة
وبارك الله فيك وفقك ،،،

سنبلة قلم
2011-07-28, 02:32 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ،اللهم اغفرلنا ولوالدينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات الأحياءمنهم والأموات برحمتك يا أرحم الراحمين أمابعد:
نتابع شرح الأصول بإذن الله :


المتن
الثانية أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل. والدليل قوله تعالى: (وأن المساجد لله فلاتدعو مع الله أحدا)
الثالثة: أن من أطاع الرسول ووحّد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولوكان أقرب قريب، والدليل قوله تعالى: ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــ



1


الثانيةأن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل.
والدليل قوله تعالى: (وأن المساجد لله فلاتدعو مع الله أحدا) (1)




(1) أي المسألة الثانية مما يجب علينا علمه أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد، بل هو وحده المستحق للعبادة ودليل ذلك ما ذكره المؤلف رحمه الله في قوله تعالى : (وأن المساجد لله فلاتدعو مع الله أحدا) فنهى الله تعالى أن يدعو الإنسان مع الله أحدًا،والله لا ينهى عن شيء إلا وهو لا يرضاه سبحانه وتعالى وقال الله عز وجل: (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولايرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم)
وقال تعالى : ( فإن ترضوا عنهم فإن الله لايرضى عن القوم الفاسقين)
فالكفر والشرك لا يرضاه الله سبحانه وتعالى بل إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لمحاربةالكفر والشرك والقضاء عليهما قال الله تعالى: (وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله) وإذا كان الله لا يرضى بالكفر والشرك فإن الواجب على المؤمن أن لا يرضى بهما، لأن المؤمن رضاه وغضبه تبع رضا الله وغضبه، فيغض لمايغضب الله ويرضى بما يرضاه الله عز وجل، وكذلك إذا كان الله لا يرضى الكفر ولاالشرك فإنه لا يليق بمؤمن أن يرضى بهما. والشرك أمره خطير قال الله عز وجل: (إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ) وقال تعالى: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه الناروما للظالمين من أنصار)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النار)



2


الثالثة: أن من أطاع الرسول ووحّد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولوكان أقرب قريب، والدليل قوله تعالى: ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (1)


(1) أي المسألة الثالثة مما يجب علينا علمه الولاء والبراء، والولاء والبراءأصل عظيم جاءت فيه النصوص الكثيرة قال الله عز وجل: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا)
وقوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)
وقوله تعالى ( ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين)
وقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون *قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين) وقال عز وجل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) وقوله تعالى (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير) ولأن موالاة من حاد الله ومداراته تدل على أن ما في قلب الإنسان من الإيمان بالله ورسوله ضعيف؛ لأنه ليس من العقل أن يحب الإنسان شيئًا هوعدو لمحبوبه، وموالاة الكفار تكون بمناصرﺗﻬم ومعاونتهم على ما هم عليه من الكفر والضلال، وموادﺗﻬم تكون بفعل الأسباب التي تكون ﺑﻬا مودﺗﻬم فتجده يوادهم أي يطلب ودهم بكل طريق، وهذا لا شك ينافي الإيمان كله أو كماله، فالواجب على المؤمن معاداةمن حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب إليه، وبغضه والبعد عنه ولكن هذا لا يمنع نصيحته ودعوته للحق.


والله اعلم
ا.هـ

سنبلة قلم
2011-09-12, 01:36 AM
الدرس السابع
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
، أما بعد:


تابع المتن
اعلم أرشدك الله لطاعته :أن الحنيفية ملة إبراهيم : أن تعبد الله وحده مخلصًا له الدين وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال الله تعالى: (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ومعنى يعبدون يوحدون


الشرح


الجزء(1)


اعلم (1) أرشدك الله(2) لطاعته(3) :أن الحنيفية(4) ملة(5) إبراهيم(6) : أن تعبد الله وحده(7) مخلصًا له الدين(8)


1- تقدم الكلام على العلم فلا حاجة إلى إعادته هنا


2- الرشد: الاستقامة على طريق الحق.


3- الطاعة: موافقة المراد فعلًا للمأمور وتركًا للمحظور.


4- الحنيفية: هي الملة المائلة عن الشرك، المبينة على الإخلاص لله عز وجل.


5- أي طريقه الديني الذي يسير عليه؛ عليه الصلاة والسلام.


6- إبراهيم هو خليل الرحمن قال عز وجل: (واتخذ الله إبراهيم خليلا) هو أبو الأنبياء وقد تكرر ذكر منهجه في مواضع كثيرة للاقتداء به.


7- قوله "أن تعبد الله" هذه خبر "أن" في قول "أن الحنيفية" والعبادة بمفهومها العام هي "التذلل لله محبة وتعظيمًا بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه". أما المفهوم الخاص للعبادة-يعني تفصيلها- فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة كالخوف، والخشية، والتوكل والصلاة والزكاة، والصيام وغير ذلك من شرائع الإسلام.


8- الإخلاص هو التنقية والمراد به أن يقصد المرء بعبادته وجه الله عز وجل والوصول إلى دار كرامته بحيث لا يعبد معه غيره لا ملكًا مقربًا ولا نبيًامرسلا قال الله تعالى: (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وماكان من المشركين) وقال الله تعالى: (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين *إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين*ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون)


الجزء(2)


وبذلك(1) أمر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال الله تعالى: (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ومعنى يعبدون يوحدون(2)


1- أي بالحنيفية وهي عبادة الله مخلصًا له الدين أمر الله جميع الناس وخلقهم لها، كما قال الله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) وبين الله عز وجل في كتابه أن الخلق إنما خلقوا لهذا فقال تعالى: (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)


2-يعني التوحيد من معنى العبادة وإلا فقد سبق لك معنى العبادة وعلى أي شيء تطلق وأنها أعم من مجرد التوحيد .


واعلم أن العبادة نوعان:
عبادة كونية وهي الخضوع لأمر الله تعالى الكوني وهذه شاملة لجميع الخلق لا يخرج عنها أحد لقوله تعالى: (إن كل من في السموات والأرض إلا ءاتىِ الرحمن عبدا ) فهي شاملة للمؤمن والكافر،والبر والفاجر.
والثاني: عبادة شرعية وهي الخضوع لأمر الله تعالى الشرعي وهذه خاصة بمن أطاع الله تعالى واتبع ما جاءت به الرسل مثل قوله تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) فالنوع الأول لا يحمدعليه الإنسان لأنه بغير فعله لكن قد يحمد على ما يحصل منه من شكر عند الرخاء وصبرعلى البلاء بخلاف النوع الثاني فإنه يحمد عليه.
ا.ه
والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سنبلة قلم
2011-09-23, 06:26 AM
الدرس الثامن


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا إلى يوم الدين ، أما بعـــــد :


تابع المتن

وأعظم ما أمر الله به التوحيد وهو: إفراد الله بالعبادة وأعظم ما نهى عنه الشرك. وهو: دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى: (واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا)


(1)


وأعظم ما أمر الله به التوحيد(1)

(1) التوحيد لغة مصدر وحد يوحد، أي جعل الشيء واحدًا وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات، نفي الحكم عما سوى الموحد وإثباته له فمثلا نقول: إنه لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله فينفي الألوهية عما سوى الله تعالى ويثبتها لله وحده.
وفي الاصطلاح عرفه المؤلف بقوله: "التوحيد هو إفراد الله بالعبادة" أي أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئًا، لا تشرك به نبيًا مرسلًا ، ولا ملكًا مقربًا ولا رئيسًا ولا ملكًا ولا أحدًا من الخلق، بل تفرده وحده بالعبادة محبة وتعظيمًا، ورغبة ورهبة، ومراد الشيخ رحمه الله التوحيد الذي بعثت الرسل لتحقيقه لأنه هو الذي حصل به الإخلال من أقوامهم. وهناك تعريف أعم للتوحيد وهو: "إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به".

وأنواع التوحيد ثلاثة:

الأول: توحيد الربوبية وهو "إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق، والملك والتدبير" قال الله عز وجل: (الله خالق كل شيء) وقال تعالى: (هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لاإله إلا هو) وقال تعالى: (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير) وقال تعالى: (ألا له الخلق والأمرتبارك الله رب العالمين)
الثاني: توحيد الألوهية وهو "إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحدًا يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله تعالى ويتقرب إليه".
الثالث: توحيد الأسماء والصفات وهو "إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بإثبات ما أثبته، ونفي ما نفاه من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل".
ومراد المؤلف هنا توحيد الألوهية وهو الذي ضل فيه المشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستباح دماءهم وأموالهم وأرضهم وديارهم وسبى نساءهم وذريتهم، وأكثر ما يعالج الرسل أقوامهم على هذا النوع من التوحيد. قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله) فالعبادة لا تصح إلا لله عز وجل، ومن أخل بهذا التوحيد فهو مشرك كافر وإن أقر بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات، فلو فرض أن رجلا يقرّ إقرارًا كاملا بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات ولكنه يذهب إلى القبر فيعبد صاحبه أو ينذر له قربانًا يتقرب به إليه فإنه مشرك كافر خالد في النار قال الله تعالى: (إنه من يشرك بالله فقدحرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) وإنما كان التوحيد أعظم ما أمر الله لأنه الأصل الذي ينبني عليه الدين كله، ولهذا بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله، وأمر من أرسله للدعوة أن يبدأ به.

(2)


وأعظم ما نهى عنه الشرك. وهو: دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى: (واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا)(1)


(1) أعظم ما نهى الله عنه الشرك وذلك لأن أعظم الحقوق هو حق الله عز وجل فإذا فرط فيه الإنسان فقد فرط في أعظم الحقوق وهو توحيد الله عز وجل قال الله تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم) وقال تعالى : (ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما) وقال عز وجل: (ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا) وقال تعالى: (إنه من يشرك بالله فقدحرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) وقال تعالى: (إن الله لايغفرأن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعظم الذنب أن تجعل لله ندًا وهو خلقك" وقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم عن جابر، رضي الله عنه: "من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النار)

ا.ه
وصلى الله وسلم على نبينا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين
وبالله التوفيق ،،

مروة عاشور
2011-09-23, 11:37 AM
أحسن الله إليكِ عرض طيب
نتابع معكِ ونسأل الله أن يضاعف لكِ الأجر


جزاكم الله خيرا

أقترااااااااااا اااح لماذا لا نحفظ المتن
ونسمع لبعض ؟

اقتراح طيب, ولعلنا نشرع به عند فراغكن من دورة الأحاديث النووية - بإذن الله.

سنبلة قلم
2011-09-30, 10:16 AM
جزاكِ الله خيرًا أخيتي :التوحيد على مبادرتك بنفع أخواتك وتلقي اقتراحاتهن برحابة صدر والعمل بما يصلح منها ، زادكِ الله توفيقا ورعاية ..

مروة عاشور
2011-09-30, 01:58 PM
آمين وجزاكِ وبارك فيكِ ونفع بكِ
وإن لم يكن لديكِ مانع تقومين بفتح موضوع لهذه الدورة "حفظ المتن" - بإذن الله - بعد انتهاء الأخوات من الدورة الحالية.

سنبلة قلم
2011-10-13, 01:47 AM

امة الواحد
2011-10-23, 10:27 AM
بارك الله فيك ونفع بك,هذه الرسالة صغيرة الحجم كثيرة النفع والبركة .
واصلي وفقك الله ,ويسر لك كل خير.

أم أويس وفردوس
2011-10-23, 12:01 PM
وفقك الله وزادك ربي من فضله..واصلي وسنتابع معك إن شاء الله..

سنبلة قلم
2013-05-17, 06:09 PM
الدرس التاسع
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
نكمل بمشيئة الله دروس شرح الأصول الثلاثة للشيخ محمد العثيمين رحمه الله وجمعنا به في الفردوس الأعلى بعد انقطاع طويل وستكون الدروس يوم من كل اسبوع بمشيئة الله وقد غيرت في ترتيب الشرح فلم أقسمه إلى أجزاء كسابق الدروس وإنما جعلت ترتيبه أسهل من قبل نسأل الله التيسير والإعانة فمنه وحده نستمد العون نبدأ على بركة الله .
تابع المتن
(فإذا قيل لك ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم فإذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني وربي جميع العالمين بنعمه وهو معبودي ليس لي معبود سواه والدليل قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2) وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم )
الشــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــرح :

فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان(1) معرفتها ؟ (2)

(1)الأصول جمع أصل ، وهو ما يبنى عليه غيره ، ومن ذلك أصل الجدار وهو أساسه ، وأصل الشجرة الذي يتفرع منه الأغصان ، قال الله تعالى :)أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) (إبراهيم:24) .
وهذه الأصول الثلاثة يشير بها المصنف رحمه إلى الأصول التي يسأل عنها الإنسان في قبره :ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟
(2) أورد المؤلف رحمه الله تعالى هذه المسألة بصيغة السؤال وذلك من أجل أن ينتبه الإنسان لها ، لأنها مسألة عظيمة وأصول كبيرة ؛ وإنما قال: إن هذه هي الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها لأنها هي الأصول التي يسأل عنها المرء في قبره إذا دفن وتولى عنه أصحابه أتاه ملكان فأقعداه فسألاه من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فأما المؤمن فيقول: ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد، وأما المرتاب أو المنافق فيقول هاه ؛ هاه لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.
فقل : معرفة العبد ربه (3)
(3)معرفة الله تكون بأسباب:
منها النظر والتفكر في مخلوقاته عز وجل فإن ذلك يؤدي إلى معرفته ومعرفة عظيم سلطانه وتمام قدرته ، وحكمته ، ورحمته قال الله تعالى: )أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ )(الأعراف:الآية185 ) وقال عز وجل: )قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا)(س ـبأ:الآية46) وقال تعالى: )إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ) (آل عمران:190) وقال عز وجل: ) وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ)(يونس :الآية6) وقال سبحانه وتعالى : )إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة:164)
ومن أسباب معرفة العبد ربه النظر في آياته الشرعية وهي الوحي الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام فينظر في هذه الآيات وما فيها من المصالح العظيمه التي لا تقوم حياة الخلق في الدنيا ولا في الآخرة إلا بها ، فإذا نظر فيها وتأملها وما اشتملت عليه من العلم والحكمة ووجد انتظامها وموافقتها لمصالح العباد عرف بذلك ربه عز وجل كما قال الله عز وجل : )أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) .
ومنها ما يلقي الله عز وجل في قلب المؤمن من معرفة الله سبحانه وتعالى حتى كأنه يرى ربه رأي العين قال النبي عليه الصلاة والسلام ، حين سأله جبريل ما الإحسان ؟ قال : "أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب : بيان أركان الإيمان والإسلام .


ودينه (4).
(4) أي معرفة الأصل الثاني وهو دينه الذي كلف العمل به وما تضمنه من الحكمة والرحمة ومصالح الخلق، ودرء المفاسد عنها ، ودين الإسلام من تأمله حق التأمل تأملاً مبيناً على الكتاب والسنة عرف أنه دين الحق، وأنه الدين الذي لا تقوم مصالح الخلق إلا به ، ولا ينبغي أن نقيس الإسلام بما عليه المسلمون اليوم، فإن المسلمين قد فرطوا في أشياء كثيرة وارتكبوا محاذير عظيمة حتى كأن العائش بينهم في بعض البلاد الإسلامية يعيش في جو غير إسلامي.
والدين الإسلامي -بحمد الله تعالى- متضمن لجميع المصالح التي تضمنتها الأديان السابقة متميز عليها بكونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة ، ومعنى كونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة : أن التمسك به لا ينافي مصالح الأمة في أي زمان ومكان وأمة ، فدين الإسلام يأمر بكل عمل صالح وينهى عن كل عمل سيء فهو يأمر بكل خلق فاضل ، وينهى عن كل خلق سافل.



ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم (5)
(5) هذا هو الأصل الثالث وهو معرفة الإنسان نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ، وتحصل بدراسة حياة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه من العبادة ، والأخلاق ، والدعوة إلى الله عز وجل ، والجهاد في سبيله وغير ذلك من جوانب حياته عليه الصلاة والسلام ، ولهذا ينبغي لكل إنسان يريد أن يزداد معرفة بنبيه وإيماناً به أن يطالع من سيرته ما تيسر في حربه وسلمه ، وشدته ورخائه وجميع أحواله نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتبعين لرسوله صلى الله عليه وسلم ، باطناً وظاهراً ، وأن يتوفانا على ذلك إنه وليه والقادر عليه.

فإذا قيل لك :ربك(6) ؟ فقل : ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه(7)
(6) أي من هو ربك الذي خلقك ، وأمدك ، وأعدك ، ورزقك .
(7) التربية هي عبارة عن الرعاية التي يكون بها تقويم المربى ، ويشعر كلام المؤلف رحمه الله أن الرب مأخوذ من التربية لأنه قال: "الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه" فكل العالمين قد رباهم الله بنعمه وأعدهم لما خلقوا له ، وأمدهم برزقه قال الله تبارك وتعالى في محاورة موسى وفرعون: )قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى* قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طـه:49-50)
فكل أحد من العالمين قد رباه الله عز وجل بنعمه.
ونعم الله عز وجل على عباده كثيرة لا يمكن حصرها قال الله تبارك وتعالى: )وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )(النحل:الآية18) فالله هو الذي خلقك وأعدك ، وأمدك ورزقك فهو وحده المستحق للعبادة .
وهو معبودي ليس لي معبود سواه (8) والدليل قوله تعالى: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (9) (الفاتحة:2)
(8) أي وهو الذي أعبده وأتذلل له خضوعاً ومحبة وتعظيماً ، أفعل ما يأمرني به، وأترك ما ينهاني عنه ، فليس لي أحد أعبده سوى الله عز وجل ، قال الله تبارك وتعالى : )وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25) وقال تعالى: )وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5)
(9) استدل المؤلف رحمه الله لكون الله سبحانه وتعالى مربياً لجميع الخلق بقوله تعالى: )الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2) يعني الوصف بالكمال والجلال والعظمة لله تعالى وحده.
وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم (10)
(10) العالم كله من سوى الله ، وسمو عالماً لأنهم علم على خالقهم ومالكهم ومدبرهم ففي كل شيء آية لله تدل على أنه واحد.
وأنا المجيب بهذا واحد من ذلك العالم ، وإذا كان ربي وجب علي أن أعبده وحده.

انتهى الدرس التاسع وصلى الله وسلم على نبينا محمد وبالله التوفيق .

سارة بنت محمد
2013-05-17, 06:30 PM
بارك الله فيك أختنا الفاضلة سنبلة قلم

نفتقد قمحك...لا تتركيني جوعى (ابتسامة)

ام حسنى
2013-05-19, 08:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا
نحن في حاجة الى ذلك

سنبلة قلم
2013-05-24, 04:43 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكما الله أخياتي

سنبلة قلم
2013-05-24, 05:12 PM
الدرس العاشر :
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعـــــــــــــ ــد ، نبدأ بمشيئة الله في الدرس العاشر مستعينين بالله وحده

المتـــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــن

فإذا قيل لك :بم عرفت ربك فقالبآياته ومخلوقاته ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السمواتالسبع والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما .

والدليل قوله تعالى(وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوالِلشّ َمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْكُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (فصلت:37) وقوله تعالى (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُالَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىعَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَوَال ْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُوَالْأ َمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (لأعراف:54) والرب هو المعبود.

والدليل قوله تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْقَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21) (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَفِرَاش اً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِمِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْتَعْل َمُونَ) (البقرة:22)

قال ابن كثير رحمه اللهتعالى " الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة "

وأنواع العبادة التيأمر الله بها مثل الإسلام والإيمان والإحسان ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكلوالرغبة والرهبة والخشوع والخشية والإنابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثةوالذب ح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله تعالىوالدليل قوله تعالى (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِأَحَداً) (الجـن:18)

فمن صرف منها شيئاًلغير الله فهو مشرك كافر

والدليل قوله تعالى(وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَاحِسَا بُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) (المؤمنون:117)"

وفي الحديث الدعاء مخالعبادة "

والدليل قوله تعالى(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60)


شــــــــرح المـــــــــتن



فإذا قيل لك بم عرفت ربك (1)؟ فقل بآياته ومخلوقاته (2) ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ،ومن مخلوقاته السموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما (3) .

(1)أي إذا قيل لك: بأي شيء عرفت الله عز وجل؟ فقل: عرفته بآياته ومخلوقاته. (2)الآيات : جمع آية وهي العلامة على الشيء التي تدل عليه وتبينه. وآيات الله تعالى نوعان : كونيةوشرعية ، فالكونية هي المخلوقات ، والشرعية هي الوحي الذي أنزله الله على رسله ،وعلى هذا يكون قول المؤلف رحمه الله "بآياته ومخلوقاته" من باب عطفالخاص على العام إذا فسرنا الآيات بأنها الآيات الكونية والشرعية. أو من باب عطفالمباين المغاير إذا خصصنا الآيات بالآيات الشرعية وعلى كل فالله عز وجل يعرفبآياته الكونية وهي المخلوقات العظيمة وما فيها من عجائب الصنعة وبالغ الحكمة،وكذلك يعرف بآياته الشرعية وما فيها من العدل ، والاشتمال على المصالح ، ودفعالمفاسد .

وفـي كـل شـيء لـه آيـة تــدل على أنــه واحــد(3) كل هذه من آيات الله الدالة علىكمال القدرة، وكمال الحكمة ، وكمال الرحمة ، فالشمس آية من آيات الله عز وجللكونها تسير سيراً منتظماً بديعاً منذ خلقها الله عز وجل وإلى أن يأذن الله تعالىبخراب العالم، فهي تسير لمستقر لها كما قال تعالى: (وَالشَّمْسُتَج رِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)(يّـس :38) وهي من آيات الله تعالى بحجمها وآثارها ، أما حجمها فعظيم كبير، وأما آثارها فما يحصل منها من المنافع للأجسام والأشجار والأنهار ، والبحار وغيرذلك ، فإذا نظرنا إلى الشمس هذه الآية العظيمة ما مدى البعد الذي بيننا وبينها معذلك فإننا نجد حرارتها هذه الحرارة العظيمة ، ثم انظر ماذا يحدث فيها من الإضاءةالعظيمة التي يحصل بها توفير أموال كثيرة على الناس فإن الناس في النهار يستغنونعن كل إضاءة ويحصل بها مصلحة كبيرة للناس من توفير أموالهم ويعد هذا من الآياتالتي لا ندرك إلا اليسير منها. كذلك القمر من آيات الله عز وجل حيثقدره منازل لكل ليلة منزلة )وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىعَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)(يّـس :39) فهو يبدو صغيراً ثم يكبر رويداً رويداً حتى يكمل ثم يعود إلىالنقص ، وهو يشبه الإنسان حيث أنه يخلق من ضعف ثم لا يزال يترقى من قوة إلى قوة حتىيعود إلى الضعف مرة أخرى فتبارك الله أحسن الخالقين. والدليل(4) قوله تعالى )وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُوَالنّ َهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِوَاسْ جُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)(فصل ت:37) وقوله (5) تعالى: )إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُالَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىعَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَوَال ْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُتَبَا رَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف:54) . (4)أي والدليل على أن الليل والنهار ، والشمس والقمر من آيات الله عز وجل قوله تعالى } ومن آياته الليل والنهار{ . . . . إلخ أي من العلامات البينةالمبينة لمدلولها الليل والنهار في ذاتهما واختلافهما ، وما أودع الله فيهما منمصالح العباد وتقلبات أحوالهم ، وكذلك الشمس والقمر في ذاتهما وسيرهما وانتظامهماوما يحصل بذلك من مصالح العباد ودفع مضارهم . ثم نهى الله تعالى العباد أن يسجدواللشمس أو القمر وإن بلغا مبلغاً عظيماً في نفوسهم لأنهما لا يستحقان العبادةلكونها مخلوقين ، وإنما المستحق للعبادة هو الله تعالى الذي خلقهن. (5)وقوله أي من الأدلة على أن الله خلق السموات والأرض )إِنَّ رَبَّكُمُاللَّه ُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ)(الأع راف:الآية54) وفيها من آيات الله: أولاً : أن الله خلق هذه المخلوقاتالعظيم ة في ستة أيام ولو شاء لخلقها بلحظة ولكنه ربط المسببات بأسبابها كما تقتضيهحكمته . ثانياً : أنه استوى على العرش أي علاعليه علواً خاصاً به كما يليق بجلاله وعظمته وهذا عنوان كمال الملك والسلطان. ثالثاً : أنه يغشي الليل النهار أنيجعل الليل غشاء للنهار ، أي غطاء له فهو كالثوب يسدل على ضوء النهار فيغطيه. رابعاً : أنه جعل الشمس والقمروالنجوم مذللات بأمره جل سلطانه يأمرهن بما يشاء لمصلحة العباد . خامساً : عموم ملكه وتمام سلطانه حيثكان له الخلق والأمر لا لغيره. سادساً : عموم ربوبيته للعالمين كلهم. والرب هو المعبود (6)، والدليل (7) قوله تعالى: } ياأيها الناس (8) أعبدواربكم الذي خلقكم (9) والذين من قبلكم لعلكم تتقون. (10) الذي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً (11) وَالسَّمَاءَبِن َاءً (12) وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً (13) فَأَخْرَجَبِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ (14) فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِأَنْدَاد اً (15) وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (16) (البقرة:21-22) (6) يشير المؤلف رحمه الله تعالى إلىقول الله عز وجل : )إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَالسَّمَوَ اتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِيُغْشِ ي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَوَال نُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَاللَّه ُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)(ا لأعراف:54) فالرب هو المعبود أي هو الذي يستحق أن يعبد أو هو الذي يعبدلاستحقاقه للعبادة ، وليس المعنى أن كل من عبد فهو رب فالآلهة التي تعبد من دونالله وأتخذها عبادها أرباباً من دون الله ليست أرباباً . والرب هو الخالق المالكالمدبر لجميع الأمور .(7)أي الدليل على أن الرب هو المستحق للعبادة. (8)النداء موجه لجميع الناس من بني آدم أمرهم الله عز وجل أن يعبدوه وحده لا شريك له.فلا يجعلوا له أنداداً، ويبين أنهإنما استحق العبادة لكونه هو الخالق وحده لا شريك له. (9)قوله (الذي خلقكم) هذه صفة كاشفة تعلل ما سبقأي اعبدوه لأنه ربكم الذي خلقكم فمن أجل كونه الرب الخالق كان لزاماً عليكم أنتعبدوه ، ولهذا نقول يلزم كل من أقر بربوبية الله أن يعبده وحده وإلا كانمتناقضاً. (10)أي من أجل أن تحصلوا على التقوى ، والتقوى هي اتخاذ وقاية من عذاب الله عز وجلباتباع أوامره واجتناب نواهيه. (11)أي جعلها فراشاً ومهاداً نستمتع فيها من غير مشقة ولا تعب كما ينام الإنسان علىفراشه. (12)أي فوقنا لأن البناء يصير فوق السماء بناء لأهل الأرض وهي سقف محفوظ كما قال اللهتعالى : )وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَامُعْرِ ضُونَ)(الأنبياء:3 2) (13)أي أنزل من العلو من السحاب ماء طهوراً كما قال تعالى: ) لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌوَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ)(النح ل:الآية10) . (14)أي عطاء لكم وفي آية أخرى: )مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُم ْ) (النازعـات:33) (15)أي لا تجمعلوا لهذا الذي خلقكم ، وخلق الذين من قبلكم ، وجعل لكم الأرض فراشاًوالسماء بناء ، وأنزل لكم من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم لا تجعلواله أنداداً تعبدونها كما تعبدون الله ، أو تحبونها كما تحبون الله فإن ذلك غيرلائق بكم لا عقلاً ولا شرعاً. (16)أي تعلمون أنه لا ند له وأنه بيده الخلق والرزق والتدبير فلا تجعلوا له شريكاً فيالعبادة قال ابن كثير -رحمه الله تعالى (17) _: "الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة" وأنواع العبادة التي أمرالله بها (18) : مثل الإسلام، والإيمان،والإحس ان؛ ومنه الدعاء ، والخوف ، والرجاء ، والتوكل ، والرغبة ،والرهبة ، والخشوع ، والخشية ، والإنابة ، والاستعانة ، والاستعاذة ، والاستغاثة ،والذبح، والنذر ، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله تعالى (19). والدليل قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً)(الجـن:18) ، فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر ،والدليل قوله تعالى (و مَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِفَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)(ا لمؤمنون:117) (20) (17) هو عماد الدين أبو الفداءإسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي الحافظ المشهور صاحب التفسير والتاريخ من تلاميذشيخ الإسلام بن تيمية توفي سنة أربع وسبعين وسبعمائة. (18) لما بين المؤلف رحمه الله تعالى أن الواجب علينا أن نعبد الله وحده لا شريك له ،بين فيما يأتي شيئاً من أنواع العبادة فقال : وأنواع العبادة مثل الإسلام ،والإيمان ، والإحسان. وهذه الثلاثة الإسلام ، والإيمان ،والإحسان هي الدين كما جاء ذلك فيما رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب-رضي اللهعنه- قال: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينارجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه مناأحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيهعلى فخذيه ، قال: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ فقال؟ رسول الله صلى الله عليه وسلمالإسلام أن تشهد أن لا إله إلا اله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتيالزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً . قال صدقت. قال :فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال : فاخبرني عن الإيمان؟ قال أن تؤمن بالله ، وملائكته،وكتبه، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال: فأخبرنيعن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قال :فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. قال فأخبرني عنإماراتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاهيتطاولون في البنيان، ثم أنطلق فلبثت ملياً ثم قال لي ياعمر: أتدري من السائل؟ قلتالله ورسوله أعلم. قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" رواه مسلم كتاب الإيمان باب الإيمان والإسلام والإحسانووجوب الإيمان بإثبات قدر الله سبحانه وتعالى حديث (8) وأنظر شرح الحديث في مجموعالفتاوى والرسائل لفضيلة شيخنا ـ حفظه الله ورعاه ـ المجلد الثالث ص 145

فجعلالنبي صلى الله عليه وسلم هذه الأشياء هي الدين وذلك أنها متضمنة للدين كله. (19)أي كل أنواع العبادة مما ذكر وغيره لله وحده لا شريك له فلا يحل صرفها لغير اللهتعالى: (20) ذكرالمؤلف رحمه الله تعالى جملة من أنواع العبادة وذكر أن من صرف منها شيئاً لغيرالله فهو مشرك كافر واستدل بقوله تعالى: ( وأنالمساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً) وبقوله: ( ومنيدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) ووجه الدلالة من الآية الأولى أن الله تعالى أخبر أن المساجد وهي مواضع السجودأو أعضاء السجود لله ورتب على ذلك قوله: ( فلا تدعوامع الله أحداً ) أي لا تعبدوا معه غيره فتسجدوا له ، ووجه الدلالة من الآيةالثانية بأن الله سبحانه وتعالى بين أن من يدعو مع الله إلها آخر فإنه كافر لأنهقال : ( إنه لا يفلح الكافرون) وفي قوله: ) لا برهان له به( إشارة إلى أنهلا يمكن أن يكون برهان على تعدد الآلهة فهذه الصفة " لا برهان له به "صفة كاشفة مبينة للأمر وليست صفة مقيدة تخرج ما فيه برهان لأنه لا يمكن أن يكونبرهان على أن مع الله إلها آخر.وفي الحديث: "الدعاء مخ العبادة" . والدليل قوله تعالى: )وَقَالَ رَبُّكُمُادْعُو نِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِيسَيَد ْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60) (21) (21) هذا شروع من المؤلف رحمه اللهتعالى في أدلة أنواع العبادة التي ذكرها في قوله: "وأنواع العبادة التي أمرالله بها مثل الإسلام والإيمان والإحسان ومنه الدعاء . . " إلخ، فبدأ رحمهالله بذكر الأدلة على الدعاء وسيأتي إن شاء الله تفصيل أدلة الإسلام والإيمانوالإحسا ن. واستدل المؤلف رحمه الله بما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنهقال : " الدعاء مخ العبادة أخرجه الترمذي كتاب الدعوات باب فضل الدعاء و قال : حديثغريب من هذا الوجه .
واستدل كذلك بقوله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّالَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)(غافر :60) فدلت الآيةالكريمة على أن الدعاء من العبادةولولا ذلك ما صح أن يقال: ( إن الذين يستكبرون عنعبادتي سيدخلون جهنم داخرين ( فمن دعا غيرالله عز وجل بشيء لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر سواء كان المدعو حياً أوميتاً . ومن دعا حياً بما يقدر عليه مثل أن يقول يا فلان أطعمني ، يا فلان اسقنيفلا شيء فيه ، ومن دعا ميتاً أو غائباً بمثل هذا فإنه مشرك لأن الميت أو الغائب لايمكن أن يقوم بمثل هذا فدعاؤه إياه يدل على أنه يعتقد أن له تصرفاً في الكون فيكونبذلك مشركاً. واعلم أن الدعاء نوعان: دعاء مسألةودعاء عبادة. فدعاء المسألة هو دعاء الطلب أي طلبالحاجات وهو عبادة إذا كان من العبد لربه ، لأنه يتضمن الافتقار إلى الله تعالىواللجوء إليه ، واعتقاد أنه قادر كريم واسع الفضل والرحمة. ويجوز إذا صدر من العبدلمثله من المخلوقين إذا كان المدعو يعقل الدعاء ويقدر على الإجابة كما سبق في قولهالقائل يا فلان أطعمني. وأما دعاء العبادة فأن يتعبد بهللمدعو طلباً لثوابه وخوفاً من عقابه وهذا لا يصح لغير الله وصرفه لغير الله شركأكبر مخرج عن الملة وعليه يقع الوعيد في قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَيَسْتَ كْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)(غافر :الآية60) .

انتهى الدرس العاشر وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

ام حسنى
2013-05-27, 03:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا و نفع الله بك

سنبلة قلم
2013-05-31, 02:55 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته