المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة فهمتكم: د. عبد الرحمن العشماوي



عبد الله عبد الرحمن رمزي
2011-02-24, 03:39 PM
فهمتكم: د. عبد الرحمن العشماوي

فَهِمْتُكم




فهمْـــــــــتُ كمْ بعدَ أعـــــــوامٍ وأعْــــــوامِ الآنَ أدْركتُ ،تفــــريـطِي وإِجْـــــرامي




الآنَ أدْركتُ معـــــنى أنَّكــــــــــ ــم بشرٌ لكمْ حقـــوقٌ ، ولســــتُم محــــضَ أنعامِ




فهمـــــتكم يا بَني شعـــبي وقـــــــدْ لعِبتْ بكُمْ جنــــــودي وقـــــــــوَّا تي وأَزْلامـي




نعم ، ملأْتُ سجــــــوني من أكَارِمــــــكم ْ وكَانَ تعـــــذيبُــــ هم رمْــــزاً لإقْـدامي




حكمتُ بالسِّجــــــنِ تأبيـــــــداً لطائــــفةٍ أَصْلَيْـــتُها في سجـــــــوني نـــــارَ آلامِ




ولَمْ تَـــدَعْ سَــــعْيَــــه ا للدِّيــــنِ طائـــفةٌ أُخـــــرى ، فأصْـــدَرْتُ فيها حُكمَ إعْدامِ




جَعَـــلْتُ أرضكُم الخضـــراءَ مُعْــتَـــقَلا ً حقَّــــقتُ فـــــــــيهِ بسيفِ الظُّلْمِ أحلامي




أطْــــلَقْتُ فيـــكم على ظُـــــلْمٍ جَلاَوِزَتي ما بــــــــينَ لصٍّ وكـــــــــذَّا بٍ ونــــمَّامِ




نعمْ ، جَعَلْـــتُ بيـــــوتَ اللهِ خــــــــاوِيةً مِـنْ كُـــــــلِّ داعٍ وصــــــوَّامٍ وقــــــوَّامِ




حتى الأذانُ تــــوارى عـــن مآذِنِـــــــكم وعن وســائل إعــــــلاني وإعـــــلامي




أمَّا حجابُ العذارى فهـــــو مُعْـــــضِلةٌ حَاربْتُــــها بإهـــانــــــا تي وإرْغـــــامي




نَعَــم ، جعلتُ منَ الطُّغــــــيان ِ لافِـــــتةً فـــــيها معَـــالِمُ مِنْ قَــــسْـري وإلْزامي




لكِنَّني الآنَ يا شعــــبي وقــــــد سَلَـــفَتْ أيَّامـــــــــ ـــكم بمآســــــــيها وأيَّـــــامي




أقولُـــها ، ونجـــومُ الليــــــلِ تَشْهَدُ لي : فهِــــــمْتُكم ، وإليكم فـــــضْلُ إفْــهامِي




فهِـمْتُــــكم ، فلــــقدْ صرْتم عَــــــمَالِقـ ةً وكُنتُ أبـــــصرُ فيكم شــــكلَ أقْـــــزامِ




فهـــمتها الآنَ ، إنِّي قـــدْ ظَـلَمْتُ ، ولـمْ أرْحـم فــــــــقيراً ، ولمْ أَلْطُفْ بأيْـــــتامِ




ولمْ أقــــــدِّمْ طـــــعاماً للجـــــياعِ ، ولم أقــــــــدِّمْ المــــــاءَ للمُسْــــتَنجد ِ الظَّامي




ولمْ أقـــــــــدِّم ْ ثيــــــاباً للعُــــــراةِ ، ولم أمنح تلاميــــــذكم حِــــــبراً لأقـــــــلامِ




فهِمْتُكمْ ، فافْهَـموني ، وافْهموا لُغـــــتي وقابـــــلوا لُؤمَ أخــــلاقي بإكــــــــــرا مِ




إنّي سأفتَـــــــحُ أبـــــوابَ العــطاءِ لكـم وســوفَ أُصـــــــدِرُ للإصلاحِ أحكامي




هــيَّا ، ضعوا في يدَيْ أيـــديْ تعاونُكــم يـــا أخـــوتي وبني عــــــمِّي وأرْحامي




إنِّي صحوتُ على نورِ الصَّباحِ ، وقــدْ طـــوَيتُ عِقْـــــدَينِ في ظُلْمٍ وإظـــــلامِ




فهمتكم ، أيُّــها الشعــبُ الذي دعَسَـــتْ أحلامَه في طــريقِ الجَــــوْرِ أقــــدامي




الآن أدْركـــتُ أنِّي كـــنتُ في نفـــــــقٍ منْ غفْــــلَـــتي وضــلالاتي وآثــــــامي




*** *** **




أَنْهى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ إلاَّ الصَّــدى و الّلَظى في قَـــلْبِه الدَّامي




وجَلْجَــــــــ لَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ : فــــــاتَ الأوانُ ، فلا تركن لأوهــــــامِ




نســـــيْتَ أنَّ لنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ إذا تَـــــــطَاوَل َ فـينا جَـــــــورُ حُــــكَّامِ

البشير الإبراهيمي
2011-02-25, 12:14 AM
بارك الله فيك على النقل الجيد
شكرا

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2011-02-26, 06:48 AM
شكرا لك ... بارك الله فيك ...