أبو يوسف السنهوري
2011-02-16, 01:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
في الآونة الأخيرة ورد إلي أكثر من سؤال حول تحرير ترجمة رضى الدين محمد بن أبى نصر بن عبد الله الكرمانى صاحب " شواذ
القراءات " ، و" قراءة الكسائي ".
فحاولت جاهداً أن أقف على ترجمة له في مختلف المصادر المتاحة ، لكن محاولاتي باءت بالفشل ، ووجدت أن خير ترجمة لرضي الدين الكرماني هي تلك التي يمكن جمعها من خلال كتابيه ، اللذين وصلا إلينا ، وهما :
1- " كتاب فيه مجرد قراءة أبي الحسن علي بن حمزة النحوي الكوفي المعروف بالكسائي رواية أبي عمر الدوري من طريق ابن مقسم " ، يوجد منه نسخة خطية وحيدة – فيما نعلم - ، تحتفظ بها مكتبة كوبريلي زاده باستانبول ، وهي متاحة على الشبكة.
وقد حققه الدكتور/ حاتم صالح الضامن ، معتمداً على النسخة السابقة ، وصدر عن دار نينوى بدمشق ، بعنوان : " قراءة الكسائي رواية أبي عمر الدوري من طريق ابن مقسم " ، وصدرت الطبعة الأولى سنة 1426 هـ/ 2005 م ، وهو متاح على الشبكة أيضاً.
2- " كتاب شواذ القراءات شواذ القراءة واختلاف المصاحف ".
وقد حققه الدكتور شمران سركال يونس العجلي، وصدر عن مؤسسة البلاغ ببيروت بعنوان : " شواذ القراءات " ، وصدرت الطبعة الأولى سنة 2001 م ، في مجلد واحد ، 536 صفحة.
وهو متاح – عدا صفحات قليلة من أوله - على هذا الرابط :
http://www.saaid.org/book/open.php?cat=2&book=7802
اعتمد في تحقيقه على نسختين خطيتين :
الأولى : نسخة محفوظة في دار الكتب الشعبية في صوفيا – بلغاريا ، تحت رقم : ( 3153 ح 50 ) ، في 120 ورقة ، بها نقص من أولها بعد الصفحة الأولى بست عشرة صفحة تقريباً.
وعنها مصورة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض ، رقم الحفظ: 1081-ف.
الثانية : مصورة مكتبة كلية دار العلوم بالقاهرة عن نسخة المكتبة الأزهرية رقم : ( 244/ 22251 قراءات ) ، في 136 ورقة ( 273 صفحة ) ، ينقصها أقل من نصف سطر من آخرها ، وكذا اسم الناسخ وتاريخ النسخ. وهي متاحة على الشبكة.
وعنها مصورتان في دار الكتب المصرية بالقاهرة ، تحت رقمي : ( 20073 ب ، 20074 ب ) ، وعن الأصل والمصورتين عدة مصورات في عدة أماكن.
وذهب القائمون على الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط ( القراءات ) صـ 161 إلى أن الكتاب يوجد منه نسختان خطيتان في المكتبة الأزهرية بالقاهرة :
الأولى : تحت رقم : ( 1436/ 8607 ) ، في ( 369 ) ورقة ، نسخت سنة 1369 هـ.
الثانية : تحت رقم : ( 244/ 22251 ) ، في ( 273 ) ورقة.
وقدروا أنه من علماء القرن الخامس الهجري.
وتبعهم القائمون على خزانة التراث التابعة لمركز الملك فيصل بالرياض.
والذي وقفت عليه في فهرس المكتبة الأزهرية 1/ 91 ، وليس صـ 125 – 126 ، هو :
(( شواذ القراءة واختلاف المصاحف : تأليف الشيخ شمس القراء أبي عبد الله محمد بن أبي نصر بن عبد الله الكرماني.
أوله : الحمد لله حق حمده الخ.
نسخة في مجلد بقلم نسخ تنقصه من بعد سورة الفلق.
في 273 ورقة ومسطرتها 21 سطراً في حجم الربع.
[ 244 ] 2225 )).
ولنقف مع ما ذكره المحدثون حول ترجمة المؤلف :
1- المستشرق الألماني شبيتالر ( A.Spitaler ) : رجح أنه من علماء أوائل القرن السابع الهجري.
حكى ذلك عنه المستشرق الألماني كارل بروكلمان.
وقد راسله الدكتور عبد الصبور شاهين بوساطة تلميذه الدكتور رمضان عبد التواب في 30/ 12/ 1963 م ؛ لمعرفة مصدره في هذا الحكم فأخبر أنه ربما يكون قد اعتمد على ما ذكر في صدر الكتاب من المراجع ، وربما يكون بعد البحث في المخطوطة ذاتها ، وبدا للدكتور عبد الصبور شاهين أن الأستاذ شبيتالر لم يتجول في المخطوطة إلا لماماً ؛ نظراً لأنه حدد تاريخ الكرماني في ضوء آخر المراجع صدوراً ، وهو على أقصى تقدير " الغاية " لأبي العلاء الهمذاني – إن كان هو المراد - ، وتاريخ وفاة الهمذاني هو عام ( 569 هـ ).
(( وعلى ذلك فإن الكرماني لايمكن أن يكون قبل النصف الثاني من القرن السادس الهجري . على حين أن ذلك لا يؤدي إلى المقصود مباشرة ، وبطريقة مأمونة ، فمؤلف كتاب " الغاية " كما سنرى – غير محدد ، وعليه فلا يصح أن يقاس غير محدد على مثله ؛ لأن ذلك إمعان في التيه )) تاريخ القرآن صـ 15 – 16.
2- أما بروكلمان فقد ذكره في كتابه " تاريخ الأدب العربي " في الفصل الخاص بمجهولي العصر والمكان – علم القراءات رقم 37 ؛ حيث قال : (( رضي الدين شمس القراء محمد بن أبي نصر الكرماني.
يرجح شبيتالر ( A.Spitaler ) أنه من علماء أوائل القرن السابع الهجري.
وله رسالة في القراءات الشاذة في الأزهر رقم 244 )).
3- وأما الدكتور عبد الصبور شاهين فقد تحدث عن الكتاب ومؤلفه في كتابه " تاريخ القرآن " ، وذهب إلى أنه من علماء أواخر القرن السابع الهجري ، وقد توصل إلى ذلك من خلال ثلاثة أمور استنتجها من دراسته لما حوت مخطوطة كتاب " في شواذ القراءة واختلاف المصاحف " :
الأول : أن الرازي المذكور في الكتاب هو الإمام فخر الدين الرازي ( ت 606 هـ ).
الثاني : أن الدهان المذكور في الكتاب هو أبو الحسن علي بن موسى بن يوسف السعدي المصري المعروف بالدهان ( ت 665 هـ ).
الثالث : أن العبارة التي ذكرها الحافظ ابن الجزري عن شيخه تاج القراء الكرماني (( كان في حدود الخمسمائة ، وتوفي بعدها )) تعني أنه عُمِّر حتى بدأت الستمائة ثم توفي ، وأن الذي دفعه إلى هذا هو أنه نقل قطعاً عن الرازي ( ت 606 هـ ) ، والدهان ( ت 665 هـ ).
وما ذهب إليه الدكتور عبد الصبور شاهين غير مقبول.
فكتاب " الغاية " الذ ي هو أحد مصادر المؤلف هو " الغاية في القراءات العشر " لابن مهران الأصفهاني ( ت 381 هـ ) ، وقد رواه رضي الدين الكرماني عن شيخه تاج القراء الكرماني عن والده حمزة بن نصر ، عن أبي نصر الكركانجي ( ت 481 أو 484 هـ ) عن أبي طاهر الصيرفي ، عن مؤلفه أبي بكر بن مهران.
وأما الرازي المذكور في كتابه فهو أبو الفضل الرازي ( ت 454 هـ ) ، وقد صرح بالنقل عن ثلاثة من كتبه ، وهي : " اللوامح " – مصدره الرئيس - ، و" جامع الوقوف " ، و" الوسيط في القراءات العشر ".
وأما الدهان فهو مقرئ أهل ( مرو ) في عصره أبو الحسين عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الدَّهَّان المَرْوَزي ، نزيل ( البصرة ) ، المقرئ المحدث الأديب ، أستاذ أبي نصر الكُرْكانجي وصاحبه، ومؤلف " معرفة ما يتفاضل به القراء " ، و" علل ما يتفاضل به القراء ". توفى في أوائل القرن الخامس الهجري.
وأما تاج القراء الكرماني فقد ذهب الدكتور شمران سركال العجلي – من خلال أدلة قوية واضحة - إلى أن وفاته كانت بعد سنة ( 531 هـ/ 1137 م) ، أو بعد سنة ( 535 هـ/ 1141 م ) ، أو في خلالها ؛ حيث كان حياً في شهر المحرم من هذه السنة.
في الآونة الأخيرة ورد إلي أكثر من سؤال حول تحرير ترجمة رضى الدين محمد بن أبى نصر بن عبد الله الكرمانى صاحب " شواذ
القراءات " ، و" قراءة الكسائي ".
فحاولت جاهداً أن أقف على ترجمة له في مختلف المصادر المتاحة ، لكن محاولاتي باءت بالفشل ، ووجدت أن خير ترجمة لرضي الدين الكرماني هي تلك التي يمكن جمعها من خلال كتابيه ، اللذين وصلا إلينا ، وهما :
1- " كتاب فيه مجرد قراءة أبي الحسن علي بن حمزة النحوي الكوفي المعروف بالكسائي رواية أبي عمر الدوري من طريق ابن مقسم " ، يوجد منه نسخة خطية وحيدة – فيما نعلم - ، تحتفظ بها مكتبة كوبريلي زاده باستانبول ، وهي متاحة على الشبكة.
وقد حققه الدكتور/ حاتم صالح الضامن ، معتمداً على النسخة السابقة ، وصدر عن دار نينوى بدمشق ، بعنوان : " قراءة الكسائي رواية أبي عمر الدوري من طريق ابن مقسم " ، وصدرت الطبعة الأولى سنة 1426 هـ/ 2005 م ، وهو متاح على الشبكة أيضاً.
2- " كتاب شواذ القراءات شواذ القراءة واختلاف المصاحف ".
وقد حققه الدكتور شمران سركال يونس العجلي، وصدر عن مؤسسة البلاغ ببيروت بعنوان : " شواذ القراءات " ، وصدرت الطبعة الأولى سنة 2001 م ، في مجلد واحد ، 536 صفحة.
وهو متاح – عدا صفحات قليلة من أوله - على هذا الرابط :
http://www.saaid.org/book/open.php?cat=2&book=7802
اعتمد في تحقيقه على نسختين خطيتين :
الأولى : نسخة محفوظة في دار الكتب الشعبية في صوفيا – بلغاريا ، تحت رقم : ( 3153 ح 50 ) ، في 120 ورقة ، بها نقص من أولها بعد الصفحة الأولى بست عشرة صفحة تقريباً.
وعنها مصورة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض ، رقم الحفظ: 1081-ف.
الثانية : مصورة مكتبة كلية دار العلوم بالقاهرة عن نسخة المكتبة الأزهرية رقم : ( 244/ 22251 قراءات ) ، في 136 ورقة ( 273 صفحة ) ، ينقصها أقل من نصف سطر من آخرها ، وكذا اسم الناسخ وتاريخ النسخ. وهي متاحة على الشبكة.
وعنها مصورتان في دار الكتب المصرية بالقاهرة ، تحت رقمي : ( 20073 ب ، 20074 ب ) ، وعن الأصل والمصورتين عدة مصورات في عدة أماكن.
وذهب القائمون على الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط ( القراءات ) صـ 161 إلى أن الكتاب يوجد منه نسختان خطيتان في المكتبة الأزهرية بالقاهرة :
الأولى : تحت رقم : ( 1436/ 8607 ) ، في ( 369 ) ورقة ، نسخت سنة 1369 هـ.
الثانية : تحت رقم : ( 244/ 22251 ) ، في ( 273 ) ورقة.
وقدروا أنه من علماء القرن الخامس الهجري.
وتبعهم القائمون على خزانة التراث التابعة لمركز الملك فيصل بالرياض.
والذي وقفت عليه في فهرس المكتبة الأزهرية 1/ 91 ، وليس صـ 125 – 126 ، هو :
(( شواذ القراءة واختلاف المصاحف : تأليف الشيخ شمس القراء أبي عبد الله محمد بن أبي نصر بن عبد الله الكرماني.
أوله : الحمد لله حق حمده الخ.
نسخة في مجلد بقلم نسخ تنقصه من بعد سورة الفلق.
في 273 ورقة ومسطرتها 21 سطراً في حجم الربع.
[ 244 ] 2225 )).
ولنقف مع ما ذكره المحدثون حول ترجمة المؤلف :
1- المستشرق الألماني شبيتالر ( A.Spitaler ) : رجح أنه من علماء أوائل القرن السابع الهجري.
حكى ذلك عنه المستشرق الألماني كارل بروكلمان.
وقد راسله الدكتور عبد الصبور شاهين بوساطة تلميذه الدكتور رمضان عبد التواب في 30/ 12/ 1963 م ؛ لمعرفة مصدره في هذا الحكم فأخبر أنه ربما يكون قد اعتمد على ما ذكر في صدر الكتاب من المراجع ، وربما يكون بعد البحث في المخطوطة ذاتها ، وبدا للدكتور عبد الصبور شاهين أن الأستاذ شبيتالر لم يتجول في المخطوطة إلا لماماً ؛ نظراً لأنه حدد تاريخ الكرماني في ضوء آخر المراجع صدوراً ، وهو على أقصى تقدير " الغاية " لأبي العلاء الهمذاني – إن كان هو المراد - ، وتاريخ وفاة الهمذاني هو عام ( 569 هـ ).
(( وعلى ذلك فإن الكرماني لايمكن أن يكون قبل النصف الثاني من القرن السادس الهجري . على حين أن ذلك لا يؤدي إلى المقصود مباشرة ، وبطريقة مأمونة ، فمؤلف كتاب " الغاية " كما سنرى – غير محدد ، وعليه فلا يصح أن يقاس غير محدد على مثله ؛ لأن ذلك إمعان في التيه )) تاريخ القرآن صـ 15 – 16.
2- أما بروكلمان فقد ذكره في كتابه " تاريخ الأدب العربي " في الفصل الخاص بمجهولي العصر والمكان – علم القراءات رقم 37 ؛ حيث قال : (( رضي الدين شمس القراء محمد بن أبي نصر الكرماني.
يرجح شبيتالر ( A.Spitaler ) أنه من علماء أوائل القرن السابع الهجري.
وله رسالة في القراءات الشاذة في الأزهر رقم 244 )).
3- وأما الدكتور عبد الصبور شاهين فقد تحدث عن الكتاب ومؤلفه في كتابه " تاريخ القرآن " ، وذهب إلى أنه من علماء أواخر القرن السابع الهجري ، وقد توصل إلى ذلك من خلال ثلاثة أمور استنتجها من دراسته لما حوت مخطوطة كتاب " في شواذ القراءة واختلاف المصاحف " :
الأول : أن الرازي المذكور في الكتاب هو الإمام فخر الدين الرازي ( ت 606 هـ ).
الثاني : أن الدهان المذكور في الكتاب هو أبو الحسن علي بن موسى بن يوسف السعدي المصري المعروف بالدهان ( ت 665 هـ ).
الثالث : أن العبارة التي ذكرها الحافظ ابن الجزري عن شيخه تاج القراء الكرماني (( كان في حدود الخمسمائة ، وتوفي بعدها )) تعني أنه عُمِّر حتى بدأت الستمائة ثم توفي ، وأن الذي دفعه إلى هذا هو أنه نقل قطعاً عن الرازي ( ت 606 هـ ) ، والدهان ( ت 665 هـ ).
وما ذهب إليه الدكتور عبد الصبور شاهين غير مقبول.
فكتاب " الغاية " الذ ي هو أحد مصادر المؤلف هو " الغاية في القراءات العشر " لابن مهران الأصفهاني ( ت 381 هـ ) ، وقد رواه رضي الدين الكرماني عن شيخه تاج القراء الكرماني عن والده حمزة بن نصر ، عن أبي نصر الكركانجي ( ت 481 أو 484 هـ ) عن أبي طاهر الصيرفي ، عن مؤلفه أبي بكر بن مهران.
وأما الرازي المذكور في كتابه فهو أبو الفضل الرازي ( ت 454 هـ ) ، وقد صرح بالنقل عن ثلاثة من كتبه ، وهي : " اللوامح " – مصدره الرئيس - ، و" جامع الوقوف " ، و" الوسيط في القراءات العشر ".
وأما الدهان فهو مقرئ أهل ( مرو ) في عصره أبو الحسين عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الدَّهَّان المَرْوَزي ، نزيل ( البصرة ) ، المقرئ المحدث الأديب ، أستاذ أبي نصر الكُرْكانجي وصاحبه، ومؤلف " معرفة ما يتفاضل به القراء " ، و" علل ما يتفاضل به القراء ". توفى في أوائل القرن الخامس الهجري.
وأما تاج القراء الكرماني فقد ذهب الدكتور شمران سركال العجلي – من خلال أدلة قوية واضحة - إلى أن وفاته كانت بعد سنة ( 531 هـ/ 1137 م) ، أو بعد سنة ( 535 هـ/ 1141 م ) ، أو في خلالها ؛ حيث كان حياً في شهر المحرم من هذه السنة.