المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة التوحيد.



علي الفضلي
2007-09-30, 05:33 PM
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا أما بعد/
إن التوحيد هو أصل الأصول ،و أهم المهمات و رأس الأمر ،و العروة الوثقى و الكلمة الطيبة ،وهو الذي أرسلت به الرسل جميعا ، قال تعالى : ففف و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت ققق، وقال تعالى: ففف و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ققق ، وقال تعالى : ففف فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات ققق.أيها الناس : إن التوحيد في الإسلام ليس أمرا ثانويا في التفكير، ولا نافلة من القول ، و لا مظهرا من مظاهر الضعف أو الخوف ، وإنما التوحيد هو فطرة الله التي فطر الناس عليها ,و حاجة ضرورية للنفس و الروح, بحيث إذا فُقِد التوحيد ترك فراغا في النفس لا يملأ، وفوهة في الروح لا تسد ،وخرابا في الضمير لا يعمر , لذلك كله كانت بداءة الرسل جميعا هي الدعوة إلى التوحيد, فكل من بُعث من الرسل من نوح عليه الصلاة و السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم يأتي قومه فيقول لهم : ففف يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ققق ، ففف و إلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ققق , ففف وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ققق , ففف و إلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ققق, ورسولنا الكريم – صلى الله عليه و سلم – ثلاثة عشر عاما في مكة- و هو يقول لقومه: [ قولوا لا إله إلى الله تفلحوا ].
أيها المسلمون : ما هو التوحيد الذي بُعثت به الرسل ؟
هل التوحيد هو أن تعتقد أن الله هو الخالق المنفرد بالخلق , و أنه المالك المتفرد بالملك , و أنه المدبر المصرف المتفرد بالتدبير و التصريف , ؟ لا شك إن هذا من التوحيد , وهل التوحيد أن تؤمن بأن الله عز و جل له أسماء حسنى و صفات علا كما قال تعالى : ففف و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها و ذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ققق فتؤمن أنه السميع ذو السمع ، والبصير والحكيم و العليم ذو البصر والحكمة والعلم , وأنه خلق آدم بيده سبحانه وتعالى , له يدان تليقان به سبحانه وتعالى :ففف ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ققق و أنه سبحانه و تعالى يجيئ للفصل بين الخلائق يوم القيامة ففف وجاء ربك والملك صفا صفاققق ، وأنه سبحانه و تعالى عالٍ على خلقه مستوٍ على عرشه كما قال في كتابه : ففف الرحمن على العرش استوى ققق ، و كما قال سبحانه :ففف أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ققق قال ابن عباس –رضي الله عنهما – من في السماء: الله .,فهل هذا هو التوحيد ؟! لاشك أن هذا من التوحيد؛
و لكن التوحيد الذي أرسلت به الرسل أصالة و أراد الله البشر أن ينصاعوا لله فيه , ويوحدوه به , والذي من أجله خلق الله الخلائق: ففف وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ققق , هو توحيد العبادة :هو أن تعتقد أن الله عز وجل هو المتفرد بالعبادة ، فلا يستحق هذه العبادةَ ملكٌ مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح ,فهذا التوحيد الثالث هو الذي يدخلك في الإسلام, وهو الذي أرسلت به الرسل ,وهو أن توحد الله بأفعالك أيها العبد ،فلا تصلي إلا لله سبحانه , ولا تسجد إلا لله ،ولا تدعو إلا إياه ، ولا تستغيث إلا بالله ، ولا تنذر إلا لله ،ولا تتوكل إلا على الله ولا تستعين إلا بالله ، ولا تذبح إلا لله عز وجل ، ولا تطوف إلا ببيت الله عز وجل ، فهذه العبادات كلها من نذر و طواف و خضوع و خشية وخوف واستعانة و استغاثة و سجود و توكل و دعاء هذه العبادات و غيرها من العبادات و كل العبادات ، لا تصرفها إلا لله عز وجل فلا تصرفها و لا توجهها لا لنبي مرسل و لا لملك مقرب و لا لولي صالح ولا للعيدروس ولا لنفيسة ولا لابن علوان ولا لبدوي ولا للمرسي أبي العباس ولا للحسين ولا لعلي ولا للعباس رضي الله عنهم ولا لعبد القادر الجيلاني ولا للجنيد ولا لغيرهم من المخلوقات , قال تعالى :ففف و قال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ققق ، وقال تعالى : ففف إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين , ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها , أم لهم أعين يبصرون بها ,أم لهم آذان يسمعون بها ققق و قال تعالى : ففف والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير , إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم , ولا ينبئك مثل خبير ققق. واعلم أيها المسلم أنك لو اعتقدت أن الله عز وجل هو الخالق المدبر المتصرف المتفرد بذلك كله فإنك لا تكون موحدا له بذلك حق التوحيد ولا تدخل الإسلام حتى توحد الله بأفعالك أنت مما ذكرنا آنفا من صلاة ونذر و خوف ودعاء واستغاثة و خشية و طواف , تصرف كل ذلك لله عز وجل , و تكفر بكل ما يعبد من دون الله عز و جل قال تعالى : ففف و من يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ققق فهؤلاء مشركو قريش وحدوا الله بربوبيته أي اعتقدوا أنه سبحانه الخالق و المالك و المتصرف و المحيي بدليل قوله تعالى : ففف و لئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ققق ومع ذلك فقد قاتلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و سبى نساءهم و ذراريهم مع قولهم بأن الله هو المتفرد بالخلق .. لماذا ؟ لأنهم لم يوجهوا أفعالهم التعبدية لله عز وجل وحده فكانوا من المشركين.
أيها المسلمون / إن المسلم الذي يريد الدار الآخرة و يريد العزة لهذا الدين ينبغي أن يكون عارفا بالتوحيد عارفا بالشرك حتى لا يقع فيه من حيث يدري أو لا يدري ,فإن التوحيد أيها الإخوة هو أساس بناء الأعمال ,فمن بنى عمله على شرك فهو كالذي يبني دارا على موج البحر فهل يجد له قرارا ؟! لاشك أن هذا البناء سينهدم ويسقط , وهكذا الشرك فإنه يُحبط العمل ولو كان العمل كأمثال الجبال !, قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ففف ولقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين ققق ،
إن الله تبارك و تعالى لا يحابي أحدا في التوحيد كائنا من كان اسمعوا لهذه الآية وانتبهوا كم نبيا سيذكره الله عز وجل في هذه الآية : ففف وتلك حجتنا ءاتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء , إن ربك حكيم عليم ،ووهبنا له إسحاق و يعقوب , كلا هدينا ، و نوحا هدينا من قبل , ومن ذريته داود و سليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون , و كذلك نجزي المحسنين ، وزكريا و يحيى و عيسى و إلياس , كل من الصالحين , وإسماعيل و اليسع و يونس و لوطا ، و كلا فضلنا على العالمين , ومن آبائهم و ذرياتهم وإخوانهم ، واجتبيناهم و هديناهم إلى صراط مستقيم , ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده , ولوأشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ققق ، ثمانية عشر نبيا ,و مع ذلك قال الله عز وجل فيهم :ففف و لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ققق , لا مجاملة في التوحيد أبدا , و لذا يجب على المسلم أن يخلص عمله لله عز و جل بالتوحيد و نبذ الشرك ، فإن الموحد يغفر الله – عز وجل - له زلاته ومعاصيه , و يَدْخل الجنة ولو بعد حين , أما المشرك فإن شِركه يمنع عنه يوم القيامة المغفرة , و يخلده في النار عياذا بالله تعالى ، قال تعالى :ففف إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ققق.
واعلموا أيها الإخوة أن الشرك سبب للعذاب و للمصائب و النقم و البلايا كلها , وهل أهلكت الأمم السابقة ، فُخُسِف بمن خسف ، ودُمر من دمر , و أُهلك من أهلك إلا بسبب الشرك و الواقع يشهد لذلك , واسمعوا لهاتين الآيتين العظيمتين قال تعالى : ففف لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا ققق ، و قال تعالى : ففف ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ققق ، فالشرك بالله عز وجل سبب للذم و الخذلان ، والذي يخذله الله عز وجل من الذي ينصره؟!
قال تعالى : ففف أهلكناهم فلا ناصر لهم ققق.
اللهم أحينا على التوحيد و أمتنا على التوحيد و احشرنا على التوحيد ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين , وأذل الشرك والمشركين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أبو العباس الأثري
2007-10-02, 02:39 PM
جزاك الله خيراً أخي العزيز علي الفضلي على هذه الكلمة الطيبة
نسأل الله أن ينفعنا بها.

علي الفضلي
2007-10-03, 08:34 PM
جزاك الله خيراً أخي العزيز علي الفضلي على هذه الكلمة الطيبة
نسأل الله أن ينفعنا بها.
وإياكم أخي الفاضل أبا العباس الأثري.

محمد الأمين الجزائري
2008-01-05, 02:48 PM
جزاكم الله خيرا

سليمان الخراشي
2008-01-05, 03:11 PM
بورك فيك .. وسددك مولاك .

ابن عبدالكريم
2008-01-05, 06:20 PM
نسأل الله أن يحيينا و إياك على كلمة التوحيد , و أن يتوفنا عليها ........ جزاك الله خيرا ....

أبو يوسف التواب
2008-01-06, 02:28 AM
فإن التوحيد أيها الإخوة هو أساس بناء الأعمال ,فمن بنى عمله على شرك فهو كالذي يبني دارا على موج البحر فهل يجد له قرارا ؟! لاشك أن هذا البناء سينهدم ويسقط , وهكذا الشرك فإنه يُحبط العمل ولو كان العمل كأمثال الجبال !, قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ففف ولقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين ققق ،


جزاك الله خيراً.. ونفع بكلماتك
ففف فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفاء لله غيرَ مشرِكينَ به ومَن يُشرك بالله فكأنما خَرَّ من السماء فتَخْطَفُه الطير أو تَهْوِي به الرِّيح في مكانٍ سحيـق ققق. نسأل الله السلامة والعافية.

محمد بن مسلمة
2008-01-06, 05:08 PM
جزاك الله خيرا ونفع بك..

أبو أسماء الحنبلي النصري
2011-04-27, 10:40 AM
ما شاء الله تعالى.
هذه تصلح مطوية، جزاك الله خيرا.