تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مطرقة "المؤامرة" ...!!



محمد المبارك
2011-02-05, 05:39 PM
من الدهاء الغربي الذي استطاع به الغرب أن يُّحجِّم قدرَ إداركنا لخططه المعقَّّدة و سياساته البعيدة




أن كبَّل العقل العربي المتلقِّي بوِزرِ الاعتقاد " بنظريةالمؤامرة"





فيكفي لإخماد أيِّ بادرة تأمُّل أو تحليل أو ربط بين الأحداث أوالمشاريع




التي يُدشِّن لها الغرب أن يصِمَ الإعلام صاحبَها باعتقاده " بنظرية المؤامرة"




حتى تتوقَّف قٌواه التحليلية ... و يسير مع الركب


*********





فما ظنُّك بأُمَّةٍ يتحتلُ منها دولتان في وضَح النهار




بتبريرات و أعذار سُرعان ما تبرَّأ منها الغرب بعد أن وصل إلى أهدافه




ومع ذلك لا ترى هذه الأمَّة أنَّها هَدَفٌ للمؤامرة




أو موضِعٌ للمكائد السياسية





و كأنَّها لا تقف على خلفية ثقافية مغايِرة للغرب .




و لا على ثروات عالميَّة هي محلُّ تنازُع الأمم منذ الحرب العالميةالأولى




بل و قبل ذلك ..

*********


أمَّا بالنسبة لنظرية المؤامرة







فالمؤامرات بدأت منذ أن أقسم الشيطان أعاذنا الله و إياكم منه على أن يُّغوِيَ بني آدم





و بالنسبة للبشر فيما بينهم فقد بدأت عندما قتل قابيل أخاه هابيل





و الحملات الصليبيه الثمانيه خير شاهد على هذه الحقيقة





وبالنسبة للعصور المتأخرة فقد شهدت العديد من المؤامرات




بدءً بمعاهدة سايس بيكو 1916،




فوعد بلفور 1917.




فإلغاء الخلافة العثمانية1923،




فاستعمار الدول العربية....الخ ..




و لذلك فإنَّ الحديث حول إثبات المؤامرة على لإسلام و المسلمين هوتحصيل حاصل




لولا تلك المطرقة التي تقفُ راصِدة لأيَّ محاولةٍ للتفكير أو التقييم أو تحليل الأحداث





بمعنى أنَّ الحديث عن المؤامرة على العالم الإسلامي

بصفتها نظرية (http://www.sahatksa.com/forum/www.sahatksa.com/forum/showthread.php?t=74261)هي مؤامرة"إعلامية" في حدِّ ذاتها ..




و كان الأولى التعبير بوصف "جدلية المؤامرة على الإسلام و المسلمين"


*********




و قد أخبر الله عز و جل عنهم بذلك في أكثر من موضع قال تعالى :




(ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا) .




كما أخرج أحمد وأبو داود عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يوشك الأمم أن تتداعى عليكم ، كما تداعى الأكلة على قصعتها ) ...الحديث



والأدلَّة على إثبات ذلك من الكتاب و السنَّة أشهر من أن تُذكر
و أكثر من أن تُحصر .
و الله أعلم وأحكم ...

أبو الفداء
2011-02-05, 06:40 PM
بارك الله فيكم يا شيخ محمد.. ولكن حبذا لو تصغر الفونت الذي تكتب به بعض الشيء وتقرب بين الأسطر لتسهيل القراءة.
وصدقت، فإن تآمر أهل الباطل لاجتثاث الحق وإخماده - من حيث المبدإ - ليس "نظرية" توضع في ذات الباب مع النظرية المتعلقة باغتيال كنيدي أو مارلين مونرو، أو النظرية التي تزعم أن أمريكا على اتصال باليوفو أو نحو ذلك من ترهات هوليود! هذه سنة كونية ماضية لا تبديل لها. وإنما يريد أباطرة الإعلام الغربي أن يستثمروا هذه الدعاية السلبية لتسفيه أصل المبدإ نفسه عند كل قائل به، وهذا باطل ولا شك.
ولكن المشكلة أيها الفاضل أن كثيرا من المؤامرات التي يزعم بعض إخواننا وجودها في العالم، لا تزيد على كونها (نظرية) بالفعل في أحسن أحوالها، وكثيرا ما تفتقر إلى دليل معتبر! بل إن منها ما تجده لا يزيد على كونه جملة كبيرة من الأحداث والوقائع التي يحاول صاحب النظرية أن يربط بينها تفسيريا، لينسبها جميعا - وبتكلف شديد - إلى طائفة سرية تمشي على مخطط ثابت لتحقيق هدف قد يذهب إلى تعلقه بمصير الجنس البشري كله، وبأحداث النهاية وأشراط الساعة! فإذا ما سألت عن الدليل لم تجد ما يروي الغليل، مع أننا أمة البينة والبرهان، ولا نشتغل بما لا طائل تحته ولا عمل ينبني عليه.
فإننا معاشر المسلمين مع شهادتنا بصحة واطراد مفهوم مؤامرة أهل الباطل على أهل الحق في كل عصر وفي كل زمان، إلا أننا لا يمكننا أن نزعم اجتماع سائر قادة الأمم الكافرة على ملة واحدة من ملل الباطل أو طائفة واحدة منهم لخدمة غاية واحدة من غايات تلك الملل، كما يزعم بعض الناس، فإن الحس والواقع يشهد بخلاف ذلك، كما أن التاريخ يكذبه! بل إن القرءان يشهد بامتناعه، كما في قوله جل وعلا: ((وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إلا من رحم ربك)) فالذي يزعم أن سائر مؤامرات أهل الباطل على أهل الحق تنتظم في سلك طائفة واحدة من تلك الطوائف وتخدم أغراضهم، هذا حقيق بأن توضع نظريته في نفس الخانة مع نظرية إخفاء أمريكا لسر اليوفو من سنة خمسين!!
وهذا لا يتعارض مع حقيقة أن اتفاقهم على العداء للإسلام يجمعهم - من باب التقاء المصالح الدنيوية المحضة - على مؤامرات شتى وإن اختلفت المحركات العقدية لكل طائفة منهم، فإنما يتآمر أهل الباطل للمغنم الدنيوي لا لغيره، مهما ألبسوه لباس الدين عند أتباعهم، فلولا المغنم الدنيوي والهوى المتبع ما بقوا أصلا على مللهم الباطلة من بعد قيام حجة الإسلام عليهم، والله المستعان.

خزانة الأدب
2011-04-19, 03:31 PM
لا تزيد على كونها (نظرية) بالفعل في أحسن أحوالها
الصواب (فرضية)
لأن النظرية هي الحقيقة العلمية الثابتة بالدليل القوي، فإذا وصلت قوة الدليل إلى 100% صارت حقيقة ثابتة
كنظرية الجاذبية ونظرية النسبية
ومن هنا ندرك خطأ عبارة (نظرية المؤامرة)

تسنيم أم يوسف
2011-04-19, 03:37 PM
أحسن الله إليكم
ونفع بما كتبتم

أبو الفداء
2011-04-19, 05:13 PM
الصواب (فرضية)
لأن النظرية هي الحقيقة العلمية الثابتة بالدليل القوي، فإذا وصلت قوة الدليل إلى 100% صارت حقيقة ثابتة
كنظرية الجاذبية ونظرية النسبية
ومن هنا ندرك خطأ عبارة (نظرية المؤامرة)
بارك الله فيكم، لا أرى خطأ في تسميتها بالنظرية.
فصحيح إن لفظة "فرضية" أقرب إلى توهين ما تطلق عليه من لفظة "نظرية"، ولكن كذلك فإن قولهم "نظرية المؤامرة" مقصود أن يكون في مقابلة "حقيقة المؤامرة"، فهي عند أصحابها ظن راجح له أدلته وإن كانت "شبهة دليل"، وليست مجرد فرضية تنتظر البحث عن أدلة.
فعلى اعتبار تعريف النظرية على أنها الفرضية التفسيرية التي تنتظم في سلكها المشاهدات المحسوسة كأدلة على صحتها، فهذا الذي يتنباه أصحاب المؤامرة هو من قبيل النظريات اصطلاحا ولا مشاحة، وإن كان أوهى من خيوط العنكبوت.
والنظرية أيا ما كان تعريفها هي الظن الراجح وليس الحقيقة العلمية القطعية. والنظريات على مراتب ودرجات تتفاوت في قوة الظن وقربه من القطع (ومن ثم التجوز في تسميته بالحقيقة العلمية كالجاذبية وغيرها) بحسب طبيعة الفرضية التي تتعامل معها وطبيعة الأدلة المنصوبة عليها، ولكنها في جميع الأحوال - حتى في أثبت نظريات الفيزياء الحديثة التي يدخل أكثرها في باب الفرضيات التفسيرية الراجحة للظواهر المحسوسة - تعتبر ظنا قويا. فإن ثبت بالدليل القطعي موافقة ذلك الظن للواقع أصبحت النظرية حقيقة لا تقبل التكذيب، وإلا بقيت عند منزلة الظن الراجح الموجب للتصديق والعمل ما لم ينهض بمقابلته ما يبطله، والله أعلم.

خزانة الأدب
2011-04-19, 08:47 PM
أخي الفاضل
أنا لا أستحسن بذوقي، بل أقرر ما هو مقرر في كتب مناهج البحث من الفرق بين النظرية والفرضية

أبو الفداء
2011-04-19, 09:01 PM
جزاك الله خيرا، وما قررتُه أنا لم آت به من ذوقي كذلك، ومبناه على تحرير التعريف الفلسفي للنظرية بالأساس كما بينت، والله الموفق.