المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكمل وأوثق نص في اعتقاد الإمام أبي حنيفة (نص الإمام الطحاوي)



د/حمادة
2011-01-27, 02:04 PM
أكمل وأوثق نص منقول في اعتقاد الإمام أبي حنيفة



(نص الإمام الطحاوي)


بعيدا عن تلاعب "أبي مطيع البلخي" المرجئة الكذاب بعقيدة الإمام أبي حنيفة في كتاب "الفقه الأكبر" الذي نسبه أبو مطيع للإمام أبي حنيفة، فقد جاء في كتاب "أصول الدين عند الأئمة الأربعة واحدة" للدكتور ناصر القفاري أستاذ العقيدة بجامعة القصيم، (ص79) عن اعتقاد الإمام أبي حنيفة: (لعل أكمل وأوثق نص منقول في اعتقاد الإمام نص الإمام الطحاوي المتوفي سنة 321هـ الذي حكى مذهب الإمام وصاحبيه في الاعتقاد في رسالة تسمى "العقيدة الطحاوية" أو "بيان السنة") ثم ذكر المؤلف نص النسخة الموثقة وقال إن هذا النص المتكامل تكمن أهميته في تلقي الأمة له بالقبول وهو يمثل اعتقاد الأئمة
قال الإمام أبو جعفر الوراق الطحاوي المصري:
نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله تعالى واحد لا شريك له، ولا شيء مثله ولا شيء يعجزه ولا إله غيره، قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء، لا يفنى ولا يبيد ولا يكون إلا ما يريد، لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام، ولا يشبهه الأنام، حي لا يموت، قيوم لا ينام، خالق بلا حاجة رازق بلا مؤنة، مميت بلا مخافة باعث بلا مشقة، مازال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته، وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا، ليس منذ خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري، له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالقية ولا مخلوق ......
ومن وصف الله تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر، ... والرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة" وتفسيره على ما أراد الله وعلمه .... ولا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا، فإنه ما سلم في دينه إلا من أسلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه ...
ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه، فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية ليس بمعناه أحد من البرية، تعالى عن الحدود والغايات، والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات والمعراج حق
وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء ....
والعرش والكرسي حق كما بين الله تعالى في كتابه وهو جل جلاله مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه وقد أعجز عن الإحاطة خلقه ونقول إن الله اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما، إيمانا وتصديقا وتسليما....
ونقول الله أعلم فيما اشتبه علينا علمه ... والجنة والنار مخلوقتان لا يفنيان أبدا ولا يبيدان)
نقول للأشاعرة: لن يصلح خلف هذه الأمة إلا بما صلح به سلفها، فتعالوا إلى عقيدة الأئمة نقية قبل أن يتلاعب بها الكذابون، فنؤمن بما جاء في كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم بدون أن نتوهم أو نؤول ونرد علم ما اشتبه علينا إلى عالمه.

العاصمي من الجزائر
2011-01-27, 04:30 PM
سؤال صريح يا د/حمادة : هل معتقد الأشعرية والماتريدية مصادم لمعتقد الصحابة والتالعين مخالف له خارج عنه مصادم لأصوله أم هو عينه معتقد الصحابة والتالعين ؟

أسـامة
2011-01-27, 07:47 PM
ومن وصف الله تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر، ...
لله در الطحاوي.
فلولا اقتصاص د/حماده لهذا المقطع، لتبين ما فيه من جواهر ثمينة.
حيث قال:
وإن القرآن كلام الله، منه بدا بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمه الله وعابه وأوعده بسقر.. حيث قال تعالى: (سأصليه سقر)، فلما توعد الله بسقر لمن قال: (إن هذا إلا قول البشر)، علمنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبه قول البشر، ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، عن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أنه بصفاته ليس كالبشر. اهـ
وهو يشير رحمه الله إلى مسألة قويمة، حيث أن أهل الاعتزال قالوا في القرآن الكريم مقولة حمقاء، فقالوا القرآن هو اللفظ دون المعنى، وظنوا أن هذا تنزيها لله، وهو أصل الافتراء. وقال الكلابية بل هو المعنى دون اللفظ، فإنه حكاية عن كلام الله وسموا ذلك بالكلام النفسي افتراء على الله.
وأما أهل السنة والجماعة فيقولون/ القرآن كلام الله المنزل غير مخلوق، وألفاظه ومعانيه عين كلام الله.. وسمعه جبريل من الله، وسمعه النبي من جبريل، وسمعه الصحابة عن النبي، وهو المكتوب في المصاحف، والمحفوظ في الصدر، والمتلو بالألسنة.
ومن فصل بين اللفظ والمعنى، فقد افترى على الله إفكا. فللَّه در الطحاوي.



نقول للأشاعرة: لن يصلح خلف هذه الأمة إلا بما صلح به سلفها، فتعالوا إلى عقيدة الأئمة نقية قبل أن يتلاعب بها الكذابون، فنؤمن بما جاء في كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم بدون أن نتوهم أو نؤول ونرد علم ما اشتبه علينا إلى عالمه.

دعوة طيبة.
ولكن هلا أوضحت لنا مرادك من الدعوة. وأكرر سؤال الشيخ العاصمي:
هل عقيدة الأشاعرة والماتريدية: مصادمة لعقيدة الصحابة والتابعين؟ مخالفة لها؟ مصادمة لأصولها؟
أم هي عينها عقيدة الصحابة والتابعين؟ موافقة لها؟

ابن خليفة المصرى
2011-01-27, 10:04 PM
لا يستطيع الدكتور حمادة أن يأتى بما يدعم ما يعتقده إلا بقول لمخالفى السنة أو بإقتصاص قول لعالم سنى دون أن يأتى بسياقه ولحاقه حتى لا يتضح للقارئ أنه يصادم عقيدة الدكتور حماده
وبارك الله فى الأخوة أسامة وعاصم
ولكن هلا أوضحت لنا مرادك من الدعوة. وأكرر سؤال الشيخ العاصمي:
هل عقيدة الأشاعرة والماتريدية: مصادمة لعقيدة الصحابة والتابعين؟ مخالفة لها؟ مصادمة لأصولها؟
أم هي عينها عقيدة الصحابة والتابعين؟ موافقة لها؟

خلوصي
2011-01-28, 11:45 AM
عجيب جدا أيها الإخوة أن تأتي الردود المثيرة للخلاف على موضوع يجمع على المتّفق عليه دون استثارة لمزيد منه !؟!
ألم يأنِ للمحققين من العلماء تبيان النهج السلفي الحق الذي قد يتجلّى في إحدى تجليّاته في الممارسات لا " الكلاميّات " ؟
أي مثلاً كما شاهدتم هنا في فتح أبواب الخلافات في التفاصيل ؟!
فكيف و الحال هنا تجمع الممارسات إلى الكلاميّات !؟!
أي فهي ممارسات غير صحبويّة في أمور غير نبويّة !

د/حمادة
2011-01-28, 02:50 PM
رغم أني على عجالة وليس أمامي إلا دقائق رأيت ضرورة الرد المقتضب
أخي الكريم / أسامة
جملة ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، هي جملة استئنافية وحقيقة مطلقة وإن أتت في سياق الحديث عن خلق القرآن. هل تنكر أن من وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر؟؟

أما عن سؤال الإخوة: هل عقيدة الأشاعرة والماتريدية: مصادمة لعقيدة الصحابة والتابعين؟
أقول للإخوة جميعا: نعم فالصحابة لم يتكلموا في الصفات بطريقة المتكلمين، وأمروا الصفات على ظاهرها كما جاءت والأئمة جميعا نهوا عن علم الكلام. وفي كتاب "أصول الدين عند الأئمة الأربعة واحدة" للدكتور ناصر القفاري أستاذ العقيدة بجامعة القصيم أورد جمل من اعتقاد الإمام مالك منها:
"والكلام في الدين أكرهه، ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه، نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك، ولا يجب الكلام إلا فيما تحته عمل" جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ص415، وفيه "إياكم والبدع وأهل البدع الذين يتكلمون في أسمائه وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون" عقيدة السلف للصابوني54
وقال في اعتقاد الإمام أحمد ص98 (لعل أهم مصدر جمع أقوال الإمام أحمد في الاعتقاد هو الإمام الخلال ولاسيما في كتابه "السنة" قال ابن تيمية "أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال هو الذي جمع نصوص أحمد في أصول الدين" (الفتاوى 12/325)
وفي رسالة السنة للإمام أحمد لم يتكلم في الصفات بطريقة المتكلمين،وقد أورد الأخ أسامة سابقا عقيدة الإمام أحمد من رواية أبي بكر الخلال (1/111):
لَا يجوز أَن يُسمى جسما
وَأنكر على من يَقُول بالجسم وَقَالَ إِن الْأَسْمَاء مَأْخُوذَة بالشريعة واللغة وَأهل اللُّغَة وضعُوا هَذَا الاسم على كل ذِي طول وَعرض وسمك وتركيب وَصُورَة وتأليف وَالله تَعَالَى خَارج عَن ذَلِك كُله فَلم يجز أَن يُسمى جسما لِخُرُوجِهِ عَن معنى الجسمية وَلم يجِئ فِي الشَّرِيعَة ذَلِك فَبَطل. اهـ
وهو بهذا يتفق مع اعتقاد الإمام أبي حنيفة في تنزيه الله عن التركيب والأعضاء.
أتمنى أن يكون هدفنا واحدا وهو بلورة عقيدة الأئمة بعيدا عن تحريف أبي مطيع لاعتقاد الإمام أبي حنيفة وبعيدا عن تحريف ابن أبي يعلى لاعتقاد الإمام أحمد، وبعيدا عن أباطيل أبي طالب العشاري لعقيدة الشافعي كما أقر ابن حجر.

ابن الرومية
2011-01-29, 03:48 AM
تحريف أبي مطيع لاعتقاد الإمام أبي حنيفة وبعيدا عن تحريف ابن أبي يعلى لاعتقاد الإمام أحمد، وبعيدا عن أباطيل أبي طالب العشاري لعقيدة الشافعي كما أقر ابن حجر.
رغم ان الظرف غير موات..لكن ممكن ان تدلني على نماذج من تحريفاتهم او اشد تحريفاتهم يقاس عليها ما وراءها؟؟

خلوصي
2011-01-29, 02:16 PM
رغم ان الظرف غير موات..لكن ممكن ان تدلني على نماذج من تحريفاتهم او اشد تحريفاتهم يقاس عليها ما وراءها؟؟

فما دام أنه غير مواتٍ فاسحب مشاركتك يا حبيب ! :)
لأن السلفية مثلما هي في الحقائق العلمية , فهي كذلك في الممارسات العملية !؟
و رب ممارسة في غير وقتها و لو لحقيقة شرعية تكون بدعة !
و كنت أحسب أستاذنا اللبيب يكون في " حزبنا " في هذا السياق النبيل الذي يسوقنا إليه د. حمادة ليوصلنا إلى
ما قبل أيام ابن القشيري ...


..
كيف حالك يا حبيب ؟ أفتقدكم منذ فترة طويلة .

د/حمادة
2011-02-11, 05:16 PM
قبل كلمتي في هذه الظروف أدعو الله سبحانه أن يقدر الخير لشعب مصر، وأن يحقق له ما يطمح إليه من حكم راشد أمين يحقق له حياة كريمة وينطلق بالأمة في كل الميادين حتى ترقى وتقف على أقدامها بعد أن ذلت بسبب ضعفها وأريقت دماؤها وانتهكت أعراض نسائها وديست مقدساتها وأصبح دم المسلم لا يساوي دم بعوضة، كما أدعو الله أن يتقبل شهداء هذه الانتفاضة المباركة، فأفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر، وهؤلاء لم يخرجوا على الحاكم بالسلاح بل خرجوا سالمين مسالمين وضحوا بأرواحهم وأموالهم في سبيل إيصال كلمة الحق إلى الحاكم ودفع الظلم عن الأمة.

لقد طلب الأخ الكريم ابن الرومية نماذج على تحريفات عقيدة الأئمة الأربعة، وقبل ذكر النماذج أقول:

عقيدة السلف الحقيقية هي: إمرار آيات وأحاديث الصفات على ظاهرها بدون خوض فيها أو تفسير، والصفات المقصود إمرارها على ظاهرها بلا تفسير هي التي يوهم ظاهرها أن الله يتألف أو يتركب من أبعاض وسبب عدم تفسيرها هو إجماعهم على أن الله خارج عن التأليف والتركيب من أبعاض.
وقد أوردت تنزيه الله عن التركيب والتأليف في الصحيح من اعتقاد الإمام أبي حنيفة والإمام أحمد. والباحث في المذاهب الأربعة يعلم الإجماع على تكفير المجسمة ونفي الأئمة القاطع لأن يكون الله جسما، أما كلمة لا نثبت ولا ننفي الجسم فهذا كلام محدث وغريب وإن كان قد صدر عن علماء نجلهم ونحترمهم ولكن الله لم يجعل العصمة لأحد، فنفي الجسم بمعناه في لغة العرب وهو الذي يتألف ويتركب من أبعاض وله طول وعرض هو أمر مجمع عليه والألفاظ تؤخذ من الشريعة واللغة كما قال الإمام أحمد، وفي مذهب المالكية في حاشية العدوي على كفاية الطالب 1/102: (وكمن يعتقد أن الله جسم كالأجسام, وأما من يعتقد أنه جسم لا كالأجسام فلا يكفر إلا أنه عاص; لأن المولى سبحانه وتعالى ليس بجسم).
كما حذر علماء الشافعية من التجسيم الصريح وغير الصريح وإن لم يجمعوا على تكفير التجسيم غير الصريح، والتجسيم الصريح هو التصريح بأن الله جسم ذو أبعاد، وغير الصريح هو إثبات ما يلزم منه التجسيم, أو القول بأنه جسم لا كالأجسام. وفي البحر المحيط للزركشي 8/280: (وأما المخطئ في الأصول والمجسمة فلا شك في تأثيمه وتفسيقه وتضليله، واختلف في تكفيره)
لذا فأئمة السلف يثبتون نصوص الكتاب والسنة بلا تحريف ولا تفسير، قال الإمام الشوكاني في رسالة "التحف في مذاهب السلف" (كانوا إذا سأل سائل عن شيء من الصفات تلوا عليه الدليل وأمسكوا عن القال والقيل، وقالوا: قال الله هكذا ولا ندري بما سوى ذلك ولا نتكلف ولا نتكلم بما لم نعلمه ولا أذن الله لنا بمجاوزته).
وفي "أصول السنة" للإمام أبي بكر الحميدي وهي رسالة صغيرة قيمة جاء فيها: 6- إثبات الصفات: (وما نطق به القرآن والحديث مثل "وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم" المائدة64 ومثل "والسموات مطويات بيمينه" الزمر67 وما أشبه هذا من القرآن والحديث لا نزيد فيه ولا نفسره، نقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول "الرحمن على العرش استوى" طه5 ومن زعم غير هذا فهو معطل جهمي)
كذلك الإمام البخاري قال (باب قول الله تعالى "لما خلقت بيدي" ثم ذكر الأحاديث، وباب "كل شيء هالك إلا وجهه" ثم ذكر الأحاديث، ولم يقل باب إثبات أن لله يدين أو إثبات أن لله وجها.
وابن جرير الطبري في قوله تعالى "لما خلقت بيدي" يقول (أي شيء منعك من السجود "لما خلقت بيدي" يقول: لخلق يدي، يخبر - تعالى ذكره - بذلك أنه خلق آدم بيديه). فعبر بالنص القرآني ولم يقل يجب أن نثبت لله يدين حقيقيتين، ولا يدين بالمعنى الظاهر الذي نعرفه.

لذا فنحن نقول ما قاله الله تعالى وما قاله رسوله صلى الله عليه وسلم فنقول إن الله خلق آدم بيديه ونفخ فيه من روحه وأن كل شيء هالك إلا وجهه، وأن النار تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة قدمه. لا نزيد عن ذلك ولا ننقص، ولا نقول يجب إثبات هذه الصفات بالمعاني الظاهرة المتبادرة إلى أذهاننا لأن الله منزه عن المعاني التي في أذهان البشر.

أما التحريفات فهي الروايات التي تنسب للأئمة تصريحهم أو اعتقادهم أن الله له يدان ووجه وغير ذلك مثل:
ما جاء عن الإمام أبي حنيفة من إثبات اليدين والوجه جاء في كتاب الفقه الأكبر: وقال المحققون ومنهم محمد الخميس إننا لا نستطيع إسناد كل ما في الكتاب إلى الإمام أبي حنيفة وإن كان للكتاب أصل عنه.
(وأكثر المحققين على أن الكتاب كتبه أبو مطيع البلخي وقال إنه من إملاءات الإمام) فماذا قال العلماء في أبي مطيع: قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (2 / 335): (قال أبو حاتم الرازي: كان مرجئا كذابا) وقال ابن الجوزي ـ بعد حديث في أنّ الإيمان يزيد وينقص: «هذا حديث موضوع بلا شك، وهو من وضع أبي مطيع، واسمه الحكم بن عبد الله، قال أحمد بن حنبل: لا ينبغي أن يروى عنه شيء. وقال يحيى: ليس بشيء. وقال أبو حاتم الرازي: كان أبو مطيع مرجئاً كاذباً» (الموضوعات 1: 130).

وما جاء عن الإمام الشافعي بقوله (وأن له يدين..) جاء من رواية أبي طالب العشاري، وقال الحافظ ابن حجر في ترجمته في لسان الميزان: (محمد بن علي بن الفتح أبو طالب العشاري شيخ صدوق معروف لكن أدخلوا عليه أشياء فحدث بها بسلامة باطن منها حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء ومنها عقيدة للشافعي...إلى أن قال: والعتب إنما هو على محدثي بغداد كيف تركوا العشاري يروي هذه الأباطيل) وفي المقابل فقد ورد اعتقاد الشافعي في [سير أعلام النبلاء ج10 ص31] (عن المزني قال: قلت إن كان أحد يخرج ما في ضميري، وما تعلَّق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي، فصرت إليه وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه، قلت: هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحداً لا يعلم علمك، فما الذي عندك؟ فغضب ثم قال: أتدري أين أنت؟ قلت: نعم. قال: هذا الموضع الذي أغرق اللهُ فيه فرعون، أبلغك أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر بالسؤال عن ذلك؟ قلت: لا، قال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا، قال: أتدري كم نجماً في السماء؟ قلت: لا، قال: فكوكب منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، ممَّ خُلِق؟ قلت: لا، قال: فشيءٌ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه؟). ونلاحظ قوله: هل تكلم فيه الصحابة؟ فالسكوت على ما سكت عنه الصحابة هو مذهب السلف بكل تأكيد. ومعلوم أنهم لم يقولوا يجب أن نثبت لله يدين حقيقيتين ولا عينين حقيقيتين.

أما ابن أبي يعلى فدوره عظيم في تشويه عقيدة الإمام أحمد وسنوضح دوره الخبيث بعد أن نوضح عدم وثاقته: أورد في كتابه "إبطال التأويل" روايات واهية منها أن الله تعالى لما استوى على العرش اسْتَلْقَى وَوَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى، ومنها أن الله خَلَقَ الْمَلائِكَةَ مِنْ نُورِ الذِّرَاعَيْنِ وَالصَّدْر. وقال فيه ابن الجوزي إنه أثبت لله كل شيء إلا اللحية والعورة، وقال عنه ابن تيمية في درء التعارض (5/237): (وهو وإن أسند الأحاديث التي ذكرها وذكر من رواها، ففيها عدة أحاديث موضوعة كحديث الرؤية عيانا ليلة المعراج ونحوه، وفيها أشياء عن بعض السلف رواها بعض الناس مرفوعة، كحديث قعود الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش، رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة، وهي كلها موضوعة) ولكن ابن تيمية أحسن الظن به فقال عنه في درء التعارض (5/238): "وشنع عليه أعداؤه بأشياء هو منها بريء كما ذكر هو ذلك في آخر الكتاب" أي أنه حكم ببراءته من كلامه هو، ويكفينا لعدم وثاقة ابن أبي يعلى أنه انتقل من التجسيم إلى تأويل أشد من تأويل الأشاعرة، وقال عنه ابن تيمية في نفس الصفحة (5/238) "وإن كانوا نقلوا عنه ما هو كذب عليه، ففي كلامه ما هو مردود نقلا وتوجيها، وفي كلامه من التّناقض من جنس ما يوجد في كلام الأشعريّ والقاضي أبي بكر الباقلاّني وأبي المعالي وأمثالهم ممّن يوافق النّفاة على نفيهم، ويشارك أهل الإثبات على وجه! يقول الجمهور: إنّه جمع بين النّقيضين" انتهى كلام ابن تيمية، فكيف لا نشك في أنه دسيسة لتشتيت الأمة بين التجسيم والتأويل. وقال الإمام ابن الأثير في كتابه "الكامل في التاريخ" (8/16) "أنكر العلماء على أبي يعلى بن الفراء الحنبلي ما ضمنه كتابه من صفات الله سبحانه وتعالى المشعرة بأنه يعتقد التجسيم" وقال في نفس الكتاب (8/104) "لقد خري أبو يعلى على الحنابلة خرية لا يغسلها الماء".
الذي يجمع بين النقيضين ويوافق النّفاة على نفيهم، ويشارك أهل الإثبات على وجه نسميه في الشرع منافقا. فكونه كان يسند الأحاديث التي يرويها ليس مزية ولكنه فعل ذلك ليدس السم في العسل وليس لتنقية الحديث من الضعيف والموضوع. وهجوم الأئمة عليه لم يكن لعداوات شخصية حتى نقول "شنع عليه أعداؤه" ولكنها الغيرة على دين الله وعلى صفات الذات الإلهية.
أما عن دور ابن أبي يعلى في تشويه عقيدة السلف:
(1) هو الذي اعتبر الساق صفة لله رغم تأويل ابن كثير وابن جرير وكل المفسرين للساق، ففي كتابه إبطال التأويل (1/160/161) يقول (ثبت عن طائفة من السلف كأبي سعيد الخدري وابن مسعود تفسير «الساق» في الآية بساق الله تعالى).
(2) في عقيدة الإمام أحمد لم يتكلم في حديث النزول، ولكن ابن أبي يعلى يقول (فقد صرح أحمد أن العرش لا يخلو منه، وهكذا القول عندنا في قوله {وجاء ربك والملك} الفجر22، والمراد به مجيء ذاته لا على وجه الانتقال.) إبطال التأويلات (1/261).
فهو يثبت الشيء ونقيضه، فيقول نزول حقيقي بذاته ثم يقول لا على وجه الانتقال والعرش لا يخلو منه، فماذا تفيدنا كلمة نزول حقيقي وقد كان الأئمة يكرهون الخوض والكلام في هذه الأحاديث.
(3) هو الذي زعم أن (إمرار آيات الصفات كما جاءت) تعني (إثبات الصفات على ظاهرها) لتشويه عقيدة السلف فقال في "إبطال التأويلات" (1/43): (والواجب حملها على ظاهرها، وأنها صفات لله تعالى لا تشبه سائر الموصوفين بها من الخلق، ولا نعتقد التشبيه فيها، لكن على ما روي عن شيخنا وإمامنا أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل وغيره من أئمة أصحاب الحديث أنهم قالوا في هذه الأخبار: أمروها كما جاءت، فحملوها على ظاهرها في أنها صفات لله تعالى لا تشبه سائر الموصوفين)
(4) هو الذي زعم أن سكوت الصحابة يدل على فهمها على ظاهرها فقال (ويدل على إبطال التأويل أن الصحابة ومن بعدهم حملوها على ظاهرها، ولم يتعرضوا لتأويلها، ولا صرفها عن ظاهرها، فلو كان التأويل سائغاً لكانوا إليه أسبق، لما فيه من إزالة التشبيه، يعني: على زعم من قال إن ظاهرها تشبيه) إبطال التأويلات (2/71)
(5) هو الذي زعم أن السلف وإمامهم الإمام أحمد يقولون إن الضمير في (صورته) عائد على الله فقال في إبطال التأويل (1/88): وقد صرح أَحْمَد بإبطال القول أن الهاء عائدة عَلَى آدم، فقال فِي رواية أَبِي طالب: من قَالَ أن الله خلق آدم عَلَى صورة آدم فهو جهمي، وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه. اهـ
(6) كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد: رجح الذهبي عدم ثبوت هذا الكتاب عن الإمام أحمد، وقد روينا كراهة الإمام مالك لكثر الكلام في الصفات والرد على جهم. لكن ابن تيمية وابن القيم نسبا كتاب الرد على الجهمية إلى الإمام أحمد معتمدين على ابن أبي يعلى في التوثيق. قال ابن القيم "ومما يدل على صحة هذا الكتاب ما ذكره القاضي أبو الحسين بن القاضي أبي يعلى فقال قرأت في كتاب أبي جعفر محمد بن أحمد بن صالح ابن أحمد بن حنبل قال قرأت على أبي صالح بن أحمد هذا الكتاب فقال هذا كتاب عمله أبي في مجلسه ردا على من احتج بظاهر القرآن وترك ما فسره رسول الله وما يلزم أتباعه" اجتماع الجيوش 131.
وبهذا نرى أن هؤلاء الثلاثة شوهوا عقيدة الأئمة الأربعة ويجب استبعاد مصادرهم لمن أراد الحق.

د/حمادة
2011-02-14, 12:43 PM
معذرة للأخ الكريم خلوصي فقد فاتني أن أتوجه بالشكر الجزيل له على بديع فقهه وعدم تعصبه، وقد دعا إلى ما أتمناه وطلبته على منتديات أخرى بقوله:
ألم يأنِ للمحققين من العلماء تبيان النهج السلفي الحق
فجزاك الله خيرا أخي الكريم، وأتمنى من الإخوة عرض الموضوع على أهل العلم

خلوصي
2011-02-17, 07:44 AM
معذرة للأخ الكريم خلوصي

لا يا سيدي الفاضل لا داعي للاعتذار , و لكنه أدبك الجمّ أن تستشعر الحياء من بعض التأخر :)
تفضّلوا هنا أستاذي العزيز لأن هذا يزيد البرهان قوّة و قبولّا ! هنا :
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18877

ابن خليفة المصرى
2011-02-18, 12:36 AM
ألم يأنِ للمحققين من العلماء تبيان النهج السلفي الحق

يبدو أنك قد هدمت ما بنيته بيديك بهذا السؤال
فهل يا دكتور غفل أهل التحقيق عن عقيدتهم حتى تطالبهم بهذا؟

ابن خليفة المصرى
2011-02-18, 12:55 AM
سؤال :للدكتور هل تثبت لله وجود ؟
وهل يجوز أن ننفى عن الله صفة الوجود لأنها صفة أيضاً للبشر ومن المعانى التى يوصف بها البشر (مع الفارق )؟

خلوصي
2011-02-18, 03:56 AM
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=461148&postcount=16

ابن خليفة المصرى
2011-02-18, 02:55 PM
بدلاً من الإحالة فلتجب أنت بكلام غير فلسفى على نهج النبى فما أسهل الإحالة وما أصعب الرد على أهل الحق

خلوصي
2011-02-18, 08:31 PM
يبدو أنك قد هدمت ما بنيته بيديك بهذا السؤال
فهل يا دكتور غفل أهل التحقيق عن عقيدتهم حتى تطالبهم بهذا؟


هذا دأب من ركن إلى أرض الرسوم و الألفاظ و الأشخاص : الانزعاج من مسّ الرموز !؟! و الرمز الحقيقي منهم بريء !


بدلاً من الإحالة فلتجب أنت بكلام غير فلسفى على نهج النبى فما أسهل الإحالة وما أصعب الرد على أهل الحق


هذا الذي في الإحالة :

اقتباس من الأخ الحبيب أ.ابن الرومية:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية http://majles.alukah.net/majimgs/buttons/viewpost.gif (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=459674#post45 9674)
أما الأشاعرة المعاصرون من اهل الاصلاح فلا شك ان افضل ما فيهم هو تجنبهم كثرة الخوض في مسائل الكلام و وعيهم بضررها و اثرها السيئ في تفريق الأمة و اولوية الخوض فيما تحته عمل من الاصلاح العملي و الاخلاقي..و هذ بحد ذاته مطلب سلفي قد يتفوقون فيه على كثير ممن يدعي السلفية و لا يفقه هذا المقصد..و الله أعلم


أما الأشاعرة المعاصرون من اهل الاصلاح فلا شك ان افضل ما فيهم هو تجنبهم كثرة الخوض في مسائل الكلام و وعيهم بضررها و اثرها السيئ في تفريق الأمة و اولوية الخوض فيما تحته عمل من الاصلاح العملي و الاخلاقي..و هذ بحد ذاته مطلب سلفي قد يتفوقون فيه على كثير ممن يدعي السلفية و لا يفقه هذا المقصد..و الله أعلم

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية http://majles.alukah.net/majimgs/buttons/viewpost.gif (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=459674#post45 9674)
أما الأشاعرة المعاصرون من اهل الاصلاح فلا شك ان افضل ما فيهم هو تجنبهم كثرة الخوض في مسائل الكلام و وعيهم بضررها و اثرها السيئ في تفريق الأمة و اولوية الخوض فيما تحته عمل من الاصلاح العملي و الاخلاقي..و هذ بحد ذاته مطلب سلفي قد يتفوقون فيه على كثير ممن يدعي السلفية و لا يفقه هذا المقصد..و الله أعلم



إذ المقصد بيان الحق لإرجاع الناس إليه لا الدفاع عن الناس إذا انحرفت عنه !
فشهادة الحق صفة للفرقة الناجية و هي المتقون !
و الأسماء و الرسوم لا تسمن و لا تغني من جوع .
و ما أكثر ما فرّقت الجماعة و شوّهت الحقائق بل جنت عليها . و ليس التصوّف ببعيد من استغلال الطوائف المنحرفة للفظه في تمرير خبائثهم و التلبيس على الناس به !

فهل هذا كلام فلسفي على غير نهج النبي (ص) !؟!
ثم من قال لك بأن الإحالة ليست ردًا ؟
أنت يا أخي و كثير من أمثالك يحسبون النصر بالدعاوى ! و يكيلون التهم التي فيهم لغيرهم !
لقد مزّق أمثالكم الأمّة ببدع كبرى تلبس لبوس السنّة !
و لن تفيقوا من سكراتكم " العلميّة " " السلفيّة " إلا برجال من رجال الله من تربية " مدارج السالكين " و " العبوديّة لابن تيمية " لا يبالون في الله لومة لائم و إن تكنّى بأبي فلان السلفي أو اشتهر بالمحدّث الفلاني !

كفى عنادًا للحق و كتمًا له و إصرارًا على مناهج جزئيّة أضاعت مقاصد الكلّيّة !؟!
كفى فالموت قريب و نواقيس الخطر لا تزال تدقّ مسامع المتقين :

http://majles.alukah.net/showthread.php?p=466464#post46 6464

ابن خليفة المصرى
2011-02-18, 11:27 PM
أنت يا أخي و كثير من أمثالك يحسبون النصر بالدعاوى ! و يكيلون التهم التي فيهم لغيرهم !
لقد مزّق أمثالكم الأمّة ببدع كبرى تلبس لبوس السنّة !
و لن تفيقوا من سكراتكم " العلميّة " " السلفيّة " إلا برجال من رجال الله من تربية " مدارج السالكين " و " العبوديّة لابن تيمية " لا يبالون في الله لومة لائم و إن تكنّى بأبي فلان السلفي أو اشتهر بالمحدّث الفلاني !


كفى عنادًا للحق و كتمًا له و إصرارًا على مناهج جزئيّة أضاعت مقاصد الكلّيّة !؟!
كفى فالموت قريب و نواقيس الخطر لا تزال تدقّ مسامع المتقين :



(http://majles.alukah.net/showthread.php?p=466464#post46 6464)

سبحان الله أنت تعزونى لأتعلم من شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله ومع ذلك لا تأخذ منهم عقيدتك فى التعرف على الله تبارك وتعالى لأنك طبعاً مخالف لهم فى العقيدة

ثانياً :يلاحظ فى إجابتك بعض الإتهامات لى ولأمثالى ولكنى لن أرد عليها حتى لا يكون لحظ النفس فيها نصيب
ثالثاً : دعك من تغيير المواضيع وأجب عن الأسئلة الماضية ولا تبتعد عن النقاش بالمفرقعات الزائفة من التهم وغيرها هذا إن كنت طالباً للحق فعلاً .

ابن خليفة المصرى
2011-02-18, 11:31 PM
وها هو السؤال مجدداً حتى لا تنساه يا خلوصى فأجب عنه على نهج السلف
هل يجوز أن ننفى عن الله صفة الوجود لأنها صفة أيضاً للبشر ومن المعانى التى يوصف بها البشر (مع الفارق )؟

د/حمادة
2011-02-18, 11:36 PM
إلى الأخ / ابن خليفة
نحن لا نحب الجدل لأنه لم يكن من نهج النبي الكريم وصحابته. فكلمة (ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر) لا تعني أن البشر موجودون ويسمعون فالله غير موجود ولا يسمع والعياذ بالله. فالإمام يتحدث إلى أولي الألباب الذين خاطبهم القرآن، ومعلوم عند أولي الألباب أنه يقصد بمعاني البشر التي يتنزه الله عنها ما نص عليه في مواضع أخرى وهي: الطول والعرض والتأليف والتركيب من أبعاض. ولذا عبر علماء السلف عن الصفات التي توهم بهذه المعاني بإثبات النصوص كما جاءت وعدم تفسيرها أو توهمها كما نهوا عن كثرة الجدل حولها كما صح عن الإمام مالك. لذا أوصيك بالوقوف على النصوص كما فعل العلماء المذكورين أعلاه ولاشك أنهم جميعا من أهل السنة والجماعة، فهذا هو الثابت الصحيح.
أما الأخ الفاضل خلوصي الذي فتح صفحة للحب في الله فأخبره هنا أني أحبه في الله، وأجمل صفة فيه يحبها الله ورسوله عدم التعصب وترحيبه بما يفتح بابا لوحدة صف الأمة، فالتعصب يعمي ويصم عن الحق، وما سمي أهل السنة والجماعة بهذا الاسم إلا لحرصهم على الجماعة.

ابن خليفة المصرى
2011-02-19, 12:07 AM
إلى الأخ / ابن خليفة
نحن لا نحب الجدل لأنه لم يكن من نهج النبي الكريم وصحابته. فكلمة (ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر) لا تعني أن البشر موجودون ويسمعون فالله غير موجود ولا يسمع والعياذ بالله. فالإمام يتحدث إلى أولي الألباب الذين خاطبهم القرآن، ومعلوم عند أولي الألباب أنه يقصد بمعاني البشر التي يتنزه الله عنها ما نص عليه في مواضع أخرى
إن كنت لا تحب الجدل حقاً فلما لم تقبل الإجماعات التى جئتك بها من حمل السلف للصفات على الحقيقة
أتهمتونا بتشبيه الله لخلقه وأتهمتونا بالتفريق بين المسلمين ألا فعند الله تجتمع الخصوم
وحتى لا أعود لما هو جدال حقاً أسأل الله أن يردكم للعقيدة الصحيحة ليس أمامى إلا هذا

ابن الرومية
2011-03-03, 03:56 AM
وما أشبه هذا من القرآن والحديث لا نزيد فيه ولا نفسره، نقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول "الرحمن على العرش استوى" طه5 ومن زعم غير هذا فهو معطل جهمي
جزاك الله خيرا دكتور حمادة...لكن في كل ما ذكرته من اجماعهم على تكفير المجسمة انما اتيت به من الخصوم و لا يقبل قولهم في خصمهم فكما يدعون اجماع المذاهب فخصمهم يدعي الشيء نفسه...الا هذا النص الذي اقتطعته فأحب ان أرى ان كنت سائرا على مذهبك هذا في النفي كما تريد من اهل الاثبات ان يسيروا عليه فأخبرني فتح الله علي و عليك بكشوف اهله و خاصته أين تجد صحابيا فسر هذه الصفات نفيا كما فسرتها انت بقولك هذا : أن الله ليس جسما و لا مركبا و لا مؤلفا من ابعاض...
من من الصحابة تكلم بهذا النفي في تفسيره للصفات؟؟ ان قلت انه مفهوم لغة العرب -مع انه واه و لن تجد معناه في اللسان الأول و انما هو من لسان ارسطو- قيل لك ان خصومك يقولون ما تقول..ان معاني الصفات هي من مفهوم لغة العرب - و اللغة و نقول اهل الحديث عن تابعي الصحابة و تابعيهم تؤيدهم و هم اعلم بالصحابة مني و منك- فكانت حجة مقابل حجة ...و كان الاحتكام الى لغة العرب...اما ان تحتج عليهم بسكوت الصحابة عن التكلم بمعاني الاثبات كان لهم ان يحتجوا عليك بسكوتهم ايضا عن التكلم بمعاني النفي...و كان لك و لهم ان تلتزموا جميعا بتلاوة ايات الصفات و احاديثها دون تفسير للمراد لا نفيا كما تفعلون انتم و لا اثباتا كما يفعلون هم و ترك الناس و افهامهم...فهل ترضون؟؟؟ أم ستقولون كما قال الامام الغزالي و الامام العز و غيرهم ان العوام طبعوا على التجسيم و ان الصحابة سكتوا لأنهم كانوا مشغولين بالجهاد و غير ذلك؟؟
اما الكلام عن الامام الحنبلي يما تكلمت به عنه فهي زلة منكرة منك..ووالله على ما ثبت لدى الناس عن الامام الغزالي و الامام الرازي من التكلم بالسحر و عبادة الكواكب و مع ذلك اجلهما و لا أرى نفسي امامهما ..حتى اقول عنهما خبيثان او ان دورهما خبيث وهما من اهل العلم و خاصة الأول..كيف و قد نقلت كلام الامام ابن تيمية عنه و هو يمس في نفس الوقت الأشعريّ والقاضي أبا بكر الباقلاّني وأبا المعالي فهل تقبله كما قبلته في ابن ابي يعلى ؟؟؟ لكن الرد عليه قد يأتي ان مرت هذه الأزمات و لتعرفن آنذاك ان للحنابلة من بقية المذاهب من يقوم لهم و يدفع عنهم اذ سكت من ينسب نفسه اليهم هنا...و الله أعلم و احكم

صالح
2011-03-05, 07:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله
عقيدة المذهب الحنفي عقيدة واضحة جلية وهي ما يعتقده أهل السنة والجماعة.
فهذا الإمام الطحاوي رحمه الله قد قال في مقدمة العقيدة الطحاوية : هذا ما يعتقدها أصحابنا وهم الأئمة الثلاثة عليهم من الله مغفرة ورحمة( أبو حنيفة ، وأبو يوسف ، ومحمد بن الحسن.
فلا عقيدة لأئمة الأحناف غير هذه العقيدة.
فلا أهمية لما نقله البلخي أو غيره عن الأئمة.
وكذلك شارح هذه العقيدة ابن أبي العز رحمه الله وهو حنفي المذهب كما هو معلوم وقد أجاد وأفاد ولو كان لأحد من أئمة المذهب غير ما جاء فيما نقله الطحاوي عنهم لكان ذكره وتطرق له .
وينبني على ذلك أن من خالف ما جاء في معتقد أئمة المذهب الحنفي -وهو ما نقله الطحاوي عنهم - لا يعتبر من عقيدة الأحناف بل هو خاص بمعتقده ، ومن الظلم أن ينسب ذلك إلى أئمة المذهب أو إلى المذهب ذاته.

العاصمي من الجزائر
2011-03-05, 07:35 PM
أحسن الله إليك أخي صالح .. المشكلة ليست في عقيدة أبي حنيفة رحمه الله وهو إمام من الأئمة الأربعة .. المشكلة في فهم الدكتور حمادة لهذه العقيدة فهو يحملها كما يبدوا - وإن لم يكن صريحا في ذلك - على عقيدة مماثلة لعقيدة مفوضة الأشعرية .. فأرجوا أن يوضّح لنا حقيقة الأمر ..
فهل هو على عقيدة مفوّضة الأشعرية أم فهمنا لكلامه فيه شيء من التحامل ؟
فإن كان كذلك .. فهل تراه يضلّل عقيدة مفوّضة الأشعرية كما ضلّل عقيدة المؤوّلة أم له رأي آخر ؟
ثمّ .. ما رأيه في تربية الناشئة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية .. هل يعارض هذا ما جاء في موضوعه أم لا ؟
هذه سؤالات بسيطة آمل أن يتفاعل معها الدكتور الفاضل وشكرا

عمرو بسيوني
2011-03-06, 12:27 AM
الدكتور / حمادة
الأخ / خلوصي
:
مساء الخير

د/حمادة
2011-03-09, 07:38 PM
الإخوة الأفاضل
أعتذر عن غيابي في فتح الصفحة لفترة طويلة فلم أشاهد التعليقات إلا قبل قليل .
يقول الأخ ابن الرومية:
لكن في كل ماذكرته من اجماعهم على تكفير المجسمة انما اتيت به من الخصوم
وأقول تكفير المجسمة ليس من كلام الخصوم بل من كلام أهل الحق كالإمام أحمد والإمام الطحاوي
وتقول: من من الصحابة تكلم بهذا النفي في تفسيره للصفات؟؟
وأقول: لم أتكلم بنفي في آيات الصفات بل نقلت إجماع أهل الحق على تكفير المجسمة ونقلت النهي عن كثرة الكلام في الصفات والرد على جهم وهو منهج أهل الحق كالإمام مالك والشافعي. أما آيات الصفات فمنهجي فيها هو منهج العلامة ابن كثير، فإن وجد التأويل سائغا وضروريا لفهم مراد الله أول كما رأينا في تفسير قوله تعالى "بل يداه مبسوطتان" حيث قال (يخبر تعالى عن اليهود -عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة- بأنهم وصفوا الله عز وجل وتعالى عن قولهم علوا كبيرا، بأنه بخيل. كما وصفوه بأنه فقير وهم أغنياء، وعبروا عن البخل بقولهم "يد الله مغلولة".... وعن ابن عباس قوله: "وقالت اليهود يد الله مغلولة" قال: لا يعنون بذلك أن يد الله موثقة ولكن يقولون: بخيل أمسك ما عنده، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. فقال: "غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا" وهكذا وقع لهم، فإن عندهم من البخل والحسد والجبن والذلة أمر عظيم .. ثم قال تعالى: "بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء" أي: بل هو الواسع الفضل، الجزيل العطاء، الذي ما من شيء إلا عنده خزائنه). وإن لم يجد مسوغا للتأويل ذكر منهج السلف وهو السكوت عنها وإمرارها كما جاءت بلا تفسير، فرغم أنه كان تلميذ ابن تيمية لم يقل في آية واحدة يجب إثبات صفة كذا بل يذكر الآية والأحاديث التي في معناها ويمررها كما جاءت مؤكدا أن هذا هو منهج السلف.
وتقول: و كان لك و لهم ان تلتزموا جميعا بتلاوة ايات الصفات و احاديثها دون تفسير للمراد لا نفياكما تفعلون انتم و لا اثباتا كما يفعلون هم
وأقول: تلاوتها والسكوت عنها هو الحق يا أخي الكريم، وأنا لم أنف كما تدعي بل نقلت الإجماع على تنزيه الله عن التبعيض وهذه حقيقة أرجو أن تراجعها وتعترف بها
أخي الكريم/ العاصمي
تقول: فهل هو على عقيدة مفوّضة الأشعرية أم فهمنا لكلامه فيه شيء من التحامل ؟
وأقول بل فيه تحامل يا أخي الكريم، فلست أزهريا ولا تربطني بالأشاعرة صلة، والأشاعرة يؤولون الاستواء بالاستيلاء ولكني أقول في الاستواء ما قاله ابن كثير في آية الأعراف54 حيث قال (وأما قوله تعالى "ثم استوى على العرش" فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها، وإنما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل. والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه، و "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" [ الشورى : 11 ] بل الأمر كما قال الأئمة - منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري - "من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر" وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة ، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى ، ونفى عن الله تعالى النقائص ، فقد سلك سبيل الهدى) هذا هو الحق الذي يجب أن تلتقي عليه الأمة، وليس هناك ما أخفيه، ولا يعني هذا تكفير مؤولة الأشاعرة فهم قد اجتهدوا اجتهادا غير موفق خالفوا فيه الأولى ولكنه تأويل لمعرفة مراد الله وليس تأويلا من باب الإلحاد في أسماء الله وصفاته كما زعم البعض. والعقيدة الواسطية أثبت ابن تيمية فيها الصفات بإثبات نصوص الآيات وإمرارها كما جاءت وهو نفس المنهج الذي أدعو إليه، وقد احتججت على أحد الإخوة في أحد المنتديات بنصوص العقيدة الواسطية وأسلوبها في إثبات الصفات. أرجو أن نقدم حسن الظن، فليس لي مصلحة شخصية ولكني منذ أن التزمت بالإسلام مع السلفيين في طب القاهرة عام 1975م وأنا أبحث عن أسباب الخلاف وجذوره ويحزنني التشتت الذي تعانيه الأمة، وأظن أن وحدة الأمة غاية مشروعة لا يخالفني فيها أحد يفهم الحق ويستوعب غاياته.
أشكر الأخ صالح على كلمته وأشكر الأخ عمرو بسيوني على تذكيره لنا للرد.

عمرو بسيوني
2011-03-09, 09:53 PM
لا شكر على واجب ..

مساء النور ..

د/حمادة
2011-03-10, 07:49 PM
أخي الكريم / ابن الرومية
بالنسبة لشحذك همم الحنابلة بقولك (و لتعرفن آنذاك ان للحنابلة من بقية المذاهب من يقوم لهم و يدفع عنهم اذ سكت من ينسب نفسه اليهم هنا) فقد ذكرتني بدعوى الجاهلية (يا معشر المهاجرين ويا معشر الأنصار)
أنت تعلم يا أخي الكريم أن العقيدة ليس فيها مذاهب. وفي متن أصول السنة للإمام أحمد لم يتكلم رحمه الله في هذه الصفات، وكذلك الإمام مالك كان يكره الكلام في هذه الصفات ويكره الرد على جهم. وأنت تقر بأن الصحابة - وهم قدوتنا ولم يقصروا في شيء من التوحيد - لم يتكلموا في هذه الصفات. والثابت الذي لا خلاف عليه وأنت لاشك تعلم ذلك جيدا هو أن مذهب السلف إمرار آيات وأحاديث الصفات كما جاءت بلا تفسير أو تحريف أو توهم، وقد أوردت لك وللمتابعين طريقة الإثبات عند ابن جرير الطبري والإمام البخاري والحميدي وتفسير ابن كثير كلهم يقفون على إثبات النصوص كما هي، فلماذا لا تجتمع الأمة على ذلك ونضرب عرض الحائط علم الكلام وكثرة القيل والقال. قال الإمام الشوكاني في رسالة "التحف في مذاهب السلف" (كانوا إذا سأل سائل عن شيء من الصفات تلوا عليه الدليل وأمسكوا عن القال والقيل، وقالوا: قال الله هكذا ولا ندري بما سوى ذلك ولا نتكلف ولا نتكلم بما لم نعلمه ولا أذن الله لنا بمجاوزته)
أما ابن أبي يعلى ودفاعك عنه فالمشكلة هي أن ضلالته كانت في باب الصفات الذي نحن بصدده وليست في باب آخر فكيف نأخذ عنه ما هو في صميم ضلالته. جاء في كتاب "العواصم من القواصم" للقاضي أبي بكر بن العربي تحقيق الدكتور عمار طالبي ص227 (وقد بينا ما كان يقوله أبو يعلى بن الفراء الحنبلي أنه يلتزم في صفة الباري كل شيء إلا اللحية والفرج فانظروا نبهكم الله إلى هذا المفتري على الشريعة في جنب الله تعالى) ألا يكفيك وصفه من عالم جليل بأنه مفتر في جنب الله تعالى. أرجو أن تنبذ التعصب لبعض العلماء الذين اعتمدوا في منهجهم على أمثال ابن أبي يعلى فكل عالم يؤخذ منه ويرد.

http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif

العاصمي من الجزائر
2011-03-10, 08:51 PM
أخي الكريم / ابن الرومية
بالنسبة لشحذك همم الحنابلة بقولك (و لتعرفن آنذاك ان للحنابلة من بقية المذاهب من يقوم لهم و يدفع عنهم اذ سكت من ينسب نفسه اليهم هنا) فقد ذكرتني بدعوى الجاهلية (يا معشر المهاجرين ويا معشر الأنصار)
أنت تعلم يا أخي الكريم أن العقيدة ليس فيها مذاهب. [/

أخي الدكتور حمادة : لو تأمّلت هذه العبارة جيّدا لوجدت نفسك قد تحاملت على الأستاذ ابن الرومية فهو يقصد حنبلية الإعتقاد ذلك أنّه وبعد فتنة خلق القرآن صار الحنابلة شامة أهل السنة والجماعة وكلّ سلفي إعتقادا لا يجد مضاضة في الإنتساب إلى حنبلية الإعتقاد والدليل هو إعقاب الأستاذ لعبارة ( و لتعرفن آنذاك ان للحنابلة) بعبارة ( من بقية المذاهب ) فهو إذن
لا يقصد (حنبلية الفروع) .. بل (حنبلية الأصول) .. والله أعلم

د/حمادة
2011-03-11, 01:16 AM
أخي الكريم / العاصمي
وأنا أعلم أن الأخ الفاضل ابن الرومية يقصد حنبلية الاعتقاد أو حنبلية الأصول لا حنبلية الفروع، ونظرا لأن اعتقاد الأئمة الأربعة واحد لذا ننتظر أن يغار كل السلفيين وكل أهل السنة والجماعة على حنبلية الاعتقاد ولا ننتظر الرد والانتصار لها من الحنابلة وحدهم وأرى أن تتمثل الغيرة في الحرص على الصحيح الموثوق منها، ربما لا نكون مختلفين فأنا لا أفهم حتى الآن ماذا يقصد بكلمة (للحنابلة من بقية المذاهب) وعموما أعتذر للأخ الكريم ابن الرومية إن كنت أسأت فهمه أو كان الأسلوب فيه حدة، وأشكرك أخي الكريم العاصمي على النصح وأسلوبك الطيب وحرصك على روح الأخوة.

ابن الرومية
2011-03-12, 05:17 AM
انما كان القصد الحنابلة بكل ما تعنيه الكلمة مذهبا و اعتقادا و سلوكا و تصوفا...و ليس لهم اختصاص بكلمتي...و لو وصفت بالخبث احد ائمة الشافعية لوجود الأشاعرة منهم و كون اللقب وضع في مقابل الحنابلة ...او احد ائمة الحنفية لوجود الماتريدية او المعتزلة و الكرامية فيهم ..كما انزلت كلمة الخبث بأحد أركان الحنبلية لوجود قلة قليلة من المشبهة فيهم ..فصدقني سيدي حمادة ..كانت لتكون كلمتي بنفس الوقع..فلا استحل و لا أظن احدا هنا يستحل وصف ابن العربي نقيض ابن ابي يعلى بالخبث...فهو عند السلفيين هنا قبل غيرهم من ائمة الاجتهاد من المسلمين و يجلونه و يدفعون عنه رغم كل ما اقترف من تعطيل باجتهاده بل و من النصب بحسب ادعاء بعضهم باجتهاده ايضا..
اما قولك انها دعوى الجاهلية فنعم " دعوى الجاهلية "هي اذن...فلم يرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الدعوى بين المهاجرين و الأنصار و لا بين الأوس و الخزرج...و انما ابدل محلها ..و محلها هنا بين المذاهب و المدارس هو محل تلك من التنافس لتحقيق مقاصد الدين ...و لعلك ان تنبهت الى هذه النكتة كانت من النقاط المهمة لكم في مشروعكم للمجتمع المدني الذي ترنو اليه...
اما بقية الأجوبة فاناقشكم فيها ان شاء الله بعد ان يتيسر الوقت...جزاكم الله خيرا

د/حمادة
2011-03-13, 12:17 PM
أرجو أخي الكريم ابن الرومية أن تعطينا أمثلة من تصوف الحنابلة وأمثلة من تعطيل ونصب ابن العربي وهذا من باب العلم فقط لأني حقيقة أجهل ذلك والاعتراف بالحق فضيلة، ولكن أرجو نصوصا من كتب ابن العربي نفسها.
أما وصفي لابن أبي يعلى بالخبث فلو أنك تأملت النقاط التي أثارها في باب الصفات والتي أوضحتها أعلاه وقارنت ذلك بما كان عليه الأئمة الأعلام الثقات من كراهة الكلام في الصفات وحرصهم على إمرار الآيات والأحاديث كما جاءت وعدم الخوض فيها أو تفسيرها احتراما لحجم عقولنا عند الحديث عن الذات الإلهية وحرصا على وحدة صف الأمة ربما تدرك أن وصفه بالخبث مناسب

خلوصي
2011-03-13, 10:46 PM
الدكتور / حمادة
الأخ / خلوصي
:
مساء الخير

مساء النور يا أخا العرب :)
هذه لرد التحية و للملاطفة و لرفع الموضوع المرتفع أصلًا !
اذهب هناك يا عمرو :
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=473587#post47 3587
و لا تنس هنا :
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63716

يا أيّها الإخوان :
ادخلوا في الممازحة كافّةً :)

قارىء
2011-03-14, 01:28 AM
على كل حال.. لم يعرف عن أبي حنيفة خطأ في أصول الدين سوى الخطأ في مسألة الإيمان..

فتح البارى
2011-03-15, 03:20 AM
لفت نظري هذا:

وقال فيه ابن الجوزي إنه أثبت لله كل شيء إلا اللحية والعورة
قال شيخ الإسلام (درء التعارض) 5/238 :
«وما نقله عنه أبو بكر بن العربي في العواصم كذب عليه عن مجهول لم يذكره أبو بكر، وهو من الكذب عليه، وإن كانوا نقلوا عنه ما هو كذب عليه، ففي كلامه ما هو مردود نقلا وتوجيها، وفي كلامه من التّناقض من جنس ما يوجد في كلام الأشعريّ والقاضي أبي بكر الباقلاّني وأبي المعالي وأمثالهم ممّن يوافق النّفاة على نفيهم، ويشارك أهل الإثبات على وجه! يقول الجمهور: إنّه جمع بين النّقيضين». اهـ

فلِمَ يا أخي الفاضل لم تنقل النص كاملا ؟!

ابن الرومية
2011-03-15, 04:40 AM
أستغرب ممن يدخل بين أئمة الاسلام واصفا لهم بالخبث...و لا يدري عن احوالهم المشتهرة فضلا عما خفي منها...و من جهل قدر سيدي عبد القادر و سيدي ابي اسماعيل في الحنابلة كان حقيقا له ان يسكت عن الكلام في طبقات العلماء و تصنيفهم...
اما امامنا و سيدنا ابوبكر ابن العربي فيكفي دلالة على كلامه ما نقله الحافظ في الفتح من قوله حُكِيَ عَنْ الْمُبْتَدِعَة رَدّ هَذِهِ الْأَحَادِيث , وَعَنْ السَّلَف إِمْرَارهَا , وَعَنْ قَوْم تَأْوِيلهَا وَبِهِ أَقُول...و هو فعل مناقض لفعل ابن ابي يعلى بحسب مذهبك انت و باعتراف ابي بكر نفسه..و مع ذلك لا يتهمه احد بدور خبيث...اما قضية النصب فقد قلت ان البعض اتهمه بها منهم السيوطي في الجامع الصغير و ابن خلدون في اللمقدمة و المناوي في الفيض و ابن حجر في المنح و هم اشهر من حط عليه بسبب قولته المشهورة بان الحسين قتل بشرع جده...و ان كانت عبارته في العواصم قد لا تساعد على هذا المعنى و انما القصد ان المعتدلة من خصومك لا يستحلون ما تستحله من وصف ائمة المسلمين بالخبث لمجرد الاجتهاد...
و جوابا مختصرا على ما تدعيه حتى يحين وقت نقضه اقول
ان كل ما ذكرته لخصومك نفس الكلام فيه...فحين تدعي الاجماع على تفصيلك في النفي...فهم يدعون الاجماع على تفصيلهم في الاثبات و الحق معهم...اذ انت تستشهد في حكاية الاجماع الى نفس من يخاصمون بعد ان افترق الناس..كاجماعات الجويني و الرازي و لم يحك هذا الاجماع على هذا النفي الذي تذكره الا هؤلاء المتأخرين و هم انفسهم خصوم خصومك فكيف تجعل قولهم حجة بمجرده عليهم؟؟ مع ان خصومك انما ياتون بحكاياتهم للاجماع من قوم صرحوا به و حكوه قبل الافتراق و لم ينكره منكر من البخاري و ابي عبيد و الدارمي و ابن خزيمة بل و الأشعري نفسه و امثالهم ممن حكى الاجماع على معاني الاثبات و المحدثون متوافرون و الكل يد واحدة و لم يحك احدهم ما ادعيته انت من الاجماع ...و لم ينكر احد على هؤلاء...
اما استشهادك بنفس امرار السلف فهو نفس صنيع خصومك ايضا فكما تحتج عليهم به في الاثبات هو يحتجون عليك به في النفي...و يقولون انك كما تتحداهم ان ياتوا بسلف من الصحابة يقول ان الله استوى بذاته ...مع انه قد ورد عن متاخري السلف لكن يقولون لك ايضا بنفس حجتك ان تأتيهم انت بسلف يقول ان الله استوى بلا جسمية و لا تركيب و لا تبعيض ...فان قلت ان هذه معانيها لازمة لكلامهم و انما عرفناها بدلالة التضمن قالوا لك و كذلك معانينا و هي اولى و اقرب في اللسان الأول من معانيك في النفيي...فلم هذه القسمة الضيزى و تريدنا ان نسكت عن معاني الاثبات و لا تسكت انت عن معاني النفي..فاما نسكت معا و اما نتكلم معا كما قال الامام احمد لا يحل السكوت اذ تكلموا هم ..و هذا اقرار من الامام احمد انه يتكلم في معاني الاثبات مما لم يتكلم به سلفه صراحة و ان كان يشمله تضمنا و لزوما...و الى ان ياذن الله بالتفصيل...

أسـامة
2011-03-15, 05:17 AM
بارك الله فيك.

أستغرب ممن يدخل بين أئمة الاسلام واصفا لهم بالخبث
والحق معك. إذ أن المؤمن لا يخبث أصلا، وهذه الصفة لا يجوز استخدامها مع المسلم، وإنما مع الكفار والمنافقين فقط.
ونهى النبي عن القول: خبثت نفسي.
واتهام الغير ينهى عنه من باب أولى.

د/حمادة
2011-03-16, 12:29 AM
أخي الكريم / فتح الباري
تقول: فلِمَ يا أخي الفاضل لم تنقل النص كاملا ؟!
وأؤكد لك يا أخي الكريم أني لم أعثر على كلام ابن العربي إلا قدرا قبل كتابة كلمتي بقليل ولم أكن أعلم أنه من الذين هاجموا ابن أبي يعلى، وحين نقلت من درء التعارض سابقا لم أنتبه إلى هذه الكلمات قبلها. ولكني أتذكر كلاما مفصلا لابن الجوزي كان يقول فيه حدثني من أثق فيه أن ابن أبي يعلى قال إنه التزم ربه إلا اللحية والعورة أو كلاما قريبا من هذا، فقمت بالبحث لكي أعرف تفاصيل ونص كلام ابن الجوزي فوجدت كلام ابن العربي فنقلته ولم أنتبه إلى تعليق ابن تيمية في درء التعارض. ولكن عموما كلام ابن تيمية ليس مقدسا فابن العربي ليس صغيرا في العلم أو جاهلا بوجوب التثبت حتى ينقل عن مجهول، ولا أحب أن يتحول كلامنا إلى أقوال العلماء لأن هذا بابا لن ينتهي، وأفضل التركيز على لب الموضوع
أخي الكريم / ابن الرومية
طلبت منك أمثلة من نصوص الحنابلة في التصوف ونصوص ابن العربي في التعطيل والنصب، وطلبت أن تنقل الكلام من كتب أصحابها لا من آراء الآخرين فيهم، واعترفت لك بجهلي بهذه الأمثلة فلم تأتني بنصوص كلام أحد منهم وقلت:
و من جهل قدر سيدي عبد القادر و سيدي ابي اسماعيل في الحنابلة كان حقيقا له ان يسكت عن الكلام في طبقات العلماء و تصنيفهم...
فهل ترى أن من يجهل سيدك عبد القادر وسيدك أبا إسماعيل ليس له أن يتكلم في غيرهم.
ولكن المهم الذي أحزنني هو قولك:
فحين تدعي الاجماع على تفصيلك في النفي...فهم يدعون الاجماع على تفصيلهم في الاثبات
أين وجدت في كلامي ادعاء الإجماع على النفي أو أي قول لي بالنفي، هل تسمي الإمرار نفيا، اتق الله يا أخي الكريم فكلامي واضح وضوح الشمس وهو الإمرار وإثبات النصوص كما جاءت، فليس في إثباتها كما جاءت تشبيه ولا تعطيل، ولكن تغيير تعبيرات الكتاب والسنة لم يكن من هدي الصحابة ولا التابعين ولا في الصحيح من كلام الأئمة وفضلا عن ذلك فقد فتح على الأمة باب فتنة.
أما وصفي لابن أبي يعلى بالخبث فربما أكون مخطئا ولكن لاشك أنه أخطأ في باب الصفات، وينبغي أن نأخذ عقيدة الإمام أحمد من متن أصول السنة وتجنب نقولات ابن أبي يعلى لأنها لم تكن على طريقة الأئمة الذين كرهوا الكلام في الصفات وأمروا الآيات كما جاءت بدون القيل والقال ورأوا ضرورة السكوت على ما سكت عنه الصحابة وهذا لا يسمى نفيا.

د/حمادة
2011-03-16, 12:36 AM
أخي الكريم / فتح الباري
تقول: فلِمَ يا أخي الفاضل لم تنقل النص كاملا ؟!
وأؤكد لك يا أخي الكريم أني لم أعثر على كلام ابن العربي إلا قدرا قبل كتابة كلمتي بقليل ولم أكن أعلم أنه من الذين هاجموا ابن أبي يعلى، وحين نقلت من درء التعارض سابقا لم أنتبه إلى هذه الكلمات قبلها. ولكني أتذكر كلاما مفصلا لابن الجوزي كان يقول فيه حدثني من أثق فيه أن ابن أبي يعلى قال إنه التزم ربه إلا اللحية والعورة أو كلاما قريبا من هذا، فقمت بالبحث لكي أعرف تفاصيل ونص كلام ابن الجوزي فوجدت كلام ابن العربي فنقلته . ولكن عموما كلام ابن تيمية ليس مقدسا فابن العربي ليس صغيرا في العلم أو جاهلا بوجوب التثبت حتى ينقل عن مجهول، ولا أحب أن يتحول كلامنا إلى أقوال العلماء لأن هذا الباب لن ينتهي وأفضل التركيز في لب الموضوع
أخي الكريم / ابن الرومية
طلبت منك أمثلة من نصوص الحنابلة في التصوف ونصوص ابن العربي في التعطيل والنصب، وطلبت أن تنقل الكلام من كتب أصحابها لا من آراء الآخرين فيهم، واعترفت لك بجهلي بهذه الأمثلة فلم تأتني بنصوص كلام أحد منهم وقلت:
و من جهل قدر سيدي عبد القادر و سيدي ابي اسماعيل في الحنابلة كان حقيقا له ان يسكت عن الكلام في طبقات العلماء و تصنيفهم...
فهل ترى أن من يجهل سيدك عبد القادر وسيدك أبا إسماعيل ليس له أن يتكلم في غيرهم.
ولكن المهم الذي أحزنني هو قولك:
فحين تدعي الاجماع على تفصيلك في النفي...فهم يدعون الاجماع على تفصيلهم في الاثبات
أين وجدت في كلامي ادعاء الإجماع على النفي أو أي قول لي بالنفي، هل تسمي الإمرار نفيا، اتق الله يا أخي الكريم فكلامي واضح وضوح الشمس وهو الإمرار وإثبات النصوص كما جاءت، فليس في إثباتها كما جاءت تشبيه ولا تعطيل، ولكن تغيير تعبيرات الكتاب والسنة لم يكن من هدي الصحابة ولا التابعين ولا في الصحيح من كلام الأئمة وفضلا عن ذلك فقد فتح على الأمة باب فتنة.
أما وصفي لابن أبي يعلى بالخبث فربما أكون مخطئا ولكن لاشك أنه أخطأ في باب الصفات، وينبغي أن نأخذ عقيدة الإمام أحمد من متن أصول السنة وتجنب نقولات ابن أبي يعلى لأنها لم تكن على طريقة الأئمة الذين كرهوا الكلام في الصفات وأمروا الآيات كما جاءت بدون القيل والقال ورأوا ضرورة السكوت على ما سكت عنه الصحابة وهذا لا يسمى نفيا.

ابن الرومية
2011-03-16, 04:18 AM
طلبت منك أمثلة من نصوص الحنابلة في التصوف ونصوص ابن العربي في التعطيل والنصب، وطلبت أن تنقل الكلام من كتب أصحابها لا من آراء الآخرين فيهم، واعترفت لك بجهلي بهذه الأمثلة فلم تأتني بنصوص كلام أحد منهم وقلت:
و من جهل قدر سيدي عبد القادر و سيدي ابي اسماعيل في الحنابلة كان حقيقا له ان يسكت عن الكلام في طبقات العلماء و تصنيفهم...
فهل ترى أن من يجهل سيدك عبد القادر وسيدك أبا إسماعيل ليس له أن يتكلم في غيرهم.
الدكتور الفاضل حمادة ...يكفي دليلا للناس هنا على ما تهجمت عليه من تصنيف الناس جهلك اصلا بطبقاتهم و احوالهم..و لو كنت حدثت عالما بما تراه انت انه مجرد آراء لكان سكت ان كان ممارسا لمصادر هذا التصنيف الذي تهجمت عليه ..و لم يكن ليحتاج ان اقول له عد الى العواصم من القواصم بله ان آتيه بنصوص الأول حين قال انهم ما قاتلوه إلا بما سمعوا من جده المهيمن على الرسل...و هو ما نبهت الى ان بعضهم قد تكلم فيه بسببه و عامتهم من المنتسبين للأشاعرة...
بله ان يحتاج العالم بهذا الفن ان ارشده الى كلام سيدي عبد القادر فيما جمعه لأصحابه من الحنابلة في غنيته و في غيرها من كتبه لما يغني المريد و تفننه فيها على مذهب الامام احمد و تخريجا لغالبيتها على اصوله ..اصاب او اخطأ... و هو قدس الله روحه من اخذ عنه السلوك ائمة الحنابلة كالمقدسي و الموفق و ضمن شيخ الاسلام كلامه في عامة كتبه ...بله ان يحتاج مثل هذا العالم الى قرع عصا مني تنبهه ان سلطان العلماء على ما كان منه من تنافر مع هؤلاء الحنابلة و قسوة كل منهما على الآخر لم يصفهم بالخبث بعدها بل قال ما يتعلم منه الجميع ان نفسه ما طابت بالفتوى حتى اقتنى المغني...
فنبزك لابن ابي يعلى و هو من ائمة العلم لما تقول انه ضلالة برأيك يلزم منه نبز كل علماء الأشاعرة المقابلين له ممن اقترفوا نفس الضلالة لكن من جهة أخرى حين اولوا الصفات و لم يسكتوا...اما ان تنبز هذا و تترك اولئك فهو ما كنت انبهك الى ظلمك فيه و ان الأولى ان تنزه لسانك عنهم اذ لم تقدر ان تخوض في اعراضهم جميعا...و لكن لم ينفعك نصحي فيما يبدو...

أين وجدت في كلامي ادعاء الإجماع على النفي أو أي قول لي بالنفي، هل تسمي الإمرار نفيا..اتق الله..
طيب الا تتق الله انت اولا و تخبرني من قائل هذا الكلام ؟

وأقول: تلاوتها والسكوت عنها هو الحق يا أخي الكريم، وأنا لم أنف كما تدعي بل نقلت الإجماع على تنزيه الله عن التبعيض وهذه حقيقة أرجو أن تراجعها وتعترف بها
و الا تتق الله مرة اخرى و تراجع انت كلامي و ترى : هل طالبتك باجماع على الامرار ام طالبتك بالاجماع على ما تدعيه من النفي من التركيب و التبعيض و سائر المعاني التي يذكرها النفاة بدون سلف سابق ايضا؟؟
فاتق الله انت و ان اردت ان نمرر فلنمرر جميعا و لو اكتفيت انت و ائمتك بهذا لكفيتم الأمة سد باب شر مفتوح من زمن فنسكت جميعا لا نتكلم الا بالفاظ الآيات و الأحاديث و ما ورد عن السلف ...لكن ما تريدونه انتم ان نسكت عن معاني الاثبات اللازمة لزوما من معهود اللسان الأول دون ان تسكتوا انتم عن معاني النفي التي لا تستفاد الا من لسان ارسطو و شيعته حين غلبت العجمة على العرب...فان تسكتوا سكتنا و نشتغل جميعا بما تحته عمل مما اتانا فيه برهان بين من ربنا و نسد هذا الباب و هذا مطلب ائمة السلف من الشافعي و احمد فمن بعدهما و ائمتكم هم من كانوا على مر التاريخ مولعين بفتحه سواء بادعاء التأويل او ادعاء التفويض فدائما ما كان غرضهم اسكات الناس عن النطق بمعاني الاثبات دون معاني النفي و في هذا من الظلم ما تراه...فاتق الله مرة اخرى...

فتح البارى
2011-03-16, 04:43 AM
ولكن عموما كلام ابن تيمية ليس مقدسا فابن العربي ليس صغيرا في العلم أو جاهلا بوجوب التثبت حتى ينقل عن مجهول، ولا أحب أن يتحول كلامنا إلى أقوال العلماء لأن هذا الباب لن ينتهي وأفضل التركيز في لب الموضوع
لكن يا أخي الفاضل لا يخفى عليك أننا لا نقبل الخبر من رواية مجهول!، ولا توجد علاقة بين هذا وبين (عصمة!) ابن تيمية.
وكما أنه يستبعد جدا أن يقول القاضي أبو يعلى هذا الكلام!
ولا أريد أن أستطرد في هذا حتى لا نخرج عن أصل الموضوع.

د/حمادة
2011-03-16, 03:45 PM
أخي الكريم / ابن الرومية
بالنسبة لقولي بالإجماع على تنزيه الله عن التركيب والتبعيض وأنه هذا لا يعتبر نفيا للصفات، أقول:
في شرح الطحاوية:
(ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه، فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية ليس بمعناه أحد من البرية، تعالى عن الحدود والغايات، والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات والمعراج حق)
ونلاحظ أنه تجنب النفي وفي نفس الوقت نزه الله عن الأركان والأعضاء
كذلك الإمام أحمد فهو يرى أن لفظ الجسم بمعناه في لغة العرب لا يجوز إطلاقه على الله ويرى أن الألفاظ تؤخذ من الشرع ومن اللغة لذا لا يجوز أن يسمى جسما ففي رواية أبي بكر الخلال
(وَأنكر على من يَقُول بالجسم وَقَالَ إِن الْأَسْمَاء مَأْخُوذَة بالشريعة واللغة وَأهل اللُّغَة وضعُوا هَذَا الاسم على كل ذِي طول وَعرض وسمك وتركيب وَصُورَة وتأليف وَالله تَعَالَى خَارج عَن ذَلِك كُله فَلم يجز أَن يُسمى جسما لِخُرُوجِهِ عَن معنى الجسمية وَلم يجِئ فِي الشَّرِيعَة ذَلِك فَبَطل. اهـ)

أما ابن القيم وتبعه الكثيرون فرغم أنه أيضا نفى عن الله الجسم بمعناه في لغة العرب إلا أنه رأى أن الألفاظ تؤخذ من الشرع وحده ولا تؤخذ من اللغة والشرع كما قال الإمام أحمد، ومادام الشرع لم يثبت ولم ينف فلا يجوز النفي ولا يجوز الإثبات. قال ابن القيم:
(اعلم أن لفظ الجسم لم ينطق به الوحي إثباتا فيكون له الإثبات، ولا نفياً فيكون له النفي، فمن أطلقه نفياً وإثباتاً، سئل عما أراد به، فإن قال أردت بالجسم معناه في لغة العرب وهو البدن الكثيف الذي لا يسمى في اللغة جسم سواه، فلا للهواء جسم لغة.. فهذا المعنى منفي عن الله سبحانه عقلاً وسمعاً، وإن أردتم به المركب من المادة والصورة والمركب من الجواهر المفردة، فهذا منفي عن الله سبحانه قطعاً، وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات، ويرى بالأبصار ويتكلم ويكلم، ويسمع ويبصر، ويرضى ويغضب، فهذه المعاني ثابتة للرب، وهو موصوف بها، فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسماً.
وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه إشارة حسيّة، فقد أشار أعرف الخلق بالله تعالى بأصبعه رافعاً لها إلى السماء بمشهد الجمع الأعظم مستشهداً له لا للقبلة..).
وبهذا يتضح أن الخلاف بينهما ليس خلافا حقيقيا، فهم متفقون على نفي الجسم بمعناه في لغة العرب، ولاشك أن لغتنا ولغة القرآن هي لغة العرب. أما كلام ابن القيم (وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات، ويرى بالأبصار ويتكلم ويكلم، ويسمع ويبصر، ويرضى ويغضب، فهذه المعاني ثابتة للرب، وهو موصوف بها، فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسماً.) فلاشك أننا متفقون على إثبات هذه الصفات لله سبحانه، ولكن يجب أن نقول إن الموصوف بهذه الصفات لا يسمى في اللغة جسما، فالجسم هو البدن الذي له صورة ويتركب ويتألف من جواهر وله طول وعرض ولا يحق لأحد أن يقول أردت بالجسم كذا ويقول غيره وأنا أردت بالجسم كذا، لأن الأسماء تؤخذ من معانيها في اللغة ولا تؤخذ بالأهواء والرغبات. كما لا يلزم من إثبات هذه الصفات أنه سبحانه يتركب من أبعاض إذ لا يجوز قياس الله على خلقه فنقول إن الذي يسمع لابد أن يكون له أذنان ليسمع بهما والذي يبصر لابد وأن يكون له عينان ليبصر بهما وهكذا فهذا باطل، كذلك لا يجوز أن نقول إن الأعور يقابله صاحب العينين فمادام الله نفى عن نفسه أن يكون أعورا فلابد أن له عينين فهذا قياس على المخلوق لا يجوز.
أما الأخ الفاضل (فتح الباري) فأشكره على أسلوبه المهذب وأقول له: نعم يا أخي الكريم لا يجوز النقل عن مجهول وهذه بديهية عندنا فما بالك بالإمام ابن العربي وابن الجوزي وابن الأثير فلاشك أنهم يعلمون ذلك، وإن كنت أقر أن التحقيق يحتاج إلى مجهود أكبر، لذا رأيت التركيز في لب موضوعنا .
والخلاصة هي أن نفي الجسم والتركيب والتأليف عن الله لا يلزم منه نفي السمع والبصر والقدرة والكلام. أما الآيات والأحاديث التي فيها ذكر اليدين والعين والأعين فإثباتها على ظاهرها بالمعاني التي في أذهان البشر فهو إشكالية لذا فمذهب السلف إمرارها كما جاءت بلا تفسير ولا توهم، ولم يصح أي نقل عن السلف بوجوب إثباتها بالمعاني المتبادرة إلى أذهاننا.

ابن الرومية
2011-03-17, 05:50 AM
اذن و بعيدا عن كونك لم تنقل اجماعا و انما نقلت فقط رأي الطحاوي في انكار الحد و فهم التميمي و الخلال لكلمة الامام احمد في كلامه عن معنى التشبيه ...لا انك نقلت حكاية اجماع ...و فضلا عن غفلتك عن ما ورد عن يزيد بن هارون و غيره من السلف بلا نكير ان من لم يوقن ان هذه الصفات ليست كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي ...و ادعاؤك انه لم يرد...فضلا عن قولك انهم ينفون المعاني الصحيحة و هو كذب اذ نفيهم انما هو لمعاني التشبيه اي قولك يد كيدي و غير ذلك مما صح يقينا عنهم بلا نكير ايضا..
بغض النظر عن كل هذا ..المهم انك نقضت اول مقالتك بقولك ان تنزيه الله عن التركيب والتبعيض...لا يعتبر نفيا للصفات...
فقد نقضت به قولك من اتهامك لابن ابي يعلى و ما زعمته من التحريفات في اعتقاد ابي حنيفة من اثبات اليدين و الوجه...
فبنفس قولك نحكم على هذه الصفات الواردة قطعا كما حكمنا على غيرها فنحكم عليها قولك:
كما لا يلزم من إثبات هذه الصفات أنه سبحانه يتركب من أبعاض إذ لا يجوز قياس الله على خلقه...
و كذلك نقول لك ان اثبات اليدين و الوجه حقيقة لا يلزم منه التركيب من ابعاض اذ لا يجوز قياس الله على خلقه...كما ان اثبات السمع و البصر و غيرها لم يلزم من التركيب ..فبكلها وردت النصوص و بكلها تكلم السلف...و لم يفرق لا النص و لم يفرق السلف..و لم يعرف قط ان احدا من السلف قال ان الكلام في الوجه و اليد بخلاف الكلام في السمع و البصر بل قالوا فيها جميعا بالامرار...فاما ان نمرها جميعا كما فعل السلف و نقول انها على معانيها من غير تركيب و تبعيض و بالتالي التجسيم و التشبيه ...واما ان نقول انها جميعا ليست على معانيها حقيقة و ان الله ليس له سمع حقيقة و لا بصر حقيقة و لا يد حقيقة و لا وجه حقيقة ...اما ان نقول ان السمع و البصر على الحقيقة و غيرها ليست على الحقيقة فهذا فرق لم يقل به لا احمد و لا ابو حنيفة و الطحاوي و لا حتى الأشعري...فان اتفقتم معنا على سد هذا الباب و الامرار في اي صفة وردت و اقرها السلف كان خيرا لنا و لكم و سدا لهذا الباب الذي اكل جهد الناس و عرقهم فيما لا يفيد...و الا كان فتحا لباب تعطيل و شر منكم حتى تصلوا اتهام ائمة كأبي يعلى و ابن حامد و غيرهما بأنهم ما كانوا الا دسيسة خبيثة فتقوم الفتنة مرة اخرى...فهل انتم منتهون .؟؟؟؟

أبوبثينة الجزائري
2011-03-17, 07:52 PM
الإخوة الكرام جزاكم الله خيرا وبارك فيكم .
الأخ الكريم : د حمادة , زد زاد الله في علمك, والله قد أثلجت الصدر والفؤاد.

عمرو بسيوني
2011-03-17, 10:19 PM
أرى أن الموضوع متشعب جدا ، ولا يمسك له أول من آخر ، ولا يبين منه مقصود ، ولا تحرير قول للمتحاورين ، سيما الدكتور ...

فلو تقومان بعقد نقطة نظام ، يعدد فيه الدكتور دعوته بنقاط مضبوطة صغيرة مرقمة = لكان خيرا .

إذ ربما نشارك إن التم شعث الأمر .

د/حمادة
2011-03-18, 02:39 PM
أشكر الأخ الكريم / أبو بثينة الجزائري وأقول له: والله أنت الذي أثلجت صدورنا، فقد طمأنتنا إلى أن هناك من يقرأ ويستوعب بلا تعصب يحول بين الحق وقلبه.
أما الأخ عمرو بسيوني فإني متعجب من اتهامه لي بأني السبب في تشعب الموضوع ومع ذلك سأركز وأحدد النقاط كما طلب، وأرجو منه التدقيق والتركيز، وتحديد مآخذه.
الأخ الفاضل / ابن الرومية
سأرد على النقاط التي أثرتها محاولا تحديد نقاط الخلاف ونقاط الاتفاق وأرجو أن تحدد ما يجب أن نتوقف عنده، وتراه يحتاج مزيد بحث فنحن لسنا خصمين يجب أن ينتصر أحدنا على الآخر بل نريد إجلاء الحقيقة وألا نتهم بتشتيت المتابعين.
(1) في صدر كلمتك: ترى أن تنزيه الله عن الحدود (الطول والعرض) والأركان (التأليف والتركيب) ليس إجماعا وإنما هو رأي الطحاوي وفهم التميمي والخلال لكلام الإمام أحمد.
أنت تعلم يا أخي الكريم أن اعتقاد الأئمة واحد وليس فيه مذاهب، وسبب التشتت هو وجود من شوه هذه العقيدة، و في كتاب "أصول الدين عند الأئمة الأربعة واحدة" للدكتور ناصر القفاري يقول المؤلف ص56 (ذكر بعض المحققين أنه يوجد من أتباع المذاهب الأربعة من هو في الباطن رافضي "منهاج السنة 2/179 ط الأميرية" لأنهم بهذا الانتساب أو بحملهم لهذا الجواز يجدون مناخا ملائما لترويج بدعتهم ..... فينشرون أقوالا وعقائد ينسبونها للأئمة في وسط الأمة تؤيد مذهب هؤلاء المبتدعة أو تسيء للأئمة أو تزرع البلبلة بين الأمة أو تضلل الباحثين عن الحق).
لذا أرى كما رأى المؤلف ضرورة الوقوف على ما صح نسبته للأئمة، وقد ذكر المؤلف أن الصحيح في عقيدة الإمام أبي حنيفة الذي وثقه المحققون وتلقته الأمة بالقبول هو ما ذكره الإمام الطحاوي، والصحيح من اعتقاد الإمام أحمد ما جاء من طريق الخلال. كما نقلت لك كلام ابن القيم: (وإن أردتم به المركب من المادة والصورة والمركب من الجواهر المفردة، فهذا منفي عن الله سبحانه قطعاً) ألا يكفيك هذا تدليلا على أن الله منزه قطعا عن التركيب والتأليف والحدود. هل عندك قول صحيح يعارض هذا وينسب إلى الله صفات الجسمية بمعناها في لغة العرب أو يجيز في حق الله التركيب والتأليف؟؟؟
(2) أما قولك إني غافل عما ورد عن يزيد بن هارون و غيره أن (من لم يوقن أن هذه الصفات ليست كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي) أليس هذا نفس ما أقوله وأنه لا يجوز إثبات هذه الصفات بالمعاني المتبادرة إلى أذهاننا، ولكنك استبدلت القلب بالذهن، فالمتبادر إلى الذهن هو نفسه ما يقع في القلب فنكون متفقين على عدم جواز إثبات المتبادر إلى الذهن أو الواقع في القلب من هذه الصفات. ولكن الغريب هو أن الجهمي هو المتهم بالتعطيل ولكن الذي لا يوقن ذلك هو الذي يقع في خلافه فيثبت المعاني التي تقع في القلب وهو بهذا مشبه وليس جهميا، فالأنسب أن يقال فهو مشبه ولا يقال فهو جهمي لذا أرجو الرجوع إلى النص الذي نقلت عنه.
وإذا اتفقنا على عدم جواز إثبات المتبادر إلى الذهن أو الواقع في القلب فلا داعي لقولك إنني أنفي المعاني الصحيحة لأنني أنفي نفس الذي نفيته أنت، أرجو أن نكون متفقين على ذلك.
(3) قولك: المهم انك نقضت اول مقالتك بقولك ان تنزيه الله عن التركيب والتبعيض...لا يعتبر نفيا للصفات.
أقول: الذي نفيته هو نفس الذي نفيته أنت، وبسبب وجود إشكالية في إثبات المعاني المتبادرة إلى أذهاننا أو الواقعة في قلوبنا كما اتفقنا، كان رأي السلف ليس نفي هذه الصفات ولكن إمرارها كما جاءت وعدم تفسيرها.
(4) أما قولك بأن ما يقال في اليد يقال في غيره من الصفات فتقول: و لم يعرف قط ان احدا من السلف قال ان الكلام في الوجه و اليد بخلاف الكلام في السمع و البصر بل قالوا فيها جميعا بالامرار..
أقول: كلام السلف بالإمرار خاص بالصفات التي فيها إشكالية في إثباتها بالمعاني المتبادرة إلى أذهاننا، قال البيهقي في الأسماء والصفات 2/197،198(قال يحيى بن معين: شهدت زكريا بن عدي سأل وكيعا فقال: يا أبا سفيان هذه الأحاديث يعني مثل الكرسي موضع القدمين ونحو هذا؟ فقال وكيع: أدركنا إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعرا يحدثون بهذه الأحاديث ولا يفسرون شيئا. وقال أبو عبيد: هذه الأحاديث التي يقول فيها: ضحك ربنا من قنوط عباده وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك قدمه فيها، والكرسي موضع القدمين، هذه الأحاديث في الرواية هي عندنا حق، حملها الثقات بعضهم عن بعض، غير أنا إذا سئلنا عن تفسيرها لا نفسرها وما أدركنا أحدا يفسرها). فالقدمين في أذهاننا عضو يتحرك والضحك في عقولنا تغير في ملامح الوجه، وإثبات هذا وذاك بالمعاني المتبادرة إلى أذهاننا لا يجوز في حق الله لذا فإثباتها هو قراءتها وإمرارها كما جاءت بلا تفسير أو توهم. أما السمع والبصر فهو إدراك الأصوات والمرئيات، وهذا وذاك عندنا يحتاج إلى جارحة تستقبل الموجات وتنقلها إلى المخ لترجمتها ولكنها في حق الله صفات حقيقية لا تحتاج إلى جارحة وانتظار موجات، فالله سبحانه يعلم ما يجول في خاطرك قبل النطق به ويعلم ما تنطق به قبل وبعد النطق ولا دور هنا للموجات الصادرة، فهو إدراك حقيقي فالسمع والبصر والعلم والقدرة كلها صفات حقيقية بلا أي إشكالية تدعونا إلى القول بإمرارها كما جاءت بلا تفسير.
أرجو أن يكون الأمر صار واضحا.

عمرو بسيوني
2011-03-18, 03:08 PM
ماهذا ؟!!

كلام يزيد بن هارون عكس المكتوب فوق !

عمرو بسيوني
2011-03-18, 03:09 PM
ولنبدأ بهدوء ، و واحدة واحدة ..

الصفات التي وردت في الكتاب والسنة لها معان معلومة أم لا ؟

أبو أويس الفَلاَحي
2011-03-18, 03:32 PM
الدكتور حمادة أمعن النظر مرة أخرى في كلام يزيد بن هارون، فلقد فسرته بعكس ما يريد وما يدل عليه الكلام العربي!!
قال يزيد بن هارون : (من لم يوقن أن هذه الصفات ليست كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي)
وإن كنت ترى أن الذي يثبت لله ما يقر في قلوب العامة ويعتقده = مشبه ..
فإن يزيد بن هارون يرى عكس ذلك تمامًا؛ فمن يعتبر ما يقر في قلوب العامة تشبيهًا ولا يقر به = جهمي -عند يزيد بن هارون - ..
والله أعلم ..

العاصمي من الجزائر
2011-03-18, 05:09 PM
المشكلة عند الدكتور حمادة أنه ينكر عقيدة المفوضة عند السؤال ويقررها عند الجواب ..

عمرو بسيوني
2011-03-18, 08:35 PM
نفس منطوق عبارة يزيد بن هارون المنقولة فوق = غلط

والمنطوق الصحيح :

من زعم أَن {الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى} على خلاف مَا يقر فِي قُلُوب الْعَامَّة فَهُوَ جهمي ( خلق أفعال العباد للبخاري 33 ) ( السنة لابن أحمد 1/123 ) ، ( الإبانة لابن بطة (3 / 165) ، ( العرش للذهبي 2 / 261 )

فأين هذا من العبارة الشوهاء الجهمية المنسوبة ليزيد بن هارون شيخ البخاري هاهنا ؟

أبو أويس الفَلاَحي
2011-03-18, 10:26 PM
جزاك الله خيرًا أخي عمرو على التنبيه !

ابن الرومية
2011-03-19, 02:28 AM
هل عندك قول صحيح يعارض هذا وينسب إلى الله صفات الجسمية بمعناها في لغة العرب أو يجيز في حق الله التركيب والتأليف؟؟؟
النقطة الأولى المقصود فيها ليس الاجماع على نفي الجسمية بمعنى الجسد عن الله ...المقصود حكاية اجماع تكلم فيه اصحابه بهذه الألفاظ...فلا احد يجيز في الله التشبيه و الجسم.. لكن لا احد تكلم بهذه الألفاظ من السلف...ليس لأنهم يقولون بالجسم الجسدي او لوازمه الجسدية...و لكن لأنهم اصلا ما كانوا يخوضون في هذا المنهي عن الخوض فيه...بهذه الألفاظ..و صورة المسألة:
أنكم تطالبون خصومكم ان لا يتكلموا بلفظ الحد و لفظ الذات و لفظ المحدث و غيرها من الألفاظ...جيد...تق ولون ان الواجب الاقتصار على الفاظ الكتاب و السنة
فيقابلكم خصومكم بأنكم لو وفيتم بهذه الطريق لكفيتم الأمة الشر كله...فلا تتكلموا ايضا بلفظ التركيب و التجسيم و التبعيض و غيرها من الألفاظ..لأنها ايضا ليست من الفاظ الكتاب و السنة ...و فوق ذلك الفاظكم هذه لم يتكلم بها احد من السلف كما تكلموا بلفظ المحدث و الحد لله و الاستواء بالذات...فضلا عن ان يكون على الكلام بها اجماع و ان حكاه متأخروكم ...
أظن ان مطالبتي بالاجماع الآن تبين وجهها...و تبين ما اطلب..ان لا تطففوا الكيل...فلنقتصر جميعا على الفاظ الكتاب و السنة ...و لا اظن سلفيا سيقدم الهروي او ابن تيمية او حتى ابن خزيمة على كتاب الله ووحدة الأمة...اما ان تلعبوا هذه اللعبة ..و تريدوا ان تجمعوا الأمة على معاني النفي المجملة المحدثة دون معاني الاثبات المفصلة و التي قد لا تكون محدثة ...فهذه القسمة الضيزى التي أشرت اليها...

(2) أما قولك إني غافل عما ورد عن يزيد بن هارون و غيره أن (من لم يوقن أن هذه الصفات ليست كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي) أليس هذا نفس ما أقوله وأنه لا يجوز إثبات هذه الصفات بالمعاني المتبادرة إلى أذهاننا، ولكنك استبدلت القلب بالذهن، فالمتبادر إلى الذهن هو نفسه ما يقع في القلب فنكون متفقين على عدم جواز إثبات المتبادر إلى الذهن أو الواقع في القلب من هذه الصفات. ولكن الغريب هو أن الجهمي هو المتهم بالتعطيل ولكن الذي لا يوقن ذلك هو الذي يقع في خلافه فيثبت المعاني التي تقع في القلب وهو بهذا مشبه وليس جهميا، فالأنسب أن يقال فهو مشبه ولا يقال فهو جهمي لذا أرجو الرجوع إلى النص الذي نقلت عنه.
وإذا اتفقنا على عدم جواز إثبات المتبادر إلى الذهن أو الواقع في القلب فلا داعي لقولك إنني أنفي المعاني الصحيحة لأنني أنفي نفس الذي نفيته أنت، أرجو أن نكون متفقين على ذلك.
أما في هذه فليعذرني الشيخ عمرو و الدكتور حمادة و بقية الاخوة فالوهم فيها مني اذ كتبت استعجالا و دون مراجعة للمشاركة فبنى عليها الدكتور فهمه الخاطئ فاللوم يرجع علي لا عليه... و ان كانت العبارة مشهورة معروفة الورود عن السلف ما لم اكن اظن ان الخطأ في صياغتها سيمر على من هو مطلع على مثل هذه المسائل...
أما المعاني التي لا انفيها و لا ادري ان كنت لا تنفيها انت ايضا هي المعاني اللغوية...و هو المعنى المفارق لأن تكون اليد كيدي ...او الاستواء كاستوائي او السمع كسمعي..و هكذا...و هو الذي يجعل الصفات معلومة المعنى دون ان تكون معلومة الكيف...و هذا مشهور

كلام السلف بالإمرار خاص بالصفات التي فيها إشكالية في إثباتها بالمعاني المتبادرة إلى أذهاننا
البينة او حد في ظهرك...اين الدليل على هذا التخصيص الذي ادعيته من كلام السلف؟؟ ما اوردته عن البيهقي له نظائره في كافة الصفات و الضابط ان يستشكلها المستمع لا ان بعض الصفات في نفسها مستشكلة و اخرى ليست كذلك...و لن تجد دليلا على تخصيص القول في بعض الصفات دون بعض مهما بحث ..بل ستجد العكس كما روي عن الامام محمد بن الحسن وهو الامام الكبير الذي حكى الاجماع على خلاف قولك في جميع الصفات سواء التي وردت في القرآن او في السنة ..فقال:
تفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله في صفة الرب عز وجل من غير تغيير، ولا وصف، ولا تشبيه، فمن فسر اليوم شيئاً من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي ، وفارق الجماعة، فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا، ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا، فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة، لأنه قد وصفه بصفة لا شيء...
و هذا قول الامام ابي عبيد القاسم بن سلام يقول
وذكر الباب الذي يروي فيه الرؤية، والكرسي، وموضع القدمين، وضحك ربنا من قنوط عباده، وقرب غيره، وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء، وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك عز وجل قدمه فيها فتقول: قط قط، وأشباه هذه الأحاديث، فقال: هذه الأحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه؟ وكيف ضحك ؟ قلنا لا يفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره
و غيرها كثير دالة على ان تصرفهم في الصفات كلها من جنس واحد...فهل تفعلون ما فعل هؤلاء الأئمة في كل الصفات و لم يفرقوا ام ستقول ان الصفات التي في القرآن بما فيها الرؤية هي ايضا مستشكلة ...ام ان ما في انفسكم من الفرق الأرسطي اليوناني يأبى هذا ؟
و دليله نفس تعليلك لتأويل اليد ....فانت تقول انه في اذهاننا فقط الجارحة ...و على لسانك الأرسطي - خلافا للسان الأول-هذا أيضا ينطبق على السمع و البصر اذ لا نعلم سمعا و لا بصرا الا من جسم و في اذهاننا مهما تخيلت فلن يأتيك السمع و البصر الا من جارحة...فان قلت انك تعني بصفة السمع و البصر نفس الادراك قيل لك و ليس هذا مذهب اهل السنة و السلف و الأشاعرة و الكلابية ..اذ مذهبهم ان الله سميع بسمع و بصر و هذا اكثر من مجرد اثبات الادراك ..فمجرد اثبات الادراك يقال فيه سميع لابسمع بصير لا ببصر و هو مذهب اهل الاعتزال...و يدلك عليه ايضا ان خصومكم من المعتزلة يلزمونكم نفس ما تلزمونه غيركم ...
اننا لانعرف سمعا الا بملامسة امواج الصوت للجسم سواء اقررتم بالجارحة او لم تقروا بها...و هو نفس اشكالهم لكم في الرؤية...فلا فكاك من الزامهم لكم الا باثبات معنى الصفة و نفي مشابهة الخلق ان تكون مثل صفتهم...و هو ما اقتصر عليه الكتاب و السنة و هو ما ارشد اليه السلف و ما رجع اليه ائمتكم ....فهل انتم منتهون ؟؟

د/حمادة
2011-03-19, 12:08 PM
أقول أولا للأخ أبو أويس الفلاحي
لست أنا المطالب بإمعان النظر، فالنص الذي كتبه ابن الرومية (من لم يوقن أن هذه الصفات ليست كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي)
فهو ينكر على من لم يوقن ويريد منا أن نوقن أن هذه الصفات ليست كما يقر في قلوب العامة لذا فخطأ النقل كان من ابن الرومية. أما النص الذي ذكره الأخ عمرو بسيوني:
من زعم أَن {الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى} على خلاف مَا يقر فِي قُلُوب الْعَامَّة فَهُوَ جهمي
فهذا النص غريب جدا فهو يريد منا أن نثبت لله سبحانه استواء على العرش بالمعنى الذي يقر في قلوب العامة أو بالمعنى المتبادر إلى الذهن، وهذا عين التشبيه لذا أقول:
يا أخي الكريم العقيدة لا تبنى على قول شاذ من هنا أو هناك، فابن جرير الطبري على جلالة قدره ذكر عن ابن عباس أنه أول الكرسي بالعلم المكتوب وأن العلم المكتوب في ورق يسمى كراسة، يجب ألا نجري وراء تأويل شاذ أو إثبات شاذ.
هذا النص الشاذ الذي يدعو إلى إيقاع الأمة في التشبيه جعلني أدرك حكمة الإمام العلامة الحافظ ابن كثير عندما قال في تفسير الاستواء في آية الأعراف54 التي ذكرتها لكم آنفا (وأما قوله تعالى "ثم استوى على العرش" فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها، وإنما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل. والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله،) كنت متعجبا لماذا في الاستواء بالذات يؤكد على نفي المعنى المتبادر إلى الذهن واعتباره تشبيها، ولكن هذا النص جعلني أدرك الحكمة البالغة للحافظ العلامة.
أما الأخ الفاضل العاصمي الذي يقول عني: ينكر عقيدة المفوضة عند السؤال ويقررها عند الجواب ..
فأقول له: أنا يا أخي الكريم لا أقول شيئا من عند نفسي فكلامي عن الجسم منقول عن الأئمة الأعلام فلماذا نفوض معنى الجسمية رغم إقرار الإمام أحمد والإمام ابن القيم بأن معنى الجسم في لغة العرب منفي عن الله سمعا وعقلا، وتكفير العلماء للمجسمة حكم مشهور في فقه المذاهب الأربعة. أما السكوت والإمرار في بعض الصفات التي لا نستطيع إثبات المعاني المتبادرة إلى الذهن منها فهي عقيدة منقولة عن السلف كما ذكرت عند البيهقي، وهو كلام مشهور عن كل الأئمة لا أظنكم في حاجة إلى تكراره، وأكد عليه العلامة ابن كثير في تفسيره عند موضعين: الأول في الاستواء في آية الأعراف السابقة والثاني في سورة الزمر عند قوله تعالى "والأرض جميعا قبضته يوم القيامة".
أما الأخ الكريم عمرو بسيوني الذي يريد أن يبدأ واحدة واحدة فيقول:
الصفات التي وردت في الكتاب والسنة لها معان معلومة أم لا ؟
أقول له: نعم يا أخي الكريم لها معان معلومة، لذا أطلب منك تحديد المعنى المعلوم لليدين الذي تثبته لله تعالى. ولكي أسهل عليك المهمة سأذكر لك المعاني المعلومة لليدين في لغة العرب نقلا عن الإمام القرطبي والشوكاني وإن أردت أن تضيف معنى معلوما جديدا فلا بأس فهم ليسوا آلهة ولا معصومين لكن عليك أن تختار أحد المعاني المعلومة في لغة العرب وتقول هذا هو المعنى الذي أثبته لله تعالى. قالا: (اليد في كلام العرب تكون للجارحة كقوله تعالى {وخذ بيدك ضغثا} ص44. وتكون للنعمة؛ تقول العرب: كم يد لي عند فلان، أي كم من نعمة لي قد أسديتها له، وتكون للقوة؛ قال الله عز وجل {واذكر عبدنا داود ذا الأيد} ص17، أي ذا القوة. وتكون لإضافة الفعل إلى المخبر عنه تشريفا له وتكريما؛ قال تعالى {يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} ص75). وقال الشوكاني في "فتح القدير" (والعرب تطلق غل اليد على البخل وبسطها على الجود مجازا ولا يريدون الجارحة).
لذا يجب عليك إما أن تحدد المعنى الذي تثبته لله تعالى أو تقول بإمرار الآيات على ظاهرها والسكوت على ما سكت عنه الصحابة.

عمرو بسيوني
2011-03-19, 01:15 PM
دكتور حمادة :

النص اللذيذ الذي كتبه أخونا ابن الرومية ذاهلا فتلقفه هواك مرفرفا طربا ، ثم رجع مخذولا مدحورا ؛ يدل على شيئين :

1 ـ عدم الاطلاع الكافي على تلك الأبواب من الاعتقاد برمتها ، لأنه لو كتب لي ـ مثلا وأنا طالب عادي ـ عشرون رجلا وأربعون امرأة هذا النص عن يزيد بن هارون بتلك العبارة الشوهاء = لقلت لهم أنتم مخطئون .
لأن هذا النص وإخوانه عند الدارسين لتلك المسائل لا يقل شهرة عن عبارة مالك : " الاستواء معلوم والكيف مجهول ... "

2 ـ أنه ليس حسنا اتباع الهوى ، والانتقائية ...
فإنه حين تمر عقارب الساعة مرورا خفيفا ، فيصير نص عن إمام من أتباع التابعين ، انعقد إجماع المسلمين على إمامته وجلالته وأنه أحد الأفراد من المسلمين ، حين يكون ذلك النص حجة ، وقاعدة جليلة لبيان الحق في باب الأسماء والصفات ، ثم حين تمر عليه تلك السويعات = يصير قولا شاذا لا ينبغي الركون إليه !!

نكات :

1 ـ قولك إنه نص شاذ ، وأنت تعارضه بكلمتين للطحاوي ، المتأخر علما وفضلا وزمنا عن يزيد بن هارون ، بل إن أبا حنيفة نفسه ـ رحمه الله ـ في تلك الأبواب من الاعتقاد لا يعدل عند السلف بيزيد بن هارون إمام أحمد وشيوخ شيوخ البخاري ؛ أقول : تلك المفاوضة = ليست عادلة !

2 ـ بل لقائل أن يقول لك : بل كلام الطحاوي هو الشاذ ، وكلام تابع التابعين هو الصواب .

3 ـ ولقائل آخر أن يقول لك ـ وأنا منهم ـ : فكيف ولا تعارض أصلا بين عبارته وعبارة الطحاوي ، وعبارة الطحاوي لا إشكال فيها على طريقة السلف ؟

4 ـ وقائل ثالث أن يقول لك ـ وأنا منهم ـ : وكيف تصف نص يزيد بن هارون بالشذوذ ، وأنا اقدر أن آتيك بعشرة مثله ، فهل الشذوذ مبني على العدد عندك ، أم هو وصف ثبوتي لازم لذلك القول وإن أتيت بكل أئمة الإسلام يقولونه مادام لا يعجبك ؟!!

أما عن صفة اليد ، فأتركك تتدبر هذا وتتمعن فيه .

ثم لي عليه جولة .

عمرو بسيوني
2011-03-19, 01:25 PM
وللتنبيه على بعض التخاليط ـ ولولا خوفي من اغترار البعض لأمررتها(!) ، لأنها لا تخفي على طالب علم :

1 ـ أثر ابن عباس في تأويل الكرسي بالعلم لا يصح ، ويصح عنه قوله " والكرسي موضع القدمين " .

2 ـ بمناسبة تذكرك جكمة ابن كثير ( ! ) أنه قال في تفسيره أن المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي ، وكأنك تلمز بهذا يزيد بن هارون ! ، ولا أدري ماذا يقال في هذا .

على أنها الأيام قد صرن كلها * عجائب ، حتى ليس فيها عجائب

أقول احتج به البخاري في خلق أفعال العباد ، ويقول الحمد لله أن ابن كثير لم يذكره !

د/حمادة
2011-03-19, 04:49 PM
أخي الفاضل / عمرو بسيوني
قولي عن كلام يزيد بن هارون إنه شاذ يعني أنه انفرد به. وكل عالم يؤخذ منه ويرد وقد قال ابن القيم بفناء النار مخالفا لأئمة السلف. ولا يمنع شهرة كلام يزيد بن هارون بينكم من أنه انفرد به ولم نسمع أحدا من الأئمة المعتبرين فضلا عن دعوى الإجماع يقول يجب أن نثبت لله تعالى استواء على العرش بالمعنى الذي يقع في قلب العامي، وبالتالي يجب إثبات يدين وعينين بالمعنى الذي يقع في قول العامي وهكذا. ألا تعلم أن كل ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك. وألا تعلم أن الأدلة الشرعية في باب العقيدة الكتاب والسنة والإجماع، فلا يكفي قول عالم مهما كان علمه.
أرى أن الأخ الفاضل ابن الرومية حسم المسألة بقوله:
فلنقتصر جميعا على الفاظ الكتاب و السنة ... و لا اظن سلفيا سيقدم الهروي او ابن تيمية او حتى ابن خزيمة على كتاب الله ووحدة الأمة..
وأقول له يا أخي الكريم هذه غاية المنى وأتمنى أن نقف عند هذا الحد، فوحدة الأمة في هذه المرحلة بل وفي كل مرحلة غاية شرعية عظيمة.

عمرو بسيوني
2011-03-19, 05:22 PM
بصراحة أخي أنت تتكلم كثيرا وتطيل ..

والإشكال الأكثر من ذلك = أنك تفعل هذا فيما لا تحسن !

إن كنت تريد نقاشا علميا فأعلمني ، وأنا أديره بخطوات يسيرة ، وكليمات صغيرة .

واعذرني على مصارحتي ، فهي نصيحة مشفق ، واللهِ العظيم .

أبوبثينة الجزائري
2011-03-19, 06:23 PM
الأخ عمرو البسيوني , إن لم يكن هذا هو النقاش العلمي , فما هو إذا ؟
كما أنك قد أسأت للدكتور بكلامك الأخير , وقد فاقك بحلمه وأدبه فتنبه .
وللنصيحة باب غير هذا الذي دخلت منه , وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى .

عمرو بسيوني
2011-03-19, 06:43 PM
ليس شيء من كلامي خارجا عن قانون العلم والبحث والأدب...

وأنت مدعو مع صاحبك للكلام كلاما علميا ، وترك الصحافة والإنشاء .

أما مجرد التشجيع = فالوقت أنفس من ذلك .

أبوبثينة الجزائري
2011-03-19, 06:53 PM
لن أزيدك على هذا :
متى ما أتيت الأمر من غير بابه ....ضللت, وإن تدخل من الباب تهتدي
الباب عندك مفقدوك , فليس لك أن تسأل عن المفتاح.

عمرو بسيوني
2011-03-19, 07:01 PM
مرة أخرى ، اترك الإنشاء ، ودعك من البيبان والمفاتيح ، وسائر النجارين ..

وأجب أنت والدكتور :

هل للصفات في الكتاب والسنة معان أم لا ؟

أبوبثينة الجزائري
2011-03-19, 07:19 PM
أنصحك نصيحة :
راقب ربك في كلامك.
وهذا بيت القصيد , فالأسماء والصفات التي تتحدث عنها تدعوك أول ما تدعوك لأن تحسن الكلام وتتجمل بطيب الأخلاق وتستشعر رضى الرب من غضبه في كل حال ومقال . فتنبه .
رحم الله الإمام عبد الغني المقدسي لما قال كلمة خالدة , أهديها نصيحة غالية لكل من تحدث في مثل هذا الباب :
و قد كان التوحيد عند السلف بمعنى انبعاث القلب لله تعالى بالحب والخوف والرجاء ...........إلى أن قال , فأصبح اليوم صناعة الكلام في الأصول .
وصدق والله , تتحدثون عن الله بأمور ما أنزل بها من سلطان , وغاب عنكم أنكم خضتم فيما لم يخض فيه أبو بكر وعمر وعلي وعثمان .
فليسعنا ما وسعهم . فليسعنا ما وسعهم. فليسعنا ما وسعهم.

صادق صادق صادق
2011-03-19, 07:29 PM
ما تقولون في قوله تعالى واخفض لهما جناح الذل من الرحمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟فهل للذل جناح؟؟؟؟؟؟؟

أسـامة
2011-03-19, 07:45 PM
الإخوة الفضلاء.. هذا ليس مسرحا مدرسيا للمنوعات والتصفيق.
الشيخ عمرو يتحدث مع الدكتور حماده.
والشيخ عمرو لا يريد كثرة الارهاصات والشتت، وإنما يريد حوارا علميا محدد بنقاط معينة.
واتركوا الأمر لمن يحسنه - فضلا منكم-.

صادق صادق صادق
2011-03-19, 07:51 PM
سؤالي يعين على الاجابة على ما يتنازعان حوله وان اللبيب من الاشارة يفهم

ابن الرومية
2011-03-19, 08:32 PM
إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل. والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله،
نص ابن كثير هذا و اسقاطه على كلام يزيد بن هارون الذي ما استطاع المأمون ان يصرح بتعطيله لصفة الكلام حتى مات لخضوع ائمة العلماء لكلامه و خلفهم العوام كلهم..فهو عند الناس اجل حتى من الامام احمد بن حنبل الذي انتسب اكابر الناس الى عقده بما فيهم الامام الأشعري...نص ابن كثير هذا لا يقول كقول يزيد الظاهر المتبادر الى اذهان العوام بل الى اذهان المشبهين...و صنيع الدكتور تدليس اجله عنه...اذ مقتضاه ان كل العوام و الجمهور مشبهين..و ان لا يدرك تنزيه الله الا الخواص..و هذا ما قلنا انها جرثومة غنوصية ارسطية اصابت الجهمية و انتقلت منهم الى المعتزلة ثم منهم الى متأخري الأشاعرة حتى صاروا يصرحون ان الجمهور اصل طبعهم التشبيه ..فكان لا زما ان النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن في هديه ان ينزه العوام و الجمهور عن التشبيه لأنه لم يقل لأحدهم قط ان معاني هذه الصفات على خلاف ما يتبادر الى اذهانكم...و اعود و اقول مرة اخرى ان ابن كثير يقول انها على خلاف ما يتبادر الى اذهان المشبهين كانوا من الجمهور او كانوا من الخواص...بخلاف كلام ابن هارون...فانه يتكلم عن الجمهور سواء كانوا من العوام او من الخواص...و لهذا قال الذهبي في المختصر في معنى كلمة يزيد
والعامة مراده بهم جمهور الأمة وأهل العلم والذي وقر في قلوبهم من الآية هو ما دل عليه الخطاب مع يقينهم بأن المستوي ليس كمثله شيء هذا الذي وقر ... في فطرهم السليمة وأذهانهم الصحيحة ولو كان له معنى وراء ذلك لتفوهوا به ولما أهملوه ولو تأول أحد منهم الإستواء لتوفرت الهمم على نقله ولو نقل لأشتهر فإن كان في بعض جهلة الأغبياء من يفهم من الإستواء ما يوجب نقصا أو قياسا للشاهد على الغائب وللمخلوق على الخالق فهذا نادر فمن نطق بذلك زجر وعلم وما أظن أن أحدا من العامة يقر في نفسه ذلك والله أعلم .

و على نفس قوله بينها شيخ الاسلام ابن تيمية وتفسير ابن كثير أغلبه مأخوذ من كلامه و تفسيره بالحرف احيانا و خاصة في باب الصفات...قال:
والذي يقر في قلوب العامة هو ما فطر الله تعالى عليه الخليقة من توجهها إلى ربها تعالى عند النوازل والشدائد, والدعاء والرغبات إليه تعالى, نحو العلو لا تلتفت يمنة ولا يسرة من غير موقف وقفهم عليه, ولكن فطرة الله التي فطر الناس عليها, وما من مولود إلا وهو يولد على الفطرة حتى يجهمه وينقله إلى التعطيل من يقيض له ...
و هذا الذي صار اليه يزيد بن هارون هو ما نقوله هنا...ان يكف الجميع و لا يتكلم في هذه المسائل بشيء مبتدع و ليترك الناس لمعانيهم و من كان يظن ان كلام الله بنفسه غير كاف في هذا الباب فلا بارك الله في كلامه...و خلاصته ان المعنى اللغوي من الآيات تبينه الآيات نفسها و هي تحدد المتوهم في اذهاننا ما دامت اللغة منتشرة بيننا ...فالمعنى كما قال الامام مالك يكون معلوما ...و انما الممنوع هو علم الكيفيات...و هو ما يبينه قول الفضيل و هو مطابق لقول يزيد :
" ليس لنا أن نتوهم في الله كيف وكيف؟ لأن الله وصف نفسه فأبلغ، فقال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ?}
فلا صفة أبلغ مما وصف به نفسه، وكل هذا النُزول، وهذه المباهاة، وهذا الاطلاع، كما شاء أن ينْزل، وكما شاء أن يباهي، وكما شاء أن يطلع، وكما شاء أن يضحك. فليس لنا أن نتوهم كيف وكيف؟ وإذا قال لك الجهمي: أنا كافر برب يتحرك، أو يزول عن مكانه. فقل: أنا مؤمن برب يفعل ما يشاء.

أما ان قول يزيد شاذ تفرد به فلا يسلم ايضا اذ ورد عن ائمة آخرين من السلف بنفس عبارته منهم عبد الله بن مسلمة القعنبي شيخ البخاري و مسلم بل و اظنه ورد عن الامام احمد نفسه و لا اتذكر الموضع..و فوق ذلك لو كان شاذا لأنكره الناس و ما علمنا احدا انكره....

د/حمادة
2011-03-20, 05:02 PM
الأخ الفاضل / عمرو بسيوني
لقد قلت لي سابقا نبدأ واحدة واحدة وطرحت علي سؤالا (هل للصفات في الكتاب والسنة معان أم لا ؟)، وأجبتك باستفاضة ووجهت لك سؤالا مبنيا على سؤالك، ثم إذا بك تكرر نفس السؤال وكأنك لم تقرأ إجابتي، فأرجو مراجعة ما سبق والإجابة عن سؤالي إن كنت تريد حوارا علميا.

أخي الفاضل ابن الرومية:
قلت بارك الله فيك:
و من كان يظن ان كلام الله بنفسه غير كاف في هذا الباب فلا بارك الله في كلامه.
وسبق أن قلت أيضا:
فلنقتصر جميعا على الفاظ الكتاب و السنة ... و لا اظن سلفيا سيقدم الهروي او ابن تيمية او حتى ابن خزيمة على كتاب الله ووحدة الأمة..
وأنا أوافقك على هذا قلبا وقالبا، وكنت أتمنى أن نقف على ذلك فنكتفي بإمرار آيات الصفات كما جاءت، خاصة وأن هذا هو هدي الصحابة، وخاصة أيضا أن الإمام مالك وسائر الأئمة كانوا يكرهون الكلام في الصفات. أما اتهامك لي بنفي الصفات رغم أني أمرها كما أمرها الصحابة بسبب نفيي للجسمية فقد أوضحت لك أن هذا ليس نقلا عن أرسطو ولكنه كلام الإمام أحمد والطحاوي وابن القيم لا أزيد عن كلامهم ولا أنقص.
أما كلام يزيد بن هارون فبعيدا عن توثيق نسبة القول إليه من عدمه وبعيدا عن فهمي وفهمك لكلامه ومحاولات التوفيق وتقسيم قلوب الناس إلى قلوب المشبهة وقلوب العامة بأسلوب أقرب إلى علم الكلام، أقول لك إن العقيدة لا تبنى على قول عالم أو عالمين، فمسائل العقيدة في غاية الوضوح والصراحة ومبناها على الإجماع لذا أرجو نقلا عن بعض الصحابة وبعض الأئمة الأعلام يقول بوجوب أن نثبت لله يدين وعينين واستواء بالمعاني التي تقع في قلوب العامة. وأنا في انتظار ردا واضحا بعيدا عن كثرة الكلام والقيل والقال، هذا إن كنت تريد كلاما علميا وتوثيقا دقيقا لعقيدة ترى أنها عقيدة السلف الصالح مبناها على الكتاب والسنة والإجماع. كما يجب عليك أيضا في هذا السياق إجابة السؤال الموجه للأخ عمرو بسيوني وتحدد لنا ما هو المعنى المعلوم لهذه الصفات (اليدين والعينين والساق والاستواء) الذي يقع في قلوب العامة عند ذكر هذه الصفات.

وحقيقة بعد كل هذا النقاش وبعد أن اتضح أمام المراجعين الرأيين وأدلتهما أفضل أن تلتقي قلوبنا وقلوب جميع المراجعين ونقف عند قولك... ألفاظ الكتاب والسنة تكفينا، ومن ظن أنها لا تكفي فلا بارك الله فيه.

عمرو بسيوني
2011-03-20, 05:22 PM
لا أريد تطويلا يا دكتور حمادة ـ هدانا الله وإياك ـ .

السؤال بهل تكون إجابته بنعم أو لا .

هل للصفات الواردة في الكتاب والسنة معان ؟

د/حمادة
2011-03-20, 06:00 PM
الإجابة يا أخي الكريم: نعم ... وإجابتي السابقة كما نقلتها لك من نفس الصفحة هي:
أما الأخ الكريم عمرو بسيوني الذي يريد أن يبدأ واحدة واحدة فيقول:
الصفات التي وردت في الكتاب والسنة لها معان معلومة أم لا ؟
أقول له: نعم يا أخي الكريم لها معان معلومة، لذا أطلب منك تحديد المعنى المعلوم لليدين الذي تثبته لله تعالى. ولكي أسهل عليك المهمة سأذكر لك المعاني المعلومة لليدين في لغة العرب نقلا عن الإمام القرطبي والشوكاني وإن أردت أن تضيف معنى معلوما جديدا فلا بأس فهم ليسوا آلهة ولا معصومين لكن عليك أن تختار أحد المعاني المعلومة في لغة العرب وتقول هذا هو المعنى الذي أثبته لله تعالى. قالا: (اليد في كلام العرب تكون للجارحة كقوله تعالى {وخذ بيدك ضغثا} ص44. وتكون للنعمة؛ تقول العرب: كم يد لي عند فلان، أي كم من نعمة لي قد أسديتها له، وتكون للقوة؛ قال الله عز وجل {واذكر عبدنا داود ذا الأيد} ص17، أي ذا القوة. وتكون لإضافة الفعل إلى المخبر عنه تشريفا له وتكريما؛ قال تعالى {يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} ص75). وقال الشوكاني في "فتح القدير" (والعرب تطلق غل اليد على البخل وبسطها على الجود مجازا ولا يريدون الجارحة).

ابن الرومية
2011-03-20, 06:28 PM
وأنا أوافقك على هذا قلبا وقالبا، وكنت أتمنى أن نقف على ذلك فنكتفي بإمرار آيات الصفات كما جاءت، خاصة وأن هذا هو هدي الصحابة، وخاصة أيضا أن الإمام مالك وسائر الأئمة كانوا يكرهون الكلام في الصفات. أما اتهامك لي بنفي الصفات رغم أني أمرها كما أمرها الصحابة بسبب نفيي للجسمية فقد أوضحت لك أن هذا ليس نقلا عن أرسطو ولكنه كلام الإمام أحمد والطحاوي وابن القيم لا أزيد عن كلامهم ولا أنقص.
أما كلام يزيد بن هارون فبعيدا عن توثيق نسبة القول إليه من عدمه وبعيدا عن فهمي وفهمك لكلامه ومحاولات التوفيق وتقسيم قلوب الناس إلى قلوب المشبهة وقلوب العامة بأسلوب أقرب إلى علم الكلام، أقول لك إن العقيدة لا تبنى على قول عالم أو عالمين، فمسائل العقيدة في غاية الوضوح والصراحة ومبناها على الإجماع لذا أرجو نقلا عن بعض الصحابة وبعض الأئمة الأعلام يقول بوجوب أن نثبت لله يدين وعينين واستواء بالمعاني التي تقع في قلوب العامة. وأنا في انتظار ردا واضحا بعيدا عن كثرة الكلام والقيل والقال، هذا إن كنت تريد كلاما علميا وتوثيقا دقيقا لعقيدة ترى أنها عقيدة السلف الصالح مبناها على الكتاب والسنة والإجماع. كما يجب عليك أيضا في هذا السياق إجابة السؤال الموجه للأخ عمرو بسيوني وتحدد لنا ما هو المعنى المعلوم لهذه الصفات (اليدين والعينين والساق والاستواء) الذي يقع في قلوب العامة عند ذكر هذه الصفات.
و هذا اللعب الذي لا نقبله...قلنا نكتفي بالفاظ الكتاب و السنة فلنكتفي بصدق...لا تقل لي تركيب و تجسيم و تبعيض و انتقال و زوال و غيرها من المعاني التي تزعم الاجماع في التكلم بها و قلت لك غير ما مرة ان من ادعى مجرد كلام احد من السلف بها فهو كاذب فكيف الادعاء بالاجماع فيها...لا نريد ان نسمع لكم كلاما بهذه المعاني ان شئتم ان لا تسمعوا منا كلاما بالمعاني المقابلة لها و المبطلة لباطلها ...و قد طالبناك بان تاتي بسلف واحد من السلف قال بمعاني التركيب و التبعيض و تكلموا بها فما اتيت لنا بواحد منهم ...بل فقط فهما لمتأخرين لكلامهم على مقتضى كلام المثبتين لا كلام النافين...اي على معنى الجسد المعروف لا معنى التجسيم اليوناني الذي يصير اليه الرازي و الجويني و باقي متأخري الأشاعرة...
و العجب انك في التكلم بالفاظ التركيب و التجسيم ترضى فقط بفهم التميمي و من بعده مع انه فهم لا يسلم-اذ النزاع على اطلاق هذه الألفاظ لا تفصيلها على مقتضى اللسان الأول- لا لك و لهم و لا اسناد صحيح لك بلفظه عن ائمة القرون الثلاث الخيرية...و ترضى بان تبني عليها العقيدة مع انها عرية عن نقل صحيح عن واحد فقط من السلف فضلا عن نقل الاجماع عنهم ...
بينما في النقل عن يزيد و عبدالله و غيرهما من السلف المنقول بلفظه و باسناد صحيح ظاهر منتشر بين السلف رواه ائمتهم بمن فيهم الامام احمد و ضمنوه كتبهم دون نكير تقول قد لا نتفق و قد و قد...و هذا يبين عدم حسن النية في هذا المطلب...و انكم تريدون ان ترغموا الناس على معاني النفي بالتواء و حسن خداع في القول...
فأعيدها ...لا غضاضة عند اي سلفي صادق و انا به زعيم...ان يضحي بابن تيمية و بالهروي و بابن منده و بابي نعيم الأصبهاني بل و يضحي بابن خزيمة و بالأشعري بل و يضحي بالطبري و بالدارمي و بمن شئتم....مقابل ان يسكت الجميع و لا يتكلم الا بألفاظ الكتاب و السنة كما تكلم بها الصحابة و التابعون و تابعي التابعين لا يزيدون و لا ينقصون...
فلا تقولوا ننفي التركيب و لا تقولوا ننفي التجسيم و لا تقولوا ننفي التبعيض و لا تقولوا ننفي الانتقال و الزوال و لا تقولوا شيئا من هذه الألفاظ المجملة ....و اكتفوا فقط بقول ليس كمثله شيء و لم يكن له كفؤا احد...و نحن بالمقابل لا نقول نثبت الحد و نثبت الاستواء بالذات و نثبت الجهة الحسية و نثبت و نثبت..و نكتفي بقوله استوى على العرش و نكتفي بقوله نزل الى السماء الدنيا و نكتفي بقوله سميع بصير و يضحك لعباده و يحبهم و يكشف عن ساق و يخلق بيديه الى غيرها
و نسكت جميعا عن ما وراء ذلك اثباتا و نفيا و لنشتغل بما ان اخطأنا فيه لم نقل لبعضنا كفرت...فنبحث عن معنى الحرية في الاسلام و العدالة في مع الذين كفروا و الرحمة في حد الردة و القصد من حقوق الانسان في مقاصد الشرع و غيرها من المباحث التي تفتقر تماما الى جهود الشباب التي تنزف في مباحث غيبية لا يدان لها بالوقوف عليها و تركوا ما بين ايديهم..مما يحتاج معه الى ثورة شبابية ربما لكي تصرف انظار الشباب و طلبة العلم و المشايخ اليه...
اما ان تأتيني بهذا الحل و تقول توافقني ثم بعد ذلك تدس لي معانيك في النفي و تريد الزام الناس بها مما لم يلزم به الله و رسوله احدا و لم يلزم به الا اصحاب ارسطو و تدعي لي الاجماع عليه فنقول لك لست من نبحث عنه للتوافق فاذهب بعيدا...فلئن سهل علينا التخلي عن معاني الاثبات و هي واردة بسند صحيح و متضافرة عن ائمة السلف من غير نكير و لنا فيها برهان من اللسان الأول و مع ذلك لم يهمنا ان نتخلى عنها لأجل الاعتصام بحبل الله و ان نكون اسيادا يجمع الله بين فئتين من المسلمين بسببنا ...فهل تظن انه سيصعب علينا التخلي عن معاني النفي من التركيب و التجسيم مما لم يتكلم بها احد من السلف و لا برهان عليها من اللسان الأول كرمال وجهك ؟؟ قد ساء ما تحكمون ...

عمرو بسيوني
2011-03-20, 06:33 PM
السؤال الذي يليه :

المعنى المعلوم هل يكون وفق الوضع اللغوي أم ليس وفقه ؟

ملاحظة : مرادي بالوضع اللغوي ما هو أعم من الوضع عند البلاغيين ، وغيرهم ممن يقول بالوضع اللغوي ، بل مرادي به مجرد المطابقة للمعنى في اللغة .

د/حمادة
2011-03-20, 06:41 PM
بارك الله فيك أخي الكريم ابن الرومية على قولك:
لا غضاضة عند اي سلفي صادق و انا به زعيم...ان يضحي بابن تيمية و بالهروي و بابن منده و بابي نعيم الأصبهاني بل و يضحي بابن خزيمة و بالأشعري بل و يضحي بالطبري و بالدارمي و بمن شئتم....مقابل ان يسكت الجميع و لا يتكلم الا بألفاظ الكتاب و السنة كما تكلم بها الصحابة و التابعون و تابعي التابعين لا يزيدون و لا ينقصون...
فلا تقولوا ننفي التركيب و لا تقولوا ننفي التجسيم و لا تقولوا ننفي التبعيض و لا تقولوا ننفي الانتقال و الزوال و لا تقولوا شيئا من هذه الألفاظ المجملة ....و اكتفوا فقط بقول ليس كمثله شيء و لم يكن له كفؤا احد...و نحن بالمقابل لا نقول نثبت الحد و نثبت الاستواء بالذات و نثبت الجهة الحسية و نثبت و نثبت..و نكتفي بقوله استوى على العرش و نكتفي بقوله نزل الى السماء الدنيا و نكتفي بقوله سميع بصير و يضحك لعباده و يحبهم و يكشف عن ساق و يخلق بيديه الى غيرها

نعم ما قلت ونعمت الطريقة لتوحيد صف المسلمين فهذا طريق الصحابة رضوان الله عليهم ... بارك الله فيك ... وبارك الله في جميع الإخوة المشاركين
أقول بكل صدق: الحمد لله رب العالمين ... الحمد لله لعودة روح الأخوة والمحبة في الله وأتمنى تعميم هذه العقيدة فهي عقيدة الصحابة وهي عقيدة السلف... سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

ابن الرومية
2011-03-20, 07:38 PM
نعم ما قلت ونعمت الطريقة لتوحيد صف المسلمين فهذا طريق الصحابة رضوان الله عليهم
بارك الله فيك...و هذه الطريقة ليست وليدة اليوم بل ما زال اهل الاثبات يطالبون اهل النفي ان يلتزموا بها ..و النكنة ان يترك تراث ارسطو و عمله في القلوب و يقبل الجميع على الكتاب و السنة فقط و ينبذ ما سوى ذلك كائنا ما كان...و كما قلت هذه الطريقة مطلب قديم لأهل الاثبات و لست اقوله للاستهلاك المحلي بل هي مطالبة تجدها قديما في كتب القوم و هذا كلام شيخ الاسلام ابن تيمية على سبيل المثال في رده على انكار الخطابي على اهل الاثبات في تكلمهم بلفظة الحد فقال رحمه الله :
قلت أهل الإثبات المنازعون للخطابي وذويه يجيبون عن هذا بوجوه:
(....)الوجه الثاني قوله (أي الامام الخطابي رحمه الله ) : سبيل هؤلاء أن يعلموا أن صفات الله تعالى لا تؤخذ إلا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم دون قول أحد من الناس...
فيقولون له: لو وفيت أنت ومن اتبعه بإتباع هذه السبيل لم تحوجنا نحن وأئمتنا إلى نفي بدعتكم بل تركتم موجب الكتاب والسنة في النفي والإثبات
أما في النفي فنفيتم عن الله تعالى أشياء لم ينطق بها كتاب ولا سنة ولا إمام من أئمة المسلمين بل والعقل لا يقضي بذلك عند التحقيق وقلتم إن العقل نفاها فخالفتم الشريعة بالبدعة والمناقضة المعنوية وخالفتم العقول الصريحة وقلتم ليس هو بجسيم ولا جوهر ولا متحير ولا في جهة ولا يشار إليه بحس ولا يتميز منه شئ عن شئ وعبرتم عن ذلك بأنه تعالى ليس بمنقسم ولا مركب وأنه لا حد له ولا غاية تريدون بذلك انه يمتنع عليه أن يكون له حد وقدر أو يكون له قدر لا يتناها و أمثال ذلك ومعلوم أن الوصف بالنفي كالوصف بالإثبات فكيف ساغ لكم هذا النفي بلا كتاب ولا سنة مع اتفاق السلف على ذم من ابتدع ذلك وتسميتهم إياهم جهمية وذمهم لأهل هذا الكلام
وأما في الإثبات فإن الله تعالى وصف نفسه بصفات ووصفه رسوله بصفات فكنتم أنتم الذين تزعمون أنكم من أهل السنة والحديث دع الجهمية والمعتزلة تارة تنفونها وتحرفون نصوصها أو تجعلونها لا تعلم إلا أماني وهذا مما عاب الله تعالى به أهل الكتاب قبلنا وتارة تقرونها إقرارا تنفون معه ما أثبته المنصوص من أن يكون النصوص نفته وتاركين من المعاني التي دلت عليه مالا ريب في دلالتها عليه مع ما في جمعهم بين الأمور المتناقضة من مخالفة صريح المعقول فأنت وأئمتك في هذا الذي تقولون إنكم تثبتونه إما أن تثبتوا ما تنفونه فتجمعوا بين النفي والإثبات وإما أن تثبتوا ما لا حقيقة له في الخارج ولا في النفس وهذا الكلام تقوله النفاة المثبتة لهؤلاء كمثل الأشعري والخطابي والقاضي أبي يعلى وغيرهم من الطوائف ..
ويقول هؤلاء المثبتة كيف سوغتم لأنفسكم هذه الزيادات في النفي؟؟؟؟؟؟؟!!!!! وهذا التقصير في الإثبات على ما أوجبه الكتاب والسنة وأنكرتم على أئمة الدين ردهم لبدعة ابتدعها الجهمية مضمونها إنكار وجوب الرب تعالى وثبوت حقيقته وعبروا عن ذلك بعبارة فأثبتوا تلك العبارة ليبينوا ثبوت المعنى الذي نفاه أولئك وأين في الكتاب والسنة أنه يحرم رد الباطل بعبارة مطابقة له فإن هذا اللفظ لم نثبت به صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة بل بينا به ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى ومباينته لخلقه وثبوت حقيقته
ويقولون لهم قد دل الكتاب والسنة على معنى ذلك كما تقدم احتجاج الإمام أحمد لذلك بما في القرآن مما يدل على أن الله تعالى له حد يتميز به عن المخلوقات وأن بينه وبين الخلق انفصالا ومباينة بحيث يصح معه أن يعرج الأمر إليه ويصعد إليه ويصح أن يجئ هو ويأتي كما سنقرر هذا في موضعه فإن القرآن يدل على المعنى تارة بالمطابقة وتارة بالتضمن وتارة بالالتزام وهذا المعنى يدل عليه القرآن تضمنا أو التزاما
ولم يقل أحد من أئمة السنة إن السني هو الذي لا يتكلم إلا بالألفاظ الواردة التي لا يفهم معناها بل من فهم معانى النصوص فهو أحق بالسنة ممن لم يفهمها ومن دفع ما يقوله المبطلون مما يعارض تلك المعاني وبين أن معاني النصوص تستلزم نفي تلك الأمور المعارضة لها فهو أحق بالسنة من غيره وهذه نكت لها بسط له موضع آخر .انتهى
و هذا النص ما زلت اردده لنفاسته ..و لتنبيه الناس الى قول احداكبر المتهمين عدوانا من خصومه بانه لا يريد الا التجسيم و في نصوصه كلها يوضح مقصده الأساس انه العودة الى سلوك السلف و لزوم غرزهم في النفي كما في الاثبات و التزام ما بينه الامام الشافعي رحمه الله مما تواتر عنه بترك هذا الباب و ترك الخوض فيه ..و الاشتغال بالفقه فما مدحه السلف مدحا متواترا الا لهذا الوجه من كون البحث فيه ذو ثمار واقعية تفيد في التقدم و التطور و ان الاختلاف فيه يزيد من الاجتماع ...و لكن لا حياة لمن تنادي ...
و اقتدي بك سيدي الدكتور حمادة و اقول على منوالك كما قال عمر : انتهينا انتهينا ....سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

د/حمادة
2011-03-21, 11:57 AM
أخي الفاضل / ابن الرومية
يبدو أنك أسأت الفهم يا أخي الكريم. لقد طلبت مني أن أتجاهل كلام الإمام أحمد وابن القيم والطحاوي في نفي معنى الجسمية عن الله مقابل أن تترك علم الكلام ونقف على النصوص كما فعل الصحابة بعيدا عن القيل والقال، فوافقتك ولكنك أبيت إلا كثرة الكلام والحديث عن المثبتة والجهمية، ورحت تهاجم نفاة الجسمية وتعتبرهم مبتدعة ومعلوم أن نفي النفي إثبات ثم تغضب إذا اتهمت بالتجسيم... أقول لك يا أخي الكريم الحق كل لا يتجزأ. وهؤلاء الأئمة لم ينفوا عن الله معاني الجسمية والتأليف والتركيب تأثرا بأرسطو فهذا والله أمر مضحك أن تظن ذلك في الأئمة الأعلام، فهم أعلم بالحق مني ومنك. وعيب على من يدعي السلفية أن يضرب عرض الحائط بكلام هؤلاء الأئمة أو يراهم مبتدعة، فكلامهم هذا موثق عند كل المحققين.
إن أردت حوارا علميا فأجبني: هل تأثر هؤلاء الأئمة بأرسطو واستعملوا ألفاظا لم ترد في الكتاب والسنة جهلا منهم؟؟ أم أخطأ المحققون في توثيق نسبة هذا الكلام إليهم؟؟ حدد موقفك من كلامهم أولا، فأعتقد بعد تجربتي معك هذه أن نفي الجسمية عن الله هو المدخل الصحيح الذي يمكن أن يلجم ألسنة الصادقين، فيلتزمون منهج السلف بقناعة ويقفون عند النصوص ويمررونها كما جاءت مقتنعين بجهل المخلوق معظمين الخالق الذي لا تحيط به العقول والأوهام، يقولون في آيات الصفات إذا جادلهم أحد: قال الله هكذا ولا ندري بما سوى ذلك ولا نتكلف ولا نتكلم بما لم نعلمه ولا أذن الله لنا بمجاوزته)

أخي الكريم / عمرو بسيوني
نعم وفق الوضع اللغوي، وقد ذكرت لك معاني اليدين كما استخدمت في لغة العرب

عمرو بسيوني
2011-03-21, 01:49 PM
ليس ما ذكرتَه معنى اليد في الوضع اللغوي ..

إنما ذكرتَ أساليبَ وتراكيبَ تستخدم العرب فيها كلمة اليد ..

بمعنى آخر : لا أحد من اللغويين أو البلاغيين أو غيرهم يقول :

اليد = المنة ، القدرة ، ..

وإنما يقولون : أطلقت اليد في تركيب كذا وأريد بها كذا .

والفرق بينهما بيِّن .

فأرجع وأسأل : هل معاني الصفات موافقة للوضع اللغوي أم لا ؟

د/حمادة
2011-03-21, 02:49 PM
أخي الكريم / عمرو بسيوني
تقول: فأرجع وأسأل : هل معاني الصفات موافقة للوضع اللغوي أم لا ؟
وأقول لك: نعم يا أخي الكريم فالقرآن نزل بلغة العرب،
وإن كنت تشك في علم القرطبي والشوكاني بلغة العرب فقد بحثت في لسان العرب لابن منظور فوجدت الآتي:

اليد: الكف ... ويَدُ السيفِ: مَقْبِضُه ..... واليَدُ: النِّعْمةُ والإِحْسانُ تَصْطَنِعُه والمِنَّةُ والصَّنِيعَةُ، وإِنما سميت يداً لأَنها إِنما تكون بالإِعْطاء والإِعْطاءُ إِنالةٌ باليد،
واليَدُ: القُوَّةُ.
وأَيَّدَه الله أَي قَوَّاه.
وما لي بفلان يَدانِ أَي طاقةٌ. ...
والعرب تقول: ما لي به يَدٌ أَي ما لي به قُوَّة، وما لي به يَدانِ، وما لهم بذلك أَيْدٍ أَي قُوَّةٌ،
وإن كنت تريد معان أخرى فيمكنك البحث في كتب اللغة لتخبرني في النهاية ما هو المعنى الذي تثبته لله تعالى

ابن خليفة المصرى
2011-03-21, 09:37 PM
الحمد لله تبارك وتعالى والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين وبعد:
فإن بعض الأشاعرة الصغار والجهمية النفاة المعطلة يرمون أهل السنة الكرام بالتشبيه لإثباتهم صفات ربهم لفظاً ومعنىً وليس معنى ذلك الإحاطة بالمعنى ولكن العلم بما يؤهل العبد لتعظيم ربه والتعرف عليه وهذه الشبهة الجائرة علينا راجعة بسبب قصور فهم هؤلاء وإتباعهم المتشابه وقد أخترت هذا الكمات القليلة الأحرف العظيمة المعنى لأرد عليه فريتهم بأن المعنى الظاهر يلزم منه التشبيه وهكذا .
قد قال الخطابي في ( ( الأعلام ) ) : مذهب السلف في أحاديث الصفات :
الإيمان ، وإجراؤها على ظاهرها ، ونفي الكيفية عنها .
ومن قال : الظاهر منها غير مراد ، قيل له : الظاهر ظاهران : ظاهر يليق بالمخلوقين ويختص بهم ، فهو غير مراد ، وظاهر يليق بذي الجلال والإكرام ، فهو مراد ، ونفيه تعطيل أ.هـ.
فإثبات الصفات مع نفى التمثيل هو مذهب السلف

وأود أن أنبه على شئ طيب قد يغيب عن بعض إخوانى وهو أن الإمام الخطابى قد تكلم بكلام أهل الكلام ثم رجع عن ذلك وأكد هذا الحافظ ابن رجب الحنبلى رحمه الله فى شرحه لصحيح البخارى فإن للإمام الخطابى رسالة تسمى
_الغنية عن الكلام وأهله - .
قال الحافظ ابن رجب :وهذا يدل على أن ما يؤخذ من كلامه في كثير من كتبه مما يخالف ذلك ويوافق طريقة المتكلمين فقد رجع عنه ، فإن نفي كثير من الصفات إنما هو مبني على ثبوت هذه الطريقة أ.هـ
فإثبات الصفات مع نفى التمثيل هو مذهب السلف
وزيادة على هذا الكلام يقال لكم :
وَلَفْظُ الظَّاهِرِ فِي عُرْفِ الْمُسْتَأْخِرِ ينَ قَدْ صَارَ فِيهِ اشْتِرَاكٌ فَإِنْ أَرَادَ بِإِجْرَائِهِ عَلَى الظَّاهِرِ الَّذِي هُوَ مِنْ خَصَائِصِ الْمَخْلُوقِينَ حَتَّى يُشَبِّهَ اللَّهَ بِخَلْقِهِ فَهَذَا ضَلَالٌ , بَلْ يَجِبُ الْقَطْعُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا فِي أَفْعَالِهِ . وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِمَّا فِي الْجَنَّةِ إلَّا الْأَسْمَاءُ يَعْنِي أَنَّ مَوْعُودَ اللَّهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ وَالْخَمْرِ وَاللَّبَنِ تُخَالِفُ حَقَائِقُهُ حَقَائِقَ هَذِهِ الْأُمُورِ الْمَوْجُودَةِ فِي الدُّنْيَا فَاَللَّهُ تَعَالَى أَبْعَدُ عَنْ مُشَابَهَةِ مَخْلُوقَاتِهِ بِمَا لَا يُدْرِكُهُ الْعِبَادُ لَيْسَ حَقِيقَتُهُ كَحَقِيقَةِ شَيْءٍ مِنْهَا وَأَمَّا إنْ أَرَادَ بِإِجْرَائِهِ عَلَى الظَّاهِرِ الَّذِي هُوَ الظَّاهِرُ فِي عُرْفِ سَلَفِ الْأُمَّةِ بِحَيْثُ لَا يُحَرِّفُ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَلَا يُلْحِدُ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا يُفَسِّرُ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ بِمَا يُخَالِفُ تَفْسِيرَ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَهْلِ السُّنَّةِ , بَلْ يُجْرِيَ ذَلِكَ عَلَى مَا اقْتَضَتْهُ النُّصُوصُ وَتَطَابَقَ عَلَيْهِ دَلَائِلُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ , فَهَذَا مُصِيبٌ فِي ذَلِكَ وَهُوَ الْحَقُّ وَهَذَا جُمْلَةٌ لَا يَسَعُ هَذَا الْمَوْضِعَ تَفْصِيلُهَا.
فإثبات الصفات مع نفى التمثيل هو مذهب السلف

د/حمادة
2011-03-21, 10:53 PM
أرجو أن تراجع الموضوع أعلاه يا أخانا الكريم/ ابن خليفة المصري
لقد تجاوزنا علم الكلام وكثرة القيل والقال وتقسيم الظاهر إلى ظاهران والمتبادر إلى الذهن إلى متبادران وتقسيم قلوب الناس وأذهانهم إلى نوعان وغير هذا كلام كثير لا ينتهي كان يبغضه الأئمة الأعلام
الموضوع الآن صار مركزا في محورين:
الأول كلام الإمام أحمد والطحاوي وابن القيم في نفي معاني الجسمية عن الله ...
كيف وهو كلام موثق عند المحققين نقول إن نفي معاني الجسمية عن الله بدعة؟؟ هل ننسب الابتداع إلى هؤلاء الأئمة؟؟
والسؤال الثاني: أليس نفي النفي إثبات، فإذا هاجمتم نفاة معاني الجسمية تعطون الفرصة لاتهام السلفيين بالتجسيم؟؟؟
والمحور الثاني في معاني الصفات في لغة العرب، فكل لفظ له معنى معلوم في اللغة، فما هي المعاني التي تثبتونها لله سبحانه؟؟؟

ابن خليفة المصرى
2011-03-21, 11:54 PM
مشاركتى الأخيرة رداً على مشاركتك يا دكتور التى تدور حول صفة اليد
فما ردك أنت على ما جئتك به بارك الله فيك أى ما ردك على كلام الإمام الخطابى وما ردك على ما بعده فى نفس المشاركة

ابن الرومية
2011-03-22, 05:57 AM
أخي الفاضل / ابن الرومية
يبدو أنك أسأت الفهم يا أخي الكريم. لقد طلبت مني أن أتجاهل كلام الإمام أحمد وابن القيم والطحاوي في نفي معنى الجسمية عن الله مقابل أن تترك علم الكلام ونقف على النصوص كما فعل الصحابة بعيدا عن القيل والقال، فوافقتك ولكنك أبيت إلا كثرة الكلام والحديث عن المثبتة والجهمية، ورحت تهاجم نفاة الجسمية وتعتبرهم مبتدعة ومعلوم أن نفي النفي إثبات ثم تغضب إذا اتهمت بالتجسيم... أقول لك يا أخي الكريم الحق كل لا يتجزأ. وهؤلاء الأئمة لم ينفوا عن الله معاني الجسمية والتأليف والتركيب تأثرا بأرسطو فهذا والله أمر مضحك أن تظن ذلك في الأئمة الأعلام، فهم أعلم بالحق مني ومنك. وعيب على من يدعي السلفية أن يضرب عرض الحائط بكلام هؤلاء الأئمة أو يراهم مبتدعة، فكلامهم هذا موثق عند كل المحققين.
إن أردت حوارا علميا فأجبني: هل تأثر هؤلاء الأئمة بأرسطو واستعملوا ألفاظا لم ترد في الكتاب والسنة جهلا منهم؟؟ أم أخطأ المحققون في توثيق نسبة هذا الكلام إليهم؟؟ حدد موقفك من كلامهم أولا، فأعتقد بعد تجربتي معك هذه أن نفي الجسمية عن الله هو المدخل الصحيح الذي يمكن أن يلجم ألسنة الصادقين، فيلتزمون منهج السلف بقناعة ويقفون عند النصوص ويمررونها كما جاءت مقتنعين بجهل المخلوق معظمين الخالق الذي لا تحيط به العقول والأوهام، يقولون في آيات الصفات إذا جادلهم أحد: قال الله هكذا ولا ندري بما سوى ذلك ولا نتكلف ولا نتكلم بما لم نعلمه ولا أذن الله لنا بمجاوزته)

أخي الكريم / عمرو بسيوني
نعم وفق الوضع اللغوي، وقد ذكرت لك معاني اليدين كما استخدمت في لغة العرب

علم الله اني كنت اخاف ان دعوتك هذه ليس القصد منها الى جر الناس الى النفي المبتدع دون الاثبات الثابت...فقلت نضحي بمعاني الاثبات التي لا يلزم منها تعطيل صفة و ان كانت لم تؤد قط الى تجسيم مقابل ان تصمتوا انتم عن معاني النفي المجملة التي ادى الكلام فيها باجمالها الى كل التعطيل الذي تراه..لكن يبدو ان حزازات النفوس تبقى كما هي...
الخلاف اصلا - و اعيدها للمرة الألف- ليس في نفس نفي الجسمية بمعنى الجسد و الذي تنقل معناه عمن نقلوه بفهمهم لا الفاظا للسلف...جيد؟؟ و انما الخلاف في التكلم بالنفي باصطلاح الجسمية و التركيب و التبعيض...فرق بين الاختلاف في اعتقاد نفس النفي و في التكلم بنفس اصطلاح النفي...اظنني شرحتها غيرما مرة...
فعلى هذا طالبتك غير ما مرة ان تنقل لي ما تدعيه من الاجماع على التكلم بهذه الاصطلاحات المجملة من اصطلاح الجسم و التركيب و التبعيض...و تحديتك انك لن تجد بل ستجد العكس...ان كل من ثبت عنهم التكلم باصطلاح الجسمية و التركيب و التبغيض انما كانت من المعتزلة و الجهمية المتأثرين بالمقولات العشر اليونانية...و هؤلاء ثبت باستفاضة انكار السلف الشديد عليهم بالتكلم بهذه الاضطلاحات و الدخول فيها ...يعني الاجماع منعقد على خلاف ما تدعيه من تكلم السلف بهذه المصطلحات ..فهو منعقد على النهي التام عن التكلم بهذه الاصطلاحات في كلام الله و سنة رسوله و هو تفسير الجهمية للصفات كانوا يفسرونها فيقولون انها بلا تركيب و لا تبعيض و لا ولا ولا.و ان الله لا جوهر ولا عرض ولا طويل ولا عريض ولا بذي لون ولا طعم ولا رائحة ولا بذي حرارة ولا برودة...الخ ...فكان اطباقا من السلف على ذم كلامهم هذا و تكلمهم بهذه المصطلحات و ان الصفات تمرر امرارا دون ان تفسر تفسير الجهمية ...وهو الذي بيناه هنا ...وهو المشهور عنهم...مع ثبوت تفسيرهم للصفات بكلام اخر كتكلمهم بالكلام الغير المخلوق و تكلمهم بلفظ المحدث و المخلوق و تكلمهم بلفظ الحد و تكلمهم بلفظ الذات و تكلمهم بلفظ الصفات و تكلمهم بلفظ البينونة و نظائرها
و اتحداك ان تجد عن السلف احدا تكلم بهذه الاصطلاحات المجملة فضلا عن ان يكون هناك اجماع منهم على التكلم بها فما رأينا يتكلم بها الا المعتزلة و الجهمية ...مع ثبوت تكلم السلف بما تنكرونه من الفاظ الاثبات كالحد و الذات و امثالها ثبوتا لا يمكن رده ...
فقلنا و مع ذلك...فلندع جميعا هذه الألفاظ من الجانبين ..و حسن نية من السلفيين قلت ان عامتهم سوف يقبلون امثال هذه المبادرات و الاقتصار على الفاظ الكتاب و السنة دون ما سواهما ...فهذه اس قضيتهم التي يكافحون من اجلها ...و لا نتكلم جميعا الا بألفاظ الكتاب و السنة وحدها و لامانع...و قلنا انتهينا و ظننت الأمر قد سلم من جهتك...لكن تفاجئني بعدها انك لم تعد ترضى بهذا المهيع و لم تعد نفسك تطاوعك على هذا المسلك...فما بك.؟؟؟ ما الذي يسوؤك في ان نتكلم فقط بألفاظ الكتاب و السنة دون التكلم بنفي الجسمية او نفي التركيب او نفي التبعيض و دون التكلم بلفظ الحد و الذات و غيرها؟؟؟ ام اصبحت الآن ترى ان الفاظ الكتاب و السنة غير كافية بعد ان كنت تراها كافية شافية؟؟

د/حمادة
2011-03-23, 12:18 AM
أخي الكريم / ابن الرومية ... تقول:
ان كل من ثبت عنهم التكلم باصطلاح الجسمية و التركيب و التبغيض انما كانت من المعتزلة و الجهمية المتأثرين بالمقولات العشر اليونانية...
وتقول: و اتحداك ان تجد عن السلف احدا تكلم بهذه الاصطلاحات المجملة
لذا أعيد فأقول:
عقيدة الإمام أحمد من رواية أبي بكر الخلال (1/111):
لَا يجوز أَن يُسمى جسما
وَأنكر على من يَقُول بالجسم (لاحظ هنا أنك تنكر على من يقول بنفي الجسم والإمام ينكر على من يقول بالجسم) َوقَالَ إِن الْأَسْمَاء مَأْخُوذَة بالشريعة واللغة وَأهل اللُّغَة وضعُوا هَذَا الاسم على كل ذِي طول وَعرض وسمك وتركيب وَصُورَة وتأليف وَالله تَعَالَى خَارج عَن ذَلِك كُله فَلم يجز أَن يُسمى جسما لِخُرُوجِهِ عَن معنى الجسمية وَلم يجِئ فِي الشَّرِيعَة ذَلِك فَبَطل. اهـ
أليس هذا نفي للجسمية عن الله
عقيدة الإمام أبي حنيفة من طريق الإمام الطحاوي: تعالى عن الحدود والغايات، والأركان والأعضاء
كلام ابن القيم: فإن قال أردت بالجسم معناه في لغة العرب وهو البدن الكثيف الذي لا يسمى في اللغة جسم سواه، فلا للهواء جسم لغة.. فهذا المعنى منفي عن الله سبحانه عقلاً وسمعاً
هل نفى ابن القيم عن الله هنا الجسم بمعناه في لغة العرب أم لا؟؟؟
ألم يتفق ابن القيم والإمام أحمد في تعريف الجسم في لغة العرب، ولكن ابن القيم رأى أن الألفاظ تؤخذ من الشرع وحده بينما رأى الإمام أحمد أن الألفاظ تؤخذ من الشريعة واللغة.

تقول يا أخي الكريم:
الخلاف اصلا - و اعيدها للمرة الألف- ليس في نفس نفي الجسمية بمعنى الجسد و الذي تنقل معناه عمن نقلوه بفهمهم لا الفاظا للسلف...جيد؟؟ و انما الخلاف في التكلم بالنفي باصطلاح الجسمية و التركيب و التبعيض...فرق بين الاختلاف في اعتقاد نفس النفي و في التكلم بنفس اصطلاح النفي...اظنني شرحتها غيرما مرة...
وأقول لك: والله يا أخي الكريم لا أفهم هذا الفرق ... ومادمت قلته ألف مرة فقد آن الأوان لتفهمنا هذه المرة: ما الفرق بين اعتقاد النفي والتكلم بالنفي ألا يتكلم الإنسان بما يعتقده ... وأتمنى أن تعبر باختصار لأني والله ما أحب علم الكلام ولكني سأصبر معك صبر أيوب حتى أفهم الفرق بين الاعتقاد والتكلم ... لأني أشعر أنا أيضا أني قلت كلام الإمام أحمد والطحاوي وابن القيم ألف مرة وقد آن الأوان لنزيل الفجوة ويفهم كل منا الآخر ... وحيث أن عقيدتنا وعقيدة الصحابة تتسم بالبساطة، وكذلك أئمة السلف كانوا يكرهون كثرة الكلام. لذا أتمنى التبسيط وأتمنى نقل الفرق بين الاعتقاد والتكلم عن أحد أئمة السلف المعتبرين.
وهذا الكلام عن نفي الجسم أعلاه المنقول عن الأئمة ... أليس كلاما وهو في نفس الوقت اعتقاد... أرجو التوضيح..
وفي النهاية تسأل: ما الذي يسوؤك في ان نتكلم فقط بألفاظ الكتاب و السنة دون التكلم بنفي الجسمية او نفي التركيب او نفي التبعيض و دون التكلم بلفظ الحد و الذات و غيرها؟؟؟
السبب الأول هو أن القضية ليست بيني وبينك فيمكن حلها بأن أتجاهل الكلام حول جزء وتتجاهل أنت الكلام حول جزء، فأنا لا أرى فارقا بين الاعتقاد والكلام، ولا أحد يرضى أن يتجاهل ما يعتقده ولكي تتأكد من ذلك ارجع إلى كلامك تجد أنك أفضت الكلام لتحوم حول ما تعتقده ولم تقف على ألفاظ الكتاب والسنة. فالكلام يعبر عن الاعتقاد. والذين يعتقدون نفي الجسمية منهم من أول كل آيات الصفات وهم المؤولة، ومنهم من سلك طريق السلف فقال بإمرار آيات الصفات بلا تفسير اعتقادا بأن هناك إشكالية في إثباتها على ظاهرها بالمعاني المتبادرة إلى أذهاننا واعتقادا أيضا جازما بأن هذا باب فوق حدود العقل البشري، وليس لنا أن نلج فيه، وهذا يختلف عن نفي الصفات أو تأويلها.
والسبب الثاني هو أن نفى التركيب والحد منقول عن أئمة أعلام وكلامهم وثقه المحققون....

أبوبثينة الجزائري
2011-03-23, 01:58 AM
د/ حمادة , زد زاد الله في علمك , فقد استفدت الكثير الكثير .
أعانك الله . وسدد على طريق الحق خطاك.
وإني متابع .

ابن الرومية
2011-03-23, 03:56 AM
لَا يجوز أَن يُسمى جسما
وَأنكر على من يَقُول بالجسم (لاحظ هنا أنك تنكر على من يقول بنفي الجسم والإمام ينكر على من يقول بالجسم) َوقَالَ إِن الْأَسْمَاء مَأْخُوذَة بالشريعة واللغة وَأهل اللُّغَة وضعُوا هَذَا الاسم على كل ذِي طول وَعرض وسمك وتركيب وَصُورَة وتأليف وَالله تَعَالَى خَارج عَن ذَلِك كُله فَلم يجز أَن يُسمى جسما لِخُرُوجِهِ عَن معنى الجسمية وَلم يجِئ فِي الشَّرِيعَة ذَلِك فَبَطل. اهـ
أليس هذا نفي للجسمية عن الله
اول شيء هل هذا نفي للجسمية ام تجويز للتكلم باصطلاح الجسم ؟؟
هل هو نفي لاصطلاح الجسم اللغوي الذي لا يشمل الهواء مثلا ام نفي لاصطلاح الجسم الكلامي الذي يشمل الهواء مثلا؟؟
و لتوضيح الفرق اكثر ...هل قال الامام احمد بحسب هذا النص ان الله ليس جسما مطلقا ...ام قال بحسب هذا النص انه لا يقول بالجسم المعروف في اللغة ؟؟ و ثمرة الفرق تظهر بان الامام احمد كما انكر على المثبثين للجسم انكر ايضا على النافين له ...بنفس هذا النص الذي تذكره...و مذهب الامام احمد هو عدم التكلم بلفظ الجسم لا اثباتا و لا نفيا ...حتى يستفصل عن مراد صاحبه اما التكلم به باطلاق كما تريد انت ان توهم انه مذهبه فكذب..و نفس نص التميمي مع كونه ليس اولى بالتحقيق ممن عارضه من ائمة الحنابلة في عصره نفس نصه ليس فيه تجويز للتكلم بلفظ الجسم اثباتا الا مع التفصيل ...مع ان التميمي لم يورد نص الامام احمد و انما ذكر ما يفهمه من مذهبه على ما يقول به التميمي من دليل الجواهر و الأعراض و معلوم ان مخالفيه من الحنابلة ممن لا يقولون بهذا الدليل و يعدونه بدعا من الدين لا يقولون بما يقول..
و فوق كل هذا هل هذا هو نفس لفظ الامام احمد منقولا عنه بسنده ام فقط فهم الامام التميمي لمذهبه؟؟ مع ان ما يفهمه التميمي من مذهب احمد له معارضون اما مثله في الفضل او افضل منه في معرفة مذهب الامام احمد؟؟
و نحن لدينا في تحرير موقف الامام احمد من لفظ الجسم و انه لا يجيز التكلم به لا اثباتا و لا نفيا الا ان يستفصل..لدينا كلامه هو نفسه منقول باسانيده من موقفه حين المحنة لما ناظروه و تكلموا بلفظ الجسم لم يقل لهم و انا ايضا انفي الجسم مثلكم بل قال لا أدري ما تقولون، ولكن أقول: اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ...و لم يزد ...و لو كان يجيز التكلم بلفظ الجسم نفيا او اثباتا مطلقا لنفاه معهم كما نفوه ...و كذلك لدينا رسالته للمتوكل في مثل لفظ الجسم فقال صريحا : لا أحب التكلم في شيء من ذلك إلا ما كان في كتاب الله، أو في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة والتابعين.
و ليس منقولا فقط عن الامام احمد و انما هو مذهب كافة السلف حين بدأت المعتزلة الكلام بهذه المصطلحات كالجسم و التحيز و الجوهر و العرض نهوا عن الكلام فيها بنفي او اثبات ...و النقل عنهم مستفيض معلوم يعلمه اي طالب علم بادنى كلفة..و مذهبهم هو ما دعونا اليه هنا و دعا اليه ائمة علماء الحديث على مر الزمان كقول الحافظ النمري مما نقله عنه شيخ الاسلام:
أنه إذا نظر إلى إسلام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وسعيد وعبد الرحمن وسائر المهاجرين والأنصار وجميع الوفود الذين دخلوا في دين الله أفواجا علم أن الله عز و جل لم يعرفه واحد منهم إلا بتصديق النبيين وبأعلام النبوة ودلائل الرسالة لا من قبل حركة ولا سكون ولا من باب البعض والكل ولا من باب كان ويكون ولو كان النظر في الحركة والسكون عليهم واجبا في الجسم ونفيه وفي التشبيه ونفيه لازما ما أضاعوه وما أضاعوا الواجب لما نطق القرآن بتزكيتهم وتقديمهم ولا أطنب في مدحهم وتعظيمهم ولو كان ذلك من علمهم مشهورا ومن أخلاقهم معروفا لاستفاض عنهم واشتهروا بالقرآن والروايات
و كذلك ما رواه الامام العارف بالله السلمي عن أبي العباس ابن سريج انه سئل : ما التوحيد قال: توحيد أهل العلم وجماعة المسلمين: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتوحيد أهل الباطل الخوض في الأعراض والأجسام
وما رواه الامام ايضا عن ابي حنيفة انه سئل: ما تقول فيما أحدث الناس من الكلام في الأعراض والأجسام فقال: مقالات الفلاسفة عليك بالأثر وطريقة السلف وإياك وكل محدثة فإنها بدعة
و هو حقيقة ما رواه ايضا عن امامنا مالك حين نجم الكلام بهذه الاصطلاحات المبتدعة فقال سيدنا : إياكم والبدع قيل: يا أبا عبد الله ! وما البدع قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان و في قول آخر قال لمتكلم في القرآن : لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد لعن الله عمرا فإنه ابتدع هذه البدع من الكلام ولو كان الكلام علما لتكلم فيه الصحابة والتابعون كما تكلموا في الأحكام والشرائع ولكنه باطل يدل على باطل...انتهى
و ما كان عمرو بن عبيد و اقرانه من المعتزلة يتكلمون الا بمثل هذه الاصطلاحات الحادثة ..وعنهم عرف و منهم اخذ و لهذا طالبناك ان تجد عالما من السلف تكلم بهذه الاصطلاحات و ان تاتينا بنقل لكلامه يناقض ما لدينا من النقل لكلام السلف في النهي عن التكلم بهذه الاصطلاحات فلم تات بحد الآن بشيء ...الا ما فعله من اتى بعدهم من الأئمة من الاستفصال في المراد باصطلاح الجسم؟؟ اهو المعهود عندنا من المعنى اللغوي او المعنى الكلامي المحدث المراد به ان الله لم يستوي على العرش و لا ينزل الى السماء الدنيا و ليس له يد و لا سمع و لا بصر و لا يرى في الآخرة ؟؟؟و بديهي عند كل احد ان هذا ليس من محل النزاع ...بل محل النزاع هو التكلم بنفي اصطلاح الجسم مطلقا كما يفعل النفاة ...فيقولون ليس بجسم و لا بجوهر و لا عرض و لا داخل العالم و لاخارجه و لا ولا ولا ولا..وهو كلام المعتزلة هنا الذي يراد تمريره بحجة السكوت...و هو ما قلنا انه كذب و تدليس ...اذ السلف سكتوا عن النفي الزائد كما سكتوا عن الاثبات الزائد..لكنكم تريدون من الناس ان يسكتوا فقط عن الاثبات الزائد دون النفي الزائد...و هذه قسمة ضيزى فضلا عما فيها من الكذب على السلف..

ابن الرومية
2011-03-23, 04:20 AM
السبب الأول هو أن القضية ليست بيني وبينك فيمكن حلها بأن أتجاهل الكلام حول جزء وتتجاهل أنت الكلام حول جزء، فأنا لا أرى فارقا بين الاعتقاد والكلام، ولا أحد يرضى أن يتجاهل ما يعتقده ولكي تتأكد من ذلك ارجع إلى كلامك تجد أنك أفضت الكلام لتحوم حول ما تعتقده ولم تقف على ألفاظ الكتاب والسنة. فالكلام يعبر عن الاعتقاد. والذين يعتقدون نفي الجسمية منهم من أول كل آيات الصفات وهم المؤولة، ومنهم من سلك طريق السلف فقال بإمرار آيات الصفات بلا تفسير اعتقادا بأن هناك إشكالية في إثباتها على ظاهرها بالمعاني المتبادرة إلى أذهاننا واعتقادا أيضا جازما بأن هذا باب فوق حدود العقل البشري، وليس لنا أن نلج فيه، وهذا يختلف عن نفي الصفات أو تأويلها.
والسبب الثاني هو أن نفى التركيب والحد منقول عن أئمة أعلام وكلامهم وثقه المحققون...
بل يمكن حلها لأنك انت و هم معك ...كما تنقلون عن الطحاوي انكار الحد...خصومكم ينقلون عمن هم اجل من الطحاوي و اعلم و يدخلون في القرون الخيرية التي اثنى عليها النبي صلى الله عليه و سلم دون الامام الطحاوي ينقلون عنهم نقلا صحيحا باثبات الحد لله ...و المحققون يوثقون النقل عنهم باكثر مما يوثقه الطحاوي عمن ينكرونه...و انت تدعو خصومك الى السكوت عن اثبات لفظ الحد و ان افترضنا ان معناه صحيح لأنه لم يوجد في كتاب و لا سنة و لاتكلم به الصحابة فيقولون لك و كذلك لفظ الجسم و التركيب و التبعيض و التحيز و الجهة و الجوهر و العرض و حلول الحوادث و غيرها من الألفاظ و ان افترضنا ان معناها صحيح فيجب السكوت عنها ايضا لأنها بحسب منطقكم ايضا لم توجد لا في كتاب و لا سنة و لا تكلم بها الصحابة ...
فلا تجد انت لترد عليهم احتجاجهم هذا الا بقولك: و لكن معنى الجسم و التركيب و غيرها معناها صحيح و منقول عن ابن القيم و الطحاوي و التميمي ؟؟ وهم ائمة محققون؟؟ فيقولون لك فكان ماذا؟؟؟ و هل رأيتنا اتينا بلفظ الحد و البينونة و الذات من بيوتنا؟؟ و معاني هذه الألفاظ على معهود اللغة اصح من معاني الفاظك التي لم يعلم انها خرجت الا من اللسان الأرسطي ...و تكلم بها ائمة اوثق من ائمتك و افضل بشهادة النبي صلى الله عليه و سلم من ابن المبارك الى الامام احمد...و مع ذلك نتخلى عنها في سبيل الاعتصام فقط بالفاظ الكتاب و السنة و لا تقبل انت ان تتخلى عن الفاظك مع انها ليست من الفاظ الكتاب و السنة ؟؟ فتقول لهم انت : و لكني اعني بالفاظي معناها المعلوم من الشرع و اللغة من نفي ان الجسم الجسدي لا نفي مطلق الجسم الكلامي فيقولون لك و نحن ايضا نعني بالفاظنا معنى الحد المعلوم من الشرع و اللغة من كون الاله علي على خلقه مستو على عرشه لا يدخل خلقه فيه و مع ذلك نتخلى عن الفاظنا لما في دعوتك من حسن الاعتصام بالفاظ الكتاب و السنة...فما بالك انت تصر على الاحتفاظ بالفاظك..؟؟؟
ارجو ان اكون وفقت لشرح المأخذ و الا فلا ادري كيف افسر لك الأمر اكثر...
اما قضية ان الكلام معبر عن الاعتقاد فاعتقاد ماذا ؟؟ قلنا ان لا احد من السلف تكلم بلفظ الجسم قط لا بنفي و لا باثبات...فلا احد جادل ان السلف معتقدون قطعا لنفي الجسد المعروف في اللغة عن الله...لكن لفظ الجسم الكلامي الذي ظهر مع المعتزلة وهو نفس لفظ الجسم المعروف الآن في علم الكلام ...فهذا الاصطلاح قطعا لم يتكلم به السلف لا اثباتا و لا نفيا..و قلنا ان حتى النقل الذي نقلنه عن الامام التميمي مع ان مذهبه معروف بين الصفاتية ...حتى هذا النقل مع انه لا يورد كلام الامام احمد و انما يتكلم عما يظنه اعتقاده و مذهبه...ليس فيه تجويز للكلام باصطلاح الجسم الكلامي المعروف...بل اكثر ما فيه نفي لمعنى الجسم اللغوي المعروف من الجسد..و يظهر ذلك بان المتكلمين ينفون عن الله الجسمية مطلقا و الجسمية عندهم تشمل الهواء مثلا لكن في الاصطلاح اللغوي الذي ينفيه كلام التميمي و كلام ابن القيم و غيره لا يشمله...فالفرق هو التكلم باصطلاح الجسم مطلقا...نفيا او اثباتا كما يفعل المتكلمون ...و اظن المسالة واضحة من الأول..

محرز الباجي
2011-03-23, 05:27 AM
صاحبنا إبن الرومية إن أردت أن تضحي بإثبات أهل السنة مقابل سكوت فسطاط النفاة فضحي وحدك فكل نفس بما كسبت رهينة أم أهل السنة فإنهم لا يعطون الدنية في دينهم ما داموا يعتقدون أنهم على الحق وقد إنقسمت الأمة إلى فرق عديدة ولا يزالون مختلفين وليس علينا هداهم وما نحن بمسيطرين على قلوبهم فهذا من إختصاص الرب عز وجل وليس علينا إلا قول الحق والصدع به و أعلم أن الدين ليس صفقة فيها مساومة وتنازل وأخذ ورد أما من خالفونا في تفاصيل الإعتقاد ولم يخرجهم خلافهم لنا إلى الكفر وكانوا صادقين في طلب الحق فلهم علينا كل حقوق الإسلام من المحبة والموالاة والنصرة والنصيحة والتعاون على البر والتقوى لكننا لا نقر أحد ا على باطل ولا نداهن ولا ننافق

ابن الرومية
2011-03-23, 06:31 AM
لكننا لا نقر أحد ا على باطل ولا نداهن ولا ننافق
و هل ترى ان اقرارهم على ان لا نتكلم لا نحن و لا اياهم الا بكتاب الله و سنته فقط..و نقول في الاثبات استوى على العرش و نسكت و لا نقول لا بذاته و لا بحد و نقول في النفي ليس كمثله شيء و نسكت و لا نقول بلا حركة و لا انتقال و لازوال و لا تركيب و لا تبعيض و نشتغل جميعا بالفقه كما رواه الامام الشيباني عن ابي حنيفة انه كان يحثهم على الفقه و ينهاهم عن الخوض في الكلام ...هل ترى هذا المسلك باطلا حتى يكون الاقرار على هذا المسلك اقرارا على باطل ؟؟ هل ترى فيه مداهنة ما دام الجميع ساكتين عما سكت عنه الكتاب و السنة؟؟ هل ترى في سلوك هذا المسلك المتواتر عن اوائل السلف و طبقتهم العليا و الجامع بين الناس بعد ان تفرقوا نفاقا؟؟ و الله امر بالجماعة كما امر بالسنة و لا تتفق صفة الشهادة للطائفة المنصورة الا بهما دون الاكتفاء بأحدهما؟؟

محرز الباجي
2011-03-23, 07:47 AM
قد تكلم القوم وأحدثوا في الدين ما الله به عليم ولا يزالون على هذا وقدتصدى لهم من أهل الحق طوائف فسددوا وقاربوا والله يغفر لهم فيما جانبوا فيه الصواب والقسط من لزوم مالا يلزم ومجاوزة الحد في الإثبات أما ما كان من لوازم الإثبات الصحيح فنحن أهل السنة نجاهر به بملئ أفواهنا لأن لازم الحق حق أما أن تجمع الناس على عقد واحد فهذا أمر محال بعدما أخبر الصادق المصدوق أن الأمة ستفترق لكنها لا تجتمع على ضلالة وأنه لا تزال طائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم وليس لنا إلا الدعوة والبيان والله يعلم المفسد من المصلح والمحق من المبطل بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره

ابن الرومية
2011-03-24, 02:25 AM
قد تكلم القوم وأحدثوا في الدين ما الله به عليم
فان وصلنا معهم الى ان يسكتوا عن هذا الذي احدثوه و لزوم الحد في النفي مقابل ان نسكت نحن عما تكلمنا به لرد بدعتهم و لا نتكلم جميعا الا بالفاظ القران و السنة في هذا الموطن اترى هذا نفاقا و مداهنة و اعطاء الدنية من الدين ؟؟؟
اما حديث النبي صلى الله عليه و سلم فلا حجة فيه لأنه كلام عن جانب القدر و لم نكلفه و لا نحتج بالقدر بل كلفنا جانب الشرع و امر الشرع جاء بمحاولة لم شمل الجماعة ما امكن و مقاومة هذا الافتراق القدري ما امكن فان جوزت لنفسك الاحتجاج بالقدر لترك العمل بأصل الجماعة جاز لاخر ان يحتج بنفس الحجة لترك اصل السنة و يقول لك ما داموا مختلفين مختلفين فليس لي ان ابين السنة اصلا ...و هذا ظاهر العوار لكل احد

خلوصي
2011-03-24, 02:43 AM
أستاذي الحبيب ابن الرومية :
يؤسفني أن أقول بأن كثيرًا من أقوالك و أحكامك فيها أغلوطات و أخطاء منهجية ! و يخفف حزني لها ثقتي بمدى صدقك .. فسامحني .
و سامحني أنني الآن لا أقدر على بيانها ! بل إنني منزعج من احتمال بقائها دون بيان ! كما كان يعتريني في أيام المفاهيم التبليغية ! إذ أشعر أننا في أودية مختلفة ! و سبب كثير من ذلك ألفاظ تحتاج تحريرًا و منطق تأسس يصعب إعادة بنائه ! و مفاهيم لا تتوارد على محالّ للبحث واحدة !؟!
خذ الآن هذه يا سيدي :
كيف تعتبر هذه العقيدة عن الإمام الأعظم من جنس البدع ؟
و ما الذي يرجّح عندكم أقوال يزيد على أقوال أبي حنيفة ؟
حينها أجب عن سؤالي هذا - تفضّلًا -:
ما الذي جعل محدّثًا " سلفيًّا " يتسبّب في وفاة الإمام البخاري كمدًا ! في مسألة عقدية !؟!

محرز الباجي
2011-03-24, 05:27 AM
يا أخي الحبيب أليس الخبر في مسائل العقيدة له معاني مطلوبة قد أراد الرب منا تدبرها و عقل معانيها والعمل بموجبها حالا ومقالا وأفعالا فكانت طائفة أصابت مراد الله من خبره وكانت أخرى أخطأت الطريق والغاية وهذا قد حصل بقانون ضرورة الأشياء الذي سنه الله في الخلق وأنا لا أحتج بالقدر لتقرير واقع لكنك ننت تطلب أمرا شرعيا وكونيا بالإجتماع على فهم واحد وعقد واحد وهذا أمر محال لكن كما قلت لك سابقا ليس لنا إلا الدعوة والإرشاد والنصيحة والدعاء وكل ما هو تحت قدرتنا فأين الإحتجاج بالقدر على البطالة والكسل والعجز ونزاعنا هو في الطوباوية و العقلنة ومعرفة حدود الأشياء التي حدها الله عليها

ابن الرومية
2011-03-24, 06:10 AM
لا شك شيخنا الفاضل ان في هذا المسلك السكوت عن عما سكت عنه الكتاب و السنة و الذي اطبق السلف عليه سواء يزيد او النعمان...لاشك ان هذا المسلك صعب و سيرى فيه الجانبان و الخصمان مداهنة او نفاقا او اغلوطات منهجية ...و ليس العيب في هذا المسلك و انما العيب في نفوسنا التي تستخفي فيها شهوة الجدل و الخصومة في الدين ...و لا ابرئ نفسي منها...فمن قال ان الاعتصام بالكتاب و السنة و هدي السلف سهل ؟؟ و رحم الله من كان يكلمنا عن الصبر و اليقين و كيف انهما مواد الاستبصار...
اما قولكم عن امامنا و سيدنا ابي حنيفة النعمان فمع قصور مرتبته في هذه الأبواب لا في غيرها عن مرتبة شيخ الاسلام يزيد بن هارون بلا شك ...و مع ذلك لم يصح النقل عنه بما يخالف قول يزيد و ائمة السلف في هذا الباب..فكلهم بالنقل المستفيض عنهم اجمعوا على أن التكلم بهذه الاصطلاحات الحادثة مذموم ...و هذه ابواب التاريخ مشرعة..لن تجد متكلما بهذه الاصطلاحات في عهد يزيد و ابي حنيفة و الشيباني و الشافعي الا من اتفق السلف على ذمهم كحفص و بشر ...و لا يقدر احد ان ينقل عن هؤلاء الأئمة لفظا واحدا تكلموا فيه بهذه الاصطلاحات الحادثة...فهذا كان الباب المختوم منهم ..و عليه كان اجماع كلمتهم و ما زالت جماعة السنة يدا واحدة على مزلاج هذا الباب
الى ان اتت محنة الامام البخاري...فهي فاتحة هذا الباب...و اول افتراق في هذه الجماعة مع قرب انقضاء القرون الخيرية فكان مصداقا لكلام النبي صلى الله عليه و سلم ان وصفهم بالخيرية فما كانت لكلمتهم ان تفترق الا بعد انقضاء المدة...و حقت كلمة ربك...فما اجتمع بعدهم الخير كله في فرد و لا جماعة كما اجتمع فيهم...و سبب هذا الافتراق في ما تأملته و سبب القدر فيه هو تفريط وقع في اخر هذه القرون و تهاون في سد هذا الباب فدخلت على افراد من ائمة هذا الحقب شوائب هذه الاصطلاحات و تكلموا ببعضها فاصابهم من سوء الفهم بعضهم لبعض ما انتج فرقة فيهم بقدر ما تساهلوا فيه...و كانت اول اختلاف في هذه الجماعة الخيرية مؤذنة برحيلها كما قلنا و قلب اهل السنة يتفطر الما يمكن ان تحسه في مقدمة كتاب الاختلاف في اللفظ للامام ابن قتيبة ..فوالله اني لتخيلته باكيا...و هو يحكي هذا الاختلاف في هذه القضية من لفظي بالقرآن اهو مخلوق ام لا...و ما زال الاشتغال بهذا الأمر يترى حتى اصاب شراره باقي العلوم و حتى آل حالنا الى ما ترى ...اشتغال بما لا يعلم...و اهمال لما يعلم...
أفما آن ان نعود سيرتنا الأولى؟؟ أفما آن نسد هذا الباب على ما سده سلفنا و ندع اتباع سبيل اليهود و النصارى فيه؟؟ فوالله لن يحاسبك الله بتركك لكتاب الأربعين و لا بتركك لكتاب الواسطية و لا بتركك لكتاب الفاروق و لا بتركك لكتاب ابطال التاويلات و لا بتركك لكتاب التمهيد و لا بتركك لكتاب شرح الأصول الخمسة و لا المغني و لا الفصل في الملل و لا الابانة و لا الشريعة و لا التوحيد ...فوالله لن يسألك الا بتركك لما في كتاب الله و سنته و ما دلا عليه من اجماع السلف....و هذه قد اجمعت على السكوت في هذه المواطن...و الاشتغال بما هو اولى من الفقه و العمل...
فان قال احدهما ان لا اجماع اخرجناه له متواترا زكيا كالمحجة البيضاء في ذم التكلم بهذه الاصطلاحات و الدخول فيها ..و ان قال الجانب الآخر انهم تكلموا بالفاظ الاثبات قلنا قد علقوا كلامهم بكلام غيرهم فان سكت غيرهم فقد انتفت علة الحكم ...
وو الله لتبرقن عين كل سلف صادق ان دعوته الى هذه الكلمة السواء...وقد ورد من غير وجه عن العلامة ابن باز انه قرئ عليه اول درء التعارض و فيه من الخوض في هذه الاصطلاحات فكرهه و تجاوزه الى غيره...مع انه خوض بحق و من قبيل ان لم يسكتوا لم نسكت كماقال الامام احمد...و اعيا كثيرا من الناس تأويل فعل هذا الامام الرباني رحمه الله اذ لم تتسع حويصلتهم لما فهمه ...فهذا الرجل قد كان يرى امته متأخرة و هذه الأبحاث فيما سكت عنه الكتاب و السنة تؤخرها عن الاشتغال بما تكلم فيه الكتاب و السنة ...كان رحمه الله يرى الوقت و يقدره...و هؤلاء الكفار الغربيون قد قاموا بموجب نصيحة الامام الشافعي للمزني ...و اشتغلوا بفقه عالم الشهادة دون عالم الغيب...فانظروا رحمكم الله كم هذا التفاوت الذي بيننا...فهل انتم منتهون؟؟؟ هل انتم منتهون؟؟ هل انتم منتهون؟؟
فان توليتم ..فاشهدوا اني قد انتهيت .....سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

خلوصي
2011-03-24, 06:42 AM
وو الله لتبرقن عين كل سلف صادق ان دعوته الى هذه الكلمة السواء...وقد ورد من غير وجه عن العلامة ابن باز انه قرئ عليه اول درء التعارض و فيه من الخوض في هذه الاصطلاحات فكرهه و تجاوزه الى غيره...مع انه خوض بحق و من قبيل ان لم يسكتوا لم نسكت كماقال الامام احمد...و اعيا كثيرا من الناس تأويل فعل هذا الامام الرباني رحمه الله اذ لم تتسع حويصلتهم لما فهمه ...فهذا الرجل قد كان يرى امته متأخرة و هذه الأبحاث فيما سكت عنه الكتاب و السنة تؤخرها عن الاشتغال بما تكلم فيه الكتاب و السنة ...كان رحمه الله يرى الوقت و يقدره...و هؤلاء الكفار الغربيون قد قاموا بموجب نصيحة الامام الشافعي للمزني ...و اشتغلوا بفقه عالم الشهادة دون عالم الغيب...فانظروا رحمكم الله كم هذا التفاوت الذي بيننا...فهل انتم منتهون؟؟؟ هل انتم منتهون؟؟ هل انتم منتهون؟؟
فان توليتم ..فاشهدوا اني قد انتهيت .....سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

أنا و أنت انتهينا أستاذنا .. من زماااان .
و لكن فاسأل " كل سلفي " أو " عامة السلفيين " أو " كل سلفي صادق " ممن عبّرتم عنهم باضطراب :
هل يسمّون هذا المسلك بالتفويض الذي هو شرّ عندهم من التأويل أم لا !؟!
أتراك تستدلّ بالشيخ الجليل ابن باز على قوة مسلك السلفيين أم ضعفهم إذ لم يسلك " عامّة مثقفيهم و طلاب العلم منهم " هذا المسلك !؟!
و تأمّل منتدى العقيدة لترى بنفسك أن أشدّ من يحيي تفاصيل كلام الأشاعرة اليوم هم " السلفيّون " !!فكيف ب " كلام " الحنابلة !!
و تأمّل " مجموعات " العمل الربانيّ اليوم ممّن لم يسمّي نفسه بالسلفي كيف يحاربه " صحبك " مع أنّه قد غاب في الأمّة هذا اللون العزيز النادر الساحر ! من قرون !!
فهل صحبك منتهون :) !؟!

ابن الرومية
2011-03-24, 06:56 AM
اما عن نفسي انا لي زمان سيدي و انا منشغل بمشروع لي ارجو من الله تيسير اخراجه و من توفيق الله انه كان عن هذه الثورات قبل ان تحدث بسنتين و هذا ما قوى من ايماني ان من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه...و قلما ادخل في هذه المواضيع ...فلما رأيت رابط الدكتور استبشرت...فقلت هي هذه الكلمة السواء..لكن ساءني ما اجده من اشاعرة الوقت من الدعوة الى نصف هذه الكلمة تلبيسا...و انما تصح هذه الكلمة بشقيها ان نسكت عن كل ما سكت عنه الكتاب و السنة...فكما تعيب انت الآن على اصحابي السلفيين انهم يتركون نصف الكلمة في الاثبات فاصحابك من الأشاعرة يتركون نصفها في النفي و يسمونه تفويضا وهو نفي...اذ لم يقل لك ايضا الكتاب و السنة ان ظواهر الآيات غير مقصودة ولا ان ايات الصفات لا معاني لها ..فان اتفقنا على هذا القدر اتفقنا على نهج السلف الأول قبل دخول لسان ارسطاطاليس الأول..نقرأ استوى على العرش و نقرأ ليس كمثله شيء...و نترك المعاني لفهم الناس من معهود الشرع و اللغة دون حاجة ان نقول بذاته و لا بحد و لا بلا تركيب او تبعيض و لا جوهر و لاحلول حوادث و الدخول في هذا الكلام و ليسعنا ما وسع الصحابة و من بعدهم... و ما سماه الناس بالكلام الا لأنه لا ينتج الا كلاما و كلاما دون اي فعل على ارض الواقع...

المهم ...بقي امر واحد وهو ان يقول لنا السلفيون و الأشاعرة معا: ها قد ضمنا بعضنا في السكوت عن الخوض في هذه المضايق...و نحن مسلمون مصدقون بالله..فما نفعل مع الملحدين ؟؟ فلا بد من منافحتهم بهذا الخوض و لا ينفع الاحتجاج عليهم بسكوت الكتاب و السنة...؟؟؟

أبو الفداء
2011-03-24, 08:20 AM
أخي الفاضل ابن الرومية، تابعت مناظرتك للأخ الدكتور، وكنت أظن أنك تريد الوصول إلى إلزامه بأنه لا يمكنه أن يسكت عن تلك الكلاميات المذمومة ولو حرص، ما دام باقيا على اعتقاد لا يتحرر إلا بها.. ومن ثمّ فلا يمكننا نحن أن نسكت عن واجب الرد والبيان والفرقان بتلك المصطلحات وغيرها كصنيع سائر الأئمة، ولكن رأيتك تجنح بعيدا عن هذا الإلزام، فلا أدري الآن إلى أين أنت ذاهب بهذا، بارك الله فيك؟
لا أدري - حقيقة - كيف يُطالب الناس بما يخالف السنن الكونية الماضية فيهم، يقال لهم فلنرجع جميعا إلى عصر لم يكن فيه كلام بهذه المصطلحات ولا ما يلزم من رد عليها! يعني نركب آلة الزمن مثلا أم ماذا؟ (ابتسامة)
البدعة موجودة ومبثوثة ولها من يعتقدونها وينتصرون لها، وقد صارت هي الدين عند أصحابها، فلا نسكت حتى يسكتوا! ولن يسكتوا ما داموا يؤمنون بصحة تلك العقائد وأنها هي الدين الحق!

/// أما ما تفضلت بذكره عن ابن باز رحمه الله فهل صرح الشيخ بكراهة دراسة هذه الأبواب مطلقا؟ لا شك أنك تدري من سيرة الشيخ ومن منهجه العلمي ما يخالف ذلك! فإن قلت إن الشيخ إنما أراد مراعاة أحوال هؤلاء الطلبة وعقولهم، وغير ذلك من فقه أولويات في الدعوة وطلب العلم وما إلى ذلك، قلنا لك لا خلاف في صحة هذا المسلك ودلالته على رجاحة عقله وسعة علمه رحمه الله، ولكنه لا يلزم منه الدعوى إلى سد باب الجهاد العلمي في تلك القضايا الخطيرة بإطلاق كما يدعو بعضهم خلافا للواقع ولسنن الكون!

/// وعلى أي حال فنحن نقول للمخالفين، أحرقوا سائر ما تدرسونه في كلياتكم ومعاهدكم من البدع الكلامية، وتعهدوا بحرق تلك الكتب جميعا في صعيد واحد، وبالتوبة عن بث تلك العقائد المكذوبة على الصحابة والسلف (بما فيها التفويض!!) ونحن نقف معكم في ذلك يدا واحدة، ونرجع جميعا إلى ما كان عليه الصحابة قبل ظهور تلك المصطلحات ... ولكن أسألك بالله هل تتصور حقا أن يقع مثل هذا الأمر يوما ما؟؟

/// تقول لا احتجاج بالقدر، وصدقت. ولكن الفاضل الذي ساق حديث الافتراق في هذا المقام لم يقصد الاحتجاج بالقدر على مشروعية البقاء على الفرقة! فنحن جميعا متفقون على ضرورة العمل على رفع تلك الفرقة وتوحيد كلمة المسلمين، وعلى الكراهة والمذمة الشرعية للفرقة والشقاق! وإنما المقام مقام إثبات لسنة كونية جاء تقريرها في خبر غيبي مستقبلي، مفهومه أن ذلك الافتراق باق في أهل القبلة إلى قيام الساعة، فلا يصح لعاقل يعي هذا المعنى أن يتصور أن يأتي يوم تزول فيه تلك الفرقة وهذا الاختلاف زوالا كليا من الأمة، فيطالب الناس بإهمال تلك المصطلحات كلها وتركها حتى تختفي من تلقاء نفسها وكأنها لم تكن!
ليس القوم بتاركيها يا حبيب حتى يؤمنوا بأن عقيدة السلف كانت على خلافها، وهذا لا سبيل إلى تحقيقه إلا بما سلكه الأئمة رحمهم الله من الرد والتفنيد والإلزام، فتأمل!
أما ذمّ الأوائل لتلك المصطلحات، فهل يلزم منه ذم ما خاض به غيرهم من أئمة السنة في الرد والتفنيد والإلزام بها وبغيرها، كشيخ الإسلام وغيره؟ هذا لا أحسبك تقول به، بارك الله فيك.
بعد وقوع الافتراق بالفعل، وظهوره واقعا محققا، وظهور الباطل وانتشاره في الناس، فإنه لا يكون علاج ذلك الافتراق بدعوة الأمة إلى الانشغال والتلهي عنه والسكوت عن مادته، وإنما بدعوة الناس للزوم سبيل أئمة السنة في بيان الحق من الباطل، طلبا للاجتماع على الحق، مع تقدير الأولويات وتقدير كل مقام بحسبه وكل حاجة بحجمها عند الخطاب وعند المناظرة والجدال، ومراعاة مقامات المخاطبين وحفظ حقوقهم الشرعية.. الخ (وهذا فقه مستقل)!
فإن قوما يدينون بتلك الكلاميات في ذات الله تعالى، وقد تقلبت عليهم القرون في ذلك وهم يبدِّعون من يخالفهم فيها، ليسوا بتاركين تلك المصطلحات أصلا لقول قائل "فلنسكت جميعا عما سكت عنه الأولون"، إلا ما كان على سبيل التفويض والتعطيل على نحو ما يدين بعضهم! فكان مجرد بيان أن سكوت الأولين لم يكن تفويضا كما يحلو لبعض المخالفين أن يزعموا = خوضا ضروريا وواجبا شرعيا (من حيث الأصل) للفرقان بين سكوت حق وسكوت باطل! وليست دعوى الشيخ ابن عقيل الظاهري (عفا الله عنه) للسكوت في مسألة خلق القرءان عنا ببعيد!
فالحاصل أيها الفاضل أنني أكره أن يشط بك الإلزام الذي رأيتك تبنيه مع محاورك إلى ما لا يُتصور كونا ولا عقلا.. فانبته لهذا بارك الله فيك.

الاوزاعي
2011-03-24, 08:57 AM
[size=6][b]أما الأخ الكريم عمرو بسيوني الذي يريد أن يبدأ واحدة واحدة فيقول:
الصفات التي وردت في الكتاب والسنة لها معان معلومة أم لا ؟
أقول له: نعم يا أخي الكريم لها معان معلومة، لذا أطلب منك تحديد المعنى المعلوم لليدين الذي تثبته لله تعالى. ولكي أسهل عليك المهمة سأذكر لك المعاني المعلومة لليدين في لغة العرب نقلا عن الإمام القرطبي والشوكاني وإن أردت أن تضيف معنى معلوما جديدا فلا بأس فهم ليسوا آلهة ولا معصومين لكن عليك أن تختار أحد المعاني المعلومة في لغة العرب وتقول هذا هو المعنى الذي أثبته لله تعالى. قالا: (اليد في كلام العرب تكون للجارحة كقوله تعالى {وخذ بيدك ضغثا} ص44. وتكون للنعمة؛ تقول العرب: كم يد لي عند فلان، أي كم من نعمة لي قد أسديتها له، وتكون للقوة؛ قال الله عز وجل {واذكر عبدنا داود ذا الأيد} ص17، أي ذا القوة. وتكون لإضافة الفعل إلى المخبر عنه تشريفا له وتكريما؛ قال تعالى {يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} ص75). وقال الشوكاني في "فتح القدير" (والعرب تطلق غل اليد على البخل وبسطها على الجود مجازا ولا يريدون الجارحة).
لذا يجب عليك إما أن تحدد المعنى الذي تثبته لله تعالى أو تقول بإمرار الآيات على ظاهرها والسكوت على ما سكت عنه الصحابة.


طيب؛ فعلى أي معنى من هذه المعاني يحظى بها يد الباب - باب المنزل أو السيارة- من تلكم المعاني المذكورة هاهنا ؟؟
وأرجو المعذرة لتطفلي هنا، وقد جاء دخولنا لهذا الموضوع متأخراً ولم أقرأ جميع المشاركات بعد كما ينبغي!!.

د/حمادة
2011-03-24, 10:08 AM
معذرة للإخوة جميعا فقد أعددت كلمتي هذه قبل أن أرى كلمات الأمس فرأيت إنزال كلمتي أولا ثم أعود فأقرأ الكلمات السابقة

أخي الكريم / ابن الرومية
لقد رأيت الحق والصدق في كلامك عند ردك على الأخ الكريم محرز الباجي حيث قلت:
و هل ترى ان اقرارهم على ان لا نتكلم لا نحن و لا اياهم الا بكتاب الله و سنته فقط..و نقول في الاثبات استوى على العرش و نسكت و لا نقول لا بذاته و لا بحد و نقول في النفي ليس كمثله شيء و نسكت و لا نقول بلا حركة و لا انتقال و لازوال و لا تركيب و لا تبعيض و نشتغل جميعا بالفقه كما رواه الامام الشيباني عن ابي حنيفة انه كان يحثهم على الفقه و ينهاهم عن الخوض في الكلام ...هل ترى هذا المسلك باطلا حتى يكون الاقرار على هذا المسلك اقرارا على باطل ؟؟ هل ترى فيه مداهنة ما دام الجميع ساكتين عما سكت عنه الكتاب و السنة؟؟ هل ترى في سلوك هذا المسلك المتواتر عن اوائل السلف و طبقتهم العليا و الجامع بين الناس بعد ان تفرقوا نفاقا؟؟ و الله امر بالجماعة كما امر بالسنة و لا تتفق صفة الشهادة للطائفة المنصورة الا بهما دون الاكتفاء بأحدهما؟؟
والله يا أخي الفاضل هذا هو الحق ... وهذا هو منهج العلامة ابن كثير، ومن اتبع هذا الطريق هدي إلى صراط مستقيم ولا أملك إلا أن أقول بارك الله فيك فهذه هي عقيدة الصحابة والتابعين حتى دخل على الأمة علم الكلام ... وقبل أن أقرأ هذا الكلام الطيب قرأت كلامك السابق وأعددت ردودا على ما جاء فيه من علم كلام، فلما رأيت في كلامك الأخير الصدق والإخلاص ورأيت جمال عقيدة الصحابة وبساطتها ترددت كثيرا في إرسال تعليقاتي.
إن هذه العقيدة التي سطرتها في الأسطر السابقة ليست من باب التنازل عن جزء من الحق بل هي الحق. وهي عقيدة من أراد اتباع الصحابة وامتصاص فتن الخلاف. وإن ظهور طوائف منحرفة أو مبتدعة تحدث ألفاظا في باب العقيدة يجب ألا يخرجنا عن جمال عقيدتنا وبساطتها، فلا نرد على علم الكلام بعلم كلام بل ننهاهم عن الألفاظ المحدثة ونستمسك ببساطة عقيدتنا نقية كما هي، فإعجاز عقيدة الصحابة يكمن في بساطتها.
أما مسألة الجسمية يا أخي الكريم فإمامي الأول في هذا الباب وهو العلامة ابن كثير قد تجاهلها، وإمامي الثاني وهو الشوكاني أيضا تجاهلها، فعندما نقل من الإمام القرطبي تفسيره لقوله تعالى "بل يداه مبسوطتان" قال القرطبي ((اليد في كلام العرب تكون للجارحة كقوله تعالى {وخذ بيدك ضغثا} ص44، وهذا محال في حق الله تعالى، وتكون للنعمة؛...) حذف الشوكاني في فتح القدير كلمة (وهذا محال في حق الله تعالى) ومن الواضح أنه أراد تجاهل نفي الجسمية والجوارح لأنه لا يملك دليل نفي.
ولكن التجاهل يا أخي الفاضل يختلف عن الهجوم على نفاة الجسمية لأن نفي النفي إثبات، ولأن الهجوم عليهم أدخلك في علم الكلام، ولأن العقيدة مبناها على العلم لا على الجهل، فلا نستطيع أن نجعل جزءا من عقيدتنا محاربة المثبتين ومحاربة النفاة للجسمية، لأن الحق واحد، ومحاربة المثبت والنافي لنفس الشيء يدل على الجهل فلا يجوز أن يكون جزءا من العقيدة.
وحيث أن العقيدة ليست اتفاقا بيني وبينك لذا فبعد تفكير طويل رأيت أن موضوع الجسمية بحث مستقل تماما، فإن ثبت أنه بدعة وقفنا سويا ضده، وإن ثبت أن الأئمة ومنهم الإمام أحمد وأنت تعلم من هو الإمام أحمد قد نفوا عن الله الجسم نقول بقوله أو على الأقل نتوقف عن محاربة نفاة الجسمية، أما ظنك أن نفي الجسمية عن الله سيدعونا إلى نفي الصفات فهذا ظن خاطئ فنفي الجسمية إن ثبت أنه الحق سيدعونا إلى الاستمساك بهذه العقيدة في جمالها وبساطتها تماما كما ذكرتها أنت. لذا فمناقشة موضوع الجسمية يجب أن يتم بنزاهة وشفافية بلا خوف من أن يجرنا إلى التأويل.
إذا اتفقنا على ذلك يمكننا القيام ببحث عن حكم التجسيم في المذاهب الأربعة. وبسبب طول هذا الموضوع في المذاهب الأربعة رأيت تأجيل الكتابة فيه والاكتفاء الآن بالتعليق على ما كنت أعددته قبل قراءة كلمتك الطيبة. وهذا هو تعليقي:

حقيقة لم أفهم الفرق بين الجسم اللغوي والجسم الكلامي ومن أين ذهبت إلى أن الجسم الكلامي يشمل الهواء واللغوي لا يشمله، من قال ذلك من الأئمة الأعلام، ولكن حسنا أنك ذكرت ثمرة الفرق بينهما فتقول: وثمرة الفرق تظهر بان الامام احمد كما انكر على المثبثين للجسم انكر ايضا على النافين له... بنفس هذا النص الذي تذكره.
من أي كلمات الإمام أحمد ذهبت إلى أنه أنكر على النافين للجسم كما أنكر على المثبتين له...
وتقول: ومذهب الامام احمد هو عدم التكلم بلفظ الجسم لا اثباتا و لا نفيا
فكيف ترى كلمة: لا يجوز أن يسمى جسما ... وكلمة: لخروجه عن معنى الجسمية .. ألم يتكلم بلفظ الجسم
وتقول: خصومكم ينقلون عمن هم اجل من الطحاوي و اعلم و يدخلون في القرون الخيرية التي اثنى عليها النبي صلى الله عليه و سلم دون الامام الطحاوي ينقلون عنهم نقلا صحيحا باثبات الحد لله
ولكنك لم تذكر يا أخي الكريم أحدا ممن هم أجل من الطحاوي وأعلم يقول إن الله له حد (طول وعرض) فضلا عن توثيق نسبة الكلام إليه.

د/حمادة
2011-03-24, 10:23 AM
أخي الكريم / الاوزاعي
نرحب بدخولك في الحوار فأهلا وسهلا بك وبكل من يريد المشاركة

لو أنك رجعت إلى ما نقلته في لسان العرب لابن منظور لوجدت الآتي:
اليد: الكف ... ويَدُ السيفِ: مَقْبِضُه ..... واليَدُ: النِّعْمةُ والإِحْسانُ تَصْطَنِعُه والمِنَّةُ والصَّنِيعَةُ، وإِنما سميت يداً لأَنها إِنما تكون بالإِعْطاء والإِعْطاءُ إِنالةٌ باليد،
واليَدُ: القُوَّةُ. ...
وعلى هذا فيد الباب مقبضه... فضلا عن أن هناك كلام أكثر في لسان العرب فاكتفيت ببعضه

الاوزاعي
2011-03-24, 01:11 PM
أخي الكريم / الاوزاعي
نرحب بدخولك في الحوار فأهلا وسهلا بك وبكل من يريد المشاركة

لو أنك رجعت إلى ما نقلته في لسان العرب لابن منظور لوجدت الآتي:
اليد: الكف ... ويَدُ السيفِ: مَقْبِضُه ..... واليَدُ: النِّعْمةُ والإِحْسانُ تَصْطَنِعُه والمِنَّةُ والصَّنِيعَةُ، وإِنما سميت يداً لأَنها إِنما تكون بالإِعْطاء والإِعْطاءُ إِنالةٌ باليد،
واليَدُ: القُوَّةُ. ...
وعلى هذا فيد الباب مقبضه... فضلا عن أن هناك كلام أكثر في لسان العرب فاكتفيت ببعضه


طيب، جميل جداً؛ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هاهنا يا أخي د.حمادة المحترم هو:
ما الذي جعلك تدرك هاهنا هذا المعنى ليد الباب بالتحديد لا غيره؟
بمعنى لمَ لمْ تقل بأن معناها هاهنا هو القوة أو كف الباب أو ما شئت من معان أخرى نقلتها؟
ثم هل يد الباب التي جاء معناها هنا بـ (المقبض) هي ذاتها اليد التي في السيف والتي معناها (المقبض)، أو يد ماكينة الخياطة وما شابه!!

د/حمادة
2011-03-24, 05:03 PM
أخي الكريم / الاوزاعي
السياق يا أخي الفاضل وما تضاف إليه اليد هو الذي يجعلنا نضع لفظ اليد بمعنى الجارحة أو العضو أو الكف إن أضيفت إلى إنسان أو حيوان، أو بمعنى مقبض إن أضيفت إلى ما يقبض الكف عليه كيد الباب ويد السيف، أو فضل ونعمة تعطى باليد إن أضيفت إلى صاحب الفضل، كأن تقول لفلان يد علينا، أو قوة وتحكم إن أضيفت لمن يتحكم في شيء أو يتحكم في غيره فنقول هو في يدي أو في قبضتي. ولمزيد القوة والتحكم يعبر باليمين أحيانا لقوتها فيقول هو في يميني، أو يقولون فلان هو اليد اليمنى للسياسة الأمريكية في دولة كذا. ومنه يقال للمملوك هو ملك اليمين، وقال تعالى "أو ما ملكت أيمانكم"
أما سؤالك هل المقبض هنا هو نفسه المقبض هناك فأقول لك لا، فالشكل يختلف ولكن المعنى واحد فهذا مقبض تقبض الكف عليه وذاك مقبض يختلف شكله، وهذه في الإنسان جارحة وتلك في الحيوان جارحة تختلف عنها في الشكل والهيئة. فهناك معان معلومة لكل لفظ في أي سياق، ثم تختلف الهيئة والشكل.

الاوزاعي
2011-03-24, 06:11 PM
أخي الكريم / الاوزاعي
السياق يا أخي الفاضل وما تضاف إليه اليد هو الذي يجعلنا نضع لفظ اليد بمعنى الجارحة أو العضو أو الكف إن أضيفت إلى إنسان أو حيوان، أو بمعنى مقبض إن أضيفت إلى ما يقبض الكف عليه كيد الباب ويد السيف، أو فضل ونعمة تعطى باليد إن أضيفت إلى صاحب الفضل، كأن تقول لفلان يد علينا، أو قوة وتحكم إن أضيفت لمن يتحكم في شيء أو يتحكم في غيره فنقول هو في يدي أو في قبضتي. ولمزيد القوة والتحكم يعبر باليمين أحيانا لقوتها فيقول هو في يميني، أو يقولون فلان هو اليد اليمنى للسياسة الأمريكية في دولة كذا. ومنه يقال للمملوك هو ملك اليمين، وقال تعالى "أو ما ملكت أيمانكم"
أما سؤالك هل المقبض هنا هو نفسه المقبض هناك فأقول لك لا، فالشكل يختلف ولكن المعنى واحد فهذا مقبض تقبض الكف عليه وذاك مقبض يختلف شكله، وهذه في الإنسان جارحة وتلك في الحيوان جارحة تختلف عنها في الشكل والهيئة. فهناك معان معلومة لكل لفظ في أي سياق، ثم تختلف الهيئة والشكل.


إذن فهذه المعاني التي ذكرت إنما هي من بعد الإضافة لا من قبل!!
وهو الناتج عن إدراكنا لحقيقة وكيفية الذات المضافة إليه هذه الصفة وهي هاهنا ( اليد)!
فما معنى اليد من قبل الإضافة ؟

د/حمادة
2011-03-24, 06:17 PM
فما معنى اليد من قبل الإضافة ؟

قبل الإضافة هناك عدد من المعاني ويستنتج السامع أحد هذه المعاني بعد الإضافة وحسب السياق، ولكن بدون إضافة إلى شيء فالمعنى المتبادر إلى الذهن عند إطلاق اليد أنها الجارحة أو العضو

ابن الرومية
2011-03-25, 03:09 AM
رأيت الكلام كثيرا في هذه المسائل و سأقول ما في نفسي ملخصا و لكم جميعا الخيار...فما وجدتم في هذه الدنيا الا لتختاروا...
بالنسبة لمسألة التجسيم فاصطلاح الجسم عند الكلاميين منزل على اصطلاح الجوهر و مفارقته لاصطلاح الجسم في اللغة مشهور و نفس كلام ابن القيم يشير الى الفرق...فالمصطلح عند الكلاميين و عند المشائين بالخصوص هو اعم من معناه عند اللغويين و لهذا الاجمال في معناه لم يتكلم به السلف حين دخل عليهم و لم يعرف فيمن قبلهم ...فلم يتكلموا به لا اثباتا و لا نفيا...
و صورة الحال :
ان فريقين من المومنين اختصما ...كلاهما رفع شعارات الرجوع الى الكتاب و السنة دون ما سواهما..فحمدناه كعوام و اجتمعنا عليه و علمنا انه خير العمل..فلما قمنا بالنظر في حقيقة هذا الرجوع ...اذا بفريق يقول ان السلف كانوا على ما كان عليه من النفي...فنظرنا في الكتاب و السنة فلم نجد هذه الألفاظ و نظرنا في قرن الصحابة فلم نجد احدا تكلم بها و نظرنا في التابعين و تابعيهم فلم نجد من تكلم بها...فقلنا نحن العوام لا نرضى الا بان نسكت عن كل ما سكت عنه الكتاب و السنة و الصحابة و التابعين...
فنظرنا في الطائفة الأخرى فنظرنا الى كلامها في الاثبات فلم نجده لا في كتاب و لا في سنة و لا تكلم به الصحابة ..فقلنا لهم فلم تكلمتم بها فقالوا انما تكلمنا بها ردا على بدعة الأولين اذ نطقوا بها و قد تكلم بها بعض التابعين و تابعيهم ...فقلنا لهم انما تكلموا بها لوجود مقتضى لم يكن موجودا فيمن سبقهم ...وهو تكلم البعض بلسان اهل اليونان...و لهذا لم يكن لهم ان يسكتوا اذ لم يسكت هؤلاء ...فهم قد علقوا حكمهم هذا بعلة تنعدم مع تصريح مقابليكم انهم سيصمتون عما سكت عنه الكتاب و السنة فما لكم تريدون ابقاء الحكم مع انتفاء علته؟؟ و ما لكم لا يسعكم ما وسع الصحابة ؟؟
فتقول الطائفتان - و هذا العجيب الغريب - قولا واحدا...لا يمكن رفع هذا الخلاف...و سيبقى فلا هم سيسكتوا و لا نحن سنسكت...وهذا هو حقيقة الحال الآن...ما نفع رفعكم لشعار انتم اول من لا يومن به في الواقع؟؟؟ ان كنتم تظنون اننا لا نستطيع ان نعود الى الحال التي كان عليها الصحابة يصمتون عن كل هذا الكلام نفيا و اثباتا و يشتغلون فقط بما تحته عمل ...ان كنتم غير موقنين بامكانية العودة الى هذه الحال فلم تكذبون علينا معا و ترفعون شعار العودة الى ما كان عليه امر اول هذه الأمة و عند انفسكم امر متعذر الوقوع؟؟؟
و هذا هو الذي يبين ان دعوى الاعتصام ان لم تحقق في نفس المرء اولا كانت الشعارات كشعارات الديكتاتورية و الاستبداد و لا فرق...شعارات بدون معنى في الواقع...و لم نذهب بعيدا و العلماء هم صنو الأمراء و كما يتطرق الى هؤلاء الاستبداد قد يتطرق لأولئك فيقاومون التغيير ما امكنهم بشعار المحافظة على الحق وهم دروا ام لم يدروا انما يحافظون على حظوظ انفسهم و معهودها الذي تربوا عليه...
و ما افسد الدين الا الملوك و احبار سوء و رهبانها..
فهذا قد افنى عمره في كتب الكلام و شروح ارسطو و كتابات المشائين و ذلك افنى عمره في كتب الردود على الأول و الحواشي عليها و حواشيء الحواشي...دون ان يصل الناتج منها في الواقع الى عشر معشار ما يصل لو افنيا اعمارهما في الفقه او الحديث او اللغة او حتى العلوم الأخرى من الفيزياء و الطبيعيات و التاريخ ..فو الله لا يكون حكمي على هذه العلوم الا كقول الشافعي الذي جعلها اردأ العلوم التي يمكن ان تصرف فيها الأوقات و قال حكمي عليهم ان يضربوا بالنعال و يقال هذا جزاء من اعرض عن العلم في كتاب و سنته و ابتغاه في الكلام ....
و هما لا يريدان ترك ما الفاه مما يسمونه علما لأن منزلتهم عند الناس انما هي بهذا العلم و بدونه سيكونان من عوام الناس ...و الحق ان لهذه المسائل شهوة تكبر مع الردود و تموت مع التجاهل و السكوت...فلا حاجة لاعدام الكتب ...فهذا اصلا من المستحيلات و ما قدر عليه من حاوله في التاريخ...و انما انظروا الى هؤلاء الغربيين...سقطت عندهم قيمة هذه الكتب الأرسطية لا باعدامها و انما بالاعراض عنها و الاتفاق على عدم الاهتمام بالخوض فيها و لا يعطون قيمة الا لمن نبغ فيهم فيما تحته عمل...أفيقدرون هم على الاتفاق على هذا و هم على باطلهم و لا سلف لهم فيه واختلافاتهم اشد من اختلافاتنا و نعجز نحن عنه؟؟؟
و ادري صعوبة التحرر من هذه الشهوة فوالله قد خضت فيها ردحا كبيرا من عمري انا الآن اندم على ما ندم عليه الامام الجويني منه حين قال
يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به. لقد خضت البحر الخضم، وخليت أهل الإسلام وعلومهم، ودخلت في الذي نهوني عنه، والآن فإن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لابن الجويني
فاسكتوا جميعا ...و اقفلوا هذا الباب ما امكنكم ..و قوموا بسيرة سلفكم في النهي عن الخوض فيه....و اشتغلوا بما ينفعكم و الا فابشروا بثورة عليكم يا اهل العلم فسنة الله لم تحاب قط احدا قاوم التغيير في رد احواله و علومه الى كتاب الله و سنته...و ارجعوا الى حال مصر الثورة هذه و انظروا كيف كان فيها اهل الكتاب قبل دخول جيوش الاسلام عليهم و ستجدون نسخا مكررة طبق الأصل مما انتم فيه من الخوض فيما لا ينفع و عدوهم مشتغل بما ينفعه و جحافل جيوشه على الأبواب...و ساختم و انتهي هذه المرة فعلا بقول الامام ابن عبد البر مرة اخرى في وصف حال هذه الجيوش لعل الله يوقظ بها قلوبا :
أنه إذا نظر إلى إسلام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وسعيد وعبد الرحمن وسائر المهاجرين والأنصار وجميع الوفود الذين دخلوا في دين الله أفواجا علم أن الله عز و جل لم يعرفه واحد منهم إلا بتصديق النبيين وبأعلام النبوة ودلائل الرسالة لا من قبل حركة ولا سكون ولا من باب البعض والكل ولا من باب كان ويكون ولو كان النظر في الحركة والسكون عليهم واجبا في الجسم ونفيه وفي التشبيه ونفيه لازما ما أضاعوه وما أضاعوا الواجب لما نطق القرآن بتزكيتهم وتقديمهم ولا أطنب في مدحهم وتعظيمهم ولو كان ذلك من علمهم مشهورا ومن أخلاقهم معروفا لاستفاض عنهم واشتهروا بالقرآن والروايات
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

خلوصي
2011-03-25, 06:05 AM
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48220

أبو الفداء
2011-03-25, 08:24 AM
بسمك اللهم.
كما اختار أخونا الفاضل ابن الرومية أن يختم كلامه بمشاركته الأخيرة، فلعلي أختم أنا كذلك بهذه، والله الهادي.
وأقول إنني كنت وما زالت أثمِّن في أخي ابن الرومية بعد النظر وسعة الاطلاع ورجاحة العقل، وأعده من خيرة طلبة العلم النابغين. ولهذا يزداد عجبي من هذا المنزع الذي اختاره لنفسه وصار يدعو إليه، وهو يظن – وبكل صدق – أن تلك الفرقة بين المسلمين لن ترتفع إلا به، سامحه الله.
جاء أخونا إلى هذه الصفحة ليرى موضوعا مفتوحا لمناقشة شبهات كلامية يدين بها بعض الناس في حق الله تعالى (وضع مئة خط تحت كلمة يدينون = يتخذونها عقيدة يؤمنون بها في صفات ربهم)، فرأيناه ينكر على النفاة نفيهم وينكر على المثبتة إثباتهم، ويطالب بالرجوع إلى زمان لم يكن فيه شيء من تلك المصطلحات! وأنا أتساءل، أليست دعواه هذه مخالفة للواقع الذي نعيشه في بلاد المسلمين؟ وكيف يجادل صاحبنا الملاحدة اليوم؟ أليس بالنظر في فلسفات الملاحدة ومصطلحاتهم واستعمال ما يلزم استعماله منها؟ وكيف يجادل العلمانيين وما وضعوه من نظريات وفلسفات تنقض أركان الهيمنة التي أمرنا الله بجعلها لكتابه في الأرض؟ إنما يجادلهم بما كان عليه الصحابة والسلف، تماما كما كان يجادل أئمة السنة الطوائف المبتدعة بما كان عليه الصحابة والسلف!
فما الذي كان عليه الصحابة والسلف؟ كان علماؤهم على ما يلزم من العلم لدحض الباطل كلما ظهر، كل باطل بحسب مادته ومصطلحاته، عملا بقوله تعالى ((وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين))! فلو أن فلسفة اليونان كانت في زمانهم مبثوثة منشورة ظاهرة بين العرب كما ظهرت فيمن جاء بعدهم، لرأيتهم يبطلون أصولها بمصطلحات القوم ولجاءنا ذلك في الأثر عنهم لا محالة! وهذا أمر لا يماري في ضرورته ومشروعيته وموافقته لسنن الله الكونية عاقل!
فالآن عندما يكون في الأمة طوائف تؤمن بأن الله صفته لا كذا ولا كذا، يقررون تلك المصطلحات كأصول لاعتقادهم في صفة الله جل وعلا، ويتوارثونها على أنها عقيدة أهل السنة، فإن واجب الرد على هؤلاء وإبطال مصطلحاتهم باق على الكفاية في الأمة ما دامت تلك المعتقدات موجودة في الناس! فمن رأى في نفسه أنه لا يطيق ذلك السبيل أو أن غيره أولى له منه، فقد كفاه غيره المؤنة في ذلك ولله الحمد، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها! أما أن يقال لجميع (أهل العلم) من سائر الطوائف "دعوا عنكم كل هذا"، فلا الواقع ولا الحس ولا العقل يتصور ذلك، ما دام القوم يدينون بأن هذه عقيدة السلف، وأن هذا الذي يتكلمون به في الصفات هو تأويل سكوت من سكت منهم، وكلام من تكلم!
يا ابن الرومية أنت هنا في صفحة في منتدى شرعي مخصصة للنقاش بين طلبة علم متخصصين – في الأعم الأغلب – يناقشون ما يعتقدونه في صفات رب العزة جل وعلا، ويدرسه كل فصيل منهم لطلبته وتلامذته على أنه عقيدة السلف الأول! فمع احترامي لك، نحن لسنا هنا في معمل فيزياء أو كيمياء (مثلا)، ولسنا في ميدان قتال مع الكفار وغيرهم، حتى يقال لنا إن ما أنتم فيه غيره أولى منه! يا سيدنا لكل مقام مقال، وفروض الكفايات لا تتزاحم! أليس قد قال تعالى: ((وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُو اْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)) [التوبة : 122]
فإن كنت قد منّ الله عليك بمشروع علمي مما يحتاج المسلمون إليه الآن، فخير وهنيئا لك. وأحسب أن أخاك هذا قد من الله عليه بمثل هذا أيضا ولله الحمد والمنة، والثغور كثيرة ومواضع النقص في أبواب الاجتهاد لا تكاد تحصى، ولكل وجهة هو موليها، وهذا أنا وأنت نتفق عليه! فلا جناح عليك – فيما أرجو – إن كنت قد عزمت على نفسك ألا تخوض في هذه القضايا (المطروحة للنقاش في هذه الصفحة) مع قوم يدينون فيها بباطل يجب تحذير المسلمين منه وبيان الحق لهم! أنت في هذا وشأنك! أما أن تطالبنا جميعا بمعاملة تلك الانحرافات وكأنها لم تكن قطّ، فهذا أمر يشهد الواقع والحس والعقل بخلافه، ولا يعقل أصلا أن تتفق الأمة عليه!
تقول:

فنظرنا في الطائفة الأخرى فنظرنا الى كلامها في الاثبات فلم نجده لا في كتاب و لا في سنة و لا تكلم به الصحابة ..فقلنا لهم فلم تكلمتم بها فقالوا انما تكلمنا بها ردا على بدعة الأولين اذ نطقوا بها و قد تكلم بها بعض التابعين و تابعيهم ...فقلنا لهم انما تكلموا بها لوجود مقتضى لم يكن موجودا فيمن سبقهم ...وهو تكلم البعض بلسان اهل اليونان...و لهذا لم يكن لهم ان يسكتوا اذ لم يسكت هؤلاء ...فهم قد علقوا حكمهم هذا بعلة تنعدم مع تصريح مقابليكم انهم سيصمتون عما سكت عنه الكتاب و السنة فما لكم تريدون ابقاء الحكم مع انتفاء علته؟؟ و ما لكم لا يسعكم ما وسع الصحابة ؟؟
قلت: أحقا ترى أيها الفاضل إمكان الاكتفاء بما نص عليه الكتاب والسنة في زمان ضاع فيه اللسان الأول (لسان التنزيل) بين الناس، وأصبحت شبهات الفلاسفة فيه من كل ملة تروج بين الخلق بعجمتها وفسادها حتى في الهواء الذي يتنفسونه؟ إن كان المتكلمة قد تكلموا في تلك الأبواب بلسان أهل اليونان، فبأي لسان يتكلم القوم الآن؟ وأي صمت هذا الذي تتوقع أن يكون من أصحاب تلك الانحرافات الكلامية، وأي علة هذه التي ترى أنها قد زالت الآن؟ هذا الكلام من أعجب ما رأيت في الحقيقة!
والله يا أخي كنت وما زلت أحاول أن أستخرج لكلامك هذا وجها لا يتفق فيه مع كلام المفوضة، فما زالت المحاولة تعييني، والله المستعان! فإن حاصل كلامك هذا إما أن يكون دعوة إلى التفويض وإما أن يكون طلبا لما لا يعقل ولا يتصور وقوعه أصلا!

فتقول الطائفتان – و هذا العجيب الغريب – قولا واحدا...لا يمكن رفع هذا الخلاف...و سيبقى فلا هم سيسكتوا و لا نحن سنسكت...وهذا هو حقيقة الحال الآن...ما نفع رفعكم لشعار انتم اول من لا يومن به في الواقع؟؟؟ ان كنتم تظنون اننا لا نستطيع ان نعود الى الحال التي كان عليها الصحابة يصمتون عن كل هذا الكلام نفيا و اثباتا و يشتغلون فقط بما تحته عمل ...
أولا: ليس الخلاف على طائفتين بل طوائف شتى! وثانيا: لا والله قولهم هذا ليس بغريب، بل هو على مقتضى سنن الله الكونية في خلقه! فإن الخلاف في الأصول لا يرتفع إلا بدخول أهل الباطل في الحق وإذعانهم له، ولا يمكن تجاوزه وإهماله لأنه في آكد أصول الاعتقاد، ومادته هي صفات الرب الخالق نفسه، التي هي عينها مادة النزاع بين أهل القبلة وغيرهم من أهل الملل، فتأمل! وهل اختلف الناس أصلا إلا في تحرير (الحال التي كان عليها الصحابة) يا أيها اللبيب؟ إن قلت قد سكت الأولون، قيل لك فهل كان كلام تابعيهم وتلامذتهم من بعدهم مجاوزة لسبيل المؤمنين أم ماذا كان؟ فإن قال القائل إن منهم من قال كذا ومنهم من قال كذا، ثم راح القوم يتنازعون في ذلك، فكيف وبأي حجة نقول لهم دعوا هذا كله وارجعوا إلى ما كان عليه الصحابة؟ ما الذي كان عليه الصحابة هذا وكيف نعرفه؟ هذا هو عين محل النزاع بين سائر الفرق أصلا أيها الفاضل، وأنت خبير بهذا، بارك الله فيك.
أما قولك بأن الانشغال بهذه القضايا ليس تحته عمل، فهذا قول ما كنت أتوقع أن يخرج من مثلك، والله المستعان.

فهذا قد افنى عمره في كتب الكلام و شروح ارسطو و كتابات المشائين و ذلك افنى عمره في كتب الردود على الأول و الحواشي عليها و حواشيء الحواشي...دون ان يصل الناتج منها في الواقع الى عشر معشار ما يصل لو افنيا اعمارهما في الفقه او الحديث او اللغة او حتى العلوم الأخرى من الفيزياء و الطبيعيات و التاريخ ..فو الله لا يكون حكمي على هذه العلوم الا كقول الشافعي الذي جعلها اردأ العلوم التي يمكن ان تصرف فيها الأوقات و قال حكمي عليهم ان يضربوا بالنعال و يقال هذا جزاء من اعرض عن العلم في كتاب و سنته و ابتغاه في الكلام ....
قلت إذن عاد الأمر إلى تقدير منازل الواجبات الكفائية وتحقيق النقص فيها كما تقدم بيانه، والأمة في حاجة إلى ما تقوم به الكفاية في مجالات شتى ولا شك. وما دامت البدعة باقية فردها من جملة الفروض الكفائية، وليس المقام إذن مقام كلام عن علم يوجب لدارسه ضرب النعال، عفا الله عنك! أما الناتج، فحسبك أن يهتدي على يديك رجل إلى السنة ويتوب من البدعة، ويستقيم اعتقاده في ربه (الذي هو أول واجبات المكلفين) على ما كان عليه السلف الأول بلا شوائب ولا دخن!

و هما لا يريدان ترك ما الفاه مما يسمونه علما لأن منزلتهم عند الناس انما هي بهذا العلم و بدونه سيكونان من عوام الناس ...و الحق ان لهذه المسائل شهوة تكبر مع الردود و تموت مع التجاهل و السكوت...فلا حاجة لاعدام الكتب ...فهذا اصلا من المستحيلات
قلت: ما زلت تتكلم عن (طائفتين) تقول (هما كذا وهما كذا) فمن تقصد بالضمير هنا يا أستاذنا الفاضل؟ أرجو ألا يكون علماء أهل السنة داخلين في هذا الضمير! ثم كيف يكون إعدام الكتب من المستحيلات فيما ترى، ولا تكون مطالبة العلماء من سائر الطوائف والفرق بالسكوت عن تدريس محتواها وبث ما فيه من عقائد = من المستحيلات كذلك؟ أليس هذا من التناقض؟
أعياني والله تصور ما تريد يا ابن الرومية، ولا أظن أنني وحدي في ذلك، غفر الله لك! تنقل إلينا كلام الجويني وابن عبد البر وكأننا ندعو الناس للغرق في الفلسفة وعلم الكلام والقول على الله بغير علم! يا سيدنا لا ينبغي نزع كلام العلماء من سياقه ولا من الأحوال التي قيل فيها وخرج ليعالجها ولا من ارتباطها بأحوالهم هم ومذاهبهم التي كانوا عليها في ذلك! نعم نوافقهم على أن الأولين لم يتكلفوا الكلام في الحد والتشبيه والتعطيل وغير ذلك من مصطلحات، ولكن الأولين كانوا في عافية من قوم يقولون إن هذه المصطلحات هي الدين وهي مراد رب العالمين من كلامه، مع كونها باطلا ما جاءوا به إلا من كلام أهل اليونان! ونعم قطعا لو زال من الأرض ما يعتقده هؤلاء، فستزول – بطبيعة الحال – مادة الرد عليهم معهم، ولكن لا تزال تلك العقائد تورث بل ولا تزال تتفرق وتتشعب وتتكاثر فيما بين أصحابها وتتلون بفلسفات أهل هذا الزمان، وهذا أمر لا يخفى على مثلك، فيا سيدنا إن أردت أن تطاع فمر بالمستطاع!

د/حمادة
2011-03-25, 02:42 PM
إلى جميع الإخوة الكرام
والله إني مشغول بموضوع أهم من هذا الموضوع الذي أخذ أكبر من حجمه، وأشعر كما يشعر الأخ الفاضل ابن الرومية أن الحق في السكوت كما سكت الصحابة والانشغال بما تحته عمل، وأرى أن نسلك مسلك العلامة ابن كثير في تفسير آيات الصفات، لا نزيد عنه ولا ننقص، ومن زعم أن هذا المسلك لا ينفع بعد أن خاض القوم وتكلموا فقد أخطأ، فابن كثير كان متأخرا بعد أن تكلم القوم وخاضوا بل هو تلميذ ابن تيمية، ورغم ذلك لم يخض في هذا الباب وعكف على تفسير كتاب الله ثم سجل التاريخ كله من البداية إلى النهاية منذ أن كان الله ولم يكن شيء قبله إلى نهاية الزمان والفتن والملاحم بين يدي الساعة، فكان عمره مباركا. وإني والله لا أقلل من شأن ابن تيمية فقد استفدت منه كثيرا، ولكنه كتب مجلدات طويلة في جدال الفلاسفة، وهذا لم يكن هدي نبينا صلى الله عليه وسلم فقد دخل على علي وفاطمة رضي الله عنهما في الليل فقال (ألا تصليان) . فقال علي: يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا.... فلم يجادله النبي صلى الله عليه وسلم ليثبت له أن الإنسان مخير ولا يجوز له الاحتجاج بالقدر ولكنه انصرف وأخذ يضرب فخذه وهو يقول {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}
أما وجهة نظر الأخ الفاضل أبو الفداء الذي يرى ضرورة مواجهة أهل الكلام بردود كلامية، فيقول:
وكيف يجادل صاحبنا الملاحدة اليوم؟ أليس بالنظر في فلسفات الملاحدة ومصطلحاتهم واستعمال ما يلزم استعماله منها؟
أقول له يا أخي الفاضل إن القرآن لم يقصر في توضيح آيات الله الكونية ونقاش الملاحدة "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون" فما بالك بنقاش المسلمين الذين يكفيهم القول بوجوب الاتباع وتحريم الابتداع في الدين كله وفي العقيدة من باب أولى. أما الرد على الكلام بكلام، والرد على كلمة بمجلدات فقد أوقعكم في تناقضات أكدت لنا أن السكوت على ما سكت عنه الصحابة هو سبيل الهدى وأن بساطة تلقي الصحابة للعقيدة إعجاز في ذاته فضلا عن كونه يوفر على الأمة أوقاتها.
فمن التناقضات الواضحة التي وقعتم فيها ولم تناقشها ما يلي:
(1) معلوم عند كل البشر أننا نتكلم بالألفاظ بمعناها اللغوي فهذه بديهية لا تقبل نقاش ولا تحتاج إلى أمثلة، ورغم ذلك تحاولون إثبات أن هناك معنى لغوي ومعنى كلامي (أي معنى في الكلام وكأننا لا نتكلم بلغة العرب). وحتى الإمام ابن القيم نفسه بعد أن نفى الجسم بمعناه في اللغة وقال (والذي لا يسمى في اللغة جسم سواه) قال وإن أردتم بالجسم كذا وكذا، وكأن الكلام قد يختلف عن المعنى اللغوي. وكان الواجب أن يقول بنفي الجسم بكل وضوح لأن الجسم في اللغة يعني كذا وكذا وهذا منفي عن الله سمعا وعقلا كما قال.
(2) ومن التناقضات أنكم تريدون إثبات اليدين والعينين بمعناها المتبادر إلى الذهن، والمعنى المتبادر إلى الذهن هو الجوارح لأن أذهاننا لا تعرفها إلا جوارح وأعضاء في جسم. نعم قد يختلف شكل الجسم وهيئته وقد تختلف شكل الجوارح وهيئتها ولكن المعنى الذي تصرون على إثباته تنفون أنكم تقصدونه، فيقول خليل هراس في شرح العقيدة الواسطية أنه لا يقصد إثباتها جوارح، فما هو المعنى الذي تصرون على إثباته إذن؟؟
أما الزعم بأن الصحابة كانوا يفهمونها ويثبتونها على ظاهرها فزعم لا دليل عليه إلا الوهم ولا يستند إلا إلى كلام ابن أبي يعلى الذي أوردناه سابقا والذي يقول لو أنهم فهموه على غير ظاهره لتكلموا. هذا جهل بلغة العرب فالألفاظ في لغة العرب لها معان كثيرة تفهم حسب السياق، ولا يجوز الاستدلال على أحدها بالسكوت.
والغريب هو استدلال الأخ الفاضل أبو الفداء على منهجه في رد الكلام بكلام بالقرآن فيقول: لدحض الباطل كلما ظهر، كل باطل بحسب مادته ومصطلحاته، عملا بقوله تعالى ((وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين))
لقد وضح الله لنا أن المتعالين المتكبرين الذين طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرد الضعفاء والفقراء من حوله كي يدخلوا هم في الإسلام، هم في الحقيقة مجرمون يجب فضح سبيلهم، فما علاقة هذا بالرد على الكلام بكلام.
والخلاصة أن الرد على الكلام بكلام أدخلنا في دوامات كلامية وتناقضات أكدت لنا أن سكوت الصحابة إعجاز، وأنه منهج وسبيل الهدى، وليس سكوتهم جهلا أو تقصيرا في توضيح التوحيد.
أرى أن كل إنسان قال ما عنده، أما قول الأخ أبو الفداء إننا نتكلم بلسان أهل اليونان فأقول له "سامحك الله" وأترك المتابع يلتمس الحق أينما وجده وأكرر وصيتي الأخيرة ... السكوت السكوت على ما سكت عنه الصحابة، والنهي عن علم الكلام حتى لا نقع في تناقضات ويطول بنا القيل والقال ولا ينتهي، فوحدة العقيدة أساس وحدة الأمة وتآلفها ولن تتوحد الأمة إلا على طريق الصحابة.

الاوزاعي
2011-03-25, 03:33 PM
قبل الإضافة هناك عدد من المعاني ويستنتج السامع أحد هذه المعاني بعد الإضافة وحسب السياق، ولكن بدون إضافة إلى شيء فالمعنى المتبادر إلى الذهن عند إطلاق اليد أنها الجارحة أو العضو


هذا تحكم من قبلك من جهة، ولم تجب على سؤالي من جهة أخرى فكان تهربا...!
فلما تأتي فتذكر لي تلكم المعاني لليد، وأنا أسألك عن معناها دون الإضافة فتأتي لتلزمني بمعنى من تلكم المعاني الوضعية وهي بالتحديد الجارحة أو العضو، فهذا تحكم ظاهر منك وبخاصة لوجود معان أخرى، فكيف تثبت بأن المتبادر الى الذهن ساعة قولنا ( يد) مجردة على أنها جارحة ومعانيها في اللغة العربية كثيرة كما قلتَ بنفسك وهذه نقطة!
فلو أننا وعلى سبيل المثال قلنا ( جهاز) فليس من المقبول من أحد قوله بأن المتبادر إلى الذهن هو الكمبيوتر أو آلة أخرى من الآلات التي يطلق عليها لفظ ( الجهاز) سواء كانت صناعية أو غير صناعية.
وعليه فإنه حينما نقول (يد) فعلينا أن نعلم على ما أضيفت لنعلم كيفيتها وتلكم المعاني الوضعية التي وضعت لها بناء على تصور مسبق لها ومعرفة لكيفيتها!، إذن فهذه أوصاف كل يد على حسب إضافتها لا المعنى الكلي المشترك في جميعها والذي دفع العربي لإطلاق هذا اللفظ عليها دون غيره، فمثلا لم يأت ليطلق على يد الباب ، لفظ وجه الباب ولا قدمه أو رجله!؛ نقول لأنه فهم معنى كليا للفظ الكلمة قبل اضافتها وإلا لاستبدلوه بغيره، تماما كما الحياة بمعناها قبل الاضافة وبعد.
وأخيرا : إن العرب وبما يتبادر الى ذهنهم من المعاني المضافة للذوات عندهم وفي لغتهم، كانوا يدركون من الموجودات والمخلوقات ما هو جسم أو ما به، فكيف فهم العربي بوجود حقيقة أخرى قائمة بذاتها ليست بجسم ولا ما به ، وهو لا يفهم من المعاني الا ما يعرفه مضافا لذوات يعرفها وموجودات يلمسها وحسب؟

أبو الفداء
2011-03-25, 05:21 PM
ومن زعم أن هذا المسلك لا ينفع بعد أن خاض القوم وتكلموا فقد أخطأ، فابن كثير كان متأخرا بعد أن تكلم القوم وخاضوا بل هو تلميذ ابن تيمية، ورغم ذلك لم يخض في هذا الباب وعكف على تفسير كتاب الله ثم سجل التاريخ كله من البداية إلى النهاية منذ أن كان الله ولم يكن شيء قبله إلى نهاية الزمان والفتن والملاحم بين يدي الساعة، فكان عمره مباركا
ما أعجب هذا الاستدلال! ابن كثير لم يتخصص في العقيدة ولم يؤلف كتبا في الرد على المبتدعة كما فعل شيخه رحمهما الله = إذن ابن كثير كان يكره ما انتهجه شيخ الإسلام من ذلك ويرى السكوت!! يا أخي الفاضل ما تطالبوننا به لا ساق له ولا قدم في منهج ابن تيمية وتلامذته عليهم رحمة الله، فدع عنك هذا بارك الله فيك.

ولكنه كتب مجلدات طويلة في جدال الفلاسفة، وهذا لم يكن هدي نبينا صلى الله عليه وسلم فقد دخل على علي وفاطمة رضي الله عنهما في الليل فقال (ألا تصليان) . فقال علي: يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا.... فلم يجادله النبي صلى الله عليه وسلم ليثبت له أن الإنسان مخير ولا يجوز له الاحتجاج بالقدر ولكنه انصرف وأخذ يضرب فخذه وهو يقول {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}
إذن فما الهدي النبوي في التعامل مع ما زبره أئمة البدع والانحرافات من مؤلفات في ذلك الباب يا دكتورنا الفاضل؟ نسكت ونطلب منهم أن يسكتوا عن بيان عقيدتهم، ونتجاهل البدعة الفاشية في الناس التي يدعو إليها هؤلاء على أنها هي الدين، بدعوى أن الصحابة لم يتكلموا؟؟ ما هذا الكلام؟

أقول له يا أخي الفاضل إن القرآن لم يقصر في توضيح آيات الله الكونية ونقاش الملاحدة "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون" فما بالك بنقاش المسلمين الذين يكفيهم القول بوجوب الاتباع وتحريم الابتداع في الدين كله وفي العقيدة من باب أولى. أما الرد على الكلام بكلام، والرد على كلمة بمجلدات فقد أوقعكم في تناقضات أكدت لنا أن السكوت على ما سكت عنه الصحابة هو سبيل الهدى وأن بساطة تلقي الصحابة للعقيدة إعجاز في ذاته فضلا عن كونه يوفر على الأمة أوقاتها.
ليس هذا جوابا يا أخي الكريم! ولا يزال أئمة العلم والدين يبطلون ما يظهره المنحرفون والزائغون من انحرافات ببيان وجه بطلانها بالأدلة اللغوية والعقلية والنقلية والحسية وسائر صنوف الأدلة، اتباعا لنهج القرءان في إبطال الأصول العقلية لملل المشركين، فما يظهر من قول حادث إلا علمه الذين يستنبطونه من أهل العلم وبينوا وجوهه وفرقوا بين ما فيه من حق (إن كان) وما فيه من باطل (إن كان)، وهكذا من القرون الأولى وإلى يوم الناس هذا، كل باطل بحسبه! وهذا يتطلب - ببداهة العقل - دراسة تلك الأقوال ومعرفة مصطلحات أصحابها كما كان صنيع الأئمة والعلماء في سائر قرون المسلمين! فلا أدري والله بأي شيء تطالبنا يا رعاك الله؟؟ أن نرد على الكلام (بسكوت)؟
كلنا ندندن حول وجوب الاتباع وحرمة الابتداع، وكل يدعي وصلا بليلي! فما الطريق لتمييز القول المبتدع من القول الحق إن لم يكن بالتمحيص والتحقيق ورد الباطل بالحجة والبرهان؟ هذا هو محل النزاع بين فرق المسلمين فتأمله بارك الله فيك.
تقول "الرد على كلمة بمجلدات" فأي شيء هذا وممن وقع؟؟ سبحان الله!

وأن بساطة تلقي الصحابة للعقيدة إعجاز في ذاته فضلا عن كونه يوفر على الأمة أوقاتها
/// لا أظنك تقصد كلمة (إعجاز) هذه، ولو أثبتها عليك لألزمتك منها بما لا تلتزمه، فتنبه لما تكتب أحسن الله إليك.
/// أما توفير وقت الأمة فعجيبة أخرى! هذا النقاش الطويل الذي دار بيننا وبينك ههنا هل تراه تضييعا للوقت؟؟ ففيما كان جريانه أصلا يا رعاك الله؟ لقد مضى شطر كبير منه ونحن نحاول أن نتفق معك على ترجيح للمعنى الصحيح المقصود من صفة (اليد) مثلا، التي تطلب منا أن نفهمها بالبساطة التي فهمها بها الصحابة، ولكن هيهات! أتدري لماذا؟ لأن اللسان غير اللسان والزمان غير الزمان يا دكتورنا الفاضل! والوصول لموافقة فهم هؤلاء قد طال الطريق إليه من أثر العجمة ومن أثر كثير مما حشاه المبتدعة والوضاعون وأهل الزيغ من بدع وانحرافات في كتب التراث يجب أن يصان منها المسلمون! وهذه وظيفة أهل العلم في الأرض أصلا، التوقيع عن رب العالمين وبيان مراده من كلامه ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم! وإلا جاز لكل عامي لا يحسن قراءة القرءان أصلا أن يقول أنا أفهم القرءان على فهم الصحابة!!
الصحابة ما كانوا يحتاجون إلى النظر في المعاجم كاحتياجنا لأنهم كانوا على أصل السليقة العربية الصحيحة، يفهمون اللغة على ظاهرها المتبادر إلى الأذهان دون الخوف من لوازم ما أنزل الله بها من سلطان، ودون قول القائل إن هذا المعنى لازمه إثبات الجارحة التي هي عضو من أعضاء الجسد، فيجب المصير إلى غيره مما جمعته المعاجم في استعمالات تلك اللفظة!! كنا وما زلنا نطالب المخالفين بإثبات ظهور هذا التعليل العقلي (الكلامي) لدى الصحابة في فهم نصوص الصفات (الذي مجمل تحريره: لزوم التشبيه ولزوم التمثيل والجسمية والأعراض والجارحية .. الخ)، وهم لا يزالون على زعمهم بأن هذا هو الأصل وهو المسلك اللغوي الصحيح، وأن "سكوت" الصحابة دليل عليه!! هذا نزاعنا معهم وهو باق في الأمة ما دام القوم على مخالفتهم وبدعتهم! فمن لم يتأهل لبيان الحق وتفنيد الباطل في ذلك، فليتركه لمن يحسنه ولا تثريب عليه، ولكل صنعة أهلها ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها!

معلوم عند كل البشر أننا نتكلم بالألفاظ بمعناها اللغوي فهذه بديهية لا تقبل نقاش ولا تحتاج إلى أمثلة، ورغم ذلك تحاولون إثبات أن هناك معنى لغوي ومعنى كلامي (أي معنى في الكلام وكأننا لا نتكلم بلغة العرب). وحتى الإمام ابن القيم نفسه بعد أن نفى الجسم بمعناه في اللغة وقال (والذي لا يسمى في اللغة جسم سواه) قال وإن أردتم بالجسم كذا وكذا، وكأن الكلام قد يختلف عن المعنى اللغوي. وكان الواجب أن يقول بنفي الجسم بكل وضوح لأن الجسم في اللغة يعني كذا وكذا وهذا منفي عن الله سمعا وعقلا كما قال.

بل معلوم عند كل البشر أن الألفاظ قد تشتبه، وبعض الألفاظ يوصف بأنه من المشترك اللفظي، بمعنى أنه لفظ قد تختلف مدلولاته باختلاف الاستعمال، سواء للوضع أو للمجاز أو للاصطلاح .. الخ! فحين يسلك العلماء ذلك المسلك الرصين في الاستفصال عن مراد كل متكلم مما يتكلم به من الألفاظ المتشابهة، للنظر فيما إذا كان المعنى المقصود صحيحا أم باطلا، حتى يكتمل لديهم التصور ويصح لهم إصدار الحكم على كلامه ذاك، فلا يقال لهم كان الواجب عليكم أن تنفوا اللفظة مطلقا لأنها لم ترد في النص!!
تقول – رحمك الله – كان يجب النفي لأن الجسم في اللغة يعني كذا وكذا وهذا منفي.. فالآن إن كان هذا المتكلم يقصد بالجسم الوجود الحقيقي للذات، الذي لا يصح في العقل تصور موجود في الخارج إلا عليه، أوتدري ما يكون إن نحن نفينا هذا المعنى عن ذات الله تعالى؟؟ نكون إذن قد نفينا وجود الله خارج الأذهان جملة واحدة! فهل نحن إذن نثبت لله (صفة الجسم)؟ كلا! ولكننا نقول إن من أخبر عن الله جل وعلا بلفظة لم ترد في النص، وكان في تلك اللفظة اشتباه ما، فإنه يستفصل منه عن مراده، ويستنكر عليه استعمالها دون بيان واضح لمراده منها، بما يفضي إلى فتح باب الاشتباه في المعنى! وقد اختلفت مذاهب أئمة السلف في بعض الألفاظ كالحد وغيرها عند استعمالها في الرد على المخالفين، بسبب اختلافهم في مثل هذا الترجيح اللغوي، ولم نر أحدا يطالبهم بالسكوت عن هذا كله وترك الرد والبيان، ولا منع الكلام عن الله تعالى بغير الألفاظ الواردة مطلقا إلا المفوضة وأضرابهم من أهل الزيغ! وإلا فما قولك في ترجمة صفات الله تعالى إلى اللغات الأعجمية، وكيف تبينها أنت لهم؟ وهل تجيز للأعاجم أن يتكلموا في الإخبار عن ربهم جل وعلا بلغاتهم؟
أرجو أن تعذرني أخي الفاضل ولكن يبدو لي أنك فعلا لا تدري ما يترتب على دعواك هذه من لوازم، عفا الله عنك وهداني وإياك إلى الرشاد.
تأمل قولك:

ومن التناقضات أنكم تريدون إثبات اليدين والعينين بمعناها المتبادر إلى الذهن، والمعنى المتبادر إلى الذهن هو الجوارح لأن أذهاننا لا تعرفها إلا جوارح وأعضاء في جسم

قلت بل هذه من تناقضاتكم أنتم والله! تقولون نريد أن نثبت ما أثبته الصحابة ولا نزيد على ما فهموه، فإن قلنا لكم إن الصحابة أثبتوا المعاني التي تبادرت إلى أذهانهم دون تكلف ولا توقف، قلتم كلا لم يفعلوا! لماذا؟ لأن المعنى المتبادر إلى الأذهان هو الجوارح وأذهاننا لا تعرف هذه الصفات إلا على أنها جوارح وأعضاء في جسم!! فإن قلنا لكم إن الذي يدعي أنهم جميعا قد حملوا الصفات على "خلاف المتبادر" الذي هو أصل المعنى الظاهر لألفاظ الصفات، هو المطالب بتقديم البينة على ذلك، لضخامة تلك الدعوى منه وخطورة تخلفهم عن بيانها إن صح اعتناقهم لها، رحتم تستدلون بسكوت من سكت منهم، أو بتأويل من أخرج اللفظة من باب الصفات أصلا بذلك، حملا على قرائن مخصوصة ظهرت له في سياق الكلام! تستدلون بذلك على أنهم حرصوا على ألا يحملوا شيئا من تلك الألفاظ على المعنى المتبادر إلى أذهانهم! فبالله أي تناقض بعد هذا، وأي استدلال أفسد من هذا؟؟
وتأمل كيف أنك تنقض دعواك كلها بقولك:

أما الزعم بأن الصحابة كانوا يفهمونها ويثبتونها على ظاهرها فزعم لا دليل عليه إلا الوهم ولا يستند إلا إلى كلام ابن أبي يعلى الذي أوردناه سابقا والذي يقول لو أنهم فهموه على غير ظاهره لتكلموا. هذا جهل بلغة العرب فالألفاظ في لغة العرب لها معان كثيرة تفهم حسب السياق، ولا يجوز الاستدلال على أحدها بالسكوت.
قلت إن كان لا يجوز الاستدلال على فهم الصحابة بمجرد سكوتهم، فبأي شيء استدللتم إذن على ما تصرون على نسبته إليهم (بما في ذلك مذهب التفويض والزعم بأن السبيل إلى فهم تلك المعاني على ظاهر اللغة ممتنع)؟ أما قولك إن اللفظة في لغة العرب لها معان كثيرة فصحيح.. ولكن الذي يقول إن ذات الله الحقيقية (كما أن ذواتنا حقيقية لا خيالية ولا وهمية!)، حين تنسب لها صفة اليد (مثلا) فإنه يجب أن يصار في ذلك إلى معنى القوة، هذا هو الذي قال على القوم ما لم يقولوه، إذ تأول الصفات بناء على لازم عقلي باطل قام في نفسه، ألا وهو أن زعم المتكلمة بأن لفظة اليد إن أريدت على معنى الصفة الحقيقية فإن لازم ذلك جعل ذات الله أبعاضا وأجزاء وأعضاء كذوات المخلوقين! وهذا لازم باطل أصلا لأنه سبحانه ليس كمثله شيء!! فلولا أن خاض المتكلمون في التمثيل برؤوسهم التي ضربت فيها أروام فلسفة اليونان، ما رأيتهم يلتزمون تلك اللوازم من إثبات المعنى الظاهر المتبادر، فيجنحون إلى النفي والتعطيل!! نحن نقول: الله تعالى ذات حقيقية لها يد حقيقية، نفهمها على ظاهر اللفظ كما أثبتها الله لنفسه، ونقول إنه سبحانه أعلم بكيفها وحقيقتها وليس كمثله شيء في أي من صفاته، فهي موجودة في حيز الوجود كذاته جل وعلا وليست هي كأيدي المخلوقين، فأين لزوم التشبيه في هذا؟؟ ولو كان فهم الصحابة على خلاف هذا التصرف الفطري المستقيم في التعامل مع النص، وكان هذا اللازم التجسيمي المتوهم عند المتكلمين هو القرينة التي جعلتهم لا يقفون على أي صفة إلا أولوها أو عطلوها هربا منه، فأين – بالله عليكم – الدليل على هذا التصرف وهذا التعليل من منقولهم؟؟ بل قد جاء النقل عن تلامذتهم بمثل هذا الذي نقول لا بما تنسبونهم إليه ثم تطالبوننا بالسكوت عليه، فتأملوا يرحمكم الله!

والغريب هو استدلال الأخ الفاضل أبو الفداء على منهجه في رد الكلام بكلام بالقرآن فيقول: لدحض الباطل كلما ظهر، كل باطل بحسب مادته ومصطلحاته، عملا بقوله تعالى ((وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين))
لقد وضح الله لنا أن المتعالين المتكبرين الذين طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرد الضعفاء والفقراء من حوله كي يدخلوا هم في الإسلام، هم في الحقيقة مجرمون يجب فضح سبيلهم، فما علاقة هذا بالرد على الكلام بكلام

العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب يا دكتور، بارك الله فيك. والقرءان جاء بتفصيل كل شيء، فجمع الجواب على أصول الشرك والكفر بالحجج العقلية الدامغة، ورسم منهجا ربانيا في إبطال الأقوال الباطلة وبيان عوراها وخللها، فالغريب حقا = أن يطالبنا بعض الأفاضل بعدم رد الكلام وترك تفصيل سبيل المجرمين وبيان فساد الأقوال الفاسدة بما يلزم من الحجة والبرهان!!

فوحدة العقيدة أساس وحدة الأمة وتآلفها ولن تتوحد الأمة إلا على طريق الصحابة.
صدقت وأبررت.. فأسأل الله أن يجمعنا على ما كان عليه الصحابة لا على ما تفرقت به السبل من بعدهم، وأن يبصر إخواننا بالطريق المستقيم لبلوغ ذلك الذي كان عليه الأولون، والله الهادي إلى سبيل الرشاد.

أظن أن كل إنسان قال ما عنده
نعم هو كذلك، فلعله قد آن أوان إغلاق هذه الصفحة، حتى لا تنقلب بنا إلى مزيد من التشعب والمراء وإلى تكرار ما تطفح به صفحات المجلس من حجج، فسأغلق الموضوع الآن وليعذرني إخواننا الأفاضل من ذلك، جزاهم الله خيرا وكتب أجرنا وأجرهم، ووفقنا وإياهم إلى ما يجب ويرضى.