احمد زكريا عبداللطيف
2011-01-24, 03:47 PM
مسلمو ساحل العاج.. في مهب الريح
بقلم/ أحمد زكريا
§ فوجئ العالم في 4 ديسمبر بأن ساحل العاج أصبحت دولة برئيسين.. حيث أعلن التليفزيون الحكومي الرسمي أن الرئيس "لوران جباجبو" أدى اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة.. في وقت الذي أعلن فيه زعيم المعارضة "الحسن وتارا" نفسه رئيسا للبلاد بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأخيرة.
§ ومعروف أن الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 نوفمبر تنافس فيها الرئيس الحالي "لوران جباجبو" ومنافسه "الحسن وتارا" زعيم المعارضة.. وهي الانتخابات التي جاءت بعد حوالي عقد من الحرب الأهلية المدمرة ومحاولات الانقلاب التي أدت إلى تقسيم البلاد إلى جنوب يخضع لسيطرة الحكومة.. وتقطنه أغلبية مسيحية.. وشمال يسيطر عليه المتمردون وتقطنه أغلبية من المسلمين.
§ وتفجرت الأزمة الجديدة عندما أعلنت لجنة الانتخابات فوز "وتارا" بنسبة 54 بالمائة مقابل 46 بالمائة من الأصوات لجباجبو.
§ إلا أن رئيس المجلس الدستوري "بول ياو اندري" سرعان ما خرج على الملأ في 3 ديسمبر.. ليؤكد أن جباجبو هو الفائز بعد أن أحرز 51 في المائة من الأصوات.
§ موضحا أن نتائج التصويت في سبع من المناطق الشمالية المؤيدة لـ "وتارا" ألغيت بسبب ما أسماها تجاوزات انتخابية خطيرة .
§ وهي فرصة ليسمع العالم بهذه الدولة ذات الأغلبية المسلمة.. ويرى الاضطهاد المنظم ضد المسلمين.
ماذا تعلم عن ساحل العاج؟!!
§ فعلى شاطئ أفريقيا الغربي المطل على المحيط الأطلسي تقع جمهورية ساحل العاج.. بين كلمن غانا شرقاً.. وفولتا العليا ومالي شمالاً.. وغينياً وليبيريا غرباً.. والمحيط الأطلسيجنوبا ً.
§ يبلغ عدد سكان ساحل العاج 16مليون نسمة تقريبا، طبقاً لتقديرات يوليه 2001.. ويشكل المسلمون نحو 60%، والنصارى نحو 22%، ويشكل أصحاب المعتقدات الإفريقية المحلية نحو 18%.. بعضهم مسجلٌ كذلك ضمن أعداد النصارى والمسلمين.. وفي ساحل العاج 70 طائفةعرقية قبلية.
§ والفرنسية هي اللغة الرسمية في البلاد.. ويوجد نحو 60 لهجة محلية.. وتعد "الديولا" أهمها وأكثرها انتشارا ً.
§ تنقسم ساحل العاج إلى 50 إدارة، وقد استقلت عن فرنسا، في السابع من أغسطس عام 1960م.
كيف دخل الإسلام ساحل العاج؟
§ تتمثل الأغلبية المسلمة في قبائل "ماندي" و"دولا" و "سينوفا" التي تسكن المنطقة الشمالية من جمهورية ساحل العاج.
§ أما قبيلتا "أجنى" و"أشانتي" والقبائل الأخرى التي تقطن وسط جنوبي جمهورية ساحل العاج فهي في طور بدائي همجي لاتدين بأي دين.
§ ومع أن لهجات السكان تبلغ ستين لهجة.. فإن اللهجات الأكثر شيوعاً هي"الماندي" و"الأجنى".. أما لغة الدولة الرسمية فهي "الفرنسية".
§ يقول كثير من الرواة إن الإسلام دخل في ساحل العاج عن طريق المجاهد الإسلامي الكبير السيد/ "ساموري توري" الذيعرف بفضله وعلمه في خدمة الدعوة الإسلامية.
§ والسيد "ساموري توري" هو جد "أحمد سيكوتوري" رئيس جمهورية غينيا المجاورة لساحل العاج.
§ هذا ويتعبد المسلمون وفق الشريعةالإسلامي ة على مذهب "الإمام مالك".. كما هو الغالب على غرب أفريقيا كلها.
§ كما كان لهجرةأفراد بعض القبائل المسلمة من هاتين الدولتين إلى ساحل العاج والإقامة فيها.. وتكوينفروع لها لا تلبث طويلاً حتى تنشر دينها وثقافتها في كل مكان تحل به أثر في انتشارالإسلام.
معلوماتنا عن تاريخ هذه الجمهورية ضئيل جداً
§ وجل ما نعرفه هوأن القسم الشمالي منها كان تحت النفوذ الإسلامي منذ القرون الأولى للهجرة.. فقد كانتمدينة بتوكي تقع على طريق القوافل من مدينة تمبكتو في جمهورية مالي إلى مدينةسوكوتو الإسلامية في نيجيريا.
§ وفي خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر للميلادكان القسم الشمالي من جمهورية ساحل العاج تحت سيطرة، دولة مالي الإسلامية.
§ وفيالقرن الثامن عشر للميلاد، كانت هذه المنطقة جزء من مملكة "إبراهيم سمبيجو الغيني".
§ وقد بدأ البرتغاليون غزو الأراضي الساحلية على خليج غينيا في القرنالخامس عشر.
§ ولما كانت القبائل التي تقطن على ساحل خليج غينيا تتعاطي تجارة العاج،فقد أطلق الأوروبيون على هذا الساحل (ساحل العاج) وفي أواسط القرن التاسع عشر أصبحتالأجزاء الجنوبية من ساحل العاج تحت الحماية الفرنسية.
§ وكان القسم الشمالي من ساحلالعاج جزءً من مملكة موسى التي اعتنق ملكها الإسلام في منتصف القرن التاسع عشروتسمى بـ (أبي بكر).. ولم يدخل تحت السلطة الفرنسية إلاّ في عام 1898م عندما هزم الفرنسيون القائد المسلم المشهور في غرب أفريقيا (إمام المامي ساموريالغيني).
§ ثم أصبحت ساحل العاج مستعمرة فرنسية.. ثم انتخب أول مجلس له في 1947.
§ وفي عام 1967 منح استقلالاً ذاتياً وتشكلت أول حكومة بموجبه.
§ وفي عام 1958 أعلنتجمهورية ساحل العاج وفي 1960 أصبحت جمهورية ساحل العاج عضواً في هيئة الأممالمتحدة.
§ وكذلك في 1960 وضع دستور جديد لهذه الجمهورية أعلنت فيه حرية الأديان وأنالدولة بموجبه ليست لها صبغة دينية.
بداية الاضطرابات واضطهاد المسلمين
§ وقد عانى المسلمون منذ سنوات من أزمات سياسية وعرقية واقتصادية وصلت إلى ذروتهاعندما جرت محاولة انقلاب عسكري فاشل ضد حكم "جباجبو"، وتبعتها حركة احتجاجمسلحة منظمة.
§ وكان من نتيجة هذه الأحداث قتل كثير من المسلمين، مثلما حدث فيدوالا عاصمة الكاكاو، حيث قتلت كتيبة لمكافحة الشغب قادمة من العاصمة أبيدجان قتلتمعلم في مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم من مالي وسبعة من طلابه ومسلمين آخرين.
§ وفيهجوم آخر لنفس الكتيبة في حي للمهاجرين المسلمين قتلت 19 مسلما.. وقد تجمع المسلمونفي المساجد من شدة الرعب.
§ ويشعر المسلمون في ساحل العاج بالحزن لما وصلت إليهحال البلاد من ظلم وعدوان على المسلمين.. ويقولون إنهم اليوم يأسفون للأوضاعالمحزنة للحياة في هذه البلاد، حيث يستمر الاعتداء على المسلمين والتشكيك فيهم، منقبل قوات الأمن، رغم كل خدماتهم لهذه البلاد.
§ وقد استمرت مصادرة المساجد واعتقال قادة المسلمين واختطاف مسلمين، وتوزيع منشورات تتهم المسلمين، ونشر مقالاتفي الصحف وعلى الانترنيت كلها تزعم أن تلك الأحداث سببها المسلمون.
§ وكانالمسلمون قد تحدثوا واشتكوا منذ زمن طويل من الأوضاع المحزنة التي يعيشونها فيمدينة دوالا، حيث يشهد الأئمة وكثير من المسلمين التعسف الواضح من أجهزة الأمن فتطاردالمسلمين وتعذب بعضهم وقتلت بعضهم.
§ وبعض المسلمين يتحدثون عن حملة تصفية عرقية.
§ وقد اجتمع قادة المسلمين في ساحل العاج بالرئيس السابق "لورانت جباجبو فور" انتخابه في الدورة السابقة، وذلكلطلب ضمانات بسلامة المسلمين في ظل رئاسته بعد المذابح التي تعرضوا لها أثناء فترةالانتخابات.
§ ويذكر أن الحزب الجمهوري الديمقراطي المعارض بزعامة (الحسن وطارا) الذي تتألف أغلبيته من المسلمين قبل بحكومة الرئيس جباجبو في الوقت السابق؛ من أجل إعادةالوحدة الوطنية، ولكنهم لم يجنوا منه إلا مزيدا من الاضطهاد والعنت.
§ وحقيقة الأمر أن المسلمينفي ساحل العاج يتعرضون لابتزاز واعتداء طال أموالهم و أعراضهم ودمائهم، بتشجيعظاهر من الدوائر الحكومية والأمنية في العاصمة الاقتصادية أبيجان.
§ وباستثناءحكومات الدول المعنية بوضع مواطنيها المقيمين في ساحل العاج (خاصة بوركينا فاسو وغانا و مالي) التي رفعت صوتها لتحتج ضد نظام الرئيس غباغبو، لم يصدر أي موقف منبلدان إسلامية و عربية معروفة بنفوذها في إفريقيا مثل دول المغرب العربي.
§ و يذكر أنالمسلمين في ساحل العاج ينقسمون إلى عدد من المجموعات العرقية أبرزها "ديولا"بالإضافة إلى "الأجانب" من بوركينا فاسو الذين يشتغلون في مزارع الككاو منذ عدةعقود و قد حصل معظمهم على الجنسية العاجية.
§ أما المسيحيون الذين تنقسم ولاءاتهمالسياسي ة والعرقية فيتمركزون في الجنوب والغرب.. ويسيطرون على المراكز السياسية والاقتصادية في الجنوب حيث تقع العاصمة الاقتصادية أبيجان.
بداية الأمل
§ وهذه الانتخابات الأخيرة جاءت لتجدد أمل المسلمين في استعادة وضعهم الطبيعي في البلاد،باعتباره م الأغلبية.. ولكن حقد وجبروت الطاغية يحول دون ذلك.
§ ونرجو من المجتمع الدولي والدول الإسلامية العربية، أن تناصر الشرعية، وتستجيب لإرادة الشعوب في اختيار من يحكمها.
نسأل الله أن يمكن لعباده المؤمنين في كل مكان
بقلم/ أحمد زكريا
§ فوجئ العالم في 4 ديسمبر بأن ساحل العاج أصبحت دولة برئيسين.. حيث أعلن التليفزيون الحكومي الرسمي أن الرئيس "لوران جباجبو" أدى اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة.. في وقت الذي أعلن فيه زعيم المعارضة "الحسن وتارا" نفسه رئيسا للبلاد بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأخيرة.
§ ومعروف أن الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 نوفمبر تنافس فيها الرئيس الحالي "لوران جباجبو" ومنافسه "الحسن وتارا" زعيم المعارضة.. وهي الانتخابات التي جاءت بعد حوالي عقد من الحرب الأهلية المدمرة ومحاولات الانقلاب التي أدت إلى تقسيم البلاد إلى جنوب يخضع لسيطرة الحكومة.. وتقطنه أغلبية مسيحية.. وشمال يسيطر عليه المتمردون وتقطنه أغلبية من المسلمين.
§ وتفجرت الأزمة الجديدة عندما أعلنت لجنة الانتخابات فوز "وتارا" بنسبة 54 بالمائة مقابل 46 بالمائة من الأصوات لجباجبو.
§ إلا أن رئيس المجلس الدستوري "بول ياو اندري" سرعان ما خرج على الملأ في 3 ديسمبر.. ليؤكد أن جباجبو هو الفائز بعد أن أحرز 51 في المائة من الأصوات.
§ موضحا أن نتائج التصويت في سبع من المناطق الشمالية المؤيدة لـ "وتارا" ألغيت بسبب ما أسماها تجاوزات انتخابية خطيرة .
§ وهي فرصة ليسمع العالم بهذه الدولة ذات الأغلبية المسلمة.. ويرى الاضطهاد المنظم ضد المسلمين.
ماذا تعلم عن ساحل العاج؟!!
§ فعلى شاطئ أفريقيا الغربي المطل على المحيط الأطلسي تقع جمهورية ساحل العاج.. بين كلمن غانا شرقاً.. وفولتا العليا ومالي شمالاً.. وغينياً وليبيريا غرباً.. والمحيط الأطلسيجنوبا ً.
§ يبلغ عدد سكان ساحل العاج 16مليون نسمة تقريبا، طبقاً لتقديرات يوليه 2001.. ويشكل المسلمون نحو 60%، والنصارى نحو 22%، ويشكل أصحاب المعتقدات الإفريقية المحلية نحو 18%.. بعضهم مسجلٌ كذلك ضمن أعداد النصارى والمسلمين.. وفي ساحل العاج 70 طائفةعرقية قبلية.
§ والفرنسية هي اللغة الرسمية في البلاد.. ويوجد نحو 60 لهجة محلية.. وتعد "الديولا" أهمها وأكثرها انتشارا ً.
§ تنقسم ساحل العاج إلى 50 إدارة، وقد استقلت عن فرنسا، في السابع من أغسطس عام 1960م.
كيف دخل الإسلام ساحل العاج؟
§ تتمثل الأغلبية المسلمة في قبائل "ماندي" و"دولا" و "سينوفا" التي تسكن المنطقة الشمالية من جمهورية ساحل العاج.
§ أما قبيلتا "أجنى" و"أشانتي" والقبائل الأخرى التي تقطن وسط جنوبي جمهورية ساحل العاج فهي في طور بدائي همجي لاتدين بأي دين.
§ ومع أن لهجات السكان تبلغ ستين لهجة.. فإن اللهجات الأكثر شيوعاً هي"الماندي" و"الأجنى".. أما لغة الدولة الرسمية فهي "الفرنسية".
§ يقول كثير من الرواة إن الإسلام دخل في ساحل العاج عن طريق المجاهد الإسلامي الكبير السيد/ "ساموري توري" الذيعرف بفضله وعلمه في خدمة الدعوة الإسلامية.
§ والسيد "ساموري توري" هو جد "أحمد سيكوتوري" رئيس جمهورية غينيا المجاورة لساحل العاج.
§ هذا ويتعبد المسلمون وفق الشريعةالإسلامي ة على مذهب "الإمام مالك".. كما هو الغالب على غرب أفريقيا كلها.
§ كما كان لهجرةأفراد بعض القبائل المسلمة من هاتين الدولتين إلى ساحل العاج والإقامة فيها.. وتكوينفروع لها لا تلبث طويلاً حتى تنشر دينها وثقافتها في كل مكان تحل به أثر في انتشارالإسلام.
معلوماتنا عن تاريخ هذه الجمهورية ضئيل جداً
§ وجل ما نعرفه هوأن القسم الشمالي منها كان تحت النفوذ الإسلامي منذ القرون الأولى للهجرة.. فقد كانتمدينة بتوكي تقع على طريق القوافل من مدينة تمبكتو في جمهورية مالي إلى مدينةسوكوتو الإسلامية في نيجيريا.
§ وفي خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر للميلادكان القسم الشمالي من جمهورية ساحل العاج تحت سيطرة، دولة مالي الإسلامية.
§ وفيالقرن الثامن عشر للميلاد، كانت هذه المنطقة جزء من مملكة "إبراهيم سمبيجو الغيني".
§ وقد بدأ البرتغاليون غزو الأراضي الساحلية على خليج غينيا في القرنالخامس عشر.
§ ولما كانت القبائل التي تقطن على ساحل خليج غينيا تتعاطي تجارة العاج،فقد أطلق الأوروبيون على هذا الساحل (ساحل العاج) وفي أواسط القرن التاسع عشر أصبحتالأجزاء الجنوبية من ساحل العاج تحت الحماية الفرنسية.
§ وكان القسم الشمالي من ساحلالعاج جزءً من مملكة موسى التي اعتنق ملكها الإسلام في منتصف القرن التاسع عشروتسمى بـ (أبي بكر).. ولم يدخل تحت السلطة الفرنسية إلاّ في عام 1898م عندما هزم الفرنسيون القائد المسلم المشهور في غرب أفريقيا (إمام المامي ساموريالغيني).
§ ثم أصبحت ساحل العاج مستعمرة فرنسية.. ثم انتخب أول مجلس له في 1947.
§ وفي عام 1967 منح استقلالاً ذاتياً وتشكلت أول حكومة بموجبه.
§ وفي عام 1958 أعلنتجمهورية ساحل العاج وفي 1960 أصبحت جمهورية ساحل العاج عضواً في هيئة الأممالمتحدة.
§ وكذلك في 1960 وضع دستور جديد لهذه الجمهورية أعلنت فيه حرية الأديان وأنالدولة بموجبه ليست لها صبغة دينية.
بداية الاضطرابات واضطهاد المسلمين
§ وقد عانى المسلمون منذ سنوات من أزمات سياسية وعرقية واقتصادية وصلت إلى ذروتهاعندما جرت محاولة انقلاب عسكري فاشل ضد حكم "جباجبو"، وتبعتها حركة احتجاجمسلحة منظمة.
§ وكان من نتيجة هذه الأحداث قتل كثير من المسلمين، مثلما حدث فيدوالا عاصمة الكاكاو، حيث قتلت كتيبة لمكافحة الشغب قادمة من العاصمة أبيدجان قتلتمعلم في مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم من مالي وسبعة من طلابه ومسلمين آخرين.
§ وفيهجوم آخر لنفس الكتيبة في حي للمهاجرين المسلمين قتلت 19 مسلما.. وقد تجمع المسلمونفي المساجد من شدة الرعب.
§ ويشعر المسلمون في ساحل العاج بالحزن لما وصلت إليهحال البلاد من ظلم وعدوان على المسلمين.. ويقولون إنهم اليوم يأسفون للأوضاعالمحزنة للحياة في هذه البلاد، حيث يستمر الاعتداء على المسلمين والتشكيك فيهم، منقبل قوات الأمن، رغم كل خدماتهم لهذه البلاد.
§ وقد استمرت مصادرة المساجد واعتقال قادة المسلمين واختطاف مسلمين، وتوزيع منشورات تتهم المسلمين، ونشر مقالاتفي الصحف وعلى الانترنيت كلها تزعم أن تلك الأحداث سببها المسلمون.
§ وكانالمسلمون قد تحدثوا واشتكوا منذ زمن طويل من الأوضاع المحزنة التي يعيشونها فيمدينة دوالا، حيث يشهد الأئمة وكثير من المسلمين التعسف الواضح من أجهزة الأمن فتطاردالمسلمين وتعذب بعضهم وقتلت بعضهم.
§ وبعض المسلمين يتحدثون عن حملة تصفية عرقية.
§ وقد اجتمع قادة المسلمين في ساحل العاج بالرئيس السابق "لورانت جباجبو فور" انتخابه في الدورة السابقة، وذلكلطلب ضمانات بسلامة المسلمين في ظل رئاسته بعد المذابح التي تعرضوا لها أثناء فترةالانتخابات.
§ ويذكر أن الحزب الجمهوري الديمقراطي المعارض بزعامة (الحسن وطارا) الذي تتألف أغلبيته من المسلمين قبل بحكومة الرئيس جباجبو في الوقت السابق؛ من أجل إعادةالوحدة الوطنية، ولكنهم لم يجنوا منه إلا مزيدا من الاضطهاد والعنت.
§ وحقيقة الأمر أن المسلمينفي ساحل العاج يتعرضون لابتزاز واعتداء طال أموالهم و أعراضهم ودمائهم، بتشجيعظاهر من الدوائر الحكومية والأمنية في العاصمة الاقتصادية أبيجان.
§ وباستثناءحكومات الدول المعنية بوضع مواطنيها المقيمين في ساحل العاج (خاصة بوركينا فاسو وغانا و مالي) التي رفعت صوتها لتحتج ضد نظام الرئيس غباغبو، لم يصدر أي موقف منبلدان إسلامية و عربية معروفة بنفوذها في إفريقيا مثل دول المغرب العربي.
§ و يذكر أنالمسلمين في ساحل العاج ينقسمون إلى عدد من المجموعات العرقية أبرزها "ديولا"بالإضافة إلى "الأجانب" من بوركينا فاسو الذين يشتغلون في مزارع الككاو منذ عدةعقود و قد حصل معظمهم على الجنسية العاجية.
§ أما المسيحيون الذين تنقسم ولاءاتهمالسياسي ة والعرقية فيتمركزون في الجنوب والغرب.. ويسيطرون على المراكز السياسية والاقتصادية في الجنوب حيث تقع العاصمة الاقتصادية أبيجان.
بداية الأمل
§ وهذه الانتخابات الأخيرة جاءت لتجدد أمل المسلمين في استعادة وضعهم الطبيعي في البلاد،باعتباره م الأغلبية.. ولكن حقد وجبروت الطاغية يحول دون ذلك.
§ ونرجو من المجتمع الدولي والدول الإسلامية العربية، أن تناصر الشرعية، وتستجيب لإرادة الشعوب في اختيار من يحكمها.
نسأل الله أن يمكن لعباده المؤمنين في كل مكان