تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صلاة الفجر بين شخير الخامسة وهدير السابعة



أم نور الهدى
2011-01-17, 05:54 AM
صلاة الفجر بين شخير الخامسة وهدير السابعة




" تستحق القراءة "

في الساعة الخامسة صباحاً، والتي تسبق تقريباً خروج صلاة الفجر عن وقتها تجد طائفة موفقة من الناس توضأت واستقبلت بيوت الله تتهادى بسكينه لأداء صلاة الفجر، إما تسبح وإما تستاك في طريقها ريثما تكبر (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه).. بينما أمم من المسلمين أضعاف هؤلاء لايزالون في فرشهم، بل وبعض البيوت تجد الأم والأب يصلون ويدعون فتيان المنزل وفتياته في سباتهم..


حسناً .. انتهينا الآن من مشهد الساعة الخامسة.. ضعها في ذهنك ولننتقل لمشهد الساعة السابعة .. ما إن تأتي الساعة السابعة -والتي يكون وقت صلاة الفجر قد خرج- وبدأ وقت الدراسة والدوام.. إلا وتتحول المدينه وكأنما أطلقت في البيوت صفارات الإنذار.. حركة موارة.. وطرقات تتدافع.. ومتاجر يرتطم الناس فيها داخلين خارجين يستدركون حاجيات فاتتهم من البارحة.. ومقاهي تغص بطابور المنتظرين يريدون قهوة الصباح قبل العمل..




أعرف كثيراً من الآباء والأمهات يودون أن أولادهم لو صلو الفجر في وقتها، يودون فقط، بمعنى لو لم يؤدها أبناؤهم فلن يتغير شئ، لكن لو تأخر الإبن "دقائق" فقط، نعم أنا صادق دقائق فقط عن موعد الذهاب لمدرسته فإن شوطاً من التوتر والانفعال يصيب رأس والديه.. وربما وجدت أنفاسهم الثائرة وهم واقفون على فراشه يصرخون فيه بكل ما أوتو من الألفاظ المؤثرة لينهض لمدرسته..




هل هناك عيب أن يهتم الناس بأرزاقهم؟ هل هناك عيب بأن يهتم الناس بحصول أبنائهم على شهادات يتوظفون على أساسها؟ طبعاً لا، بل هذا شئ محمود، ومن العيب أن يبقى الإنسان عالة على غيره..




لكن هل يمكن أن يكون الدوام والشهادات أعظم في قلب الإنسان من الصلاة؟





بالله عليك .. أعد التأمل في حال الوالدين اللذين يلقون كلمة عابرة على ولدهم وقت صلاة الفجر "فلان قم صل الله يهديك" ويمضون لحال شأنهم، لكن حين يأتي وقت "المدرسة والدوام" تتحول العبارات إلى غضب مزمجر وقلق منفعل لو حصل وتأخر عن مدرسته ودوامه..





بل هل تعلم أن أحد الموظفين -وهو طبيب ومثقف- قال لي مرة: إنه منذ أكثر من عشر سنوات لم يصل الفجر إلا مع وقت الدوام.. يقولها بكل استرخاء.. مطبِق على إخراج صلاة الفجر عن وقتها منذ مايزيد عن عشر سنوات.




وقال لي مرة أحد الأقارب إنهم في استراحتهم التي يجتمعون فيها، وفيها ثلة من الأصدقاء من الموظفين من طبقة متعلمة، قال لي: إننا قمنا مرة بمكاشفة من فينا الذي يصلي الفجر في وقتها؟ فلم نجد بيننا إلا واحداً من الأصدقاء قال لهم إن زوجته كانت تقف وارءه بالمرصاد (هل تصدق أنني لازلت أدعوا لزوجته تلك)..




يا ألله .. هل صارت المدرسة -التي هي طريق الشهادة- أعظم في قلوبنا من عمود الإسلام؟!




هل صار وقت الدوام –الذي سيؤثر على نظرة رئيسنا لنا- أعظم في نفوسنا من نظرة الله لنا، وقد تركنا لقائه في وقت من أهم الأوقات الخمسة التي حددها؟




هذه المقارنة الأليمة بين الساعة الخامسة والسابعة صباحاً هي أكثر صورة محرجة تكشف لنا كيف صارت الدنيا في نفوسنا أعظم من ديننا ..




بل وانظر إلى ماهو أعجب من ذلك .. فكثير من الناس الذي يخرج صلاة الفجر عن وقتها إذا تأخر في دوامه بما يؤثر على وضعه المادي يحصل له من الحسرة في قلبه بما يفوق مايجده من تأنيب الضمير إذا أخرج الصلاة عن وقتها..




كلما تذكرت كارثة الساعة الخامسة والسابعة صباحاً، وأحسست بشغفنا بالدنيا وانهماكنا بها بما يفوق حرصنا على الله ورسوله والدار الآخرة؛ شعرت وكأن تالياً يتلوا علي من بعيد قوله تعالى في سورة التوبة:




فففقُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوه َا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ققق




ماذا بقي من شأن الدنيا لم تشمله هذه الآية العظيمة؟!




هل بلغنا هذه الحال التي تصفها هذه الآية؟! ألم تصبح الأموال التي نقترفها والتجارة التي نخشى كسادها أعظم في نفوسنا من الله ورسوله والدار الآخرة؟!




كيف لم يعد يشوقنا وعد ربنا لنا في سورة النحل إذ يقول فففمَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍققق




حين تتذكر شخير الساعة الخامسة صباحاً، في مقابل هدير السابعة صباحاً، فأخبرني هل تستطيع أن تمنع ذهنك من أن يتذكر قوله تعالى في سورة الأعلى فففبَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىققق..





فففكَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ العَاجِلة * وَتَذَرُون الْآخِرَة * وُجُوهٌ يَومَئِذٍ ناضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةققق





المقارنة بين مشهدي الساعة الخامسة والسابعة صباحاً هي أهم مفتاح لمن يريد أن يعرف منزلة الدنيا في قلوبنا مقارنة بحبنا لله.. لا أتحدث عن إسبال ولا لحية ولاغناء (برغم أنها مسائل مهمة) أتحدث الآن عن رأس شعائر الإسلام .. إنها "الصلاة" .. التي قبضت روح رسول الله وهو يوصي بها أمته ويكرر "الصلاة..الصلاة.." وكان ذلك آخر كلام رسول الله -صلى الله عليه و سلم-




الصلاة التي عظمها الله في كتابه وذكرها في بضعة وتسعين موضعاً تصبح شيئاً هامشياً في حياتنا!



تأمل قوله تعالى



ففففَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّاققق






و الله الهادي الى سواء السبيل







من بريدي

مروة عاشور
2011-01-17, 02:54 PM
من أروع ما قرأت عن ذلك الموقف, تجسيد رائع وتصوير بليغ ومقارنة شافية ومخزية في آن!

بكل أسف هذا حال غالب بيوت المسلمين, وقد أخبرتني إحدى الزوجات تشكو حالها وزوجها وهم من طلبة العلم! أن زوجها يبرر ذلك بقوله: الله غفور رحيم أما البشر لا يعرفون الرحمة!! فانظرن كيف يلبس الشيطان علينا ومن أي المداخل يدخل إلينا!!


فلم نجد بيننا إلا واحداً من الأصدقاء قال لهم إن زوجته كانت تقف وارءه بالمرصاد (هل تصدق أنني لازلت أدعوا لزوجته تلك).. اللهم اجعلها في الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم ارزقها عيش السعداء وجنبها درك الشقاء وأعذها وأهلها من كل شر وأقر عينها بكل ما تحب من خيري الدنيا والآخرة
وارزقنا ونساء المسلمين تلك الهمم وهذا الإيمان.. آمين.

أم نور الهدى
2011-01-18, 01:27 AM
اللهم اجعلها في الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم ارزقها عيش السعداء وجنبها درك الشقاء وأعذها وأهلها من كل شر وأقر عينها بكل ما تحب من خيري الدنيا والآخرة
وارزقنا ونساء المسلمين تلك الهمم وهذا الإيمان.. آمين.


اللهم آمين آمين ..
جزاكِ الله خيرا أختي التوحــــــــــ ــيد

محبة الفضيلة
2011-01-18, 01:56 AM
جزاك الله خيرا .

ربوع الإسـلام
2011-01-19, 01:31 AM
حقيقة لا أعلم الذين لا يصلون الفجر كيف يقضون بقية يومهم !

أمة الوهاب شميسة
2011-01-23, 09:37 PM
صلاة الفجر من أجمل النعم التي يستشعرها المسلم ، يا الله ....
إضافتي - كالعادة :) - كتيب في المرفقات
عظم أجر صلاة الفجر

- جزاك الله خيرا أختي الغالية .

أم نور الهدى
2011-01-26, 10:52 AM
جزاك الله خيرا .
و أنتِ من أهل الجزاء أختي الفاضله ..

أم نور الهدى
2011-01-26, 10:55 AM
أختاي ..
ربوع الإسلام ، أمة الوهاب شميسه .. جزاكم الله خيرا ..
نورتم صفحتي و كل الأخوات الكريمات ..

زهرة الاوركيديا
2011-02-14, 05:11 PM
السلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته
شكرا أختي على الموضوع




(http://www.0zz0.com/)






(http://www.0zz0.com/)