بذل الخير
2010-12-30, 03:32 AM
مقدمة الكتاب
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه الكرام وبعد :
فقد تشرفت بالعيش في مدينة الرياض مدة تقرب من خمسة أعوام كنت خلالها - مع العمل والقيام بحاجات الأسرة - أراقب حركة المجتمع السعودي والمقيمين الأجانب لمحاولة التعرف على هذه الظاهرة الجديدة الفريدة في تاريخ جزيرة العرب .
لقد عُرفت الجزيرة على مدى تاريخها بأنها " طاردة " لكثير من السكان وليست جاذبة ، هكذا هي منذ رحلات أهل سبأ الذين ذكرهم القرآن الكريم ، ثم كثرت الهجرات يعد الإسلام وساح أهلها في الأرض ينشرون نور الله في الآفاق ، لكن هؤلاء الذين خرجوا منها لم يعودوا قط إليها للسكنى والإقامة ، ربما عادوا للحج والعمرة والزيارة فحسب .
ولا أدل على ذلك من انتقال الحكم نفسه والخلافة عنها إلى دمشق ثم بغداد وعزوف كثير من أهل السياسة والعلم بعد عصر النبوة والخلافة الراشدة عن الإقامة الدائمة فيها لصعوبة الحياة وقلة الماء وشظف الصحراء ..
لكن مع بداية اكتشاف النفط أخطر السلع التي يعرفها البشر اليوم انقلب الحال وتبدلت الأمور وحدث ما لم يكن ليخطر في الخيال !!
لقد انتفضت رمال الجزيرة الصفراء عن كنوز سوداء يلهث العالم كله حولها ويخطب ودّ أهلها ، كيف لا ولا حياة للعالم المعاصر بدون تلك المادة السوداء ؟!
وعلى عجل شُقت الطرق بمواصفات عالمية وارتفعت ناطحات السحاب وفتحت المدارس والجامعات واستوردت أحدث أنواع السيارات ثم الطائرات وتكاثرت البيوت المحاطة بالخضرة ، واتسعت المدن وتجمّلت وازّينت.. وصارت أرض الجزيرة مقصد كل راغب في زيادة دخله وتحسين ظروفه المعيشية .. وإذا ملايين من العلماء والأطباء والمدرسين والعمال .. من كل المهن التي يعرفها البشر ومن كل الدول في الشرق والغرب إلا قليلاً .. إذا بهم ينتقلون إلى هذه البلاد للعمل والعيش مع أهلها ..
ولا شك أن ذلك كله أحدث ثورة بل ثورات متعددة الجوانب في كل نواحي الحياة في هذه البلاد .
وفي هذا الكتاب الموجز إيجازاً محاولة متواضعة لرصد بعض صور هذا التغير والتطور الذي أصاب الجزيرة ممثلة في أكبر مدنها مساحة وسكاناً واقتصاداً وتأثيراً على المستوى المحلي والعربي والإسلامي والعالمي .. إنها الرياض ، نتحدث عن التأثير .. لا عن المكانة ، إذْ لا شك أن المكانة العليا بين مدن الإسلام قاطبة هي لمكة أم القرى والمدينة طيبة الخير والبركة .
لقد حرصت حرصاً على قول الحقيقة كما هو دأبي في كل ما أكتب بفضل الله ، ولا حاجة لي في أن أمدح أو أذم .. فما رأيته وسمعته وخبرته تلقّطت بعضه ثم أوجزته ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فليعلمْ أنه لم يؤتَ من قبلنا ؛ لأنا ذكرنا ما وجدنا ، والبحث عن الخلل وعلاجه خير وأكرم من التماس الأعذار له ، وهذا هو جوهر رسالة الإسلام الخالدة.
اللهم إنك قد أمرت بالتعارف والنصيحة ، وهذا جهدي فيهما جعلته لوجهك الكريم خالصاً ، فتقبله مني واغفر لي ولأهلي وللمؤمنين ، والحمد لله رب العالمين .
والكتاب سيكون فى معرض الكتاب ان شاء الله.
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه الكرام وبعد :
فقد تشرفت بالعيش في مدينة الرياض مدة تقرب من خمسة أعوام كنت خلالها - مع العمل والقيام بحاجات الأسرة - أراقب حركة المجتمع السعودي والمقيمين الأجانب لمحاولة التعرف على هذه الظاهرة الجديدة الفريدة في تاريخ جزيرة العرب .
لقد عُرفت الجزيرة على مدى تاريخها بأنها " طاردة " لكثير من السكان وليست جاذبة ، هكذا هي منذ رحلات أهل سبأ الذين ذكرهم القرآن الكريم ، ثم كثرت الهجرات يعد الإسلام وساح أهلها في الأرض ينشرون نور الله في الآفاق ، لكن هؤلاء الذين خرجوا منها لم يعودوا قط إليها للسكنى والإقامة ، ربما عادوا للحج والعمرة والزيارة فحسب .
ولا أدل على ذلك من انتقال الحكم نفسه والخلافة عنها إلى دمشق ثم بغداد وعزوف كثير من أهل السياسة والعلم بعد عصر النبوة والخلافة الراشدة عن الإقامة الدائمة فيها لصعوبة الحياة وقلة الماء وشظف الصحراء ..
لكن مع بداية اكتشاف النفط أخطر السلع التي يعرفها البشر اليوم انقلب الحال وتبدلت الأمور وحدث ما لم يكن ليخطر في الخيال !!
لقد انتفضت رمال الجزيرة الصفراء عن كنوز سوداء يلهث العالم كله حولها ويخطب ودّ أهلها ، كيف لا ولا حياة للعالم المعاصر بدون تلك المادة السوداء ؟!
وعلى عجل شُقت الطرق بمواصفات عالمية وارتفعت ناطحات السحاب وفتحت المدارس والجامعات واستوردت أحدث أنواع السيارات ثم الطائرات وتكاثرت البيوت المحاطة بالخضرة ، واتسعت المدن وتجمّلت وازّينت.. وصارت أرض الجزيرة مقصد كل راغب في زيادة دخله وتحسين ظروفه المعيشية .. وإذا ملايين من العلماء والأطباء والمدرسين والعمال .. من كل المهن التي يعرفها البشر ومن كل الدول في الشرق والغرب إلا قليلاً .. إذا بهم ينتقلون إلى هذه البلاد للعمل والعيش مع أهلها ..
ولا شك أن ذلك كله أحدث ثورة بل ثورات متعددة الجوانب في كل نواحي الحياة في هذه البلاد .
وفي هذا الكتاب الموجز إيجازاً محاولة متواضعة لرصد بعض صور هذا التغير والتطور الذي أصاب الجزيرة ممثلة في أكبر مدنها مساحة وسكاناً واقتصاداً وتأثيراً على المستوى المحلي والعربي والإسلامي والعالمي .. إنها الرياض ، نتحدث عن التأثير .. لا عن المكانة ، إذْ لا شك أن المكانة العليا بين مدن الإسلام قاطبة هي لمكة أم القرى والمدينة طيبة الخير والبركة .
لقد حرصت حرصاً على قول الحقيقة كما هو دأبي في كل ما أكتب بفضل الله ، ولا حاجة لي في أن أمدح أو أذم .. فما رأيته وسمعته وخبرته تلقّطت بعضه ثم أوجزته ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فليعلمْ أنه لم يؤتَ من قبلنا ؛ لأنا ذكرنا ما وجدنا ، والبحث عن الخلل وعلاجه خير وأكرم من التماس الأعذار له ، وهذا هو جوهر رسالة الإسلام الخالدة.
اللهم إنك قد أمرت بالتعارف والنصيحة ، وهذا جهدي فيهما جعلته لوجهك الكريم خالصاً ، فتقبله مني واغفر لي ولأهلي وللمؤمنين ، والحمد لله رب العالمين .
والكتاب سيكون فى معرض الكتاب ان شاء الله.