المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مَاذَا أَبْقَيْتَ مِنْ قَلْبِكَ الضَّعِيفِ لِآخِرَتِهِ؟



أبو عبد الله بن الاسلام
2010-12-29, 11:00 AM
عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلَانَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ:

إِنَّمَا هِيَ أَيَّامٌ ثَلَاثَةٌ: فَقَدْ مَضَى أَمْسُ بِمَا فِيهِ،

وَغَدًا أَمَلٌ لَعَلَّكَ لَا تُدْرِكُهُ، إِنَّكَ إِنْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ

غَدٍ فَإِنَّ غَدًا يَجِيءُ بِرِزْقِ غَدٍ، إِنَّ دُونَ غَدٍ يَوْمًا

وَلَيْلَةً تُخْتَرَمُ فِيهِ أَنْفَسٌ كَثِيرَةٌ، لَعَلَّكَ الْمُخْتَرَمُ

فِيهَا. كَفَى كُلَّ يَوْمٍ هَمُّهُ.

ثُمَّ قَدْ حَمَلْتَ عَلَى قَلْبِكَ الضَّعِيفِ هَمَّ السِّنِينَ

وَالْأَزْمِنَةِ ، وَهَمَّ الْغَلَاءِ وَالرَّخْصِ، وَهَمَّ الشِّتَاءِ قَبْلَ

أَنْ يَجِيءَ الشِّتَاءُ، وَهَمَّ الصَّيْفِ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ

الصَّيْفُ، فَمَاذَا أَبْقَيْتَ مِنْ قَلْبِكَ الضَّعِيفِ لِآخِرَتِهِ؟

كُلُّ يَوْمٍ يَنْقُصُ مِنْ أَجَلِكَ وَأَنْتَ لَا تَحْزَنُ، وَكُلُّ يَوْمٍ

تَسْتَوْفِي رِزْقَكَ وَأَنْتَ لَا تَحْزَنُ ,

أُعْطِيتَ مَا يَكْفِيكَ فَأَنْتَ تَطْلُبُ مَا يُطْغِيكَ،

لَا بِقَلِيلٍ تَقْنَعُ، وَلَا مِنْ كَثِيرٍ تَشْبَعُ ,

وَكَيْفَ لَا يَسْتَبِينُ بِعَالِمٍ جَهْلُهُ وَقَدْ عَجَزَ عَنْ شُكْرِ

مَا هُوَ فِيهِ، وَهُوَ مُغْتَرٌّ فِي طَلَبِ الزِّيَادَةِ؟

أَمْ كَيْفَ يَعْمَلُ لِلْآخِرَةِ مَنْ لَا يَنْقَطِعُ مِنَ الدُّنْيَا

شَهْوَتُهُ، وَلَا تَنْقَضِي مِنْهَا نَهْمَتُهُ؟ فَالْعَجَبُ كُلَّ

الْعَجَبِ لِمَنْ يُصَدِّقُ بِدَارِ الْحَيَوَانِ وَهُوَ يَسْعَى
لِدَارِ الْغُرُورِ "

من كتاب قصر الأمل لإبن أبي الدنيا ص(57,58)

أشجعي
2010-12-29, 01:15 PM
الله المستعان
جزاك الله خير الجزاء.

ابوثابت
2010-12-29, 11:12 PM
حسبنا الله ونعم الوكيل

أبو عبد الله بن الاسلام
2011-01-20, 08:04 AM
جزانا و اياكم مشكورين لمروركم

السليماني
2011-01-23, 11:18 PM
جزاك الله خيراً

صالح العلوي
2011-01-25, 01:14 PM
[ من جعل الآخرة همه ، كفاه الله كل الهموم ]

،

كتب ربي اجرك ، وغفر ذنبك ..