مشاهدة النسخة كاملة : ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟
صادق صادق صادق
2010-12-26, 10:20 AM
السلام عليكم
ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي الاكرم سيدنا محمد(ص) قبل بلوغه؟ودليله كفر ابويه ؟ نرجو الجواب من أهل الاختصاص فقط.
صادق صادق صادق
2010-12-26, 11:18 AM
نرجو الاجابة من المتخصصين بالعقيدة وشكرا لكم
أسـامة
2010-12-26, 11:31 AM
وعليكم السلام ورحمة الله
هو بحاجة إلى تعليم.
صادق صادق صادق
2010-12-26, 11:38 AM
ما حكمه اذا لم يكن بحاجة لذلك اخي؟ والسلام عليكم
أسـامة
2010-12-26, 12:01 PM
وعليكم السلام ورحمة الله
مبدئيا هو طفل صغير لم يبلغ الحلم، وقد ألقى الشيطان في نفسه شبهة طفولية يستدل عليها بأسلوب طفولي محض.
فإذا نظرت في استدلاله.. تيقنت من حاجته الشديدة للتعليم.
ويتوجب على وليه أو وصيه تعليمه أو إرساله إلى من يعلمه ويرشده.
صادق صادق صادق
2010-12-26, 12:09 PM
وعليكم السلام
ما حكمه اذا لم يكن كذلك ؟
أبو وئام
2010-12-26, 01:27 PM
وعليكم السلام ورحمة الله
مبدئيا هو طفل صغير لم يبلغ الحلم، وقد ألقى الشيطان في نفسه شبهة طفولية يستدل عليها بأسلوب طفولي محض.
فإذا نظرت في استدلاله.. تيقنت من حاجته الشديدة للتعليم.
ويتوجب على وليه أو وصيه تعليمه أو إرساله إلى من يعلمه ويرشده.
السلام عليكم
اولا يجب على الأخ إعادة صياغة السؤال ليكون كالآتي :
ماحكم من يقول تلميحا بأن الرسول قبل بعتثه كان كافرا ودليله أن أبويه كانا كافرين؟
والجواب أن هذا جاهل جهلا مركبا فلم يعلم ان الرسول كان يتعبد بديانة قومه فقد نزهه الله من درنها وطهره ويوجد كثير من الحنفاء في الجزيرة قبل الإسلام ويضاف لهذا ان هذا من التكلف بفضول المسائل والأحرى أن يعزر السائل فمثل هذه الأقوال البدعية تبدأ تلميحا وتنتهي كفرا بواحا وتلهي العلماء فيما لا طائل منه
قلت المرجو إعادة صياغة السؤال فقد يفهم منه كما في الرد المقتبس اعلاه ان السائل هو الذي لم يبلغ الحلم
والله اعلم
أسـامة
2010-12-26, 11:53 PM
وعليكم السلام ورحمة الله
جزاك الله خيرًا أبا وئام.
قد استبعدت هذا الفهم لأن البعثة كانت بعد البلوغ بزمان، فعليه يرجع الضمير "في بلوغه" على الأول.
وأخبرني الأخ الفاضل/ صادق.. بكلام السائل، حيث أنه يستدل بـ(الصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين) ويغلب على ظني أن هذا الصبي قد تأثر ببعض الشبهات.
أولاً:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فففما من مولود إلا يولد على الفطرة..ققق الحديث المتفق على صحته من رواية أبي هريرة في الصحيحين وغيرهما؛ والفطرة هي الإسلام. لذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ففففأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانهققق وذلك لما للأبوين من الولاية على الطفل.
فإن كان.. فقد أصبح يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا أو غير ذلك تبعا لأبويه، وإلا فلا. فإن لم يتلبس بالشرك فيكون له حكم أهل الفترة إن لم يبلغه الإسلام.
وحكم الكافر البالغ يختلف عن حكم الطفل التابع كما يفصل في ذلك الفقهاء. وينتقل من حكم التبعية مع بلوغه.. فلا يحكم عليه حينئذ بالتبعية.
وتبعية الطفل إنما هي في أحكام السبي والاسترقاء والتوريث ونحو ذلك، لا لكونه كافرا أصليا.
هذا من ناحية.
والناحية الأخرى الاختلاف في حكم أبوي النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأصل، حيث أن هذه النقطة خلافية، على أقوال.. هي: القول بكفرهما، وقول ثان أنهما من أهل الفترة، وثالث يقول بنجاتهما.
والقول الأول والثاني لهما حظ كبير من النظر، والثاني أقرب للصحة.
ثانيا:
الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يتحنث كما في حديث أم المؤمنين عائشة عند البخاري. وأتبعته وهي أعلم بالمراد بقولها فففوكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العددققق الحديث.
ويبين المعنى الحديث الآخر، من حديث حكيم بن عزام - رضي الله عنه - أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فففأي رسول الله! أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية. من صدقه أو عتاقة أو صلة رحم. أفيها أجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أسلمت على ما أسلفت من خير"ققق متفق عليه واللفظ لمسلم.
فيظهر أن التحنث إنما هو العبادة لله، كالصدقات والعتاقة وصلة الرحم.. ويدخل فيها الدعاء والاعتكاف. مما لا حظ فيه للشرك.
وذلك من عصمة الله - عز وجل - لرسله - صلوات الله عليهم وسلامه -.
ولشيخ الإسلام كلام جيد في هذا المبحث في [منهاج السنة (8/285)] ولابن القيم كلام جيد في أحكام أهل الذمة.. وزبدة القول تجدها في مختصره للشيخ سليمان الخراشي [مختصر أحكام أهل الذمة (ص 54-57)].
صادق صادق صادق
2010-12-27, 08:40 AM
الاخ المحترم اسامة، فاني راجعت على عجالة كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في منهاج السنةج8ص285 والذي أحلتني عليه وهو كالتالي(
الثالث أن يقال قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد مؤمنا من قريش لا رجل ولا صبي ولا أمرأة ولا الثلاثة ولا علي وإذا قيل عن الرجال إنهم كانوا يعبدون الأصنام فالصبيان كذلك علي وغيره وإن قيل كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ قيل ولا إيمان الصبي مثل إيمان البالغ فأولئك يثبت لهم حكم الإيمان والكفر وهم بالغ والصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين الخ)
فوجدت هذا الكلام متوافقا مع كلام صاحب الشبهة محل كلامنا. فما هو الحل بنظرك؟ والسلام عليكم
أبو فهر السلفي
2010-12-27, 10:53 AM
بارك الله فيك..
إن قصد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعبد الأصنام= فهذا قول سوء كما قال الإمام أحمد
وإن قصد أنه كان لا يدري ما الكتاب وما الإيمان فكان على بقايا دين إبراهيم وفاته من شرائع الإيمان مالم يعلم سوى بالوحي = فهذا أحد أقوال أهل العلم..
وانظر : ((تفسير آيات أشكلت)) (1/200)
وانظر (1/230) = لترى شيخ الإسلام يقرر أنه لا يلزم أن يكون كل نبي معصوم من الشرك قبل البعثة..
صادق صادق صادق
2010-12-27, 01:42 PM
اسأل الله الهداية للجميع اخي الكريم
ولكن ايعقل ان يرسل الله تعالى نبيا كان مشركا ليهدي الناس الى التوحيد؟
أبو فهر السلفي
2010-12-27, 01:49 PM
نعم يعقل..
صادق صادق صادق
2010-12-27, 01:54 PM
دعوى بلا دليل كلامك
سارة بنت محمد
2010-12-27, 01:56 PM
إن قصد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعبد الأصنام= فهذا قول سوء كما قال الإمام أحمد
الأخ الفاضل
لو توضحون لنا :كيف هذا مع هذا ؟
ولكن ايعقل ان يرسل الله تعالى نبيا كان مشركا ليهدي الناس الى التوحيد؟
نعم يعقل..
صادق صادق صادق
2010-12-27, 02:00 PM
الانسان مفطور على التوحيد لا على الشرك اليس كذلك؟ قال تعالى فطرة الله التي فطر الناس عليها
فهل النبي( ص) مفطور على التوحيد ام لا؟
ابن خليفة المصرى
2010-12-27, 03:09 PM
أولا : الدعوى بعد وجود من كان موحدا لله فى مكة مطلقا دعوى خطأ فماذا تقولون فى ورقة بن نوفل
ثانياً: إذا لم يثبت أبداً ومطلقا ً أن النبى سجد لصنم فيجب حمل عقيدته على الأصل ألا وهى الإسلام فكل مولود يولد على الفطرة كما ثبت فى الحديث
ثالثأ: هذا إختراق لإجماع الأمة الذين قالوا أن الأنبياء معصومون من الشرك قبل النبوة والأمة لا تجتمع أبداً على الضلالة
أبو فهر السلفي
2010-12-27, 04:43 PM
يا أخي الكريم من أين أتيت بهذا الإجماع،والخلاف في المسألة مشهور؟!!
يقول شيخ الإسلام : ((وأما قولهم إن شعيبا والرسل ما كانوا في ملتهم قط،وهي ملة الكفر = فهذا فيه نزاع مشهور ،وبكل حال فهذا خبر يحتاج إلى دليل سمعي أو عقلي،وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك ،وأما العقل ففيه نزاع،والذي عليه نظار أهل السنة أنه ليس في العقل ما يمنع ذلك....وأما تحقيق القول فيه فالله سبحانه إنما يصطفي لرسالته من كان من خيار قومه ...ومن نشأ بين قوم مشركين جهال لم يكن عليه منهم نقص ولا بغض ولا غضاضة إذا كان على مثل دينهم إذا كان عندهم معروفاً بالصدق والأمانة وفعل ما يعرفون وجوبه واجتناب ما يعرفون قبحه وقد قال تعالى : ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)) فلم يكن هؤلاء مستوجبين العذاب قبل الرسالة وإن كان لا هو ولا هم يعرفون ما أرسل به.
وفرق بين من يرتكب ما علم قبحه وبين من يفعل مالم يعرف ؛فإن هذا الثاني لا يذمونه ولا يعيبون عليه ولا يكون فعله مما هم عليه منفراً عنه بخلاف الأول...))
أخي صادق : هل بعثة نبي كان مشركاً قبل البعثة ممتنع عقلاً ،وهل تفهم معنى الامتناع العقلي ؟
قال شيخ الإسلام : ((والذي عليه نظار أهل السنة أنه ليس في العقل ما يمنع ذلك)).
لو توضحون لنا :كيف هذا مع هذا ؟
وضحها شيخ الإسلام بقوله : ((فلا يلزم إذا كان نبي قبل النبوة معصوماً من كبائر الإثم والفواحش صغيرها وكبيرها = أن يكون كل نبي كذلك،ولا يلزم إذا كان الله قد بغض إليه شرك قومه قبل النبوة أن يكون كل نبي كذلك؛فما عرف من حال نبينا وفضائله لا تناقض ما روي من أخبار غيره إذا كان دون ذلك)).
وقال : (( لكن هذا لا يجب أن يكون مثله لكل نبي، فإنه أفضل الأنبياء، وهو سيد ولد آدم; والله سبحانه إذا أهل عبدا لأعلى المنازل والمراتب رباه على قدر تلك المرتبة; فلا يلزم إذا عصم نبيا أن يكون معصوما قبل النبوة من كبائر الإثم والفواحش، صغيرها وكبيرها; ولا يكون كل نبي كذلك.
ولا يلزم إذا كان الله بغض إليه شرك قومه قبل النبوة، أن يكون كل نبي كذلك، كما عرف من حال نبينا صلى الله عليه وسلم؛ وفضائله لا تناقض ما روي من أخبار غيره إذا كان كذلك، ولا يمنع كونه نبيا، لأن الله فضل بعض النبيين على بعض، كما فضلهم بالشرائع والكتب والأمم؛ وهذا أصل يجب اعتباره.
وقد أخبر الله أن لوطا كان من أمة إبراهيم، وممن آمن له أن الله أرسله; والرسول الذي نشأ بين أهل الكفر الذين لا نبوة لهم، ثم يبعثه الله فيهم، يكون أكمل وأعظم ممن كان من قوم لا يعرفونه; فإنه يكون بتأييد الله له أعظم من جهة تأييده بالعلم والهدى، ومن جهة تأييده بالنصر والقهر.
قلت: وبهذا يظهر اختلاف درجات الأنبياء والرسل، وعدم الاحتجاج إلى التكلف في الجواب عن مثل آية إبراهيم ونحوها، وأن قصارى ما يقال في مثل قوله لنبينا:{ وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} [سورة الضحى آية : 7] ، وقوله:{ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ } [سورة الشورى آية : 52] هو عدم العلم بما جاء من النبوة والرسالة، وتفاصيل ما تضمن من الأحكام الشرعية والأصول الإيمانية.
وهذا غاية ما تيسر لنا في هذا المقام الضنك الذي أحجم عنه فحول الرجال وأهل الفضائل والكمال، ونستغفر الله من التجاسر والوثوب على الكلام في مثل هذا المبحث الذي زلت فيه أقدام، وضلت فيه أفهام واضطربت فيه أقوال الأئمة الأعلام )).
سارة بنت محمد
2010-12-27, 04:50 PM
الأخ أبو فهر يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مشركا قبل بعثته وأنه لا يمتنع عقلا أن يكون أي نبي آخر مشركا قبل بعثته
هل هذا ما قصدته أيها الفاضل؟
أبو فهر السلفي
2010-12-27, 04:54 PM
بل ولا النبي صلى الله عليه وسلم يمتنع عقلاً ؛لكن النبي صلى الله عليه وسلم= يمتنع شرعاً؛لثبوت الأدلة،أما غيره من الأنبياء فلا يمتنع لا عقلاً ولا شرعاً..
أسـامة
2010-12-27, 05:05 PM
وعليكم السلام ورحمة الله
لابن القيم كلام جيد في بيان حال من كان على الفطرة وجرت عليه أحكام الدنيا في معرض كلامه عن السبي. وهو في أحكام أهل الذمة. فلتراجعه فضلا منك. فكلامه سيزيل بعض الالتباس، لأن أحكام التبعية مشكلة، والاختلاف فيها واسع.
وأما الإيمان.. فيجب تصور حال الناس جميعا قبل البعثة.
حيث لم ينكر الناس فيما قبل البعثة ربوبية الله - عز وجل -، بل يقرون بها إجمالا. ولكن كان هناك من يعبد الأوثان، ومنهم من يعبد الأصنام، ومنهم من انتهج طريق أهل الكتاب، ومنهم من كان يعبد الكواكب والنجوم، ومنهم من كان يتحنث لله ولم يتلبس بشرك.. إلى غير ذلك.
بل استهزأ بعضهم بالمشركين لشركهم.
وأما عبادة غير الله كالأصنام والأوثان مثلا، فكان فريق كبير منهم لا يظنون فيها النفع ولا الضر، لذا حاج إبراهيم أباه بهذا وغيره من الأنبياء.
وإنما كانت عبادتهم لها من دون الله لعلة ساقطة، أنها تقربهم إلى الله زلفى.
لذا كان يوجد من العرب وغيرهم من بقايا أهل الكتاب وقد يكون فيما وراء ذلك من لا يعلمهم إلا الله لم يشركوا بالله - عز وجل - شيئا.
هذه هي ملة إبراهيم.
فمن كان على ملة إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - فيما قبل البعثة، فإنه ليس كالمشركين وغيرهم.
وحين أنزل الله - عز وجل - لنا الهدى، فإنه كان موافقا لملة إبراهيم من الناحية المجملة والتي كان يعرفها العرب ولم تكن غريبة عليهم؛ فلم نجد من يسأل: وما ملة إبراهيم؟ "مثلا"!
لأنهم كانوا قوما فيهم الأخبار تتناقل، وكان المشركون يشوشون على تلك الأخبار وعدم مصداقيتها بقولهم "أساطير الأولين" لصرف الناس عن الحق.
والذي سمانا بالمسلمين هو إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، فبالأولوية فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي لم يتلبس بشرك وكان على ملته، فهو أولى الناس بالإسلام وصفا.
وأما أبويه، فإن القول فيهم الأقرب للصواب أنهما من أهل الفترة. ومعاملة التابع ليس لكفره الأصلي المتلبس به، وإنما لتبعية.. لا ذنب له فيها.
أرأيت إن كان طفلا والداه أشد الناس كفرا وشركا وبغضا للمسلمين، ووجده الناس لقيطا لا يعلمون عن أهله شيئا؟ أي معاملة تسري عليه؟
مع أهله: فهو منهم.
ومع المسلمين: من المسلمين.
فبأي عقل وبأي شرع أن يحكم على الطفل حكم البالغ!
لا يكون هذا!
فحكمه في صغره حكم التابع لوالديه، والعبرة في بلوغه واختياره.
تأبط خيراً
2010-12-27, 05:20 PM
الناس في مكة قبل البعثة إما مشرك أو غير مشرك، وغير المشرك قد يكون كتابياً من النصارى (كورقة بن نوفل)، وقد يكون على بقايا الحنيفية والتي من صورها: نبذ الأصنام والتحنث (كزيد بن عمرو بن نفيل)..
والنبي -صلى الله عليه وسلم- من الثاني حتماً؛ لأن هذا هو الذي نُقِل عنه، بالإضافة إلى أنه لم ينقل عنه أنه تنصّر أو عبد الأصنام..
وبشكل عام فالسؤال الذي عنونت به موضوعك لا فائدة عملية له!
ودع عنك تطلب الأحكام على الرجال..
وفقك الله
ثانياً: إذا لم يثبت أبداً ومطلقا ً أن النبى سجد لصنم فيجب حمل عقيدته على الأصل ألا وهى الإسلام فكل مولود يولد على الفطرة كما ثبت فى الحديثليس المراد بالفطرة في الحديث: (الإسلام)، ولم يقل به أحد، وقد نقل النووي في شرحه على مسلم الأقوال في معناها، وهي على ما يلي:
1-قيل : هي ما أخذ عليه . في أصلاب آبائهم ، وأن الولادة تقع عليها حتى يحصل التغير بالأبوين .
2-وقيل : هي ما قضي عليه من سعادة أو شقاوة يصير إليها .
3-وقيل : هي ما هيئ له
4-وقال ابن المبارك : يولد على ما يصير إليه من سعادة أو شقاوة فمن علم الله تعالى أنه يصير مسلما ولد على فطرة الإسلام ، ومن علم أنه يصير كافرا ولد على الكفر .
5-وقيل : معناه كل مولود يولد على معرفة الله تعالى والإقرار به ، فليس أحد يولد إلا وهو يقر بأن له صانعا ، وإن سماه بغير اسمه ، أو عبد معه غيره
غيره.
6-والأصح أن معناه أن كل مولود يولد متهيئا للإسلام ، فمن كان أبواه أو أحدهما مسلما استمر على الإسلام في أحكام الآخرة والدنيا ، وإن كان أبواه كافرين جرى عليه حكمهما في أحكام الدنيا.
شرح النووي على مسلم ج9 ص9 -هكذا في الشاملة-
أسـامة
2010-12-27, 05:20 PM
جزاك الله خيرًا أبا فهر.
الامتناع العقلي لا يمكن تحكميه في مسائل مهمة وشائكة كمثل هذه الأبواب.
ومن ناحية الامتناع العقلي، فإنه غير ممتنع، فلا يمكن المحاجة العقلية في هذا المقام بالامتناع.
وهذا لا نختلف معك فيه.
ولا يوجد دليل على كفر أو شرك أحد من الأنبياء، لا عقلي ولا شرعي، فمن أراد إثبات ذلك فعليه بالدليل.
وإلا وسعه السكوت، فليقل خيرا أو ليصمت!
لوط هو لوط بن هاران، وإبراهيم عمه، فإن استأنسنا بقصة شبيهة بذلك فيكون أقربها إيمان علي بن أبي طالب بالنبي.
وليس دليلا على أنه كان على شرك أو غير ذلك فيما قبل ذلك.
والإيمان لنبي من الأنبياء لا يعني أنه كان كافرا مشركا بالله فيما قبل ذلك، ولكن لا يمتنع عن الضلال، والضلال هو الجهل بالعلم النافع، والعلم هو ما يرسله الله - عز وجل - لأنبيائه، فمن اتبعه وعمل صالحا فهو على الهدى، وإلا فهو على ضلاله. وكفره ينتقل إلى أشد وهو الكفر بالنبي الذي أرسله الله - عز وجل -.
والله أعلم.
العلم الهيب
2010-12-27, 05:30 PM
إخواني طرح الموضوع بهذا الشكل ينافي كمال الأدب مع نبينا الخاتم سيد ولد آدم، ومثل هذه المسائل لا تذكر أصالة وإنما قد يشار اليها استطرادا عند الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم. فلم طرحها للمشاركة؟وهل عندك شك في أن النبي صلى الله عليه وسلم على الحنفية السمحة منذ ولادته؟، وهل مثل هذه المسائل تحتاج الى بيان!!! وكلام شيخ الإسلام لا يحمل على جواب مثل هذه المسائل وانما كلامه رحمه الله في ذكر العصمة للانبياء قبل النبوة هل يلزم من قدر له ذلك العصمة له أم لا يلزم؟
أبو فهر السلفي
2010-12-27, 05:37 PM
ولا يوجد دليل على كفر أو شرك أحد من الأنبياء، لا عقلي ولا شرعي، فمن أراد إثبات ذلك فعليه بالدليل.
الأدلة موجودة في كلام شيخ الإسلام في الموضع المشار إليه = فتفضل بمراجعتها..
أسـامة
2010-12-27, 07:10 PM
الأدلة موجودة في كلام شيخ الإسلام في الموضع المشار إليه = فتفضل بمراجعتها..
عفوا.. لم أجد أي دليل، وكلام شيخ الإسلام عبارة عن نفي وجود دليل عقلي يمنع ذلك. وهذا لا خلاف عليه.. وليس للعقل إنشاء الأخبار! ولا يمكن إثبات أو نفي ذلك إلا بخبر صحيح.
أبو فهر السلفي
2010-12-27, 08:14 PM
راجع كلام شيخ الإسلام في الموضع الذي أشرت إليه وهو قرابة خمسين صفحة،وذكر فيه الدليل من قصة لوط ومن قصة شعيب عليهما السلام..
أسـامة
2010-12-27, 08:33 PM
- والله - قرأت كلام شيخ الإسلام في الموضع المشار إليه قبل أن أضع مشاركتي السابقة. (ابتسامة)
ولا يمكن الاستدلال بمجرد إيمانهم بالرسالة، إذ الحال هو هو مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، حيث أنه آمن بالله وبرسالته ولم يكن مشركا من قبل.
وهذا لا يتعارض مع كون الضلال سابقا على الإيمان، وهو ما يسميه أهل العلم بالضلال القريب كما قال شيخ الإسلام في معرض كلامه في الموضع السابق.
وبين الضلال القريب والضلال البعيد كما بين الحيرة وبين الكفر والشرك. وهذا واضح.
حارث البديع
2010-12-27, 08:46 PM
جزاك الله خيرا ياأبا فهر
قد شفيت الغليل......
أبو فهر السلفي
2010-12-27, 09:10 PM
وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه..
أسـامة
2010-12-27, 10:03 PM
وبكل حال فهذا خبر يحتاج إلى دليل سمعي أو عقلي، وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك
هذه هي القاعدة التي يدور عليها كلام شيخ الإسلام.
لأنه لا إثبات ولا نفي لشيء يتعلق بالأخبار بمجرد العقل أو التخرصات.
فإن كان من الناحية العقلية غير ممتنع، ولكنه لا يثبت بالنقل.
فمن ناحية التجويز لدلالة العقل وحسب، فهو التجويز بالافتراء.
فليس ممتنع عقلا أن تكونوا لصوص وزناة. ولكن عدم الامتناع ليس دليلا، والأصل هو البراءة إلا إذا ثبت شيء فينتقل الحكم.
فإن كان هذا في أمثالكم، فالأنبياء أولى بهذا التنزيه والبراءة، ولا يثبت في أي منهم شيء يشينه.
فليكون الكلام مستقيمًا.. فيقال:
وبكل حال فهذا خبر يحتاج إلى دليل سمعي، وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك، والأصل هو البراءة إلا إذا ثبت غير ذلك.
أبو فهر السلفي
2010-12-27, 10:13 PM
والأصل هو البراءة إلا إذا ثبت غير ذلك
وغير ذلك ثبت عند الشيخ واستدل عليه بالسمع في قصة لوط وقصة شعيب..
بل بعد أن أثبته الشيخ ذكر مقصد الشرع فيه..
قال الشيخ : ((وقد أخبر الله أن لوطا كان من أمة إبراهيم، وممن آمن له ثم أن الله أرسله; والرسول الذي نشأ بين أهل الكفر الذين لا نبوة لهم، ثم يبعثه الله فيهم، يكون أكمل وأعظم ممن كان من قوم لا يعرفونه; فإنه يكون بتأييد الله له أعظم من جهة تأييده بالعلم والهدى، ومن جهة تأييده بالنصر والقهر.
قلت: وبهذا يظهر اختلاف درجات الأنبياء والرسل، وعدم الاحتجاج إلى التكلف في الجواب عن مثل آية إبراهيم ونحوها، وأن قصارى ما يقال في مثل قوله لنبينا:{ وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} [سورة الضحى آية : 7] ، وقوله:{ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ } [سورة الشورى آية : 52] هو عدم العلم بما جاء من النبوة والرسالة، وتفاصيل ما تضمن من الأحكام الشرعية والأصول الإيمانية.
وهذا غاية ما تيسر لنا في هذا المقام الضنك الذي أحجم عنه فحول الرجال وأهل الفضائل والكمال، ونستغفر الله من التجاسر والوثوب على الكلام في مثل هذا المبحث الذي زلت فيه أقدام، وضلت فيه أفهام واضطربت فيه أقوال الأئمة الأعلام )).
وقال الشيخ : ((وقد أخبر الله أن لوطا كان من أمة إبراهيم، وممن آمن له ثم أن الله أرسله..وكذلك يوشع كان من أمة موسى وكان فتاه ثم إن الله أرسله وكذلك هارون.لكن هارون ويوع كانا على دين بني إسرائيل ملة إبراهيم،وأما لوط فلم يكن قبل إبراهيم من قومه ملة نبي يتبعها لوط،بل لما بعث الله إبراهيم = آمن له)).
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
((قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} ظَاهِرُهُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ شُعَيْبًا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ كَانُوا عَلَى مِلَّةِ قَوْمِهِمْ؛ لِقَوْلِهِمْ: {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} وَلِقَوْلِ شُعَيْبٍ: (أنَعُودُ فِيهَا {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} وَلِقَوْلِهِ: {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ} فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا فِيهَا. وَلِقَوْلِهِ: {بَعْدَ إذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا} . فَدَلَّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ أَنْجَاهُمْ مِنْهَا بَعْدَ التَّلَوُّثِ بِهَا؛ وَلِقَوْلِهِ: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ عَائِدًا عَلَى قَوْمِهِ؛ لِأَنَّهُ صَرَّحَ فِيهِ بِقَوْلِهِ: {لَنُخْرِجَنَّك يَا شُعَيْبُ} وَلِأَنَّهُ هُوَ الْمُحَاوِرُ لَهُ بِقَوْلِهِ: {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} إلَى آخِرِهَا وَهَذَا يَجِبُ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ الْمُتَكَلِّمُ وَمِثْلُ هَذَا فِي سُورَةِ إبْرَاهِيمَ {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُ مْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} )).
أسـامة
2010-12-27, 11:40 PM
هذا التجويز يذكرني بما قالته اليهود في أنبياء الله؛ وفيما يظهر لي أن الشيخ لا يستدل على ذلك بدليل سمعي، وإنما هو للرد على التجويز العقلي.. حيث أنه إذا كان فكيف يكون! وقد يأتي بشيء من المقاصد الشرعية لبيان أنه إذا كان فإنه لا يخلو من الحكمة، وهذا شأن شيخ الإسلام في كتاباته.
لوط من أمة إبراهيم، هذا صحيح. بل بينهما قرابة إذ أن لوطا هو ابن أخيه هاران. ومجرد الإيمان بنبوة إبراهيم ورسالته لا يفيد ولا يثبت إلا الإيمان والتبعية. ولم يتطرق القصص إلى ما يسبق ذلك.
فلا يوجد دليل سمعي يمكن الاعتضاد به، فضلا عن الاعتماد عليه والاستدلال به.
وأما من الناحية العقلية.
فالتجويز للضلال وارد، ولكن فيه تفصيل.
لأنه لا يعلم عمر نبي الله لوط حين آمن بإبراهيم، فقد تسري عليه أحكام التبعية لصغره، وآمن عند بلوغه، ولا يستبعد أن يكون قد آمن به قبل بلوغه، إذ أن عليا قد آمن بالنبي وهو غلام صغير. وكذلك قد يكون آمن به بعد بلوغه بفترة ولكن ليس هناك ثم دليل على أنه تلبس بشرك أو كفر فيما قبل ذلك.
لذا فالأولى استصحاب البراءة الأصلية.
وبنحو منه يوشع بن نون، إذ أنه إسرائيلي. والثابت أنه كان فتى لموسى.. وثبتت التبعية له في صغره لنبي الله موسى. فلا يمكن الاستناد إلى هذا.
ولا يمكن نفي وجود ملة لأهل الأرض فيما قبل إبراهيم، وكأن الله - عز وجل - قد ترك الناس هملا - سبحانه -، ولا دليل على ذلك.
بل الثابت أن الله - عز وجل - قد أرسل الرسل فيما قبل إبراهيم. وهذا دليل على وجود ملة سابقة على ملته.
ويعترض الاستدلال اعتراضات أقوى منه، وإذا استصحبت البراءة "وهذا هو الأولى" لعلم أنه لا يمكن الإثبات إلا بدليل، وهذا الاستدلال ضعيف جدا.. على الأقل بالمقارنة.
وأما قصة شعيب، فأي ضلال كان؟ هل هو الكفر والشرك؟ أم هو من الضلال القريب الذي هو الحيرة بسبب الجهل مع عدم التلبس بالكفر والشرك؟
كلاهما وارد! ولكن ما الذي يثبت؟
بالنسبة للآيات الكريمات، فإن سياق الآيات يدل على المعنى، إذ القوم قالوا: فففقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَققق
فهذا التهديد حاصله أن المتوعد به جماعة، شعيب والذين آمنوا معه. ونبي الله شعيب يرد عن الجماعة وهو منهم.
والتهديد هو التهديد بالإخراج، وإلا العودة إلى الملة.
ومجرد العودة إلى الملة لا يعني الرجوع إلى الشرك، إذ أن العرب فيما قبل البعثة كانوا على ملة إبراهيم، وكان منهم المشرك الكافر ومنهم المتحنث كما قد سبق الإشارة إلى ذلك.
فمجرد الدعوى بأن ( الملة = الشرك ) فهذا قول بعيد، ولكن ( الملة فيها الشرك ) فهذا هو الأقرب. كما كانت ملة إبراهيم فيما قبل البعثة.
وقال الطبري: (( قال شعيب مجيبًا لهم: (أولو كنا كارهين) .
ومعنى الكلام: أن شعيبًا قال لقومه: أتخرجوننا من قريتكم، وتصدّوننا عن سبيل الله، ولو كنا كارهين لذلك؟ ))
وتثبت الملة الصحيحة بالبعثة، كما أن ملة إبراهيم الصحيحة قد ثبتت بالبعثة.
فإن ادعى شخص أنه سيكون على ملة إبراهيم التي كان العرب عليها قبل البعثة، فإنه يكون بقوله هذا كافرا. ولا يعني أن هذه الملة غير صحيحة.
والنجاة منها لا يعني الولوج فيها، فأنت تقول مثلا: نجاني الله من الأسد، لا يفيد أن الأسد قد اعتدى عليك، وربما رأيته ينظر إليك وقريب منك وشعرت بالخطر على نفسك.
وبنحوه قول الرجل لرسول الله (هلكت يا رسول الله)، والرجل معافي ولكن من هول ما يفجعه.
وإن قلت نجاني الله من القتل لا يفيد أنك قد قتلت.
وفي هذه المسألة عدة أقوال يجب وضعها في عين الاعتبار.. من خير من تحدث عنها العلامة الألوسي. وهاك قوله.
قال العلامة الألوسي في محاسن التأويل (5/149) :
تنبيهات:
الأول- اعلم أن ظاهر قوله تعالى فففأَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِناققق وقوله فففبَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهاققق يدل على أن شعيبا عليه السلام كان على ملتهم قبل بعثته. ومعلوم عصمة الأنبياء عن الكبائر، فضلا عن الشرك.
وفي (المواقف وشرحها) : أن الأمة أجمعت على عصمة الأنبياء من الكفر قبل النبوة وبعدها، غير أن الأزارقة من الخوارج جوّزوا عليهم الذنب، وكل ذنب عندهم كفر، فلزمهم تجويز الكفر. وجوّز الشيعة إظهار الكفر تقية عند خوف الهلاك، واحترازا عن إلقاء النفس في التهلكة. ومثله في (شرح التجريد) .
ولما تقرر إجماع الأمة على ما ذكر، كان للعلماء في هذه الآية وجوه:
منها: أن العود المقابل للخروج، هو العود إلى ترك دعوى الرسالة والإقرار بها.
والجار والمجرور حال. أي ليكن منكم الخروج من قريتنا، أو العود إلى ترك دعوى الرسالة والإقرار بها، داخلين في ملتنا. وهذا الوجه اقتصر عليه المهايمي، وسايرناه فيه مع تفسير تتمة الآية.
ومنها: أن العود المذكور إلى ما خرج منه، وهو القرية. والمجرور حال كالسابق. أي ليكن منكم الخروج من قريتنا، أو العود إليها، كائنين في ملتنا. وعدّي (عاد) ب (في) كأن الملة لهم بمنزلة الوعاء المحيط بهم.
ومنها: أن هذا القول جار على ظنهم أنه كان في ملتهم، لسكوته قبل البعثة عن الإنكار عليهم ومنها: أنه صدر عن رؤسائهم تلبيسا على الناس، وإيهاما لأنه كان على دينهم. وما صدر عن شعيب عليه السلام كان على طريق المشاكلة.
ومنها: أن لَتَعُودُنَّ بمعنى لتصيرن. إذ كثيرا ما يرد (عاد) بمعنى (صار) ، فيعمل عمل (كان) . ولا يستدعي الرجوع إلى حالة سابقة، بل عكس ذلك، وهو الانتقال من حال سابقة، إلى حال مؤتنفة مثل (صار) . وكأنهم قالوا- والله أعلم- لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا، أو لتصيرن كفارا مثلنا.
قال الرازي: تقول العرب. قد عاد إليّ من فلان مكروه، يريدون: قد صار إليّ منه المكروه ابتداء. قال الشاعر:
فإن تكن الأيام أحسن مدة ... إليّ فقد عادت لهنّ ذنوب
أراد: فقد صارت لهن ذنوب، ولم يرد أن ذنوبا كانت لهن قبل الإحسان- انتهى-.
ومنه
حديث معاذ. قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: (أعدت فتّانا يا معاذ؟) أي صرت.
ومنه
حديث خزيمة: عاد لها النّقاد مجرنثما. أي صار.
وفي حديث كعب: وددت أن هذا اللبن يعود قطرانا، أي يصير. فقيل له: لم ذلك؟ قال: تتّبعت قريش أذناب الإبل، وتركوا الجماعات.
قال الشهاب: إلا أنه قيل إنه لا يلائم قوله فففبَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهاققق إلا أن يقال بالتغليب فيه، أو يقال: التنجية لا يلزم أن تكون بعد الوقوع في المكروه. ألا ترى إلى قوله ففففَأَنْجَيْنا هُ وَأَهْلَهُققق [الأعراف: 83] و [النمل: 57] وأمثاله؟
ومنها: أن العود يطلق، ويراد به الابتداء. حققه الراغب والجار بردي وغير واحد.
وأنشدوا قول الشاعر:
وعاد الرأس منّي كالثّغام
ومعنى الآية: لتدخلنّ في ملتنا، وقوله تعالى: فففإِنْ عُدْناققق أي دخلنا- كذا في تاج العروس-.
ومنها: إبقاء صيغة العود على ظاهرها، من استدعائها رجوع العائد، إلى حال كان عليها قبل. كما يقال: عاد له، بعد ما كان أعرض عنه، إلا أن الكلام من باب التغليب. قال الزمخشري: لما قالوا: فففلَنُخْرِجَنّ َكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَققق فعطفوا على ضميره، الذين دخلوا في الإيمان منهم بعد كفرهم- قالوا فففلَتَعُودُنَّ ققق فغلبوا الجماعة على الواحد. فجعلوهم عائدين جميعا، إجراء للكلام على حكم التغليب. وعلى ذلك أجرى شعيب عليه السلام جوابه فقال: فففإِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهاققق وهو يريد عود قومه، إلا أنه نظم نفسه في جملتهم، وإن كان بريئا من ذلك، إجراء لكلامه على حكم التغليب- انتهى.
ومنها: ما قاله الناصر في (الانتصاف) : إنه يسلم استعمال (العود) بمعنى (الرجوع إلى أمر سابق) ، ويجاب عن ذلك بمثل الجواب عن قوله تعالى: فففاللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِققق [الظلمات: 257] والإخراج يستدعي دخولا سابقا فيما وقع الإخراج منه، ونحن نعلم أن المؤمن الناشئ في الإيمان لم يدخل قط في ظلمة الكفر، ولا كان فيها. وكذلك الكافر الأصلي لم يدخل قط في نور الإيمان، ولا كان فيه. ولكن لما كان الإيمان والكفر من الأفعال الاختيارية التي خلق الله العبد متيسرا لكل واحد منهما متمكنا منه لو أراده، فعبر عن تمكن المؤمن من الكفر،
ثم عدوله عنه إلى الإيمان، إخبارا بالإخراج من الظلمات إلى النور، توفيقا من الله له، ولطفا به، بل وبالعكس في حق الكافر.
وقد مضى نظير هذا النظر عند قوله تعالى: فففأُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدىققق [البقرة: 16] وهو من المجاز المعبر فيه عن السبب بالمسبب: وفائدة اختياره في هذه المواضع تحقيق التمكن والاختيار، لإقامة حجة الله على عباده- والله أعلم- انتهى.
الثاني: في قوله فففإِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّناققق ردّ إلى الله تعالى مستقيم.
قال الواحدي والذي عليه أهل العلم والسنة في هذه الآية، أن شعيبا وأصحابه قالوا: ما كنا لنرجع إلى ملتكم، بعد أن وقفنا على أنها ضلالة تكسب دخول النار، إلا أن يريد إهلاكنا. فأمورنا راجعة إلى الله، غير خارجة عن قبضته، يسعد من يشاء بالطاعة، ويشقي من يشاء بالمعصية. وهذا من شعيب وقومه استسلام لمشيئة الله.
ولم تزل الأنبياء والأكابر يخافون العاقبة، وانقلاب الأمر. ألا ترى إلى قول الخليل عليه الصلاة والسلام: فففوَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَققق [إبراهيم: 35] ؟ وكان نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم كثيرا ما يقول: «يا مقلّب القلوب! ثبّت قلبي على دينك» .
وقال الزجاج: المعنى: وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يكون قد سبق في علم الله ومشيئته أن نعود فيها. وتصديق ذلك قوله فففوَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماًققق، يعني أنه تعالى يعلم ما يكون، من قبل أن يكون، وما سيكون. وأنه تعالى كان عالما في الأزل بجميع الأشياء. فالسعيد من سعد في علم الله تعالى. والشقي من شقي في علم الله تعالى.
وقال الناصر في (الانتصاف) : موقع قوله فففوَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماًققق الاعتراف بالقصور عن علم العاقبة، والاطلاع على الأمور الغائبة. فإن العود إلى الكفر جائز في قدرة الله أن يقع من العبد. ولو وقع. فبقدرة الله ومشيئته المغيّبة عن خلقه. فالحذر قائم، والخوف لازم. ونظيره قول إبراهيم عليه السلام فففوَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً، أَفَلا تَتَذَكَّرُونَق قق [الأنعام: 80] لما ردّ الأمر إلى المشيئة، وهي مغيّبة، مجّد الله تعالى بالانفراد بعلم الغائبات- والله أعلم.
وقال أبو السعود: معنى وَما يَكُونُ لَنا ... الآية- أي ما يصح لنا أن نعود فيها في حال من الأحوال، أو في وقت من الأوقات، إلا أن يشاء الله. أي إلا حال مشيئة الله تعالى، أو وقت مشيئته تعالى. لعودنا فيها. وذلك مما لا يكاد يكون، كما ينبئ عنه قوله تعالى: فففرَبُّناققق ... فإن التعرض لعنوان ربوبيته تعالى لهم، مما ينبئ عن استحالة مشيئته تعالى لارتدادهم قطعا، وكذا قوله فففبَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهاققق فإن تنجيته تعالى لهم منها، من دلائل عدم مشيئته لعودهم فيها. وقيل معناه: إلا أن يشاء الله خذلاننا. فيه دليل على أن الكفر بمشيئته تعالى. وأيّا ما كان، فليس المراد بذلك بيان أن العود فيها في حيّز الإمكان، وخطر الوقوع، بناء على كون مشيئته تعالى كذلك، بل بيان استحالة وقوعها. كأنه قيل: وما كان لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا، وهيهات ذلك. بدليل ما ذكر من موجبات عدم مشيئته تعالى له- انتهى-.
ولا يخفى أن إفهام ذلك الاستحالة، هو باعتبار الواقع، وما يقتضيه منصب النبوة. وأما إذا لوحظ مقام الخوف والخشية، الذي هو من أعلى مقامات الخواصّ، فيكون ما ذكرناه أولا أدقّ، وبالقبول أحق.
قال الإمام ابن القيم في (طريق الهجرتين) : قد أثنى الله سبحانه على أقرب عباده إليه بالخوف منه، فقال عن أنبيائه، بعد أن أثنى عليهم ومدحهم فففإِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباًققق [الأنبياء: 90] فالرغب الرجاء، والرهب الخوف والخشية. وقال عن ملائكته الذين قد آمنهم من عذابه فففيَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَققق [النحل: 50]
وفي الصحيح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إنّي أعلمكم بالله، وأشدكم له خشية» .
وفي لفظ آخر: «إنّي أخوفكم لله وأعلمكم بما أتقي» .
وكان صلّى الله عليه وسلّم يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء. وقد قال تعالى: فففإِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُققق [فاطر: 28] ، فكلما كان العبد بالله أعلم، كان له أخوف.
الثالث: قال الفرّاء: أهل عمان يسمون (القاضي) الفاتح والفتاح. لأنه يفتح مواضع الحق، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ما كنت أدري ما قوله: فففرَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّققق حتى سمعت ابنة ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك، أي أحاكمك.
وقال الشهاب: الفتح، بمعنى الحكم، وهي لغة لحمير، أو لمراد، والفتاحة (بالضم) عندهم الحكومة. أو هو مجاز بمعنى: أظهر وبيّن أمرنا، حتى ينكشف ما بيننا وبينهم، ويتميز المحق من المبطل. ومنه فتح المشكل لبيانه وحلّه، تشبيها له بفتح الباب وإزالة الأغلاق، حتى يوصل إلى ما خلفها.
ابن خليفة المصرى
2010-12-27, 11:43 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد
فقد تعقبنى أحد إخوانى فى قولى أن الفطرة هى الإسلام وقال ليس المراد بالفطرة في الحديث: (الإسلام)، ولم يقل به أحد
وأنا أقول له
وَأَشْهَرُ الأَقْوَال أَنَّ الْمُرَاد بِالْفِطْرَةِ الإِسْلام
قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : وَهُوَ الْمَعْرُوف عِنْد عَامَّة السَّلَف . وَأَجْمَعَ أَهْل الْعِلْم بِالتَّأْوِيلِ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى ( فِطْرَة اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا ) الإِسْلام , وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ أَبِي هُرَيْرَة فِي آخِر حَدِيث الْبَاب : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( فِطْرَة اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا ) وَبِحَدِيثِ عِيَاض بْن حِمَار عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِيه عَنْ رَبّه " إِنِّي خَلَقْت عِبَادِي حُنَفَاء كُلّهمْ , فَاجْتَالَتْهُم ْ الشَّيَاطِين عَنْ دِينهمْ " الْحَدِيث . وَقَدْ رَوَاهُ غَيْره فَزَادَ فِيهِ " حُنَفَاء مُسْلِمِينَ " وَرَجَّحَهُ بَعْض الْمُتَأَخِّرِي نَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى ( فِطْرَة اللَّه ) لأَنَّهَا إِضَافَة مَدْح , وَقَدْ أَمَرَ نَبِيّه بِلُزُومِهَا , فَعُلِمَ أَنَّهَا الإِسْلام .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
الحمد للّه؛ أما قوله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه": فالصواب أنها فطرة اللّه التي فطر الناس عليها، وهي فطرة الإسلام، وهي الفطرة التي فطرهم عليها يوم قال: {أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى} [الأعراف:172] وهي السلامة من الاعتقادات الباطلة، والقبول للعقائد الصحيحة.
فإن حقيقة الإسلام أن يستسلم للّه، لا لغيره، وهو معنى لا إله إلا اللّه، وقد ضرب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقال: "كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟" بين أن سلامة القلب من النقص كسلامة البدن، وأن العيب حادث طارئ.
أسـامة
2010-12-28, 12:41 AM
العلامة الألوسي. وهاك قوله.
قال العلامة الألوسي في محاسن التأويل (5/149) :
بل هو العلامة القاسمي.
أسـامة
2010-12-28, 02:47 AM
ولا يمكن نفي وجود ملة لأهل الأرض فيما قبل إبراهيم، وكأن الله - عز وجل - قد ترك الناس هملا - سبحانه -، ولا دليل على ذلك.
بل الثابت أن الله - عز وجل - قد أرسل الرسل فيما قبل إبراهيم. وهذا دليل على وجود ملة سابقة على ملته.
وهذا على سبيل التجوز والتنزل أن شعيبا كان قبل إبراهيم للخلاف الشديد في نسبه، وما عليه أكثر أهل العلم أن جده لأبيه هو مدين وهو ابن لإبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، ونسبه لأمه يرجع للوط - عليه السلام -.
وإن كان في نسبه نظر.. إلا أن الراجح أنه فيما بعد مبعث إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو الواضح من مجموع كلام أهل العلم من السلف والخلف.
فيكون بذلك الملة التي كان عليها القوم هي ملة إبراهيم وحدث فيها الشرك، فيكون حالها كحال جزيرة العرب فيما قبل البعثة وملة إبراهيم. ولكن مع الاختلاف لقرب زمان شعيب.
وصيغة الجمع استخدمها في الخطاب ( وهو خطيب الأنبياء ) كما قال مالك وغيره، لمن معه من المؤمنين.
وأما الإجماع.. فمعلوم لدى الجميع أن الأنبياء معصومون فيما يخص الرسالة ومعصومون من الكبائر والموبقات.. كذا حكاه غير جماعة من أهل العلم كالقاضي عياض.
وما من كبيرة مستقبحة كالكفر والشرك.
صادق صادق صادق
2010-12-28, 08:39 AM
بارك الله بالاخوة المشاركين
قرأت ما أفاده الاخوة الافاضل جزاهم الله خيرا وبقي السؤال ولم يجب عنه أحد بعد، وهو ما حكم من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي(ص) والعياذ بالله قبل بلوغه؟ويبدو من الكلام الذي استشهد به الاخوة في نقاشاتهم حول هذا الموضوع الحساس أن شيخ الاسلام ابن تيمية هو الذي فعل ذلك كما يظهر من كلامه الذي ارشدني اليه الاخ اسامة في منهاج السنةج8ص285 وهو كالتالي(
الثالث أن يقال قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد مؤمنا من قريش لا رجل ولا صبي ولا أمرأة ولا الثلاثة ولا علي وإذا قيل عن الرجال إنهم كانوا يعبدون الأصنام فالصبيان كذلك علي وغيره وإن قيل كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ قيل ولا إيمان الصبي مثل إيمان البالغ فأولئك يثبت لهم حكم الإيمان والكفر وهم بالغ والصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين الخ)
السؤال :ما حكم من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي(ص) والعياذ بالله قبل بلوغه؟ما يقول الاخوة الافاضل ؟
المقدسى
2010-12-28, 09:59 AM
التجويز العقلي في مسألة معينة له حالة خاصة لا تستوجب أن نسقط ما جوزناه أو منعناه على وقائع شرعية معينة ..
المقصود أن مسألة/ هل يجوز عقلاً أن يكون الأنبياء على الكفر قبل البعثة كفار من الناحية العقلية البحتة امر جائز ولا يعنى هذا التجويز إثبات ذلك شرعاً ، وهذا أمر يجب ان يتفطن إليه ولا يظن بقائل هذه العبارة أو موافقها أنه يثبت كفر الإنبياء عليهم صلوات الله قبل بعثتهم .
أما بخصوص رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام
فالنصوص الشرعية المنقولة تثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعبد لله منفرداً موحداً على غير ديانة قومه ولم يسجد لصنم من أصنامهم قط بتوفيق الله وحكمته .
والله أعلم /
صادق صادق صادق
2010-12-28, 01:00 PM
الاجوبة تتقدم الى الامام وهذا جيد جدا ولكن يبقى السؤال المطروح محل البحث حتى الان بغير اجابة؟
أسـامة
2010-12-29, 03:39 AM
ولا يعنى هذا التجويز إثبات ذلك
بارك الله فيك.
هذا هو محور الحديث في المشاركات الأخيرة.
ودفع التوهمات حول نبي الله لوط ونبي الله شعيب، لثبوت رسالتيهما بعد رسول الله إبراهيم - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - لقول الله -عز وجل-: ففففَآمَنَ لَهُ لُوطٌققق وقوله على لسان شعيب: فففوَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍققق، وأن مدين هو ابن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - مما يدفع وجود شبهة أن القوم كانوا على ملة أخرى، وإنما هي ملة إبراهيم ودخل فيها الشرك. والله أعلم.
يبقى السؤال المطروح محل البحث حتى الان بغير اجابة؟
حكمه حكم الجاهل، ويعلم. ومعاملته كمعاملة سائر أهل البدع.
فمعرفة الحكم للتطبيق، وليست للتنظير. وإلا لقيل مثل هذا القول في كثير من أنبياء الله.
وما بناه من الحكم إنما هو على إثبات كفر أبوي النبي، وهذا قول لبعض أهل العلم إلا أنه غير مسلم به، إذ أن القول بأنهما من أهل الفترة أولى بالأخذ وقد جاء في كتاب الله ما يستدل به على ذلك، وذكره الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله.
وهناك قول ثالث بنجاتهما وألف فيه مؤلفات منها المشهور ككتاب السيوطي، وهو قول معروف ولكن فيه ضعف.
فإن أصر.. فقل له: اثبت العرش ثم انقش. وهيهات!
صادق صادق صادق
2010-12-29, 08:52 AM
حكمك يا استاذ من يوافقك عليه من اهل العلم الفحول؟؟؟ وجزاك الله خيرا
أسـامة
2010-12-29, 10:37 AM
حكمك يا استاذ من يوافقك عليه من اهل العلم الفحول؟؟؟ وجزاك الله خيرا
وجزاك ربي خيرا. لست أستاذا.
اسأل أهل العلم الفحول فإن وافقوني فهذا فضل من ربي، وإن خالفوني فلعلك تأتينا بفائدة.
وللتذكير.. المجالس والمنتديات الشرعية ليست للإفتاء، وإنما لمباحثة العلم الشرعي ومسائله، وكل يدلي بدلوه على قدر ما أتاه الله - عز وجل - من علم.
والفرق بين المباحثة العلمية والإفتاء أظنه لا يخفى عليك.
والذي يظهر لي من مجموع كلامك أنه على جهل، وهذا الجهل من الجهل المركب. ويعامل معاملة سائر أهل البدع.
والله أعلم.
صادق صادق صادق
2010-12-29, 12:53 PM
لم اقصد الافتاء وانما قصدت بما ان حضرتك مطلع على الموضوع ان تفيدني بما عندك فجزاك الله خيرا
صادق صادق صادق
2010-12-30, 02:27 PM
ارجو من اهل الخبرة افادتي حول هذا الموضوع مع ارشادي الى بعض المصادر المعتبرة والموثوقة وشكرا لكل من يساهم
ابن خليفة المصرى
2010-12-31, 02:44 AM
رسالة إلى كل من عارض بالعقل النقل
بئس العقل الذى لا ينزه نبياً شق صدره وطهره جبريل وأخذ منه نصيب الشيطان وذلك وهو صغير بئس هذا العقل إن رائحته نتنه وأسلوبه عفن ومنهجه مظلم وأدلته واهية وفلسفته فلسفة خبيث داهية
اللهم صلى على محمد سبحانك اللهم
وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
صادق صادق صادق
2010-12-31, 09:13 AM
حاشا لافضل الخلق على الاطلاق وهو سيدنا محمد (ص) وهو الطهر الطاهر أن يأخذ منه الشيطان نصيبا ولو للحظة واحدة حاشاه حاشاه حاشاه
ابن خليفة المصرى
2011-01-02, 01:41 AM
تراجع منى
على قولى : هذا إختراق لإجماع الأمة الذين قالوا أن الأنبياء معصومون من الشرك قبل النبوة والأمة لا تجتمع أبداً على الضلالة الإجماع
يبدوا أنى توهمت فى نقلى هذا
أسـامة
2011-01-02, 02:39 AM
تراجع منى
على قولى : هذا إختراق لإجماع الأمة الذين قالوا أن الأنبياء معصومون من الشرك قبل النبوة والأمة لا تجتمع أبداً على الضلالة الإجماع
يبدوا أنى توهمت فى نقلى هذا
بل حكاه العضد في المواقف كما عزاه العلامة القاسمي في تفسيره ص 2814، وبقريب منه قول القاضي عياض، إذ أن الكفر والشرك من جملة الكبائر. وبنحوه حكى الإجماع ابن القطان الفاسي في الإقناع في مسائل الإجماع وعزاه للانتصار.
ابن خليفة المصرى
2011-01-02, 07:41 AM
جزاكم الله خيراً يا أخ إسامة وبارك الله فيكم وجعلك الله سنداً لإخوانك
رحم الله رجلاً أهدى إلى عيوبى
اللهم لك الحمد أن قيدت لى من يبصرنى بما لا أرى وأن يخبرنى بما لا أعلم
ولم يكن ذكرى للتوهم فى الإجماع على سبيل التراجع عن موقفى من هذا الموضوع فأنا لا أشك أن النبى كان على التوحيد الخالص فى حياته كلها بلا إثتثناء وأستدل بذلك على حادثة شق الصدر
سؤال يا إسامة هل على هذا المنتدى بعض الأشاعرة أو بعض من يردون الأدلة الصحيحة بعقولهم ؟
أسـامة
2011-01-02, 09:23 AM
هل على هذا المنتدى بعض الأشاعرة أو بعض من يردون الأدلة الصحيحة بعقولهم ؟
بارك الله فيك.
المجلس العلمي يسير على نهج أهل السنة والجماعة في العقيدة والمنهج، ولا تسمح إدارة المجلس العلمي بأي تجاوزات في هذا الصدد.
وقد يوجد بعض أصحاب النزعات البدعية لسبب أو لآخر، أو صاحب عقيدة بدعية. وعلى الرغم من ذلك يسمح لهم المجلس العلمي بالإنتساب إليه طالما أن المشاركات لا تدعو إلى البدعة. وهذا من إنصافهم مع المخالف. وهذا ما قد رأيته من خلال شرف عضويتي لهذا المجلس على مدار عدة سنوات.
والأغلب سلامة العقيدة.. وحسبك بوجود شيوخ فضلاء وطلبة علم متمكنين في هذا المكان، علاوة على سلامة منهج إدارة المجلس ومشرفيه وغالبية الأعضاء.
وهذه هي وجهة نظري الشخصية لمكان مكثت فيه لعدة سنوات. والله أعلم. حفظكم الله.
ابن خليفة المصرى
2011-01-03, 01:03 AM
جزاك الله خيراً أخى الحبيب الذى أحببته من قبل أن أراه
أبو فهر السلفي
2011-01-03, 04:24 AM
بالطبع هناك من ينقل أقوال الأشاعرة ولا يحقق المسائل على منهج السلف..
قال الأخ أسامة :
بل حكاه العضد في المواقف
وهذا طبعاً من الكتب الأصول في تقرير عقيدة الأشاعرة..
وصاحب المواقف ممن يقررون مسألة العصمة على خلاف اتفاق السلف الذي حكاه شيخ الإسلام،فيمنع صاحب المواقف وقوع الصغائر مرتكباً مع النصوص القطعية سائر أنواع التحريف البدعي،ومثل هؤلاء لا يحقق عنهم إجماع لأهل العلم ولا خلاف في مسألة عقدية..
ثم قال الأخ أسامة :
قول القاضي عياض،
والقاضي -رحمه الله-أشعري من المبالغين في أبواب العصمة كما وصفه شيخ الإسلام،ويخالف فيها إجماع السلف الذي حكاه شيخ الإسلام على وقوع الأنبياء في الصغائر،فالباب غير محرر عنده على أصول السلف..
أما أهل السنة المحققون لنزاع السلف ووفاقهم فمثالهم شيخ الإسلام القائل :
((وأما قولهم إن شعيبا والرسل ما كانوا في ملتهم قط،وهي ملة الكفر = فهذا فيه نزاع مشهور ،وبكل حال فهذا خبر يحتاج إلى دليل سمعي أو عقلي،وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك ،وأما العقل ففيه نزاع،والذي عليه نظار أهل السنة أنه ليس في العقل ما يمنع ذلك....وأما تحقيق القول فيه فالله سبحانه إنما يصطفي لرسالته من كان من خيار قومه ...ومن نشأ بين قوم مشركين جهال لم يكن عليه منهم نقص ولا بغض ولا غضاضة إذا كان على مثل دينهم إذا كان عندهم معروفاً بالصدق والأمانة وفعل ما يعرفون وجوبه واجتناب ما يعرفون قبحه وقد قال تعالى : ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)) فلم يكن هؤلاء مستوجبين العذاب قبل الرسالة وإن كان لا هو ولا هم يعرفون ما أرسل به.
وفرق بين من يرتكب ما علم قبحه وبين من يفعل مالم يعرف ؛فإن هذا الثاني لا يذمونه ولا يعيبون عليه ولا يكون فعله مما هم عليه منفراً عنه بخلاف الأول...))
ويقول الشيخ :
((وقد أخبر الله أن لوطا كان من أمة إبراهيم، وممن آمن له ثم أن الله أرسله; والرسول الذي نشأ بين أهل الكفر الذين لا نبوة لهم، ثم يبعثه الله فيهم، يكون أكمل وأعظم ممن كان من قوم لا يعرفونه; فإنه يكون بتأييد الله له أعظم من جهة تأييده بالعلم والهدى، ومن جهة تأييده بالنصر والقهر.
قلت: وبهذا يظهر اختلاف درجات الأنبياء والرسل، وعدم الاحتجاج إلى التكلف في الجواب عن مثل آية إبراهيم ونحوها، وأن قصارى ما يقال في مثل قوله لنبينا:{ وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} [سورة الضحى آية : 7] ، وقوله:{ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ } [سورة الشورى آية : 52] هو عدم العلم بما جاء من النبوة والرسالة، وتفاصيل ما تضمن من الأحكام الشرعية والأصول الإيمانية.
وهذا غاية ما تيسر لنا في هذا المقام الضنك الذي أحجم عنه فحول الرجال وأهل الفضائل والكمال، ونستغفر الله من التجاسر والوثوب على الكلام في مثل هذا المبحث الذي زلت فيه أقدام، وضلت فيه أفهام واضطربت فيه أقوال الأئمة الأعلام )).
وقال الشيخ : ((وقد أخبر الله أن لوطا كان من أمة إبراهيم، وممن آمن له ثم أن الله أرسله..وكذلك يوشع كان من أمة موسى وكان فتاه ثم إن الله أرسله وكذلك هارون.لكن هارون ويوع كانا على دين بني إسرائيل ملة إبراهيم،وأما لوط فلم يكن قبل إبراهيم من قومه ملة نبي يتبعها لوط،بل لما بعث الله إبراهيم = آمن له)).
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
((قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} ظَاهِرُهُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ شُعَيْبًا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ كَانُوا عَلَى مِلَّةِ قَوْمِهِمْ؛ لِقَوْلِهِمْ: {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} وَلِقَوْلِ شُعَيْبٍ: (أنَعُودُ فِيهَا {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} وَلِقَوْلِهِ: {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ} فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا فِيهَا. وَلِقَوْلِهِ: {بَعْدَ إذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا} . فَدَلَّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ أَنْجَاهُمْ مِنْهَا بَعْدَ التَّلَوُّثِ بِهَا؛ وَلِقَوْلِهِ: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ عَائِدًا عَلَى قَوْمِهِ؛ لِأَنَّهُ صَرَّحَ فِيهِ بِقَوْلِهِ: {لَنُخْرِجَنَّك يَا شُعَيْبُ} وَلِأَنَّهُ هُوَ الْمُحَاوِرُ لَهُ بِقَوْلِهِ: {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} إلَى آخِرِهَا وَهَذَا يَجِبُ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ الْمُتَكَلِّمُ وَمِثْلُ هَذَا فِي سُورَةِ إبْرَاهِيمَ {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُ مْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} )).
أما كلام ابن القطان = فهو مجمل في عصمة الأنبياء من الكبائر،وهذا الإطلاق نفسه يطلقه شيخ الإسلام،وليس فيه تعرض لمحل النزاع من وقوع الشرك قبل البعثة جرياً على دين أقوامهم؛لأن الكبائر المقصودة هي ما يقع من سرقة وزنا يضر بمقام النبوة ويسقطهم من أعين أقوامهم،ولذلك استوت الكبائر والصغائر المشينة في العصمة..
أما الشرك فيقول الشيخ :
((ومن نشأ بين قوم مشركين جهال لم يكن عليه منهم نقص ولا بغض ولا غضاضة إذا كان على مثل دينهم إذا كان عندهم معروفاً بالصدق والأمانة وفعل ما يعرفون وجوبه واجتناب ما يعرفون قبحه وقد قال تعالى : ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)) فلم يكن هؤلاء مستوجبين العذاب قبل الرسالة وإن كان لا هو ولا هم يعرفون ما أرسل به.
وفرق بين من يرتكب ما علم قبحه وبين من يفعل مالم يعرف ؛فإن هذا الثاني لا يذمونه ولا يعيبون عليه ولا يكون فعله مما هم عليه منفراً عنه بخلاف الأول...))
فلا يُعارض بهذه العبارة المجملة حكاية عالم محقق كشيخ الإسلام للنزاع،خاصة إذا تنبهنا إلى أن ابن القطان ينسب للجمهور عصمة الأنبياء من الصغائر وهذا مخالف لإجماع السلف..
أسـامة
2011-01-03, 09:26 AM
بارك الله فيك أبا فهر.
لم أناقش مسألة الإجماع، وإنما أوردت حكايته عن الذين نقلوه.
نبي الله لوط قد جاء بعد نبي الله إبراهيم -صلوات الله عليهما وسلامه-. ومعلوم أن النبوة والكتاب في ذريته لقول الله تعالى: فففوَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَققق ، ولوط هو لوط بن هاران. ونظيره قول الله تعالى: فففأَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَققق
وإسماعيل عمه قطعا بلا ريب، ومثل حاله حال لوط، فعمه هو إبراهيم.
وأهل السير والتاريخ متفقون على أن هاران قد مات في أرضه في حياة أبيه. وحكى هذا الإتفاق الإمام الحافظ ابن كثير وغيره من أهل العلم. [البداية والنهاية (1/325)]
ومعلوم أن نبي الله لوط كان مع عمه إبراهيم، وقال تعالى في حق نبيه إبراهيم: فففوَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَققق
ولم يكن هناك أيّ ادعاء أن نبي الله لوط كان على ملة كفرية شركية فيما قبل إيمانه بنبي الله إبراهيم، فهنا يجب التوقف. ويسعنا السكوت.
والمفسرون على أنه قال له: صدقت يا إبراهيم؛ وهذا معنى ما روي عن ابن عباس وقتادة. واكتفى بهذا القول ابن جرير.. وأسنده. ورواه غيره مسندا كابن أبي حاتم.
فلا يستبعد كونه قد آمن به فيما قبل، وآمن له حين حدث قومه، وقد يكون غير ذلك من الاحتمالات ككونه صغيرا تسري عليه أحكام التبعية.
فالسكوت في هذا المقام أولى، وخاصة مع استصحاب البراءة الأصلية مع الأعيان، فأنبياء الله أولى بها.
والكلام حول نبي الله شعيب ليس بأصعب من الحديث حول نبي الله لوط. لأنه من ذرية إبراهيم، وأنذرهم فففوَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍققق وجمهور المفسرين وأهل السير والأخبار على أن مدين هو أحد أبناء إبراهيم.
فتكون الملة التي كان عليها القوم هي ملة إبراهيم تبعا لمدين الذي أسس مدين وتسمت باسمه.
ويدل من سياق الآيات أن قومه كانوا على علم مسبق بما حدث لقوم لوط.
فإن اجتمع العلم بتلك النقاط تبين أن القوم كانوا على ملة إبراهيم وتسلل إليها الشرك، فيكون حالها كحال ملة إبراهيم وما كان عليه العرب فيما قبل النبوة.
وصيغة الجمع في الخطاب لها مدلول التغليب، لا الحصر والتعيين.
وجميع ما سبق.. ليس له علاقة بمبحث عصمة الأنبياء الذي يهذي فيه المعتزلة والأشاعرة وباقي الفرق المنحرفة.. والتي حولها النزاع المعروف.
وبمناسبة التعليق الأخير: فإن ابن القطان لم يورد إجماعًا في الصغائر. وإنما قال ما لفظه: (واختلفوا في جواز بدور الصغائر منهم، والجمهور ذاهب إلى أنهم معصومون من الصغائر، كما عصموا من الكبائر).
ويستفاد من قوله عدم وجود إجماع حول هذه النقطة. ولكنها واضحة بينة وقد ناقشها الأئمة، وشيخ الإسلام أطال النفس فيها بما فيه الكفاية والغنية.
أبو فهر السلفي
2011-01-03, 02:57 PM
وفيك بارك الله..
يا سيدنا الشيخ ..
(1) لا يصح أن نحقق الإجماع في مسألة عقدية متصلة بباب العصمة عمن عندهم خلل في أبواب العصمة.
(2) لا إشكال عندي في أن تذهب إلى خلاف ما قرره شيخ الإسلام في لوط وإبراهيم عليهما السلام،ولا أن تذهب إلى مطلق عصمة الأنبياء من الشرك قبل العصمة؛فالمسألة خلافية،ولكن الإشكال أن تقول : إن كلام من يقول بتجويز عدم العصمة يشبه كلام اليهود في أنبيائهم(مشاركة : 32)،فهذا لا يليق بطالب علم يناقش إخوانه في مسألة حكى فيها شيخ الإسلام ما يشبه الاتفاق على الجواز العقلي،وحكى النزاع الشرعي وظاهر كلامه يدل على قوله بالوقوع الشرعي لعدم العصمة،وحتى لو كنت تنازع في كون هذا مذهب شيخ الإسلام،فأيضاً لا يليق أن تربط بين خلافك مع إخوانك وبين كفر اليهود في أنبيائهم.
3- اتصال هذه المسألة بباب العصمة واضح جداً والأشاعرة يوردونها في باب العصمة،لكن الفرق أن مذهبهم فيها ليس باطلاً كبطلان مذهبهم في الصغائر لثبوت النزاع،لكن الإشكال أنهم غير مأمونين على حكاية إجماع أو نزاع في هذه المسائل لعدم تحقيقهم لمذاهب السلف وأهل السنة.
4- أوردتُ خطأ ابن القطان في نسبته العصمة بالصغائر للجمهور وغفلته عن مذهب السلف؛لأدلل على عدم تحقيقه لمذاهب أهل السنة فلا يركن له في نقل إجماع في مسألة العصمة التي معنا..
الحاصل : مسألة عدم عصمة الأنبياء من الشرك قبل البعثة جائزة عقلاً كما عليه نظار أهل السنة ،ويُتوقف في إثبات وقوعها شرعاً على الدليل،فمن ثبت عنده دليل بوقوعها كما وقع لشيخ الإسلام مع لوط وشعيب عليهما السلام = فقوله سائغ،ومن لم يثبت عنده ذلك = فقوله سائغ،وإدخال هذه المسألة في التشنيعات والحديث عن مذهب اليهود و..و.. = كل هذا من جنس الغلو في باب العصمة،واستنكار ما لا دليل قاطع على كونه لا يقع،وما الأدلة الشرعية تدل بصورة سائغة قال بها بعض أهل العلم على وقوعه،أو الصراخ بالحديث عن معارضة النقل بالعقل في وجه سادة درء التعارض بين العقل والنقل ..
كل ذلك معيب لا يقع من طلبة علم (ولم تقع أنت أخي أسامة سوى في تشبيهك القول بالجواز بقول اليهود في أنبيائهم )..
واعتبر بقول القاضي عياض وهو من المبالغين في العصمة :
((أَنْ يَذْكُرَ مَا يَجُوزُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَخْتَلِفَ فِي إقْرَارِهِ عَلَيْهِ، وَمَا يَطْرَأُ مِنْ الْأُمُورِ الْبَشَرِيَّةِ مِنْهُ وَيُمْكِنُ إضَافَتُهَا إلَيْهِ. أَوْ يَذْكُرَ مَا اُمْتُحِنَ بِهِ وَصَبَرَ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَلَى شِدَّتِهِ مِنْ مُقَاسَاةِ أَعْدَائِهِ وَأَذَاهُمْ لَهُ، وَمَعْرِفَةِ ابْتِدَاءِ حَالِهِ، وَسِيرَتِهِ، وَمَا لَقِيَهُ مِنْ بُؤْسِ زَمَنِهِ، وَمَرَّ عَلَيْهِ مِنْ مُعَانَاتِ عَيْشِهِ، كُلُّ ذَلِكَ عَلَى طَرِيقِ الرِّوَايَةِ، وَمُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ وَمَعْرِفَةِ مَا صَحَّتْ بِهِ الْعِصْمَةُ لِلْأَنْبِيَاءِ ، وَمَا يَجُوزُ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ: هَذَا فَنٌّ خَارِجٌ مِنْ هَذِهِ الْفُنُونِ السِّتَّةِ؛ لَيْسَ فِيهِ غَمْضٌ وَلَا نَقْصٌ وَلَا إزْرَاءٌ وَلَا اسْتِخْفَافٌ، وَلَا فِي ظَاهِرِ اللَّفْظِ وَلَا فِي مَقْصِدِ اللَّافِظِ؛ لَكِنْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ مَعَ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَطَلَبَةِ الدِّينِ مِمَّنْ يَفْهَمُ مَقَاصِدَهُ، وَيُحَقِّقُونَ فَوَائِدَهُ؛ وَيُجَنَّبُ ذَلِكَ مِمَّنْ عَسَاهُ لَا يَفْقُهُ، أَوْ يَخْشَى بِهِ فِتْنَةً)).
أسـامة
2011-01-03, 03:34 PM
يا شيخنا الحبيب.
الذي استنكرته وقلت فيه أنه من مشابهة اليهود، هو القول بالجواز العقلي والسكوت على ذلك.
لأن الحكم الكلي لا يتوقف على العقل وحده كما لا يخفى على أمثالك من ذوي العلم.
وأما الذي يختص بالشرع فقد تم نقاشه. ونتفق على أن استصحاب البراءة الأصلية أمر يجب أن يؤخذ به في الشرع.
وأما كلام ابن القطان، وإن كنت لم أناقش ما حُكيَ من الإجماع.. فربما الذي عزاه للجمهور هو عدم الإقرار عليها، حيث أنه لم ينص على عدم الإقرار عليها وهو المتفق عليه بين الجمهور وهو الموافق لكلام شيخ الإسلام. وربما غير ذلك. والله أعلم.
وأختم بأني لست أقول بأن الجواز العقلي الذي يقرره الجميع وأنا منكم بأنه مشابهة لليهود مع أنبياء الله، وإنما أعني التجويز والسكوت على ذلك بمجرد التجويز العقلي.
لذا أتبعته بأن التجويز العقلي البحت قد يؤدي إلى تجويز ما لا يصح. وأظننا نتفق على ذلك. والحمد لله رب العالمين.
بارك الله فيكم.
العطاب الحميري
2011-01-03, 04:07 PM
/// لقد استمتعت بالحوار بين الأخوين أبي فهر و أسامة حفظهما الله...
والحمد لله على ما آل إليه الحوار
ولقد نسي الأخوان الكريمان حفظهما الله كلمتان لعلي أذكرهما بهما
صافي يالبن :)
يقولها أخي أسامة...
وأخي أبو فهر يقول:حليب يا أشطة
(باللهجة الإغريقية طبعا:))
وما شاء الله على إخواننا المصريين ما رأيتهم في أمر من أمور الدنيا إلا على قلب رجل واحد
وها أنا ذا أراهم حتى في العلم أيضا:)
أبو فهر السلفي
2011-01-03, 04:28 PM
بارك الله فيك أخي أسامة وجزاك الله خيراً..
أخي العطاب الحميري :
الخير على قدوم الواردين :)
صادق صادق صادق
2011-01-04, 01:14 PM
نقاش جدي ولكن يبقى السؤال اليس من سوء الادب القول ان نقول عن بعض الانبياء كانوا انهم مشركين او كفارا قبل البعثة؟
أسـامة
2011-01-04, 01:55 PM
حبيبي في الله العطاب الحميري.. جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة.
أبو فهر رجل ذو علم وخلق.
وإن اختلفنا مع أحد الفضلاء في مسألة أو مسائل، فلازال الناس يختلفون. ونحبهم لأننا نعلم أنهم يسعون في إصابة الحق وفق منهج صحيح من منطلق حبهم لدين الله وغيرتهم عليه. وكفى بها.
ـــ
وفيك بارك الله وجزاك خيرًا أبا فهر.
ـــ
نقاش جدي ولكن يبقى السؤال اليس من سوء الادب القول ان نقول عن بعض الانبياء كانوا انهم مشركين او كفارا قبل البعثة؟
إن ثبت فليس من سوء الأدب في شيء. وإن لم يثبت فمن الإفتراء. والحكم مداره على الدليل.
وما قد بُيِّن أعلاه فيه الغنية.
صادق صادق صادق
2011-01-04, 02:01 PM
اليس الشرك من اعظم الكبائر؟ فقولنا لبعض الانبياء بذلك قبل بعثتهم اقبح مما قالته اليهود عن انبياءها اليس كذلك؟
أسـامة
2011-01-04, 02:24 PM
عزيزي..
كما قلتُ لك آنفا، الحكم مداره على الدليل، وليس بالذوق والاستحسان.
وعليه.. فالإثبات والنفي مداره على الدليل مع استصحاب البراءة الأصلية.
وحيث أنه لا يثبت ذلك تصريحا عن نبي من الأنبياء فيما وصل إلينا من العلم فإننا نقول بأن هذا لا دليل عليه. وقد يحتج علينا بأدلة، ولكن لا يسلم بها. لما قد أعترض به أعلاه. لذا فإنها مسألة خلافية.
وما بالك بمن لم يصلنا أيّ علم عنهم، فإن القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة لم يحصرا لنا الأنبياء وقصصهم على التعيين. فقد يصح هذا في أحد الأنبياء وقد لا يصح. الله أعلم.
فلا يصح إلقاء الكلام على عواهنه والرجم بالغيب في مسائل خبرية.
والتوقف في ذلك.
ليكون القول الأخير:
الراجح أنه لا يصح الحكم على أحد من الأنبياء (الذين وصل إلينا علم بهم) أنه كان مشركًا أو كافرًا قبل نبوته. والله أعلم.
صادق صادق صادق
2011-01-04, 02:42 PM
اذا كنت تجوز ذلك على بعضهم فما الفرق بين مقولتك وبين مقولة اليهود في انبيائهم؟لا بل مقولتك اعظم من مقولاتهم اليس كذلك؟
أسـامة
2011-01-04, 03:19 PM
اذا كنت تجوز ذلك على بعضهم فما الفرق بين مقولتك وبين مقولة اليهود في انبيائهم؟لا بل مقولتك اعظم من مقولاتهم اليس كذلك؟
قلت لك سابقا:
لا يصح إلقاء الكلام على عواهنه والرجم بالغيب في مسائل خبرية.
والتوقف في ذلك.
ليكون القول الأخير:
الراجح أنه لا يصح الحكم على أحد من الأنبياء (الذين وصل إلينا علم بهم) أنه كان مشركًا أو كافرًا قبل نبوته. والله أعلم.
بعبارة أخرى:
ما وصل إليك من العلم.. يمكنك الحكم به. وإلا فالغيب لا يعلمه إلا الله.
فإن كنت تحكم على مسألة غيبية لا تدري عنها شيئا.. فهذا أسوء مما قاله الكفار عن بكرة أبيهم.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.