مشاهدة النسخة كاملة : شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه
أم عبد الله ش م
2010-12-03, 05:32 PM
http://as-salaf.com/article.php?aid=105&lang=ar (http://as-salaf.com/article.php?aid=105&lang=ar)
هل إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه ؟
إعداد: أم عبد الله الميساوي
لـ« موقع عقيدة السلف الصالح » (http://www.as-salaf.com/)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد
سيكون جواب هذا السؤال في عدة نقاط:
1. إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه، فكما لم يلزم من إثبات ذاتٍ حقيقية، وحياة حقيقية، وعلم حقيقي، تشبيه؛ فإنه لا يلزم التشبيه من إثبات باقي الصفات الثابتة في القرآن والسنة على الحقيقة؛ لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحذو حذوه.
قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (http://as-salaf.com/article.php?aid=87&lang=ar) (ت. 535 هـ) :
«قال أهل السنة: نَصِف الله بما وَصَف به نفسه، ونؤمن بذلك إذ كان طريق الشرع الاتباع لا الابتداع، مع تحقيقنا أن صفاته لا يشبهها صفات، وذاته لا يشبهها ذات، وقد نفى الله تعالى عن نفسه التشبيه بقوله : {ليس كمثله شيء} فمن شبه الله بخلقه فقد كفر؛ وأثبت لنفسه صفات فقال {وهو السميع البصير}. وليس في إثبات الصفات ما يُفضي إلى التشبيه، كما أنه ليس في إثبات الذات ما يفضي إلى التشبيه، وفي قوله : {ليس كمثله شيْءٌ} دليل على أنه ليس كذاته ذات، ولا كصفاته صفات.) (1)
2. لو كان إثباتها حقيقةً تشبيهًا، لكان النبي صلى الله عليه وسلم أول المشبّهين بفعله، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة، ويكْبُو مرة، وتسفَعُه النار مرة» إلى أن قال -صلى الله عليه وسلم-: ”ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأُوليَيْن، فيقول: أي رب، أدنِني من هذه لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يا رب، هذه لا أسألك غيرها. وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليها، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمِع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب أدخلنيها. فيقول: يا ابن آدم، ما يَصْريني منك؟ أيُرضيك أن أعطيك الدنيا، ومثلها معها؟ قال: "يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟" “ فضحك ابن مسعود فقال: «ألا تسألوني ممّ أضحك؟»فقالوا: "مم تضحك؟" قال: «هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم»، فقالوا: "ممّ تضحك يا رسول الله؟" قال: ”من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر“. [صحيح مسلم وغيره]
ومقصود النبي صلى الله عليه وسلم من فعله هو تأكيد أن ضحك الله عز وجل حقيقي وليس أن ضحك الله عز وجل كضحكه صلى الله عليه وسلم، وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يشبه صفات الله عز وجل والله يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى : 11]؛ فهذا دليل على أن إثبات الصفات على الحقيقة ليس بتشبيه.
وانظر هذا المقال [رابط] (http://as-salaf.com/article.php?aid=101&lang=ar) لمزيدٍ من الأمثلةِ المشابهةِ لهذا الحديث.
3. ما يلزم في المخلوق لا يلزم في الخالق، ويد الله (2) عز وجل هي الأصل، فهي صفة الله التي اتصف بها منذ الأزل قبل وجود أيدي المخلوقات، وأيدي المخلوقات محدثة، خلقها الله وسمَّاها باسم صفته وجعلها بكيفية تُناسب ذواتنا التي هي أجسام مركبة، أما صفات الله فهي على صفة تليق بذاته عز وجل، لا علم لنا بكيفيتها. وقد جعل الله لنا بعض الصفات التي توافق صفاته في الاسم لأجل الفهم فقط، حتى نعرف الله عز وجل - من غير إحاطة به-، وحتى نعظمه ونعبده حق عبادته.
قال الإمام عبد العزيز الماجِشُون (ت. 164 هـ / من تابعي التابعين) في رسالته:«فأما الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمُّقا وتكلفًا، فقد استهوته الشياطين في الأرض حيران، فصار يستدل بزعمه على جحد ما وصف الرب وسمَّى من نفسه، بأن قال: لا بُد إن كان له كذا مِن أن يكون له كذا، فعمِيَ عن البّيِّن بالخفي، فجحد ما سمَّى الرب من نفسه...» ثم تكلم عن آيات وأحاديث رؤية الله يوم القيامة، وذكر مجموعة من نصوص الصفات كقوله تعالى { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [ص : 75]، وحديث ”لَا تَمْتَلِئُ النَّارُ حَتَّى يَضَعَ الْجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَهُ“ وقوله سبحانه: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر : 67]، ثم قال: « فوالله ما دلَّهم على عظم ما وصف به نفسه، وما تحيط به قبضته، إلا صغر نظيرها منهم عندهم – إنّ ذلك الذي أُلقِيَ في رُوعهم (3)، وخلق على معرفته قلوبهم، فما وصف الله من نفسه وسمّاه على لسان رسوله سميناه كما سماه، ولم نتكلف منه علم ما سواه، لا هذا، ولا هذا، ولا نجحد ما وصف، ولا نتكلف معرفة ما لم يصف.»(4)
وعن شقيق بن سلمة أن شريحًا قرأ: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات : 12]؛ قال شريح: إن الله لا يعجب من شيء، إنما يعجب من لا يعلم. قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم (النخعي / ت. 196 هـ) فقال: «إن شريحا كان يعجبه رأيه، إن عبد الله (بن مسعود) كان أعلم من شريح ، وكان عبد الله يقرؤها {بل عجبتُ} (بضم التاء) » ا.هـ(5). أي أن الذي يعجب هو الله عز وجل.
قال أبو جعفر النحَّاس (ت. 338 هـ) : «وهذا الذي قاله - أي شريح- لا يلزم، وبضم التاء قرأ علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس (رضي الله عنهم). ومعنى التعجب في اللغة: أن يُنكر الشيءُ ويَقِلَّ، فَيُتعجّب منه، فالله جل وعز العالم بالأشياء، وبما يكون، ولكن لا يقع التعجب إلا بعد الكون. فهو منه جل وعلا خلافُه من الآدميين؛ لأنه قد علمه قبلُ وبعدُ»(6). فلا يلزم أن يكون الله غير عالم بالشيءِ حتى يعجب منه، وإن كان ذلك لازمًا في المخلوق، فالله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
4. أما الاعتراض على بعض الصفات الواردة في الكتاب والسنة على أنها جارحة وأعضاء، كصفة اليد والقَدم؛ فإن هذا من كيفية هذه الصفات في المخلوقين، والله ليس كمثله شيء، وكيفية صفات الله عز وجل من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا هو سبحانه، وواجبنا الإيمان والتسليم. ومثل هذه الاعتراضات لم تكن معروفة في عهد السلف رحمهم الله إلا عند المبتدعة كالجهمية والمعتزلة وغيرهم، أما السلف الصالح فكانوا يؤمنون بها كما جاءت، ويقولون عن كل الصفات: «أمروها كما جاءت بلا كيف (http://as-salaf.com/article.php?aid=68&lang=ar)»، أي أمروها على ظاهرها دون السؤال عن تلك الصفة: كيف هي؟ بل يفوضون كيفيتها لله عز وجل.
صح عن الصحابي عبد الله بن عباس (ت. 68 هـ) –رضي الله عنه- أنه أنكر على من استنكر شيئا من نصوص الصفات بزعم أن الله منزه عما تدل عليه تلك الآيات أو الأحاديث؛ فروى عبد الرزاق في "مصنفه" ... أن طاووس بن كيسان قال: سمعت رجلاً يُحدث ابن عباس بحديث أبي هريرة : ”تحاجت الجنة والنار“، وفيه: ”فلا تمتلي حتى يضع رجله“ -أو قال: ” قدمه - فيها“؛ فقام رجل فانتفض، فقال ابن عباس –رضي الله عنه- : « ما فَرَقُ هؤلاء؟! يجدون عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه ». (7)
قال الحافظ عثمان الدارمي (http://as-salaf.com/article.php?aid=19&lang=ar) (ت. 280 هـ) في رده على بِشر المريسي المعتزلي:
«فيقال لهذا المعارض: أما دعواك عليهم (أي أصحاب الحديث) أنهم ثبتوا له سمعا وبصرًا، فقد صدقت. وأما دعواك عليهم أنه كعينٍ وكسمعٍ فإنه كذب ادعيت عليهم؛ لأنه ليس كمثله شيء، ولا كصفاته صفة. وأما دعواك أنهم يقولون: "جارح مركب" فهذا كفر لا يقوله أحد من المسلمين، ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف، كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه، وأثبته له الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وهذا الذي تكرره مرة بعد مرة: جارح وعضو وما أشبهه، حشو وخرافات، وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين: وقد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنقول كما قال، ونعني بها كما عنى والتكييف عنا مرفوع، وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتشنيع»(8).
5. لا دليل من القرآن، أو السنة، أو أثر عن أحد من السلف على أن نصوص الصفات ليست على ظاهرها، ولا أن الصفات على المجاز وليس الحقيقة، ولا أن إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه، بل إن الجهمية كانوا ينفون ويؤولون الصفات لاعتقادهم أن إثباتها على الحقيقة تشبيه فسمَّاههم السلف: معطلة. أما قوله تعالى{ليس كمثله شيء}، فقد قال الحافظ عثمان الدارمي (http://as-salaf.com/article.php?aid=19&lang=ar) رحمه الله: «ونحن نقول كما قال ابن عباس: ليس لله مثل ولا شبه، ولا كمثله شيء، ولا كصفاته صفة، فقولنا:{ليس كمثله شيء} أنه شيء أعظم الأشياء، وخالق الأشياء، وأحسن الأشياء، نور السموات والأرض. وقول الجهمية: {ليس كمثله شيء} يعنون أنه لا شيء ... واتخذوا قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} دِلْسَةً على الجهال ليروجوا عليهم بها الضلال، كلمةُ حق يبتغى بها باطل. ولئن كان السفهاء في غلط من مذاهبهم، إن الفقهاء منهم على يقين»(9).
6. لو كان اعتقاد ظاهر النصوص تشبيهًا لحذر منه السلف الصالح، لأن الأصل في الكلام أن يكون على ظاهره، والناس يأخذون بظاهر الكلام ما لم يرد دليل على أن الظاهر غير مُراد.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت. 795 هـ) رحمه الله: «وزعموا أن ظاهر ما يدل عليه الكتاب والسنة تشبيه، وتجسيم، وضلال، واشتقّوا من ذلك -لمن آمن بما أنزل الله على رسوله- أسماء ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان؛ بل هي افتراءٌ على الله، يُنفّرون بها عن الإيمان بالله ورسوله. وزعموا أنّ ما ورد في الكتاب والسنة من ذلك - مع كثرته وانتشاره - من باب التوسع والتجوز، وأنه يُحمل على مجازات اللغة المستبعدة، وهذا من أعظم أبواب القدحِ في الشريعة المحكمةِ المُطهّرةِ، وهو من جِنس حَمْل الباطنية نصوصَ الإخبار عن الغُيوبِ؛ كالمعاد والجنة والنار على التوسع والمجاز دون الحقيقة، وحملِهم نصوص الامر والنهي عن مثل ذلك، وهذا كله مروق عن دين الإسلام.
ولم ينه علماء السلف الصالح وأئمة الإسلام كالشافعي وأحمد وغيرهما عن الكلام، وحذّروا عنه، إلا خوفاً من الوقوع في مثل ذلك، ولو علم هؤلاء الأئمة أن حمل النصوص على ظاهرها كفر لوجب عليهم تبيينُ ذلك وتحذير الأمة منه؛ فإن ذلك من تمامِ نصيحةِ المسلمين ، فكيف كان ينصحون الأمة فيما يتعلق بالاحكام العملية ويَدَعون نصيحتَهم فيما يتعلق بأصول الاعتقادات، هذا من أبطل الباطل)(10).
7. التشبيه يكون في الكيفية، وليس في إثبات الصفة التي أثبتها الله لنفسه وأثبتها له رسوله -صلى الله عليه وسلم- دون الخوض في كيفيتها؛ قال ابن عبد البر المالكي (ت. 463 هـ) : (ومحال أن يكون من قال عن الله ما هو في كتابه منصوص مشبها إذا لم يكيف شيئا وأقر أنه ليس كمثله شيء). (11)
وقال ابن خزيمة (http://as-salaf.com/article.php?aid=78&lang=ar) (ت. 311هـ) رحمه الله، مُبيِّنًا أن إثبات الصفة على الحقيقة ليس بتشبيه:
«وزعمت الجهمية -عليهم لعائن الله- أن أهل السنة ومتبعي الآثار القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم، المثبتين لله عز وجل من صفاته ما وصف الله به نفسه في محكم تنزيله المثبت بين الدفتين، وعلى لسان نبيه المصطفى بنقل العدل عن العدل موصولا إليه، مشبهة جهلا منهم بكتاب ربنا وسنة نبينا، وقلة معرفتهم بلغة العرب الذين بلغتهم خوطبنا.
وقد ذكرنا من الكتاب والسنة في ذكر وجه ربنا بما فيه الغنية والكفاية. ونزيده شرحًا فاسمعوا الآن أيها العقلاء: ما نذكر من جنس اللغة السائرة بين العرب، هل يقع اسم المشبهة على أهل الآثار ومتبعي السنن؟
نحن نقول وعلماؤنا جميعا في جميع الأقطار: أن لمعبودنا عز وجل وجهًا كما أعلمنا الله في محكم تنزيله، فذوّاه (12) بالجلال والإكرام، وحكم له بالبقاء، ونفى عنه الهلاك.
ونقول: إن لوجه ربنا عز وجل من النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره، محجوب عن أبصار أهل الدنيا، لا يراه بشر ما دام في الدنيا الفانية.
ونقول: إن وجه ربنا القديم لا يزال باقيا، فنفى عنه الهلاك والفناء.
ونقول: إن لبني آدم وجوها كتب الله عليها الهلاك، ونفى عنها الجلال والإكرام، غير موصوفة بالنور والضياء والبهاء التي وصف الله بها وجهه. تدرك وجوه بني آدم أبصار أهل الدنيا، لا تحرق لأحد شعرة فما فوقها لنفي السبحات عنها التي بيّنها نبينا المصطفى لوجه خالقنا.
ونقول: إن وجوه بني آدم محدثة مخلوقة، لم تكن فكوّنها الله بعد أن لم تكن مخلوقة، أوجدها بعد ما كانت عَدَمًا، وإن جميع وجوه بني آدم فانية غير باقية، تصير جميعا ميتًا، ثم تصير رميمًا، ثم ينشئها الله بعد ما قد صارت رميما، فتلقى من النشور والحشر والوقوف بين يدي خالقها في القيامة ومن المحاسبة بما قدمت يداه، وكسبه في الدنيا، ما لا يعلم صفته غير الخالق البارئ. ثم تصير إما إلى جنة منعمة فيها، أو إلى النار معذبة فيها، فهل يخطر -يا ذوى الحجا- ببال عاقل مركب فيه العقل، يفهم لغة العرب، ويعرف خطابها، ويعلم التشبيه، أن هذا الوجه شبيه بذاك الوجه ؟
وهل ها هنا -أيها العقلاء- تشبيه وجه ربنا جل ثناؤه الذى هو كما وصفنا وبينا صفته من الكتاب والسنة بتشبيه وجوه بني آدم التي ذكرناها ووصفناها غير اتفاق اسم الوجه، وإيقاع اسم الوجه على وجه بني آدم كما سمّى الله وجهه وجها ؟
ولو كان تشبيها من علمائنا لكان كل قائل: أن لبني آدم وجها، وللخنازير، والقردة، والكلاب، والسباع، والحمير، والبغال، والحيات، والعقارب، وجوهًا قد شبه وجوه بني آدم بوجوه الخنازير والقردة والكلاب وغيرها مما ذكرت. ولست أحسب أن أعقل الجهمية المعطلة عند نفسه، لو قال له أكرم الناس عليه: وجهك يشبه وجه الخنزير، والقرد، والدب، والكلب، والحمار، والبغل، ونحو هذا، إلا غضب، لأنه خرج من سوء الأدب في الفحش في المنطق من الشتم للمشبه وجهه بوجه ما ذكرنا، ولعله بعد يقذفه ويقذف أبويه.
ولست أحسب أن عاقلا يسمع هذا القائل المشبه وجه ابن آدم بوجوه ما ذكرنا إلا ويرميه بالكذب، والزور، والبهت، أو بِالعَتَهِ، والخبل، أو يحكم عليه بزوال العقل، ورفع القلم، لتشبيه وجه ابن آدم بوجوه ما ذكرنا. فتفكروا يا ذوى الألباب: أوجوه ما ذكرنا أقرب شبها بوجوه بني آدم أو وجه خالقنا بوجوه بني آدم ؟
فإذا لم تطلق العرب تشبيه وجوه بني آدم بوجوه ما ذكرنا من السباع، واسم الوجه قد يقع على جميع وجوهها كما يقع اسم الوجه على وجوه بني آدم، فكيف يلزم أن يقال لنا: أنتم مشبهة؟
ووجوه بني آدم ووجوه ما ذكرنا من السباع والبهائم محدثة، كلها مخلوقة، قد قضى الله فناءها وهلاكها، وقد كانت عَدَمًا فكوّنها الله وخلقها وأحدثها. وجميع ما ذكرناه من السباع والبهائم لوجوهها أبصار، وخدود، وجباه، وأنوف، وألسنة، وأفواه، وأسنان، وشفاه؛ ولا يقول مركب فيه العقل لأحد من بني آدم: وجهك شبيه بوجه الخنزير، ولا عينك شبيهة بعين قرد، ولا فمك فم دب، ولا شفتاك كشفتي كلب، ولا خدك خد ذئب، إلا على المشاتمة كما يرمي الرامي الإنسان بما ليس فيه.
فإذا كان ما ذكرنا على ما وصفنا، ثبت عند العقلاء وأهل التمييز أن من رمى أهل الآثار، القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم، بالتشبيه، فقد قال الباطل والكذب والزور والبهتان، وخالف الكتاب والسنة، وخرج من لسان العرب»(13).
للمزيد يُرجى مراجعة مقال: «ما هو التشبيه في صفات الله ؟» :
http://as-salaf.com/article.php?aid=82 (http://as-salaf.com/article.php?aid=82)
مواضيع ذات صلة:
هل صفات الله حقيقية أم غير حقيقية ؟ (http://as-salaf.com/article.php?aid=101&lang=ar)
_______
(1) الحجة في بيان المحجة لاسماعيل الأصبهاني (ج2 ص186)
(2) من أدلة صفة اليد لله عز وجل قوله تعالى { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [ص : 75]
(3) رُوع القلب: ذِهنُه وخَلَدُه. يُقال: رجع إليه رُوعُه ورُواعُه إذا ذهب قلبه ثم تاب إليه. (كتاب العين للخليل الفراهيدي 2/242)
(4) نقله ابن تيمية في تلبيس الجهمية (ج2 ص167-168)، وفي رسالته العرشية (ج1 ص20)؛ ورواه ابن بطة في الإبانة بسنده إلى الماجشون؛ وروى اللالكائي جزءًا من الرسالة في كتابه "شرح اعتقاد أصول أهل السنة" (ج3 ص502) من طريق ابن أبي حاتم الذي رواه بسنده إلى الماجشون في كتابه "الرد على الجهمية" .
(5) الأسماء والصفات للبيهقي (ج2 ص415)؛ وتفسير عبد الرزاق الصنعاني (ج2 ص142)؛ ومعاني القرآن للفراء (ج2 ص384)
(6) معاني القرآن للنحاس (ج6 ص16) تحقيق: محمد علي الصابوني.
(7) رواه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه بسند رواته ثقات (ج11 ص423) تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي -الطبعة الأولى - منشورات المجلس العلمي؛ ورواه أيضا في تفسيره (ج2 ص239) . ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (ج1 ص339)
(8) نقض الدارمي (ج2 ص688-689)
(9) نقض الدارمي (ج2 ص909- 910)
(10) فتح الباري لابن رجب الحنبلي (ج7 ص230-231)
(11)الاستذكار لابن عبد البر (ج2 ص528)
(12) أي وصفه بـ« ذو »
(13) كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب لابن خزيمة (ج1 ص53)
بدرالدين الجزائري
2010-12-04, 12:54 PM
"إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه، فكما لم يلزم من إثبات ذاتٍ حقيقية، وحياة حقيقية، وعلم حقيقي، تشبيه؛ فإنه لا يلزم التشبيه من إثبات باقي الصفات الثابتة في القرآن والسنة على الحقيقة؛ لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحذو حذوه."
السلام عليكم
الى الاخت الكريمة صاحبة المقال "أم عبد الله ش م"
الصواب اختي الكريمة في عكس هذا الكلام وهو انه "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التمثيل "
اما قولك "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه"
بل يتلزم لان التشبيه اعم من التمثيل ولو لم يكن هناك نوع من التشبيه لما فهمنا صفات الله وميزنها عن بعضها ومدحناه غليها ولا فهمنا معنى وجوده ولا نفي النقص عنه
والله اعلم
والسلام عليكم
أم عبد الله ش م
2010-12-07, 10:48 AM
الصواب اختي الكريمة في عكس هذا الكلام وهو انه "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التمثيل "
اما قولك "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه"
بل يتلزم لان التشبيه اعم من التمثيل ولو لم يكن هناك نوع من التشبيه لما فهمنا صفات الله وميزنها عن بعضها ومدحناه غليها ولا فهمنا معنى وجوده ولا نفي النقص عنه
والله اعلم
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله
اسمح لي أخي الكريم أن أختلف معك في هذا.
أولا: السلف الصالح استخدموا لفظ التشبيه ولم يعترضوا عليه حسب علمي:
روى الترمذي -رحمه الله- في سننه أن شيخه ابن راهويه -رحمه الله- قال: ((إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع. فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه...))
وقد وردت آثار عن بعض السلف في تفسير قوله تعالى: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم : 65]؛ أي: شبها / شبيها.
ثانيا: الاشتراك في أصل المعنى لا يُسمى تشبيها، فالتشبيه يكون في الكيفية وليس أصل المعنى. حتى الأشاعرة لا يختلفون في هذا، فهم يثبتون لله أصل المعنى لصفة الحياة والعلم والقدرة .. إلخ، ولا يرون ذلك تشبيها.
ولو كان الاشتراك في أصل المعنى يُسمى تشبيها لجاز أن يُقال بأن وجوه بني آدم تشبه وجوه الخفافيش والأسماك والطيور والحشرات .. إلخ، وكذلك لجاز أن يقال بأن وجه كل إنسان يشبه وجه النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهذا كله ظاهر البطلان.
وقد نقلت كلاما لابن خزيمة رحمه الله في مقالي فيه بيان أن الاشتراك في أصل المعنى لا يوجب تشبيها، فلعلك تراجعه.
قال أبو عمر الطلمنكي رحمه الله في رده على الجهمية والعتزلة:
((قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به ... ))
فالتشبيه يكون في الكيفية وليس أصل المعنى.
للمزيد فيما يتعلق بالتشبيه انظر المقال التالي:
(ليس كمثله شيء) ما هو التشبيه؟ (http://as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar)
.
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-07, 02:59 PM
وعليكم السلام ورحمة الله
اسمح لي أخي الكريم أن أختلف معك في هذا.
أولا: السلف الصالح استخدموا لفظ التشبيه ولم يعترضوا عليه حسب علمي:
روى الترمذي -رحمه الله- في سننه أن شيخه ابن راهويه -رحمه الله- قال: ((إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع. فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه...))
وقد وردت آثار عن بعض السلف في تفسير قوله تعالى: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم : 65]؛ أي: شبها / شبيها.
ثانيا: الاشتراك في أصل المعنى لا يُسمى تشبيها، فالتشبيه يكون في الكيفية وليس أصل المعنى. حتى الأشاعرة لا يختلفون في هذا، فهم يثبتون لله أصل المعنى لصفة الحياة والعلم والقدرة .. إلخ، ولا يرون ذلك تشبيها.
ولو كان الاشتراك في أصل المعنى يُسمى تشبيها لجاز أن يُقال بأن وجوه بني آدم تشبه وجوه الخفافيش والأسماك والطيور والحشرات .. إلخ، وكذلك لجاز أن يقال بأن وجه كل إنسان يشبه وجه النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهذا كله ظاهر البطلان.
وقد نقلت كلاما لابن خزيمة رحمه الله في مقالي فيه بيان أن الاشتراك في أصل المعنى لا يوجب تشبيها، فلعلك تراجعه.
قال أبو عمر الطلمنكي رحمه الله في رده على الجهمية والعتزلة:
((قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به ... ))
فالتشبيه يكون في الكيفية وليس أصل المعنى.
للمزيد فيما يتعلق بالتشبيه انظر المقال التالي:
(ليس كمثله شيء) ما هو التشبيه؟ (http://as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar)
.
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ صالح آل الشيخ في شرح العقيدة الواسطية:
*هنا تنبيه : وهو أن التمثيل يختلف عن التشبيه ، التمثيل أن يُجعل الشيءُ مماثلا للشيء في صفة كاملة أو في الصفات كلها ، نقول : محمد مثل خالد إذا كان محمد مثل خالد في جميع الصفات أو في صفة كاملة ، محمد مثل خالد في الكرم يعني يماثله تماما .
أما المشابهة فهي اشتراك في بعض الصفة أو في بعض الصفات .
قال بعض العلماء أو في كل الصفات ، يعني جعلوا التشبيه أوسع من التمثيل .
يعني بعض العلماء جعل التمثيل أوسع من التشبيه .
ولهذا فإن نفي التشبيه ، إذا نُفِي في نصوص العلماء أهل السنة والجماعة فإنما يعنون به التشبيه الذي هو التمثيل .
المماثلة في صفة كاملة أو المماثلة في الصفات .
أما التشبيه الذي هو اشتراك في جزء المعنى فإن هذا ليس مرادا لهم لأنهم يثبتون الاشتراك ، فالله جل وعلا له سمع وللمخلوق سمع
وهناك اشتراك في اللفظ وفي جزء المعنى .
فالسمع معناه معروف في اللغة لكن من حيث تعلقه بالمخلوق يختلف عن جهة تعلقه بالخالق .
ولهذا فإننا نقول في الصفات هنا كما قال ومن غير تكييف ولا تمثيل وإذا قيل من غير تشبيه فإنهم يريدون بالتشبيه التمثيل وهذا مستعمل عند العلماء أنهم ينفون التشبيه ويريدون به التمثيل .اه
فالتشبيه قد يطلق ويراد به المماثلة فنقول المخلوق لايشبه الله في أسماءه وصفاته وأفعاله وقد يراد به المشابهة القاصره أي المشابهة في أصل المعنى أي(أن المخلوق مثلا له سمع والله له سمع وهكذا فهذا لااشكال فيه), والله أعلم.
أم عبد الله ش م
2010-12-07, 03:33 PM
أما التشبيه الذي هو اشتراك في جزء المعنى فإن هذا ليس مرادا لهم لأنهم يثبتون الاشتراك ، فالله جل وعلا له سمع وللمخلوق سمع
وهناك اشتراك في اللفظ وفي جزء المعنى .
فالسمع معناه معروف في اللغة لكن من حيث تعلقه بالمخلوق يختلف عن جهة تعلقه بالخالق .
بارك الله فيكم
إذا كان الشيخ حفظه الله يقصد بـ" جزء المعنى" أصل المعنى، فأنا أخالفه في ذلك، ليس لأني أعلم منه، كلا، بل ليس لدي 0.0001 عمله -حفظه الله-، ولكن سبب مخالفتي هو للسبب الثاني الذي ذكرته في مشاركتي السابقة، وقد بيّن الإمام ابن خزيمة رحمه الله كيف أن العرب لا تفهم من التشبيه الإشتراك في أصل المعنى، وإلا لكان كل مخلوق له وجه مشابها للمخلوق الآخر الذي له وجه لأنها مشتركة في المعنى، ولا أحد يقول بذلك، فالتشبيه يكون في الكيفية الصفة، أو بتعبير آخر: صفة الصفة، سواءً في جزء منها أو فيها كلها.
والله أعلم
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-07, 04:10 PM
بارك الله فيكم
إذا كان الشيخ حفظه الله يقصد بـ" جزء المعنى" أصل المعنى، فأنا أخالفه في ذلك، ليس لأني أعلم منه، كلا، بل ليس لدي 0.0001 عمله -حفظه الله-، ولكن سبب مخالفتي هو للسبب الثاني الذي ذكرته في مشاركتي السابقة، وقد بيّن الإمام ابن خزيمة رحمه الله كيف أن العرب لا تفهم من التشبيه الإشتراك في أصل المعنى، وإلا لكان كل مخلوق له وجه مشابها للمخلوق الآخر الذي له وجه لأنها مشتركة في المعنى، ولا أحد يقول بذلك، فالتشبيه يكون في الكيفية الصفة، أو بتعبير آخر: صفة الصفة، سواءً في جزء منها أو فيها كلها.
والله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلام في الصفات ينطلق من خلال ثلاثة محاور:
1: أصل الصفة أي الاشتراك أو المشابهة في الأسم.
2: كيفية الصفة.
3: تمام معنى الصفة.
فالمحور الأول لاخلاف في التشابه لأن الله سبحانه وتعالى خاطبنا بما نفهمه فعندما بين لنا أنه سميع عليم ووصف المخلوق بأنه سميع عليم فهمنا من ذلك أن الله له سمع وأن له علم وهذا هو التشابه وهو غير ماذكرت من أنه اذا قلت وجه الأنسان كوجه الفيل انما يقصد أن الأنسان والفيل لهما وجه في أصل المعنى ولكن كيفية الوجه وتمام معنى الوجه يختلف, كذلك الأمر بالنسبة لله فكل صفات الله تشابه صفات الأنسان في أصل المعنى لكن الكيفية وتمام المعنى لايعلمها الا الله سبحانه وتعالى, الأمر الآخر بارك الله فيك لانستعجل ونخالف كلام أهل العلم بل الأولى بك أن تقولي نرجع الى كلام أهل العلم المعاصرين المعروفين بالتأصيل للعقيدة كالشيخ العثيمين والشيخ صالح آل الشيخ, أما الرجوع مباشرة الى كلام المتقدمين فقد نقع في عدم فهم مرادهم بارك الله فيك
أم عبد الله ش م
2010-12-07, 04:38 PM
3: تمام معنى الصفة.
هل تقصد بتمام معنى الصفة أي: أصل المعنى وكيفية معًا؟
أم تقصد شيئًا آخر؟
[size=5]فالمحور الأول لاخلاف في التشابه لأن الله سبحانه وتعالى خاطبنا بما نفهمه فعندما بين لنا أنه سميع عليم ووصف المخلوق بأنه سميع عليم فهمنا من ذلك أن الله له سمع وأن له علم وهذا هو التشابه[/quote]
هل يصح أن يُقال بأن التلميذ المبتدئ يشبه العالم لأن التلميذ لديه علم، والعالم له علم؟
أرجو أن توضح لي كيف يكون الاشتراك في بعض الصفات تشابها ؟ خاصة إذا كان الاختلاف في حقيقة تلك الصفة بين الاثنين كبيرًا.
أحسن الله إليكم
كذلك الأمر بالنسبة لله فكل صفات الله تشابه صفات الأنسان في أصل المعنى
بارك الله فيكم
أرجو ذكر الدليل على أن الاشتراك في أصل المعنى يُسمى تشبيهًا، لغةً أو شرعًا
الأمر الآخر بارك الله فيك لانستعجل ونخالف كلام أهل العلم ...
بارك الله فيكم
صحيح
كان علي أن أسأل عن الدليل وأستفسر أكثر ولا أخالف هكذا مباشرة.
أرجو أن تعتبر نقاشي معكم نقاش مُتعلم.
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-07, 05:07 PM
بارك الله فيكم
إذا كان الشيخ حفظه الله يقصد بـ" جزء المعنى" أصل المعنى، فأنا أخالفه في ذلك، ليس لأني أعلم منه، كلا، بل ليس لدي 0.0001 عمله -حفظه الله-، ولكن سبب مخالفتي هو للسبب الثاني الذي ذكرته في مشاركتي السابقة، وقد بيّن الإمام ابن خزيمة رحمه الله كيف أن العرب لا تفهم من التشبيه الإشتراك في أصل المعنى، وإلا لكان كل مخلوق له وجه مشابها للمخلوق الآخر الذي له وجه لأنها مشتركة في المعنى، ولا أحد يقول بذلك، فالتشبيه يكون في الكيفية الصفة، أو بتعبير آخر: صفة الصفة، سواءً في جزء منها أو فيها كلها.
والله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
أختنا أم عبدالله بارك الله فيك أحب أن أبين لك مسألة مهمة وهي:
أن فهم كلام المتقدمين خصوصا في باب العقيدة نحتاج الى أن نرجع الى كلام أهل العلم المعاصرين المعروفين بأتقان مسائل العقيدة لكي نكون على بصيرة من أمرنا أما أن نرجع الى كتب المتقدمين دون الرجوع الى أهل العلم المعاصرين فهذا يوقعنا بالخطأ لاشك كما قالوا (من كان أكثر علمه من كتابه كان خطأه أكثر من صوابه), مسألة الصفات تدور في ثلاثة محاور هي:
1: أصل المعنى أوأصل معنى الصفة.
2: كيفية الصفة.
3: تمام معنى الصفة.
أما المحور الأول فان الله خاطبنا بكلام عربي مبين فبين لنا صفاته جل جلاله مثل السمع والبصر والحياة وغيرها ووصف الأنسان بهذه الصفات فما هو المقصود؟ أليس هو أن هناك اشتراك بين صفات الله وصفات الأنسان, فما هو القدر الذي يشترك فيه الأنسان مع خالقه؟ انه أصل معنى الصفة وليس تمامها ولا كيفيتها وهذا تمام ما قاله الأمام مالك رحمه الله (الأستواء غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة), غير مجهول أي معلوم المعنى أي أصله وليس تمامه ولا كيفيته مصداقا لقوله تعالى ( ولايحيطون به علما),
كما قلت التشبيه والتمثيل قد يطلقهما السلف ويريدون نفس المعنى أي أن كل مشبه ممثل فيريدون من التشبيه المعنى الكلي وقد يكون التشبيه بمعنى المشابهة في أصل المعنى وهذا لايلزم المماثلة , مثل أن نقول للأنسان وجه وللفيل وجه فهما متشابهان في أصل المعنى ولكن الوجه لايماثل الوجه في كل شئ, وأليك كلام الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله قفي عنده وراجعي كلام أهل العلم فالتأني مطلوب بارك الله فيك, قال في شرح الفتوى الحموية :
وهذا هو قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته «إنَّ الله خلق آدم على صورته» فالله جل وعلا خلق آدم على صورة الرحمن سبحانه وتعالى؛ يعني على صفاته سبحانه، فخصَّ آدم من بين المخلوقات بأنَّ له من الصفات من جنس صفات الحق سبحانه وتعالى؛ يعني أن الله سبحانه وتعالى له وجه وجعل لآدم وجها، وله سمع وجعل لآدم سمعا، وله بصر وجعل لآدم بصرا، وله أصابع سبحانه وجعل لآدم أصابعا، وله جل وعلا قدمان وجعل لآدم قدمين، وله سبحانه ساق وجعل لآدم ساقا، إلى آخر ذلك.
فهذا اشتراك في الصفة، والاشتراك في الصفة لا يعني الاشتراك في الكيفية؛ لأن هذا باطل، فالله سبحانه وتعالى جعل لآدم من الصفات مثل الصفات التي ذكرنا؛ يعني الصفات سواء الذاتية أو الصفة القوة والغضب والرضا والكلام إلى آخره، هذه الصفات جعل صفات آدم على صفات الرحمن سبحانه وتعالى وكما جاء في الحديث هذا «خلق الله آدم على صورته» و(على) ليست
للتمثيل وليست للتشبيه، وإنما هي في اللغة للاشتراك، وهذا الاشتراك حاصل بدلالة النصوص.
فما فصل في هذا الموضع مما ينقله العلماء أجمل في قوله عليه الصلاة والسلام «خلق الله آدم على صورته» فقوله (على) يقتضي -كما ذكرت لك- الاشتراك ولا يقتضي المشابهة ولا المماثلة في الكيفية ولا في الصفة؛ يعني في غاية الصفة، وإنما هو اشتراك في جنس الصفة؛ في أصل معناها.اه
أسأل الله أن يبصرني واياك لما هو صواب انه سميع قريب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أم عبد الله ش م
2010-12-07, 05:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أختنا أم عبدالله بارك الله فيك أحب أن أبين لك مسألة مهمة وهي:
أن فهم كلام المتقدمين خصوصا في باب العقيدة نحتاج الى أن نرجع الى كلام أهل العلم المعاصرين المعروفين بأتقان مسائل العقيدة لكي نكون على بصيرة من أمرنا أما أن نرجع الى كتب المتقدمين دون الرجوع الى أهل العلم المعاصرين فهذا يوقعنا بالخطأ لاشك كما قالوا (من كان أكثر علمه من كتابه كان خطأه أكثر من صوابه),
بارك الله فيكم
أنا أتفق معك في هذا 100%
وأحاول قدر المستطاع أن لا أخالف هذا، فأنا أرسل مقالاتي إلى مجموعةمن المشايخ ليقوموا بمراجعتها، ولكنهم لا يقومون جميعا بمراجعة كل مقال حيث أنهم مشغولين، ولكن يقوم على الأقل واحد أو اثنان منهم بمراجعة المقال.
كما أنني لا أكتب في موضوع إلا بعد أن أدرسه دراسة مبدئية من كتب المعاصرين ثم أنتقل لآثار السلف في المسألة.
ومقالي تطرق فقط لمعنى التشبيه في صفات الله، ولم يتطرق لـ: هل هناك أكثر من إطلاق للفظ التشبيه أم لا؟
وهذا هو نقاشي معكم حفظكم الله.
فنقاشي معكم هو : هل يصح إطلاق "التشبيه" على "أصل المعنى" في لغة العرب أم لا؟
وليس نقاشي في المقصود بالتشبيه في صفات الله عز وجل، فنحن متفقان في ذلك.
أما المحور الأول فان الله خاطبنا بكلام عربي مبين فبين لنا صفاته جل جلاله مثل السمع والبصر والحياة وغيرها ووصف الأنسان بهذه الصفات فما هو المقصود؟ أليس هو أن هناك اشتراك بين صفات الله وصفات الأنسان, فما هو القدر الذي يشترك فيه الأنسان مع خالقه؟ انه أصل معنى الصفة وليس تمامها ولا كيفيتها وهذا تمام ما قاله الأمام مالك رحمه الله (الأستواء غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة),
بارك الله فيكم
لا أختلف معكم في هذا
أن هناك اشتراك بين الصفات وهو أصل المعنى، فهذا يشترك فيه كل من يتصف بالصفة.
إشكالي في إطلاق لفظ "تشبيه" على ذلك الاشتراك.
وهذا هو قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته «إنَّ الله خلق آدم على صورته» فالله جل وعلا خلق آدم على صورة الرحمن سبحانه وتعالى؛ يعني على صفاته سبحانه، فخصَّ آدم من بين المخلوقات بأنَّ له من الصفات من جنس صفات الحق سبحانه وتعالى؛ يعني أن الله سبحانه وتعالى له وجه وجعل لآدم وجها، وله سمع وجعل لآدم سمعا، وله بصر وجعل لآدم بصرا، وله أصابع سبحانه وجعل لآدم أصابعا، وله جل وعلا قدمان وجعل لآدم قدمين، وله سبحانه ساق وجعل لآدم ساقا، إلى آخر ذلك.
فهذا اشتراك في الصفة، والاشتراك في الصفة لا يعني الاشتراك في الكيفية؛ لأن هذا باطل، فالله سبحانه وتعالى جعل لآدم من الصفات مثل الصفات التي ذكرنا؛ يعني الصفات سواء الذاتية أو الصفة القوة والغضب والرضا والكلام إلى آخره، هذه الصفات جعل صفات آدم على صفات الرحمن سبحانه وتعالى وكما جاء في الحديث هذا «خلق الله آدم على صورته» و(على) ليست
للتمثيل وليست للتشبيه، وإنما هي في اللغة للاشتراك، وهذا الاشتراك حاصل بدلالة النصوص.
فما فصل في هذا الموضع مما ينقله العلماء أجمل في قوله عليه الصلاة والسلام «خلق الله آدم على صورته» فقوله (على) يقتضي -كما ذكرت لك- الاشتراك ولا يقتضي المشابهة ولا المماثلة في الكيفية ولا في الصفة؛ يعني في غاية الصفة، وإنما هو اشتراك في جنس الصفة؛ في أصل معناها.اه
أسأل الله أن يبصرني واياك لما هو صواب انه سميع قريب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.[/quote]
جزاكم الله خيرا
ما قاله الشيخ هو الصواب، ولكن كما قُلت، السؤال هو:
هل يصح أن يُسمى هذا الإشتراك "تشبيها" في لغة العرب؟
فما فهمته من كلام الإمام ابن خزيمة رحمه الله هو أن التشبيه في لغة العرب لا يُطلق على الاشتراك في أصل المعنى.
لهذا أنا طلبت الدليل سواءً كان من النصوص الشرعية أو أقوال السلف والعلماء المتقدمين أو المعنى اللغوي للكلمة.
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-07, 06:42 PM
بارك الله فيكم
أنا أتفق معك في هذا 100%
وأحاول قدر المستطاع أن لا أخالف هذا، فأنا أرسل مقالاتي إلى مجموعةمن المشايخ ليقوموا بمراجعتها، ولكنهم لا يقومون جميعا بمراجعة كل مقال حيث أنهم مشغولين، ولكن يقوم على الأقل واحد أو اثنان منهم بمراجعة المقال.
كما أنني لا أكتب في موضوع إلا بعد أن أدرسه دراسة مبدئية من كتب المعاصرين ثم أنتقل لآثار السلف في المسألة.
ومقالي تطرق فقط لمعنى التشبيه في صفات الله، ولم يتطرق لـ: هل هناك أكثر من إطلاق للفظ التشبيه أم لا؟
وهذا هو نقاشي معكم حفظكم الله.
فنقاشي معكم هو : هل يصح إطلاق "التشبيه" على "أصل المعنى" في لغة العرب أم لا؟
وليس نقاشي في المقصود بالتشبيه في صفات الله عز وجل، فنحن متفقان في ذلك.
بارك الله فيكم
لا أختلف معكم في هذا
أن هناك اشتراك بين الصفات وهو أصل المعنى، فهذا يشترك فيه كل من يتصف بالصفة.
إشكالي في إطلاق لفظ "تشبيه" على ذلك الاشتراك.
جزاكم الله خيرا
ما قاله الشيخ هو الصواب، ولكن كما قُلت، السؤال هو:
هل يصح أن يُسمى هذا الإشتراك "تشبيها" في لغة العرب؟
فما فهمته من كلام الإمام ابن خزيمة رحمه الله هو أن التشبيه في لغة العرب لا يُطلق على الاشتراك في أصل المعنى.
لهذا أنا طلبت الدليل سواءً كان من النصوص الشرعية أو أقوال السلف والعلماء المتقدمين أو المعنى اللغوي للكلمة.[/quote]
بسم الله الرحمن الرحيم
اليك كلام ابن خزيمة رحمه الله(إذا لم تطلق العرب تشبيه وجوه بني آدم بوجوه ما ذكرنا من السباع، واسم الوجه قد يقع على جميع وجوهها كما يقع اسم الوجه على وجوه بني آدم، فكيف يلزم أن يقال لنا: أنتم مشبهة؟
لونظرنا في كلام ابن خزيمة رحمه الله لتبين لنا أنه يقصد التشبيه الذي يقابل التمثيل وليس التشبيه الذي يقابل أصل المعنى بدليل أنه استدل عليهم بمشابهة وجه الأنسان لوجوه السباع على سبيل أصل المعنى وهو أن لكل منها وجه وليس تماثل وجه الأنسان مع وجوه السباع. في الخلاصة التشبيه من وجه يقابل التمثيل فهذا ممنوع ومن وجه يقابل أصل الصفة فهذا لابأس به, ثم اني أسأل سؤالا وهو قول عائشة رضي الله عنها ( شبهتمونا بالكلاب والحمير) هل أرادت المماثلة أم غير ذلك بارك الله فيك, والله أعلم.
المفتقر لرحمة رب العالمين
2010-12-07, 10:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قولك (( يعني أن الله سبحانه وتعالى له وجه وجعل لآدم وجها، وله سمع وجعل لآدم سمعا، وله بصر وجعل لآدم بصرا، وله أصابع سبحانه وجعل لآدم أصابعا، وله جل وعلا قدمان وجعل لآدم قدمين، وله سبحانه ساق وجعل لآدم ساقا، إلى آخر ذلك)).
هل هذا شرحك وانك تعني ان لله جسم لكن غير جسمنا لانه يستلزم من كلامك ان لهذه الاعضاء والصفات جسم تقوم به فهل تقصد هذا؟
أم عبد الله ش م
2010-12-07, 11:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قولك (( يعني أن الله سبحانه وتعالى له وجه وجعل لآدم وجها، وله سمع وجعل لآدم سمعا، وله بصر وجعل لآدم بصرا، وله أصابع سبحانه وجعل لآدم أصابعا، وله جل وعلا قدمان وجعل لآدم قدمين، وله سبحانه ساق وجعل لآدم ساقا، إلى آخر ذلك)).
هل هذا شرحك وانك تعني ان لله جسم لكن غير جسمنا لانه يستلزم من كلامك ان لهذه الاعضاء والصفات جسم تقوم به فهل تقصد هذا؟
كل الصفات التي ذكرها الأخ الكريم ثابتة بالكتاب والسنة.
فالله له ذات متصفة بتلك الصفات لا تشبه ذوات المخلوقين ولا صفاتهم، بل هي بصفة تليق بجلاله لا يعلمها إلا هو سبحانه.
وقد أثبت هذه الصفات السلف الصالح، انظر مثلا قول الإمام الحافظ حماد بن زيد بن درهم (ت. 179 هـ) :
«مَثَلُ الجهمية مثل رجل قيل له: أفي دارك نخلة؟ قال: نعم. قيل: فلها خوص؟ قال: لا. قيل: فلها سعف؟ قال: لا. قيل: فلها كرب؟ قال: لا. قيل: فلها جذع؟ قال: لا. قيل: فلها أصل؟ قال: لا. قيل: فلا نخلة في دارك. هؤلاء مِثل الجهمية قيل لهم:
لكم ربّ؟ قالوا: نعم. قيل: يتكلم؟ قالوا: لا. قيل: فله يد(1)؟ قالوا: لا. قيل: فله قدم(2)؟ قالوا: لا. قيل: فله إصبع(4)؟ قالوا: لا. قيل: فيرضى ويغضب؟ قالوا: لا. قيل: فلا رب لكم! » (4) إسناده صحيح.
_الهامش_________
(1) من أدلة صفة اليد لله عز وجل قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص : 75]
(2) دليل صفة القَدم لله عز وجل: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول: قط قط وعزتك. ويزوى بعضها إلى بعض.“ حديث صحيح مُتفق عليه [صحيح البخاري ومسلم].
(3) من أدلة صفة الأصابع لله عز وجل الحديث المتفق عليه (رواه البخاري ومسلم): عن عبد الله بن مسعود -رضى الله عنه- قال: جاء حبر من اليهود فقال: "إنه إذا كان يوم القيامة جعل الله السموات على إصبع ، والأرضين على إصبع، والماء والثرى على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يهزهن، ثم يقول: أنا الملك أنا الملك." فلقد رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه تعجبا وتصديقا لقوله؛ ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر : 67]
(4) رواه ابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة"، قال: "حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، حدثنا أبي، عن سليمان بن حرب، قال: قال حماد بن زيد: ..." وذكره. شرح مذاهب أهل السنة (ص34-35) تحقيق: عادل بن محمد.
وأبو يعلى في "إبطال التأويلات" عن أبي القاسم عبد الكريم (ج1 ص55)؛ و أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني التيمي في "الحجة في بيان المحجة".
المفتقر لرحمة رب العالمين
2010-12-07, 11:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت الكريمة انا لم اقصد ماقلتيه عن الجهمية ((وقد أثبت هذه الصفات السلف الصالح، انظر مثلا قول الإمام الحافظ حماد بن زيد بن درهم (ت. 179 هـ) :
«مَثَلُ الجهمية مثل رجل قيل له: أفي دارك نخلة؟ قال: نعم. قيل: فلها خوص؟ قال: لا. قيل: فلها سعف؟ قال: لا. قيل: فلها كرب؟ قال: لا. قيل: فلها جذع؟ قال: لا. قيل: فلها أصل؟ قال: لا. قيل: فلا نخلة في دارك. هؤلاء مِثل الجهمية قيل لهم:
لكم ربّ؟ قالوا: نعم. قيل: يتكلم؟ قالوا: لا. قيل: فله يد(1)؟ قالوا: لا. قيل: فله قدم(2)؟ قالوا: لا. قيل: فله إصبع(4)؟ قالوا: لا. قيل: فيرضى ويغضب؟ قالوا: لا. قيل: فلا رب لكم! ))
قال الله تعالى ((وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} [هود : 37]
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور : 48]
{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} [القمر : 14]
وكذلك قال {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه : 39]
ايعني ذلك ان لله اعين ؟
وعنده كما روي كلتا يديه يمين ؟
وانا اريد ان افهم هل لربنا جسم لكن غير جسمنا او لا ؟ولست جهميا والعياذ بالله
أم عبد الله ش م
2010-12-08, 12:05 AM
قال الله تعالى ((وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} [هود : 37]
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور : 48]
{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} [القمر : 14]
وكذلك قال {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه : 39]
ايعني ذلك ان لله اعين ؟
روى ابن جرير الطبري في تفسيره -بسند صحيح- عن التابعي قتادة رحمه الله في قوله تعالى :(بأعيننا ووحينا) ، قال: بعين الله ووحيه. ا.هـ.
أي: بمرأى من عين الله عز وجل.
فهذه الآيات من أدلة صفة العين لله عز وجل.
وانا اريد ان افهم هل لربنا جسم لكن غير جسمنا او لا ؟ولست جهميا والعياذ بالله
نحن لا نثبت إلا ما أثبته الله عز وجل لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولم يُثبت الله لنفسه جسما، ولم يثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، فنحن لا نثبته. ما نثبته هو: ذات تليق به سبحانه ليست كذواتنا.
وكذلك نُثبت صفاته دون تمثيل بصفات المخلوقين.
فحياة الله وعلمه ويده ورحمته وغضبه وعينه .. إلخ صفات له سبحانه لا تشبه حياة وعلم ويد ورحمة وغضب وعين المخلوقين، بل هي بصفة تليق بجلاله.
المفتقر لرحمة رب العالمين
2010-12-08, 05:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على هذه العقيدة وجزاكم الله خيرا
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-08, 03:55 PM
روى ابن جرير الطبري في تفسيره -بسند صحيح- عن التابعي قتادة رحمه الله في قوله تعالى :(بأعيننا ووحينا) ، قال: بعين الله ووحيه. ا.هـ.
أي: بمرأى من عين الله عز وجل.
فهذه الآيات من أدلة صفة العين لله عز وجل.
نحن لا نثبت إلا ما أثبته الله عز وجل لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولم يُثبت الله لنفسه جسما، ولم يثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، فنحن لا نثبته. ما نثبته هو: ذات تليق به سبحانه ليست كذواتنا.
وكذلك نُثبت صفاته دون تمثيل بصفات المخلوقين.
فحياة الله وعلمه ويده ورحمته وغضبه وعينه .. إلخ صفات له سبحانه لا تشبه حياة وعلم ويد ورحمة وغضب وعين المخلوقين، بل هي بصفة تليق بجلاله.
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أختنا الكريمة أم عبدالله على الرد وبيان عقيدة السلف, أرجو أن أكون قد بينت المسألة ووضحت لك أي (مسألة التشبيه والتمثيل), واذا كان هناك مزيد من الكلام في هذا الموضوع فأنا على استعداد لبحثه وبيانه, نسأل الله السداد في القول والعمل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وادي الذكريات
2010-12-10, 08:03 PM
لو أمكن من المخالف : أن يبرز لنا من أطلق من السلف الصالح ، لفظ التشبيه بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه ؟ سواء كان في أصل المعنى أو في غير ذلك ؟
وأرجوا ذكر أقوال السلف فقط لا غير ، لأنني ترددت كثيرًا في رفع هذا الموضوع مرة أخرى ، لعظم الأمر فيه وخطورة الكلام عن رب العالمين .
فرجـــاء خاص : من أراد أن يجاوب عن هذا الإستفسار يذكر لنا أقوال السلف الصالح فقط لاغير ،
وجزاكم الله تعالى عنا كل خير .
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-11, 05:12 PM
لو أمكن من المخالف : أن يبرز لنا من أطلق من السلف الصالح ، لفظ التشبيه بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه ؟ سواء كان في أصل المعنى أو في غير ذلك ؟
وأرجوا ذكر أقوال السلف فقط لا غير ، لأنني ترددت كثيرًا في رفع هذا الموضوع مرة أخرى ، لعظم الأمر فيه وخطورة الكلام عن رب العالمين .
فرجـــاء خاص : من أراد أن يجاوب عن هذا الإستفسار يذكر لنا أقوال السلف الصالح فقط لاغير ،
وجزاكم الله تعالى عنا كل خير .
بسم الله الرحمن الرحيم
ابتداءا أخي الكريم الله أمرنا أن نسأل أهل الذكر ان كنا لانعلم فقال تعالى (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون), وأهل الذكر بارك الله فيك في عصرنا ولله الحمد موجودون وهذا مصداق قول النبي (ص) (لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق),لذلك لابد أن تجد جوابا مفصلا للمسائل المطروحة فان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بين هذه المسألة فقال :
قوله : ( ولا تشبيه ) : يعني : أنهم لا يشبهون الله بخلقه,ومراد المؤلف بالتشبيه ( التمثيل ) ولهذا لو عبّر به لكان أولى من وجوه ثلاثة :
الوجه الأول : أن الذي جاء به القرآن والسنة نفي التمثيل لا نفي التشبيه .
كما قال الله تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ( الشورى 11 ) ، { فلا تضربوا لله الأمثال } ( النحل 74 ) .
ومعلوم أن المحافظة على لفظ النص لا سيما في هذه الأمور الدقيقة أولى من الإتيان بلفظ آخر ، ولو ادعى من أتى به أنه مرادفٌ للفظ الذي جاء به النص
الوجه الثاني : أن نفي التشبيه فيه إجمال 122 ،لأنه إن أراد نفي التشبيه من كل وجه فهذا غلط ،وإن أراد نفي التشبيه في كل الصفات فهذا هو التمثيل ،
يعني : إن أراد نفي التشبيه أي أنه لا يشابه الخلق في أي شيء وأي وجه من الوجوه فهذا خطأ ،وإن أراد نفي التشبيه يعني أنه مشابه للخلق في كل وجه وفي كل معنى ،فهذا يكفي عنه قوله : ( التمثيل ) ،فنفي التشبيه من كل وجه من الوجوه هذا خطأ ، لأن هناك تشابه واشتراك في بعض المعاني ،
فمثلاً : الحياة ، يتصف بها الخالق ويتصف بها المخلوق ،فبينهما تشابه من حيث أصل الصفة وهي الحياة ،ولولا هذا التشابه المشترك بين صفات الله وصفات المخلوق ما عرفنا معاني صفات الله ،فلا بد أن يكون هناك اشتراك وتشابه من بعض الوجوه ؟لله علم وللمخلوق علم بين علم الله وعلم المخلوق تشابه من حيث أصل المعنى ، المخلوق يدرك ما يعلمه والخالق عز وجل كذلك
فهناك اشتراك في أصل المعنى ، للمخلوق بصر وللخالق بصر ،البصر للخالق والمخلوق مشتركان في أصل الرؤية ،فبينهما تشابه من هذا الوجه ،
لكنهما لا يتماثلان ،لأن المماثلة : ( التساوي من كل وجه ) ،
والمشابهة : ( الاشتراك ولو في بعض الوجوه ) 123 ،
الوجه الثالث : أن نفي التشبيه صار عند كثير من الناس يساوي نفي الصفات مطلقاً .وذلك عند من يقول : كل من اثبت لله صفة فهو مشبه ،
فإذا قلنا : ( من غير تشبيه ) : صار معنى هذا الكلام عندهم أي من غير إثبات صفة ،فيوهم هذا بأن مذهب أهل السنة والجماعة هو مذهب أهل التعطيل لأنهم يرون أن معنى ( نفي التشبيه ) يعني نفي الصفات ،حيث يزعمون أن كل من أثبت لله صفة فهو مشبِّه ،
فالحاصل : أن المؤلف رحمه الله تابع في قوله : ( ولا تشبيه ) : تابع عبارة كثير ممن كتبوا أو تكلموا في هذا الباب ،والصواب : أن نقول : ( من غير تمثيل ) ،ولهذا عبَّر شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية بذلك 124 ،
فقال : ( من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل )اه (شرح العقيدة السفارينية),والل ه أعلم
أعتذر أخي الكريم عن الاطالة بارك الله فيك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وادي الذكريات
2010-12-12, 03:54 PM
ليتك أخي الكريم وضعت رجائي في حسبانك !
ولا أدري ما علاقة ما كتبته بطلبي ؟
ويبدوا والله تعالى أعلم إن ما في أحد من السلف الصالح أبدًا أثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه ، فلم يجد المخالف إلا نقل بعض الأقوال المتشابهة لبعض العلماء ليثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه !
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-12, 04:31 PM
ليتك أخي الكريم وضعت رجائي في حسبانك !
ولا أدري ما علاقة ما كتبته بطلبي ؟
ويبدوا والله تعالى أعلم إن ما في أحد من السلف الصالح أبدًا أثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه ، فلم يجد المخالف إلا نقل بعض الأقوال المتشابهة لبعض العلماء ليثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه !
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم هل تظن أن كل المسائل الجزئية قد تكلم فيها السلف, ما قال أحد من أهل العلم هذا الشئ فأهل العلم يذكرون المسائل عند الحاجة اليها ولا أظنك يخفى عليك هذا الأمر, فمثلا ابن المبارك قال (ان الله بائن من خلقه) هل قال ذلك أحد من السلف, وان لم يفعلوا هل نرد كلام ابن المبارك وهو يرد على المنحرفين, كذلك الشيخ العثيمين وغيره تكلموا بهذه المسائل للحاجة اليها ولبيان الحق في المسألة ونحن مأمورون بمتابعة أهل العلم الذين يبينون لنا دين الله قال الله تعالى (فسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون) وقد تكلم بهذه المسألة هو وغيره من أهل العلم المعروفين بتأصيلهم المتين لمسائل العقيدة ثم أذكرك بحديث النبي (ص) المشهور (عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين " . رواه البيهقي. قال الشيخ الألباني صحيح
ولا شك أن الشيخ العثيمين والشيخ صالح الفوزان والشيخ صالح آل الشيخ وغيرهم كثيرنعم الخلف لخير سلف بشهادة أهل العلم لهم والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وادي الذكريات
2010-12-12, 04:49 PM
أخي الكريم ..
عندما تثبت شىء لرب العالمين مطلوب منك إنك تأتي بالدليل من الكتاب والسنة على هذا الإثبات ،
فأين في الكتاب السنة ومن أقوال السلف الصالح إنه يوجد ( تشبيه ) بين الله عز وجل وبين خلقه ؟!
بل تواترت الأخبار إن من شبه الله عز وجل بخلقه فقد كفر !
عندما تأتي بمنتهى البساطة وتقول إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه !
أنا كمسلم بسيط أطالبك بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف ، وإلا لا تتكلم عن رب العالمين .
وأنت لم تأتي لا بالكتاب ولا السنة ، حتى أقوال السلف مخالفة لما تقول !
فكيف يمر كلامك هكذا بكل بساطة عن رب العالمين !
والكلام اللى ذكرته عن الشيخ ابن عثيمين كلام متشابه ، وأين قال ذلك الفوزان ؟ أم أنه حشر أسماء العلماء لتقرير التشبيه بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه !!
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-12, 06:07 PM
أخي الكريم ..
عندما تثبت شىء لرب العالمين مطلوب منك إنك تأتي بالدليل من الكتاب والسنة على هذا الإثبات ،
فأين في الكتاب السنة ومن أقوال السلف الصالح إنه يوجد ( تشبيه ) بين الله عز وجل وبين خلقه ؟!
بل تواترت الأخبار إن من شبه الله عز وجل بخلقه فقد كفر !
عندما تأتي بمنتهى البساطة وتقول إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه !
أنا كمسلم بسيط أطالبك بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف ، وإلا لا تتكلم عن رب العالمين .
وأنت لم تأتي لا بالكتاب ولا السنة ، حتى أقوال السلف مخالفة لما تقول !
فكيف يمر كلامك هكذا بكل بساطة عن رب العالمين !
والكلام اللى ذكرته عن الشيخ ابن عثيمين كلام متشابه ، وأين قال ذلك الفوزان ؟ أم أنه حشر أسماء العلماء لتقرير التشبيه بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه !!
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله خيرا, أسأل الله أن يهديني واياك للحق الذي اختلفنا فيه وأن يؤلف بين قلوبنا انه سميع مجيب, أخي الكريم أنا ذكرت الشيخ صالح الفوزان ليس تكثرا وحشدا ولكني أستطيع أن أحتج به عليك لأنه لاشك سمع أو قرأ كلام الشيخ العثيمين لأنه تقرير لمسألة عقدية مهمة فكيف يسوغ للشيخ الفوزان أن يسكت على باطل, ثم ان المسألة لم يذكرها العثيمين فقط بل ذكرها الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:
فإذن الصفات والأسماء وإن كان ظاهر المعنى قد يقتضي المشابهة ، فإن إثبات الأسماء لله جل وعلا وإثبات الصفات لله جل وعلا إثبات لها بإثبات اللفظ وإثبات المعنى الذي دل عليه اللفظ على ما يليق بالله جل وعلا ، وأما الاشتراك في بعض المعنى فإن هذا لا ينفيه أهل السنة والجماعة لأن الله جل وعلا هو الذي وصف نفسه بذلك كما سيأتي من قوله (فَإنَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ وَبِغَيْرِهِ) .فهو جل وعلا الذي سمى نفسه السميع وسمى المخلوق بالسميع .وبين السميع والسميع قدر مشترك من المعنى ، وهذا المعنى هو أصل السمع .والسمع الذي في المخلوق يناسب ذاته والسمع الذي لله جل وعلا يناسب ذاته .وهذا على أصل القاعدة المقررة وهي أن القول في الصفات كالقول في الذات يُحتذى فيه حذوه ويُنهج فيه منهاجه ، لأن الصفة ،كل صفة تناسب الموصوف فسمع المخلوق يناسب ذاته وسمع الله جل وعلا يناسب ذاته .
ما بين الصفتين من القدر المشترك هذا هو ما يجمعهما في أصل اللغة في المعنى العام أما المناسبة للذات فهذه لخارج الأصل العام .
ولهذا فإن لله جل وعلا من الصفات أكملها وله من كل صفة كمال أكمل تلك الصفة وأعظمها وأشملها أثرا وأعمها متعلقا .وهذا لا يعني بحال المماثلة ، وإنما القدر المشترك في أصل المعنى هذا لا ينفيه أهل السنة لأن الله جل وعلا أنزل القرآن بلسان عربي مبين ومعنى ذلك أن الكلمات التي فيها ذكر الأسماء والصفات أنها تفهم باللغة وهذا سيأتي تفصيله إن شاء الله تعالى .اه شرح العقيدة الواسطية
ثم أذكرك أخي الكريم بهذا الكلام:
قال محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة: من لم يقل: إن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم ألقي على مزبلة لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة، ولا أهل الذمة. ذكره عنه الحاكم بإسناد صحيح.اه
أين في كتاب الله أوسنة نبيه أو كلام الصحابة أن الله بائن من خلقه.
جزاك الله خيرا أخي الكريم وهداني واياك الى الحق انه سميع قريب مجيب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وادي الذكريات
2010-12-12, 06:44 PM
وفقك الله تعالى للحق ،،
أنت تركت كلام آلاف العلماء من المسلمين الذين ينفون التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه ، وتمسكت لمجرد قول متشابه للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ، مع أن الشيخ ابن عثيمين له فتوى اخرى نفى فيه التشبيه ..
ثم قررت وأصلت إن هذا هو الحق الذي يجب أن يكون عليه كل مسلم ، حيث أنكرت على الأخت ، مع إن جملة الأخت أصلا مأخوذة من الأئمة ، فأنكرت على صاحبة المقال وقلت :
(( الصواب اختي الكريمة في عكس هذا الكلام وهو انه "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التمثيل "
اما قولك "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه"
بل يتلزم لان التشبيه اعم من التمثيل ولو لم يكن هناك نوع من التشبيه لما فهمنا صفات الله وميزنها عن بعضها ومدحناه غليها ولا فهمنا معنى وجوده ولا نفي النقص عنه
يعنى تواترت أقوال علماء المسلمين أن إثبات الصفات على الحقيقة لا يلزم منه التشبيه ، ثم أتيت أنت لتثبت عكس ذلك وتثبت خطا علماء المسلمين الذين لم يفهموا التمثيل والتشبيه !!
طيب على فرض أن صاحبة المقال أخطأت لانها نفت بغير دليل ، فلماذا لا تعترف انت بخطأك لأنك أثبت بغير دليل ، وأن المثبت والنافي كما تعلم يجب عليه الدليل ؟!
وأهل السنة والجماعة إن كانت كما تقول أثبتت أصل المعنى في الصفات المشتركة بين الله عز وجل وبين خلقه ، فهل أطلقت أهل السنة عليه " تشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه ؟ كما تقول ؟ أم وصفت من شبه الله عز وجل بخلقه بأنه قد كفر ؟!
أغاب عن اهل السنة إن القدر المشترك في الصفات بين الخالق سبحانه وتعالى وبين خلقه إنه تشبيه ؟! فكان الواجب على علماء أهل السنة إنه يبينوا للناس إنه ليس كل التشبيه يكون مذموم ، بل يوجد انواع من التشبيه هو الحق المبين ؟!
ما الضير إن قلنا أخطأنا ، وليس لنا أصلاً أن ننكر على من تمسك بألفاظ أئمة المسلمين في نفي التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه ؟!
وادي الذكريات
2010-12-12, 06:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله خيرا, أسأل الله أن يهديني واياك للحق الذي اختلفنا فيه وأن يؤلف بين قلوبنا انه سميع مجيب, أخي الكريم أنا ذكرت الشيخ صالح الفوزان ليس تكثرا وحشدا ولكني أستطيع أن أحتج به عليك لأنه لاشك سمع أو قرأ كلام الشيخ العثيمين لأنه تقرير لمسألة عقدية مهمة فكيف يسوغ للشيخ الفوزان أن يسكت على باطل, ثم ان المسألة لم يذكرها العثيمين فقط بل ذكرها الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:
.
يا اخي الكريم هذا لا يصلح لان نخرج بفتوى : إن الشيخ الفوزان يقول بالفتوى المتشابهة للشيخ ابن عثيمين ، لأنه لا يعقل أن يقال أن كل الأقوال لكبار العلماء لو كان فيها خطأ ما ، لقام الشيخ الفوزان بتبيين هذه الأخطاء وإلا فإن الشيخ الفوزان موافق على ما فيها !
قال محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة: من لم يقل: إن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم ألقي على مزبلة لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة، ولا أهل الذمة. ذكره عنه الحاكم بإسناد صحيح.اه
بارك الله تعالى فيك ، وهل انت قلت في هذه المسألة بكلام ابن خزيمة ، أو من في طبقته أو أقدم منه ؟!
وهل يقاس القول : (( على عرشه بائن من خلقه )) سبحانه وتعالى بقولك : ( إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه )) !!
الأولى وردت عن كثير من الأئمة وعلماء المسلمين ، أما جملتك فقد نفاها الأئمة وعلماء المسلمين ، فكيف يقاس إثبات الأئمة والعلماء ، بنفي الأئمة والعلماء ؟!
وادي الذكريات
2010-12-12, 07:01 PM
وأنا الآن بمنتهى البساطة
كمسلم بسيط ولله الحمد
أسأل كل من أثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه لأي شىء ما :
أسأله سؤال بسيط بالتحاكم لأبجديات أصول أهل السنة ..
ما هو الدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف في إثبات التشابه بين الله عز وجل وبين خلقه ؟
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-12, 07:20 PM
وأنا الآن بمنتهى البساطة
كمسلم بسيط ولله الحمد
أسأل كل من أثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه لأي شىء ما :
أسأله سؤال بسيط بالتحاكم لأبجديات أصول أهل السنة ..
ما هو الدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف في إثبات التشابه بين الله عز وجل وبين خلقه ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم بارك الله فيك اليك الدليل:
( سنن أبي داود ):
حدثنا علي بن نصر ومحمد بن يونس النسائي المعنى قالا حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حرملة يعني ابن عمران حدثني أبو يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة قال سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) إلى قوله تعالى ( سميعا بصيرا ) قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه قال أبو هريرة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه قال ابن يونس قال المقرئ يعني إن الله سميع بصير يعني أن لله سمعا وبصرا قال أبو داود وهذا رد على الجهمية.اه قال الشيخ الألباني صحيح الاسناد
وجاء في الحديث عن النبي (ص):
(نعمت الأرض المدينة إذا خرج الدجال على كل نقب من أنقابها ملك لا يدخلها فإذا كان كذلك رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه وأكثر - يعني - من يخرج إليه النساء وذلك يوم التخليص وذلك يوم تنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد يكون معه سبعون ألفا من اليهود على كل رجل منهم ساج وسيف محلى فتضرب قبته بهذا الضرب الذي عند مجتمع السيول.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما كانت فتنة - ولا تكون حتى تقوم الساعة - أكبر من فتنة الدجال ولا من نبي إلا وقد حذر أمته ولأخبرنكم بشيء ما أخبره نبي قبلي . ثم وضع يده على عينه ثم قال : أشهد أن الله عز وجل ليس بأعور. الصحيحة, الألباني
وجزاك الله خيرا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فواز أبوخالد
2010-12-12, 08:47 PM
متابع لهذا الحوار العلمي
جزاكم الله خيرًا .. وبارك الله فيكم جميعااااا
وادي الذكريات
2010-12-12, 11:59 PM
يا عباد الله أنا مالي شأن بكل ما كتبته .
وليس يعني هذا أنني موافق على ما ذكره المخالف .
الله عز وجل أعلم بنفسه وهو سبحانه وتعالى ليس له مثيل ولا ند ولا كفء.
لا أقول إلا بكتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
وأستغفر الله العظيم وأبرأ إلى الله سبحانه وتعالى من كل قول خالف ما أراده رب العالمين .
وسبحان ربك رب بالعزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
شرف الدين خالد
2010-12-13, 04:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الإخوة ووفقهم إلى الحق والصواب
فهو جل وعلا الذي سمى نفسه السميع وسمى المخلوق بالسميع .
أخي الفاضل: لي تعقيب بسيط وهو استفهام أكثر منه استنكار.
أنت قلت: أنه عز وجل سمى نفسه السميع، وسمى المخلوق بالسميع.
وأنا استفهم أين سمى الله عز وجل المخلوق ( بالسميع ).
ولي استفهام آخر.
أنت قلت أن هناك تشابها في أصل المعنى بين صفة الله عز وجل وصفة خلقه.
لو قلنا أن اليد صفة، أي أن الله سبحانه وتعالى له يد.
وأن الإنسان من صفاته أن له يد.
فما هو القدر المشترك في المعنى بين الصفتين ؟
وفي النهاية هذه الأسئلة من قبيل المدارسة فقط.
وأنا أؤمن بما قال الله على مراد الله، وبما قال رسول الله على مراد رسول الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-13, 06:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الإخوة ووفقهم إلى الحق والصواب
أخي الفاضل: لي تعقيب بسيط وهو استفهام أكثر منه استنكار.
أنت قلت: أنه عز وجل سمى نفسه السميع، وسمى المخلوق بالسميع.
وأنا استفهم أين سمى الله عز وجل المخلوق ( بالسميع ).
ولي استفهام آخر.
أنت قلت أن هناك تشابها في أصل المعنى بين صفة الله عز وجل وصفة خلقه.
لو قلنا أن اليد صفة، أي أن الله سبحانه وتعالى له يد.
وأن الإنسان من صفاته أن له يد.
فما هو القدر المشترك في المعنى بين الصفتين ؟
وفي النهاية هذه الأسئلة من قبيل المدارسة فقط.
وأنا أؤمن بما قال الله على مراد الله، وبما قال رسول الله على مراد رسول الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الكريم شرف الدين اليك الجواب:
قال الله تعالى (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا).
أما ما ذكرت في صفة اليد والكلام نفسه يقال في كل الصفات كما ذكر الامام مالك رحمه الله (ألاستواء غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة), فنقول (اليد غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة), فنحن قد خاطبنا الله بما نفهم فنعرف معاني صفات الله ولكننا نجهل كيفيتها وكمال معناها هذا ما ذكره أهل العلم كالشيخ العثيمين رحمه الله وذكره الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله, واذا رجعت الى المشاركة من البداية ستجد ذلك مذكورا, بالمناسبة الأخ وادي الذكريات لم يتسع صدره لسنة النبي (ص) نسأل الله أن يشرح صدرنا لتقبل سنة النبي (ص) انه سميع قريب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وادي الذكريات
2010-12-14, 05:53 PM
ما كنت أحب الرد على مشاركاتك ، وليتك رددت على رسالتي في الخاص !
وكنت أظن أن احدًا ممن اطلع على كلامك وآتاه الله عز وجل علم بهذا الأمر كان سيرد عليك ،
لمخالفتك للسلف والأئمة في قولك " إن رب العالمين يشبه مخلوقاته " .
ولموافقتك لأهل الضلال في استدلالاتهم ، والتي رد عليها علماء أهل السنة وبينوا أن هذه الأحاديث التي أوردتها ليست للمشابهة ولا المماثلة .
وسأنقل لك فتوى واحد فقط من العلماء ممن تقول أنك على نهجههم ، وليتك تلتزم بقوله وتعترف بالحق !
أنت نقلت فتوى متشابهة للشيخ ابن عثيمين تستدل بها على أن الشيخ يقول " إن رب العالمين يشبه مخلوقاته " .
ثم استدللت بأحاديث على قولك ، وقد رد علماء اهل السنة على استدلالاتك وبينوا أنها ليست للمشابهة ولا المماثلة !
وسأكتفي إن شاء الله تعالى بذكر كلام الشيخ ابن عثيمين على الأحاديث التي استدللت بها ، لنرى إن كنت تتناقض مع نفسك أو لا .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
ومِن ذلك أيضاً: "ما يكثُر السُّؤال عنه من بعض الطَّلبة، وهو: أنه ثَبَتَ عن النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أنه لما قرأ قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا *} [النساء] أنَّه وَضَعَ إبهامَه وسبَّابته على أُذُنِهِ وعلى عينِهِ. فقال: هل يجوز أن أفعل مثل هذا؟
فجوابنا على هذا أنْ نقول: لا تفعلْه أمامَ العامَّة؛ لأن العامَّة ربَّما ينتقلون بسرعة إلى اعتقادِ المشابهة والمماثلة؛ بخلاف طالب العلم، ثم هذا فِعْلٌ مِن الرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وليس أمراً، لم يقل: ضعوا أصابعكم على أعينكم وآذانكم، حتى نقول: لا بُدَّ مِن تنفيذِ أمْرِ الرَّسول، بل قَصَدَ بهذا تحقيق السَّمع والبصر، لا التعبُّد في ذلك فيما يظهر لنا، فلماذا نلزم أنفسنا ونكرِّر السؤال عن هذا من أجل أن نقوله أمام العامَّة؟
فالحاصلُ: أنه ينبغي لطالب العِلم أن يكون معلِّماً مربيًّا، والشيءُ الذي يُخشى منه الفتنة؛ وليس أمراً لازماً لا بُدَّ منه؛ ينبغي له أن يتجنَّبه.
وأشدُّ مِن ذلك ما يفعله بعضُ النَّاسِ، حين يسوق حديث: «إن قلوبَ بني آدم بين أصبعين مِن أصابعِ الرَّحمن» فيذهب يُمثِّل ذلك بضمِّ بعض أصابعه إلى بعض، مُمَثِّلاً بذلك كون القلب بين أصبعين من أصابع الله، وهذه جرأة عظيمة، وافتراءٌ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإنه لم يمثِّل بذلك. وما الذي أدرى هذا المسكين المُمثِّلُ أن كون القلوب بين أصبعين من أصابع الله على هذا الوصف؟ فليتَّقِ الله ربَّه ولا يتجاوز ما جاء به القرآنُ والحديثُ. "الشرح الممتع (3/82)
**
وأقوال العلماء في تبيين أن ما ورد في الأحاديث ليس للمشابهة او المماثلة كثيرة ، ولا نعلم واحد من علماء اهل السنة استدل بمثل ما استدللت به !
لأنك تستقل بفكرك عن السلف والأئمة فخالفتهم في قولك ، ووافقت اهل الضلال في استدلالاتهم !
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-14, 06:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ابتداءا أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي أخاك وأن يلبسه لباس العافية وأن يهديني واياك لما اختلفنا فيه من الحق, قل آمين, جزاك الله خيرا.
سمسوم عوض
2010-12-16, 12:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله ..
بداية أسأل الله تعالى إقرار عينيك بشفاء أخيك ، وألا يريك فيه إلا ما يثلج صدرك ..
أشكركم جميعًا لتناول هذه الأمور الخطيرة بالإسهاب في البيان للبسطاء مثلي ، حتى لا نقع في مخالفات عقدية دون شعور ، ولكن يزعجني أحيانا إحساسي بعدم اتساع صدور بعض إخواني المتناقشين للرأي المخالف ، وإن كانت مثل هذه الأمور ليس فيها رأيان وإنما قصدت ما تفهمونه ، فمثلا الأخ "وادي الذكريات" مصمم على المناضلة في إثبات أن أخاه "التميمي" مخالف لمنهج السلف وأن كلامه يفضي إلى المشابهة والمماثلة ولو قليلا ، وأرجو اتساع الصدور لكلامي ، مع أن أخانا التميمي يلتزم منذ بدء النقاش بإيراد الأدلة من الكتاب والسنة ، ويتسع صدره لبعض العبارات الخشنة أحيانا ، كقول أخينا الفاضل مثلا : تستقل بفكرك ، وقوله : وافقت أهل الضلال ... إلخ ، مع أني والله أرى غير ذلك ، وكذلك قوله : " وما الذي أدرى هذا المسكين المُمثِّلُ أن كون القلوب بين أصبعين من أصابع الله على هذا الوصف؟" فيه تسرع ، وليس فيه "وصف" كما يقول أخونا الوادي ، ولا يفهم منه إلا نفس ما يفهم من وضع النيي صلى الله عليه وسلم إصبعيه على العين والأذن ، ولست معكم في أن مثل هذه الأمور يكون فيها خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم لخطورتها ولأنه المناط به البيان عن الله ، فلا يُعقل أن يفعل أمام الناس ما لو قلدوه فيه لهلكوا ، إلا وبين لهم هذه الخصوصية ـ إن وُجدت ـ كقوله صلى الله عليه وسلم في موطن آخر " إني لست كهيئتكم " ، ثم إن القدر المشترك في اللفظ ، والذي يحاول أخونا الوادي منذ بداية النقاش أن يجعله تشبيها ، أعني في وضع النبي صلى الله عليه وسلم إصبعيه على عينه وأذنه ، هذا القدر من التشابه اللفظي هو الذي فهمنا منه مراده صلى الله عليه وسلم !! فأين إذن التشبيه والتمثيل ؟؟؟؟؟
أرجو أن أكون قد أوضحت مرادي والتوفيق من الله ، ولتتسع صدورُنا للحوار ، ولتزدنا هذه المناقشات حبًا واحترامًا لبعضنا البعض ، وجزاكم الله خيرًا ..
عبد الحكيم علي
2010-12-16, 02:58 PM
السلام عليكم
الأخ أبوعبدالعزيزالت ميمي (http://majles.alukah.net/member.php?u=67451)
جزاك الله خيرا وكل اللإخوى المشاركين في الموضوع للفائدة
أما الأخ وادي الذكريات فالفرق بين التشبيه والتمثيل واضح وكلام العلماء في تقريره كثير
وقد ذكر شيخ الإسلام هذا الفرق في كتبه وذكر رواية عن الإمام أحمد ينكر فيها نفي القول بنفي التشبيه بين صفات الخالق والمخلوق من كل وجه فالإمام أحمد من السلف فقد أثبت الإشتراك وقد علق شيخ الإسلام على كلامه و قرره
وهذا لأنه كما قرره الأخ أبو عبد العزيز التميمي جزاه الله خيرا هناك تشابه وإلا كان كلام الله وخطابه لنا غير مفهوم وقد يصعب فهم هذه المسألة أخي الكريم لعدم تفريق الناظر فيها بين التشبيه والتمثيل ويخطئ فيها الكثير من الناس
وللفائدة فقد سئل شيخ الإسلام كما في المناظرة على العقيدة الواسطية عن تعبيره بنفي التمثيل و عدوله عن لفظ التشبيه فأجاب بما أجابك به الأخ التميمي من الفرق بين التشبيه والتمثيل ولأن هناك تشابه في أصل المعنى وهذا ما يعبر عنه العلماء بأن أسماء الله وصفاته من قبيل المشكك و المتواطئ أما من نفى التشبيه من السلف فمقصودهم نفي التمثيل و هو الذي جاء القرآن بذكره في كلام الله و فيه الهدى و الشفاء
وأنبهك ونفسي أن لانتسرع في رمي الناس بالضلال و مخالفة كلام السلف
وقبل أن تعيد الكلام في هذه المسألة راجع :
1-الفرق بين الألفاظ المتواطئة والمشككة و المشترك اللفظي
2-الفرق بين التشبيه والتمثيل
3-مسألة المطلق الكلي الذي لا يكون إلا في الذهن
وأنظر كلام شيخ الإسلام في المسألة و تعليقاته على كلام اللإمام أحمد في كتاب موقف شيخ الإسلام من الأشاعرة المجلد 3
والله تعالى أعلى وأعلم
ولولا البعد عن المراجع لنقلت لك كل ذالك و الله المستعان
وادي الذكريات
2010-12-16, 06:56 PM
فمثلا الأخ "وادي الذكريات" مصمم على المناضلة في إثبات أن أخاه "التميمي" مخالف لمنهج السلف وأن كلامه يفضي إلى المشابهة والمماثلة ولو قليلا
احسن الله تعالى إليك وبارك فيك ،،
أنا لا أريد أن اثبت أن كلامه يفضي للمشابهة ، بل هو الذي يقول بذلك صراحة وانكر على صاحبة المقال هو وغيره نفيها التشبيه عن الله عز وجل ، مع انها متبعة للسلف الصالح في ذلك ،
ولما طلبت أنا الدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح على إنه فيه تشابه بين الله سبحانه وبين خلقه ، أتانى هو بادلة أهل الضلال ليثبت التشابه بين الله عز وجل ، راجع التعليقات من فضلك .
مع أن أخانا التميمي يلتزم منذ بدء النقاش بإيراد الأدلة من الكتاب والسنة
أين الأدلة من الكتاب والسنة بأن فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه ، وأين اقوال السلف الصالح في ذلك ؟
يعنى كثير من السلف قال : إن من شبه الله عز وجل بخلقه فقد كفر " وأنكروا التمثيل والتشبيه .
وأنتم تقولون : إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه .
ثم تنزلون هذا التشابه على الإشتراك في أصل المعنى للصفات .
مع إنه يوجد من السلف من أنكر إطلاق التشبيه على الإشتراك في الأسماء .
وأين أقوال السلف الصالح من قال إن الله عز وجل يشبه خلقه في الإشتراك في أصل المعنى ؟
ثم إن القدر المشترك في اللفظ ، والذي يحاول أخونا الوادي منذ بداية النقاش أن يجعله تشبيها ، أعني في وضع النبي صلى الله عليه وسلم إصبعيه على عينه وأذنه ، هذا القدر من التشابه اللفظي هو الذي فهمنا منه مراده صلى الله عليه وسلم !! فأين إذن التشبيه والتمثيل ؟؟؟؟؟
يا أخي الكريم لست أنا من استدل بهذا الحديث على إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه ، بل هو المخالف الذي توافقه أنت فيما يقول .
وادي الذكريات
2010-12-16, 07:06 PM
أما الأخ وادي الذكريات فالفرق بين التشبيه والتمثيل واضح وكلام العلماء في تقريره كثير
نريد واحد من السلف الصالح فقط !
وذكر رواية عن الإمام أحمد ينكر فيها نفي القول بنفي التشبيه بين صفات الخالق والمخلوق من كل وجه
لو تذكر لنا قول الإمام أحمد الذي أنكر فيه نفي التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه ؟
وقد يصعب فهم هذه المسألة أخي الكريم لعدم تفريق الناظر فيها بين التشبيه والتمثيل ويخطئ فيها الكثير من الناس
من الذي يخطىء ؟!
السلف الصالح والأئمة يخطئون في أمر عقدي خطير ، ولا يفهمون الفرق بين التشبيه والتمثيل ؟!!
يعنى كل العلماء والأئمة على مدار القرون لما كانوا يحذرون من التمثيل والتشبيه معاً ، ما كانوا يفهمون الفرق بينهما ؟!!
وادي الذكريات
2010-12-16, 07:09 PM
هذا مقال الأخت الفاضلة صاحبة الموضوع :
قال الله تعالى:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
ما هو التشبيه وما حكمه
إعداد: أم عبد الله الميساوي
أُعِدّ لموقع: عقيدة السلف الصالح (http://www.as-salaf.com/)
مقدمة:
مر معنا في مقدمة عقيدة السلف في صفات الله عز وجل (http://as-salaf.com/article.php?aid=8&lang=ar) أن الأسس التي تقوم عليها عقيـدة الإسلام في الصفات هي:
- إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الصفات والإيمان بها
- تنزيه الله عن مماثلة المخلوقات
- عدم الخوض في كيفية صفات الله
وهذا المقال سيتحدث عن الأساس الثاني وهو تنزيه الله عن مماثلة المخلوقات، وعدم تشبيه ذاته وصفاته بذوات المخلوقين وصفاتهم.
تعريف التشبيه:
في اللغة: الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ: المِثْلُ، والجمع أَشْباهٌ، وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ: مَاثَله.(1) فالتشبيه: التمثيل.(2)
وشَبَّه: إذا ساوَى بين شيءٍ وشيء. (3)
قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت. 535 هـ) : «وأما التشبيه: فهو مصدر شبّه يشبّه تشبيها، يُقال: شبهت الشيء بالشيء أ مثلته به، وقسته عليه، إما بذاته أو بصفاته، أو بأفعاله.» (4)
الأدلة على تنزيه الله عن التشبيه والتمثيل:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]
قال أبو جعفر النَّحّاس (ت. 338 هـ) عن الكاف في "كمثله" : «الكاف زائدة للتوكيد.» (5)
قال أبو منصور معمر بن أحمد الأصبهاني (ت. 418 هـ) : «فـ{ليس كمثله شيء} ينفي كل تشبيه وتمثيل، {وهو السميع البصير} ينفي كل تعطيل وتأول. فهذا مذهب أهل السنة والجماعة والأثر» (6)
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم : 65]
سميًّا: أي مثلا أو شبيها
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص : 4]
أي ليس له كفء ولا مثل.
التشبيه في صفات الله
أولا: التشبيه في صفات الله عز وجل يكون بتشبيه صفات لله بصفات المخلوق: كأن يعتقد المسلم أو يقول: حياة الله مثل حياة المخلوقين، أو كلام الله مثل كلام البشر، أو وجه الله كوجه المخلوقين .. إلخ. فيكون نفي التشبيه والتمثيل (أي التنزيه) باعتقاد أن صفات الله عز وجل ليست كصفات المخلوقين، وأنها على صفة تليق بجلال الله وكماله لا نعلمها، وعلينا الإيمان والتسليم.
- قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ) : «إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع. فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى فى كتابه: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } » (7)
- قال خُشَيْش بن أصرم (ت. 253 هـ) في "الاستقامة" : «وأنكر جهم أن يكون لله سمع وبصر، وقد أخبرنا الله عز وجل في كتابه، ووصف نفسه في كتابه، قال الله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]، ثم أخبر عن خلقه، فقال عز وجل {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان : 2]. فهذه صفة من صفات الله أخبرنا أنها في خلقه، غير أنَّا لا نقول: إن سمعه كسمع الآدميين، ولا بصره كأبصارهم ...) ثم ذكر أدلة على أن الله يسمع ويرى، إضافة إلى صفات أخرى، ثم قال: (فقد وصف الله من نفسه أشياء جعلها في خلقه والذي يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وإنما أوجب الله على المؤمنين اتباع كتابه وسنة رسوله.» (8)
- قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) في رده على بِشر المريسي المعتزلي:
«وادعى المعارض أيضا أن المقري حدَّث عن حرملة بن عمران عن أبي موسى يونس عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي –صلى الله عليه وسلم أنه قرأ: {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء : 58] فوضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه (9). وقد عرفنا هذا من رواية المقري وغيره كما روى المعارض، غير أنه ادعى أن بعض كتبة الحديث ثبتوا به بصرًا بعين كعين وسمعًا كسمع جارحًا مركبًا.
فيقال لهذا المعارض: أما دعواك عليهم أنهم ثبتوا له سمعا وبصرا، فقد صدقت. وأما دعواك عليهم أنه كعينٍ وكسمعٍ فإنه كذب ادعيت عليهم؛ لأنه ليس كمثله شيء، ولا كصفاته صفة.
وأما دعواك أنهم يقولون: "جارح مركب" فهذا كفر لا يقوله أحد من المسلمين، ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف، كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه، وأثبته له الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وهذا الذي تكرره مرة بعد مرة: جارح وعضو وما أشبهه، حشو وخرافات، وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين: وقد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنقول كما قال، ونعني بها كما عنى والتكييف عنا مرفوع، وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتشنيع.» (10)
- قال أبو إسحاق إبراهيم بن شاقلا الحنبلي (ت. 369 هـ) لأبي سليمان الدمشقي – أحد أتباع ابن كُلاب- في مناظرة بينهما عندما قال له أبو سليمان: "أنتم المشبهة"، قال ابن شاقلا: (حاشا لله، المُشبِّه الذي يقول: وجهٌ كوجهِي، ويَدٌ كَيَدِي، فأما نحن فنقول: له وجهه، كما أثبت لنفسه وجهًا، وله يدٌ، كما أثبتَ لنفسه يَداً، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11] ومن قال هذا فقد سَلِم.) (11)
- قال أبو عثمان الصابوني الشافعي (ت. 449 هـ) : (ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه، فيقولون: إنه خلق آدم بيديه، كما نص سبحانه عليه في قوله –عز من قائل- {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [ص : 75]. ولا يحرفون الكلام عن مواضعه، بحمل اليدين على النعمتين، أو القوتين؛ تحريف المعتزلة والجهمية – أهلكهم الله-، ولا يكيفونهما بكيف، أو يشبهونهما بأيدي المخلوقين، تشبيه المشبهة –خذلهم الله-.) (12)
- قال ابن البنا الحنبلي (ت. 471 هـ) : (وأما المشبهة والمجسمة فهم الذين يجعلون صفات الله -عز وجل- مثل صفات المخلوقين، وهم كفار.) (13)
- قال الحافظ الذهبي (ت. 748) : (ليس يلزم من إثبات صفاته شيء من إثبات التشبيه والتجسيم، فإن التشبيه إنما يقال: يدٌ كيدنا ... وأما إذا قيل: يد لا تشبه الأيدي، كما أنّ ذاته لا تشبه الذوات، وسمعه لا يشبه الأسماع، وبصره لا يشبه الأبصار ولا فرق بين الجمع، فإن ذلك تنزيه.) (14)
- قال ابن الوزير (ت. 840 هـ) : (وكذلك كل صفة يوصف بها الرب سبحانه ويوصف بها العبد، وان الرب يوصف بها على أتم الوصف مجردة عن جميع النقائص، والعبد يوصف بها محفوفة بالنقص، وبهذا فسر أهل السنة نفي التشبيه، ولم يفسروه بنفي الصفات وتعطيلها كما صنعت الباطنية الملاحدة.) (15)
ثانيا: التشبيه والتمثيل يكون في كيفيّة وحقيقة الصفة، أي كيف هي على الحقيقة، وليس في معنى الصفة. والخوض في الكيفية تشبيه، فالإنسان يصف الشيء على ما يشاهده، والله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
- قال عبد الرحمن بن مهدي (ت. 198 هـ) لِفَتى من ولد جعفر بن سليمان: «مكانك»
فقعد حتى تفرق الناس. ثم قال ابن مهدي: «تعرف ما في هذه الكورة من الأهواء والاختلاف، وكل ذلك يجري مني على بالٍ رَضِي إلا أمرُك وما بلغني، فإن الأمر لا يزال هَيِّنًا ما لم يصر إليكم، يعني السلطان، فإذا صار إليكم جلَّ وعَظُم.»
فقال (الغلام) : "يا أبا سعيد وما ذاك؟ "
قال: « بلغني أنك تتكلم في الرب تبارك وتعالى وتصفه وتشبهه. »
فقال الغلام: "نعم". فأخذ يتكلم في الصفة.
فقال: «رُويدك يا بُني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق، فإذا عجزنا عن المخلوقات فنحن عن الخالق اعجز واعجز. أخبرني عن حديث حدثنيه شعبة عن الشيباني قال: سمعت زرًا قال: قال عبد الله في قوله: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم : 18]
قال: رأى جبريل له ستمائة جناح؟ قال: نعم. فعرف الحديث.
فقال عبد الرحمن: «صِف لي خلقًا من خلق الله له ستمائة جناح.» فبقي الغلام ينظر إليه.
فقال عبد الرحمن: «يا بُني فإني أُهوِّن عليك المسألة، واضع عنك خمس مائة وسبعة وتسعين (جناحًا)، صِف لي خلقا بثلاثة أجنحة، ركب الجناح الثالث منه موضعًا غير الموضعين اللذين ركبهما الله حتى أعلم»
فقال (الغلام) : "يا أبا سعيد، نحن قد عجزنا عن صفة المخلوق ونحن عن صفة الخالق أعجز وأعجز، فأشهدك إني قد رجعت عن ذلك واستغفر الله." (16)
قال ابن عبد البر المالكي (ت. 463 هـ) : (ومُحالٌ أن يكون مَن قال عن اللهِ ما هو في كتابه منصوصٌ مُشبهًا إذا لم يُكيّف شيئا، وأقرّ أنه ليس كمثله شيء.) (40)
قال الحسين البغوي الشافعي (ت. 510 هـ) في صفات الله عز وجل : (وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل في الكتاب أو السنة كاليد والإصبع ، والعين والمجيء ، والإتيان، فالإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم ، والخائض فيها زائغ ، والمنكر معطل، والمُكيِّف مشبه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}) (17)
ثالثًا: الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات، فكما لم يلزم التشبيه في إثبات الذات، لم يلزم التشبيه في إثبات الصفات.
قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني الشافعي (ت. 535 هـ) بعد ذكر مجموعة من الآيات والأحاديث في صفات الله عز وجل : (فهذا وأمثاله مما صح نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مذهبنا فيه ومذهب السلف إثباته وإجراؤه على ظاهره، ونفي الكيفية والتشبيه عنه .... والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، وإثبات الله تعالى إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فإذا قلنا يد، وسمع، وبصر، ونحوها، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه ولم يقل: معنى اليد: القوة، ولا معنى السمع والبصر: العلم والإدراك. ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار، ونقول إنما وجب إثباتها لأن الشرع ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، كذلك قال علماء السلف في أخبار الصفات: أمروها كما جـاءت (http://as-salaf.com/article.php?aid=68&lang=ar). فإن قيل: فكيف يصح الإيمان بما لا يحيط علمنا بحقيقته؟ أو كيف يتعاطى وصف شيء لا درك له في عقولنا؟
فالجواب أن إيماننا صحيح بحق ما كلفنا منها، وعلمنا مُحيط بالأمر الذي ألزمناه فيها وإن لم نعرف لما تحتها حقيقة كافية، كما قد أمرنا أن نؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الآخر، والجنة ونعيمها، والنار وأليم عذابها، ومعلوم أنا لا نحيط علمًا بكل شيء منها على التفصيل، وإنما كلفنا الإيمان بها جملة واحدة، ألا ترى أنا لا نعرف أسماء عدة من الأنبياء وكثير من الملائكة، ولا يمكننا أن نحصي عددهم، ولا نحيط بصفاتهم، ولا نعلم خواص معانيهم، ثم لم يكن ذلك قادحا في إيماننا بما أمرنا أن نؤمن به من أمرهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الجنة: ”يقول الله تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.“ [صحيح البخاري ومسلم] .) (18)
رابعا: الاشتراك في مطلق الاسم لا يقتضي التشبيه والتمثيل:
- قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) في رده على بِشر المريسي المعتزلي:
« إنما نصفه بالأسماء لا بالتكييف ولا بالتشبيه، كما يقال: إنه ملك كريم، عليم، حكيم، حليم، رحيم، لطيف، مؤمن، عزيز، جبار، متكبر. وقد يجوز أن يدعى البشر ببعض هذه الأسماء، وإن كانت مخالفة لصفاتهم. فالأسماء فيها متفقة، والتشبيه والكيفية مفترقة، كما يقال: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء، يعني في الشبه والطعم والذوق والمنظر واللون. فإذا كان كذلك فالله أبعد من الشبه وأبعد. فإن كنا مشبهة عندك أن وحدنا الله إلهًا واحدًا بصفات أخذناها عنه وعن كتابه، فوصفناه بما وصف به نفسه في كتابه، فالله في دعواكم أول المشبهين بنفسه، ثم رسوله الذي أنبأنا ذلك عنه. فلا تظلموا أنفسكم ولا تكابروا العلم؛ إذ جهلتموه فإن التسمية في التشبيه بعيدة.» (19)
- قال ابن خزيمة الشافعي (ت. 311 هـ) : (نحن نقول: إن الله سميع بصير كما أعلمنا خالقنا وبارؤنا، ونقول: من له سمع وبصر من بني آدم فهو سميع بصير، ولا نقول أن هذا تشبيه المخلوق بالخالق.) (20)
وقـال: (ولو لزم - يا ذوى الحجا- أهل السنة والآثار إذا أثبتوا لمعبودهم يدين كما ثبتهما الله لنفسه، وثبتوا له نفسا -عز ربنا وجل-، وأنه سميع بصير، يسمع ويرى، ما ادعى هؤلاء الجهلة عليهم أنهم مشبهة، للزم كل من سمى الله ملكًا، أو عظيمًا ورؤوفًا، ورحيمًا، وجبارًا، ومتكبرًا، أنه قد شبه خالقه -عز وجل- بخلقه، حاش لله أن يكون من وصف الله جل وعلا، بما وصف الله به نفسه، في كتابه، أو على لسان نبيه المصطفى –صلى الله عليه وسلم- مشبها خالقه بخلقه.) (21)
- قال محمد بن إسحاق ابن منده (ت. 395 هـ) : (... وذلك أن الله تعالى امتدح نفسه بصفاته تعالى ، ودعا عباده إلى مدحه بذلك، وصدق به المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبيّن مُراد الله عز وجل فيما أظهر لعباده من ذكر نفسه وأسمائه وصفاته، وكان ذلك مفهوما عند العرب غير مُحتاج إلى تأويلها، فقال عز وجل: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } [الأنعام : 54]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” قال الله تعالى: (إني حرّمت الظلم على نفسي) “، وقال صلى الله عليه وسلم بيانًا لقوله: ”إن الله كتب كتابا على نفسه فهو عنده: إن رحمتي تغلب غضبي“، فبيّن مُراد الله فيما أخبر عن نفسه، وبيَّن أن نفسه قديم غير فانٍ بفناء الخلق، وأن ذاته لا توصف إلا بما وصف، ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم، لأن المجاوز وصفهما يوجب المماثلة، والتمثيل والتشبيه لا يكون إلا بالتحقيق، ولا يكون باتفاق الأسماء، وإنما وافق اسم النفس اسم نفس الإنسان الذي سماه الله نفسًا منفوسة، وكذلك سائر الأسماء التي سمى بها خلقه، إنما هي مستعارة لخلقه منحها عباده للمعرفة ...
وإنما ينفي التمثيل والتشبيه النية، والعلم بمباينة الصفات والمعاني، والفرق بين الخالق والمخلوق في جميع الأشياء فيما يؤدي إلى التمثيل والتشبيه عند أهل الجهل والزيغ، ووجوب الإيمان بالله عز وجل وبأسمائه وصفاته التي وصف بها نفسه وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن أسامي الخلق وصفاتهم وافقتها في الإسم وباينتها في جميع المعاني، بحدوث خلقه وفنائهم، وأزلية الخالق وبقائه، وبما أظهر من صفاته ومنع استدراك كيفيتها، فقال عز وجل: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }»</SPAN> (22)
- قال أبو عمر الطلمنكي المالكي الأندلسي (ت. 429 هـ) في كتاب "الوصول إلى معرفة الأصول" : (قال قوم من المعتزلة والجهمية: لا يجوز أن يسمى الله عز وجل بهذه الإسماء على الحقيقة ويسمى بها المخلوق. فنفوا عن الله الحقائق من أسمائه، وأثبتوها لخلقه، فإذا سُئلوا ما حملهم على هذا الزيغ؟ قالوا: الإجتماع في التسمية يوجب التشبيه.
قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به، فنسألهم: أتقولون إن الله موجود؟ فإن قالوا: نعم. قيل لهم: يلزمكم على دعواكم أن يكون مشبها للموجودين. وإن قالوا: موجود ولا يوجب وجوده الإشتباه بينه وبين الموجودات. قلنا: فكذلك هو حيٌ، عالمٌ، قادرٌ، مريدٌ، سميعٌ، بصيرٌ، متكلمٌ، يعني ولا يلزم إشتباهه بمن اتصف بهذه الصفات.) (23)
قال أبو نصر السجزي الحنفي (ت. 444 هـ) : (والأصل الذي يجب أن يُعلم: أن اتفاق التسميات لا يوجب اتِّفاق المسمّين بها، فنحن إذا قلنا: إن الله موجود رؤوف واحد حيٌّ عليم سميع بصير متكلم، وقلنا: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان موجودًا حيًّا عالمًا سميعًا بصيرًا متكلمًا، لم يكن ذلك تشبيها، ولا خالفنا به أحدًا من السلف والأئمة، بل الله موجود لم يزل، واحد حي قديم قيوم عالم سميع بصير متكلم فيما لم يزل، ولا يجوز أن يوصف بأضداد هذه الصفات.) (24)
خامسًا: كل مُعطل مُمثل، وكل مُمثل مُعطل: وذلك لأن المُعطِّل تصوّر التشبيه في ذهنه فنفى الصفة، والمُمثل عطَّل الصفة بتمثيله الخالق بالمخلوق، إذ ليست هي حقيقة الصفة كما أنه عطل النصوص.
قال ابن بطة العكبري الحنبلي (ت. 387 هـ) في الإبانة: (الجهمية ترد هذه الأحاديث وتجحدها وتكذب الرواة، وفي تكذيبها لهذه الأحاديث رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاندة له، ومن رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رد على الله ؛ قال الله عز وجل : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر : 7] ، فإذا قامت الحُّجة على الجَهْمِي، وعلم صحة هذه الأحاديث ولم يقدر على جحدها، قال: الحديث صحيح، وإنما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”ينزل ربنا في كل ليلة“ ينزل أمره. قلنا: إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ”ينزل الله عز وجل“ ، ”وينزل ربنا“ ولو أراد أمره لقال: «ينزل أمر ربنا». فيقول (الجهمي) : إن قلنا: "ينزل"، فقد قلنا: إنه يزول والله لا يزول، ولو كان ينزل لزال؛ لأن كل نازل زائل.
فقلنا: أوَ لستم تزعمون أنكم تنفون التشبيه عن رب العالمين؟ فقد صرتم بهذه المقالة إلى أقبح التشبيه، وأشد الخلاف؛ لأنكم إن جحدتم الآثار، وكذبتم بالحديث، رددتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله، وكذبتم خبره، وإن قلتم: لا ينزل إلا بزوال، فقد شبهتموه بخلقه، وزعمتم أنه لا يقدر أن ينزل إلا بزواله على وصف المخلوق الذي إذا كان بمكان خلا منه مكان. لكنا نصدق نبينا صلى الله عليه وسلم ونقبل ما جاء به فإنا بذلك أمرنا وإليه ندبنا، فنقول كما قال: ”ينزل ربنا عز وجل“ ولا نقول : إنه يزول، بل ينزل كيف شاء، لا نصف نزوله، ولا نحدّه، ولا نقول: إن نزوله زواله.)
أقوال السلف الصالح والأئمة من بعدهم في تنزيه الله عن التشبيه:
- قال عبد الرحمن بن القاسم (ت. 191 هـ) صاحب الإمام مالك: «لا ينبغي لأحد أن يصف الله إلا بما وصف به نفسه في القرآن، ولا يشبه يديه بشيء، ولا وجهه بشيء، ولكن يقول : له يدان كما وصف نفسه في القرآن، وله وجه كما وصف نفسه، يقف عندما وصف به نفسه في الكتاب، فإنه تبارك وتعالى لا مثل له ولا شبيه، ولكن هو الله لا إله إلا هو كما وصف نفسه» (25)
- قال نُعيم بن حماد (ت. 228 هـ) : «حق على كل مؤمن أن يؤمن بجميع ما وصف الله به نفسه ويترك التفكر في الرب تبارك وتعالى ويتبع حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق". قال نعيم : ليس كمثله شيء ولا يشبهه شيء من الأشياء» (26)
- قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) : «وكما أنه ليس كمثله شيء فليس كيده يد.» (27)
وقال: «وكما ليس كمثله شيء ليس كسمعه سمع ولا كبصره بصر ولا لهما عند الخلق قياس ولا مثال ولا شبيه.» (28)
وقـال: «فهذه الأحاديث قد جاءت كلها وأكثر منها في نزول الرب تبارك وتعالى في هذه المواطن، وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا، لا ينكرها منهم أحد ولا يمتنع من روايتها، حتى ظهرت هذه العصابة (الجهمية) فعارضت آثار رسول الله برد، وتشمروا لدفعها بجد فقالوا: "كيف نزوله هذا؟" قلنا: لم نُكلف معرفة كيفية نزوله في ديننا ولا تعقله قلوبنا، وليس كمثله شيء من خلقه فنشبه منه فعلا أو صفة بفعالهم وصفتهم.» (29)
- قال ابن أبي زَمَنِين المالكي الأندلسي (ت. 399 هـ) : (فهذه صفاتُ ربِّنا التي وصف بها نفسه في كتابه، ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم، وليس في شيء منها تحديد، ولا تشبيه، ولا تقدير، فسبحان من {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. لم تره العيون فتحده كيف هو كَيْنُونِيته، لكن رأته القلوب في حقائق الإيمان به.) (30)
- قال يحيى بن عمار الحنبلي (ت. 422 هـ) في رسالته إلى السلطان محمود: (ولا نحتاج في هذا الباب إلى قولٍ أكثر من هذا أن نؤمن به، وننفي الكيفية عنه، ونتقي الشك فيه، ونوقن بأن ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نتفكر في ذلك ولا نسلط عليه الوهم، والخاطر، والوسواس، وتعلم حقًّا يقينا أن كل ما تصور في همك ووهمك من كيفية أو تشبيه، فإن الله سبحانه بخلافه وغيره.) (31)
وغيرهم كثير، اقتصرنا على ما ذكرناه اختصارًا.
حُكم التشبيه:
تشبيه صفات الله عز وجل كُفرٌ، فهو ردٌّ للنصوص كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]، وقوله سبحانه: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص : 4] وغيرها من نصوص التنزيه.
- قال نعيم بن حماد (ت. 228 هـ) : «من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، فليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه» (32)
- قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ) : «من وصف الله فشبه صفاته بصفت أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم، لأنه وصف بصفاته، إنما هو استسلام لأمر الله ولما سن الرسول.» (33)
- يزيد بن هارون (ت. 206هـ) : قال شاذ بن يحيى الواسطي: كنت قاعدًا عند يزيد بن هارون، فجاء رجل فقال: يا أبا خالد، ما تقول في الجهمية ؟
قال: «يُستتابون، إن الجهمية غلت ففرغت في غلوها إلى أن نَفَت، وإنّ المشبهة غلت ففرغت في غلوها حتى مثلت. فالجهمية يستتابون، والمشبهة: كذى» رماهم بأمر عظيم. (34)
من علامات أهل البدع: تسميتهم لأهل السنة – أهل الأثر- بالمشبهة
- قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ) : « علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل الجماعة -وما أولعوا به من الكذب- أنهم مشبهة، بل هم المعطلة، ولو جاز أن يُقال لهم: هم المشبهة، لاحتمل ذلك، وذلك أنهم يقولن: إن الرب -تبارك وتعالى- في كل مكان بكماله، في أسفل الأرضين وأعلى السموات على معنى واحد، وكذبوا في ذلك، ولزمهم الكفر.» (35)
- قال أبو زرعة الرازي (ت. 264 هـ) : «المعطلة النافية الذين ينكرون صفات الله عز وجل التي وصف بها نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ويكذبون بالأخبار الصحاح التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفات، ويتأولونها بآرائهم المنكوسة على موافقة ما اعتقدوا من الضلالة وينسبون رواتها إلى التشبيه، فمن نسب الواصفين ربهم تبارك وتعالى بما وصف به نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه –صلى الله عليه وسلم-، من غير تمثيل ولا تشبيه، إلى التشبيه فهو مُعطل نافٍ، ويُستدل عليهم بنسبتهم إياهم إلى التشبيه أنهم معطلة نافية، كذلك كان أهل العلم يقولون منهم: عبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح.» (36)
وقـال: «علامة الجمهية: تسميتهم أهل السنة مشبهة» (37)
- وقال أبو حاتم الرازي (ت. 277 هـ) : «وعلامة الجهمية: أن يسموا أهل السنة مشبهة ونابتة» (38)
- قال أبو عثمان الصابوني (ت. 449 هـ) : (وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية، وأظهر آياتهم وعلاماتهم: شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم، وتسميتهم إياهم حشويّة، وجهلة، وظاهرية، ومشبهة. اعتقادًا منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل عن العلم، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم، من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية عن الخير، العاطلة، وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } [محمد : 23]، {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج : 18].) (39)
المصدر : http://as-salaf.com/article.php?aid=82
العلم الهيب
2010-12-16, 08:22 PM
إخواني المشاركين جزيتم خيرا على مباحثاتكم العلمية وما دام أن المقصود هو التباحث في العلم فلا يجوز اتهام الآخر بأنه لم ينشرح صدره للسنة، ونحو ذلك من الألفاظ غير الائقة، وكذلك لا ينبغي أخذ شرح بعض الفاظ العقيدة كالتمثيل والتشبيه وادخال اسماء بعض أهل العلم في توضيح المراد وجعلهم معيارا للحق والمفارقة بين المخالف، وكأن المخالف اذا خطأ بعض من ذكر قد أخطأ السنة، وهذا ليس منهجا لأهل العلم في تقرير العقيدة والجواب عن بعض ما يشكل في الفاظها، ومعلوم أخي الكريم أن المخالف في التفريق أو عدم التفريق لا يعارض في أصل القاعدة من اثبات الصفة الائقة بجلال الله تعالى وعظمته، ولكن الخلاف هل لابد من اضافة عبارة التمثيل بدل التشبيه عند نفي كيفية ظاهر الصفة أم لا؟ وفي اعتقادي أن كلام اهل العلم في هذه المسألة ليس منزل على حالة واحدة لا تقبل الجدال فمن رأى التعبير بنفي التمثيل أولى لكونه موافق للفظ القرآن، و كون مطلق المعنى مشترك في الأصل و يقيد كمالها من عدمها بقيد الإضافة، وهذا لو تأملته لا يسمى تشبيها لأنه الشبه مورده غير مورد المشترك، فليعلم، ولذا تواردت كثير من نصوص اهل العلم عند تقرير اثبات الصفات أن ذلك لا يسمى تشبيها كما جاء عن ابن المبارك وغيره من شبه الله بخلقه كفر وليس فيما وصف الله به نفسه تشبيها، وليعلم كذلك أن المصطلح إذا تقاربت معانيه جاز استخدام الفاظه المتقاربة في النفي والتحذير، خاصة إذا صار علما على طائفة معينة ضالة كما هي حال المشبهة. لكن في الجواب عن شبهة المناوئين يمكن أن نجيب بالتفصيل الذي ذكروه الإخوة ونقلوه عن بعض المشايخ المعاصرين دون أن يقرر كأصل وهو مشابهة الله لمخلوقاته بالنظر الى هذا الجانب فإن التصريح بهذا ولو اريد به أصل المعنى خطأ محض لا ينبغي نقله عن أحد من الأئمة ولو صح النقل عنهم، لكن مجال الشرح واسع فله أن يقول أن الصفة لها مطلق المعنى وكمال المعنى وفي الأول لا ينفى التشبيه وفي الثاني منفي، فهذا شرح وتقرير لمذهب أهل السنة يجوز أن يقال وان كنت لا ارى هذا تشبيها بل اشتراك في المعنى والله اعلم.
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-17, 07:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم (وادي الذكريات) والأخوة الكرام بارك الله فيكم, نحن نتحاور ويبين كل منا ماعنده حتى يتبين لنا الحق في المسألة وأنا أقول لأخي (وادي الذكريات) جزاك الله خيرا, ابتداءا أريدك أن تعرف أني لاأريد أن ألزمك بشئ بل أحاورك حتى يتبين لي أو لك الحق, كما قال الشافعي رحمه الله (ما عندي صواب يحتمل الخطأ وما عند غيري خطأ يحتمل الصواب), فارفق بنفسك, بل أقول لك (رب حامل فقه الى من هو أفقه منه), ما ضر سليمان عليه السلام عندما قال له الهدهد (أحطت بما لم تحط به), سأعرض عليك أخي الأمر بشكل آخر:
الله سبحانه وتعالى قال (الرحمن على العرش استوى), الله أراد منا واحدا من أربعة في صفة الأستواء التي ذكرها في الآية:
اما أن لانفهمها أوأن نفهم تمام معنى الصفة أوأن نفهم كيفية الصفة أو أن نفهم أصل معنى الصفة ولاخامس لهذه الأربع.
اذا قلنا بأن الله لم يرد أن نفهمها قلنا هذا مخالف لقوله تعالى (وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم).
واذا قلنا بأن الله أراد أن نفهم تمام المعنى قلنا هذا مخالف لقوله تعالى (ولايحيطون به علما).
واذا قلنا بأن الله أراد أن نفهم كيفية الصفة قلنا هذا مخالف لقوله تعالى (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير).
اذا لم يبق الا أنه أراد منا أن نفهم أصل معنى الصفة, فعرفنا من لغة العرب أن معنى الأستواء العلو والارتفاع كما قال تعالى (وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ /// لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ), فعندما تقول استوى على دابته أي علا عليها وارتفع, فهذا القدر من الأشتراك في المعنى يسميه أهل العلم تشابه في أصل المعنى, لكن مع بيان أن الأنسان اذا علا لايلزم أن يكون عاليا على كل شئ بل قد تعلوه مظلته التي يحملها على رأسه أما علو الله فهو له العلو المطلق على جميع مخلوقاته وله العلو الخاص على عرشه, بقي علينا أن نوجه كلام من ذكرت من أهل العلم مثل (من شبه الله بخلقه فقد كفر), فأرادوا رحمهم الله من مثل الله بخلقه مثل أن يقول له استواء كاستواءنا وله سمع كسمعنا في الكيفية وتمام المعنى وهكذا, أرجو أخي اكريم أن أكون قد أوصلت لك شيئا يوضح لك ما سبق, أخيرا لاتنسنا أخي الكريم من صالح دعاءك وبارك الله فيك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بدرالدين الجزائري
2010-12-17, 01:05 PM
السلام عليكم
الاخت الكريمة الاصطلاح الاول لكلمة التشبيه كان بمعنى التمثيل
اما عند المتاخرين من الاشاعرة والذي استقر عليه الاصطلاح هو ان التشبيه يتناول اي ععلاقة بين صفة الله وغيره
اما عن قولك اصل الصفة فكلام غير مفهم ارجو الايضاح من فضلك
وللكلام بقية و هذا ان شاء الله فقط زيادة بيان
ولي تعليق على كلام الشيخ العثيمين سانقله لك ان شاء الله
وهذا فقط عن الشيخ صالح ال الشيخ
فائدة عن الشيخ صالح آل الشيخ، حيث يقول:لم يُطلق أكثر السلف نفي التشبيه، وإنما أطلقوا نفي التمثيل؛ لأن الله جل جلاله قال ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾.
ولفظ شبه والتشبيه لم يرد فيه النفي في الكتاب ولا في السنة فيما أعلم، وإنما ورد لفظ التمثيل ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ وفرق ما بين التمثيل وما بين التشبيه؛ لأن التمثيل معناه المساواة هذا مثل هذا؛ يعني يساويه في صفة أو في صفات، أما التشبيه فهو من التشابه، وقد يكون التشابه كاملا، فيكون تمثيلا، وقد يكون التشابه ناقصا فيكون في كلّ المعنى أو في أصل المعنى على نحو ما فصلت لك.
فإذن إذا قيل لا نشبِّه فلا يندرج في ذلك إثبات أصل المعنى يعني التشابه في المعنى؛ لأنه لا يستقيم إثبات الصفات إلا بمشابهة في المعنى، ولكن ليس مشابهة في كل المعنى، ولا في الكيفية؛ لأن هذا تمثيل.
فلهذا لا يُطلق النفي للتشبيه، لا نقول التشبيه منتفيا مطلقا، كما يقوله من لا يحسن، بل يقال التمثيل منتفٍ مطلقا، أما التشبيه فنقول التشبيه منتف؛ الله سبحانه تعالى لا يماثله شيء ولا يشابهه شيء وينصرف هذا النفي للتشبيه في الكيفية أو في تمام المعنى في كماله
قال الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله- :التشبيه هو أن يجعل شيء شبها لشيء، فعملية الجعل هذه تشبيه، شبه تشبيها، والتشبيه قسمان يعني جعل الشبيه قسمان:
جعْل الشبيه لله جل وعلا في صفاته كلها، أو في بعض صفاته، أو في تمام معنى الصفة...، يمكن أن تقول اختصارا أن يشبه الله جل وعلا بخلقه أو يشبه الخلق بالله جل وعلا في الكيفية كيفية الصفات أو كيفية الصفة أو في تمام معنى بعض الصفة.
النوع الثاني من التشبيه أن تشبّه صفة الله جل وعلا بصفة خلقه في أصل المعنى دون تمامه؛ أن تشبه صفة الخالق جل وعلا بصفة المخلوق في بعض المعنى أو في أصل المعنى.
وهذان القسمان هل يُنفيان عن الله جل وعلا جميعا أو ينفى أحدهما عن الآخر؟ اختلف أهل العلم في ذلك.
الذي يوافق طريقة أهل السنة والجماعة أن ينفى الأول وهو المراد بالتمثيل دون نفي الثاني؛ لأن إثبات الصفات إثبات للصفة مع المعنى، والمعنى يشترك المخلوق مع الخالق فيه في أصل الصفة، في أصل المعنى دون كماله، كما أنه المخلوق يوصف بالوجود والله جل وعلا يوصف بالوجود فبينهما اشتراك في أصل المعنى دون تمامه ودون حقيقته، كذلك يوصف المخلوق بالسمع، والله جل وعلا يوصف بالسمع وللمخلوق سمع يناسبه، ولله جل وعلا سمع كامل متنزه عن النقائص.. وما يليق بجلاله وعظمته جل وعلا.
فتحصّل من هذا أن:
الأول متفق على منعه وهو التمثيل.
والثاني مختلف في إطلاقه بين أهل العلم، والأوْلى أن لا يُستعمل التشبيه إلا في معنى التمثيل حتى لا يظن الظان ممن لا يفهم طريقة أهل السنة والجماعة أنهم يتساهلون في مسألة التشبيه، فيصدِّقون أنهم مشبهة أو يؤكدون أنهم مشبهة.
وهذا ولو استعمله بعض أهل العلم كابن تيمية وغيره؛ ولكن أرادوا منه حقا وهو أن لا تنفى الصفات؛ ولكن من حيث الاستعمال لا تستعمل لا يقال أنه هناك تشبيه جائز أو أن من التشبيه ما هو حق هذا ليس كذلك.
لذلك لفظ التشبيه لم يأت في الكتاب والسنة منفيا، وإنما جاء نفي المثيل ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[الشورى:11]، ولكن لا نستعمل لفظ التشبيه، فالله جل وعلا ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته، وكذلك ليس له شبيه جل وعلا، وأهل التشبيه هم أهل الضلال.
....... فالمشبهة وهم الذين جعلوا صفات الله جل وعلا مشبهة لصفات خلقه، إما جميع الصفات كحال أهل التجسيم أو بعض الصفات، هؤلاء نتبرأ منهم وليس في طريقة أهل السنة لفظ تشبيه مثبتا، لا نقول قد يكون مثل ما استعمل بعض المعاصرين ممن لم يتحقق بطريقة أهل السنة والجماعة وأهل الحديث.
عبد الحكيم علي
2010-12-17, 02:08 PM
السلام عليكم
يا إخواننا لا يعلق على أهل العلم أحد إلا وهو متأكد من وضوح المسألة عنده ووضوح كلام الشيخ
وإني أقول الآن إنه قد أنكرت ما قررته لكم لأن هذه المسألة قد يتعسر فهمها على بعض الناس ثم لما سألت بعض طلبة العلم الكبار أرشدني إلى الإطلاع على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى و بعد طول الإطلاع على كلامه فهت المسألة والحمد لله
أما ما نحن فيه فهو من باب أنك لو حدثت الناس بكلام لايفهمونه كان لبعضهم فتنة
و أسأل الجميع التحلي بالصبر والأخلاق الحسنة وأن يرجعو إلى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
أما قول واد الذكريات:
من الذي يخطىء ؟!
السلف الصالح والأئمة يخطئون في أمر عقدي خطير ، ولا يفهمون الفرق بين التشبيه والتمثيل ؟!!
يعنى كل العلماء والأئمة على مدار القرون لما كانوا يحذرون من التمثيل والتشبيه معاً ، ما كانوا يفهمون الفرق بينهما ؟!!
فأقول لك حاشاهم أن يخطؤوفيمثل هذه المسائل التي يفهمها من له أدنى إلمام بلغة العرب وكماقال الشاعر:
بأبه إقتدى عدي في الكرم .....ومن يشابه أبه فما ظلم
لاحظ أنه قال في الكرم ولم يقتدي بأبيه في كل شيئ فماذا سمى هذا سماه تشبيها إذن
التشبيه في لغة العرب الذين نزل القرآن بلغتهم هو الإشتراك في جزء من الصفات لا كلها يا وادي الذكريات
و أما كلام السلف فقد أحلتك اليى كلام ابن تيمية رحمه الله والإمام أحمد ياأخي:
هلا طلاعة كلامه في الموضع الذي أحلتك عليه.....هلا طلاعة كلامه في الموضع الذي أحلتك عليه
وقد أحالك الإخوى الكرام على الشيخ صالح والشيخ العثيمين و الشيخ الفوزان
وليس لي مزيد على كل هذا فعليك وعلى من يرى رأيك أن تأتون بأقوال العلماء في تخطئة كل هاؤلاء وإلا فصبرو وتفقهو قبل أن تتكلمو
وهذا لأنكم تردون على مثل شيخ الإسلام وأنا لكم ذالك وكيف تردون على كل هاؤلاء العلماء بفهمكم لكلام عام أثبت قائله شيئ وقال شيخ الإسلام أنه إنما أرادو بالنفي العام للتشبيه نفي التمثيل
هلا طلاعة كلامه في الموضع الذي أحلتك عليه.....هلا طلاعة كلامه في الموضع الذي أحلتك عليه
الله المستعان والله أعلم
تنبيه :لن أزيدك شيئ يا وادي الذكريات حتى ترجع لكلام شيخ الإسلام
وادي الذكريات
2010-12-17, 11:07 PM
أتعلمون ما هو لازم قولكم ؟
أنتم تقولون أن التشبيه جائز لأن المنفي عن الله سبحانه وتعالى هو التمثيل فقط .
وتقولون أن السلف لما نفوا التشبيه أرادوا به التمثيل فقط الذي هو المساواة في كل أوجه الصفة ، ولم ينفوا التشبيه ،
وتعللون ذلك بأنه ولابد إن فيه وجه تشابه بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه ، وهو عندكم الإشتراك في أصل المعنى للصفات .
لازم قولكم :
إنه لو كان صفة من الصفات ولتكن ( العين ) مثلاً .
لو كان كل الأوجه في هذه الصفة تساوي كل الأوجه في صفة رب العالمين ، ماعدا وجه واحد فقط ، لكان ذلك جائز عندكم ،
لأنكم تنفون فقط ( التمثيل ) الذي هو الإشتراك والمساواة في كل الأوجه للصفة ،
ولا تنفون الإشتراك والمساواة في كل الأوجه ما عدا وجه واحد لأنه ( تشبيه ) عندكم ،،
فهل سبقكم لهذا أحد من السلف الصالح ؟ !
أم عبد الله ش م
2010-12-17, 11:56 PM
بارك الله فيك أختنا الكريمة أم عبدالله على الرد وبيان عقيدة السلف, أرجو أن أكون قد بينت المسألة ووضحت لك أي (مسألة التشبيه والتمثيل), واذا كان هناك مزيد من الكلام في هذا الموضوع فأنا على استعداد لبحثه وبيانه,
ستنحل المشكلة -إن شاء الله- عند إجابة طلبي السابق وهو:
أرجو ذكر الدليل على أن الاشتراك في أصل المعنى يُسمى تشبيهًا في لغة العرب.
وأريد أن أذكركم بأن الإشكال عندي ليس في إثبات الاشتراك اللفظي أو الاشتراك في أصل المعنى، فكلنا نُثبت ذلك لصفات الله عز وجل، ولكن الإشكال في تسمية ذلك الاشتراك في أصل المعنى: تشبيها.
فمثلا الطفل لديه علم والعالم لديه علم، فهل يصح في لغة العرب أن نقول بأن علم الطفل يشبه علم العالم لأجل إشتراك أصل المعنى في صفة العلم عندهما؟
هل يصح إطلاق لفظ "التشبيه" على ذلك الاشتراك ؟
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-18, 01:39 AM
ستنحل المشكلة -إن شاء الله- عند إجابة طلبي السابق وهو:
أرجو ذكر الدليل على أن الاشتراك في أصل المعنى يُسمى تشبيهًا في لغة العرب.
وأريد أن أذكركم بأن الإشكال عندي ليس في إثبات الاشتراك اللفظي أو الاشتراك في أصل المعنى، فكلنا نُثبت ذلك لصفات الله عز وجل، ولكن الإشكال في تسمية ذلك الاشتراك في أصل المعنى: تشبيها.
فمثلا الطفل لديه علم والعالم لديه علم، فهل يصح في لغة العرب أن نقول بأن علم الطفل يشبه علم العالم لأجل إشتراك أصل المعنى في صفة العلم عندهما؟
هل يصح إطلاق لفظ "التشبيه" على ذلك الاشتراك ؟
أحسن الله اليك, أرعني بارك الله فيك سمعك وأجعلي الأمر لبيان الحق سواء كان مني أو منك فهذا لايهم, قال الله تعالى (وقال الذين لايعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون), قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
وقوله: { تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ } أي: أشبهت قُلُوب مشركي العرب قلوب من تقدمهم في الكفر والعناد والعتو.اه
أي أن التشابه حصل في بعض ماهو متعلق بالقلب, أي للتوضيح القلب فيه حجم ومشاعر وحب وبغض وضعف وقوة لكن التشابه حصل في جزئية وهي الكفر والعناد والعتو, فهذا الاشتراك الذي سميتيه قال عنه أنه تشابه, ومعلوم أنه لم يحصل تشابه في كل شئ كما بينا, أي ليست قلوبهم مماثلة لقلوب من سبقهم بل تشبهها في بعض الصفات. أختي الكريمة أحب أن أهدي لك هدية قيمة وهي أننا لن نستطيع أن نفهم كلام السلف حتى نرجع الى كلام أهل العلم المعاصرين المتبعين للسلف لأن هذا العلم وراثة, وقد بينا كلام أهل العلم فيما سبق من المشاركات, أرجو أن أكون بينت ما فيه اللبس بارك الله فيك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أم عبد الله ش م
2010-12-18, 01:59 AM
أحسن الله اليك, أرعني بارك الله فيك سمعك وأجعلي الأمر لبيان الحق سواء كان مني أو منك فهذا لايهم, قال الله تعالى (وقال الذين لايعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون), قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
وقوله: { تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ } أي: أشبهت قُلُوب مشركي العرب قلوب من تقدمهم في الكفر والعناد والعتو.اه
أي أن التشابه حصل في بعض ماهو متعلق بالقلب, أي للتوضيح القلب فيه حجم ومشاعر وحب وبغض وضعف وقوة لكن التشابه حصل في جزئية وهي الكفر والعناد والعتو, فهذا الاشتراك الذي سميتيه قال عنه أنه تشابه, ومعلوم أنه لم يحصل تشابه في كل شئ كما بينا, أي ليست قلوبهم مماثلة لقلوب من سبقهم بل تشبهها في بعض الصفات.
بارك الله فيكم
لا إشكال عندي في هذا مطلقًا لأن هذا التشابه الجزئي ليس في أصل معنى القلب، فلو كان في أصل المعنى لكانت كل قلوب المخلوقات متشابهة بما في ذلك قلوب المؤمنين والكفار، لأنها تشترك في أصل معنى القلب، ولكن هنا كان التشابه بين قلوب المشركين ومن سبقهم في الكفر دون قلوب غيرهم لأجل شيء آخر زائد على أصل المعنى الذي اشتركوا فيه جميعًا، وهذا ما حاولت أن أقوله في مشاركاتي الأولى، في أن التشبيه يكون في الكيفية، وفيما هو زائد على أصل المعنى، وليس في أصل المعنى الذي يشترك فيه كل من يتصف بالصفة.
أختي الكريمة أحب أن أهدي لك هدية قيمة وهي أننا لن نستطيع أن نفهم كلام السلف حتى نرجع الى كلام أهل العلم المعاصرين المتبعين للسلف لأن هذا العلم وراثة, وقد بينا كلام أهل العلم فيما سبق من المشاركات, أرجو أن أكون بينت ما فيه اللبس بارك الله فيك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بارك الله فيكم
هل هناك إجماع بين أهل العلم المعاصرين في هذه المسألة؟ أقصد إطلاق لفظ "التشبيه" على الاشتراك والاتفاق في أصل المعنى فقط؟
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-18, 12:16 PM
بارك الله فيكم
لا إشكال عندي في هذا مطلقًا لأن هذا التشابه الجزئي ليس في أصل معنى القلب، فلو كان في أصل المعنى لكانت كل قلوب المخلوقات متشابهة بما في ذلك قلوب المؤمنين والكفار، لأنها تشترك في أصل معنى القلب، ولكن هنا كان التشابه بين قلوب المشركين ومن سبقهم في الكفر دون قلوب غيرهم لأجل شيء آخر زائد على أصل المعنى الذي اشتركوا فيه جميعًا، وهذا ما حاولت أن أقوله في مشاركاتي الأولى، في أن التشبيه يكون في الكيفية، وفيما هو زائد على أصل المعنى، وليس في أصل المعنى الذي يشترك فيه كل من يتصف بالصفة.
بارك الله فيكم
هل هناك إجماع بين أهل العلم المعاصرين في هذه المسألة؟ أقصد إطلاق لفظ "التشبيه" على الاشتراك والاتفاق في أصل المعنى فقط؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أختنا الكريمة ممكن تبيني لي مثلا في صفة الاستواء كيف نفهم معنى هذه الصفة اذا أمكن اشرحي لي, أما مسألة الاجماع فهذه نبحثها في غير هذا الوقت لأنها تحتاج الى بيان, بارك الله فيك.
أم عبد الله ش م
2010-12-18, 12:35 PM
نفهم من صفة الاستواء: العلو والارتفاع
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-18, 01:19 PM
نفهم من صفة الاستواء: العلو والارتفاع
هذا جواب الحذر, بارك الله فيك, كيف نقارن بين صفة الاستواء للمخلوق وصفة الاستواء للخالق, لأن الله خاطبنا وأراد منا أن نفهم, أرجو منك أن تبيني لي وجزاك الله خيرا.
أم عبد الله ش م
2010-12-18, 01:35 PM
كيف نقارن بين صفة الاستواء للمخلوق وصفة الاستواء للخالق,
لم أفهم سؤالك
وما الإشكال في جوابي؟
نحن نفهم من صفة الاستواء لله عز وجل أنه علا وارتفع فوق العرش كما يليق بجلاله
ما الإشكال في هذا الجواب؟ ما هو الشيء الذي ليس بمفهوم في جوابي؟
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-18, 01:57 PM
لم أفهم سؤالك
وما الإشكال في جوابي؟
نحن نفهم من صفة الاستواء لله عز وجل أنه علا وارتفع فوق العرش كما يليق بجلاله
ما الإشكال في هذا الجواب؟ ما هو الشيء الذي ليس بمفهوم في جوابي؟
أقصد بارك الله فيك كيف فهموا صفة الاستواء لله, يعني من خلال معرفتهم بمعنى الصفة المتعلقة بالمخلوق أم ماذا؟ ممكن التفصيل, عفوا أنا أريد أن أصل معك الى نقطة التقاء, بارك الله فيك.
أم عبد الله ش م
2010-12-18, 02:19 PM
أقصد بارك الله فيك كيف فهموا صفة الاستواء لله, يعني من خلال معرفتهم بمعنى الصفة المتعلقة بالمخلوق أم ماذا؟ ممكن التفصيل, عفوا أنا أريد أن أصل معك الى نقطة التقاء, بارك الله فيك.
فهموا الاستواء من معناه في اللغة
الاستواء على الشيء في اللغة معناه العلو والارتفاع
قال الأَخفش استَوى أَي علا تقول استَوَيْتُ فوق الدابة وعلى ظهر البيت أَي علَوْتُه.
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-18, 07:46 PM
فهموا الاستواء من معناه في اللغة
الاستواء على الشيء في اللغة معناه العلو والارتفاع
قال الأَخفش استَوى أَي علا تقول استَوَيْتُ فوق الدابة وعلى ظهر البيت أَي علَوْتُه.
هذا جيد بارك الله فيك, والآن السؤال هو:
هل فهموا أصل معنى الصفة أم تمام معنى الصفة أم كيفية الصفة, واذا كان فهموا أصل معنى الصفة أليس هذا هو تشابه أصل المعنى الذي أراده الله في كتابه (والذي أراد منا أن نفهمه) مع المعنى المراد من لغة العرب, واذا قلت هو أشتراك لفظي, أقول الاشتراك اللفظي ألا يدل على معنى مشترك فيه نصيب من التشابه وهو العلو والارتفاع والا كيف فهموه وبارك الله فيك.
أم عبد الله ش م
2010-12-18, 11:24 PM
لم أفهم الفرق بين تمام المعنى والكيفية، لعلك توضحه لي، أحسن الله إليك.
وبالنسبة لما فهموه، فهو أصل المعنى، هم فهموا أصل معنى الاستواء، وأنا أسمي هذا اشتراكًا وليس تشبيها، فالإشكال عندي فقط في تسمية هذا الاشتراك في أصل المعنى: تشبيها.
العلم الهيب
2010-12-19, 12:05 AM
أخي التميمي شاكر لك اطلاعك و جميل إيرادك، لكن ما يحتاج أن تقحم كلمة الحق في هذه المسألة فإن المسألة تدور بين الراجح والأرجح، وقد كنت كتبت تعليقا في الصفحات الماضية تتعلق بمسألة التشبيه والتمثيل، أرجوا تأمله لعله يوضح لك المراد أكثر، فإن هذه المسألة ليست موردها واحد من جهة التحديد اللغوي والإصطلاحي، فلا نخلط بين أصل اللغة والمصطلح، واستخدام الألفاظ المترادفة في النفي، و المشترك المعنوي لا اللفظي، فإن التشبيه يتعلق بالظاهر لا الباطن فتأمل ربي يبارك فيك وفيمن كان مؤيدا لإعتراضك أو مخالفا.
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-19, 01:33 PM
لم أفهم الفرق بين تمام المعنى والكيفية، لعلك توضحه لي، أحسن الله إليك.
وبالنسبة لما فهموه، فهو أصل المعنى، هم فهموا أصل معنى الاستواء، وأنا أسمي هذا اشتراكًا وليس تشبيها، فالإشكال عندي فقط في تسمية هذا الاشتراك في أصل المعنى: تشبيها.
أقصد بتمام المعنى كمال المعنى وقد بين الله سبحانه وتعالى فقال ( ولا يحيطون به علما), أريد أن أعرف ماهو الاشتراك اللفظي, يعني ماهي الثمرة من قولنا(اشتراك لفظي).يعني عندما أقول (زيد أسد), فكلمة أسد مشترك لفظي, ماهي الثمرة أليس التشابه في بعض الصفات بين زيد والأسد, وقد اتفقنا أن المخلوق له أشتراك لفظي مع أسماء الله وصفاته في أصل المعنى,أليس هذا من التشابه في أصل المعنى, والله أعلم, اللهم اهدنا لما اختلفنا فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم وبارك الله فيك.
أم عبد الله ش م
2010-12-19, 03:19 PM
لو قلتُ بأن الاشتراك في أصل معنى الصفة يجعلها متشابهة في الشيئين المتصفين بها، للزم من ذلك جواز القول بأن قلوب المؤمنين والكافرين متشابهة حيث أنها مشتركة في أصل المعنى، والله أعلم.
اللهم اهدنا لما اختلفنا فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم
اللهم آمين
أبوعبدالعزيزالتميمي
2010-12-19, 07:16 PM
لو قلتُ بأن الاشتراك في أصل معنى الصفة يجعلها متشابهة في الشيئين المتصفين بها، للزم من ذلك جواز القول بأن قلوب المؤمنين والكافرين متشابهة حيث أنها مشتركة في أصل المعنى، والله أعلم.
اللهم آمين
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد فرقنا فقلنا التشابه في أصل الصفة وليس في كمال المعنى ولا الكيفية, ومع هذا فان قلب الكافر لايشبه قلب المؤمن فان الله قد فرق بينهما فقال تعالى( لهم قلوب لايفقهون بها). والله أعلم. نحتاج الى تأني وسيتضح الأمر باذن الله هداني الله واياك والاخوة للصواب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أم عبد الله ش م
2010-12-19, 09:15 PM
نعم
الموضوع يحتاج لمزيد بحث ودراسة
ولعل الله ييسر لي ذلك في المستقبل إن شاء الله.
الطيبوني
2010-12-23, 12:51 AM
معلوم ان الاشاعرة مفوضة ومؤولة يرمون اهل السنة بالتشبيه لانهم ينفون التشابه بين صفات الخالق وصفات المخلوق من كل وجه .
والتشابه لا يكون الا في الخارج بمعنى ان الكليات الذهنية مجردة لا تضاف الى احد فلا يثبت بهذا تشابه الموجودات في الذهن .
بقي ان اقول /
اما ان تثبت نوع تشابه خارج الذهن الذي به تعرف المعاني الموجودة في الخارج وانها تعود الى ذلك الكلي
فمثلا /
العلم في الذهن كمطلق كلي كيف تحكم على علم مضاف في الخارج انه يرجع الى ذلك الكلي
هل لمجرد تشابه اللفظ ام لمعنى موجود في الخارج تحكم به انه يعود لذلك الكلي
فالتشابه يكون في ذلك القدر من المعنى الذي يفرق به بين المعاني في الخارج
ان لم نقل هذا الا يلزم منا موافقة اهل الكلام الذين نفوا التشابه من كل وجه بين صفات الخالق وصفات المخلوق
لان حقيقة التشابه الذي نفوه هو التشابه المضاف اذ الذي في الاذهان امور مجردة لا تضاف الى احد فضلا عن ان يثبت تشابه بين الموجودات فيها.
هذا فهمي للمسالة والله اعلم بالصواب.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.