مشاهدة النسخة كاملة : طرف ، وملح ، وفوائد
نسأل الله أن يرينا الحق
ليس في هذه الصورة استهزاء بالدين البتة إنما استخدم هذه الأسماء للوضع من قيمة الشاعر الآخر ورفع منزلته حسب.
هل هناك فتوى في جواز مثل ذلك وأنه ليس استهزاءا بسور القران؟ جزاكم الله خيرا
عبد الرحمن السديس
2007-07-10, 04:38 PM
هل هناك فتوى في جواز مثل ذلك وأنه ليس استهزاءا بسور القران؟ جزاكم الله خيرا
بارك الله بك
المانع هو المطالب بالدليل .
ابن المنير
2007-07-10, 04:47 PM
ينبغي أن يُنتَبَه إلى أن الحكاية سيقت في كتاب الأذكياء ... والقائل شاعر ... والغرض من إيرادها المناسَبة لموضوع الكتاب ... مع العلم أنه يوجد من الحكايات ما هو أشدّ من ذلك ... ويجب إحسان الظن بصنيع أهل العلم، وحمله على أحسن المحامل ... وإن أردتِ فتوى ... فدونَك الإمام ابن الجوزي المورِد للحكاية ...
ساتيكم بالفتوى ان شاء الله
عبد الرحمن السديس
2007-07-10, 09:13 PM
ساتيكم بالفتوى ان شاء الله
بارك الله فيك
أنا لم أطلب فتوى.
وإنما قلت ردا على طلبك: المانع هو المطالب بالدليل.
الحبيب ابن المنير بارك الله فيك،
ويضاف: أن نحو هذا كثير في كتب العلماء، وليس في كتب ابن الجوزي فقط.
المهاجره
2007-07-11, 01:58 AM
شكرا لك ... بارك الله فيك ... فضيلة الشيخ ونفع بعلمكم
عبد الرحمن السديس
2007-08-02, 01:56 PM
بارك الله فيك وشكر لك
قال ابن القيم في زاد المعاد 3/235:
أَكْثَرُ الْخَلْقِ بَلْ كُلّهُمْ إلّا مَنْ شَاءَ اللّهُ يَظُنّونَ بِاَللّهِ غَيْرَ الْحَقّ ظَنّ السّوْءِ؛ فَإِنّ غَالِبَ بَنِي آدَمَ يَعْتَقِدُ أَنّهُ مَبْخُوسُ الْحَقّ نَاقِصُ الْحَظّ، وَأَنّهُ يَسْتَحِقّ فَوْقَ مَا أَعْطَاهُ اللّهُ ، وَلِسَانُ حَالِهِ يَقُولُ: ظَلَمَنِي رَبّي وَمَنَعَنِي مَا أَسْتَحِقّهُ، وَنَفْسُهُ تَشْهَدُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ، وَهُوَ بِلِسَانِهِ يُنْكِرُهُ وَلَا يَتَجَاسَرُ عَلَى التّصْرِيحِ بِهِ، وَمَنْ فَتّشَ نَفْسَهُ وَتَغَلْغَلَ فِي مَعْرِفَةِ دَفَائِنِهَا وَطَوَايَاهَا = رَأَى ذَلِكَ فِيهَا كَامِنًا كُمُونَ النّارِ فِي الزّنَادِ؛ فَاقْدَحْ زِنَادَ مَنْ شِئْت يُنْبِئْك شَرَارُهُ عَمّا فِي زِنَادِهِ، وَلَوْ فَتّشْت مَنْ فَتّشْته = لَرَأَيْت عِنْدَهُ تَعَتّبًا عَلَى الْقَدَرِ، وَمَلَامَةً لَهُ، وَاقْتِرَاحًا عَلَيْهِ خِلَافَ مَا جَرَى بِهِ، وَأَنّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَذَا وَكَذَا، فَمُسْتَقِلّ وَمُسْتَكْثِرٌ، وَفَتّشْ نَفْسَك هَلْ أَنْتَ سَالِمٌ مِنْ ذَلِكَ؟
فَإِنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمَةٍ ** وَإِلّا فَإِنّي لَا إِخَالُك نَاجِيًا
فَلْيَعْتَنِ اللّبِيبُ النّاصِحُ لِنَفْسِهِ بِهَذَا الْمَوْضِعِ، وَلْيَتُبْ إلَى اللّهِ تَعَالَى، وَلِيَسْتَغْفِر ْهُ كُلّ وَقْتٍ مِنْ ظَنّهِ بِرَبّهِ ظَنّ السّوْءِ، وَلْيَظُنّ السّوءَ بِنَفْسِهِ الّتِي هِيَ مَأْوَى كُلّ سُوءٍ وَمَنْبَعُ كُلّ شَرّ ، الْمُرَكّبَةُ عَلَى الْجَهْلِ وَالظّلْمِ، فَهِيَ أَوْلَى بِظَنّ السّوءِ مِنْ أَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ، وَأَعْدَلِ الْعَادِلِينَ، وَأَرْحَمِ الرّاحِمِينَ، الْغَنِيّ الْحَمِيدِ، الّذِي لَهُ الْغِنَى التّامّ، وَالْحَمْدُ التّامّ، وَالْحِكْمَةُ التّامّةُ، الْمُنَزّهُ عَنْ كُلّ سُوءٍ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَسْمَائِهِ، فَذَاتُهُ لَهَا الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ مِنْ كُلّ وَجْهٍ ، وَصِفَاتُهُ كَذَلِكَ ، وَأَفْعَالُهُ كَذَلِكَ كُلّهَا حِكْمَةٌ وَمَصْلَحَةٌ وَرَحْمَةٌ وَعَدْلٌ وَأَسْمَاؤُهُ كُلّهَا حُسْنَى .
بارك الله فيكم شيخنا الكريم ، وائذن لي بنقل الفتوى التي وعدتكم بها :
السؤال
بارك الله فيكم ،ورد في كتاب الأذكياء مايلي:
في الأذكياء لابن الجوزي ص 216:
حكى لنا بعض إخواننا أن شاعرا كان في بلد فقدم عليهم شاعر آخر ، فأراد أن يكسر عليه شوكته ، فقال لأهل البلد :
وتشابهت سور القرآن عليكم ** فقرنتم الأنعام بالشعراء !
هل يجوز أن تذكر ايات القران في مثل هذه الأمور ؟ أليس من الواجب تعظيم سور القران الكريم وألا تذكر في كلام الهزل أو السخرية ؟
وجزاك الله خيرا
إجابة السؤال رقم 28516:أوافقك على كلامك يا أخت، وينبغي الاستشهاد بالقرآن في مواضعه وعدم ذكره في معرض السخرية.
أجاب عليه فضيلة الشيخ: اللجنة العلمية
موقع المسلم
عبد الرحمن السديس
2007-08-10, 02:40 PM
بارك الله فيكم شيخنا الكريم ، وائذن لي بنقل الفتوى التي وعدتكم بها :
السؤال
بارك الله فيكم ،ورد في كتاب الأذكياء مايلي:
في الأذكياء لابن الجوزي ص 216:
حكى لنا بعض إخواننا أن شاعرا كان في بلد فقدم عليهم شاعر آخر ، فأراد أن يكسر عليه شوكته ، فقال لأهل البلد :
وتشابهت سور القرآن عليكم ** فقرنتم الأنعام بالشعراء !
هل يجوز أن تذكر ايات القران في مثل هذه الأمور ؟ أليس من الواجب تعظيم سور القران الكريم وألا تذكر في كلام الهزل أو السخرية ؟
وجزاك الله خيرا
إجابة السؤال رقم 28516:أوافقك على كلامك يا أخت، وينبغي الاستشهاد بالقرآن في مواضعه وعدم ذكره في معرض السخرية.
أجاب عليه فضيلة الشيخ: اللجنة العلمية
موقع المسلم
بارك الله فيك
لكن صيغة السؤال فيها نظر وكذا الجواب، وينظر ما في اللون الأحمر، ولم يذكر من هو الفاضل الذي أجاب.
عبد الرحمن السديس
2007-08-10, 02:43 PM
قال الحافظ أبو زرعة الدمشقي: حدثنا عبيد بن حبان عن مالك قال : بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني ، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم . تاريخه 1/420.
وفي سير أعلام النبلاء 8/398: روى عبدان بن عثمان عن عبدالله [بن المبارك الإمام]قال: إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه = لم تذكر المساوئ ، وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن = لم تذكر المحاسن.
وروى الخطيب البغدادي في الكفاية ص138: من طريق مالك بن أنس قال : سمعت الزهري يقول : سمعت سعيد بن المسيب يقول: « ليس من شريف ولا عالم ولا ذي سلطان إلا وفيه عيب، لا بد، ولكن من الناس من لا تذكر عيوبه، من كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله ».
وقال العلامة ابن القيم في مفتاح دار السعادة ص176:
«من قواعد الشرع والحكمة أيضا: أن من كثرت حسناته وعظمت، وكان له في الإسلام تأثير ظاهر؛ فإنه يحتمل له مالا يحتمل لغيره، ويعفي عنه مالا يعفي عن غيره؛ فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين = لم يحمل الخبث، بخلاف الماء القليل؛ فإنه يحمل أدنى خبث».
عبد الرحمن السديس
2007-08-17, 05:36 PM
قال الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه مدارة الناس ص114- 115:
حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال : " إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك " .
حدثنا الحسن بن منصور حدثنا حجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال : " ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه " .
حدثنا محمد بن بشير حدثنا جميع بن عبد الله الهجيمي عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن أبيه قال : " إذا رأيتم الرجل موكلا بذنوب الناسِ ناسٍ لذنوبه = فاعلموا أنه قد مكر به " .
وروى البيهقي في الزهد الكبير: عن ذي النون المصري أنه قال : « من نظر في عيوب الناس، عمي عن عيوب نفسه ... »
روى أبو الشيخ بن حيان في كتاب «النكت والنوادر» عن عبد الله بن وهب قال: قال مالك بن أنس رضي الله عنه: «كان عندنا بالمدينة قوم لا عيوب لهم تكلموا في عيوب الناس = فصارت لهم عيوب، وكان عندنا قوم لهم عيوب سكتوا عن عيوب الناس = فنسيت عيوبهم».
قلت:
عائب الناس وإن كا * ن سليما يستعاب
والذي يمسك عن عيـ * ـب الورى سوف يهاب
ما دخول المرء فيما * ليس يعنيه صواب.
انتهى من خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، للمحبي.
وقال السري السقطي: « ما رأيت شيئا أحبط للأعمال، ولا أفسد للقلوب، ولا أسرع في هلاك العبد، ولا أدوم للأحزان، ولا أقرب للمقت، ولا ألزم لمحبة الرياء والعجب والرياسة؛ من قلة معرفة العبد نفسه، ونظره في عيوب الناس؛ لاسيما إن كان مشهورا معروفا بالعبادة، وامتد له الصيت حتى بلغ من الثناء ما لم يكن يؤمله، وتربص في الأماكن الخفية بنفسه، وسراديب الهوى، وفي تجريحه في الناس ومدحه فيهم». الطبقات الكبرى للشعراني! ص73.
عبد الرحمن السديس
2009-06-04, 03:14 PM
قال ابن الجوزي في المنتظم 10/215:
وكان يُقرأ عنده [الوزير ابن هبيرة] الحديث في كل يوم بعد العصر، فحضر فقيه مالكي، فذكرت مسألة، فخالف فيها ذلك الفقيه فاتفق الوزير وجميع العلماء على شيء ، وذلك الفقيه يخالف، فبدر من الوزير أن قال له: أحمار أنت! أما ترى الكل يخالفونك وأنت مصر.
فلما كان في اليوم الثاني قال الوزير للجماعة: جرى مني بالأمس ما لا يليق بالأدب حتى قلت له تلك الكلمة، فليقل لي كما قلت له، فما أنا إلا كأحدكم، فضج المجلس بالبكاء، وأخذ ذلك الفقيه يعتذر، ويقول: أنا أولى بالاعتذار، والوزير يقول: القصاص القصاص .
فقال يوسف الدمشقي: يا مولانا إذا أبى القصاص فالفداء.
فقال الوزير: له حكمه .
فقال الرجل: نعمك علي كثيرة فأي حكم بقي لي ؟!
قال: لا بد .
قال: علي بقية دين مائة دينار .
فقال: يعطى مائة دينار لإبراء ذمته ، ومائة لإبراء ذمتي ، فأحضرت في الحال ، فلما أخذها قال الوزير: عفا الله عنك وعني وغفر لك ولي.
عبد الرحمن السديس
2009-06-04, 03:14 PM
في هامش كتاب «الرد على المنطقيين » لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ص 239، نقل المحقق الشيخ عبد الصمد شرف الدين ـ رحمه الله ـ من هامش النسخة الخطية ما نصه:
تصريح من المصنف ـ رحمه لله ـ بأن «المضنون به على غير أهله » تأليف الغزالي، وقد وقفت عليه ورأيت فيه كفريات بلا ريب ، فأحرقته ـ بحمد الله ـ ، وخبزت على ناره ونار «الإنسان الكامل» للجيلي طعاما، وكنت مريضا فلما أكلته شفاني الله ـ وله الحمد ـ ببركات نصري لدين الإسلام ، الحمد لله، ولم أكن أظنه للغزالي حتى رأيت كلام المصنف رحمه الله .
عبد الرحمن السديس
2009-06-04, 03:15 PM
قال العلامة ابن الجوزي في صيد الخاطر ص724:
وقد روينا أن رجلاً استأذن على قاضي القضاة ابن أبي داؤد و قال: قولوا : أبو جعفر بالباب ! فلما سمع؛ هش لذلك وقال: ائذنوا له !
فدخل، فقام ، و تلقاه و أكرمه وأعطاه خمسة آلاف، و ودعه .
فقيل له: رجل من العوام فعلت به هذا ؟!
قال: إني كنت فقيراً ، و كان هذا صديقاً ، فجئته يوماً فقلت له : أنا جائع .
فقال: اجلس ، و خرج ، فجاء بشواء و حلوى و خبز فقال : كل .
فقلت: كل معي .
قال : لا.
قلت : و الله لا آكل حتى تأكل معي ، فأكل فجعل الدم يجري من فمه .
فقلت: ما هذا ؟!
فقال : مرض .
فقلت: و الله؛ لا بد أن تخبرني .
فقال: إنك لما جئتني لم أكن أملك شيئاً ، و كانت أسناني مضببة بشريط من ذهب ، فنزعنه و اشتريت به !
فهلا أكافئ مثل هذا ؟!
عبد الرحمن السديس
2009-06-04, 03:16 PM
قال العلامة المعلمي ـ رحمه الله ـ في كتابه التنكيل 1/57:
كان في اليمن في قضاء الحجرية قاض كان يجتمع إليه أهل العلم ويتذاكرون وكنت أحضر مع أخي فلاحظت أن ذلك القاضي مع أنه أعلم الجماعة فيما أرى لا يكاد يجزم في مسألة ، وإنما يقول : " في حفظي كذا ، في ذهني كذا " ونحو ذلك فعلمت أنه ألزم نفسه تلك العادة حتى فيما يجزم به ، حتى إذا اتفق أن أخطأ كان عذره بغاية الوضوح.
وفي ثقات المحدثين من هو أبلغ تحرياً من هذا، ولكنهم يعلمون أن الحجة إنما تقوم بالجزم ، فكانوا يجزمون فيما لا يرون للشك فيه مدخلاً ، ويقفون عن الجزم لأدنى احتمال ، روي أن شعبة سأل أيوب السختياني عن حديث فقال : أشك فيه ، فقال شعبة : شكك أحب إلي من يقين غيرك . وقال النضر بن شميل عن شعبة لأن أسمع من ابن عون حديثاً يقول فيه "أظن أني سمعته" أحب إليَّ من أن أسمع من ثقة غيره يقول : قد سمعت . وعن شعبة قال : " شك ابن عون وسليمان التيمي يقين " .
وذكر يعقوبُ بن سفيان حمادَ بن زيد فقال : معروف بأنه يقصر في الأسانيد ويوقف المرفوع كثير الشك بتوقيه ، وكان جليلاً ، لم يكن له كتاب يرجع إليه فكان أحياناً يذكر فيرفع الحديث وأحياناً يهاب الحديث ولا يرفعه .
وبالغ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب فكان إذا سئل عن شيء لا يجيب حتى يرجع إلى الكتاب .
قال أبو طاهر السلفي : سألت أبا الغنائم النرسي عن الخطيب فقال : " جبل لا يسأل عن مثله ما رأينا مثله ، وما سألته عن شيء فأجاب في الحال إلا يرجع إلى كتابه " .
عبد الرحمن السديس
2009-06-04, 03:16 PM
قال الشيخ أحمد بن محمد الأمين بن أحمد الجكني حدثني شيخي ـ أي: الإمام المفسر محمد الأمين ـ قال: بينا أنا في أحد الفصول أثناء درس إذ ناولني ساعي البريد برقية من أحد إخوتي عزيز عليَّ، يقول فيها: لقد تقرر تسفيري أنا ومن أعول، ولقد خرجت في كفالة أحد الإخوة على أن يحضرني للسفر يوم الأربعاء المقبل، أي: بعد أسبوع واحد.
ولما أنتهت الحصة وجدت سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم في غرفة استراحة المدرسين، فأخبرته بالبرقية، وما تفيده، فما الذي ترى يا سماحة الشيخ؟
فقال: هذه أمور لا نتدخل فيها بتاتا، فقلت له: ابعثوا إذاً من يقطع لي تذكرتَ سفرٍ إلى جدة ليحجز لي مقعدا في أول طائرة إليها.
فقال سماحته: أثناء السنة الدراسية! ومَن لجدولك ؟
فقلت: أمر عجيب منك هذا يا سماحة الشيخ محمد ! أخبرك أن ولدي في السجن يراد تسفيره، وتفيدني بعدم اهتمامك بذلك، وتريد مني أن أجلس أعلم أولادك !
فقال سماحته: وماذا تريد بجدة ؟
قال قلت: لا أكتمك، بأني أريد أن آتي ذاك الكافر "قنصل فرنسا" أدفع له رشوة، وأريد منه أن يتوسط لدى هذه الحكومة المسلمة لتترك هؤلاء المسلمين يصلون ركعتين بأحد الحرمين من غير إزعاج.
قال شيخنا: وعند ذلك قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: يعلم الله أنه ما سبق أن تدخلنا في موضوع كهذا، ولكن فضيلتكم ليس عندنا مثل الناس، وعندي اقتراح على فضيلتكم: أن تكتب إلى الإمام كتابا توضح فيه وضع هؤلاء الإخوان، وترجو منه بموجبه أن ينظر إليهم بعين الرحمة، قال: وأنا رسولك إليه أضعه بيده بإذن الله، وعسى أن يكون الخير.
قال شيخنا ـ عليه رحمة الله ـ : فكتبت إلى جلالة الملك عبد العزيز كتابا مضمونه: أن هؤلاء إنما أتوا من استعمار غاشم همه القضاء على تقاليد الشعوب الدينية، وعلى لغاتهم وحيث إ نه لم يسبق لأحد من هؤلاء التدخل في سياسة ولم يسبق لأحدهم إصابة حد من حدود الله؛ فإني أسترحم لهم عطف جلالتكم الكريم بأمركم بعدم تسفير أحد منهم، قال : فذهب سماحته بالخطاب وسلمه لجلالة الملك وكلمه مشافهة في الموضوع، فأستدعى جلالته أحد أفراد مكتبه، قال: اذهب إلى القائمة بهذا المعروض، ثم ائتني حالا بالجواب، وقد كتب عليه: هل يوجد شنقيطي متدخل في سياسة ؟ أو أصاب أحد منهم حدا من حدود الله؟
فجاء الرد: لا يوجد . فأرسل جلالته ـ عليه رحمة الله وأسكنه فسيح جناته ـ برقية تعميمية إلى مدير الأمن العام مفادها: الشناقطة إخوان الشيخ محمد الأمين لا تتعرضوا لهم ومن رغب منهم في الرعوية السعودية أعطوه بدون قيد ولا شرط .
مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي ص75.
عبد الرحمن السديس
2009-06-04, 03:17 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية» ص44: ـ في كلامه على خبر الواحد الذي تلقته الأمة بالقبول وكونه يفيد العلم اليقيني عند جماهير العلماء ـ وقد ذكره أبو عمرو بن الصلاح وصححه، ولكنه لم يعرف مذاهب الناس فيه =فيتقوى بها، وإنما قاله بموجب الحجة.
وظن من اعترضه من المشايخ الذين فيهم علم ودين وليس لهم بهذا الباب خبرة تامة، لكنهم يرجعون إلى ما يجدونه في مختصر أبي عمرو بن الحاجب ونحوه من مختصر أبي الحسن الآمدي والمحصل ونحوه من كلام أبي عبد الله الرازي وأمثاله، وظنوا أن الذي قاله أبو عمرو في جمهور أحاديث الصحيحين قول انفرد به عن الجمهور، وليس كذلك، وبل عامة أئمة الفقهاء وكثير م المتكلمين أو أكثرهم وجميع علماء الحديث على ما ذكره الشيخ أبو عمرو.
وليس كل من وجد العلم قدر على التعبير عنه والاحتجاج له ، فالعلم شيء، وبيانه شيء آخر، والمناظرة عنه وإقامة دليله شيء ثالث، والجواب عن حجة مخالفه شيء رابع. اهـ
كنت أقرأ الكتاب على الشيخ البراك ـ حفظه الله ـ فلما بلغت هذا أعجبه استحسنه وأمرني بإعادته، وقال: «ضعه بين قوسين» ثم قال بعد سكتة وتأمل: لا يكاد يوجد من يجمع هذا على العموم !
عبد الرحمن السديس
2009-06-04, 03:18 PM
قيل لأبي الرقيش الكلابي الأعرابي: لم تسمون أبناءكم بشر الأسماء، نحو: كلب وذئب، وعبيدكم بأحسن الأسماء، نحو: مرزوق ورباح ؟
فقال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا ، وعبيدنا لأنفسنا .
يريد أن الأبناء عدة الأعداء وسهام في نحورهم فاختاروا لهم هذه الأسماء .اهـ
من الروض الأنف للسهيلي 1/49
عبد الرحمن السديس
2009-06-04, 03:18 PM
قال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين 4/200 : ـ في شرحه لكلمة الإمام أحمد في الخصال التي ينبغي توفرها في المفتي ـ :
وأما قوله: "أن يكون له حلم ووقار وسكينة" فليس صاحب العلم والفتيا إلى شيء أحوج منه إلى الحلم والسكينة والوقار؛ فإنها كسوة علمه وجماله، وإذا فقدها كان علمه كالبدن العاري من اللباس.
وقال بعض السلف: ما قرن شيء إلى شيء أحسن من علم إلى حلم.
والناس ههنا أربعة أقسام:
فخيارهم: من أوتي الحلم والعلم، وشرارهم: من عدمهما، الثالث: من أوتي علما بلا حلم، الرابع: عكسه.
فالحلم زينة العلم وبهاؤه وجماله، وضده الطيش والعجلة والحدة والتسرع وعدم الثبات، فالحليم لا يستفزه البدوات، ولا يستخفه الذين لا يعلمون، ولا يقلقه أهل الطيش والخفة والجهل؛ بل هو وقور ثابت ذو أناة يملك نفسه عند ورود أوائل الأمور عليه، ولا تملكه أوائلها، وملاحظته للعواقب تمنعه من أن تستخفه دواعي الغضب والشهوة، فبالعلم تنكشف له مواقع الخير والشر والصلاح والفساد، وبالحلم يتمكن من تثبيت نفسه عند الخير فيؤثره ويصبر عليه، وعند الشر فيصبر عنه، فالعلم يعرفه رشده، والحلم يثبته عليه، وإذا شئت أن ترى بصيرا بالخير والشر لا صبر له على هذا ولا عن هذا = رأيته، وإذا شئت أن ترى صابرا على المشاق لا بصيرة له = رأيته، وإذا شئت أن ترى من لا صبر له ولابصيره = رأيته، وإذا شئت أن ترى بصيرا صابرا = لم تكد؛ فإذا رأيته فقد رأيت إمام هدى حقا = فاستمسك بغرزه.
قال لي الشيخ عبد الرحمن البراك ـ حفظه الله ـ بعد المقطع الأخير ـ وهو يضحك ـ: والله إنه وَجَدَ!
ثم أنشدني قوله من النونية:
جَرَّبتُ هَذَا كُلَّهُ وَوَقَعت فِي * تِلكَ الشِّبًَاكِ وَكُنتُ ذَا طَيَرَانِ
حَتَّى أتاحَ لِيَ الإِلهُ بِفَضلِهِ * مَن لَيسَ تَجزِيهِ يَدِي وَلِسَانِي
حَبرٌ أتَى مِن أرضِ حَرَّانٍ فَيَا * أهلاً بِمَن قَد جَاءَ مِن حَرَّانِ
فَالله يَجزِيهِ الذِي أهلُه * مِن جَنَّةِ الماوَى مَعَ الرِّضوَانِ
وقوله:
هَذَا وَلَو حَدَّثتُ نَفسِي أنَّهُ * قَبلِي يَمُوتُ لَكَانَ غيرَ الشَّانِ
عبد الرحمن السديس
2009-06-04, 03:19 PM
في الدرر الكامنة لابن حجر 3/239
في ترجمة عمر بن أبي الحرم بن عبد الرحمن بن يونس الدمشقي ثم المصري الشافعي:
ويقال: إن طالبا بحث معه، فطلب منه النقل، فأخذ نعله وكشف رأس الطالب وصار يضربه ويقول: هذا النقل الذي طلبت ! اهـ
فانتبه لرأسك إن كان شيخك كهذا . (مبتسم)
عبد الرحمن السديس
2009-06-04, 03:19 PM
قال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" 3/424:
وقد ذكر أبو بكر الإسماعيلي في "صحيحه المخرج على صحيح البخاري" ... وقد قيل: إن من كان في صلاة ومنتظرا الصلاة في جماعة = فهم على ائتلاف، فإذا شبك لم يؤمن أن يتطير بهم عدوهم، بأنهم سيختلفون ، ألا تراه في حديث عبد الله بن عمرو يقول : "مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا وصاروا هكذا " - وشبك بين أصابعه.
ولم يؤمن أن يكون ذلك سببا، أو أمارة لاختلافهم ، كما أمرهم بأن يستووا في صفوفهم ، وقال : " لا تختلفوا فتختلف قلوبكم" . انتهى ما ذكره .
وهو مناسبة بعيدة جدا ؛ فإن التشبيك كما مثل به الاختلاف والافتراق فقد مثل به الائتلاف والتعاون والتناصر، كما في حديث أبي موسى الذي خرجه البخاري في أول الباب، فليس كراهته لمشابهته لمثل الافتراق بأولى من عدم كراهته لمشابهته لمثل التعاون والتعاضد والتناصر .
ومثل هذه المعاني توجد كثيرا في كتب شروح الحديث المتأخرة، وأكثرها مدخول، ولم يكن علماء سلف الأمة يقعون في شيء من ذلك، وكذلك لم أستكثر من ذكر مثله في هذا الكتاب، وإنما ذكرت هذا؛ لأن الإسماعيلي مع تقدمه ذكره في " صحيحه" ، ونبهت على ما فيه. اهـ
قلت: من هذه الجهة، فقد فاق هذا الشرحُ "فتحَ الباري"لابن حجر؛ لأن ابن حجر أكثر جدا من مثل هذه المعاني والمناسبات عن الشراح المتأخرين، كما أكثر من الاعتراض عليها، وذكر أشياء ليست بعيدة عنها = فطال الكتاب بها.
أما ابن رجب فتركها جملة، وذكر مكانها أقوال أئمة السلف من الصحابة والتابعين والأئمة الكبار المشهورين، ونعم ما فعل.
رحم الله الجميع .
أبو الطيب المتنبي
2009-06-04, 04:37 PM
أحسنت أستاذنا لطائف على الحنديرة ولولا أنني أشغل من ذات النحيين لكنت ممن أنهاهها ولكن سبق السيف العذل وقضي الأمر واستوت سفينة العمل على جودي الطلب .
أنس عسيري
2009-07-03, 03:23 PM
روى أبو عبيد في فضائل القرآن 142 وغيره بسند على رسم الصحيحين عن النخعي: كانوا يكرهون أن يتلوا الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا.
قال أبو عبيد: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه فيأتيه من غير طلب، فيقول: {جئت على قدر يا موسى} وهذا من الاستخفاف بالقرآن، ومنه قول ابن شهاب: "لا تناظروا بكتاب الله" رواه ابن المبارك في الزهد 744 بسند رجاله رجال الصحيحين.
نقلتها عن جوال زاد طالب العلم جزاهم الله خيرا
عبد الرحمن السديس
2011-04-07, 11:45 AM
بارك الله فيكم
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 6/156:
وهذه قاعدة مطردة وهي : أنا إذا وجدنا حديثاً صحيحاً صريحاً فِي حكم من الأحكام ، فإنه لا يرد باستنباط من نَصَّ آخر لَمْ يسق لذلك المعنى بالكلية ، فلا ترد أحاديث تحريم صيد المدينة بما يستنبط من حَدِيْث النغير ، ولا أحاديث توقيت صلاة العصر الصريحة بحديث : « مثلكم فيما خلا قبلكم من الأمم كمثل رَجُل استأجر أجراء » - الحَدِيْث ، ولا أحاديث: « ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة » بقوله: « فيما سقت السماء العشر » .
وقد ذكر الشَّافِعِيّ أن هَذَا لَمْ يسق لبيان قدر مَا يجب مِنْهُ الزَّكَاةِ ، بل لبيان قدر الزَّكَاةِ ، وما أشبه هَذَا .
عبد الرحمن السديس
2011-04-07, 11:45 AM
في سير أعلام النبلاء 12/17:
وقال أحمد بن عبيد: شاورني يعقوب [ابن السِّكِّيت] في منادمة [الخليفة] المتوكل؛ فنهيته = فحمل قولي على الحسد، ولم ينته..
ويروى أن المتوكل نظر إلى ابنيه المعتز والمؤيد، فقال لابن السِّكِّيت: من أحب إليك: هما، أو الحسن والحسين ؟
فقال: بل قنبر(1)، فأمر الاتراك، فداسوا بطنه = فمات بعد يوم..
وكان في المتوكل نَصْبٌ، نسأل الله العفو. اهـ.
_______
(1) قنبر عبدٌ لعلي بن أبي طالب رضي الله ، وهو المذكور في البيت المشهور:
لما رأيت الأمر أمرا منكرا ** أججت ناري ودعوت قَنبرا
وقَنْبَر: بفتح القاف وسكون النون وفتح الباء .
عبد الرحمن السديس
2011-04-07, 11:46 AM
الفرح والحزن قد يدخل تحت الأمر والنهي: استحبابا أو إيجابا؛ كقوله تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}، وقد ذم الله الفرح بغير الحق، وأمر بالفرح بالإيمان، ونهى عن الحزن الذي يضر، وذلك أصل الضحك والبكاء، فقال: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ }
وقال: {ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ} ، وقال: {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ }،وقال: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا}،وقا : {وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ}، وقال: {وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ}.
فنهى عن الحزن الذي يضر؛ كالحزن على الكفار المكذبين، والحزن إذا غُلب المسلمون، أو خافوا من عدوهم، والحزن من قولهم، فإنهذا الموطن يؤمر فيه بالثبات والقوة والقيام بالواجب من التبليغ والجهاد، والحزن يضعف عن هذا الواجب، وما أفضى إلى ترك واجب = نهي عنه، وكذلك ما يشل عن المستحب لم يكن حسنا.
أما الحزن على الميت ونحوه = فيرخص منه في الحزن الذي لا معصية فيه، وفي الدمع؛ كما يستحب فيه رحمة الميت؛ إذ ليس في ذلك ترك واجب ولا تعدي حد؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يؤاخذ على دمع العين ولا حزن القلب" وهذا الذي لا يملكه العبد، وبل يكون بغير اختياره على سبب غير محرم؛ فلهذا لم يؤاخذ الله عليه.
من درر شيخ الإسلام في "جواب الاعتراضات المصرية" ص63، وقد قرره في غير موضع أيضا.
رضا الحملاوي
2011-04-07, 04:00 PM
ما شاء الله ... تنفعنا فوائدكم وتفرحنا ... زادنا الله واياكم نفعا
صاحب السنة
2011-08-04, 05:53 AM
قال العلامة ابن الجوزي في صيد الخاطر ص724:
وقد روينا أن رجلاً استأذن على قاضي القضاة ابن أبي داؤد و قال: قولوا : أبو جعفر بالباب ! فلما سمع؛ هش لذلك وقال: ائذنوا له !
فدخل، فقام ، و تلقاه و أكرمه وأعطاه خمسة آلاف، و ودعه .
فقيل له: رجل من العوام فعلت به هذا ؟!
قال: إني كنت فقيراً ، و كان هذا صديقاً ، فجئته يوماً فقلت له : أنا جائع .
فقال: اجلس ، و خرج ، فجاء بشواء و حلوى و خبز فقال : كل .
فقلت: كل معي .
قال : لا.
قلت : و الله لا آكل حتى تأكل معي ، فأكل فجعل الدم يجري من فمه .
فقلت: ما هذا ؟!
فقال : مرض .
فقلت: و الله؛ لا بد أن تخبرني .
فقال: إنك لما جئتني لم أكن أملك شيئاً ، و كانت أسناني مضببة بشريط من ذهب ، فنزعنه و اشتريت به !
فهلا أكافئ مثل هذا ؟!
الله أكبر
جزآك الله خير ونفع الله بك
الدرويش
2011-08-04, 06:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا على الموضوع الرائع
أتسائل و أرجوا أن أجد الجواب الشافي لهذا القول
إذا رمت العلوم بغير شيخ * ضللت عن الصراط المستقيم
و كذلك في قولهم
العلم في صدور الرجال لا في أمهات الكتب
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:24 PM
بارك الله فيكم
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:25 PM
إذا أراد الله بعبد خيرا بصره بعيوب نفسه وهداه لعلاجها..
وهناك طرق لمعرفة الإنسان عيوبه:
1- أن يطلب صديقا صدوقا بصيرا، ينصبه على نفسه ويأمره بملاحظة أحواله؛ فينبهه على المكروه منها.
لكن هذا عسر؛ لأنه قل في الأصدقاء من يترك المداهنة = فيخبر بالعيب، أو يترك الحسد = فلا يزيد على القدر الواجب.
2- أن يستفيد ذلك من ألسنة أعدائه، فانتفاع المرء بعدو مشاحن يذكر عيوبه؛ أكثر من صديق مداهن يخفي عيوبه.
3- أن يخالط الناس فكل ما يراه مذموما بين المسلمين = يجتنبه.
باختصار وتصرف من منهاج القاصدين 2/612.
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:25 PM
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله :
فكما أن على العبد أن يقوم بتوحيد الله فعليه أن يدعو العباد إلى الله بالتي هي أحسن ، وكل من اهتدى على يديه فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء .
وإذا كانت الدعوة إلى الله ، وإلى شهادة أن لا إله إلا الله فرضا على كل أحد ، كان الواجب على كل أحد بحسب مقدوره .
فعلى العالم من بيان ذلك والدعوة والإرشاد والهداية أعظم مما على غيره ممن ليس بعالم .
وعلى القادر ببدنه ويده أو ماله أو جاهه وقوله أعظم مما على من ليست له تلك القدرة .
قال تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } ، ورحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة ، وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين .
«القول السديد» ص:29.
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:26 PM
لطيفة
وردت هاء السكت في تسعة مواضع من كتاب الله، وهي هاء ساكنة تلحق آخر الكلمة يوتى بها لتبين بها حركة ما قبلها.
والمواضع هي:
في البقرة :{فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ}
في الأنعام :{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }
في الحاقة:{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ}
{إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ}
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ }
{وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ}
{مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ}
{هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ}
في القارعة:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ}.
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:27 PM
لحظت أن أهم الأحاديث في فضل خديجة رضي الله عنها روتها عائشة رضي الله عنها !
فمن ذلك: ما في الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها.." الحديث، وفيه تثبيت خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم ومساندته على الدعوة.
وفي البخاري عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: «ما غرت على امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم، ما غرت على خديجة، هلكت قبل أن يتزوجني، لما كنت أسمعه يذكرها، وأمره الله أن يبشرها ببيت من قصب، وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن»
وفي رواية:
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول «إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد»
وفي مسلم عن عائشة، قالت: «لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى ماتت»
فعائشة رضي الله عنها روت أحاديث فضل خديجة مع أنها لم تغر على امرأة كغيرتها منها!
إنه الإنصاف العظيم، ونشر العلم وفضيلة أهل الفضل ولو كان ذلك حسب مكانة المتكلم.
ومن إنصافها رضي الله عنها
ما رواه مسلم عن عبد الرحمن بن شماسة، قال: أتيت عائشة أسألها عن شيء، فقالت: ممن أنت؟ فقلت: رجل من أهل مصر، فقالت: كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه؟ فقال: ما نقمنا منه شيئا، إن كان ليموت للرجل منا البعير فيعطيه البعير، والعبد فيعطيه العبد، ويحتاج إلى النفقة، فيعطيه النفقة، فقالت: أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول في بيتي هذا: «اللهم، من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم، فارفق به».
وقولها في الحديث الآخر: "أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك ما سمعت.."
فهذا الأمير هو معاوية بن حديج وكان قد قتل أخاها محمدا رضي الله عنهم، وتجاوز.
وقد اختلف أهل العلم في عائشة وخديجة أيهم أفضل،
ففضل قوم خديجة ،
وقوم عائشة،
وتوسط آخرون فقالوا: خديجة أفضل من وجه وعائشة أفضل من وجه، فلخديجة فضل السبق وتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر، وهي أم أكثر أولاده.
وعائشة بحملها كثيرا من علم النبي صلى الله عليه وسلم وتبليغه الأمة.
وهذا اختيار شيخ الإسلام وتلميذه.
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:28 PM
من أنشب مخالبه في الدنيا وطمع أن يتخلص من الشيطان = كان كمن انغمس في العسل وطمع أن الذباب لا يقع عليه.
"منهاج القاصدين" ص590.
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:28 PM
قال الإمام ربيعة: «لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه»
ذكره الإمام البخاري في باب «رفع العلم وظهور الجهل».
ومن تضييع طالب العلم لنفسه ألا يجتهد في تحصيل العلم ونشره بين الناس، ويتشاغل عنه بما لا يوزايه في النفع وحاجة الناس.
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:29 PM
مثال الشيطان مثال كلب جائع يقرب منك، فإن لم يكن في يديك لحم ..= فإنه ينزجر بأنه تقول له: أخسأ. فمجرد الصوت يدفعه.
وإن كان بين يديك شيء من ذلك ـ وهو جائع ـ لم يندفع بمجرد الكلام.
فكذلك القلب الخالي عن قوت الشيطان = ينزجر بمجرد الذكر.
«منهاج القاصدين» 2/589.
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:30 PM
سمعت جمعا من الفضلاء يستخدمون لفظ : «الذات الإلهية» حين يذكرون ـ مثلا ـ من يسب الله أو يتنقصه ـ تعالى عما يقول الظالمون، فيقول القائل: هذا يسب الذات الإلهية أو يتنقص الذات الإلهية.. ونحو ذلك، وهذا التعبير فيه نظر، ولا أدري ما الداعي له، فالأصوب أو الصواب أن يقول: هذا يسب الله أو يتنقض الله.
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:31 PM
الإنسان إذا أصابته المصائب بذنوبه وخطاياه = كان هو الظالم لنفسه،
فإذا تاب واستغفر = جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب.
والذنوب مثل أكل السم؛ فهو إذا أكل السم = مرض أو مات .. فإن شرب الترياق النافع = عافاه الله، فالذنوب كأكل السم، والترياق النافع كالتوبة النافعة،
والعبد فقير إلى الله تعالى في كل حال، فهو بفضله ورحمته = يلهمه التوبة، فإذا تاب = تاب عليه، فإذا سأله العبد ودعاه = استجاب دعاءه، كما قال : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }.
مجموع الفتاوى 8/240.
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:32 PM
قال ابن حزم في كتابه «مداواة النفوس»: «استبقاك من عاتبك، وزهد فيك من استهان بسيئاتك، العتاب للصديق كالسبك للسبيكة؛ فإما تصفو، وإما تطير».اهـ
هذه الكلمات النيرة من أعظم قواعد الصداقة والصحبة، لكن الإشكال يحدث من:
عتاب زائد، وعلى ظنون وشكوك، وسوء فهم.
ومن: سكوت على العيوب بسبب الحياء أو عدم الاكتراث بتصحيحها، أو من وساوس الشيطان بأنك لو كلمته لحقد عليك ولفهمك غلطا و.. إلخ.
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:34 PM
تنبيه لطيف من ابن تيمية، في الشبهات التي يوردها أهل الباطل
قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«واعلم أنه ما من: حق ودليل إلا ويمكن أن يرد عليه شُبه سوفسطائية؛ فإن السفسطة:
إما خيال فاسد
وإما مُعاندة للحق
وكلاهما = لا ضابط له؛ بل هو بحسب ما يخطر للنفوس من:
الخيالات الفاسدة، والمعاندات الجاحدة».
«شرح الأصبهانية» ص60.
هذا الكلام الجميل، يجب أن يستحضر دائما، ويعلم أن كثرة الإيرادات والشبه لا تعني ضعف القول ولا بطلانه.
والكفار وأهل البدع والفساق يوردون الإيرادات الكثيرة على النصوص والحكام والفتاوى، ويحشدون لذلك لكل ما يقدرون عليه من شبه سوفسطائية، فيتخلخل يقين كثير الناس ممن لم يتحصنوا بالعلم النافع، ويتشوش اعتقادهم، ويظنون أنهم على شيء!
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:35 PM
قال الإمام أبو بكر المروُّذي عن الإمام أحمد بن حنبل: «كان إذا بلغه عن رجل صلاح أو زهد أو اتباع الأثر = سأل عنه، وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة».
«الآداب الشرعية» لابن مفلح 2/7.
هذا الأثر فيه أن الإمام على عظيم منزلته كان يحب أن يتعرف على أهل الخير، لما في ذلك من التعاون على البر والتقوى.
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:36 PM
في« منهاج القاصدين» 2/584: متى رأيت مشغولا بأمور الدنيا يجحد شيئا من علوم الدين = فأعلم أنه لبعده عنه، فمن أين يظفر سالك الشرق بما في الغرب ؟!
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:36 PM
قال شيخ الإسلام: «الورع المشروع؛ هو: أداء الواجب وترك المحرم؛ ليس هو ترك المحرم فقط».
«مجموع الفتاوى» 29/279.
وقال: يقع الغلط في الورع من جهة: اعتقاد كثير من الناس أنه من باب الترك؛ فلا يرون الورع إلا في ترك الحرام لا في أداء الواجب، وهذا يبتلى به كثير من المتدينة المتورعة، ترى أحدهم يتورع عن الكلمة الكاذبة وعن الدرهم فيه شبهة، ويتورع عن الركون إلى الظلمة، وذوي الفجور في الدنيا، ومع هذا يترك أمورا واجبة عليه؛ إما عينا وإما كفاية، وقد تعينت عليه من: صلة رحم ؛ وحق جار ومسكين وصاحب ويتيم وابن سبيل، وحق مسلم، وذي سلطان، وذي علم، وعن أمر بمعروف ونهي عن منكر، وعن الجهاد في سبيل الله؛ إلى غير ذلك مما فيه نفع للخلق في دينهم ودنياهم مما وجب عليه.
أو يفعل ذلك لا على وجه العبادة لله تعالى بل من جهة التكليف ونحو ذلك.
ولهذا يحتاج المتدين المتورع إلى علم كثير بالكتاب والسنة والفقه في الدين؛ وإلا فقد يفسد تورعه الفاسد أكثر مما يصلحه.
ومن جهة: المعارض الراجح؛ فإن الشيء قد يكون جهة فساده يقتضي تركه = فيلحظه المتورع؛ ولا لحظ ما يعارضه من الصلاح الراجح.
وقد تبين أن من جعل الورع الترك فقط ؛ وأدخل في هذا الورع أفعال قوم ذوي مقاصد صالحة بلا بصيرة من دينهم وأعرض عما فوتوه بورعهم من الحسنات الراجحة فإن الذي فاته من دين الإسلام أعظم مما أدركه فإنه قد يعيب أقواما هم إلى النجاة والسعادة أقرب، وهذه القاعدة منفعتها لهذا الضرب وأمثاله كثيرة؛ فإنه ينتفع بها أهل الورع الناقص أو الفاسد وكذلك أهل الزهد الناقص أو الفاسد.
انتهى من 20/139 بتصرف واختصار
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:37 PM
لطيفة:
لحفص عن عاصم السكت في مواضع، والسكت: هو قطع الصوت زمنا يسيرا من غير تنفس.
وهذه المواضع هي :
(عوجا)[1: الكهف]، و (مرقدنا) [52:يس] ، و(من راق) [27:القيامة]، و (بل ران) [14: المطففين].
فيسكت القاري على الألف في (عوجا) ثم يقول: (قيما)، وكذلك على الألف من (مرقدنا) ثم يقول: (هذا ما وعد الرحمن)، وكذلك على النون من (مَن) ثم يقول: (راق)، وكذلك على اللام مِن (بل) ثم يقول: (ران على قلوبهم).
وهذا السكت في هذه المواضع لحفص وحده من بين القراء العشرة، وقد صح عنه ـ أيضا ـ الوصل كبقية القراء.
ويلاحظ أن ما في الكهف رأس آية، والسنة الوقف على رؤوس الآي، وإن وقف القاري= فالوقف يسقط هذا الحكم.
ووجه السكت في (عوجا) = قصد بيان أن (قيما) بعده ليس متصلا بما قبله في الإعراب؛ فيكون منصوبا بفعل مضمر تقديره: أنزله قيما؛ فيكون حالا من الهاء في أنزله (1).
وفي (مرقدنا) بيان أن كلام الكفار قد انقضى، وأن قوله: (هذا ما وعد الرحمن) ليس من كلامهم؛ فهو إما من كلام الملائكة، أو من كلام المؤمنين.
وفي: (من راق)، و(بل ران) قصد بيان اللفظ = ليظهر أنهما كلمتان.
وهناك موضع آخر وهو: (ماليه * هلك) [28-29:الحاقة] ، ولحفص فيه السكت إن أراد الوصل، وله الإدغام. وللقراء خلاف في إثبات الهاء وصلا، وفي السكت، والإدغام.
مستفاد من «النشر في القراءات العشر» وعدد من كتب التجويد.
________
(1) وفيه وجوه أخر في الإعراب.
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:38 PM
إذا أشكل عليك شيء:هل هو حلال أو حرام؛ إما مأمور به أو منهي عنه فـ = انظر إلى أسبابه الموجبة وآثاره ونتائجه الحاصلة؛ فإذا كانت منافع ومصالح وخيرات وثمرات طيبة =كان من قسم المباح أو المأمور به، وأذا كان بالعكس = كانت بعكس ذلك.
«مجموع الفوائد واقتناص الأوابد» ص83. لابن سعدي حكاه عن ابن تيمية وابن القيم.
طبعا هذا الكلام موجه لأهل العلم وطلابه، وإلا فالعامي فرضه أن يسأل أهل الذكر، إلا أن يكون في موقف لا يتيسر فيه السؤال.
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:39 PM
غلَّط الأصمعيُّ المفضلَ في كلمة من بيت من الشعر، فجعل المفضل يشغب، فقال له: «تكلم بكلام النمل وأصِب، لو نفخت في شبور يهودي ما نفعك»! «مجالس العلماء» للزجاجي ص14.
وصدق والله، فالصواب ولو قيل بأهدى صوت = فله سلطان على القلوب والعقول السليمة، وهو الذي سيبقى، والصراخ والشغب وتكثير الكلام = قد يغطي سوءة المخطي عند من يؤثر فيه الضجيج فقط.
ومن طريف ما يقال: أن هذا الموقف حصل ما يشبهه، للأصمعي مع أبي عمرو الشيباني، لكن كان الأصمعي فيها في مكان المفضل!
«مجالس العلماء» للزجاجي ص18.
عبد الرحمن السديس
2011-10-17, 11:39 PM
«كان الإمام أحمد وغيره من الأئمة إذا خشوا فتنة بعض المستمعين بسماع الحديث = لم يحدثوه به. وهذا الأدب مما يتنازع فيه العلماء؛ فإن كثيرا من العلم = يضر أكثر الخلق، ولا ينتفعون به؛ فمخاطبتهم به مضرة بلا منفعة».
قاله الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية في"جواب الاعتراضات المصرية" ص159.
ومن ذلك أحاديث الوعد فكثير من الناس لم يحسن فهمها، فحملتهم على التهاون في الواجبات والتقصير فيها.
وكذلك نصوص الوعيد إذا حدث به بعض الناس قنطوا من رحمة الله وتركوا التوبة.
ومما عمت به البلوى اليوم تعليم الناس خلاف العلماء في أكثر المسائل من غير زرع لتعظيم الشريعة في قلوبهم، وأهمية البحث عن مراد الله = فحملت جملة من الناس على التهاون بأمر الله اتكالا على الخلاف من غير أن يكون هناك ضابط يضبط به أمر ما يأخذون وما يذرون؛ بل اتباعا للهوى، لا بحثا عن مراد الله وشرعه.
عبد الرحمن السديس
2011-10-23, 09:14 PM
قال الإمام الخطابي في «العزلة»: «فما حاجتك إلى عَنَاء لا غَنَاء له، وتعب لا نجح فيه، وما أَرَبك بصحبة قوم لا تستفيد بلقيهم علما، ولا بمشهدهم جمالا، ولا بمعونتهم مالا، إذا تأملتهم حقا = وجدتهم إخوان العلانية، أعداء السريرة، إذا لقوك تملقوك، وإذا غبت عنهم سَبَعُوك، من أتاك منهم =كان عليك رقيبا، ومن خرج قام بك خطيبا».
عبد الرحمن السديس
2011-10-23, 09:14 PM
قال سليمان التيمي رحمه الله : «ما أغضبتَ أحدا = فسمع منك».
قلت: وهذه قاعدة عظيمة في النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فاللين مع المنصوح والمأمور = يفتح قلبه لقبول ما عندك، وعكسه بعكسه.
عبد الرحمن السديس
2011-10-23, 09:15 PM
قال عبد الله بن الإمام أحمد: «ما رأيت أبي يبكي قط إلا في حديث توبة كعب».
كثير من الناس يظن أن سرعة الدمعة = دليل على عظيم الصلاح، ولا يدري أنها قد تكون من خشوع النفاق، الذي استعاذ منه الأئمة.
قال المروذي: «رأيت الإمام أحمد إذا كان في البيت كان عامة جلوسه متربعا خاشعا، فإذا كان برا = لم يكن يتبين منه شدة خشوع كما كان داخلا».
عبد الرحمن السديس
2011-10-23, 09:16 PM
أكثر الناس لهم نصيب من هذه الآية (وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا) دليله:
(وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون) (كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى) (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض).
وانظر ماذا قال الله عز وجل لهؤلاء الكفار:
(أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا * أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا)
أفنأمن أن يصنع بنا من جنس هذا إن نكصنا كما نكصوا؟!
عبد الرحمن السديس
2011-10-23, 09:16 PM
قال الإمام المروذي: قلت لأبي عبد الله [الإمام أحمد] ما أكثر الداعين لك =
فتغرغرت عينه، وقال: أخاف أن يكون هذا استدراجا.
"الورع" ص163.
ليتنا نفقه مثل هذا الفقه.
عبد الرحمن السديس
2011-10-23, 09:17 PM
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "تفضيل الأشخاص بعضهم على بعض في كثير من المواضع = لا يسلم صاحبه عن قول بلا علم واتباع لهواه، فللشيطان فيه مجال رحب".
"الرد على الإخنائي" ص441
فالحذر الحذر .
عبد الرحمن السديس
2011-10-23, 09:18 PM
من وصايا أئمة السلف
قال أبو قلابة لأيوب: «إذا أحدث الله لك علما = فأحدث لله عبادة، ولا تكونن إنما همك أن تحدث به الناس»
المعرفة والتاريخ 2/66
عبد الرحمن السديس
2011-10-23, 09:19 PM
قال بعض الحكماء: من لم يحترس من عقله بعقله = هلك بعقله.
الآداب الشرعية
عبد الرحمن السديس
2011-10-23, 09:19 PM
قال سفيان: «الإلحاح لا يصلح ولا يجمل إلا على الله عز وجل». الآداب الشرعية لابن مفلح2/170
عبد الرحمن السديس
2011-10-23, 09:20 PM
قال بعض الحكماء: ينبغي للعاقل أن ينظر كل يوم إلى وجهه في المرآة ؛ فإن كان حسنا = لم يشنه بفعل قبيح ، وإن كان قبيحا = لم يجمع بين قبيحين !
"الجامع لأخلاق الراوي والسامع" 1/613.
عبد الرحمن السديس
2011-11-17, 02:36 PM
قال الإمام التابعي سليمان التيمي رحمه الله : «ما أغضبتَ أحدا = فسمع منك».
قلت: وهذه قاعدة عظيمة في النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فاللين مع المنصوح والمأمور = يفتح قلبه لقبول ما عندك، وعكسه بعكسه.
عبد الرحمن السديس
2011-11-17, 02:38 PM
قال الإمام الخطابي في «العزلة»: «فما حاجتك إلى عَنَاء لا غَنَاء له، وتعب لا نجح فيه، وما أَرَبك بصحبة قوم لا تستفيد بلقيهم علما، ولا بمشهدهم جمالا، ولا بمعونتهم مالا، إذا تأملتهم حقا = وجدتهم إخوان العلانية، أعداء السريرة، إذا لقوك تملقوك، وإذا غبت عنهم سَبَعُوك، من أتاك منهم =كان عليك رقيبا، ومن خرج قام بك خطيبا».
قلت: ما أكثر من ينطبق عليه هذا اليوم ؟!
لكن يحسن أن تصبر وتحتسب فتثاب على إفادتهم.
عبد الرحمن السديس
2011-11-17, 02:39 PM
الإنسان إذا أصابته المصائب بذنوبه وخطاياه = كان هو الظالم لنفسه،
فإذا تاب واستغفر = جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب.
والذنوب مثل أكل السم؛ فهو إذا أكل السم = مرض أو مات .. فإن شرب الترياق النافع = عافاه الله، فالذنوب كأكل السم، والترياق النافع كالتوبة النافعة،
والعبد فقير إلى الله تعالى في كل حال، فهو بفضله ورحمته = يلهمه التوبة، فإذا تاب = تاب عليه، فإذا سأله العبد ودعاه = استجاب دعاءه، كما قال : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }.
قاله شيخ الإسلام مجموع الفتاوى 8/240.
عبد الرحمن السديس
2011-11-17, 02:40 PM
هذه الطريقة تغيظ الشيطان وتصرفه عنك
إذا خطر في بالك خاطرة سوء على أخيك = فزد في مراعاته ؛ فادع له بالخير وأكثر ؛ فإن ذلك يغيط الشيطان ، وسيدفع عنك هذا الخاطر السيء = لئلا تدعو له.
بمعناه من "منهاج القاصدين" لابن الجوزي.
عبد الرحمن السديس
2011-11-17, 02:41 PM
لو كان هذا التصرف معك ماذا ستفعل ؟
دعاه إلى بيته ليكرمه ويقربه = فلم يحضر ، مع أنه لم يكن له عذر!، دعاه مرة أخرى وكذلك لم يحضر، وثالثة ؛ فحضر متأخرا مع آخر الحضور ، وانصرف سريعا ، ودعاه رابعة وخامسة ووو، وهذا ديدنه: إما ألا يحضر، وإما أن يحضر متأخرا، مشغول البال، ويبادر بالانصراف مع أول من ينصرف.
مع أن من دعاه ليس له أي مصلحة في حضوره ، بل المصلحة والفائدة له هو ، ومن دعاه قد أحسن إليه من قبل وله عليه أفضال كثيرة.
هذا الرجل هو المتخلف عن الجماعة والمتأخر عن الحضور لها، قد دعاه الله لها ليكرمه ويعلي درجته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة». متفق عليه.
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله». رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا». متفق عليه.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به، يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف». رواه مسلم.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.