المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأدب والدين .. ثنائية؟ أم لا؟



فريد البيدق
2010-11-30, 01:32 PM
هناك ثنائية مشهور النقاش حولها.
ما هي؟
هي ثنائية العلم والدين، وهي ليست موضوعنا مباشرة، لكنها تدخل معنا في التقرير العام الذي سيتم بحق ثنائيتنا.
ما ثنائيتنا؟
إنها الدين والأدب.
والسؤال الأول بخصوصها هو: هل هما ثنائية حقا؟ آلدين شيء والأدب شيء؟ أم الدين يشمل الأدب وغيره من شئون المسلم؟ أم الأدب يشمل الدين عند الأديب؟
... أنتظر تفاعل الإخوة والأخوات حول هذا السؤال!

بنت الشهباء
2010-12-03, 03:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل فريد البيدق

ديننا الحنيف لا يتعارض مع الأدب والفنّ والإبداع أيّ كان نوعه ؛ بل هما صنوان مقترنان يرتبط كل منهما بالآخر بشرط ألا نتغافل عن مبادئنا وقيمنا وثوابتنا الدينية ؛ لا أن نكتب ونعرض بضاعتنا – لا سمح الله – بأسلوب دعاري وفاحش ، ونستخدم ألفاظا توحي بالكفر البواح ، والعدوان على الرسل والأنبياء بحجة الحداثة التي تبيح لنا أن نستخدم مثل هذه الأوصاف والركامات القذرة ذلك لأن مساحة المبدع مفتوحة وغير مقيّدة ، ومباح لها أن تستخدم العبث اللغوي ، واللمح والإيحاء حتى ولو كانت تهدف لإفساد الفطرة البشرية ...

فالأدب أي كان مذهب ودين صاحبه إن كان يدعو إلى الفسق والانحلال الأخلاقي والمجون لانفع فيه ولا فائدة منه

وكل من سقط عنه جلباب الأدب والحياء فاغسل يديك منه وهذا مانهانا عنه نبينا الأميّ -محمد صلى الله وسلم -كما جاء في الحديث الصحيح
عن سالم بن عبد الله قال : سمعتُ أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
" كل أُمتي معافىً إلا المُجاهرين"
رواه البخاري

فريد البيدق
2011-09-15, 10:08 PM
بوركت أيتها الجليلة، ودام ثاقب رأيك!

فريد البيدق
2011-09-15, 10:10 PM
هاكم ما تم بيني وبين أحد الأستاذة في منتدى ما طرحت فيه الموضوع!
(1)

أصل موضوعي:
هناك ثنائية مشهور النقاش حولها.
ما هي؟
هي ثنائية العلم والدين، وهي ليست موضوعنا مباشرة، لكنها تدخل معنا في التقرير العام الذي سيتم بحق ثنائيتنا.
ما ثنائيتنا؟
إنها الدين والأدب.
والسؤال الأول بخصوصها هو: هل هما ثنائية حقا؟ آلدين شيء والأدب شيء؟ أم الدين يشمل الأدب وغيره من شئون المسلم؟ أم الأدب يشمل الدين عند الأديب؟

وأعني هل يكون ممارسة الأدب حال الإبداع فعلا إنسانيا يخضع لأحكام الشرع الخمسة المعروفة فلا يكون هناك تضاد وثنائية ويكون المسلم ذا توجهات واحدة ولا يكون الدين مضيقا عليه كما يشاع؟ أم هل تراه لا يخضع لذلك، فيكونان اثنين لكل منهما آدابه غير الملزمة للآخر، فيكون الأديب حال وجوده في عالم الأدب غير مطالب بالدين وأحكامه فيما ينشئ؟
... أنتظر تفاعل الإخوة والأخوات حول هذا السؤال!

فريد البيدق
2011-09-15, 10:10 PM
(2)
رد الأستاذ ...:



اسمحو لي أن أدلي برأيي المتواضع في هذا الموضوع ، لأقول بأن الأدب يراهن على الحرية و الدين يراهن على الحدود ، الأدب يسبح في النسبية و الدين في المطلق ، الأدب يعيش في المدنس أي الحياة الدنيا ، و الدين يراهن على المقدس ، الدين لا تناقش حقائقه ، الأدب يناقش كل شيء و قد يدحضه، الدين يؤمن بالثبات و الأدب يعنى بالتغيير ، الأدب يؤمن بالإنسان باعتباره مبدعا و قادرا على بناء ذاته و تاريخه و العالم من حوله ، الدين يؤمن بأن الله خالق كل شيء ، الأدب متسامح و الدين يصنف الناس إلى مؤمنين و كفار ، الدين يطلق أحكاما أخلاقية ، و الأدب أحكامه أدبية فنية ، الدين في خدمة الله ، و الأدب في خدمة الإنسان. الدين منشغل بنشر أخلاق اسلامية أو مسيحية او يهودية ، الأدب لا يهمه ذلك إنه منشغل بالقيم الانسانية الخالدة.
إذن شتان بين الاثنين.
"اعطوا ما للأدب للأدب و ما للدين للدين".

فريد البيدق
2011-09-15, 10:11 PM
(3)

وهذا ردي المتعدد الفقرات:
[1]
رأيك هو ما أنتظره أخي الحبيب مصطفى، وأرجو أن تصبر معي وتستمر حتى نخرج بنتيجة على أن نتغيا معا الحقيقة لا الهوى والتعصب للرؤية غير المؤسسة.
ما أدواتنا؟
- الوقوف مع حقائق الأشياء لا مع ما نتوهمه عنها.
- الوقوف مع دلالات الألفاظ كما تقولها اللغة العامة أو اللغة الخاصة بفن من الفنون فيما يعرف بالاصطلاحات.
تحديد مصادر الفِكَرِ والْفِكْرِ للكلام الذي نطرحه.
[2]
لنبدأ أخي الحبيب، وستكون البداية وقفة تفصيلية مع نصك!
(1)
قلتَ: اسمحو لي أن أدلي برأيي المتواضع في هذا الموضوع، لأقول بأن الأدب يراهن على الحرية و الدين يراهن على الحدود.
أقول: ما معنى يراهن أخي الحبيب؟ وهل يراهن الدين؟ وهل يتسع الأدب حتى يتغيا الحرية ويضيق الدين حتى ينحصر في الحدود؟
ما دليلك العقلي والشرعي والأدبي على هذا الادعاء؟
(2)
قلتَ: الأدب يسبح في النسبية و الدين في المطلق.
أقول: ناقضت ما قلتَه في الأولى.
كيف؟
كيف تكون مساحة الأدب هي الحرية ونفاجأ بأنه يسبح في النسبي الذي هو المقيد إلى شيء ما؟ وكيف تتسع مساحة الدين فجأة من الحدود إلى المطلق غير المرتب بشيء؟
... أنتظر توضيحا وتحديدا!
(3)
قلتَ: الدين يعيش في المدنس أي الحياة الدنيا ، و الدين يراهن على المقدس.
أقول: لم أفهم أخي الحبيب، فطردا لإنشائك ينبغي أن يحل الأدب محل كلمة الدين في أحد المتقابلين.
... أنتظر تصحيح اللفظ لينطلق النقاش!


(4)
قلت: الدين لا تناقش حقائقه ، الأدب يناقش كل شيء و قد يدحضه.
أقول: عدت إلى التناقض مرة ثانية.
كيف؟
ضيقت دائرة الدين ووسعت دائرة الأدب بعد أن فعلت العكس.
وأسألك أخي الحبيب: من زعم أن الدين لا تناقش حقائقه؟ ألم تطلع على علم العقيدة؟ ألم تقرأ في المذاهب الفقهية؟ ألم ...؟ ألم ...؟
كيف بعد كل ذلك يقال مثل هذه الكلام الذي يدين صاحبه بعدم القراءة في قضية كلامه؟
(5)
قلت: الدين يؤمن بالثبات، و الأدب يعنى بالتغيير.
أقول: بعد تجاوز جزئية التناقض المكررة أقول: ما دليل هذا الزعم أخي الحبيب؟ أهناك شيء يتسم بسمة واحدة في كل حقوله؟ أهذا شيء منطقي؟ أيقال بكل يسر: الدين يؤمن بالثبات، والأدب يؤمن بالتغيير؟
المنطقي أن كل شيء له ثوابت وله متغيرات، كل شيء يا حبيب. الدين والأدب والسياسة و... و... إلخ.
أنتظر تحديد الدلالات!
(6)
قلت: الأدب يؤمن بالإنسان باعتباره مبدعا و قادرا على بناء ذاته و تاريخه و العالم من حوله ، الدين يؤمن بأن الله خالق كل شيء.
أقول: هذه الثنائية غير متقابلة أخي الحبيب على ما عودتنا عليه في سابقاتها.
كيف؟
هل يمنع كون الأدب يؤمن بالإنسان مبدعا أن يؤمن الدين بخالقية الله تعالى؟ وهل تتعارض خالقية الله تعالى مع إبداع المبدع أيها الحبيب؟ وهل يعني هذا أن الوثني أوسع إبداعا من المؤمن بربه خالقا لكل شيء؟
أنتظر تصحيح الازدوج والدلالة!
(7)
قلت: الأدب متسامح و الدين يصنف الناس إلى مؤمنين و كفار.
أقول: ما دليل ادعائك أخي الحبيب؟ هل يخلو شيء من التصنيف؟
إن كل شيء له رؤية لا بد من أن يصنف.
كيف؟
الأدب الذي يبدو من كلامك أنه لا يصنف- يصنف الناس إلى أدباء وهم ممارسوه وغير أدباء وهم البقية، وتكون نظرته إلى الأدباء غير نظرته إلى البقية، ويتعالى من يمارس الأدب على البقية.
فهل نتهم الأدب لأنه يصنف بأنه شيء يجب أن يبتعد عنه الناس؟ إنك أخي الحبيب تلقي ما ليس بتهمة إلقاء ما هو تهمة بصورة تجعل الأمور كأنها مسلمات غير قابلة للمراجعة.
(
قلت: الدين يطلق أحكاما أخلاقية ، و الأدب أحكامه أدبية فنية.
أقول: ما دليل حصر أحكام الدين في الأحكام الخلقية؟ وهل تحكم الأحكام الأدبية الأحكام الأخلاقية؟ أم العكس؟
(9)
قلت: الدين في خدمة الله ، و الأدب في خدمة الإنسان.
أقول: وهل ينفرد الإنسان عن ربه أخي الحبيب؟ وهل يجوز أن يتجه الإنسان في بعض الأفعال إلى الله و لا يجوز في بعضها الاتجاه فيها إلى الله؟
هذه ثنائية لا ترضاها لو أعدت قراءتها أخي الحبيب؛ لذا لن أطيل!
(10)
قلت: الدين منشغل بنشر أخلاق اسلامية أو مسيحية او يهودية ، الأدب لا يهمه ذلك إنه منشغل بالقيم الانسانية الخالدة.
أقول: ما القيم الإنسانية الخالدة أخي الحبيب؟ ومن أين استقاها الأدب؟ وهل تخرج هذه القيم الإنسانية الخالدة عن الدين؟ وهل تختلف أخلاق الأديان عن القيم الإنسانية الخالدة؟
... أنتظر تحديد الدلالات!
(11)
قلت: إذن شتان بين الاثنين.
أقول: نتيجة ركبت على مقدمات غير صحيحة فخرجت غير صحيحة.
(12)
قلت: "اعطوا ما للأدب للأدب و ما للدين للدين".
أقول: جعلتهما نظيرين، ولكل منهما مساحته التي يحكم فيها بعيدا عن الآخر، بعد أن باينت بينهما سابقا أكثر من مرة.
[3]



وأقول أخيرا معبرا عن رأيي الذي أنتظر مناقشته منك ومن الإخوة والأخوات:
إن الأدب إذا صادم الدين كان ذلك دليل عجز الأديب لا محالة؛ لأن الدين لا يضيق على الإنسان لا سيما المبدع، فإذا شعر المبدع بالضيق فالضيق في أدواته. ويبقى الأدب خادما للدين كما كل نشاطات الحياة، ويشهد على ذلك الأدباء الملتزمون وهم كثر!

ابو عبد الاله المسعودي
2011-10-02, 01:25 AM
كم من أدبٍ صادم الدين (الديانات الوضعية ،والديانات السماوية، والدين الإسلامي) وكان أصحابُه منبوذين من طرف أهل الدين والالتزام.. يُنظر إليهم على أنهم خارجون عن حدوده غير ملتزمين بقيوده ..فهذا زنديق مارق، وذاك مبتدع ضال، وآخر إباحي منحل ..
لكن مع ذلك كان أدبهم أدباً عند الأدباء وأهل الدين.. وكانوا هم أدباء عند المتأدبين والمتدينين
فما للأدب والدين ؟؟ ثنائية غير واردة
إن كنتَ متديّنا ظهر ذلك على أدبك..
وإن كنتَ غير ملتزم ظهر ذلك على أدبك..
وإني لأعجب ممن يريد أن يحصر الأدب في الأدب الإسلامي وهو لا يعني بذلك الفترة الزمنية بل مضمونه ومحتواه الملتزم بالدين الإسلامي !!

فريد البيدق
2011-10-11, 10:30 PM
بوركت جليلنا الحبيب الأستاذ "أبو عبد الإله"!

مروان العزي
2011-10-26, 02:16 PM
الاخ الكريم فريد البيدق
أن الموضوع الذي تطرحه موضوع له ابعاد ويدخل مداخل شتى ولكن سأحاول ان اجيب بأختصار شافي ووجيز
أصل الأمر أن هناك ثقافة تنشأ عن كل دين وعقيدة وهذه الثقافة تولد الأدب وغيره في ذلك المجتمع،فهناك ثقافة يهودية عقائدية تنتج الأدب العبري اليهودي وكذا الثقافة النصرانية،والأم ر ينطبق على ديننا الاسلامي الحنيف،ولانه يستحيل توحيد هذه العقائد،فكذلك يستحيل توحيد وجمع الثقافات تحت مظلة واحدة ،كما يحاول ((اليونسكو))،وعلي ه فإن لكل دين ثقافته وأدبه،وكل دين يحاول الحفاظ على تلك الخصوصية،والادب مرتبط بالدين منذ الازل وممن يتعقب التاريخ الادبي يجد مايشفي الغليل من الشواهد والامثلة.