مشاهدة النسخة كاملة : هل من يعاني من متاعب نفسية ضعيف إيمان ؟
العارفة بالله
2010-11-26, 05:17 PM
هل من يعاني من متاعب نفسية ضعيف إيمان ؟
أخبرونا .
عدنان البخاري
2010-11-26, 05:36 PM
/// لا يلزم أن يكون التعب النفسي دالا على ضعف الإيمان على الدوام.
/// ويراجع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=47183&highlight=%C7%E1%E3%C4%E3%E4+% ED%CD%D2%E4
/// الشواهد في هذا الباب كثيرة.. منها ما ذكره الإخوة .
/// ومنها: بكاء يعقوب عليه السلام على فقد ابنه يوسف عليه السلام، حتى ابيضَّت عيناه: (وتولَّى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضَّت عيناه من الحزن فهو كظيم)
/// وفي مسلم، من حديث أبي هريرة قال زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال: "استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت".
/// وبكى عليٌّ حين قتل حمزةُ رضي الله عنهما شارفَيه، اللَّذين أعدهما لوليمة عُرسه!
/// ففي الصحيحين من حديث علي رضي الله عنه قال: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني شارفا من الخمس فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واعدت رجلا صواغا من بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه الصواغين وأستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار رجعت حين جمعت ما جمعت فإذا شارفاي قد اجتب أسنمتهما وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما فقلت من فعل هذا فقالوا فعل حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار فانطلقت حتى أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة فعرف النبي صلى الله عليه وسلم في وجهي الذي لقيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما لك فقلت يا رسول الله ما رأيت كاليوم قط عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وها هو ذا في بيت معه شرب فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن فأذنوا لهم فإذا هم شرب فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة قد ثمل محمرة عيناه فنظر حمزة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صعَّد النظر فنظر إلى ركبته ثم صعد النظر فنظر إلى سرته ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ثم قال حمزة هل أنتم إلا عبيد لأبي فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد ثمل فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقبيه القهقري وخرجنا معه... الحديث.
/// قال الحافظ في الفتح: "قوله: (فلم أملك عيني حين رأيت).. والمراد أنه بكى من شدة القهر الذي حصل له".
...
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده .
حينما قرأتُ السؤال ، تبادرت إلى ذهني بعض الإجابات ، حتى كان الفيصل قول الله سبحانه و تعالى عن حال النبي يعقوب عليه السلام : "وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ " .
و شتان بين حزن الكبار : " إنّما أشكو بثي و حزني إلى الله " ، و حزن الناس في زماننا _ " و ما أُبرئ نفسي " _ إلا من رحم ربي ..!
سُئل فضيلة الشيخ : ابن عثيمين _ رحمه الله رحمة واسعة _ السؤال التالي :
* هل المؤمن يمرض نفسيّاً ؟ وما هو علاجه في الشرع ؟ علماً بأن الطب الحديث يعالج هذه الأمراض بالأدوية العصرية فقط .
فأجاب فضيلته :
لا شك أن الإنسان يصاب بالأمراض النفسية : بالهم للمستقبل والحزن على الماضي ، وتفعل الأمراض النفسية بالبدن أكثر مما تفعله الحسية البدنية ، ودواء هذه الأمراض بالأمور الشرعية - أي : الرقية – أنجح من علاجها بالأدوية الحسية كما هو معروف .
ومن أدويتها : الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه : " أنه ما من مؤمن يصيبه همٌّ أو غمٌّ أو حزن فيقول : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمَتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي وغمي : إلا فرَّج الله عنه " ، فهذا من الأدوية الشرعية .
وكذلك أيضاً أن يقول الإنسان " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .
ومن أراد مزيداً من ذلك : فليرجع إلى ما كتبه العلماء في باب الأذكار كـ " الوابل الصيِّب " لابن القيم ، و " الكلِم الطيب " لشيخ الإسلام ابن تيمية ، و " الأذكار " للنووي ، و " زاد المعاد " لابن القيم .
لكن لمَّا ضعف الإيمان : ضعف قبول النفس للأدوية الشرعية ، وصار الناس الآن يعتمدون على الأدوية الحسية أكثر من اعتمادهم على الأدوية الشرعية ، أو لما كان الإيمان قويّاً : كانت الأدوية الشرعية مؤثرة تماماً ، بل إن تأثيرها أسرع من الأدوية الحسية ، ولا تخفى علينا جميعاً قصة الرجل الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سريَّة فنـزل على قوم من العرب ، ولكن هؤلاء القوم الذين نزلوا بهم لم يضيفوهم ، فشاء الله – عز وجل – أن لُدغ سيدهم لدغة حية ، فقال بعضهم لبعض : اذهبوا إلى هؤلاء القوم الذين نزلوا لعلكم تجدون عندهم راقياً ، فقال الصحابة لهم : لا نرقي على سيدكم إلا إذا أعطيتمونا كذا وكذا من الغنم ، فقالوا : لا بأس ، فذهب أحد الصحابة يقرأ على هذا الذي لُدغ ، فقرأ سورة الفاتحة فقط ، فقام هذا اللديغ كأنما نشط عن عقال .
وهكذا أثَّرت قراءة الفاتحة على هذا الرجل لأنها صدرت من قلب امتلأ إيماناً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن رجعوا إليه : " وما يدريك أنها رقية ؟ " .
لكن في زماننا هذا ضعف الدين والإيمان ، وصار الناس يعتمدون على الأمور الحسية الظاهرة ، وابتلوا فيها في الواقع .
ولكن في مقابل هؤلاء القوم أهل شعوذة ولعب بعقول الناس ومقدراتهم وأقوالهم يزعمون أنهم قُرّاء بررة ، ولكنهم أكلة مال بالباطل ، والناس بين طرفي نقيض : منهم من تطرف ولم ير للقراءة أثراً إطلاقاً ، ومنهم من تطرف ولعب بعقول الناس بالقراءات الكاذبة الخادعة ، ومنهم الوسط .
" فتاوى إسلامية " ( 4 / 465 ، 466 ) .
اللهم فرّج همّ المهمومين ، و نفّس كرب المكروبين ، و اقضِ الدين عن المدينين ، و اشفِ مرضانا و مرضى المسلمين ..
...
/// وفي البخاري من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي (ص) قال: ((ما يصيب المسلم من نَصَبٍ، ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ، ولا حَزَنٍ، ولا أذىً، ولا غَمٍّ، حتى الشَّوكة يشاكها =إلَّا كفر الله بها من خطاياه)).
أبو القاسم
2010-11-26, 05:55 PM
من المتاعب النفسية ما هو دليل على قوة الإيمان "فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا"
ولكن مقصوكم واضح أنه عن التعب النفسي بسبب تقلبات الحياة ونكد الدنيا ونحو ذلك..فهذا أيضا ليس كله متعلقا بضعف الإيمان..لأن النفس كالبدن يصيبها الإعلال إذا تعرضت لمواقف معينة..ولكن ميزة المؤمن أنه يتعالى بإيمانه على جرحه ويقهر مصابه النفسي بتعلقه بالله عز وجل فما يلبث أن يتحول من آلام إلى آمال, ومن ضيق إلى سعة
أي أن نفسيته لا تبقى أسيرة الحدث بل تستمد من خالقها ما ينعشها فتحلق رُغم ما مسها من لأواء ,وتخرج من كل محنة أصلب عوداً وأصحّ عافية ..وذلك بحسب مرتبة العبد في منازل التوحيد واليقين, ومثَل ذلك كمثَل رجلين أحدهما أصيب بجرح في يده فجعل يولول ويصرخ, في حين لثم الآخر جرحه وهو يتبسم قائلا:الحمد لله..وحين جرح رسول الله في يده الشريفة في بعض المشاهد قال:هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت, فاحتقر مصابه في ذات الله لما يضم بين جنبيه من نفس سامقة ..
الخلاصة:لا إشكال ان تعتل النفس بالأغيار المحيطة لكن النفس المطمئنة المؤمنة سرعان ما تلملم ذاتها ناهضة منتصرة بإذن الله..ولا تستمريء الشقاء
العارفة بالله
2010-11-26, 08:10 PM
الحمد لله إذن الإيمان لا يمنع المرض النفسي .
لطالما شعرت بالاسى من هذا الإعتقاد بأن الصحة النفسية دليل على قوة اليقين ورسوخ الإيمان لأن المؤمنين خارج دائرة الأدواء النفسية .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.