مشاهدة النسخة كاملة : السبيل إلى البيان = السبيل إلى البلاغة في الكتابة والنطق ؟!!
أبو الأزهر السلفي
2010-11-24, 01:30 PM
السبيلُ إلى البيانِ
سألتَني –وفَّقك الله- أن أهديَك إلى سبيلِ البيانِ، وأن أدلَّك على كتبه التي يُتوصَّلُ إليه بها. ولستُ أجهلُ أنه لم يبعثك على هذا السؤالِ إلا حسنُ ظنِّك بي، وجودةُ رأيِك فيَّ. ولكنَّ هذا الحسنَ، وهذه الجودةَ لا يُحمَدانِ إذا هما أصابا غيرَ موضعِهما، وكانا ذريعةً إلى تسويةِ المحسنِ بالمسيء، وإلحاقِ المقصِّر بالسابقِ. وإنِّي لأكرَه أن أدَّعيَ ما ليس لي بحقٍّ، أو أنتحلَ ما أعلمُ من نفسي خلافَه، فأزعُمَ أني من البلغاء إذا عُدَّ البلغاء، أو من الأدباء إذا قيلَ: مَن الأدباء؟ وما حاجتي إلى صنعةٍ محارَفٍ كسبُها، مُصَرَّدٍ رزقُها، صاحبُها طويلُ العَناء في باطلٍ، كثيرُ التفكير في غير طائلٍ، يتكلَّمُ في كلِّ علمٍ ثقةً منه بقلمِه، وبيانِه، وإدلالاً منه بقوةِ حجاجِه، وخِلابة منطقِه، ثم هو مُدافَع عن هذه العلومِ كلِّها، غيرُ مسلَّمٍ له من أهلِها، فلا الفقهاءُ يعترفون بانتسابِه إليهم، ولا المفسِّرون يعدُّونه منهم، ولا النُّحاةُ يرضونَ أن يكونَ أحدَهم. وكذلكَ أهلُ كلِّ علمٍ، فهو كما قالَ أبو الطيِّب اللُّغويُّ في «مراتبه»:
يتعاطَى كلَّ شيٍّ *** وهو لا يُحسِن شيَّا
تراهُ يتحدَّثُ عن الزهَّاد، والصُّلحاء، ويحصي مناقبَهم، ويروي أخبارَهم، فتظنُّه الحسنَ، أو ابنَ أدهَمَ، ثمَّ لا تلبثُ أن تراهُ يصِفُ المُجَّان، والخُلعاء، ويذكرُ طرائِفَهم، ويحكي مُلَحهم، فلا تَشُكُّ أنه مِن أصحابِ أبي نُواس، أو من نَدامَى ابنِ الحُبابِ. وتراهُ يذكرُ أخبارَ المغنِّين، وبدائعَ أصواتِهم، ومستحسَن ألحانِهم، ويُظهِر العُجْبَ بهم، والثناء على مذهبِهم، فتظنُّه صاحبَ معبدٍ، وموضعَ سرِّه، وصفيَّه، ونجيَّه، ثمَّ إذا هو يتحوَّل إلى ذكرِ القُرَّاء، ويستقصي حكاياتِهم، ويَروي لك نوادرَهم، ويُكثِر الشكوَى من أدعيائهم، والدُّخلاء فيهم من مَّن يتخذونَ القراءة سبيلاً ينالونَ به عرضَ الدُّنيا، ويأكلون به أموالَ الناس، فيقع في وهمك أنه من خُلَّصِ أصحاب نافعٍ، أو عاصمٍ، أو محمدٍ أبي القاسم.
ثمَّ إنَّ أمرَ الأديبِ لا يقومُ إلا بالكذب في القول، والتزيُّد في الكلام، وزخرفتِه، وتزيينه. يسمَعُ الخبَر الصغيرَ التافه، فلا يَزالُ ينمِّيه، ويصِله بشَتَّى الوُصَلِ حتى يكونَ أخبارًا، وتمرُّ به الحجةُ الرِّخوة المتهتِّكة، فيُكِبُّ عليها ينفُخ فيها، ويرتُقُ ثآها، ويحتالُ لها بوجوهِ الحيلِ حتى يجعلَها في أعينِ الناسِ قويَّةَ النسجِ، محكَمة الإبرام. فهذا بيان صنعةِ الأدبِ. وهي كما رأيتَ صنعة قِوامُها الكذب، وركنُها الذي تنهَضُ به التزيُّد، والمغالطة. فهل فيها بعدَ ذلكَ مرغَبٌ؟
فأما إذا زعمتَ أنَّك لا تريدُ أن تكونَ أديبًا، وإنما غرضُك أن تحوزَ من حسنِ الأسلوب، ورشاقةِ العِبارة، وحلاوةِ اللفظِ بمقدار ما تُبين به عن حاجاتِك، وتنفِّقُ به آراءَك، وتستميل قلوبَ الناسِ إلى ما عندَك من الحقِّ، لا تلِطُّ دونه بباطلٍ، ولا تمذقُه بكذبٍ، ولا تستعين به على تقريرِ مذهبٍ فاسدٍ، أو نحلةٍ زائغةٍ، فإنِّي أذكرُ لك سبُلاً تبَلّغُك بعضَ ما سألتَ، وتضعُ يدَك على ما أردتَّ إن شاءَ الله تعالى ، وإن كنتُ قدَّمتُ لك بعذري، وكشفتُ لكَ عن داخلة أمري.
أيُّها السائلُ الكريمُ،
إن صحَّ منكَ العزمُ على أن تكونَ بليغًا إذا كتبتَ، فصيحًا إذا حاضرتَ، وأن يكونَ لفظك أنيقًا، ومعناكَ بِكرًا، وأسلوبُك حُوَّلاً مُتصرِّفًا، فأقبل عليَّ بسمعِكِ، وقلبِك، فإني مهديكَ من نصحي محضَه، ومتخيِّرٌ لكَ من تجرِبتي لبابَها. ولا يَحملنَّك مكانُ العادةِ من نفسِك على أن تستوحشَ من مَّا لا تعرف، أو تنقبِض عن مَّا لم تألف.
مِلاكُ البلاغة، والبيان لفظٌ حسنٌ، ومعنًى فائقٌ، وأسلوبٌ رائقٌ. فإذا أردتَّ أن تحصِّلَهما، فأحكم هذه الأمورَ الثلاثةَ، وتعهَّدها من نفسك، وانظر ما أدركتَه منها.
وكأنِّي بك تسألني عن السبيلِ لذلكَ. فأقول:
ابدأ آثِرًا مَّا بالنحو، والصرف، فالتمس من علمِهما ما يقيمُ كلامَك، ويعصِمُك من اللَّحن. ومن الكتب الميسَّرة في ذلك شروحُ الآجرَّوميَّة. ومن أنفعِها للمبتدئ شرحُ محمد محيي الدين عبد الحميد المسمَّى بـ(التحفة السنيَّة). ومن الشروح المعاصرةِ شرحٌ لطيفٌ أنيقُ الطبعِ، حسنُ العرضِ لعبد العزيز الحربيِّ، اسمُه (أيسر الشروح على متن الآجرَّوميَّة)، وكتاب (التطبيق النحوي) لعبده الراجحيِّ. ولو استمعتَ إلى شرحِ ابن عثيمينٍ للآجروميَّة، كانَ حسنًا، ثمَّ (شرح قطرِ الندى)، أو (شرح شذور الذهب) لابن هشامٍ بحواشي محمد محيي الدين عبد الحميد. وأمَّا الصرفُ، فلعلَّ من أجمعِ كتبه، وأوضحها لغير المتخصِّصِ كتاب (التطبيق الصرفيّ)، ثمَّ (المغني الجديد) لمحمد خير حلواني، و(تصريف الأسماء والأفعال) لفخر الدين قباوة. والناسُ منصرفون إلى (شذا العَرف) للحملاويِّ. وهو وإن كانَ حسنَ الترتيب، والتبويب، فإنَّه بالغُ التعقيدِ، والمعاظلة، عَسِرٌ على المبتدئ خاصَّةً. على أنَّ في كلِّ ما ذكرتُ من الكتب مآخذ، وعيوبًا علميَّةً، ومنهجيّةً ليس هذا موضعَ بسطها. ولا أستحِبُّ القراءةَ في (تصريف العزِّي)، أو (مفتاح الجرجانيِّ)، أو (الأساس)، أو (متن البناء)، أو (لامية الأفعال) لاحتياجِها إلى شَرحٍ، ولقصورِها دونَ استيعابِ عامَّةِ أبوابِ الصرفِ.
ثمَّ تحفظ جملةً من ألفاظِ العربيَّة، حتى تكونَ لك ذخرًا ترجِعُ إليه عندَ الحاجة إلى معرفةِ أسماءِ الأشياءِ، وأنواعِها، والتمييزِ بينَ درجاتِها، وأحوالِها. وخيرُ ما أدلُّك عليه في ذلكَ كتبُ غريب الحديث، ككتاب أبي عبيدٍ القاسم بن سلامٍ، أو كتاب ابن قتيبة، أو الخطَّابي، أو الزمخشريِّ، أو ابن الأثير. وكتابُ أبي عبيدٍ يفضُلُها لتقدُّمِه، واعتمادِه على التلقِّي عن كبارِ العلماء، كأبي عبيدةَ، وأبي زيد، والأصمعيِّ، والكسائيِّ.
وتقرأ أيضًا في معجمات العربية المصنَّفة على الحروف. ومن أجلِّها، وأصحِّها (تهذيب اللغة) لأبي منصور الأزهريِّ، فإنَّه كان ناقدًا، وكانَ طويلَ الأناة، شديدَ التحرِّي في ما يَروي. وله حكاياتٌ عن الأعرابِ. وفي مقدِّمته التي افتتحَ بها كتابَه علمٌ غزيرٌ، وفوائدُ جمَّةٌ.
وتقرأ أيضًا في معجماتِ العربيَّة المُدارةِ على المعاني. وهي على نحوين، فنحوٌ منها يعقِدُ البابَ، ثم يذكرُ ما ينساقُ تحتَه من الألفاظِ ذاتِ المعنَى الواحدِ. ونحوٌ يذكرُ الألفاظَ في جمَلٍ تامَّةٍ ابتغاءَ التيسيرِ على الكتَّابِ، والمتأدِّبين. فأمَّا النحو الأول من الكتب، فرائِدُها، وسيِّدُها كتاب أبي عبيدٍ (الغريب المصنَّف)، ثم كتاب (التلخيص في معرفة أسماء الأشياء) لأبي هلالٍ العسكريِّ لتقدُّمِه. ولا أغضُّ من (فقهِ اللغة) لأبي منصور الثعالبيِّ، فإنه غايةٌ في هذا الباب، وكذلكَ (المخصّصِ) لابن سيده، فإنَّه أوسعُها سَعةً، وأجمعُها للعربيِّ القديمِ من الألفاظ. ولا أنصحُ بـ(كفاية المتحفظ) لابن الأجدابيِّ، فإنَّه يباعد القارئ عن فَهمِ الكلامِ العربيِّ، ومعرفةِ فروقِ ما بينَ الألفاظِ على وجهِ التحقيقِ لما فيه من شِدَّة الإيجازِ الذي ربَّما أفضَى إلى الخلط، والخطأ. ولهذا الأمرِ قدَّمتُ كتبَ غريبِ الحديثِ، إذْ كانَت الألفاظُ فيها تُقرَأ في سياقاتِها، فيكون هذا أسرعَ في الحفظِ، وأدنَى إلى الفَهم. وأمَّا النحو الثاني، فعليكَ بكتابِ (الألفاظ الكتابية) للهمَداني. ومِن الكتب الحديثةِ (نُجعة الرائد) لإبراهيمَ اليازجيِّ.
فإذا أنت أطلتَ النظرَ، وأدمنتَ الفِكرةَ في هذه الكتبِ التي عرضتُها لك. كلَّ ذلكَ تُردِّدها بصوتٍ مسموعٍ، وتتحسَّسُ معانيَها على وجوهِها، وتتقرَّاها يداكَ بلَمسٍ، فقد استوثقتَ من هذا البابِ بابِ الألفاظِ، وخرجتَ منه أبجرَ الحقيبةِ، فمِلْ إلى البابِ الذي بعدَه. وهو بابُ المعاني. وفائدةُ هذا البابِ أنَّه يُمكِّنك من تجليةِ أفكارِك، وتوضيحِها، والاحتجاجِ لها، ويبسُطُ ذرعَك في تشقيقِ الكلام، ويَزيدُ في مادَّتك، ويقوِّي مقدرتك على حسنِ التذوقِ، ودِقَّة التأمُّلِ. ومن أمثلِ كتب المعاني كتاب المعاني الكبير لابن قتيبة، والموازنة بين أبي تمَّام والبحتريِّ للآمديِّ، والأشباه والنظائر للخالديَّين، والوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي الجرجاني، والمنصف لابن وكيع، وديوان المعاني لأبي هلال العسكري. فإذا لبثتَ زمانًا من دهرك تتقلَّبُ بين هذه الكتب، وتنفُذُ إلى ما فيها من المعاني، وتشاركُ مؤلِّفيها آراءَهم مؤيِّدًا، ومخالفًا، وتضمُّ المعنَى منها إلى شكلِه، والنظيرَ إلى نظيرِه، وتُحسِن المفاضلةَ بينها، فقد نِلتَ شطرًا كبيرًا من الفقهِ بالمعاني، والبصرِ بها. ويحسُن حين إذٍ أن تقرأ في الكتب التي تشدُّ أيدَك في البحثِ القاصدِ، والاستدلالِ الصائبِ، ودرك الحجةِ، وتحقيقِ المسائلِ، ونقدِها. ومنها كتابُ سيبويه، ورسالة الشافعيِّ، وحيَوان الجاحظِ، ورسائله ، وتفسير الطبريِّ، وخصائص ابن جنِّي، ودلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة لعبدِ القاهرِ الجرجانيِّ. ومن الكتب الحديثة كتاب على السفود للرافعيِّ، وكتابا محمود شاكر نمط صعب ونمط مخيف، وأباطيل وأسمار.
وبذلك تستكمِل آلةَ هذا الباب إن شاء الله.
فأمَّا الكتبُ التي ترتاض بها على جودةِ الأسلوب، وعلى التصرُّف في فنون البلاغة، والتي تُزلِفُك إلى محاسنِ البيان، فأولُها كتابُ الله عزَّ وجلَّ، ثم نهج البلاغةِ المنسوب إلى علي http://majles.alukah.net/imgcache/2010/11/127.jpg، والقصائد السبع بشرح أبي بكرٍ الأنباريِّ، والمفضليات بشرح أبي محمدٍ الأنباريِّ، وأشعار الستة الجاهليين بشرح البطليوسيِّ، وديوان الحماسة بأيِّ شرح شئتَ، والبيان والتبيين للجاحظ، والكامل للمبرِّد، والأمالي لأبي عليٍّ القالي مع اللآلي لأبي عبيدٍ البكريِّ بتسميطِ الميمنيِّ، وزهر الآداب للحُصْريِّ، ومقامات الحريريِّ. ثمَّ هناكَ بعدُ كتبٌ أخرَى تُقسَّم بحسَب الغالب عليها إلى أقسامٍ مختلفةٍ. فمنها ما تستفيدُ منه أسلوبَ الأدبِ، والحكمةِ، كالأدب الكبير، والأدب الصغير لابن المقفَّع، وديوان أبي تمَّام، وديوان المتنبي، وسقط الزّند، واللزوميات لأبي العَلاء. ومنها ما تستفيد منه أسلوبَ القصص، وسياقة الأخبار، ككليلة ودمنة لابن المقفع، والبخلاء للجاحظ، وكتاب الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوريِّ، وتاريخ الطبريِّ، والأغاني لأبي الفرج الأصفهانيِّ. ومن كتب المحدَثين عبَرات المنفلوطيِّ، والروايات التي ترجَمَها، وقصص من التاريخ، وقصص من الحياة، والذكريات للطنطاويِّ. ومنها ما تستفيد منه أسلوبَ المقالة، كنظرات المنفلوطيِّ، ووحي القلم للرافعيِّ، ووحي الرسالة للزيَّات.
أمَّا العملُ في كتب هذا الباب، فعلَى وجوهٍ مختلِفةٍ، فمن الفِقَرِ ما تكتفي بقراءته مرَّة واحدةً قراءةً متأنِّيةً متأمِّلة مع التفكُّر في أسلوبِ الكاتب، وطريقتِه في الانتقالِ من قضيَّة إلى قضيَّة، ومن غرضٍ إلى غرضٍ، والتدقيقِ في ألفاظِه التي يستعملُها في كلامِه، وتحفُّظِ الجيِّدِ منها. ومن الفِقَرِ ما تحتاجُ إلى أن تكِرَّ عليها، فتعيد قراءتها، لشرفِها، ونبلِها. وأنا أستحِبُّ لك أن تجهرَ بها، وتُفصِح في نطقِك لها مترويًّا متمهِّلاً، وأن تقرأها قراءةَ مدقِّقٍ، وقراءةَ منقِّرٍ، وقراءةَ مَن يحترسُ أن تنِدَّ عنه لطيفةٌ، أو تفوتَه نادرةٌ، وأن تقِفَ على معانيها، وألفاظِها (وقوفَ شحيحٍ ضاعَ في التُّربِ خاتمُه). ومن الكلامِ كلامٌ ينبغي حفظُه، أو حفظُ قدرٍ منه كالقصائد السبع، والمفضليات، والحماسة، ولو أنَّ أحدًا حفظَهنَّ كلَّهنَّ، لم يكن ذلك كثيرًا، وكبعضِ الخُطَبِ، والحِكَمِ المبثوثةِ في ما سلفَ ذكِرُه من الكتب. ومن الطُّرقِ الحُسنَى المجرَّبة أن تقرأ القطعةَ، وتفهم معناها، ثم تغلِق الكتاب، وتحاولَ أن تكتبها بأحسنِ ما تقدِر عليه من البيان، ثم تفتح الكتاب، فتقارن بين تعبيرك، وتعبير الكاتب. فإنَّك إذا فعلتَ ذلك، عرفتَ مواضعَ إحسانك، فلزِمتَها، ومواطنَ إخفاقِك، فتجنبتَها. و (بضدِّه يتبيَّن الضِدُّ). وطريقةٌ أخرَى، وهي أن تسجِّلَ ما يُعجِبُك من الكلامِ البليغِ بمسجِّل الصوت، ثمَّ تأخذ في الاستماع إليه رائحًا غاديًا حتى تطمئِنَّ إلى أنكَ قد حفظتَه، أو كدتَّ.
وبعد، فإن شئتَ أن تستعرِضَ الكتبَ التي قصدَ أصحابُها إلى جمعِ ما لا بُدَّ للمتأدِّبِ من معرفتِه، كأدب الكاتب لابن قتيبة مع شرحِه الاقتضابِ للبطليوسيِّ، والعمدة لابن رشيق، والمثل السائر لابن الأثير، والوسيلة الأدبية للمرصفيِّ، فقد بلغتَ الغايةَ، وأبعدَ من الغايةِ.
فهذا بعضُ ما طاوعَني ذكرُه في هذا الأمرِ. على أنَّ ما أوردتُّ من الكتب قليلٌ من كثيرٍ. وقد يغني بعضُ ذلكَ عن بعضٍ. وإنَّما صنَّفتُ هذه الكتبَ إلى أبوابٍ مختلِفةٍ معَ تداخلها، وتشابكها، لأن الشيء إنما يُنسَب إلى معظَمِه، والمشتهرِ من أحواله.
وفقني الله وإياكَ إلى الرأيِ النجيحِ، والحجَّة الصحيحة، ورزقنا من حسنِ البيانِ ما ينوِّه بها، ويُجلِّي عنها.
أبو قصي فيصل المنصور -وفقه الله-
المصدر: ملتقى أهل اللغة (http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=2505)
فتح البارى
2010-11-24, 01:52 PM
مقال رائع، جزاك الله خيرا
أبو الهمام البرقاوي
2010-11-24, 02:53 PM
اللهم بارك ، قرت الأعين بهذا الأديب البارع ( فيصل المنصور ) .
أطال الله عمره ، وبارك في علمه وأهله .
أبوأسامة الجزائري
2010-11-25, 06:40 PM
جزاك الله خيراً أبا قصي ، فقد عرفت موضع الداء فوصفت ببراعة أحسن الدواء ، وأنت ياأبا الأزهر جزاك ربي خيرا على هذا النقل الموفق وأحسن إليك في الدّارَيْن.
أبو الحسن الرفاتي
2010-11-26, 02:36 PM
جزاكم الله خيراً
مُصْعَب
2010-12-05, 06:02 PM
جزاك الله خيرا
أبو الأزهر السلفي
2010-12-09, 01:03 AM
الإخوة الفضلاء النبلاء :
جزاكم الله خيرًا جميعًا, ونفع بكم !
مصطفى صادق الرّافعي
2010-12-09, 03:38 AM
باركَ اللهُ في صاحب الموضوع، وناقله؛ آمين آمين
عندي شيء أريد أنْ أقوله؛ شيء بريء جدّا وباللّغة العاميّة؛ بَقُولْ: هناك مبالغة في الموضوع، فبما أنّ البيانَ يكون باللّسانِ، فما فيش داعي إنّه الواحد يقرأ هذه الكتب كلها، أنا بقول: بكفي قراءة القرآن والتّعرّف على أساليبه وبلاغته وألفاظه وهي كافية بإذن الله؛ لكي يصل الإنسان إلى البيان، ولا أبالغ (جزء واحد من القرآن كافٍ) ؛ بصير الواحد يحكي صح، ويكون ذلكَ بالاستماع إلى القرّاء المتقنين، وقراءة التّفسير، وإذا استمعنا مثلا إلى الأدباء المشهورين أو العلماء أو المشايخ، فغالبهم يلحن في اللّغة كطه حسين، والأستاذ محمود شاكر -الله يرحمه ويدخله الفردوس- ووو ؛ أنا استمعت للعقّاد (لا يلحن)، وكذلكَ الشّيوخ والعلماء فغالبهم يلحن، خاصّة الذينَ يسرعونَ في الكلام، بالنّسبة لأساتذة الجامعات، فيغنّونَ غناءً ولا يلحنون حسب، فنصيحتي لي ولنفسي: أنْ أقرأ القرآن دائما وأستمع له، لكي أنطق جيّدا عندما أتكلّم أمامَ النّاس، وكذلكَ فلا تظهر أصوات لهجتي الأردنيّة في لغتي الفصيحة، فكثير من الأدباء المعاصرين تراهم يزعمونَ أنّهم يتكلّمون بالفصحى، وقد تخلّلت لغتهم أصواتَ لهجتهم سواء أكانت المصريّة أو الأردنيّة أو السّعوديّة أو المغربيّة....إلخ --- وشكرًا
أبو الأزهر السلفي
2010-12-09, 10:24 AM
باركَ اللهُ في صاحب الموضوع، وناقله؛ آمين آمين
عندي شيء أريد أنْ أقوله؛ شيء بريء جدّا وباللّغة العاميّة؛ بَقُولْ: هناك مبالغة في الموضوع، فبما أنّ البيانَ يكون باللّسانِ، فما فيش داعي إنّه الواحد يقرأ هذه الكتب كلها، أنا بقول: بكفي قراءة القرآن والتّعرّف على أساليبه وبلاغته وألفاظه وهي كافية بإذن الله؛ لكي يصل الإنسان إلى البيان، ولا أبالغ (جزء واحد من القرآن كافٍ) ؛ بصير الواحد يحكي صح، ويكون ذلكَ بالاستماع إلى القرّاء المتقنين، وقراءة التّفسير، وإذا استمعنا مثلا إلى الأدباء المشهورين أو العلماء أو المشايخ، فغالبهم يلحن في اللّغة كطه حسين، والأستاذ محمود شاكر -الله يرحمه ويدخله الفردوس- ووو ؛ أنا استمعت للعقّاد (لا يلحن)، وكذلكَ الشّيوخ والعلماء فغالبهم يلحن، خاصّة الذينَ يسرعونَ في الكلام، بالنّسبة لأساتذة الجامعات، فيغنّونَ غناءً ولا يلحنون حسب، فنصيحتي لي ولنفسي: أنْ أقرأ القرآن دائما وأستمع له، لكي أنطق جيّدا عندما أتكلّم أمامَ النّاس، وكذلكَ فلا تظهر أصوات لهجتي الأردنيّة في لغتي الفصيحة، فكثير من الأدباء المعاصرين تراهم يزعمونَ أنّهم يتكلّمون بالفصحى، وقد تخلّلت لغتهم أصواتَ لهجتهم سواء أكانت المصريّة أو الأردنيّة أو السّعوديّة أو المغربيّة....إلخ --- وشكرًا
الحمد لله ..
أخي مصطفى سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لقد استأتُ من هذه المشاركة التي هي أبعد ما تكون عن العلم وأهله -مع شديد الأسى-, وقد رأيت التناقض فيها لائحا باديا للقريب والبعيد فالزعم أنها نصيحة للنفس يحتِّم ألا تنشر على الملأ, والزعم أن جزءا واحدا من القرآن يكفي يقضي ألا يزاد عيله شيء من غيره لا من كتب تفسير الكثيرة جدا ولا غيرها, والزعم أن شادي البيان يستطيع أن يتعرف على بلاغة القرآن وأسلوبه وبيانه دونما درْسٍ معمق فيما خطه العلماء من قواعد بلاغية وأمثلة تطبيقية من النصوص القرآنية وغيرها لهو زعم أشبه بالمحال, وزعم أن كبار الأدباء يلحنون زعم يتطلب الدليل خصوصا الإمام أبا فهر محمود بن محمد شاكر الذي يُعد رأس العروبة والعربية في زمانه, وكذلك لا ينبغي حشر هذا الإمام المصلح الغيور على دينه وأمته مع العملاء الواضحين البيِّنين,
وأيضا التعليق على موضوع كُتب بلغة كادت تقارب لغة عمرو بن بحر الجاحظ بلغة عامية لهو من المستبشعات المقبوحات كالذي يُحمِّم وجه حسناء وضيئة فيطمس نورها وبهاءها !!!
أخي العزيز إنك أوردتها بلا شك ولكن ما هكذا يا مصطفى تورد الإبل, ومن عجز عن المعالي فلا يثبط عنها أهلها, ويضع العراقيل في طريقهم !!
وشكرا لك, وعسى أن تجد منك هذه الكلمات أذنا واعية, وقلبا منتصحا, ونفسا هادئة مطمئنة, والسلامُ .
أبو الهمام البرقاوي
2010-12-09, 03:10 PM
أبعدت النجعة أخانا مصطفى !
أبو بكر المحلي
2010-12-09, 05:52 PM
سامحك الله يا أخي، لا إخال الرافعي الكبير يرتضى منك هذا!
نعم بلاغة القرآن أعظم بلاغة، وبيانه أعظم بيان، لكن ألا ترى أن قولك مفضٍ إلى طرح العلوم النظرية التي عُنيتْ بالقواعد جملةً! يا أخي القرآن الكريم كافٍ وشاف، هذا صحيح، لكن متى فسد الذوق واختلط اللسان، كان الحال أصعب مما تتصور-وفقك الله-.
ثم جئت بثالثة الأثافي
أبو فهر من اللاحنين والعقاد لا يلحن، ما شاء الله!
ظني أنك لم تسمع أبا فهر مرة واحدة، ربما قستَه على دكاترة آخر زمان. غفر الله لي ولك، ووفقني وإياك لما يحبُّ ويرضى.
مصطفى صادق الرّافعي
2010-12-09, 08:07 PM
إخوتي ما بكم، يعني أنا لم أكذب كذبة واحدة، فالشّيخ العلّامة الكبير محمود شاكر- رحمه الله- تلميذ الشّيخ العلّامة الكبير مصطفى صادق الرّافعي - كانَ يلحن، ومن الأدلّة المتّفق عليها عند العلماء أدلّة السمع، فقد استمعتُ له في كثير من حلقاته، وليسَ من شيء يدعوني لأنْ أكذّب سمعي، فأقول أنّه لا يلحن فهو يخطئ والدّليل أنّ محاضراته فيها لحن، وهذا لا يضيره، ولا يضرّه بشيء، وهو عالم عارف بالعربيّة غصبا عنّي وعن الطّاهويين الحسينيين.
أخي أبا الأزهر ؛ ليسَ هناك تناقض، في قولي (نصيحة لنفسي) هذا أسلوب عربي فصيح، له أدلّته في اللّغة وفي الأدب.
وقولي بالبيان ليسَ زعما، أخي الفاضل؛ لأنّ البيانَ كانَ في الصّحابة وغيرهم من القرون السّابقة؛ وجزء واحد من القرآن يكفي حقيقة علميّة.
بالنّسبة لذكر الإمام محمود شاكر مع طه حسين لا يعيبه شيء، فأنا ترحّمت على الأستاذ محمود، ولم أترحّم على طه حسين.
بالنّسبة لكاتب الموضوع فهو على رأسي، وتعليقي بالعامّيّة لا يدلُّ على شيء؛ لأنّني قلت أنّه برئء جدّا، والتّعليق يأتي تحت الموضوع الرّائع، فلا يضرّه بشيء.
بالنّسبة ل(ما هكذا تورد الإبل) فهذه عبارة عن وردت عن العرب، ومثل رائع، لكن ضربه بيّ غير صحيح، وأنا ناقشت نقاشًا علميّا -إنْ شاء الله- فيما اختلفتَ فيه معي، فهو بالنّسبة لي هكذا يورد.
بالنّسبة لطرح العلوم النظرية التي عُنيتْ بالقواعد جملةً لم أقل به، لكن أنا بيّنتُ أنّ البيان يأتي من القرآن حسب، القرآن يكفي لكي يبينَ الإنسان في كلامه، أنا قلت أنّ هناك مبالغة في الموضوع وفي الكتب هذه، وأنا ركّزتُ على المنطوق، لأنّ كثيراً من النّاس قرأوا هذه الكتب النّظريّة ولا يجيدونَ الكلام بالفصحى، مثل طه حسين.
لكن الاختصاص بهذه العلوم التي تُدرّسها وتدرسها هذه الكتب شيء آخر، فلا أحد ينكر أنْ يقرأ دارس النّحو الكتاب، ويقرأ دارس الصّرف ... ويقرأ دارس البلاغة...
وليستمع طالب العلم الذي يريد انْ يتكلّم بالفصحى، ويبين في قوله، للشّيخ عبد الباسط والمعصراوي وووو ثمّ فليُعد وراءه
فإنّه سينتفع أكثر من قراءة هذه الكتب، التي في الحقيقة تخصّصات دراسة.
أبو عبد الله عماد
2010-12-09, 09:34 PM
السلام عليكم
إذ كان أبو فهر يثبت لحنه بأدلة السمع
فأين هذه المحاضرات بارك الله فيك
فلربما كان الشيخ ينطق الكلمة بلسان غير المشهورة به فتحسبه لحناً
حتى يكون النقاس مثمراً بارك الله فيك
فقولك في الشيخ أنه يلحن لن يحرك ساكناً حتى تأتي بدليلك ولا يكفينا سماعك فهو ليس بحجة إذ لم يعتضد بسند أعلى من عالم أو ماشابه
لايكفي القرآن لتعلم البلاغة لدليل أن مشايخ القراءات أنفسهم لا يتحدثون الفصحى
الأعجمي يجيد قراءة القرآن ولكنه لايتحدث العربية إلا يسيراً
أما الأدوات فلابد من تعلمها ودراستها لمن أراد الفصاحة والبيان
فشعراء الجاهلية وصدر الإسلام كانوا فصحاء بالفطرة
ومن أراد أن يكون فصيحاً بعد تلك الفترة مثل الإمام الشافعي فكان يذهب إلى قبائل العرب ويساكنهم ويختلط بهم لفترة ليست بالقصيرة من الزمن حتى يستوي لسانه
ولكن هذا الخيار ليس بالمتاح أمامنا الآن
والممارسة تكفي سواء والأفضل في ذلك الكتاب الذي حفظ اللغة ألا وهو القرآن الكريم
ثم أشعار العرب وكتبهم خاصة كتب القرون الثلاثة الأول في أي مجال
أحبكم في الله
أبو الأزهر السلفي
2010-12-09, 10:04 PM
إخوتي ما بكم، يعني أنا لم أكذب كذبة واحدة، فالشّيخ العلّامة الكبير محمود شاكر- رحمه الله- تلميذ الشّيخ العلّامة الكبير مصطفى صادق الرّافعي - كانَ يلحن، ومن الأدلّة المتّفق عليها عند العلماء أدلّة السمع، فقد استمعتُ له في كثير من حلقاته، وليسَ من شيء يدعوني لأنْ أكذّب سمعي، فأقول أنّه لا يلحن فهو يخطئ والدّليل أنّ محاضراته فيها لحن، وهذا لا يضيره، ولا يضرّه بشيء، وهو عالم عارف بالعربيّة غصبا عنّي وعن الطّاهويين الحسينيين.
أخي أبا الأزهر ؛ ليسَ هناك تناقض، في قولي (نصيحة لنفسي) هذا أسلوب عربي فصيح، له أدلّته في اللّغة وفي الأدب.
وقولي بالبيان ليسَ زعما، أخي الفاضل؛ لأنّ البيانَ كانَ في الصّحابة وغيرهم من القرون السّابقة؛ وجزء واحد من القرآن يكفي حقيقة علميّة.
بالنّسبة لذكر الإمام محمود شاكر مع طه حسين لا يعيبه شيء، فأنا ترحّمت على الأستاذ محمود، ولم أترحّم على طه حسين.
بالنّسبة لكاتب الموضوع فهو على رأسي، وتعليقي بالعامّيّة لا يدلُّ على شيء؛ لأنّني قلت أنّه برئء جدّا، والتّعليق يأتي تحت الموضوع الرّائع، فلا يضرّه بشيء.
بالنّسبة ل(ما هكذا تورد الإبل) فهذه عبارة عن وردت عن العرب، ومثل رائع، لكن ضربه بيّ غير صحيح، وأنا ناقشت نقاشًا علميّا -إنْ شاء الله- فيما اختلفتَ فيه معي، فهو بالنّسبة لي هكذا يورد.
بالنّسبة لطرح العلوم النظرية التي عُنيتْ بالقواعد جملةً لم أقل به، لكن أنا بيّنتُ أنّ البيان يأتي من القرآن حسب، القرآن يكفي لكي يبينَ الإنسان في كلامه، أنا قلت أنّ هناك مبالغة في الموضوع وفي الكتب هذه، وأنا ركّزتُ على المنطوق، لأنّ كثيراً من النّاس قرأوا هذه الكتب النّظريّة ولا يجيدونَ الكلام بالفصحى، مثل طه حسين.
لكن الاختصاص بهذه العلوم التي تُدرّسها وتدرسها هذه الكتب شيء آخر، فلا أحد ينكر أنْ يقرأ دارس النّحو الكتاب، ويقرأ دارس الصّرف ... ويقرأ دارس البلاغة...
وليستمع طالب العلم الذي يريد انْ يتكلّم بالفصحى، ويبين في قوله، للشّيخ عبد الباسط والمعصراوي وووو ثمّ فليُعد وراءه
فإنّه سينتفع أكثر من قراءة هذه الكتب، التي في الحقيقة تخصّصات دراسة.
أخي العزيز مصطفى .. من الممكن أن أوافقك على مثل هذا الكلام, ولكن في حالة واحدة فقط وهي أن أعدُّه مُزاحا ثقيلا لا لطيفا, أما أن يكون جِدًّا فهذا ما لا يكون عندي وعند كل عاقل مصون حتى لو التقى التَّحَرُّك مع السكون !!
ولا أعجب أن يصدر عن طالب علم مثل هذا الكلام في يوم من الأيام, ولكن أن يصدر عن طالب للعربية فهو الشأن الذي لا يتقضَّى له طويل العجب !!
لست مُتَكَلِّفا حشد الأدلة على بطلان نظراتك -أيها الأخ الكريم-؛ فمثلها لا يحتاج لعناء, وبطلانها يغني عن إبطالها, وفسادها يغني عن إفسادها -عذرًا عذرًا .. كذا أمانة العلم- !
ولكم سيطربني ويسلِّيني ويعزِّيني أن أجد للإمام الأوحد محمود بن محمد شاكر لحنًا في العربية .. لا شماتة وتنقصا وثلبا لهذا المقدام .. كلا -واللهِ- .. وإنما لأتعلَّل به في كل مجمع ونادٍ إذا لم يسعفني لساني -يوما- على سلامة بياني, ولكن نفسي تفضل خرط القتاد على الظفر بمثل هذا المراد, ودونك -أيها الباحث- أعالي الجياد, أركبنَّها مطلقا السهاد, جائبا البلاد, وارجعنَّ إلينا بعد ذاك بلحن واحد في لسان الإمام الجواد !
والسلامُ ..
أبو الهمام البرقاوي
2010-12-09, 11:03 PM
بالنّسبة لطرح العلوم النظرية التي عُنيتْ بالقواعد جملةً لم أقل به، لكن أنا بيّنتُ أنّ البيان يأتي من القرآن حسب، القرآن يكفي لكي يبينَ الإنسان في كلامه، أنا قلت أنّ هناك مبالغة في الموضوع وفي الكتب هذه، وأنا ركّزتُ على المنطوق، لأنّ كثيراً من النّاس قرأوا هذه الكتب النّظريّة ولا يجيدونَ الكلام بالفصحى، مثل طه حسين.
أسئلة /
هلّا ذكرتَ لنا تاجاً للأدباء ، أو سراجاً للبُلغاء ، اقتنص هذين اللقبين ؛ لقراءته جزءا من القرآن الكريم ، أو حتى القرآن كاملا ؟! - لنخرجَ بثمرةٍ من قولك المبتدَع-
وما علاقةُ لحنِ النَّحو بالبيان ؟!
وهل كلُّ من يحفظ القرآنَ صار فصيحا في كلامِه وكتاباتِه ؟! -بل أتنزل وأقول :
هل إذا جمع الأديب بين الكتب الأدبية والقرآن الكريم صار فصيحاً ؟
وقولك ( يأتي من القرآن حسب ) عجيبٌ لا يقالُ لك إلا ما قاله الأخ ( لست مُتَكَلِّفا حشد الأدلة على بطلان نظراتك -أيها الأخ الكريم-؛ فمثلها لا يحتاج لعناء, وبطلانها يغني عن إبطالها, وفسادها يغني عن إفسادها -عذرًا عذرًا .. كذا أمانة العلم- ! ) .
أبو بكر المحلي
2010-12-09, 11:54 PM
يا أخ مصطفى، أنصحك بأن تصبر، ولا تجتهد اجتهاداتٍ لم تسبق إليها!
أما أن فلانا يلحن، أو لا يلحن، فلا ننكر أن للقول فلتات، وللسان عثرات، لكن في الحقيقة لا أدري ما مناسبة هذا لما نحن فيه!
هل صدور هذا الذي تتوهمه لحنًا، أو هو-تنزلا-لحن من أبي فهر-هو لأنه اتبع طريقة العلماء-رحمهم الله-!
إن صحّ أن فلانا من الناس يلحن ولا يحسن لغة العلم، وهو مع ذلك يشار إليه بالبنان، وتثنى به الخناصر، فهل يعني هذا التسامح في ذلك تبعا له، أين أنت من سلفك الذين كانوا يضربون على اللحن!
يا أخي الكريم, هذه الكتب والدواوين التي خلفها لنا علماؤنا-رحمهم الله-تدور كلها في فلك خدمة الشريعة والدين، وما قال أحدٌ إنه يلزمك الإحاطة بها كلِّها، بل الشأن كما ذكر الشافعي-رحمه الله-من أنه لا يحيط باللغة إلا نبيٌّ، وهذا صاحب المقال-وفقه الله-يوضح مقصوده، فيقول:
وقد يغني بعضُ ذلكَ عن بعضٍ. وإنَّما صنَّفتُ هذه الكتبَ إلى أبوابٍ مختلِفةٍ معَ تداخلها، وتشابكها، لأن الشيء إنما يُنسَب إلى معظَمِه، والمشتهرِ من أحواله.
ألا تعلم أن الفقه في العربية يَزيدك بصرا بالشريعة وحكمها، وغوصًا في معرفة دلالاتها وعللها!
يأيها الحبيب، أسلافنا الكرام لم يصنفوا لنا هذه المؤلفات التي تكتب بماء العيون-لم يؤلفوها ليصدوا الناس عن كتاب الله. فتدبرْ!
وأكرر نصحي عليك أيها الكريم أن تتلقى العلم عن العلماء الذين عرفوا بالعلم، وأن تتهم الرأي، فما تحسبه نضِج، قد لا يكون كذلك، فالتأنيَ التأنيَ، والنصحَ أردتُّ، والسلام عليك ورحمة الله.
مصطفى صادق الرّافعي
2010-12-10, 01:54 AM
ابتسامة لأحبابي الذي قسوا عليَّ كثيرًا.
فيديو المشاركات:
أبو بكر المحلّي ينكر عليَّ ويستهجن تلحيني لأبي فهر:
أبو فهر من اللاحنين والعقاد لا يلحن، ما شاء الله!
ظني أنك لم تسمع أبا فهر مرة واحدة، ربما قستَه على دكاترة آخر زمان. غفر الله لي ولك، ووفقني وإياك لما يحبُّ ويرضى.
أبو بكر يقول قولا أخاله متناقضا مع قوله الأوّل:
أما أن فلانا يلحن، أو لا يلحن، فلا ننكر أن للقول فلتات، وللسان عثرات، لكن في الحقيقة لا أدري ما مناسبة هذا لما نحن فيه!
هل صدور هذا الذي تتوهمه لحنًا، أو هو-تنزلا-لحن من أبي فهر-هو لأنه اتبع طريقة العلماء-رحمهم الله-!
أقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ...}الحجرات12
سأذكر لكَ مثالا بسيطا، وهو قولُ الشّيخ –رحمه الله- في محاضرته المشهورة:
"ولولا هذا لم يكن لهذه المطالبةُ العامّةُ أيضا معنىً واحد. الوقت (6/14)
ونرجع إلى أبي عبد الله عماد:
(السلام عليكم إذ كان أبو فهر يثبت لحنه بأدلة السمع ، فأين هذه المحاضرات بارك الله فيك
فلربما كان الشيخ ينطق الكلمة بلسان غير المشهورة به فتحسبه لحناً حتى يكون النقاس مثمراً بارك الله فيك
فقولك في الشيخ أنه يلحن لن يحرك ساكناً حتى تأتي بدليلك ولا يكفينا سماعك فهو ليس بحجة إذ لم يعتضد بسند أعلى من عالم أو ماشابه)
أقول: كثيرة؛ لكن لا ينبغي أنْ يُشار إليها كلّها، فأنتَ تعلم أنّ الإنترنت مليئة بالسّفلة الذينَ يتتبّعونَ أخطاء العلماء وزلّاتهم وينشرونها ترويجا لمذاهبهم الضّالة، وإنّما أشرتْ إلى ذلكَ اللّحن؛ لأنّ الإخوة كذّبوني.
بالنّسبة أخي وأستاذي الكريم لمعنى الفصاحة والبلاغة والبيان فهذا موضوع طويل يحتاج لتحديد مصطلحات، والأحسن أنْ نتركه هنا. وإذا كانَ مشايخ القراءات "لا يتحدثون الفصحى" كما تقول، فهذه غلطتهم، وأنا أدعو لتطبيق ما سُمعَ من القرآن في النّطق، يعني أدعو لمنهج تعليمي أسهل لكي يكون طالب العلم مبينا في كلامه، فلا يلحن سواء أكان ذلكَ في الصّرف أو النّحو أو اللّغة (إذا كان بمحاضرة رسميّة أو أراد التّحدّث بالفصحى)، ومن ثمّ يكون أسلوبه ولفظه ووووووو مأخوذا من أعلى كلامٍ بيانيٍّ.
بالنّسبة لأبي الأزهر، فهو يُقوّلني ما لم أقل، وكأنّني سببتُ على عالمي وشيخي الفاضل وتنقّصتُ منه، لا واللهِ، فكلماتي واضحة، وقد قلت: " والدّليل أنّ محاضراته فيها لحن، وهذا لا يضيره، ولا يضرّه بشيء، وهو عالم عارفبالعربيّة غصبا عنّي وعن الطّاهويين الحسينيين".
أخي الفاضل، دائما لا تغضب عندما تناقش أي إنسان، ولا تأتي بأشياء وترد عليها، اقتبس من قولي، وردّ عليه؛ هذه هو الحق الذي أعرفه؛ لأنه بالمنطق إنّه الواحد إذا ما كانش قايل إشيء خطأ؛ إنّه لا يُنسب إليه الخطأ ثمّ يرد على الخطأ؛ لأنّه لم يرتكبه.
بالنّسبة لأبي الهمام: فهناك فرق بين أنْ تكونَ أديبا وبين أنْ تكون مبينا في قولك.
ماذا قالَ الكاتب: فأما إذا زعمتَ أنَّك لا تريدُ أن تكونَ أديبًا، وإنما غرضُك أن تحوزَ من حسنِ الأسلوب، ورشاقةِ العِبارة، وحلاوةِ اللفظِ بمقدار ما تُبين به عن حاجاتِك، وتنفِّقُ به آراءَك...إلخ
وما علاقةُ لحنِ النَّحو بالبيان ؟!
أقول: أهم شيء في البيان، بدّي أضرب لكَ مثالاً، عندنا شيخ بطلع على المنبر، وأقسم بالله العظيم تخصّصه لغة عربيّة، بتعرف شو بقول، بقول:
"إنّ الحمدُ لله؛ نحمده، ونستعينَه،....وأح ذركم من مخالفةُ أمرَه" ....ويقول عن نفسه أيضا: "كنتَ، ولا يقول كنتُ"...إلخ من البلاوي؛ فتغيير الحركة الإعرابيّة ولو لم يؤثّر ذلكَ على المعنى شنيع جدّا، وبذلك بفقد المحاضر جزءا من البيان، فكيف إذا...تغيّر المعنى؟!
وهل كلُّ من يحفظ القرآنَ صار فصيحا في كلامِه وكتاباتِه ؟! -بل أتنزل وأقول :
هل إذا جمع الأديب بين الكتب الأدبية والقرآن الكريم صار فصيحاً ؟
أقول: لم يتكلّم أحد عن حفظ القرآن، لكن حفظه بأصواته وألفاظه وأساليبه وتوظيفها في الكلام هو الّذي تكلّمنا عنه. والسّؤال الثّاني خارج –كثيرا- عن الموضوع
(وقولك يأتي من القرآن حسب عجيبٌ)
أقول: لا أعترضُ على قولك، لكن أذكر هذه الآيات للعظة والتّدبّر.
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }القمر32
{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }فصلت3
{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }الزمر27
{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ }يس69
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }الفرقان30
إلخ
يكفي هذا؛ سأذهبْ.
أبو الأزهر السلفي
2010-12-10, 07:31 AM
سأذكر لكَ مثالا بسيطا، وهو قولُ الشّيخ –رحمه الله- في محاضرته المشهورة:
"ولولا هذا لم يكن لهذه المطالبةُ العامّةُ أيضا معنىً واحد. الوقت (6/14)
لشدَّ ما كذبتك أذنك أخي مصطفى! .. إي والله فقد راجعت الماحضرةَ ووجدت كلام الإمام على الصواب مكسورًا لا مرفوعًا ! فمن أين أتيت بمثل هذا السماع لمنطق حروفه ؟!
وصدق من اتهمك قبال اتهامك للإمام محمود شاكر -رحمه الله-.
سأضع رابط الماحضرة لمن أحب أن يستوثق بنفسه (د: 14 -- ث: 6) .
القرآن الكريم والشعر الجاهلي لـمحمود محمد شاكر (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=69311)
وقد أتابع تعقب النظرية المبتدعة التي جاء بها الأخ مصطفى -وفقه الله-.
مصطفى صادق الرّافعي
2010-12-10, 02:09 PM
أخي الفاضل، هداكَ الله، ارفق في الكلام عليَّ، ولا تصفني بالكذب، فواللهِ إنّي أعزّك وأقدّرك تقديرا كبيرا، والواجب عليكَ أنْ تحترمني كما أحترمك، ونحنُ هنا للتّعلّم؛ أتعلّم منكَ وتتعلّمُ منّي، هاي هي سنّة من سنن الحياة، وما حداش بزعل من النّقاش العلمي.
وللجميع؛ قطعت الخطأ -المفترض-من نفس المحاضرة التي استمعتَ إليها أنتَ وأشرتَ إليها قبلَ قليل، فمن أراد أنْ يستمعَ فليستمع. وأشكركم جميعا.
من هنا (http://download148.mediafire.com/bcd19c9actug/8okzlryj5hg7dia/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D8%A9+%D8%A 7%D9%84%D9%84%D9%87+%D8%B9%D9% 84%D9%89+%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D9 %86%D8%A7.wma)
وأنا أقول كما قلتَ أخي: "ولكم سيطربني ويسلِّيني ويعزِّيني أن أجد للإمام الأوحد محمود بن محمد شاكر لحنًا في العربية .. لا شماتة وتنقصا وثلبا لهذا المقدام .. كلا -واللهِ- .. وإنما لأتعلَّل به في كل مجمع ونادٍ إذا لم يسعفني لساني -يوما- على سلامة بياني".
أبو الأزهر السلفي
2010-12-10, 02:56 PM
أخي الفاضل، هداكَ الله، ارفق في الكلام عليَّ، ولا تصفني بالكذب، فواللهِ إنّي أعزّك وأقدّرك تقديرا كبيرا، والواجب عليكَ أنْ تحترمني كما أحترمك، ونحنُ هنا للتّعلّم؛ أتعلّم منكَ وتتعلّمُ منّي، هاي هي سنّة من سنن الحياة، وما حداش بزعل من النّقاش العلمي.
ما زلنا نتفيأ ظلال العجب والغَرَب مع الأخ الحبيب مصطفى, وها هو -يغفر الله له- يفهم الكلام على غير وجهه مرَّة بعيد مرَّة, فالله يطلف بنا وبه !
أخي الغالي لن أكذِّبك أبدًا -إن شاء الله- فأنت عليَّ عزيز وغالٍ وحبيب, وتذكر أن الحق أحب إلينا وأعز وأغلى .
أيها الطيب حينما أقول لكَ: (( لشدَّ ما كذَبَتْكَ أُذُنَك أخي مصطفى! ))
لا يعني هذا عند أهل العربية أني أقول: (( أنت كذاب أو كاذب )) !!
وحاشَاك والكذب -أيها الصادق- .
وإنما هي بمعنى الخطأ؛ فأُذُنك لم تصدقكَ نبأ الكلام, وأخطأت في التقدير, وحسبت المخفوض مرفوعًا, والزئير رغاءًا, ولا تثريب عليك في العموم إلا أنه كان ينبغي عليك التمهُّل قليلا, والعتب طويلا على هذه الأذن قبل أن تأخذ بتقديرها في مثل هذا الخطب الجلل.
وحتى يطمئن قلبك فما عليك إلا أن تديم التأمل في حديث (( كذبَ أبو السنابل ))
والسلامُ ..
مصطفى صادق الرّافعي
2010-12-10, 03:49 PM
أنا أزعم أنّك خطأ فيما سمعتَ، وأنتَ تزعم أنّي خطأ فيما سمعتُ، والنّاس تحكم خاصّة الذينَ شاركوا في موضوعنا (أبو بكر المحلي، أبو الهمام البرقاوي، أبو عبد الله عماد...) وبعدَ ذلكَ يتبيّن من الذي وقعَ في الخطأ.
وقد حمّلتُ لهم الجملة في مشاركتي السّابقة
وشكًرا لكَ.
أبو الأزهر السلفي
2010-12-10, 04:46 PM
أنا أزعم أنّك خطأ فيما سمعتَ، وأنتَ تزعم أنّي خطأ فيما سمعتُ، والنّاس تحكم خاصّة الذينَ شاركوا في موضوعنا (أبو بكر المحلي، أبو الهمام البرقاوي، أبو عبد الله عماد...) وبعدَ ذلكَ يتبيّن من الذي وقعَ في الخطأ.
وقد حمّلتُ لهم الجملة في مشاركتي السّابقة
وشكًرا لكَ.
أحسنت أخي الكريم, ونحتاج أيضا إلى قول فَصْل في النظرية المبتدعة التي جئتنا بها -عفا الله عنك- مع استغنائي عن أي قول ولكن ليطنئن قلبك اطمئنانا بعد اطمئنان !
والله الموفق .
أبو الأزهر السلفي
2010-12-10, 07:53 PM
أيها الطيب حينما أقول لكَ: (( لشدَّ ما كذَبَتْكَ أُذُنُك أخي مصطفى! ))
تصحيح خطأ في ضبط كلمة (أذنك), وشكرًا ..
أبو بكر المحلي
2010-12-11, 08:14 AM
في مشاركة واحدة ردّ صاحبنا كلَّ ما قاله إخوانه، وعبثًا قالوا!
يا للهِ!
يا صاحِ، أنت تحرُفُنا عن الموضوع الأصلي إلى ما لا يناسبُ المقام. نحن والإخوة المشاهدون-ما دام هناك أجهزة تصوير ونحوها!-نناقشك في هذا المحدث من الرأي.
هذا العلم علم البيان أو علم البلاغة ذكره العلماء في فروض الكفايات، وجعلوا لتعلمه قواعد وسبلا، شأنه شأن غيره من العلوم. وما أرى قولك الذي يؤول إلى هِجران هذه القواعد إلا كقول صاحب الأريكة الذي يقول: (بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من...) الحديثَ، قد اشترط الأئمة في من يفسر كلام الله أن يكون معه قسطٌ وافرٌ من علوم العربية، لا سيما علم البلاغة والبيان، فماذا يكون القول فيمن أراد أ ن يتسنم البيان، ويحوز فيه قصب السبق، يا أخي لا جدال في أن القرآن الكريم في ذروة الفصاحة، لكن الحديث عن رجل عمَد إلى سماع كتاب الله المعجز، وقد جمع إلى فساد الذوق والطبع كثافة الجهل وخفة العقل، يصبح علينا قائلا: أنا الأديب الألمعي، والقول ما قلت لا ما قالت حذامِ، ووالله لقد رأيت من ذلك ما يضحك الثكلى، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
من نافلة القول: أنّ اللحن المزعوم من كيس أخينا مصطفى-وفقه الله-، هكذا سمعت أذني ووعى قلبي، والله المستعان.
أخذتُ على المبرِّدِ ألفَ بيتِ ** كذاك الحيُّ يغلِبُ ألفَ ميتِ
ألم أقل لك: إنك لم تسمعه-أعني: لم تسمعه حق سمعه-، ولو وجدتَّ إلى ذلك سبيلا، فأرجو ألا تطير بهذا مدرعًا به، فلن نعذرك في لحنك، ولن نسمح لك بأن تحرفنا عن نظريتك المبتدعة.
نصيحة أخرى لك يأخي الكريم، أرجو أن تدع هذه الرطانة في الحديث، فلا يحسن أن يكون الكلام في قضايا العربية باللهجات العصرية ونحوها، أو تدعَ الحديث في هذه المسائل أصلا، ورحِم اللهُ امرأً عرَف قدرَ نفسِه، سامحنا الله وإياك، ووفقنا لما يحب ويرضى!
أبو بكر المحلي
2010-12-11, 09:04 AM
أخذتُ على المبرِّدِ ألفَ بيتِ ** كذاك الحيُّ يغلِبُ ألفَ ميتِ
يروى لأبي تمام:
نقضنا للحطيئة ألف بيت ** كذاك الحيُّ يغلبُ ألفَ ميْتِ
[الشيخ أبو فهر يلحن ألحانًا]كثيرة؛ لكن لا ينبغي أنْ يُشار إليها كلّها،
عجبي لتلك قضية...!
مصطفى صادق الرّافعي
2010-12-11, 04:59 PM
علميّا لا يوجد فائدة من أنْ تصطنعوا أشياء وتردّوا عليها،
زعمتُ شيئا، فخالفتُمْ، فأتيتُ بالبرهان، ما أقوى أنفسكم، مشْ راضية تعترف بما تسمع ! هل تريدون الغلبة والانتصار عليَّ؟! لا يا إخوتي انتصروا للحق !
فلا تُتعبوا أنفسكم، بالكتابة والرّد على الأشياء التي تصطنعونها اصطناعا، جدْ، جدْ، جدْ، حزنتُ عليكم كثيرا، ارفقوا بأنفسكم، لسنا هنا لنحاضر، عمرو خالد كم يحاضر، وكم يُتمتم، أخيرا بطلع أبو إسحاق الحويني، وبكلمات قليلة ينقض كل شيء قاله، طبعا ليسَ لأنه الحويني، إنّما لأنّه كلام علميٌّ قائم على البراهين.
أبو بكر المحلي
2010-12-11, 05:24 PM
يبدو أنه لا فائدة من الحديث، ما دُمْتَ تطرقْتَ إلى النيات قافيًا ما لا تعلم. غفر الله لنا ولك، وسددنا وإياك.
أبو عبد الله عماد
2010-12-12, 01:20 AM
من لديه الحجة فليطل نفسه وليصبر على خصمه. واحتسب في ايضاح حجتك
نعم قال الشيخ : المطالبة مرفوعة والعامة مكسورة وهذه لها وجه في مخالفة النعت منعوته. (النعت المقطوع) مثلاً
أما كلامك عن البيان فكل ما في كلام الأخوة ...
من سبقك إلى هذا القول؟! هل طبق أحد ذلك فصار عالماً في اللغة ولن يؤخذ عليه لحن في حديثه.
فمن يصف نفسه أنه قرأ كل ماوقع تحت يديه بالعربية وهو-أبو فهر- تصفه أنه يلحن . بل قد ألف وحقق كتباً جمة. فما باللك بمن يكتفي بالقرآن.
وهل الذي يجيد قراءة القرآن يستطيع أن يعربه فضلاً على أن يكتب عنه مقالاً دون أن يدرس قواعد اللغة ويقرأ ماكتب بها شعراً ونثراً . فضلاً على أن يتحدث بها كما يقرأ القرآن.
فكأنك تقول لمن يريد أن يتعلم الإنكليزية , إقرأ ماكتب شكسبير وهذا سيجعلك فصيحاً بارعاً متمكناً في الإنجليزية.
مصطفى صادق الرّافعي
2010-12-12, 02:16 AM
-أشكرك يا بطل (مرفوعة)؛ اسمع يا أبا الأزهر ماذا يقول الأخ (ابتسامة)
س: هل طبق أحد ذلك فصار عالماً في اللغة ولن يؤخذ عليه لحن في حديثه؟
-لم أزعم أنّه يصبح عالما، ولم أزعم أنّه لن يؤخذ عليه لحن مطلقا في حديثه؟
* هنا عندنا تناقض لأنّكَ أقررت بلحنه ثمّ تقول الآن: فمن يقول عن نفسه أنه قرأ كل ماوقع تحت يديه بالعربية وهو-أبو فهر- تقول أنه يلحن .
* بل قد ألف وحقق كتباً جمة/ هنا عندنا استدلال خطأ لأنّه ليس كل من يؤلّف كتب لا يلحن، أنا ألّفتُ كتبًا، وكما ترى لقد لحنت في (يؤلّف كتبا).
*فما باللك بمن يكتفي بالقرآن/ هناك فرق شاسع بين التّطبيق والتّنظير، والقرآن هو النّموذج التّطبيقي من حيث القراءة بالعين واللّسان، أمّا الّذي يدرس الكتب وما في الكتب فهو لا يدرسها بالشّكل التّطبيقي، ولو درسها قراءة بالعين واللّسان كما في القرآن، فكتّابها غير معصومين من الغلط في اللّفظ والأسلوب ووو.
س: وهل الذي يجيد قراءة القرآن يستطيع أن يعربه فضلاً على أن يكتب عنه مقالاً دون أن يدرس قواعد اللغة ويقرأ ماكتب بها شعراً ونثراً . فضلاً على أن يتحدث بها كما يقرأ القرآن.
-لم أزعم أنّ "الّذي يجيد قراءة القرآن يستطيع أن يعربه"، ثانيا: لا يلزم المُبين في قوله "أن يكتب عن القرآن مقالاً"
أمّا آخر شق من السّؤال فهو في الموضوع، فأنا أزعم أنّ من يجيد قراءة القرآن بمعنى أنّه يقرأ ما يرى وينطق ما يرى ، فهو يستطيع أنْ يتحدّث بالفصحى.
*فكأنك تقول لمن يريد أن يتعلم الإنكليزية , إقرأ ماكتب شكسبير وهذا سيجعلك فصيحاً بارعاً متمكناً في الإنجليزية.
-نعم الّذي يتقن قراءة ما كتب شكسبير فإنّه سيكون مبينا في كلامه، والبيان في سياقنا هذا ما عرّفه الأستاذ فيصل، قالَ: "فأما إذا زعمتَ أنَّك لا تريدُ أن تكونَ أديبًا، وإنما غرضُك أن تحوزَ من حسنِ الأسلوب، ورشاقةِ العِبارة، وحلاوةِ اللفظِ بمقدار ما تُبين به عن حاجاتِك، وتنفِّقُ به آراءَك، وتستميل قلوبَ الناسِ إلى ما عندَك من الحقِّ".
والحمدُ للّه ربِّ العالمين.
أبو الأزهر السلفي
2010-12-12, 07:15 AM
نعم قال الشيخ : المطالبة مرفوعة والعامة مكسورة وهذه لها وجه في مخالفة النعت منعوته. (النعت المقطوع) مثلاً
جزاك الله خيرًا, ولكن حبذا لو أعدتَ السماع بتأنٍّ ورويَّة, وحاولتَ أن تتجردَ من كل حكم مسبق كمثل حكم أخينا مصطفى (ذي الضمتين), وها نحن نرى إحدى الضمتين تسقط أرضا, والأخرى تنال الرضا -على حسب القاعدة التي وضعها الأخ عماد-, والمحصلة: لا لحن في الكلام القديم المسجل (المشوَّش) !!
-أشكرك يا بطل (مرفوعة)؛ اسمع يا أبا الأزهر ماذا يقول الأخ (ابتسامة)
سلمنا لك أنه لحن هذه المرَّة, وجعلنا أصابعنا في آذاننا .. فكيف لك أن تثبت دعواك الكلية بأن محمود شاكر يلحن؛ إذ اللحن الواحد وما هو أكثر منه لا يفيد التعميم في القضية ؟!
وللفائدة: الشيخ محمود شاكر -رحمه الله- كان يلقي محاضراته عن ورقة قد كَتبَ فيها ما زوَّر في نفسه أن يقوله, وهذا أبعد جدًّا للحن؛ فتأمل !
على كل حال: أدعو الأخ مصطفى -وفقه الله- أن يُلَمْلِمَ لنا أطراف نظريته المبتدعة في موضوع مستقل حتى يتسنى للبائس أخذ قسطه من الضحك والمرح؛ فيُكتب لك الأجر من هذا الوجه -أيها الأخ العزيز- !
مصطفى صادق الرّافعي
2010-12-12, 02:19 PM
يا أبا الأزهر في المنقاشة لا يحسن أنْ تسلّم بهذا، فمدار نقاشي معكَ كانَ في (هل هذا لحن أو لا)، فقد أنهيت حصّتك الآن، وبهذا تخرج من النّقاش، أمّا عن أبي بكر فقد ناقشته أوّلا في (هل هذا لحن أولا) فلمّا أقرَّ، ذهب ليناقشني في شيء آخر وهو (هل للشّيخ محمود ألحان كثيرة)، وأنا أجبت سابقا: لكن لا ينبغي أنْ يُشار إليها كلّها، فأنتَ تعلم أنّ الإنترنت مليئة بالسّفلة الذينَ يتتبّعونَ أخطاء العلماء وزلّاتهم وينشرونها ترويجا لمذاهبهم الضّالة، وإنّما أشرتْ إلى ذلكَ اللّحن؛ لأنّ الإخوة كذّبوني.
أخيرا أقول: وهل يضير اللّحن الأستاذ محمود شاكر، وكم حاضر ساعاتٍ وأيّاما ! فليسَ من الحكمة أنْ ننكر أنّ أحدًا من العلماء كانَ يلحن، حتّى أنّ الرّوايات تذكر أنّ بعضا من الشّعراء والنّحاة القدامى كانوا يلحنون،
وشكرا
أبو الأزهر السلفي
2010-12-12, 10:20 PM
يا أبا الأزهر في المنقاشة لا يحسن أنْ تسلّم بهذا، فمدار نقاشي معكَ كانَ في (هل هذا لحن أو لا)، فقد أنهيت حصّتك الآن، وبهذا تخرج من النّقاش، أمّا عن أبي بكر فقد ناقشته أوّلا في (هل هذا لحن أولا) فلمّا أقرَّ، ذهب ليناقشني في شيء آخر وهو (هل للشّيخ محمود ألحان كثيرة)، وأنا أجبت سابقا: لكن لا ينبغي أنْ يُشار إليها كلّها، فأنتَ تعلم أنّ الإنترنت مليئة بالسّفلة الذينَ يتتبّعونَ أخطاء العلماء وزلّاتهم وينشرونها ترويجا لمذاهبهم الضّالة، وإنّما أشرتْ إلى ذلكَ اللّحن؛ لأنّ الإخوة كذّبوني.
أخي الكريم .. أين أقرَّ الأخ أبو بكر أو غيره من فضلاء الإخوة أن الإمام أبا فهر قد لحن ؟
صدقني يا أخي أني كررتُ سماع المقطع الصوتي بما يزيد عن عشر مرات ما أزداد في كل مرة إلا يقينا بأن الشيخ شاكر -رحمه الله- قد نطق تاء (المطالبةِ) بالكسر لا غير .
ولا عليك من السَّفلة بعدَ فتحكِ بابًا هو أشدُّ على الأدب وأهله من تتبع هؤلاء السفلة لما يتوهمونه من لحن, أو لما هو لحن في نفس الأمر ولا يضر صاحبه؛ فليس من شرط العالم العصمة المطلقة -كما تعلم- .
على العموم: إما أن تتراجع -ولا يضرك بل ينفعك- عن دعواك بأن الإمام أبا فهر صاحبُ لحن, وإما أن تثبت ذلك بالبراهين المقنعة التي تطالبنا بها وأنت المطالب !!!
ولا تنسَ أخي الكريم أن تفرد لنظريتك موضوعا مستقلا فهو أجدر بفهمها لو فُهمتْ !
سامحني ثم سامحني -أخي الفاضل- فإن عقليَ القاصرَ أبى هضمَ كثيرٍ مما قلته فيما قلته !!
مصطفى صادق الرّافعي
2010-12-12, 10:48 PM
بالنّسبة للموضوع المستقل، فأنا جاهز عندما أتفرّغ، وسأناديك للتّعليق عليه -إنْ شاء الله-
بالنّسبة لسمعي وسمعك، فقد اختلفَ، وبذلك نختار من يحكم بيننا -وعندَ جهينة الخبر اليقين- الأستاذ أبا مالك العوضي، وأنتَ تعرف أنّ أبا مالك يحبُّ الشّيخ ويعظّمه، وكلُّ المنتدى يشهد له وبعلمه في العربيّة وأصواتها.
هل تقبل؟
أبو الأزهر السلفي
2010-12-12, 11:05 PM
بلا ريب أقبل ..
دمتَ موفقًا ..
أبو بكر المحلي
2010-12-13, 05:02 AM
من لديه الحجة فليطل نفسه وليصبر على خصمه. واحتسب في ايضاح حجتك
غفر الله لك يا أبا عبد الله,
يا أخي، إذا تطرق الحديث إلى الطعن في النيات والحيدة عن أصل الموضوع، فلا تنتظر فائدة!
أما الأولى، فنسامح أخانا مصطفى فيها، وأما الثانية، فالله المستعان.
لكن أكتب لراغبي الفائدة
* أعرف إخوانا لي يقرأون القرآن ويحفظونه بقراءاته السبعة أو العشرة، وهم-مع ذلك-لا يحسنون إعراب ألفاظهم-أعني الإعراب النطقي-بلهَ البيان الذي يزعمه بعضهم، وإن كان لا ينكر تأثير القرآن الكريم عليهم، فهو كما قال-صاحب المقال-أول ما ينبغي لطالب البيان الاعتناء به.
* البيان الذي يقصده أخي أبو قصي-وفقه الله-هو اللفظ الحسن والمعنى الفائق والأسلوب الرائق، وهذا يعني البلاغة في أعظم صورها، وهو فنٌّ له أهله وأئمته الذين يرجع إليهم، فليت شعري من قال بهذا المحدث!
* أظنَّ أن الله تعالى لم يخلق أحدًا قال: إن الألفاظ العربية التي يحتاج إليها البليغ محصورة في القرآن الكريم!
* أما المعاني والأساليب، فاعجب لامرئ لا يعرف من مبادئ العربية شيئًا، وهو-بعد-يريد أن يحلق في سماء البيان، لا شك في أن تجربته ستكون شبيهة بتجربة عباس بن فرناس، هذا إذا لم تكن أشدَّ وأنكى.
* الممارسة الطويلة ربما كسبتْ صاحبها بيانا، واستقامة لسان، لا ننكر ذلك، لكنها-كما قلت-طويلةٌ، وسلوكها-وحدها-ليس مهيع أهل العلم.
* هذا الذي ذكره صاحب المقال كما قال غيض من فيض من تراث أسلافنا الكرام في هذا الباب، لكنه يغني بعض ذلك عن بعض، وليس المقصود الاستقصاء، وإنما بعض ذلك يدرك بالحفظ والاستظهار، وبعضه بالتعقل، وضم الشبيه إلى شبيهه والنظير إلى نظيره.
* يقصد أبو قصي بالأديب من لا اسم له إلا الأدب، ولا رسم له إلا الأديب،
وليس من العلم في كفِّهِ ** إذا ذكر العلمُ غير التراب
وهو كما قال أبو الطيب اللغوي:
يتعاطى كل شي ** وهو لا يحسن شيا
ليس المقصود-إذن-الحطَّ على هذه الصناعة جملة، فلم يزلِ العلماء يمدح بعضهم بعضًا بمثل هذا، فماذا كان!
-------------------------------------------------
* لا أدري حتى الآن ما علاقة (لحن أو لم يلحن) بالبيان والبلاغة التي ذكر العلماء لتحصيلها أسبابًا وسبلا!
* أنا لم أناقش في (لحن أو لم يلحن) أصلا، لأنه خارج عن محل النزاع!
* على ملتمس الألحان الكثيرة لأبي فهر أن يجهدَ في البحث، فدونه كتب الشيخ وتحقيقاته-رحمه الله-!
* أول موضع التمسه كذبته أذنه، فماذا يكون بعدُ! الله المستعان.
* أنصح أخي أبا مالك بألا يضيع وقتَه في مثل هذا، وعهدي به أنه-وفقه الله-ضنينٌ بوقته شحيحٌ به أن يبذل في جدال لا معنى له.
مصطفى صادق الرّافعي
2010-12-13, 08:00 PM
يا أبا الأزهر، أشكرك يا بطلْ، سأحاول أنْ أستدعيه في أنْ يحكم بيننا فيما اختلفنا فيه. إنْ شاء الله يوافق.
بالنّسبة لما قلتَ يا أبا بكر، فأكثره خارج عن الموضوع، وأكثره اتّهامات، وبعضه مجال نقاش، وأستغرب منكَ عندما تُحاورُ في شيء هو مجال للاختلاف، ثمّ تأتي بعبارات قاسية، ثمّ تتعنّى اصطناع الخطب، أنا عندما أحاور مسلما، في شيء يُختلف عليه، فإنّني أخاطبه بسهولة ولين، تذكّرني بطالب جامعي هكذا كان يناقش؛ يصيح ويأتي بقاسي الكلام في وجهنا: "الشّرط جوابه كذا في جملة كذا؛ لأنّ سيبويه قالَ كذا اتّقوا الله، ما هذه البدع والأخطاء الشّنيعة التي تأتونَ بها ! "
طبعًا المسألة لا تحتاج لهذا الخطاب؛ لأنّ مسائل النّحو ومسائل النّقد الأدبي واللّغوي ليست مسائل اعتقاد يكفر فيها المسلم أو يسلم !
فراجع نفسك يا أخي، ويكفيكَ اصطناعا تصطنعه وتنسبه إليَّ، ثمّ ترد عليه، وتصيح في وجهي، فليسَ هذا من العلم في شيء، أنا أناقشك بشكل منطقي، بحيث أزعم ثمّ تطلب الدّليل ثمّ أعطيك البرهان، وكذلكَ إنْ أردتَ أنْ تبطل قولي، فعليكَ باقتباس قولي من دون تحريفه أو تأويله، ومن ثمّ الرّد عليه.
وأنا ذكرت بندين اثنين ضمّنتهما ما زعمتُ، فإذا أردتَ فاعطينا الدّليل والبرهان على أنّهما خطأ، وهما في الأعلى، وبالنّسبة ل(هل لحن شيخي العلّامة محمود شاكر أو لا) فهذا نقاش آخر، كلُّ منّا زعمَ أنّه سمع شيئا، وإنْ شاء الله، سيحكم بيننا لغويٌّ إنْ شاء الله. وشكرا
أبو عبد الله عماد
2010-12-13, 10:02 PM
أظن من سهولة طرحك هذا أنك طبقته ؟
فلتسجل لنا بصوتك معلقة عنترة بن شداد وتسمعنا إياها بغير لحن وفقك الله ..
ويمكن الإنتظار حتى تجيد قراءة جزء واحد كاف من القرآن كما قلت آنفاً ثم تسمعنا ماشئت. وأرجو أخذ الأمر على محمل الجد.
والله المستعان.
مصطفى صادق الرّافعي
2010-12-14, 01:11 AM
أخي أبا عبد الله، نحنُ نتعلّم، ونقرأ القرآن يوما بعد يوم -إنْ شاء الله- وتسجيل معلّقة عنترة بدون لحن مع التّدريب سهل جدّا، أمّا قراءة جزء واحد من القرآن، فينبغي تكراره، ليترسّخ أسلوب سبك الأفعال والأسماء والحروف بشكل بديع، وهذا ما زعمناه، بحيث يكون كما قالَ الكاتب:
"فأما إذا زعمتَ أنَّك لا تريدُ أن تكونَ أديبًا، وإنما غرضُك
1-أن تحوزَ من حسنِ الأسلوب،
2-و[من] رشاقةِ العِبارة،
3- و[من] حلاوةِ اللفظِ
4-بمقدار ما تُبين به عن حاجاتِك، وتنفِّقُ به آراءَك، وتستميل قلوبَ الناسِ إلى ما عندَك من الحقِّ".
سأضرب مثالاً، وهو الجّزء الأوّل من سورة البقرة، لا شكَّ أنّ تكراره سيُصحّح النّطق في الكلام العادي، وهذا الجزء يحتوي بلا شكٍّ على جميع حروف العربيّة، بأشكال مختلفة، يتغيّر نطقها، بحسب موقعها من بعضها، ولا نزعم أنّها احتوت على جميع الأشكال المختلفة من التّرتيب الصّوتي، لكن، دائما ننتبه إلى أنّنا نَجري بحسب تعريفنا للبيان، وهو ما ذكره الكاتب ونقلناه في الأعلى.
بالنّسبة للمفردت، فعندنا مفردات كافية.
ريب، هدى....
بالنّسبة لحلاوة اللّفظ، فأيُّ لفظ أجمل وأحلى من ألفاظ القرآن.
أمّا عن الأسلوب، فالجزء مليء بالأساليب البيانيّة البديعة، مثل:
-أسلوب الإشارة (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ) الكاتب: ذلك الحقُّ الذي ينبغي لنا أنْ نتّبعه...
-أسلوب التّسوية بين أمرين؛ ويا له من أسلوب بديع رائع، ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ)) الحكم واحد في كلا الجملتين، الكاتب: سواء عليه أقدّمتَ له المعروفَ أم لا ! نعم ! إنّه إنسانٌ بلا رحمة، ... وتمضي الأيّام وما زالَ السّيد رامز يفسد في الأرض، ويستعبد ...."
-أسلوب السّرد (وإذ، وإذا ...)
-أسلوب الحكاية (فأزلّهما...، فتلقّى، )
-أسلوب النّداء (يا بني...)
-أسلوب.....
وهكذا تتتابع الأساليب، واللهِ إنّها تحتاج لرسالة علميّة، بل أزعم أنّ الأساليب التي وردت في أوّل عشرين آية، تكفي لأن (أن تحوزَ من حسنِ الأسلوب) كما قالَ الكاتب، طبعا الأساليب في الجزء الأوّل من سورة البقرة أزعم أنّها تفوق الألف !
فلا أدري؛ لماذا تنكرون أنْ يكفي القرآن للبيان، وهذا البيان ليس أي بيان؛ هذا بيان ورد في سياقنا، ليسَ بيانا تخترعونَ معناه؛ ثمّ تردّون عليَّ استنادًا إليه، نحنُ هنا نتناقش في سياق واحد، فأحسب أنّه لا ينبغي لكم أنْ تغفلوا عن السّياق، وأنْ تفرّقوا بين الأدب وهو الكذب، وبين الإبانة، وقد وضّحها الكاتب، لذا فقد ذهبتْ ردودكم سدا؛ لأنّه بالنّهاية أنتم تردّون على أشياء مخترعة وهميّة.
وكذلكَ أنا لم أزعم أنّني لا ألحن، وإذا أردتَ اختباري يا أخي الفاضل، فمن المؤكّد أنّني سأتدرّب على الشّيء، وهذا لا ينفع، نحنُ نريد أنْ يُخلص كلُّ إنسان مع نفسه، ويقرأ القرآن، ويكرّره، ليستطيع أنْ يصل إلى البيان، وبذلكَ يستطيع أنْ يحقّق ما ذكره الكاتب، وهو ((بليغًا إذا كتبتَ، فصيحًا إذا حاضرتَ، وأن يكونَ لفظك أنيقًا، ومعناكَ بِكرًا، وأسلوبُك حُوَّلاً مُتصرِّفًا)).
وشكرا.
أبو بكر المحلي
2010-12-14, 06:00 AM
أخي الكريم/ مصطفى
أنا لم أخاطبْك أصلا، وإنما قلت: لراغبي الفائدة (وبعضه كالتذييل على هذا المقال النافع)، وما أعرضتُ عن محاورتك إلا بعد أن قلت ما لا أظنُّه متوافقًا مع روح العلم، تأملْ شيئًا من كلامك وفقك الله
* (مشْ راضية تعترف بما تسمع ! هل تريدون الغلبة والانتصار عليَّ؟! لا يا إخوتي انتصروا للحق !)
هل من العلم في شيء أن ترمي إخوانك بالتشهي، وأنهم لا ينتصرون للحق، أليس ينبغي لك أن تدخر هذا لغير إخوانك، أهكذا يكون خطاب إخوانك من المسلمين، لقد ذكرتني -غفر الله له- بـ (طالب جامعي هكذا كان يناقش؛ يصيح ويأتي بقاسي الكلام في وجهنا: "الشّرط جوابه كذا في جملة كذا؛ لأنّ سيبويه قالَ كذا اتّقوا الله، ما هذه البدع والأخطاء الشّنيعة التي تأتونَ بها ! )
* أضف إلى هذا الحديث العامّي الذي لاتبرحه، لا أظنه يتناسب مع البحث العلمي المنطقي-كما تقول-!
على كلّ حال، غفر الله لي ولك، وأقول لك: اعلم يا أخي الفاضل أنه ليس يضيق صدري بشيء من الخلاف شريطة أن يكون معتبرا، وأسوتنا في ذلك سلفنا الصالح-رضي الله عنهم-، وأقول: يسعنا الخلاف ونبقى إخوانًا، لكن لي ملحوظتان مهمتان، أو قل: مقدمتان:
الأولى: من هذا الذي يبدي رأيه؟ وهل هو متأهل لذلك؟ هل توفرت فيه شروط الاجتهاد والنظر الصحيح؟
الثانية: إذا كان مجتهدا فمن سبقه إلى هذا الاجتهاد؟ وهذا جانب مهم يتميز به السلفيون-ولله الحمد-، أعني: أن يكون لهم إمام متبوع فيما عنه يصدرون.
والآن ها هي ذي صورة المسألة لأهل الاجتهاد والنظر ليبدوا فيها رأيهم:
(تكفي قراءة جزء من القرآن الكريم قراة صحيحة لأن يكون الإنسان من أهل البيان والفصاحة)
وللأخ مصطفى-حفظه الله-أن يعدل هذه الصورة على الوجه الذي يرضاه. والله تعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
فالح الحجية
2010-12-14, 07:52 AM
فكثير من الأدباء المعاصرين تراهم يزعمونَ أنّهم يتكلّمون بالفصحى، وقد تخلّلت لغتهم أصواتَ لهجتهم سواء أكانت المصريّة أو الأردنيّة أو السّعوديّة أو المغربيّة....
ايتخلى المرء عنم لهجته \ اضم صوتي الى صوت الاستاذ ابي الازهر في اجوبته وارجوه ان يترفع عن ذكر هذه الكلمات النابية
ولا عليك من (السَّفلة) بعدَ فتحكِ بابًا هو أشدُّ على الأدب وأهله من تتبع هؤلاء (سفلة)
---- ----
لما يتوهمونه من لحن, أو لما هو لحن في نفس الأمر ولا يضر صاحبه؛ فليس من شرط العالم العصمة المطلقة
تحياتي للجميع فقد افدتمونا كثيرا وفقكم الله تعالى وادخلكم فسيح جناته .
مصطفى صادق الرّافعي
2010-12-14, 03:08 PM
أبا بكر؛ هل معك نجمة مكتبوب عليها (سلفي) وحاطها على كتفك، وأنا ليس معي هذه النّجمة؛ يعني؛ هل تشترها مثلاً من الدّكّان؟!
يا حَرَامَكْ ليش ما اشتريتلي وحدة معك
اذهب يا أخي واقرأ ما معنى الاجتهاد، ثمّ ارجع، وكفاك اعتراضا على أشياء مختلقة.
أبو بكر المحلي
2010-12-14, 06:39 PM
وفقني الله وإياك.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
مصطفى صادق الرّافعي
2010-12-14, 10:32 PM
ماذا قالَ الأستاذان: القارئ المليجي، أبو مالك العوضي؛ وماذا أقول أنا –طبعا ما فيش مقارنة بيني وبينهم فهما عالمان وبالنّسبة لي فأبوان- لكن للإخبار فقط، ويا ليتهم يشتركان هنا.
القارئ المليجي:
الأخ الكريم/ مصطفى صادق الرافعي ... وفقه الله.
لا أُخفيك سرًّا ... قد اطلعت على موضوع ((السبيل إلى البيان)) في الصباح .. قبل أن تصِل إليَّ هذه الرسالة.
وقد استمعتُ إلى المادة الصوتية التي أشار إليها أخوك وصديقك "السلفي"، ثم استمعتُ إلى الجزء الذي اجتزأتَ به منها.
ويعلم الله أني حين رأيت سؤالك .. ابتدأتُ من جديد في السماع، وترداده.
ولم آلُ في التدقيق - رعايةً لحق قصدك لي.
بل قد أسمعتُ ذلك الجزءَ الذي تسأل عنه خمسةً من أصحابي، كلهم ممن يُحسنون قراءة القرآن والحمد لله.
فكلُّنا قال: بل نطق الرجل - ولم أخبرهم به إلا بعد السماع - بـ "الكسر" هكذا: ((ولولا هذا لم يكن لهذه المطالبةِ العامةِ أيضًا معنى يُعقل)).
إلا واحدًا غيري من ستّتنا شكَّ ولم يَجزم.
لكنَّك إن أردت قولي أنا فهُو ما ذكرتُه لك.
= = =
فهذا جواب ما سألتني عنه، وما كان أغناني عن المشاركة في هذه المسألة فقد بدأ الموضوع بكلامٍ أعجبَ الإخوة ثم إنك عرجت بهم على مسالك أخرى.
ولا أُنكر أنه قد بدا لك رأيٌ حقيق أن يُناقَش، لكن يبدو أنك عرضتَه في غير وقته وموضعه، ولو كُنتَ فتحتَ صفحة جديدة لربما كان ذلك أليق.
= = =
بقي أن أقول لك:
إني لا أُنزه أديبًا - لا صغيرًا ولا كبيرًا - أن يقع في لحنةٍ أو لحنتين وهو يُلقي محاضرةً طويلة كتلك المحاضرة، ويقرأ بهذه السرعة من كلامٍ مكتوب ... لأنه مع القراءة قد يقلّ تركيزه في إنشاء الكلام وضبطه.
ولو أنك فتشتَ في تلك المحاضرة لربما وقفت على شيء أوضح من تلك الجملة التي وقفتَ عليها.
ويمكنك - مثلاً - أن تستمع إلى هذه الجملة: ((وكان ينبغي ألا يخالفهم فيها إنسان يعقل)) د 15 - ث 37 .
مع أني لا أحب لك أن تتمادى في هذا الموضوع؛ لأنك تسير ضد التيار، وتعكر صفو ذلك المقال الذي في أول الموضوع.
وفَّقك الله.
قلت:
أضحكتني أخي وأستاذي الحبيب، أشكرك أوّلا على كلماتك هذه، بورك فيك وبعلمك.
اسمع وفّقكَ الله أستاذي، بالنّسبة للّحن هذا، فحقّا قد اختلفوا في سماعه، وأنا قلت في الموضوع أنّي أمتلك أكثر من لحن كما أراه أنا، ولم أذكر أي شيء، فوق الأوّل، ولم أذكر هذا الذي أعطيتني إيّاه؛ لأنّ الجدل تركّز في ما استشهدتُ به.
والذي يدقّق بأي كلام مهما كان ولو قاله العقّاد ولو قاله أبو مالك العوضي (مثلا لو رجعنا إلى أرشيفه في المنتديات قبل 12 سنة) سيجد لحنا سواء أكان بالنّحو أو اللّغة أو الأسلوب أو الدّلالة، طبعا هذا ليس من صفات طلبة العلم؛ التّنقيب والبحث عن الأخطاء، وإذا وجد هذه اللّحون فسيتمادى كثيرا مع خصومه –كما قلتَ أستاذي- وسيدفع خصومه إلى التّمادي كذلكَ؛ لأنّهم سيكذّبون حينها كل هذه اللّحون، وسيقدّسون الرّجل بحيث يصبح في منزلة امرئ القيس وعمرو...
طبعا؛ هم الذين ضخّموا المسألة، أنا وردَ في تعليقي الأوّل كلام فيه أنّني قلت أنّ الأساتذة يلحنون حتّى مثل الأستاذ محمود شاكر.
طبعا، هب أنّني لا أملك إلا لحنا واحدا للأستاذ، فمعلوم أنّ الّذي يلحن لحنا واحدا في موضع يمكن أنْ يلحن في مواضع أخرى، مثل واحد شرب سكارة في إحدى المواضع، لا يعني أنّه شرب هذه السّكارة فقط؛ فقد يكون قد شرب سكارة في مكان آخر وغالبا يكون قد شرب أكثر من سكارة.
الأستاذ أبا مالك العوضي ماذا قالَ لي:
"وفقك الله وسدد خطاك، لعلك تسمعها بالضم لأنك تضع هذا في ذهنك عند الاستماع، وقد استمعت إليها مرارا وتبينت الأمر فيها.ولكن حتى لو فرض أنها بالضم فهذا لا ينبغي أن يعد لحنا، وإنما يعد من سبق اللسان، كالذي حكي عن الكسائي أنه قرأ (يرجعين) بدل (يرجعون(
أنا أقول: إنّ الأستاذ جاءني من جهة صحيحة، بعد تنزّله لي- بعكس المشاركين في هذه الصّفحة، فهم لو قلت لهم هذا سبق لسان، سيقفون كما أنّهم في حرب ويقولون هذا ليس من سبق لسان -غفر الله لهم؛ لأنّهم (حافظين) المسائل عن غيب، بخلطونها ببعضها حتّى يصير محاورهم بمنزلة طه حسين.
أخيرا:
يبدو أنّ هذه الكلمات -كما قلت لأبي مالك- التي قالها الأستاذ محمود شاكر، صارت كلوحة موناليزا؛ الأردني يسمعها بالضم، والمصري بالكسر، و........
أو يمكن حسب برنامج الصّوت الذي يمتلكه كلٌّ منّا، بطبيعة الحال فقد أسمعتها لشعب كامل من اللّغويين والأدباء -من جهازي- كلّهم قالَ: قالها بالرّفع، فيكون الأمر بحسب جودة الصّوت عندَ كلٍّ منّا؛ لأنّني أعرف الضّمّة جيّدا وهؤلاء أساتذة أقدّرهم كما أقدّر الأستاذين؛ يعرفون الضّمة، وتسمع (واوا قصيرة).
أخيرا: أشكر الأستاذ أبا مالك، والأستاذ القارئ المليجي.
وبالنّسبة للبدعة اللّغويّة –كما تُسمّى - فسأفتح لها موضوعا آخر.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.