المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفريغ اللقاء الثالث لفضيلة الشيخ ابي إسحاق الحويني في رحلة الحج 1431هـ بالمدينة المنو



أم محمد الظن
2010-11-12, 04:29 PM
إِنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ تَعَالَىْ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُ بِهِ وَنَسْتَغْفِرُه ُ وَنَعُوْذُ بِاللَّهِ تَعَالَىْ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِىَ الْلَّهُ تَعَالَىْ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ
أَمَّا بَعْــــدُ .........
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيْثِ كِتَابُ الْلَّهِ تَعَالَي وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرِّ الْأُمُورَ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِهِ وَكُلْ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِيْ الْنَّارِ الْلَّهُمَّ صَلّىِ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ ، وَبَارِكْ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ .




لاشك أن الحال الذي تمر به أمُتُنا لا يسر عدُّواً ولا حبيباً وتتعالي دعوات الإصلاح في كل مكان محاولةً إرجاع الناس إلي الحق والعدل ، لكن كثيراً من هؤلاء الدُعاة لم يفطنوا إلي شيء في نظري وتصوري هو لب القضية كلها , أي دعوة ناجحة لها ثلاثة أركان و لا أقصد الدعوة أي الدعوة إلي الله U، إنما هي الدعوة إلي أي فكر حتى لو كان فكرًا إلحاديًا لا تقوم الدعوة إلي أي فكر إلا علي ثلاثة أركان .
أركان الدعوة:تقوم الدعوة علي ثلاثة أركان.
الركن الأول: الدعوة نفسها , ما هي وإلي ما تدعو ؟! .
الركن الثاني:الداعيةُ إلي هذه الدعوة.
الركن الثالث:المدعو وهو الهدف من الدعوة.
أنا أريد اليوم أن أتكلم عن المدعو , لا أتكلم عن الدعوة نفسها , كثيرٌ من الناس يدعو ولا يجد استجابةً من الناس لدعوته ، لماذا ؟! لأنه ببساطة لابد أن أعرف صفات الذي أدعوه ، وهل الكلام الذي سأقوله يمكن أن ينطبق علي حاله أم لا ؟!
نحن عرب قبل الإسلام كنا عرباً ماهي صفات العربي ابتداءً ؟! ، وهل يصلح أن أنقل له أية أيدلوجيات غربية لا تناسب لا نشأته ، ولا طبيعته ، ولا تناسب المجتمع الذي يعيش فيه ؟! ، وحاولوا أن يخرجوا المسلمين من دينهم لا يعرفون حقيقة الإسلام.
لا يمكن يتخلي مسلم عن دينه حتى لو كان فاجراً لو كان فاسقا: فقل له: ارتد أترك الإسلام ، أبدًا لا يتركه وهو من أفجر الخلق ربما يكون في الدرك الأسفل من النار أيضًا , ومع ذلك من الصعب جدًا عليه أن يترك بخلاف غيره .
ما يدل علي سرعة انتشار الإسلام في الغرب: لما كنتُ في رحلتي في ألمانيا لاحظت أن الإسلام ينتشرُ في ألمانيا بصورةٍ رهيبة لا يكاد يمر يوم إلا ويسلم ليس أقل من عشرين وهناك مدينة اسمها زوست أسلم فيها خمسُ وعشرين ألف وهذا الكلام أنا أتيت به من مجلة ألمانية وصورت التقرير , وحاول هذا التقرير أن يبين أن الذين أسلموا لم يسلموا من أجل الإسلام ، لكن ولد يحب بنت فأسلم لأنه يحبها ، مثلًا بنت تحب ولد يريد أن يقول ليس الإسلام رائع وجميل وطيب ، لا ، إنه أسلم وإنما اسلموا لمآرب أخري فوجدت أن هؤلاء يتخلون عن دينهم بسهوله شديدة , أول شاب أسلم في درتموند , هذا الشاب ما كان عنده نية أن يسلم يمكن أنتم رأيتم هذا الشاب ما كان عنده نية أن يسلم إنما جاء مع صاحبه الأخ الألماني الذي كان معنا قال: آلا يريد أن يُسلم أحد ؟! فقال له: قم فوجد نفسه يقوم من علي الكرسي ويتوجه إلي المنصة ويُسلِم , وحسُنَ إسلامه وهذا هو الشاب الذي بعد خمس وثلاثين يوماً من إسلامه توجه إلي مكة معتمراً, ولما لقيته أول مرة وجدته كان يلبس قلنسوة ويلبس القميص وقصره , وترك لحيته , سألته لماذا فعلت هذا يقول الرسول r أمرني بهذا , لماذا تُقصِر ثيابك؟ لأن الرسولr أمر بهذا وكان مسوي لحيته وكان حالق المنطقة هذه وكانوا من حوالي أربع خمس أيام الشعر قصير ، فعندما قلت له: لماذا تركت لحيتك ؟! فقال: الرسولr أمر بذلك ، ثم أعتذر لي قائلًا: ما كنت أدري أن هذا لا يجوز حلقه ، لكنني لما علمت أنه لا يجوز تركته لأنه كان أقصر من بقية لحيته ، وهذا كان رئيس عمال في مصنع أي لم يكن رجل عنده ثقافة عالية ، فأنا سألت :
لماذا يتخلون عن دينهم بهذه السهولة ؟! فقالوا لي من أكثر من مصدر قالوا لي الحقيقة: الضرائب هناك مرتفعة جداً تبدأ من ثلاثٍ وخمسين بالمائة ضريبة إلي ثلاثٍ وعشرين بالمائة للفرد متوسط الدخل ، والكنيسة الكاثوليكية تفرض عشرة بالمائة ضرائب علي كل كاثوليكي تأخذ من المنبع من المرتب من الخزنة ، لو واحد يدفع ثلاثة وخمسين بالمائة ضرائب وأيضًا عشرة بالمائة يكونوا ثلاثة وستين في المائة من مرتبه يذهب ، ما الذي بقي له ؟! فلا يجد لا قسيسًا ولا كاهنًا ولا ، لماذا أدفع عشرة في المائة ؟! فيذهب إلي الكنيسة يتنازل عن الديانة يقول: أنا الآن لست كاثوليكيًا أنا ملحد أعطني ورقة رسمية إن أنا تخليت عن ديانتي ويأخذ الورقة ويذهب للضرائب يقدمها إن أنا ليس عندي دين فأسقطوا العشرة بالمائة التي تأخذوها من الضريبة ، فالجانب الروحي عندهم قوي للغاية والإسلام غني جدًا بهذا الجانب.
لا تجد أبدًا دينًا علي وجه الأرض يمكن أن يشبع الروح مثل الإسلام: بمجرد ما تكلمه قليلًا علي الفور ينشرح صدره ، فهؤلاء يمكن أن يتركوا دينهم ،.
المسلم لايتخلي عن دينه أبداً: قد يكون فاجرًا وفاسقًا وعاهرًا كل الصفات فيه لكن لا يترك دينه أبدًا, حدثت واقعة في اندونيسيا قرية بأكملها دخلوا عليها فقيرة جدًا جدًا لا في بنية تحتية ولا علوية ولا سفلية ولا أي شيء ، فدخلوا عليها وقالوا لهم: سنبني لكم بيوتكم وندخل كهرباء ، ونبني مستشفيات ، ونعطي مرتبات والكلام هذا ، لكن فقط اتركوا الإسلام وتنصروا لأنهم جهلة طبعًا قالوا: لا توجد مشكلة الذي يوفر لي المعيشة أكون معه فأنشأوا لهم قرية ، و مستشفي ، و مدارس حديثة جدًا وظلوا سنة كاملة يقولون لهم: الابن والأب وروح القدس ، وبعد سنة كاملة آتوا بالقسيس الكبير لكي يعملوا احتفال بالذين تنصروا ، فالقسيس الكبير قال لهم: أنتم طبعًا بمناسبة أنكم صرتم منا قولوا أية أمنية تتمنوها وأنا سأنفذها فورًا فقالوا جميعًا: نريد أن نحج ، ما معني تريدون أن تحجوا ؟! أصبح له سنة كاملة يدعوه إلي النصرانية وفي الآخر أكبر أمنية له يريد أن يحج . فصعب جدًا أن تخرج مسلمًا عن لأن المسلم له منظومة .
ما هي صفات العربي ابتداءً ؟أرجع قبل الإسلام وأتي أصلنا نقول: نحن عرب ، ما هي صفات العربي ابتداءً حتى إذا خاطبته وقع خطابك علي صفاته فممكن تغيرها فالرسول rيعلم خلق العرب وإن العربي دمه حامي وعنده تحدي يمكن أن يفقد حياته بالكامل في سبيل معني فالنبي r استثمر هذا فيهم فبدأ الدعوة والصبر عليها كان من الممكن أن يفعل النبي rما يسمي اليوم بالميلشيات ، هل اغتيال أبو لهب أو أبو جهل كان شيء صعب ؟! إطلاقًا إنما كانوا يصبرون علي العصي الغليظة والعذاب الأليم ويُقال لهم: كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة .
ما يدل علي حسن تدبير النبيr: عبد الله بن أبي بن سلول وهو رأس النفاق والنبي r كان يعلم أنه كذلك بدر منه شيء فأراد خالد أن يقتله ، فالنبي r قال له: «معاذ الله أن يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه» ، عبد الله بن أبي بن سلول فرد واحد، لأن طبيعة الناس التزايد في الكلام هو قتل واحدًا عل ما يصل الخبر إلي آخر الجزيرة يكون قتلهم جميعاً ، الناس يتزايدون في الكلام كما قال شعبة ابنه ،( لما لا تحدثون القُصَّاص) ؟! الجماعة أصحاب الموالد والحواديت والخرافات ، لما لا تحدثون القُصَّاص ؟!قال: (يأخذون الحديث منا شبرًا فيجعلونه ذراعًا ، فأنا لا أعطيهم بذرة الأولي) لكي يفعل ويضَّخِم في الأمر ويضيف أحداثاً من عنده وغير ذلك ، فالنبي r يقول: «معاذ الله أن يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه»ينظر إلي المئال . في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: أن النبي rركب وأردف أسامة خلفه وذهب لعيادة سعد بن عبادة كان سيد الخزرج كان النبي rراكباً الدابة والدابة تثير تراباً من أثر المشي ، فكان يجلس مجموعة من المشركين والمسلمين وأهل الكتاب بمجرد اقتراب النبي r منهم عبد الله بن أبي بن سلول كان أيضًا جالساً في المجلس هذا فوضع مثل منديل علي وجهه ، فالنبي r عندما وصل إليهم نزل وجعل يدعوهم إلي الله فقال له عبد الله بن أبي بن سلول: (أيها المرء) ، أنظر إلي قلة الأدب حتى لا يوجد لغة الخطاب سيئة (أيها المرء لا أحسن مما تقول) ، لا يوجد كلام أحسن من الذي تقوله (لكن لا تغشنا في مجالسنا لكن من أتاك فأدعوهم) لكن لا تأتي تفرض نفسك علينا فقال عبد الله بن رواحه: (بل يا رسول الله أغشنا في مجلسنا) فاختلفوا ، فسكنهم النبي r وركب الدابة وذهب إلي سعد بن عُبادة . أنظر إلي الأخلاق.
ما يدل علي حسن خلق النبيr: فعندما دخل علي سعد بن عُبادة قال له: «يا سعد ألا تنظر ما قال أبو الحُباب ؟!»، من أبو الحُباب هذا ؟! عبد الله بن أبي بن سلول حتى يكنِّيه مع أن سعداً قال: «يا سعد»أيضًا ذكر سعداً باسمه ، ولما ذكر هذا رأس النفاق كنَّاه «أنظر ما يقول أبو الحُباب؟!»، قال: (يا رسول الله إن أهل هذه البحيرة كانوا سيتوجونه العِصابة ، فلما أتاك الله ما أتاك شَرِقَ بها حسدًا وبغيًا) أنظر الفرق بين هذا وذاك.
سبب مخاطبة النبي r للعرب: فالنبي r خاطب العرب ،لأنه يستفز فيهم نخوة التحدي حسن الخلق الذي انتهزه النبي r جمع العرب حوله . الرجل العربي كما قلت لكم حامي الدم علي استعداد أن يقبل التحدي أعداؤنا عرفوا هذه الصفة فينا فبدأ ينيموننا .
ما يدل علي شدة عداء اليهود للإسلام والمسلمين:في فبراير سنة سبعة وستين سئل رئيس الدولة اليهودية لماذا لا تمدون أيديكم للعرب بالسلام وهم يمدون أيديهم ؟!فقال: نحن أمةٌلا تحي إلا بعدو ، فإن لم نجد عدوًا صنعنا عدوًا .
طبيعة المحن أنها تُنسي المشاكل: طبيعة الناس في المحن تنسي المشاكل أنت وجارك مثلًا بينك وبينه مشاكل وانبعث صراخٌ من باب جارك أنت أول واحد ستجري عليه برغم أن بينكم مشاكل وبينكم محاكم وخصومات ,ستجري عليه علي الفور ، لماذا ؟! طبيعة المحن .
الفرق بين طبيعة العربي والغربي:العرب أنفقوا ثمانين سنة من حياتهم في حربين لأجل فحلٍ وناقة حرب البسوس وحرب داحس والغبراء حتى كاد العرب أن يتفانوا في روح التحدي الموجودة عند العرب العربي تأكله الشهوات هذه طبيعته ، الغربي لا ولذلك ممكن تجد الرجل الغربي يزني ويشرب الخمر وينتج يعمل في مصنع ينتج لأن الحضارة هذه لا نتيجة أنهم أعفة أو الكلام هذا ، لا ، بخلاف العربي إذا زني لا يفيق إذا شرب الخمر لا يفيق أبدًا, لا يريد أن يقوم ,فهذه طبيعة العربي أن الشهوات .
كيفية إصلاح جنس العرب: لو أردت عمل إصلاح لجنس العرب أغلق عنهم باب الشهوات هذا شرط أساسي وإلا تكون دعوة كل الدعاة كأنه يحرث في الماء ، ما معني ترك مثلًا قنوات الجنس والدعارة ، وأضع قنوات للدين في مقابلها ؟!



متى يبلغ البنيان يومًا كماله




إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمه



إغلاق هذا الباب شرط أساسي في إصلاح بلاد العرب,لما جاء الإسلام استثمر هذه الصفات الجيدة العرب أنا الحقيقة أخذت هذا الكلام من ابن خلدون في المقدمة الفصل السابع والعشرين فصل رائع وهو يتكلم عن أن العرب لا يصلحون إلا بدين أو ولاية دينية ، أي شيء.
لا يصلح العرب إطلاقًا إلا الدين فقط : اقرأ تاريخ العرب قبل الإسلام ولما بُعث النبي r، ما الذي جري ؟! في خلال عشر سنوات كانت له دولة ، أين هذا الجيل من لدُن آدم uإلي اليوم علي الأقل ﴿ وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ﴾ (يوسف:81)
تسابق الصحابة رضي الله عنهم علي الموت: إن استطاع أن يفعل ما فعله الصحابة رضي الله عنهم حتى كانوا يتسابقون يتقاتلون علي الموت سَمُرَة بن جُندَب ورافع بن خَدِيج كانوا أربعة عشرة أو ثلاثة عشر سنة والنبيr في غزوة من الغزوات قبل رافعًا نعم لأن أباه قال له: (إن ابني رامٍ جيد) فقبله ولم يقبل سَمُرَة بن جُندَب ، فقال له سَمُرَة بن جُندَب: (يا رسول الله تقبله وتدعني وأنا أغلبه !) فقال تصارعا ، قال: (فتصارعنا فصرعته) رجل يريد أن يقاتل ويري كيف تتركني وتأخذ من هو أصغر مني سَمُرَة بن جُندَب كان أقوي منه ، فكانوا يتسابقون علي الموت .
طالب الموت لا يهذم :لأنه ليس له حل إذا قتلته نال ما تمني ، وإذا عاش لم يعش إلا سيدًا فهذا ليس له حل الذي ذهب ليموت ليس له حل .
المروءة لا بلد لها ولا دين :بل أشار النبي r إلي هذه الصفات قال: (خيارُكم في الجاهلية خيارُكم في الإسلامِ إذا فقِهوا) تفكروا وأخذوا أحكام الإسلام وصفات الإسلام هذا يكون من خير الناس ، لماذا ؟! لأن كان في الجاهلية صاحب نجدة ومروءة وشجاعة وكرم وبذل ودفع وعراك ، والمروءة لا بلد لها ولا دين ممكن تجد واحد كافر عنده مروءة والمسلم قليل المروءة ، المروءة لا بلد لها ولا دين مثل الأخلاق ، لكن هناك فرق بين استثمار الأخلاق للآخرة واستثمار الأخلاق للدنيا
الفرق بين استثمار الأخلاق للدنيا واستثمار الأخلاق للآخرة:
حاتم الطائي مثلًا عدي بن حاتم ابنه كان صحابيًا جليلًا سأل النبي r عن حال والده أنتم تعلمون حاتم الطائي طبعًا لا أقول لكم الكرم الحاتمي ومازال لحين اليوم يذكر بالكرم ، فقال: (يا رسول الله إن حاتم كان يقري الضيف ويفعل كذا وكذا ، أله عند الله شيء؟!) ، قال: «إن أباك أراد شيئًا فناله» كان يريد السمعة فهذا رجل صاحب مروءة ، ولكن كان كافرًا .
الدعوة في بلاد العرب تستلزم معرفة صفاتهم:فعندما أريد الدعوة في بلاد العرب لابد أن أعرف صفات العربي وأعرف عيوبه أكبر عيب لديه أن الشهوات تأكله تمامًا ,إن الذين يريدون الإصلاح في بلاد المسلمين لابد أن يغلقوا باب الشهوات ، ثم يستثمرون هذا التحدي والعرق الحامي والدم الحامي لديهم .
القصد من ثقافة السلام عند اليهود :ثقافة السلام التي يحاولوا اليهود أن يفعلوها في بلاد الإسلام القصد منها تنييم المسلمين تمامًا بمجرد استخدامهم العنف ، ما الذي يحدث في بلاد المسلمين ؟! يُستنفر كل الناس إذا استخدموا العنف وضربوا إخواننا المسلمين هناك والكلام هذا تجد الدنيا كلها تغلي ، لو فتح الباب لجماهير المسلمين يأكلوهم جلد علي عظم لا يتركوا فيهم شيء ، لماذا ؟! لأن لديه هذا التحدي الكبير لكنه يحتاج أن يُستثمر بطريقة صحيحة . كما قلت لكم
الدعوة ثلاثة أركان
1_ الداعية .
2_ المدعو .
3_ الدعوة نفسها .
طبعًا هذه الأمة تفرقت كما قال النبي r إلي ثلاثة وسبعين فرقة ، فرقة واحدة فقط هي التي تنجو ، النبي r لما سئل عنها قال: «ما عليه اليوم أنا وأصحابي» اليوم أنا لو أريد أن أرجع لابد أن أرجع إلي القرون الثلاثة الأول ، وأقيس عليها بدءً من القرن الرابع فكل من ضاهي القرون الثلاثة الأول فهو منها وإن كان متأخر الزمن:، زماننا متأخر لكن ممكن أن نكون من القرون الثلاثة الأول ،لماذا ؟! لأنك تسير علي نفس المنهج فقدر أنَّ الثلاثة وسبعين فرقة هؤلاء ثلاثة وسبعين بابًا علي كل باب رجل يدعو إلي بضاعته وأنت زبون تسير تنظر في هذه الأبواب ممكن يكون علي باب من هذه الأبواب الضالة رجل مفوه قوي اللسان قوي الحجة يخطف قلبك إذا تكلم ، وكان في أهل البدع ناس هكذا كان في الخوارج رجل لديه لثغة في حرف الراء فكان يتكلم ولا يستخدم هذا الحرف مطلقًا في كلامه ، أنا أريدك أن تتكلم ثلاث دقائق من غير ما تأتي براء لا تعرف أن تأتي بها ، لماذا ؟! معجم اللغة لديه واسع جدًا حتى قيل له مرة قل: أمر الأمير بحفر بئر أي كل كلمة فيها راء أمر الأمير بحفر بئر ، فقال: أوعز القائد أن يقلب قليل قلبها قالها أيضًا لم يأتي بحرف الراء في المسألة ، فلما يكون واحد يتكلم علي البديهة ساعة مثلًا ولا يأتي بحرف الراء في كلامه هذا عندما واحد يكون خالي تمامًا لا يعرف أين الحق ، ويمر علي واحد مثل هذا يقول له: الجنة من هنا وكل هؤلاء ضلالية يدخلوا النار تعالي عندي .
حجم المحنة التي نعيشها مع كثرة الفرق والدعاة:فأنا أقول هذا: لأبين حجم المحنة التي لا يشعر بها كثير من الناس ، هل شعرت بأنك في محنة حقًا مع كثرة الفرق الموجودة وكثرة الدعاة إليها هل شعرت بهذا ؟! .
سطحية الخوارج مع كثرة عبادتهم:الثلاثة وسبعين باب أنت تسير وتبحث ممكن تجد من يخطف قلبك بعبادته مثل الخوارج مثلًا كانت علامة الصلاة في رأس أحدهم كرقبة العنز بارزة من كثرة السجود ، وكان الواحد منهم وهو صائم لا تستطيع أن تكلمه كفاحًا ,كفاحًا: وجه لوجه لماذا ؟! لأنك لا تطيق رائحة فمه ،من سرد الصيام والنبي rبين هذا فقال مخاطبًا أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة الكرام يقول لهم عن ذو الخويصرة قال:«يخرج من ضئد هذا رجل يحقر أحدكم صلاته إلي صلاتهم وصيامه إلي صيامهم» أنا لا أفهم أبو بكر الصديق عندما يحتقر صلاته إلي صلاة واحد من هؤلاء هذا ، ماذا يفعل ؟! «وصيامه إلي صيامهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية» سطحيون جدًا .
ما يدل علي عداء الخوارج للمسلمين:أنظر مرة مجموعة تسير في الطريق فوجدوا أنهم سيمرون علي معسكر من معسكرات الخوارج فلو عرفوا أنهم مسلمين سيقتلونهم كما قال النبي r: «يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ويقولون من قول خير البرية» يعرف أنك مسلم يقتلك ، مشرك يتركك وهم يسيروا اكتشفوا أنهم سيمرون علي كمين من أكمنة الخوارج قالوا: ماذا نفعل ؟! قال لهم: لا أحد يتكلم أنا الذي سأتكلم نيابة عنكم عندما وصلوا وجدوا الكمين ، فسألوهم من أنتم ؟! فقالوا لهم: نحن قوم مشركون جئنا نسمع كلام الله ,استقبلوهم أحسن استقبال ، لماذا؟! لأن ربنا Uيقول: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ﴾(التوبة:6)بعد ما سمعوا الكلام وقالوا لهم: قال اللهU كذا وكذا ، قال لهم: وصولنا للدار . خرج معهم كتيبة لكي يوصلوهم ﴿ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ﴾ (التوبة:6)أي وصله لحين هناك تخيل أن يكون بني آدم بهذه العقلية ويقول له: أنا مشرك وجئت أسمع كلام الله ينجو والكلام هذا ، وواحد آخر لو قال له: أنا مسلم يقتله ، هذا من ضمن ثلاثة وسبعين بابًا ولم ينتهي هذا الفكر حتى الآن كلها أفكار موجودة ، لكن هناك أفكار هامدة ، و أفكار نشطه قليلاً و أفكار نشطة جدًا وهكذا ، لكن كل هذه الأفكار لازالت موجودة .

أم محمد الظن
2010-11-12, 04:31 PM
علي كل من يريد الجنة معرفة الطريق الصواب: وأنت رجل تريد الجنة في النهاية ، فهل من يريد الجنة يجهل علامة الباب الوحيد ، هل هذا معقول يكون فعلًا يريد أن ينجو هذا أم يتكلم مجرد كلام ؟!
الصحابة رضي الله عنهم عندما تنظر إلي الدين في القرون الثلاثة الأول تري الدين سهلًا جدًا يمكن لك أن تستمتع به وتنفذ أحكامه ، عندما تنزل بعد القرون الثلاثة الأول تجد المسألة معقدة . أنظر إلي عُبَّاد البصرة وأنظر إلي عُبَّاد الصحابة
الفرق بين عُبَّاد البصرة و عُبَّاد الصحابة:
عُبَّاد البصرة: كان الواحد منهم يصلي طول الليل ، و يسمع القرآن يُغمي عليه ، هل قرأتم أن رجلًا من الصحابة قرأ القرآن فأغمي عليه ؟! هل أهل البصرة كانوا أعبد من الصحابة وكانوا أكثر من الصحابة ؟! إطلاقًا (إن القرآن أكرم من أن تنزف عليه قلوب الرجال )مستحيل أن تقرأ القرآن يغمي عليك ، لا ، أنت تقرأ القرآن تفيق لا يُغمي عليك يستقبله قلبك يقشعر جلدك فتنفعل له الصحابة كانوا هكذا ، وكان الواحد منهم يقرأ بالآية الواحدة طيلة الليل ويبكي لكن لا يُغمي عليهكما فعل تميم الداري:﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ (الجاثية:21) طول الليل لميتجاوز هذه الآية وهو يبكي ، والنبيr﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾(المائدة:118) طيلة الليل لم يتجاوز هذه الآية أن يقف عندها ، ماالفرق بين هؤلاء وبين هؤلاء بين الصحابة وبين الذين جاءوا بعدهم ؟!
الفرق بين الصحابة وبين الذين جاءوا بعدهم :
الذين جاءوا بعدهم: دققوا في مسائل الورع حتى عقَّدوا الورع . تخيل مثلًا أحد كبار العلماء وينسبونه للتصوف ,أظن سري السقطي أو واحد من هؤلاء الذين كانوا علي المنهاج الأول ,قال: (حمدت الله مرة فأنا استغفر الله من هذا الحمد أربعين سنة ) ما الجناية التي فيها ؟! أي حمدت الله مرة يستغفر من الحمد كأنه ذنب ، قالوا له: كيف هذا ؟!
قال: كان لي (حانوت) أي دكان في السوق فهبَّ حريق أكل السوق كله إلا حانوتي ، فجاء واحد قال: انظر السوق احترق كله ما عدا دكانك قال: الحمد لله ,وبعد ذلك رجع إلي نفسه وقال: الحمد لله هذه معناها كأني فرح فيهم أم ماذا ؟! فشعر كأنه حمد الله أنه نجا وهلك الباقون فيقول: فإني استغفر الله من هذا الحد أربعين سنة ، هل هذا كلام ممكن يستقيم ؟! هذا وسواس فحدث نوع من التدقيق في مسائل الورع لدرجة أن الإنسان صار موسوسًا فيه وعقد الناس الورع لدرجة إن بعض الناس يقول: أنا لا أعرف كيف أتورع ، مع أن الورع سهل.
كل شيء أمر الله U به ففي إمكان العبد أن يفعله ، كل شيء نهي الله Uففي إمكان العبد أن ينتهي عنه ﴿ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا﴾ (البقرة:286) ،﴿ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا ﴾ (الطلاق:7) ، ﴿ وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ (المؤمنون:62)، ﴿ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ ﴾(النساء:84)لن يكلف الإنسان أكثر من طاقته علي الإطلاق .
فالورع والإخلاص يمكن تحقيقه : ، هناك من يقول: من رأي في إخلاصه الإخلاص فإن إخلاصه يحتاج إلي إخلاص ، ما الذي يمكن أن أفعله ؟! ليس هناك إنسان يكذب علي نفسه عندما أعمل العمل لله أعرف أنني فعلته لله يقينًا ، ما الذي يدخل عليك الشك ؟! الشيطان ووسواس الورع ، وإلا الجماعة في الغار وانطبقت عليهم الصخرة اذكروا عملًا عملتموه أي عمل صالح ، أنا ما أظن أن كل واحد يأخذ ساعة لكي يفكر هو ماذا فعل أمس ، إنما انطلق لسانه توًا بالشيء الصالح الذي فعله .
تحقيق الإخلاص و الورع أمر سهل لو أخذته من القرون الثلاثة الأول : لو أخذته من القرن الرابع أو من آخر القرن الثالث وأنت تسير تتعقد الدنيا في وجهك عليك بالشرب الأول كان في الصحابة كانوا يفعلونه رضي الله عنهم تجد الدين سهلًا لا تعقيد فيه حتى في الفقه والسلوك كل شيء سهل، ولذلك قال ابن عمر للتابعين الذين كانوا معه
ما يميز جيل الصحابة عن كل الأجيال التي جاءت بعد ذلكقال:(لو عُمِّرَ أحدُكُم عمر نوح ما ساوي مُقَام أحدُهم في الصف ساعة) واقف في الجهاد ساعة واحدة فقط (لو عُمِّرَ أحدُكُم عمر نوح)يعمل الصالحات لا يساوي ساعة واحدة من هؤلاء إذا وقفوا في الصف ، والنبي r قال هذا لما حدث بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شجار فسب خالد عبد الرحمن فشكاه عبد الرحمن إلي النبي rفقال النبي r لخالد: «لا تسبوا أصحابي» ، أليس خالد صاحبه ؟! لأنه قال: «لا تسبوا أصحابي» إذًا الصحابة رتبة في الصحابة الأوائل المهاجرون الذين تركوا ديارهم وأموالهم وملاعب صباهم ,وهاجروا إلي الله ورسوله ، وفي الذين جاءوا بعد ذلك كما قال تعالي:﴿ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ﴾ (الحديد:10) ، فقال: «لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» جبل أحد طوله وعرضه وارتفاعه لو تحول إلي ذهب ، كم يساوي في عالم الأرقام ؟! أظن مسألة صعبة أن تأتي بالرقم بسهولة يريد مجمع كامل لكي يري سنصل إلي أي رقم لو جبل أحد تحول إلي ذهب ، فلو سلمنا أن إنساناً يمتلك هذا الجبل وأنفقه في سبيل الله ، وجاء رجل من الصحابة وأخذ حفنة أو مد من شعير يملأ كفيه ، وأنفقه في سبيل الله المد هذا يكون أكبر من هذا الجبل عند الله «مد أحدهم ولا نصيفه»ولا نصفه أيضًا الحفنة البسيطة , لو أن هذا الصحابي تصدق بهذا لكان أفضل عند الله Uمن هذا الذي يمتلك جبل أحد ذهبًا ويتصدق به . الفرق بين هذا وذاك كالفرق بين القدم والفرق ، الفرق: هو فرق الشعر والقدم الفرق بين السماء والأرض ، لماذا نبغ هؤلاء وكانت أعمالهم بهذا والذين جاءوا من بعدهم أنفقوا فعلًا في سبيل الله ؟! ، كيف ارتفع هؤلاء وانخفضت درجة هؤلاء عنهم ؟!
أهمية تفعيل قانون﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ في حياتنا: هذا الذي يميز جيل الصحابة عن كل الأجيال التي جاءت بعد ذلك تفعيل هذا القانون﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ (البقرة:285) لا يقول: لا في شيء أبدًا ، إنما يباشر العمل فإذا باشر فعجز تأتيه الرخصة .
لما يُحرم المرء التوفيق؟ نحن ممكن نرفض العمل قبل أن نفعله ، ولذلك يحرم المرء التوفيق وحديث أبي هريرة في صحيح مسلم لما ﴿ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ﴾ (البقرة:284)الصحاب ة جاءوا فبركوا علي الركب قال: (جاءت التي لا نستطيع)،لماذا ؟! لأن الآية معناها أن كل خاطر يقرع باب قلبك أنت محاسب عليه كما لو كنت فعلته ، الواحد يكون جالس في حاله ويجد الشيطان يدخل عليه الوساوس القهرية والسب في بلاد الله والقرآن والكلام هذا ، وأنا كاره لهذه ,من الذي ينجو من هذه الأفكار السيئة التي تمر علي الإنسان ؟! ، ولذلك الصحابة الذين لا يقولوا لا أبدًا خافوا من هذه المسألة وقالوا: (جاءت التي لا نستطيع) فقال r: «أتريدون أن تقولوا سمعنا وعصينا قولوا سمعنا وأطعنا» ، قال أبو هريرة: (فذلت بها ألسنتهم )ذلت: أي سهل عليهم أنى يقولوها .
قاولوا: ﴿ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ (البقرة:285)فنزلت آية الرخصة ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾(البقرة:286)فع ي عما يحيك في الصدر وجعل العقوبة علي عمل الجوارح . هذا تفعيل قانون ﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ (البقرة:285)ما كان أحد منهم يقول: لا .
حديث حذيفة وأختم به رواه مسلم والطبراني وغيره من العلماء في غزوة الأحزاب غزوة الأحزاب كانت في برد شديد لدرجة أنَّ الصحابة كان الواحد منهم يحفر لنفسه حفرة ويدفن نفسه لا يظهر إلا رقبته يطلب الدفء ، لكي يحبس الحرارة فيشعر بالدفء ، من متى الصحابة كانوا يفعلوا هذا الكلام ؟! الناس تأتي من الآفاق في الحج عندما يكونوا في شهر ثمانية حيث تغلي الرأس من الحر واحد والله جاء لي مرة وقال لي: ربنا فرض الحج كم مرة في العمر ؟! ، قلت له: مرة واحد ، قال: أشهدك أنني لن أحج بعد حجتي هذه ، لماذا تقول: يا بني تقول أشهدك والكلام هذا و أنت رجل تاجر وجيد ومعك فلوس ؟! قال لي: أنا كنت سأموت من الحر , الصحابة كانت حياتهم كلها في هذا الحر ولا عندهم مكيفات ولا عندهم حاجة ، وكان عندهم جلد وصبر الكلام هذا ، فهل يبلغ من الصحابي أنه لا يستطيع أن يتحمل البرد فيدفن نفسه في الرمل , فالنبي rقال كلمة الصحابة العادة فيهم لو سمعوا هذه الكلمة يستحيل الواحد يتقاعس قال: «من يأتيني بخبر قوم وهو معي في الجنة» نحن كلنا خائفين أن لا ندخل الجنة حتى لو كنا من أعبد الناس لا نعلم ماذا يختم لنا ، لكن النبي rعندما يقول لواحد وهو معي في الجنة ، سيدخل الجنة أم لا ؟! سيدخل الجنة ، أظن لا يوجد إغراء بعد ذلك أنا تصورت أن كل الصحابة كله سيسبق كله ويرفع يده والكلام هذا ولا واحد قام ولا واحد خرج من حفرته ، فكرر الكلام «من يأتيني بخبر قوم وهو معي في الجنة» أيضًا لم يقم أحد حذيفة بن اليمان حس أنه سينادي له فغطس في الحفرة لكي لا يظهر ، فقال له: «قم يا حذيفة» ، أنظر إلي تعليق حذيفة علي «قم يا حذيفة»هذه وهو غطسان لا يريد أن يقوم قال: (ولم يكن من طاعة الله ولا طاعة رسوله بد) قال لك: تعالي خلاص قضي الأمر ، خرج حذيفة بن اليمان قال له: «أأتني بخبر القوم ولا تزعرهم علينا» لا تحدث مشاكل ، وتجعلهم ينقلبوا علينا فقط أنا أريدك أن تعرف هم كيف يأكلوا ؟! ، وكيف يعيشوا ؟! ، وكيف تنصب خيامهم ؟! ومتى سيتحركوا والكلام هذا ؟! ذهب حذيفة قال: (فدعي لي رسول الله r فكأنني أمشي في حمام)ذهب البرد الذي كان يحس به ويقول:(وذهبت إليهم فوجدت نارًا موقدة ورجل يصطلي)_ أي ظهره عريان ويدفئ نفسه_، فعلمت أنه أبو سفيان فأردت أن أخرج السهم من كنانتي _وأعطيه واحده في ظهره قال: فتذكرت وصية النبي r«ولا تزعرهم علينا» فوضع السهم ورجع ، وقال للنبي r عندهم كذا وكذا ويفعلوا كذا وكذا وأعطي له تقرير هذه المسألة .
قال:(فلما انتهيت من كلامي عاد لي القرب قال:فأعطاني عباءته فتدثرت بها حتى أصبحت فجاءني فقال: قم يا نومان ) .
لماذا قال حذيفة هذه القصة ؟! لأن أحد التابعين يقول له: (هل رأيتم رسول الله r ؟! قال: نعم ، قال: والله لو رأيناه ما تركناه يمشي علي الأرض)، ماذا ستفعلوا ؟! ستحملوه علي الرؤوس كأنك تقول للصحابة: أنكم قصرتم في صحبته كان المفروض أن تحملوه علي الرؤوس ، نحن لو مكانكم كنا حملناه من علي الأرض لم نجعله يمشي علي رجليه فقال: (يا ابن أخي أأنت تفعل ذلك ؟!) ثم قصَّ عليه هذه القصة هذا لو مثلًا موجود مكان حذيفة بن اليمان ، ماذا كان يفعل هذا التابعي الذي يتكلم ؟!
إذا أردت الاستمتاع بهذا الدين قبل أن تموت فعليك بالشرب الأول:فأنا أريد أن أقول لكم: إذا أردنا أن نستمتع بهذا الدين قبل أن نموت لأن الدين هذا متعة خسارة كبيرة ألا تستمتع بالإسلام قبل أن تموت ، فعليك بالشرب الأول لا تتجاوز القرون الثلاثة أبدًا من نسج علي منوالها ممن جاء بعدها أهلًا وسهلًا ، من لم ينسج لا قف عند آخر القرون الثلاثة الأولي ما قالوه هو الحق اعتقده ، هذه هي القرون المفضلة التي فضلها النبيr إجمالًا قال: «خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم» وهذا الحديث يروي بلفظ الناس كلها تتداوله ولكنه لا يصح «خير القرون قرني» لا لن يصح لفظة القرون ، وإنما الذي صح «خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم» .
أسأل الله Iأن يوفقنا وإياكم إلي إتباع هذه القرون الثلاثة الأولي المفضلة إنه ولي ذلك والقادر عليه ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم .
انتهي اللقاء الثاني للشيخ _حفظه الله_ بالمدينة نسألكم الدعاء (أختكم أم محمد الظن)


http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=11073


حمل اللقاء تفريغاً وصوتاً

بسام الحربي
2010-11-12, 04:51 PM
شكرا لكم
عمل مبارك حفظكم الله

أم محمد الظن
2010-11-12, 04:55 PM
وجزاكم مثله

أم محمد الظن
2011-04-06, 05:32 PM
جزاكم مثله

اسماعيل علوي حسني
2011-07-08, 09:55 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله
من قال أن السقطي باهى بأن أغمي عليه، لعل جسده أضعف من أجساد الصحابة الدين غزوا في سبيل الله ؟ الصحابة منهم مبشر بالجنة ومن دعى له الرسول،؟
يجب أن تعلم أن أشد الناس بلاء بعد رسول الله ص و الصحابة : هم الأولياء العلماء العاملين المحققين في زمن انتشار الغفلة و العمل بظاهر الدين و الغفلة عن عيوب النفس ومراد الله,
على أي حال ففي زماننا الهمم منحطة و العزائم باردة
فالظاهري متخف في ظاهر الأمر من تحقيق غاية الأمر
و الباطني فار من إكمال الصفاء خوفا من زيادة البلاء
و اللذين يمرون بالتلفاز هم بين محب للرياسة وهو غير مؤهل بالولاية و هو اثقل من الجبال على أرواح المسلمين ، ومنهم عالم بصير مشفق من الرياسة لعلمه بمتطلباتها كعمر عبد الكافي
إعلم أن الغل و الخقد والمشاحنة للمسلمين مفسد لصفاء الإيمان ، صاد عن الإقبال على الرحمان، أو طارد من معيته،
احدر أن بكون سري السقطي من أحباء الله، فيعاديك الله إن عاديته،
احدر أن تكون مستقبحا للزهد و الورع و قد أمر به الرسول ص أفاضل عباد الله من الصحابة ،فيفسد باطنك
واذكر معاملة النبي ص لأهل الصفة و حبه لأهل بيته الكرام اللذين حفظوا الدين ظاهره و باطنه وأحبوا الله خقا وأعظم البلاء بلاء المحبوبين،
وإن الإغماء الدي أصيب به السقطي و غيره إنما هو أعلاء لقدؤ الصحابة إن شئت إلا المقارنة بالنبي و الصحابة إد لاشك فأن الصحابة كانوا أشد استعداد لقبول و استحمال الإقبال على الله العظيم، وفي هدا الشيء المهول الدي لا يعرفه إلى من أحب الله و توجه إليه،و قصد من وراء المقارنة بالصحابة ر الرسول ص هو لإقلال القدر و بث الفتنة وكراهية الصوفية لما بينوه من عيوب النفوس وتبيان لحقيقة المسير إلى الله ولذا كانت كتبهم أشد ما يكون على النفوس فذهب الظاهرييون في تضييق العمل بالسنة و تغيير الأخذ بالعقائد لسد الطريق على من يقصد مقام الإحسان، ولا دليل أقوى من واقع نعيش فيه حيث الولاية و الكرامات و التمكين غائبون حتى على أجل متصدري الدعوة و العلم الله أعلم بما في الصدر، و اعلم أن أبا بكر كان رقيق القلب لا يسمع المصلين صوته فالجماعة لشدة خشيته، و كان عمر ابن الخطاب يبل لحيته و لباسه من الصوف الخشن في قيام الليل، رغم أنه امن من العذاب موقن بالجنة و أبا بكر،
هل كان رسول الله يبلل كل ثيابه في قيام الليل؟ هل كان المصلون لا يسمعون قراءة النبي ص في الجماعة؟ هل هذا يفضل بأبي بكر على النبي في الخشوع و الانكسار؟ و هل يكون بهاذا عمر بأفضليته فالبكاء افضل من الرسول ؟ و هل يكون علي بن أبي طالب أشجع من الرسول ؟
بالطبع لا ؟
كلنا يصرخ بمثاله في الزهد و الدين و الورع، ليعلوا و يغلب، فوالله لن نفوز و لن ندوق ما ذاقه السلف إلا إذا كنا مثلهم، و آتينا ما آتوه و نحن مشفقون،
بالله عليك أنظر ما فعله حديث "الفرقة الناجية" في كثير من المتبعين و المتبوعين من هذه الأمة من عجب و اطمأنان، فلو كان بعضنا مبشريين بالجنة؟ كيف كيف كنا لنعجن فنتباهى ثم نهلك،
"أفضل الناس إيمانا أفضلهم أخلاقا" و" خير الدين الورع"
الكلام كثير، و المنيب قليل، و الأجل قريب، و الشيطان لا يفتر، يرى عيوبنا بدون مانع، و يعرض لنا الفتن حسب حقيقتنا لا حسب ادعائنا، و إلهنا يبتلينا حسب إيماننا، و من إدعى ما ليس به من دين أو صفاء أو حب لله طولب بمقتضاه ، وحمل ما لا يطاق، و يا لشدة بلاء المحبين،
اللهم نجنا من الإدعاء، ووفقنا للعمل و بلوغ الصدق و الصفاء، آمين

سيعلم كل منا عيبه يوم يجيء "الذي يصلحه الله في ليلة"، فلنتهيء بالتواضع ،
قلت ما قلته و لي كما كثيريين تدبر ببصيرة في العيوب التي تسود حالة المسلمين في أيامنا،
أيام مظلمة أقبلت ، نجاكم الله و نجاني من شرها، عسى ربي أن يجرنا من غضبه و عقابه، و إنا لغضبه لمستحقون، يا الله ادعوك دعاء الغريق الموقن بهلاكه
با من نجى فرعون بجسده ولم يومن فرعون
نجني و من أحبني و أبغضني من إخواني المسلمين براحمتك الخاصة و عفوك الشامل من حصائد جرمنا، إنا شهدنا بأنك الله الأول بلا ابتداء و الآخر بلا انتهاء،
خلطنا حسنا أنت من و فق إليه بسيء أتينا لأنفسنا به
اللهم اعرض لنا عفوك عن سوءنا و استر عنا غضبك الذي حصلناه بشرورنا،
و اللهم صل على سيدنا محمد، صلاة ترحمنا بها وتدخلنا بها إلا جنة لا غل فيها ولا سوء و لا حزن ،
آمين