طلب إعراب

[اهل العلم أدلاء]

ليست الدنيا إلا مشقات مع بيان العلل وجزاكم الله كل خير

[أبو بكر المحلي]

ليسَتِ الدُّنيا إلا مشقَّاتٍ.
(ليس) فعل ماضٍ ناسخٌ ناقصٌ جامدٌ رافعٌ ناصبٌ مبنيّ على الفتحِ الظاهر، لا محلّ له منَ الإعراب، و(التاء) حرفُ تأنيث مبنيّ على السكونِ، وحُرِّكَ لدفع التقاء الساكنين، و(الدُّنيا) اسمُ ليس مرفوعٌ بها، وعلامةُ رفعه الضمّةُ المقدَّرة على الألفِ للتعذُّرِ، و(إلا) حرفُ استثناءٍ مبنيّ على السكون، لا محلّ له منَ الإعراب، و(مشقَّاتٍ) خبر ليس منصوبٌ بها، وعلامةُ نصبِه الكسرةُ نيابةً عنِ الفتحةِ، لأنه جمعٌ مزيدٌ بالألفِ والتاء، والاستثناء مُلغًى، واللهُ أعلمُ.

[اهل العلم أدلاء]

الاستثناء ملغي أي أنه الحالة الثالثة ، وفي الحالة الثالثة يلغي النفي وحرف الاستثناء وتقرأ الجملة ، فلماذا عملت هنا ( ليست ) علي عكس قولنا ( ما الدنيا إلا مشقات ) شكرا لاهتمامك وأرجو التوضيح .

[اهل العلم أدلاء]

أفيدوني يا أهل العلم .

[مصطفى مدني]

ألغيت ليس اعتبارا ولم تلغ في العمل

[محمود محمد محمود مرسي]

أخي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعدُ :
فإنَّ الاستثناء في قولك : ليستِ الدنيا إلا مشقاتٍ استثناءٌ ـ كما قال إخواني ـ مفرَّغٌ ، وفيه يتفرَّغُ ما قبلَ إلا للعملٍ فيما بعدَها، وكأنَّ ( إلا ) لا وجود لها في الجملة ؛ ولهذا قالَ الناظمُ :
وإنْ يَكُنْ من ناقِصٍ فإلَّا ****** قَدْ أُلْغِيَتْ والعَامِلُ استقلَّا
فليسَ في الجملةِ المشار إليها تعملُ عملَها ؛ فترفعُ الاسمَ : الدُّنيا وتنصبُ الخبرَ : مشقَّات ، وأما (ما) في جملة : ما الدنيا إلا مشقاتٌ فهي نافيةٌ لا عملَ لها حتَّى على مذْهبِ من يقولُ : إنها مشبَّهةٌ بليسَ في العمل ؛ وذلك لانتقاضِ النفيِ بإلا كمَا في قوله تعالى : ( ما أنتمْ إلا بشرٌ مثلُنا ) ،وقوله : ( وما أنا إلا نذيرٌ مُبين) ؛ وعليه فكلمةُ : مشقاتٍ في جملةِ : ما الدنيا إلا مشقاتٌ خبرُ المبتدأ مرفوعةٌ بالابتداءِ وعلامةُ رفعها الضمةُ الظاهرةُ بخلافِها في جملةِ : ليستِ الدنيا إلا مشقاتٍ فإنها خبرُ ليسَ ؛ لأنَّ ليسَ لم يبطلْ عَمَلُها كما أشار أخونا الفاضلُ مصطفى مدني ، وأخي الحبيبُ كمال أحمد ، ولعلي بهذا أكونُ قد أجبتُك عنْ سُؤَالِك ، واللهُ أعلمُ ، والسلام .

[أبو سلمى المصري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأقول كلاما غريبا، ولعله يكون مُقنعا:
ليس = لا + أيس
والأيس هو الوجود، بمعنى أنها نفي للكون أو الوجود ، أي هي = لا + كان
وهذا الاستثناء مفرغ
فإذا ذهب النفي بقي عمل [كان] في الجملة
والله سبحانه أعلى وأعلم

[أبو بكر المحلي]

جزاكم الله خيرًا على التِّبيانِ، وليعذِرني أخي من التأخر في الجوابِ، يسّر الله لنا ولكم، ووفقنا وإياكم.
أما عن الكلامِ في أصلِ ليس، فهو ضربٌ منَ النظرِ الذي لا داعيَ له ولا مُحْوِجَ إليه، كان يكفينا أن نقولَ: إن ليس نافيةٌ من حيثُ المعنى ناسخةٌ عاملةٌ عملَ كان من حيثُ الصناعةُ، والله أعلم.

[اهل العلم أدلاء]

بارك الله فيكم ومتعكم بالصحة والعافية